أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - زين اليوسف - لوط














المزيد.....

لوط


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 20:02
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


هل تعرفين لوط؟؟..بالطبع لا أقصد النبي المذكورة قصته في القرآن الكريم و لكني أتساءل هل تعرفين أي لوط؟؟..هل تعرفين أي شخص قرر والداه منحه هذا الاسم؟؟..لو كانت إجابتكِ هي "لا" كما أتوقع لها أن تكون فلا تندهشي لفراستي أو لفطنتي فلا يحتاج الأمر للكثير من العبقرية لأخمن إجابتك النافية عن سؤالي.

النبي لوط عليه السلام من أكثر البشر الذين خلقوا ذكرى سيئة أوجدت لنفسها مكانتها الخاصة في التاريخ الجمعي للعرب عامةً و للمسلمين خاصة..فالنبي لوط أصبح بتقادم الزمن المعادل الرمزي للمثلية الجنسية في عقول الكثيرين و بالرغم من أنه لم يكن مثلياً إلا أنه كان ملتصقاً بهم..لهذا السبب تم التعامل معه كما يتم التعامل مع أي شخص يقترب منهم أكثر من اللازم..فتجدين أن هناك شعوراً عاماً بالتقزز تجاه لوط و تجاه كل ما يمت إليه بصلة حتى و لو كان ذلك الانتماء إليهم يتلخص في اسم..ذلك التقزز الغير معلن بالطبع مارس العرب و المسلمون تجاه حقيقة وجوده الإنكار و ما أكثر ما نجيد الإنكار!!.

حتى اللغة العربية خلقت كلمات و أفعال بأكملها مشتقةٌ من اسم النبي لوط عليه السلام للترويج لكراهية المثليين و لترسيخ التقزز منهم كما منه و من اسمه..و هكذا نجد أن العرب مارسوا تطويع حتى لغتهم لترسل رسائل الكراهية التي يجيد المسلمون دوماً الترويج لها كما اعتناقها..فأصبح اسم النبي لوط رمزاً للمعاشرة الجنسية المليئة بالخطيئة كامتلائها بالقذارة الجسدية..و من الغريب كيف أن كلمة Gay في اللغة الإنجليزية تعني صفة الفرح أو السعادة بنقيض اللغة العربية..أي أننا طوعنا لغتنا لوسم الآخر بما نكره في الوقت الذي يسمهم الآخر بالسعادة التي يراها فيهم أو لعله يتمناها لهم.

لقد حصد النبي لوط -و سيظل يحصد- ثمرة ثقافة نبذ و كراهية المثليين..هكذا نجد أن كونه نبي لم يغفر له ذلك "الذنب"..فوجوده في قرية مُتخمة بالمثليين و إنكاره لتصرفاتهم لم يُغفر له حتى بعد آلاف السنوات من وفاته!!..فتخيلي أن تصرحي أمام هذا المجتمع العدواني بأنك لا تجدين أي ضرر في التفاعل الإنساني معهم في محيطك!!..لا لن أتمادى في الخيال الغير حميد فأستبدل عبارة "تفاعل إنساني" بكلمة أشد جنوناً في نظر الكثيرين و هي "الصداقة" لأني أعرف مسبقاً وجهة نظر الكثير من المسلمين في ذلك الأمر.

سدوم و عمورة كانتا حالتان نستطيع أن نصفهما بالفرديتين..فالمصادر الدينية المختلفة و المتعمقة في تاريخ هاتين القريتين توضح أن القضاء عليهما -كما على القرى المجاورة لهما- لم يكن بسبب المثلية الجنسية حصراً و لكن بسبب تصرفات أخرى كقطع الطريق و قتل المسافرين المارين بهم و سلبهم لأموالهم..لهذه الأسباب مجتمعة قضى الرب على تلك القرى و أهلها و لكننا فضَّلنا أن نتجاهل هذه الأمور كلها لنسقط سبب عقابه على ما نعتقد أنه وحده كان خطيئتهم المهلكة.

و ما يساهم في منح موقف المسلمين خاصةً تجاه المثليين المزيد من الكراهية و العدائية هو الاكتفاء بمصدر واحد للحكم على الأمور و هو القرآن الكريم..فنجد أن المثلي قد يجد مكاناً له في المحيط المسيحي أو حتى اليهودي و لكنه لن يجد موضعاً لقدمه في المحيط الإسلامي..لأن الشرائع التي يتبعها المسلم دون تفكير أو تمحيص على الأغلب لمضمونها توجهه نحو الـ Homophobia دون أدنى مقاومة منه لذلك الأمر..فالمقاومة تعني بالضرورة -من وجهة نظر المُشرِّع كما من وجهة نظر المتبع له- الانغماس في ذات الذنب نتيجة الصمت عن إنكاره و الذي أيضاً يعني بالضرورة الموافقة عليه و لو مجازاً.

علاقتنا مع المثليين علاقة جد معقدة..فنحن لا نستطيع الاقتراب منهم دون الخوف من النبذ من المجتمع حتى لو لم نكن منهم..و في ذات الوقت لا نستطيع النأي عنهم تماماً فهم حولنا شئنا أم أبينا..لنقف في موضعٍ يحرضنا -بل و يجبرنا في كثيرٍ من الأحيان- على خلق الكثير من الطاقة السلبية التي تنطلق منا نحو الآخر المختلف عنا رغماً عنه..و لكن ماذا نفعل تجاه عجزنا أمام ذكرى لوط التي لن تفارق أذهاننا بسهولة كما لن تفعل ذكرى زوجته التي اقتربت منهم أكثر من اللازم فأصبحت "عجوزاً من الغابرين"!!.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاة سيئة السمعة
- عصا موسى
- مكتبٌ حكومي
- أسد السنة
- حفل تخرج
- 20 ريال
- تعاطفٌ مشروط
- الله هو شرشبيل؟؟
- وصلة رقصٍ شرقي
- قليلٌ من السخرية
- القاعدة و محمد
- فيلم -غير- جنسي
- لنفرض
- عاهرة
- إعلانٌ جنسي
- ليلة زفاف الغشاء
- الله يُصيبه الصمم
- الجنسية: أسود!!
- صحفي برتبة قواد
- تحرش حكومي


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - زين اليوسف - لوط