أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زين اليوسف - القاعدة و الزير سالم














المزيد.....

القاعدة و الزير سالم


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأعود بكم 14 عاماً إلى الوراء..إلى عام 2000 م عندما عُرض مسلسل الزير سالم لأول مرة..لن أتحدث عن المسلسل كقيمةٍ فنية و لا عن القصة التاريخية المعروفة نسبياً لدى الأغلبية و لا حتى عن أحداثه الدرامية المشوقة..و لكني سأتحدث عن عباراتٍ عابرة مُررت لنا عبر حوارات المسلسل..عباراتٌ لعل أغلبكم نسيها و لكن البعض قد يتذكرها إن كان حينها ممن شاهدوا ذلك المسلسل بكثيرٍ من التمعن.

"لئن قُتلت لتقبلنَّ فيني اللبن"..قالها كليب لأخيه الزير..معتقداً أنه لو قُتل فلن يعادل ذلك لدى الزير إلا عدة جِمالٍ سيقبلها من قاتل كليب المتوقع..فالمال لدى البعض قد يكون أغلى من الدم..و مقاومة هذا الأمر ليس بالأمر اليسير على أغلبنا..لهذا أفترض كليب أن الزير لن يكون الاستثناء الذي يكسر تلك القاعدة..و لن يرى أن الدم عندما يُراق لا ينسكب على الأرض من شرايين القتيل فحسب و لكنه ينسكب أيضاً من شرايين زوجته أطفاله محبوبته والدته و شقيقته..و لن يُوقف نزيفهم إلا رؤية القتيل يتوقف هو الآخر عنه لينتصب واقفاً و كأن شيئاً لم يكن.

"لا تصالح" قالها كليب ضمنياً في قصيدته أو وصيته للزير سالم قبل أن تفارق روحه جسد الملك الذي طُعن من الخلف..فكليب كان لا يريد أن يرى حتى و لو بعين الخيال قاتله يسرح و يمرح في الحياة التي سلبها منه..و لم يكن يرغب في أن يتخيل أيضاً أن يتم التنازل عن قيمة روحه التي كان يجدها قد تعادل روح الرب قيمةً.

"أن لا أبقي منهم أحداً"..قالها الزير عندما سُئل ما الذي قد يقبله كديةٍ عن أخيه كليب..الزير كان يجد أن التسوية الوحيدة العادلة من وجهة نظره هي أن يزيل ليس القاتل فقط من الوجود بل الشجرة التي ينتمي إليها بأكملها..قد يكون الزير تطرف في فكرته و لكن يبدو أنه آمن أن الفرع الفاسد لم يأتي بما يحمله من اللا شيء و لكنه تغذى من جسدٍ يحتوي على فكرٍ فاسد هو الآخر..و بالتأكيد ذلك الفكر قد تفرع إلى فروعٍ أخرى لن يراهن هو على صلاحها من فسادها لهذا سيبيد الفروع كما الشجرة أجمعين.

"أريد أبي حياً" قالتها اليمامة عندما سُئلت عن ماذا تريد مقابل التنازل عن المطالبة بالثأر لأبيها..فقالت ببساطة أنها تريده حياً..الأغلبية سترى أن هذا الطلب كان ببساطة طلبٌ تعجيزي و لكنه -من وجهة نظري- حقٌ مشروع لأهل كل قتيل..من حقهم أن يطالبوا القاتل الذي جعل روح قريبهم تغادر جسده -بشكلٍ بطيء أو سريع- أن يعيدها إليه..فكما نصب نفسه إلهاً بانتزاعه لروحه فليكمل ذلك الدور فيعيده إلى الحياة.

"كنتم صغاراً فكانت مطالبكم كبيرة..الآن كبرتم فصغرت مطالبكم"..قالها الزير لابن أخيه الجرو عندما أكتفى بالصلح و قتل جساس بأبيه كليب و بذلك توقفت الحرب و تم الصلح..ذلك الصلح الذي جعله ملكاً بلا مُلك..حينها وجد الزير أن ابن أخيه انتقل من المطالبة بعودة والده إلى الحياة إلى المطالبة بمنحه عرشاً بلا معنى و مرعى لترعى فيه أغنامه.

ما علاقة تلك العبارات من مسلسل الزير سالم بالقاعدة؟؟..أليست العلاقة واضحة؟؟..حسناً حسناً سأقوم بالتوضيح قليلاً..القاعدة في اليمن تمارس تجاه المواطن اليمني ذات السياسة التي أفترضها كليبُ في قاتله كما افترضها في الثائر له منذ عدة قرون..القاعدة تقتلنا و تفترض أننا سنقبل في شهدائنا اللبن..لهذا السبب خرج الناطق العسكري باسم التنظيم ليخبرنا و يبشرنا أن القتلى لن تذهب دماؤهم سدى بل سيحصل ذويهم في المقابل على أموال الدية و التي تمت سرقتها من هنا أو هناك.

القاعدة تتوقع أننا سنحبها في يومٍ ما و سنصالحها متناسين تاريخاً من المجازر كانت هي السبب فيه و المتلذذ بحدوثه..مجازر راح ضحيتها من الأبرياء أكثر مما تدعي هي بأن الطائرات بلا طيار قد حصدته منا..ضحايا قتلوا بكل طريقة قتلٍ ممكنة تحقق أكبر قدرٍ من اللذة للقائم بأعمالها.

القاعدة تريد أن تحكمنا و لكنها تتناسى أن كل مواطنٍ يمني بل أي إنسانٍ سوي يردد في سره عند كل عملية تحصد أرواحهم الشبقة إلى السلطة أنه "لا تُبقي منهم أحداً"..و لعل هذه الدعوة نجحت في تحقيق إجماع من مختلف المذاهب و الأديان لم تحصده أي مسألة خلافية أخرى.

القاعدة تتوقع أن ذوي ضحاياها لن يصرخوا يومياً "أريد أبي حياً" و أن القتيل في كل منزلٍ -مهما كانت صفته- ستختفي الرغبة في عودته حياً مع مرور الوقت..و لكنهم يجهلون أن ذوي الضحايا لن يتنازلوا عن هذا المطلب إلا بتحقيقه حتى لو كان في نظر القتلة مستحيلاً..فالحب الألم و الفجيعة -كما الدم- أمورٌ لا تسقط بالتقادم.

القاعدة تتوقع أننا مع الأيام ستصغر مطالبنا و سننتقل من مرحلة الرغبة في إبادتهم من حياتنا السياسية و الاجتماعية و الدينية إلى مرحلة قبولهم و المصالحة و ربما تحلم أيضاً بأن يأتي الوقت الذي نتمنى فيه أن يحكمونا..لم لا أليست رايتهم تحمل لفظ الشهادتين!!..أليست تقاتل في بلدٍ مسلم يتغنى طوال الوقت بالشريعة الإسلامية!!..و لكنهم نسوا أو لعلهم تناسوا أنه كما أن رايتهم سوداء اللون فقلوبهم أيضاً كذلك..و لن يقبل أي إنسانٍ سوي أن يحكمه شخص يحمل كل هذا السواد بداخله لأنه يعلم أنه حينها كما كليب سيموت يوماً ما غدراً و لكن لن يكون هناك من يستطيع ألا يصالح.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للكرامة جدران!!
- شَبَقَ -قصة-
- فيلم ظل الضمير -التحرش الجنسي في اليمن-
- فراس و الكلاب
- انفصال
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 3
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 1
- طفلة زنا للبيع
- يمن جديد!!
- رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن
- الأرباب الصِغار
- طفل البسكويت و طفل العامود
- إغتصاب هدى
- صور
- مَدِّد يا هادي و لا تُبالي
- شجرة بمنزلة نبيَّ
- رداد يمتهن النساء*
- الجمهور عايز كده
- و جُعلتَ لي مسجداً


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زين اليوسف - القاعدة و الزير سالم