أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - خطأ إملائي














المزيد.....

خطأ إملائي


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 10:58
المحور: كتابات ساخرة
    


و من منِّا لا يقع فيه!!..الجميع يفعل..أحياناً يكون وقوعك فيه بسبب سرعة أناملك المُفرطة أثناء الكتابة..و أحياناً أخرى يكون السبب أنك لا تعرف التهجئة الصحيحة لكلمةٍ ما..و أحياناً أخرى يكون السبب أنك لم تقرأ في حياتك إلا الصحيفة اليومية فقط لتطلع على صفحة الوفيات أو إعلانات الوظائف..و أحياناً يكون السبب أنك لم تكن من المنتبهين لما كان يخبرك به معلم اللغة العربية و هو يحدثك عن كان و أن و أخواتهما..في نهاية الأمر تتعدد الأسباب و لكن النتيجة تكون واحدة و هي أنك تقوم بتشويه اللغة العربية كما بتشويه ثقافة من يقرأ لك.

و لكن كيف تكتشف أنك تنتهك اللغة العربية؟؟..الأمر بسيط..فكلٌ منِّا يملك عقلاً يقوم خلال حياته بتخزين ملايين و ربما مليارات التفاصيل في خلاياه..فعندما تقرأ كتاباً ما -كمثال- فعقلك حينها لا يخزن أفكار الكتاب فقط بل حتى التفاصيل الخاصة به و التي لا تُلقي إليها بالاً في حينه..فهنا تصبح أمور مثل اللون الرائحة شكل الخط موضع عبارةٍ معينة في صفحة ما بل و حتى اللغة المستخدمة في هذا الكتاب أو ذك تفاصيل لا يغفل عنها عقلك بل يقوم بأرشفتها فوق رفوفه حتى حين.

أتذكر أنني عندما كنت في المدرسة و أثناء امتحان مادة القرآن الكريم و عندما أقوم بإعادة ترديد السورة التي تكون مقررة للاختبار أمام المعلمة أرى تلك السورة أمام عينيِّ بسطورها بل حتى بموقعها في الصفحة..لم أكن حينها عبقرية بل أني اكتشفت أن غيري يرى ذات الأمر أي العبارات القرآنية التي تتراقص أمام عينيه لحظة محاولته تذكرها..فكل ما كنا نقوم به حينها فعلياً هو تنشيط جزء ما زال يقبع في ظاهر عقولنا قبل أن ينزلق لباطنه.

لهذا السبب قد تقرأ كتاباً ما و تتذكر دوماً أن مكان عبارة ما أعجبتك فيه كان في زاوية الصفحة السُفلى أو أعلاها و ربما لتذكرت أيضاً رقم الصفحة لو كان عقلك يعمل بكفاءةٍ عالية..و لهذا السبب أيضاً يحمل المتقدمين في السن نسبياً -و أنا منهم- حنيناً غريباً تجاه الكتب ذات الورق المُصفَر و السبب بسيط و هو أن أغلب الكتب المترجمة في العقود الماضية -أي في فترة الستينيات و السبعينيات و الثمانينيات- كانت تصدر من دار المكتبة الثقافية في بيروت و التي كانت تستخدم ورقاً مُصفَراً ذو رائحةٍ مميزة..فأصبح ذلك اللون و تلك الرائحة ترتبطان لدى الكثيرين -و أنا منهم كذلك- بمفهوم جودة ترجمة الكتاب و لغته العربية.

لهذا فكلمات مثل محاظرة لاكن أبدن أقرء عندما تسقط عيناك عليها لأول وهلة ستشعر في داخلك أن هناك أمرٌ "خاطئ"..فلو كنت تمارس القراءة المستمرة فسيكون مصدر شعورك هذا هو أنك قرأتها عدة مرات و هي تكتب بطريقةٍ مختلفة لهذا يقوم عقلك بإرسال إشاراته التحذيرية إليك لتشعر بأن هناك أمر خاطئ حتى لو لم تدرك حينها ما هو..البعض يصغي لتلك الإشارات فيحاول البحث عن الطريقة الصحيحة لكتابة تلك الكلمات أو سواها و البعض الآخر يتجاهل ذلك الإحساس المزعج الذي يرسله إليه عقله..و هكذا و مع مرور الوقت يزداد الطرف الأول حساسيةً تجاه الأخطاء الإملائية و الثاني اعتياداً على تلك الأخطاء.

كل منِّا يقع في الأخطاء الإملائية بل و اللغوية أيضاً..و هذا الأمر لا يعيبنا و لكنه يعيب من لا يحاول أن يصحح ذلك الخطأ بأبسط الطرق التي نعرفها و هي القراءة..و أمر يدعو إلى السخرية كما الاستغراب أنني أحياناً أشعر بالحيرة حول كيفية كتابة كلمةٍ معينة فألجأ إلى القرآن الكريم كأحد الخيارات المطروحة من أجل تصويبي..فالقرآن الكريم -شئنا أم أبينا و بغض النظر عن مصداقيته لدى البعض- يُعتبر مرجعاً لغوياً شديد الاحترافية كما الجودة بالنسبة إليَّ..و لكني في ذات الوقت أجد أن البعض يناقشني بكل ثقة عن ماذا كان يقصد الرب في الآية الفلانية أو السورة العلانية و هو يكتب أقرأ بهذه الطريقة "أقراء" أو "أقرء"..أي أنه يخطئ في كتابة أول كلمة أُنزلت على الرسول الكريم و أول أمرٍ إلهي حثه عليه الرب كما حث عليه المسلمين من بعده.

بالمناسبة تحدثت مع مسيحيين و ملاحدة و لا دينيين و مسلمين و لكني وجدت أن المسلم بالنسبة إليَّ هو الأشد سوءاً بينهم..فمعدل الأخطاء الإملائية مرتفعٌ نسبياً لديه مقارنةً بسواه و هو الذي يُفترض فيه أنه من يعلمنا أصول الكتابة باللغة العربية و التي يخبرنا دوماً مفاخراً أن كتابه المقدس كان أكبر معجزاتها..و لكني و لإحقاق الحق أيضاً وجدت أن معيار الأخطاء الإملائية لا يخيب غالباً..فمن يقرأ كثيراً لا يرتكب خطأً إملائياً بين كل ثلاث كلمات لأن المعرفة نتيجةٌ تراكمية..و من يقرأ القرآن الكريم أو أي كتبٍ أخرى سواه لن يخطئ و يكتب "محاظرة" بهذه الطريقة لأنه لو فعل و حتى لو كان يناقشني حينها في موضوع أصل الكون سأكتشف أنه مجرد مدعي آخر..لأنه لو كان قد قرأ أي كتاب حقاً لما فعلها خاصة و أن توزيع حروف تلك الكلمة على لوحة المفاتيح لا يمنحه ترف ادعاء انزلاق أصابعه بالخطأ..فكفوا عن لوم تلك اللوحة عوضاً عن لوم جهلكم بلغتكم.

حسناً حسناً سأكف عن تقريع الآخرين و سأمنحهم إجابة قد تكون مفيدة عن سؤالٍ قد يراود أي شخص يخجل من الظهور بمظهر الجاهل أو المُدعي و هو كيف نتخلص من أكبرٍ قدر ممكن من الأخطاء الإملائية؟؟..بالنسبة إليَّ و كتجربةٍ شخصية كان القرآن الكريم -كما ذكرت سابقاً- مصدراً لتخلصي من نسبةٍ كبيرة من تلك الأخطاء بالإضافة طبعاً إلى مساعداتٍ خارجية عديدة كقراءة الصحف و الكتب بشكل مستمرٍ منذ الطفولة..و لعل من الأمور المهمة بل و الأساسية أيضاً لتجنب تلك الأخطاء الإملائية هي احترام القارئ..ذلك القارئ الذي ستحرص جاهداً على تجويد لغة خطابك له لعله عندما يقرأ لك يتعلم أمراً سيكون جديداً عليه فقط لأنه لم يلحظ وجوده في كتب أخرى من بينها كتابه المقدس الذي يبدو أنه يقرأه مع أدنى درجات الحرص..ستحرص على اللغة التي سترسمها أناملك أمام عينيه حتى لا يقوم هو الآخر يوماً ما و بسببك بتشويه لغةٍ لم تعد تحتمل المزيد من الاغتصاب الكتابي.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سيلفي- إسلامي
- اعتراف
- تصويت
- صداع الجمعة
- على الكنبة
- حج مسعور
- محمد بين الأقدام
- أوجاعٌ جنسية
- لوط
- فتاة سيئة السمعة
- عصا موسى
- مكتبٌ حكومي
- أسد السنة
- حفل تخرج
- 20 ريال
- تعاطفٌ مشروط
- الله هو شرشبيل؟؟
- وصلة رقصٍ شرقي
- قليلٌ من السخرية
- القاعدة و محمد


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - خطأ إملائي