أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء الشكرجي - من «عصفورة حريتي» - هذيانات القلم














المزيد.....

من «عصفورة حريتي» - هذيانات القلم


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 19:00
المحور: الادب والفن
    


من «عصفورة حريتي» - هذيانات القلم
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org

هامبُرڠ-;- - في ليلة 24/10/1998 (دينيا: تأصيل مرجعية العقل | سياسيا: الإسلامية الديمقراطية)

وأنا في حالة ضيق في ساعة متأخرة من الليل، فلا أنا قادر على أن أنجز شيئا نافعا، ولا أنا شاعر بحاجتي إلى النوم، أمسكت بالقلم لأكتب كلمات بلا معنى، عندما قرأتها في اليوم التالي رأيت - ولا أعلم لماذا أن أدونها - وإن كانت لا تمتلك معنى، أو هل تمتلك؟ لا أدري.

هذه ورقة
وهذا قلم
ورقة صماء
وقلم أبكم
يتحاوران
بلغة ضجيج الصمت
وتكتئب الفرحة
وتبتهج الدمعة
واللاشيء يتفيأ في شيئيات اللامدى
وتبقى القضية التي كانت كما كانت
وهي تتحرك
بسرعة السكينة الأبدية القاتلة
وتطلق هذياناتها اللامسموعة
وينبعث الموت من مقبرة الحياة
ليغني معزوفة
تطرب على نغماتها كل أذن صماء
وتتقدم الأشياء
تتقدم .. إلى وراء
إلى وراء .. وراء
وتغور .. تغور
في عمق عمق اللاوجود
فتغدو في غيبوبة الحضور
المقروء بالمقلوب
من على صحيفة بيضاء
مخطوطة بحبر أبيض
ولا أحد يفهم
ولا شيء يتشيأ
بل يستحيل كل شيء
إلى لاشيء وجودي
وتغور البحار
في عمق السر المبهم
استحياءً من أن تسفر
عن جمال وجهها الأزرق
في زمن لم يعد يستحيي فيه القبح من قبحه
فافتقدت البحار جمال الحياء
فآلت على نفسها إلا أن تستحيي هي
من جمال وجهها
وصفاء زرقتها
فغاصت
غاصت في عمق عمق اللاأدريات
مختنقة في جوف طيات الفكر المتسائل
والعقل الحائر
سؤال .. سؤال .. ولا جواب
وهكذا تصبح الجراح
أنس المجروحين في جمالهم
ويصبح النزيف
أغنية المذبوحين على مذبح كبريائهم
ويبدأ تلاطم الموجات الغائرة
موجة منخنقة
تلطم موجة أخرى محتضرة
تحتضر
لتودع الموت إلى حياة المديات المجهولة
ويعلو صخب الموت
فيصم آذان اللاوجود
يا ليتني أبحرت
في أمواج محيط السماء اللامتناهي
إذ أن من لم يتعلم الغوص
في عمق الأمواج
فليسبح محلقا فوق السحاب
في بحر الفضاء
فيقترب البعيد
وينأى القريب
وتتكور المكعبات
وتتكعب المكورات
لتحدق اللاأدريات الحائرة
في الدوائر المربعة تارة
وفي المربعات الدائرية أخرى
ويختلط الشيء باللاشيء
وتتعانق الكينونة مع اللاكينونة
لتكتشف البصائر ببصرها الثاقب
كل المدفونات في عمق عمق السر
وتعلو الصرخات الصماء
أين أنا؟ .. كيف أنا؟
ماذا أنا؟ .. لماذا أنا؟
إلى أين أنا؟
ثم ماذا وكيف
هل من جواب
هذيانات .. مبهمات .. لامفهومات
أم هل من معنى وراء كل هذه الهذيانات
هنا انتبهت من الغيبوبة الهذيانية
ولكن القلم لما ينتبه بعد
فصرخت فيه هامسا
انتبه أيها القلم الثرثار
فإنك تمارس التعسف بحق ورقتك
التي استسلمت طيعة تستقبل هذياناتك
حابسة صرخات أوجاعها
المتفجرة بركانا من جليد
فهلا انتبهت
هلا تأنسنت وتحررت من وحشيتك
وتوقفت عن افتراس ورقتك
التي ما زلت قائما على لحمها
تنهشه بأنيابك العطشى
حرر نفسك من وحشية شره الكتابة
ومن بهيمية تخمة الهذيانات



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من «عصفورة حريتي» - التمزق في مركز تجاذب القوى
- من «عصفورة حريتي» - ضجيج القلم
- من «عصفورة حريتي» - تعريف بقلم جديد
- من «عصفورة حريتي» - كلماتي تأبى تنتظم شعرا
- عصفورة حريتي - مقدمة المؤلف
- سؤال: «سني أنت أم شيعي؟»
- عصفورة حريتي ... وقلق الزقزقة
- عصفورة حريتي - إهداء
- في ألمانيا تظاهرات ضد الإسلام وأخرى تستنكرها
- درس للعراقيين: أول رئيس وزراء من حزب اليسار في ألمانيا
- الإسلاموي أردوغان يرفض المساواة للمرأة
- أثر التعاطي الثقافي في تقويم سلوك السياسيين
- ملاحظات على النشيد الوطني
- مفارقات الحجاب
- الافتتاح ب «بسم الله الرحمن الرحيم» ما له وما عليه
- احترام الأديان أم احترام قناعات أتباعها بها؟
- دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل
- التقليل من فداحة مجزرة سپايكر جريمة
- هل عدم تكليف المالكي إلغاء للانتخابات؟
- المحاصصة ضرر لا بد منه إلى حين


المزيد.....




- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
- ترامب يواصل حرب الرسوم.. صناعة السينما تحت الضغط
- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء الشكرجي - من «عصفورة حريتي» - هذيانات القلم