أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - الله يُصيبه الصمم














المزيد.....

الله يُصيبه الصمم


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 10:42
المحور: كتابات ساخرة
    


كل أسبوع في صلاة الجمعة..كل يوم أثناء الطابور الصباحي لمدرسةٍ إصلاحيةٍ ما..أثناء صلاة التراويح في شهر رمضان..أثناء تأدية طقوس الحج أو العمرة..عند مشاهدة نشرات الأخبار..في مواقع التواصل الاجتماعي..و مواقف كثيرة غيرها يكون الرابط الوحيد بينها هو أن المسلمين دوماً يصرخون بدعاءٍ ما يطالب الرب باستجابةٍ ما..و لكن لا بأس بالصراخ لإيصال أصواتنا للآخرين خاصةً إذا كان ذلك الآخر يعكس نوعاً من عدم الاستجابة لما نقوله و لكن هنا سيتبادر سؤالٌ منطقي لأذهان البعض و هو لماذا لا يُصغي إلينا الرب عندما ندعوه؟؟.

الله سبحانه لا يستجيب "غالباً" لأغلب دعوات المسلمين..و هنا من المنطقي أن يتساءل البشر عن سبب عدم استجابته لهم و هنا أيضاً تفرقوا لعدة فرق بأجوبةٍ مختلفة..فالبعض يرى أنه لم يستجب لأنه حقيقةً لا وجود له..و البعض الآخر يرى أنه لم يستجب لأن ذنوب عباده لا تجعله يشعر بأي شفقةٍ تجاههم فكيف بالاستجابة لهم!!..و البعض الآخر يرى أنه لن يستجيب بسبب الكراهية التي تمتلأ بها تلك الأدعية التي لا يمكن وصفها أبداً بالدينية.

أنا هنا بالطبع لا أتحدث عن دعاء المظلوم..فأغلبنا ظلم بطريقةٍ أو بأخرى خلال حياته..و من شبه المستحيل أن أتخيل أننا لم نمر بتلك اللحظة التي أوجعتنا فاختلطت كلمات دعائنا على من ظلمنا بدموعنا فلم نعلم حينها هل نحن غاضبون من عجزنا أمام الظلم أم أننا إلى الحزن أقرب؟؟..و لكني أتحدث عن الدعاء الذي يمارس كنوعٍ من التفريغ للطاقة السلبية الموجودة داخلنا..فالملايين من المسلمين تدعو على اليهود و النصارى و لكن قلةٌ منهم توجه دعائها تجاه الجهة التي تسببت بآلامنا أكثر من سواها..فالملايين تدعو على الولايات المتحدة بالهلاك بصرخةٍ تمتلأ كراهية و حمقاً أكثر مما تمتلأ منطقية و لكنها في المقابل تلهج بدعاءٍ رقيق كقبلة العشاق الأولى عند دعائها لحكامها!!.

و كأني بالله لو أغرق الولايات المتحدة ستحل جميع مشاكلنا التي أغلبها ما مصدرها إلا نحن و ليس إجبار الولايات المتحدة لنا على الخطيئة..فليهلك الرب الولايات المتحدة النصارى و حتى اليهود و لكن ماذا بعد؟؟..قتالنا الداخلي بدأ منذ مئات السنين و حينها لم يكن النصارى و اليهود بتلك القوة الأيدلوجية بعد القمع الإسلامي الممنهج لهما..الولايات المتحدة؟؟..و لكنها لم تكن قد خُلقت بعد..هنا أليس المسلمون هم الأولى بذلك الدعاء من سواهم؟؟..فهم منذ البدء من كانوا السبب فيما هم فيه غارقون.

المسلمون يصبون جام غضبهم على كل مختلف..فنجد أن تلك الدعوات لا تمس -على الأغلب- حتى الكيان الصهيوني و لو من المنطلق القائل أنه العدو في الصراع العربي الشبه أبدي..و لكنهم يصبونها في المقابل على أصحاب الأديان الأخرى بل و حتى المذاهب الأخرى!!..رافضين بشكلٍ طفولي أن يكون هناك من يحيا معهم على ذات الكوكب و لا يشاركهم بالضرورة ذات المعتقد الديني.

تسألينني ما الذي يقوم به المسلمون من أجل أن يستجيب لهم الرب؟؟..لا شيء..و لكني أعترف أنه تروقني تلك الثقة التي يتعامل بها المسلمون مع إلهم..تلك الثقة التي لا يمتلكها حتى العاشقٍ الذي تردد أمامه محبوبته دوماً أنها تعشقه و لا تفكر أن تتخلى عنه يوماً..فلكي يستجيب لنا الرب بلهفة استجابة العشاق لدعوات قبلاتنا الحارة يجب أن يكون هناك ما يغريه ليفعل..و لكننا -لحسن الحظ- لا نملك ما يُغريه ليفعل.

حتى الرسول الكريم أصبح عدواً يجب إقصاؤه..تتسألين كيف؟؟..حسناً سأخبرك..هل تتذكرين ذلك الكم الهائل من الأحاديث التي تحقر المرأة و التي تحقر أي شخصٍ يختلف عن المسلمين ديناً مذهباً بل و حتى جسداً؟؟..من المفارقة أنها كلها و بلا أي استثناء ستجدينها مختومةً بذلك الختم العفن "حديثٌ صحيح" و لكن الحديث و ربما الوحيد الذي يقرر أن الاختلاف رحمةً لنا لا عقوبةً علينا ستجدينه مُرفقاً بعبارة "حديثٌ مكذوب و ضعيف و موضوع"!!..أي أنك مهما حاولت ستجدين أن الاختلاف مرفوضٌ و بشدة لدرجة إرفاق أكثر ثلاث كلمات تسبب الرفض لدى أغلب المسلمين تجاهه.

أتوقع لو انتهج المسلمون طريقةً مختلفة لدعائهم حينها "ربما" سيستجيب الرب..في الماضي القريب-البعيد تعرضت للكثير من الأمور التي جعلتني أرسل كماً هائلاً من السلبية في خطابي مع الرب..و لكني في ذات الوقت و رغم صعوبة ما مررت به نسبياً إلا أني لم أفكر للحظة في ممارسة ثقافة الكراهية..لأني كنت أعلم أني في كلا الحالتين لن أشعر بالرضا الداخلي أو حتى السلام النفسي..و لو كان الله استجاب إلى دعوةٍ واحدةٍ وجهتها إليه و هي تمتلأ بالكراهية لفقدت إيماني به..فكيف أؤمن بربٍ يستجيب لي عندما أفقد اتزاني النفسي للحظات و أرسل ذلك الكم الهائل من الكراهية تجاهه ليعيد هو تدويره و من ثم توجيهه ليصبه على الآخر الذي أمقت!!.

هناك كمٌ هائل من الكراهية يستوطن الشخصية العربية عامة و المسلمة بشكل خاص..تلك الكراهية تتجسد في الكلمات التي تتكون منها عباراتنا تجاه الرب..نحن لا نحاور الرب بحبٍ لنطالبه بأن يمنحنا القدرة على تفهم الآخر المختلف و لكننا نبتهل إليه بكل عنجهيةٍ مطالبينه بأن يخسف الأرض بكل من لا يروق لنا فقط لأن دينه مذهبه جنسه و ربما لونه لا يروقنا كثيراً.

لهذه الأسباب أؤمن -و أتمنى أن أظل على إيماني هذا لأطول فترةٍ ممكنة- أن الله لن يستجيب للمسلمين طالما أن دعواتهم تحمل ذلك القدر الهائل من الطاقة النفسية السلبية و التي تتلخص في بضع كلماتٍ بشعة مثل الكراهية الحقد و العجز هم بينها يسعون كما يفعلون بين الصفا و المروة..و لعل الله اختار و دون أن يؤنبه ضميره أن يُصاب بالصمم طالما أنه ليس هناك ما يستحق أن يُصغي إليه..و لا ألومه كثيراً على ذلك بل أني له من الشاكرين.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنسية: أسود!!
- صحفي برتبة قواد
- تحرش حكومي
- عملية ترقيع
- مُهدد من -نصف- إنسان!!
- نحن و اليهود
- هوية جنسية
- لا أفتدي الرسول بهما
- توحد
- ما زال
- القاعدة و الزير سالم
- للكرامة جدران!!
- شَبَقَ -قصة-
- فيلم ظل الضمير -التحرش الجنسي في اليمن-
- فراس و الكلاب
- انفصال
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 3
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 1
- طفلة زنا للبيع


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - الله يُصيبه الصمم