أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زين اليوسف - فتاة سيئة السمعة














المزيد.....

فتاة سيئة السمعة


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 23:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صُدمت عند سماعي لتلك العبارة قبل عدة أعوام..لن أتحدث بالطبع عن قائلها و الذي نجح في إقناع من هم حوله بها..و لا عن من أصغوا له ليصبحوا فيما بعد لها من المُروجين..و لكني سأتحدث عن المقاييس المتبعة في اعتبار أي فتاة ذات سمعة سيئة لدى شريحة كبيرة من البشر في مجتمعاتنا المتدينة بطبعها.

بادئ ذي بدأ لنتحدث عن أول تلك المعايير المهمة في تقييم الفتاة و من ثم في تصنيفها كفتاة جيدة أو سيئة بالنسبة إلى الذكور..إنه المعيار الأكثر أهمية ألا و هو غشاء البكارة..ذلك الغشاء الرقيق الذي لا يدل بالضرورة على الشرف إلا كما تدل اللحية على التقوى و الإيمان..فعن طريق ذلك المعيار المهم تتم عملية وزنك عزيزتي الأنثى في مجتمعاتنا العربية العفنة..فتكوني أنتِ بكل ما تحملين من إنسانية و فكر في كفة و ذلك الغشاء في كفةٍ أخرى..ذلك الغشاء الذي من أجل عدم وجوده ستفقدين حياتك دون أي عقاب يطال عنق الجاني..بل بالعكس ففي أغلب تلك القضايا يتم النظر إلى القاتل بنظراتٍ تعكس التبجيل بعكس النظرات المصوبة نحو جثة الضحية.

المعيار الثاني أن تكوني ممن يتبعون في حياتهم عقيدة حرية المعتقد..فأن تتحدثي -عزيزتي الأنثى- و كثيراً بالمنطق الرباني "لكم دينكم و لي دين" فهذه ستكون وصمة عارٍ لشرفك لا أظن أن عملية إزالتها ستكون بالسهلة جداً..و هنا لا أعلم ما الذي يتوقعه الآخرون مني -كما منك- كي نفعله!!..فلست أنا و لا أنت كما أتمنى بالأشخاص العنيفين الذين يؤمنون بأن الرب جاء ليقطع أعناقنا عن طريق رسله مجبراً بذلك الجميع على الإيمان بدينٍ واحد..فهذا ما سينشئ -إن لم يكن قد فعل مُسبقاً- أجيالاً من المنافقين الذين يعتنقون ذلك الدين خوفاً و رهبة من التمثيل الجسدي لا إيماناً به و بما يحمله من أفكار روحانية تضمها شرائعه.

المعيار الثالث أن تؤمني بأنك إنسان كما الذكر..آه و هنا تكوني قد ارتكبتِ أكثر خطاياك حُمقاً..فأن تؤمني بأن الرب لا يملك ذلك الكم الهائل و المقزز من التفرقة في تعامله مع قطع روحه المتناثرة على الأرض بل و تعلني عن تلك القناعة لهو كفيل في بعض الدول الإسلامية لاتهامك بالردة!!..فيجب عليك أن تؤمني أن الرب شرقي الهوى و أنه يحمل في روحه عقليةً ذكورية أورثها لذكوره على الأرض..يجب أن تؤمني أن الرب يحتقرك يزدريك بل و يعض أنامله ندماً على خلقه لك و لكنه مجبر على الاستمرار في خلقك حتى تستمر الحياة على الأرض..و بعد كل تلك المعاناة التي تسببينها للرب من أين تأتين بكل تلك الجرأة التي تحرضك على الاعتقاد بأنك تتساوين في قيمة روحك مع الذكر لديه!!.

المعيار الرابع -و هو الأكثر هزلية- هو ممارستها للتفكير..نعم لا تستغربي فمؤخراً كانت تصلني تعليقات عديدة مفادها أني من المستحيل أن أكون أنثى لأنه لا توجد فتاة تفكر بالطريقة التي أفكر بها بل و تصرح به كتابةً كوثيقة إدانةٍ علنية..و هنا أجد من أمامي يخبرني بأمر مللت من ملاحظة ترويجه في المجتمع من حولي ألا و هو أن الفتاة لا تجيد التفكير..نعم فنحن نملك ديناً يخبرنا أن النساء ناقصات عقل و نقصان العقل يعني بالضرورة إصابتها بنوعٍ خاص من العته يجعلها لا تستطيع التفكير جيداً..بل أن الكثيرون يربطون بين القدرة على التفكير و التصريح بتلك الأفكار و بين أن الفتاة غير قويمة أخلاقياً!!..و من جهةٍ أخرى يتم الربط أيضاً بين الصمت عن ما يعتمل في العقل و الروح و بين كون تلك الفتاة الصامتة قديسة..و ما عملية الترويج لتلك الثقافة من حولنا و التي تقضي بأن التفكير هو عملية عقلية معقدة لا يجيدها إلا الرب و الذكور من بعده إلا عملية انتقاص كبير و ممنهج للرب قبل أن تكون للنساء.

أتعلمين حاولت أن أجعلها فقط 4 معايير مختصرة قدر الإمكان حتى لا أصيبك بالحيرة و لكني كنت أمارس الكذب من أجل التهوين على روحك المتذمرة دوماً..و لكن الواقع يقول أننا سنبقى دوماً و أبداً فتيات سيئات السمعة و ما يجعل أي فتاة توصف بذلك الأمر دون الأخريات هو مدى عدم التزامها بالمعايير السابقة أو سواها و مدى مخالفتها لها و ضربها لها عرض حائط المجتمع.

و هنا سأعود بكِ لنقطة البداية..نعم أعتقد أني "قد" أكون فتاة سيئة السمعة..و لكني على الأقل لا أسقط الرب من عرشه لأجلس مكانه لأحاسب الآخرين على عقائدهم الفكرية أو الدينية..لعلي بالفعل فتاة سيئة السمعة و لكن ذلك أفضل بمرات لا تعد و لا تحصى ككلمات الرب من أن أكون حماراً يحمل أسفار الآخرين ففي نهاية الأمر حتى الحمار أيضاً يحمل سمعة سيئة في ثقافتنا الإنسانية..لهذا أجد أن فتاة سيئة السمعة أفضل بمراحل من الحمار فعلى الأقل سأظل في سلم الحيوانات الناطقة و لو من وجهة نظر علم الأحياء و لتذهب وجهة نظر المجتمع إلى الجحيم.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصا موسى
- مكتبٌ حكومي
- أسد السنة
- حفل تخرج
- 20 ريال
- تعاطفٌ مشروط
- الله هو شرشبيل؟؟
- وصلة رقصٍ شرقي
- قليلٌ من السخرية
- القاعدة و محمد
- فيلم -غير- جنسي
- لنفرض
- عاهرة
- إعلانٌ جنسي
- ليلة زفاف الغشاء
- الله يُصيبه الصمم
- الجنسية: أسود!!
- صحفي برتبة قواد
- تحرش حكومي
- عملية ترقيع


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زين اليوسف - فتاة سيئة السمعة