أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - النوم على صدر الحُسين














المزيد.....

النوم على صدر الحُسين


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


أتذكرك كلما أستبد بي الألم..فمن مثلك عرفه و عرف كيف يحاول ذلك اللعين أن يحتل أوسع رقعة من روحك رغماً عنك!!..أنت ستفهمني و ستفهم معنى أن تكون وحدك رغم الجموع المحيطة بك..أنت وحدك دون سواك ستفهم معنى أن ترغب بالمستحيل..أن ترغب بشيء يخذلك به أغلب البشر..أنت وحدك ستعرف معنى أن تعشق السير في طريق تعرف أن في نهايته حتفك.

كلمة..كل ما كان مطلوب منك هو أن تقول كلمة..أن تقول نعم..و لكنها ليست كأي نعم..إنها نعم التي تعني أنك أصبحت كالآخرين..إنها نعم التي تُعلن انكسارك و انهزامك..إنها نعم و آه منها من نعم..إنها كإعلان زائف للحب نمارسه عشرات المرات في حياتنا..وحدك عرفت أن في الحب كما الحرب يجب أن تكون نفسك و إن كنت لوحدك.

هل توقفت؟؟..هل ترددت؟؟..لا أتمنى أن تكون فعلت..فإن كنت أنت بكل ذلك اليقين ملأك الخوف من مسار خطوات أقدامك فما عساه الخوف يفعل بي!!..هل كنت مثلي تشتاق إلى شيء لا تعرف إلا أنه يتجاوز حدود السماء قبل حدود الجسد؟؟..هل كنت تشتاق إلى الرب و لهذا سرت نحو حتفك لتلقى من تعشق؟؟..إن كنت واثقاً من لقاءه مختلياً به باثاً له إرهاق روحك فكيف عساني أستطيع أن أكون مثلك فأسير إلى نهايتي منهية ذلك الألم البشري؟؟.

أنت في نظرهم تمثل الجنون!!..فلو كنت تنازلت و أصبحت من الآخرين لمِت بطريقة مختلفة و لتجنبت مطاردة الألم الحثيثة لك..و لكن أنت ما عجزوا عن أن يكونوه..فكان يجب عليهم أن يقتلوه لكي لا يروه ماثلاً أمامهم..أنت ما تمنوه فلم يدركوه لهذا وُجب عليهم تشويهه بالكلمات قبل السيوف..أنت عارهم و إنسانيتهم المهدورة..أنت لحظة عُري لا يجدون فيها ما يسترهم..أنت صورة أخرى للألم الذي يهربون منه عن طريق ممارستهم له تجاه الآخرين.

كنت تعلم بأنهم سيخذلونك حيث أنت ذاهب..رهانك كان عليهم و رهانك كان بأنهم سيخذلونك فعندما ربحت الرهان هل حزنت أنك ربحته؟؟..لعلك مثلي تمنيت أن تخسر أمامهم فيكونوا خارج توقعاتك و خارج توقعاتهم و خارج توقعات الشيطان..أشعر أن كسبنا للرهان ضدهم ليس بالأمر الذي يثبت تفوقنا العقلي عليهم كما نظن بل يثبت أننا فقط كنا نرجوهم أن يكونوا أكبر من توقعاتنا تجاه الألم المُنتظر منهم.

عندما علمت بخذلانهم لك لم تنثني قدماك عن الطريق و لم تتراجع و تفر هارباً..كانت لديك فرصة الفرار و لكنك أحجمت فهل تفر من أمام الألم!!..هل تمنحه ما كان يريده منذ البداية و هو أن تهرول خائفاً منه!!..قمت بما كان سيفعله "لا أحد" في مكانك فواجهته..عندها سيخبرونك أنك قد تموت من ألم الروح عندما تواجه الخذلان و تراه بعينيك حينها سترد قائلاً:"هل قابله أحد منكم ليرى هل له به طاقة؟؟"..حينها ستجد أن أغلب من يتحدثون عن الألم هم من ركعوا أمامه فلم ينالوا القسط الوافر منه لأنه احتقر خنوعهم..فلمَ يُعذب من لا يستحق!!.

أشتاقك عندما أشعر بالوحدة..فوحدك ستفهمني لو حدثتك عن أمر هو أكبر من حدود الروح يحاول أن ينتصر عليك فيقتنص منك دمعة تشير إلى انكسارك و نصره..هل بكيت و أنت تراقب روحك تغادر ذلك الجسد؟؟..أم أنك لم تمنح الألم ذلك النصر الوهمي بأن تجعله يراك تركع باكياً عند قدميه لتخبره "نعم أنك بداخلي و أنك تخنقني"؟؟..هل راقبت دماءك و هي تسيل فشعرت بالطُهر و بالسعادة و بأنك أخيراً تحررت؟؟..تحررت من جسد يعوق الروح و من جسد يقيده الآخرون.

وحيداً عشت و وحيداً مِت..و لكنهم لا يعلمون أن من وحدتك وُلدت أُنستك..فأنت كنت تملك روحاً قلقة رافضةً للحدود و للقوانين البشرية..أنت نقمة على من هم حولك قبل أن تكون نقمة عليك كما يصفونك..فأنت بهذه الروح تخبرهم أنهم لا يستطيعون أن يمتلكوك لأن من هم مثلك لا "يُؤسرون"..لا يُؤسرون بشخص و لا بخوف و لا حتى بحب موسمي.

أفتقدك كلما شعرت بأني أصبحت مثلك..أقاتل و كُلي يقين أني للموت أسير و إن كان جسدي لا يفعلها كما فعلها جسدك..أتذكرك فيهون عليَّ الألم و لكنك تبكيني كما يعجز هو عن فعلها..يبكيني أن أتخيلك بلا رأسك الطاهر مُضرجاً بالدماء..فأقترب منك و أضع رأسي على صدرك و هناك أسمع روحك تهمس لي أن الألم لا يشعر به إلا من يظن أنه أضعف منه لأنه يقتنص خوفنا و يعتاش عليه..ُمنهكة أنام على صدرك و أنا على يقين بأني هنا و فقط سأجد الأمن الحب التفهم الطُهر و التحرر من الجسد و قيود مخاوفه.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاة لليلة واحدة
- لهو رباني -قصة-
- الشهر الذي اُنزل فيه النفاق
- شيخ الخصيان – 5
- شيخ الخصيان - 4
- شيخ الخصيان – 3
- شيخ الخصيان – 2
- شيخ الخصيان - 1
- بنت الشيخ
- باسندوة ماشفش حاجة
- لماذا زين جوزيف؟؟
- غير طبيعية؟؟..طبيعية جداً؟؟
- كل شيءٍ هاديء في الضالع
- تتزوجها؟؟
- كل عامٍ و محمد بلا نسب
- التحرش الجنسي في اليمن
- قُبلة يهوذا
- دستور و مثلَّية و سرير – 2
- دستور و مثلَّية و سرير - 1
- لا عذراوات في بلدي


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - النوم على صدر الحُسين