أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - للكرامة جدران!!















المزيد.....

للكرامة جدران!!


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 20:23
المحور: كتابات ساخرة
    


لعل هذه كانت من أكثر الأكاذيب تداولاً منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام..كذبة أن بإمكانك بالكثير من الصراخ و بعدة أصابعٍ تُشكلها حسب ما يريده الآخرون لها مع القليل من المباديء أن تسترد كرامتك و أن تحطم تلك الجدران الفولاذية للوصول إليها..لا بأس فالحالمون خلقهم الله ليتم سحقهم من قبل واقعنا الذي لا يمكن اتهامه للحظة بالرحمة..و هكذا تتم المتاجرة بأحلامهم الموءودة فيتم إنتاج أغاني قصائد أفلام و حتى روايات كلها تتصف بالركاكة لأن المتاجرة بالآخرين بأسلوبٍ براغماتي لا يمكن أن ينتج عنه -على الأغلب- أي نوعٍ من أنواع الإبداع..و لكن فلنقف قليلاً عند معنى تلك الكلمة السحرية الغريبة و التي تكاد أن تهاجر من اليمن -كما يفعل الكثير من مواطنيه- و التي تُدعى "الكرامة".

الكرامة هي "احترام المرء لذاته..و هي شعورٌ بالشرف و القيمة الشخصية يجعلانه يتأثر و يتألم إذا ما أُنتقص قَدْره"..هذا ليس تعريفي الشخصي لها و لكن هذا تعريف لغتنا العربية لها و الذي ستجدونه في أي قاموسٍ خاصٍ بها..و لكن هل نرى تلك الكلمات تمارس وجودها في واقعنا اليمني المعاصر؟؟..الأغلبية ستقول نعم و بكل ثقةٍ عمياء فقط لأنها -كالعادة- أجبن من أن تعترف بالعكس..و الأقلية ستقول لا لأنها على قدرٍ كافٍ من النضج لممارسة جلد الذات كما يجب.

في اليمن نسبةٌ كبيرة من أشباه البشر و الذين يؤمنون أنهم عكس ذلك فقط لأنهم يملكون تعريفاً شبه موحد لمفهوم الكرامة تم التواطؤ على قبولهم له أجمعين..فالكرامة في اليمن مفهومٌ مرنٌ جداً بل و قابلٌ للتمدد و الانكماش حسب ما تقتضيه مصلحة الآخر "المتبوع" لا مصلحة الفرد "التابع"..فنجد أن كل قائدٍ لأي فصيلٍ في اليمن يتبعه قطيعه الخاص الخاضع له بلا تفكير قد يمارسه تجاه مفاهيم قائد القطيع فيما يتعلق بالكرامة أو حتى ما سواها.

و هكذا نجد أن كل طرفٍ أصبح يُحدد سلفاً لخصيانه و منافقيه و جواريه و المستفيدين منه معنى متفرد لكلمة كرامة..و ما على الجميع إلا السمع و الطاعة دون اقترافٍ لخطيئة التفكير..فالتفكير في مثل تلك الحالات يعني أنك ستخسر إما مالاً أو منصباً أو حياةً أو حتى حرية..لهذا تتم مقايضة الكرامة قليلاً بكل ما سبق أو بعضٍ مما سبق و كثيراً بلا شيءٍ مما سبق!!..و لعلي لهذا السبب أجد أن الحسين بن علي رضي الله عنه من الأشخاص القلائل -في تاريخنا المزيف أغلبه- اللذين عرفوا معنى الكرامة..لهذا آثر الموت على البقاء قابعاً خلف أسوارها..فأين اليمنيون منه!!.."لا تقارنينا بذلك الشخص الذي شق وحدة صفنا كمسلمين" سيقولها أغلب المتعصبين مذهبياً..حسناً حسناً لا مجال للمقارنة أصلاً فلا تغضبوا.

لعلي لهذا لم أستطع منع نفسي من الضحك كثيراً عندما صدر قبل عدة أسابيع قانون إدراج اليمن تحت بنود الفصل السابع..لم أفهم القانون تماماً و لكن ما أضحكني أن من يدعون دوماً أنهم يفضلون الموت على العيش بلا كرامة كانوا من أوائل من أعلنوا إلقائهم لها عند أحذية الآخرين..لا بأس أنا لا أطالبهم بالاعتراض أو حتى بالمقاومة فلكي تفعل ذلك يجب أن تملك الحد الأدنى من الإحساس بآدميتك مع الكثير من الأحشاء بالطبع..و لكني كنت أتمنى لو أمطرونا بوابلٍ من الصمت فيكفوا عن تبرير فقدانهم المستمر لعرضهم كما كرامتهم.

ستخبرني أن هناك من عرفوا معنى الكرامة و دليلك على ذلك أن هناك في تاريخنا المخجل القريب لا البعيد يومٌ يُسمى "جمعة الكرامة"؟؟..لا تقم بتزييف الوقائع رجاءاً فهي تستحق أن يُطلق عيها اسم "جمعة ما قبل الركوع العظيم"..و لعلي سعيدةٌ لأن من قتلوا يومها غادرت أرواحهم الأجساد قبل أن يشاهدوا كيف تمت المتاجرة بهم و حتى الركوع باسمهم..فأصبح الجنرال بطلاً و هم من قتلوا فعلياً معتقدين بأنهم بموتهم يقتربون من جعله يغادر هو من فوق أجسادهم التي أنهكها انتهاكاً.

ليس للكرامة جدران؟؟..يا لكم من حمقى يا من تعتقدون ذلك..أنها تملك جدراناً و لكنها ليست كأية جدران بل لعلها تنافس جدار ذو القرنين في صلابته..الكرامة محاطةٌ بذلك الجدار الذي لن يحطمه موتك العبثي الذي اعتمدته كوسيلةٍ جميلةٍ براقة لكي تهرب من واقعك الذي جبُنت على مواجهته..البعض أعتقد أنه بموته سيحصل عليها..بهروبه سيحصل عليها..بركوعه سيحصل عليه..متناسين أن الكرامة لن يمنحها لك أي شخص..حتى موتك لن يمنحك إياها و طالما أنك قررت أن تصبح جثةً هامدة فلا تنتظر أن تأتيك هي لتعانقك فتثبت لك أنه لا يمكن أبداً أن تفصل بينكما أية جدران!!.

أولى خطوات الكرامة أن تكف عن لعب دور الشاة البيضاء و لتمارس دور السوداء كنوعٍ من التغيير..فلتكن الابن الضال الذي لن يعود..فلتكن بلا أصابعٍ يتم تشكيلها لك..فلتكن غير متلونٍ كما يريد لك الآخرون أن تكون..اليوم بشعارٍ أصفر و غداً أحمر و من بعده تستقر على الأخضر "مؤقتاً"..لا تنزل محتجاً إلى الشوارع عندما يأمرك الآخرون أن تفعل..لا تصرخ من أجل هدى فقط لأن الآخرين فعلوا..لا تصمت عندما يصمت الآخرون..لا تصرخ من أجل قضايا الآخرين و أنت عاجزٌ حتى عن حل قضاياك الخاصة..لا تردد كالببغاء صرخات الآخرين فقط لأن من يصرخ يفعلها بحماسٍ قد يبدو لك حينها مُقنعاً..فإن كنت تبحث عن علو الصوت في الصراخ ليقنعك بأي قضيةٍ فالحمار ينهق بمنتهى الإصرار و الاحتجاج على وضعه و لكنك لا تجد من يحب أن يتم تشبيهه به ناهيك عن التمثل به كقدوة.

لا تقل كلنا هو فأنت عندما ستصرخ أنا لن تجد من يقول لك كلنا أنت..لا تسرق لأن الآخرين يسرقون..لا تُقبل يد قائدك فقط لأن البقية انحنوا أمام قدميه..لا تمنح عقلك إجازةً مفتوحة بلا نهاية فقط لأن الآخرون فعلوا..آه كم أبكيتم الرب ندماً على خلقه لكم عقولاً قبل الكرامة..و لكن لا بأس أغلب الأخطاء يمكن إصلاحها فقط افعلوا بعضاً مما سبق و أنا أضمن لكم أنكم ستكونون وحيدين جداً كما كان النبي يونس في بطن حوته..مفلسين مالياً جداً كأي موظفٍ حكومي لا يرتشي..و لكنكم ستمتلكون على الأقل رصيداً محترماً ستستخدمونه عندما ترغبون في ممارسة احترام الذات عندما يعجز الآخرون عن إيجاد الذات..حينها فقط ستصبح كرامتكم بلا جدرانٍ تحول بينكما.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شَبَقَ -قصة-
- فيلم ظل الضمير -التحرش الجنسي في اليمن-
- فراس و الكلاب
- انفصال
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 3
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 1
- طفلة زنا للبيع
- يمن جديد!!
- رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن
- الأرباب الصِغار
- طفل البسكويت و طفل العامود
- إغتصاب هدى
- صور
- مَدِّد يا هادي و لا تُبالي
- شجرة بمنزلة نبيَّ
- رداد يمتهن النساء*
- الجمهور عايز كده
- و جُعلتَ لي مسجداً
- النوم على صدر الحُسين


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - للكرامة جدران!!