أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - في ألمانيا تظاهرات ضد الإسلام وأخرى تستنكرها















المزيد.....

في ألمانيا تظاهرات ضد الإسلام وأخرى تستنكرها


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ألمانيا تظاهرات ضد الإسلام وأخرى تستنكرها
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
قد يلومني البعض لأني لم أعد إلا نادرا أكتب عن قضايانا في العراق، بينما كتبت قبل مدة عن حدث في ألمانيا، بمناسبة تبوؤ سياسي من حزب اليسار لأول مرة في ألمانيا لمنصب رئاسة الوزراء في إحدى الولايات الفيدرالية لأمانيا، وها أنا أعود لأكتب عن ظاهرة، هي الأخرى في ألمانيا. الذين يكتبون عن قضايانا في العراق كثيرون، ثم إن ما أكتبه هنا هو ذو علاقة وثيقة بقضايانا. وحتى لو لم تكن كذلك، فكل القضايا الإنسانية يجب أن تحظى باهتمامنا.
منذ وقت غير قصير تشهد ألمانيا تظاهرات في أكثر من مدينة، ضد ما تسميه بـ «أسلمة أورپا»، والذي يشارك في هذه التظاهرات نوعان من الألمان؛ قوى وسطية تعتز – وهي محقة – بالهوية الثقافية لأورپا، وتظهر قلقها من احتمال ضياع هذه الثقافة، عبر التأثير المتدرج للجاليات المسلمة، لاسيما من قبل الإسلاميين المتطرفين، والسلفية التي بدأت تنتشر في ألمانيا، وحتى من قبل من هم دونهم تطرفا من الأوساط المتدينة، والتي تتراوح بين درجة التشدد والتزمت في التدين، والذي قد يصل إلى مرتبة التعصب. ولكن هناك أيضا قوى يمينية تنتمي إلى التيار القومي الشوفيني (النازي)، ولكن بشكل خفي. فالمتظاهرون يؤكدون من جانب أنهم ليسوا ضد المسلمين، ولا ضد الإسلام، بل هم ضد محاولات تغيير ملامح الثقافة الأورپية، ومنهم من يؤكد على إن المسيحية واليهودية تمثلان ركنين أساسيين من هذه الهوية، يجب الدفاع عنهما والتحذير من تعرضهما للضياع. وأقول هنا يا ليتهم أكدوا على علمانية الهوية الثقافية لأورپا. وربما يكون ذكر (اليهودية) إلى جانب المسيحية، من قبيل درء شبهة النازية عن التظاهرات، لأن النازيين معروفون بمعاداتهم لليهود، مما يعرف هنا بـ «معاداة السامية» Antisemitismus. ففي الوقت الذي لا يمكن نفي احتمال، وبدرجة كبيرة، بل وكبيرة جدا، أن تكون النازية وتيار (معاداة الأجانب) هما المحركين الحقيقيين لهذه التظاهرات، وذلك من وراء الكواليس، أو على أقل تقدير يكون هذا التيار اليميني الشوفيني مستفيدا من هذه التظاهرات، لتأجيج المشاعر ضد اللاجئين وعموم الأجانب، وعلى وجه التحديد ضد المسلمين. ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن نعتبر كل المشاركين في هذه التظاهرات هم يمينيون شوفينيون. بل بكل تأكيد هناك ما يكفي من المبررات لانبعاث مشاعر الخوف على ثقافة الحداثة، ذلك الإنجاز العظيم الذي حققته أورپا، بعدما مرت بعهود طويلة من الاستبداد الديني في القرون الوسطى، فتحولوا إلى العلمانية، فاضطرت الكنيسة أن تحترم نفسها، وتقف عند حدودها، دون أن ننفي إن بعض ما حصل من انفتاح وتَلَبْرُر عند الكنيسة، إن بعضه لم يكن اضطرارا، بل عن قناعة، عبر إصلاحات فكرية مرت بها الكنيسة. وأنا شخصيا أشعر بصراحة بشيء كبير من القلق على ما أنجزته أورپا من تنامي الإسلام السياسي، والسلفية، والتدين المتزمت، حتى غير المُتَسَيِّس، بل وبعض ما يعتبر إسلاما معتدلا، لكنه يختزن غالبا بذور التشدد إِلَّم نقل التطرف، وما التشدد إلا مقدمة للتطرف.
لكن الذي نلاحظه، إن القوى الديمقراطية، سواء الأحزاب الديمقراطية الكبيرة، والتي أغلبها مشاركة في البرلمان الاتحادي، وغيرها كان مشاركا إلى وقت قريب، وهي الاتحاد المسيحي الديمقراطي، والحزب الديمقراطي الاشتراكي، والخضر، وحزب اليسار، والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، بل وحتى الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الذي هو أكثر محافظة من شقيقه الاتحاد المسيحي الديمقراطي، والأقل بعدا عن اليمين، كل هذه الأحزاب، والأوساط الثقافية كلها، تدين التظاهرات التي تراها معادية للإسلام والمسلمين، ومعادية للأجانب عموما، وبقوة وكثافة، وأكثر بكثير من إظهارها تفهمهما من المخاوف التي تعبر عنها التظاهرات المدافعة عن الهوية الوطنية والدينية (المسيحية/اليهودية) لأورپا، والمعبرة عن مخاوفها مما تسميه بـ «أسلمة أورپا»، وحتى الذي يبدي بعض التفهم لهذه المخاوف، يعتبرها مبالغا فيها، لأن المسلمين كما يقول هؤلاء لا يمثلون إلا 5% من المجتمع في ألمانيا، وأضيف إن ليس كل المسلمين متدينين، ومن رواد المساجد. بل خرجت في أكثر من مدينة تظاهرات تدافع عن المسلمين والأجانب، وتدين التظاهرات المعادية للإسلام. هذه الثقافة الراقية لهذه المجتمعات تراها، لا تجعلهم يكتفون بالموقف اللافاعل passiv، أي بعدم المشاركة في التظاهرات التي تحوم حولها شبهة الانتماء إلى اليمين أو تحريكها من قبل اليمين الشوفيني، بل ترى إن هناك فعلا مضادا، عبر تظاهرات ومواقف وتصريحات وندوات تلفزيونية مستمرة، ضد الاتجاه اليميني، أو الاتجاه المعادي للإسلام، رغم إن هناك مخاوف حقيقية من الإسلام على أورپا، ولو على مدى الأجيال القادمة. خاصة إذا علمنا إن معظم المتدينين من المسلمين غير مستعدين للاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه، فهم منغلقون على مجتمعاتهم الخاصة، من مساجد، وبيوت أصدقاء من بيئتهم، وفي إطار توجهاتهم الدينية المتزمتة، ثم لا نغفل عن حقيقة إن الأسر المسلمة كثيرة الإنجاب للأطفال غالبا، بينما الأسر الألمانية وعموم الأسر الأورپية لا تنجب إلا طفلا أو طفلين، وكثير منهم لا ينجبون أصلا، مما جعل الكاتب Thilo Sarrazin تيلو زاراتسين حسب اللفظ الألماني، (وليس ثيلو سارازين)، وهو أبعد ما يكون عن الاتجاه اليميني، لأنه كان عضوا بارزا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ولا أدري فيما إذا ترك الحزب بسبب المواقف الناقدة لكتابه الذي نشر في آب 2010 تحت عنوانDeutschland schafft sich ab أي (ألمانيا تلغي نفسها)، حيث كانت مطالب واسعة داخل الحزب بفصله من الحزب، بينما اعتبر البعض إن ما كتبه لا يمثل مبررا كافيا لفصله، ولا أدري إلام انتهت القضية آنذاك. عبر زاراتسين في كتابه عن مخاوفه من ضياع الهوية الثقافية لألمانيا بعد جيل أو جيلين أو ثلاثة أجيال، ومن أقواله إن الأتراك يقومون بالاحتلال التدريجي لألمانيا.
أقول إن صوت المدافعين عن الإسلام والمسلمين، والمدافعين عن الأجانب في ألمانيا، والمدينين للتظاهرات المضادة للإسلام، نراه مسموعا ومؤثرا أكثر بكثير من الصوت المعبر عن مخاوفه من الإسلام على مستقبل أورپا وهويتها الثقافية.
أما الذين يمثلون الإسلام في الإعلام والندوات، فأكثرهم يمارسون النفاق والباطنية، فهم يشاركون القوى الديمقراطية في إدانة التظاهرات التي يسمونها بالمعادية للإسلام، ولو كانوا صادقين، لنظموا هم تظاهرات تدين التطرف والإرهاب الذي يمارس باسم الإسىلام، والمتمثل اليوم بتنظيم «الدولة الإسلامية»، وفي الظاهرة السلفية المتنامية في ألمانيا بشكل خاص وفي عموم أورپا. فهم حتى في الندوات يدينون التطرف على استحياء، ويعلنون إن الإرهابيين لا يمثلون الإسلام، لكنك تراهم أشد حماسا في نقد الأصوات الناقدة للإسلام والمسلمين، والمتهمة إياهم بالتطرف.
وعلى ذكر السلفية في ألمانيا، فإني أذهب مرة أو مرتين في الأسبوع إلى ناد رياضي، كنت أرى فيه بين الحين والآخر بعض الألمان بلحاهم الشقراء الطويلة الكثة على الطريقة السلفية، مع كون شواربهم حليقة، علاوة على لبسهم لملابس رياضية، يحرصون أن تغطي العورة حسب الفقه السني، والتي هي عند الرجل من الصرة إلى الركبتين. كان أكثر من واحد، حسبما أتذكر اثنين أو ثلاثة أراهم بين الحين والآخر. منذ احتلال «الدولة الإسلامية» للموصل ومناطق أخرى من العراق، وإعلان الخلافة، لم أعد أراهم. أمر مريب، أليس كذلك؟
13/12/2014



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس للعراقيين: أول رئيس وزراء من حزب اليسار في ألمانيا
- الإسلاموي أردوغان يرفض المساواة للمرأة
- أثر التعاطي الثقافي في تقويم سلوك السياسيين
- ملاحظات على النشيد الوطني
- مفارقات الحجاب
- الافتتاح ب «بسم الله الرحمن الرحيم» ما له وما عليه
- احترام الأديان أم احترام قناعات أتباعها بها؟
- دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل
- التقليل من فداحة مجزرة سپايكر جريمة
- هل عدم تكليف المالكي إلغاء للانتخابات؟
- المحاصصة ضرر لا بد منه إلى حين
- نستبشر بحذر بتكليف العبادي
- المالكي يفتح أبواب نار جهنم على العراق
- لو حصل على الثالثة فلن يحصل على العاشرة
- بكاء ڤ-;-يان دخيل صرخة العراق للضمير الإنساني
- حزورة من سيكون رئيس الوزراء
- المالكي والخزاعي ولعبة التبادل وحديث المنزلة
- «الدولة الإسلامية» (داعش): التحدي الأكبر
- «ن» وما أدراك ما جريمة تهجير المسيحيين
- ليس مما هو أسهل من حسم الرئاسات الثلاث


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - في ألمانيا تظاهرات ضد الإسلام وأخرى تستنكرها