أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - كل عام و أنتِ قُبلتي















المزيد.....

كل عام و أنتِ قُبلتي


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 19:47
المحور: الادب والفن
    


نعم إنها ليلة رأس السنة..و أعلم أنها عادةً ما تكون من أصعب الليالي التي تمر علينا كأي عاشقين يستوطنان مجتمع يحترف رجم الحب..في هذه الليلة أصبح من التقاليد شبه الرسمية أن تُطالبي بحصولكِ على قُبلةٍ ما في مرحلتك الانتقالية بين العامين..بالنسبة إليَّ أكره هذه الليلة..حسناً لا أكرهها تماماً و لكني لا أكون في أفضل أحوالي فيها لأني أشعر أني أصبحت مُقيدةٌ تجاهك..ففي هذه الليلة يصبح لزاماً عليَّ أن أُقبَّلكِ لأن الجميع يفعل ذلك تجاه من يحب و ليس لأني أملك الرغبة اللحظية تجاه ذلك الأمر.

فالأغلبية تريد أن تبدأ عامها بشغف لهذا تسعى جاهدةً للحصول على تلك القُبلة..فبعد عامٍ كامل نقضي جُلَّه في دائرةٍ لا تنتهي من الشجار و المعارك و الغباء و الغباء المضاد و قتل بعضنا البعض بسبب اختلافات أجد أن من اليسير جداً التعايش معها تكون تلك القُبلة نوعاً من المكافأة التي نؤمن أننا نستحقها و لا يملك أياً كان حق مصادرتها منِّا..فتلك القُبلة بالنسبة إلى أغلبنا هي نوعٌ مختلف من القُبل..نعم قد نحصل على نشوةٍ جنسية كاملة في تلك الليلة إذا كنا محظوظين و لكن تظل تلك القُبلة هي نوعٌ من أنواع القسم الذي يقوم به الطرف الآخر تجاهنا ليخبرنا أنه مهما كان العام القادم سيئاً فإنه سيكون هناك أمرٌ واحد على الأقل جيد فيه و إنه سيقاتل في تلك اللحظة لكي تظل لذة ذلك الأمر الجيد صامدةٌ في روحك لأطول فترة ممكنة من العام المقبل.

أتعلمين أفكر أن أفعل كما يفعل البعض عندما يُعاقر الخمر في هذه الليلة بالذات لينسى خذلان قبلة العام الماضي له و التي اندثرت لذتها في روحه أسرع مما كان يتوقع..و لكن هل يمكننا أن ننسى خذلان القُبل لنا عن طريق تلك المرارة التي تمتاز بها المشروبات الكحولية؟؟..و هل تعتقدين أن من اليسير علينا أن ننجح في عملية إبادة الذاكرة تلك؟؟..لا أعتقد ذلك حتى لو أخبرني الجميع بنجاح تلك الطريقة معهم و إلا ما كنتِ سترين تلك الاستماتة من قِبلهم من أجل قُبلةٍ أخرى إضافية في عامٍ آخر يكاد يُقبل علينا.

أتعلمين فكرت أن أكتب رقمي هنا و أنتظر اتصالاً منك في هذه الليلة بالذات لعلي أحصل منكِ على خاتمة - بداية "جيدة" لعامين أحدهما متأكدة من أنه كان مُحتمل و الآخر أظن به الظنون..و لكني أدركت أني لو فعلت ذلك الأمر فسيتصل بي أي شخص و كل شخص ما عداكِ!!..و لكن هل تعتقدين "أنهم" سيكترثون بمراقبة مكالمتنا كما يفعلون تجاه أجسادنا؟؟..أم أنهم فقط يكترثون للأمر الوحيد الذي يعنيهم من النساء و الذي يمكنهم انتهاكه؟؟.

على أية حال لنتناسى موعد قُبلتنا قليلاً و لأفعل كما سيفعل الجميع و لأضع قائمة بقراراتي لهذا العام الجديد..تلك القرارات التي أشك أني سأنجح في القيام بتنفيذ أغلبها كما هي عادتي في كل عام..لهذا السبب سأقوم بالأمر هذه المرة بطريقةٍ مختلفة..نعم فلقد قررت أن أحاول هذا العام أن "لا" أقوم بالتالي طالما أني على يقين من أن الأمر سيكون عبثياً لو أخبرتك أني سأقوم به!!.

لنقل أن أولى قراراتي تلك هي التوقف عن الكتابة التي تشبه الحوار الذاتي الطويل و الشبه صادق مع النفس و سأتعلم أن أكتب كما يريد لي الآخرون أن أفعل..أي أني عندما أقرر أن أكتب فيجب أن يكون ذلك الأمر لتمجيد شيءٍ ما..لا يهم إن كان ذلك الشيء شخص مذهب ديني أو حتى فكرة قمعية المهم أن لا أكتب ما أؤمن به و لكن ما يؤمن به القطيع..فهذا النوع من الكتابة هو الأكثر شعبية حالياً و ليس من الانقراض يدنو كما أفعل أنا بمَعِيَّة ما أكتب.

ثاني تلك القرارات سيكون أن أبدأ البحث عن مذهب ديني ما لأعتنقه..لم أحدده بعد و لكن من بين ثلاث و سبعين مذهباً و فرقة لابد أني سأجد ما سيروق لي أو يتناسب مع حجم عقلي المنكمش للأبد بشهادة أغلب علماء المسلمين..خاصة أن المذهب الديني الآن لا يعني فقط مجرد كلمة عابرة تُكتب في هويتك الشخصية و لكنه قد يساهم كثيراً في تقدمك في حياتك العملية..و ما نراه الآن من صعود أشخاص لا يمتازون بأي أمر سوى أنهم يعتنقون هذا المذهب الديني دون سواه إلا غيضٌ من فيض للدلالة على ذلك الأمر.

ثالثها لن أنتقد أي شخص يتاجر بالأديان لأن هذا الأمر يشبه ممارستي لعملية تسريح جماعي من العمل لعمال مصنعٍ للنسيج..و أنتِ تعلمين بأني أحمل من العيوب ما يخنقني ثقله و لكني لا أحب أبداً أن أضم إليها التفنن في قطع أرزاق الآخرين..لهذا سأدع الجميع يتاجر بالرب كما يشاء و لو أرادوا بيعه في مزادٍ علني لعلني سأنضم إليهم و أكون عليه أيضاً من المُزايدين!!.

رابعها سأكف عن مداعبتكِ كل صباح كما كل مساء لأتمكن من النوم بطمأنينة..سأحاول الحصول على الطمأنينة بعيداً عن تفاصيل جسدك التي تشعرني بدفءٍ غريب أشتاق إليه خاصةً في كل شتاء..دفءٌ لا أشعر به حتى عندما أتدثر ببطانيتي الثقيلة كثقل ظل ذلك الداعية الإسلامي الذي يصر على التَّبسُّم طوال الوقت رغم سُخف أغلب حديثه.

خامسها لن أشتاق إليكِ و لن أشتاق لممارستي لعملية التسلسل الدورية تلك بُغية اقتناص القُبل منكِ و لن أسمح لنفسي أن تظل عالقةً -لمدةٍ أطول من ذلك- في تلك المنطقة الاستوائية الواقعة بين خط الاشتهاء و دائرة الشبق!!..و لعلي أتمادى فأكف عن القيام بالتسلل من خلفك لأحتضنك بنهمٍ لا يشبه الاشتهاء في شيء و لكنه يقترب من الخوف!!..نعم فالخوف أحياناً يجعلنا شهوانيين كثيراً..فهو يخبرنا أنه في كل مرة نقترب فيها ممن نحب أنها ستكون المرة الأخيرة هذا الأمر يجعلك راغبةً في تناول كل اللذة دفعةً واحدة حتى لو أدى هذا الأمر إلى موتكِ مختنقةً بها!!.

نعم إنها ليلة رأس السنة..و في كل عام كنت أحصل على قُبلة تصر واهبتها على الانتظار خارج منزلي في البرد القارس حتى تصبح شفتاها كقطعةٍ من الجليد و التي لا تغري أي شخص بالاقتراب منهما فقط لأنها تؤمن أن ذلك النوع من القُبل له دائماً طعمٌ مختلف!!..و الآن في هذه الليلة درجة الحرارة تنزلق دون الصفر بأرقامٍ لم أعهدها فيها من قبل و لكني و برغم برودة الطقس تلك أعلم أني لو رأيتك من نافذتي بعد قليل فأني لن أتردد في الوثوب من مكاني لأسابق نفسي نحوك..لأن هناك دوماً طرقٌ أخرى لبعث الدفء في أجسادنا ليس أقلها حرارةً الاحتراق بشفتيكِ على مشارف العام المقبل.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف
- قصة اغتيال نمطية
- هلوساتٌ في حوض ماءٍ ساخن
- القطعة الناقصة
- سيارة للدعارة
- خطأ إملائي
- -سيلفي- إسلامي
- اعتراف
- تصويت
- صداع الجمعة
- على الكنبة
- حج مسعور
- محمد بين الأقدام


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - كل عام و أنتِ قُبلتي