أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ملاحظات على النشيد الوطني















المزيد.....

ملاحظات على النشيد الوطني


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 26 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملاحظات على النشيد الوطني
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
ربما يقول معترض، إن لدينا من المشاكل والمآسي والكوارث، ما يجعل الكلام عن العلم والشعار والنشيد الوطني ترفا وبطرا. ولكن أقول وجود ما هو أهم وأخطر وأعجل، لا يعني عدم جواز تناول ما هو مهم، ولو بدرجة أقل بكثير من غيره، من القضايا الخطيرة والعاجلة.
يرجع اهتمامي بموضوعة العلم العراقي إلى بداية الثمانينات، ولكن الاهتمام به بدرجة أكثر من الجدية، وبأفكار أكثر ملاءمة للوضع الجديد، بدأ حال السقوط، ومنذ أيام مجلس الحكم، الذي أوصلت إليه الكثير من الملفات بهذا الخصوص. وسأرجئ الكلام عن العلم، وأقدم عليه تناول موضوعة النشيد الوطني.
لا أريد تناول كل ما طرح بهذا الصدد، وكل النصوص التي اقترحت، بقدر ما أريد تسجيل ملاحظاتي على نص نشيد «موطني»، الذي استخدم وما زال يستخدم كبديل موقت للنشيد الوطني، لحين إقرار نشيد جديد من قبل مجلس النواب.
تناولي لنص «نشيد موطني» لا يعني من جهة إنكار ما فيه من جوانب جميلة، من حيث اللحن، ومن حيث بعض المضامين، كما لا يعني أني مع الإبقاء على النشيد، والاكتفاء بإجراء تعديلات على النص، لأني أتصور إننا نحتاج إلى نص جديد، بعيد عن اللغة المؤدلجة، أو الغارقة في التأريخ والأمجاد المدعاة، وبعيد عن لغة القرن السابق. مع هذا أريد أن أبين ملاحظاتي على بعض مفردات هذا النشيد، لأبين لماذا أعتبره غير ملائم لمرحلتنا الراهنة.
المقطع الأول:
مَوطِني مَوطِني
الجلالُ والجمالُ والسَّنَاءُ والبَهَاءُ
في رُبَاكْ في رُبَاكْ
والحَياةُ والنَّجاةُ والهَناءُ والرَّجاءُ
في هَواكْ في هَواكْ
هلْ أراكْ هلْ أراكْ
سالِماً مُنَعَّماً وغانِماً مُكَرَّما
سالِماً مُنَعَّماَ وغانِماً مُكَرَّما
هلْ أراكْ في عُلاكْ
تبلُغُ السَّمَا تبلغُ السَّمَا
مَوطِنِي مَوطِنِي
وهو المقطع الوحيد الذي لا نستطيع أن نسجل عليه ملاحظات، أو إشكالات، أو اعتراضات. وإنما تبدأ الإشكالات المهمة جدا من المقطع الثاني. وابتداءً من المقطع الثاني. ولن أتناول عبارات النشيد مقطعا بعد الآخر، بل سأتناول نوع الإشكالات، وأشير للعبارات المعني بها كل إشكال.
جعل الاستقلال هدفا:
ففي المقطع الثاني ترد العبارة الآتية:
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِلَّ أو يَبيدْ
فهنا يوضع الاستقلال هدفا، بينما العراق بلد مستقل، ومن هنا لا معنى لورود هذه العبارة.
ذكر ثقافة الموت بشكل متكرر:
ففي المقطع الثاني آنفا، وفي نفس العبارة التي وردت فيها موضوعة الاستقلال كهدف يناضل ويضحى من أجله، ذلك بقول:
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِلَّ أو يَبيدْ
ترد عبارة «يبيد»، وضمير الفعل (بادَ يَبيدُ) هو البَيد، أو البُيود، أو البَياد)، ويعني الزوال والاندثار والهلاك، أي انتهاء الوجود، بمعنى الموت، وهنا يجري الكلام عن الموت الجماعي لجيل كامل، يفضل أن يبيد ويندثر ويموت، إذا لم يتحقق الاستقلال. صحيح إن التضحية من أجل الوطن تمثل قيمة عليا، ولكن هذه اللغة تؤسس لثقافة الموت، أو تؤكدها وتجذرها، ولا حاجة لاشتمال النشيد الوطني على ثقافة الموت، بل الأولى أن يحتوي على ثقافة الحياة.
كما جاء في المقطع الثالث:
نَستقي مِنَ الرَّدى ولن نَّكونَ للعِدى
كالعَبيدْ كالعَبيدْ
فنرى تكرر استخدام ثقافة الموت بعبارة «الردى» أي الموت.
ثقافة العداوة:
يتكرر ذكر الأعداء، ففي المقطع الثالث الذي أشرت إليه نجد ذكر ذلك في عبارة:
نَستقي مِنَ الرَّدى ولن نَّكونَ للعِدى
كالعَبيدْ كالعَبيدْ
فيجري هنا استخدام لغة العداوات بعبارة «العدى»، أي الأعداء، والتي نحن في غنى عن تناولها في النشيد الوطني. هذا لا يعني طبعا أن ليس هناك من يريد بنا شرا، ولكن في تصوري، ليس من المناسب إقحام الأعداء والعداوات في النشيد الوطني، ثم نحن نتطلع، حتى مع وجود أعداء لبلدنا وشعبنا، إلى أن تتحول العلاقة إلى صداقة مع كل شعوب العالم. والنشيد الوطني لا ينبغي أن يتناول حالة سلبية طارئة نتطلع إلى زوالها. ويتكرر المعنى في المقطع الأخير بعبارة:
يا هَنَاكْ في عُلاكْ
قاهِراً عِداكْ قاهِراً عِداكْ
ذكر السلاح كرمز للقتال:
حيث يرد ذكر «الحسام» في-;- المقطع الرابع:
الحُسَامُ واليَرَاعُ لا الكَلامُ والنِّزاعُ
رَمْزُنا رَمْزُنا
يسجل على هذا المقطع كما بينت آنفا إشكال ذكر رمزية «الحسام»، أي السيف. صحيح تحتاج كل دولة إلى سلاح يحميها من العدوان الخارجي ومن الإرهاب والعنف الداخلي، إلا أنه ليس من ضرورة في إدراج لغة الحرب والسلاح في النشيد الوطني، الذي يفضل أن يشتمل أكثر على معاني السلام.
التغني بأمجاد الماضي المدعاة:
يرد في المقطع الخير:
لا نُريدْ لا نُريدْ
ذُلَّنَا المُؤَبَّدا وعَيشَنَا المُنَكَّدا
ذُلَّنَا المُؤَبَّدا وعَيشَنَا المُنَكَّدا
لا نُريدْ بلْ نُعيدْ
مَجدَنَا التّليدْ مَجدَنَا التّليدْ
ففيما يتعلق بالكلام عن «مجدنا التليد»، هناك إشارة إلى كل التاريخ الدموي، أو القمعي على أقل تقدير، من عهود الحكم الأموي، والعباسي، ثم حكم الاحتلال المغولي، ثم الحكم العثماني، والذي تخلله الحكم الصفوي، ثم العثماني مرة أخرى، وكل تاريخ ما يسمى بالفتوحات والغزوات، التي لم تكن إلا عدوانا على شعوب أخرى، يجب الاعتذار منها، بدلا من التغني بقهرها وإذلالها. فأي مجد تليد هذا؟ صحيح إنه قد تخلل عهود الاستبداد هذه ازدهار في العلوم والفنون والفلسفة، ولكن على النحو العام، لا تمثل أكثر تلك المراحل، ما يمكننا التغني بها كمجد تليد.
هذه ملاحظات أظنها ليست بعديمة الأهمية، تجعل نشيد «موطني» لا يصلح للعهد الجديد، رغم كل ملاحظاتنا على العملية السياسية، وما فيها من طائفية سياسية وإقحام للدين في شؤون الدولة، ومحاصصة طائفية وعرقية، وفساد. فالنشيد الوطني يتطلع إلى ما نريد من إيجابيات، ولا يستغرق فيما نحن فيه من سلبيات.
ملاحظة أخيرة: كتبت هذه المقالة منذ مدة غي قصيرة، وإذا حملت تاريخ اليوم، فلأني ختمتها يوم وضع تاريخها، إذ كنت كتبتها قبل كارثة العاشر من حزيران، كارثة احتلال جزء حبيب من العراق على يد قوى الشر والإرهاب، وإقامة ما أسموه بـ «الدولة الإسلامية»، وبالتالي طبعا قبل تشكيل الحكومة الجديدة، التي نأمل أن تصلح ولو بعض ما أفسدته المرحلة السابقة، لاسيما ما أفسدته حكومة الدورتين السابقتين، فنحن نعيش الآن رغم الكوارث، ثمة تفاؤلا حذرا.
ولعلي أتناول في مقالة قادمة موضوعة العلم، الذي تتقاطع خلفيته الإيديولوجية وتاريخه السياسي مع كل ما يفترض التطلع إليه من عراق ديمقراطي لا ينتمي إلى حقب الاستبداد والإيديولوجيات الشمولية.
26/09/2014



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات الحجاب
- الافتتاح ب «بسم الله الرحمن الرحيم» ما له وما عليه
- احترام الأديان أم احترام قناعات أتباعها بها؟
- دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل
- التقليل من فداحة مجزرة سپايكر جريمة
- هل عدم تكليف المالكي إلغاء للانتخابات؟
- المحاصصة ضرر لا بد منه إلى حين
- نستبشر بحذر بتكليف العبادي
- المالكي يفتح أبواب نار جهنم على العراق
- لو حصل على الثالثة فلن يحصل على العاشرة
- بكاء ڤ-;-يان دخيل صرخة العراق للضمير الإنساني
- حزورة من سيكون رئيس الوزراء
- المالكي والخزاعي ولعبة التبادل وحديث المنزلة
- «الدولة الإسلامية» (داعش): التحدي الأكبر
- «ن» وما أدراك ما جريمة تهجير المسيحيين
- ليس مما هو أسهل من حسم الرئاسات الثلاث
- المخالفات الدستورية لمجلس النواب
- كفاكِ أيتها القوى السياسية الثلاث لعبا بمصير الشعب العراقي
- مجلس النواب وجلسته الأولى المخيبة للآمال
- آليات حل الأزمة العراقية الراهنة


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ملاحظات على النشيد الوطني