أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - درس للعراقيين: أول رئيس وزراء من حزب اليسار في ألمانيا














المزيد.....

درس للعراقيين: أول رئيس وزراء من حزب اليسار في ألمانيا


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 01:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس لأني قضيت أكثر من نصف عمري في ألمانيا، ولأني بالتالي مواطن ألماني، إضافة إلى عراقيتي، واللتان، أي كل من عراقيتي وألمانيتي أعتز بكلاهما، وليس لأني معجب بألمانيا على مختلف الأصعدة، بل أجد فعلا ألمانيا، وديمقراطية ألمانيا، وتجارب ألمانيا، تجربتها مع الحربين وما بعد الحرب الثانية، تجربتها مع النازيين من جهة، ومع الشيوعيين من جهة أخرى، وسقوط الجدار، وتوحدها، كل ذلك يمثل حقا مدرسة، نستطيع كعراقيين، لو أتقنا الاستفادة من تجارب الأمم، أن نأخذ الدروس الرائعة والبليغة والمهم منها. وأخذ الدروس لا يعني أبدا الاستنساخ، فلكل تجرية خصوصيتها، مما لا يجوز الاستنساخ، ولكن هناك فرق شاسع بين الأمرين.
ما حصل مؤخرا في مقاطعة تورنغن، يستحق منها وقفة تدبر ودراسة. منذ توحدت الألمانيتان في 03/10/1990 أي منذ أربعة وعشرين عاما، بعد سقوط جدار برلين في 09/11/1989، ولأول مرة يصبح رئيسا لوزراء أحد أقاليم الجمهورية الاتحادية، ألا هو إقليم أو ولاية أو مقاطعة تورنغن Thüringen. حيث تشكل بعد الانتخابات المحلية الأخيرة بعد جولة مفاوضات ائتلاف ثلاثي من حزب اليسار، والحزب الديمقراطي الاشتراكي (أو الاجتماعي)، وحزب الخضر. وهذه المرة، بل ولأول مرة بقيادة حزب اليسار، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الجديد.
حزب اليسار هو امتداد للحزب الوريث للحزب الشيوعي بعد سقوط ألمانيا الديمقراطية (الشرقية)، كحزب مجدد وبجيل من غير المتورطين بجرائم الحزب الحاكم آنذاك، وذلك باسم (حزب الاشتراكية الديمقراطية). ومع كل محاولات التجديد، بقي الحزب يعتبر وريثا للحزب الشيوعي الحاكم بنهج ديكتاتوري لأربعة عقود منذ سقوط النازية وتقسيم ألمانيا. وللعلم حتى الحزب الشيوعي الذي كان حاكما في ألمانيا الشرقية، لم يكن اسمه (الحزب الشيوعي)، بل كان يتسمى باسم (الاتحاد الاشتراكي لألمانيا)، أو (اتحاد ألمانيا الاشتراكي). ولا يبعد أن يكون عبد الناصر قد استعار منهم اسم (الاتحاد الاشتراكي) الذي أسسه في مصر.
وأبرز قيادي في حزب اليسار هذا، منذ كان اسمه (حزب الاشتراكية الديمقراطية) هو الألماني الشرقي غريغور غيزي Gregor Gysi، ثم التحق بالحزب لاحقا القيادي السابق في الحزب الاشتراكي الديمقراطي أوسكار لافونتين، الذي كان قد فاجأ حزبه (الحزب الديمقراطي الاشتراكي) بالاستقالة في 09/11/1998، وأسس كيانا سياسيا جديدا باسم (البديل للعمل والعدالة الاجتماعية)، وذلك عندما بدأ خصمه داخل الحزب غيرهارد شرودر Gerhard Schrö-;-der بتحويل اتجاه الحزب من اليسار إلى الوسط. وألف لاوفانتين بعد استقالته كتابه (قلبي ينبض يسارا).
بعد توحيد الحزبين (حزب الاشتراكية الديمقراطية) الشرقي النشأة بقيادة غيزي، و(البديل للعمل والعدالة الاجتماعية) الغربي النشأة بقيادة لافونتين، اختاروا اسما جديدا للحزب الجديد، وهو حزب اليسار، وذلك في 16/06/2007. وأصبح للحزب امتداد في الجزء الغربي من ألمانيا ولم يعد مقتصرا على ألمانيا الشرقية، كما كان في البداية بعد توحيد الألمانيتين. وأصبح واحدا من خمس قوى سياسية مهمة في ألمانيا.
وطوال ربع القرن الماضي، كان هناك ما يشبه الڨ-;-يتو بعدم دخول أي من الأحزاب الديمقراطية (الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الحزب الديمقراطي الحر، حزب الخضر) في ائتلاف حكومي مع حزب اليسار، كونه ما زال يعد من قبل الكثيرين امتدادا للحزب الشيوعي الحاكم أثناء الفترة الديكتاتورية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية، خاصة وإن النظام السابق متورط بانتهاكات لحقوق الإنسان، منها قتل كل من كان يحاول الهروب إلى خارج الجدار الحديدي المضروب حول مواطني ألمانيا الشرقية، والذي ذهب ضحيتها المئات.
وكان داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي تيار يميل إلى إلغاء هذا الڨ-;-يتو ضد حزب اليسار، والتفكير بإمكان تشكيل ائتلاف حكومي، إذا استجدت الحاجة، ولو على الصعيد المحلي (حكومات المقاطعات الفيدرالية)، إلم يكن على الصعيد الاتحادي (المركزي)، وأكثر هؤلاء كانوا يراوحون ما بين (الاشتهاء) و(الاستحياء). فالجو العام كان ضد مثل هذا التوجه، بحيث يعتبر الائتلاف معهم لونا من التسامح مع ضحايا النظام السابق. ولذا يعتبر ما حصل مؤخرا في إقليم تورنغن خطوة جريئة، وكسرا للقاعدة، ولم يواجه ذلك بردود فعل شديدة في إدانتها، بل قبلت الخطوة كعملية ديمقراطية، ووجه البعض انتقادات لم تكن بدرجة كبيرة من الحدة.
والجدير بالإشارة إليه إن رئيس الوزراء اليساري الجديد راملو، في أول خطاب له في البرلمان المحلي كرئيس وزراء، فاجأ الجميع بخطوة جريئة، ونا إعجاب الكثيرين، عندما قدم اعتذارا للشعب الألماني، وبالأخص لألمان الجزء الشرقي، عما اقترفه الحزب الشيوعي الحاكم (الاتحاد الاشتراكي) آنذاك من جرائم بحق الشعب الألماني. لم يقل نحن حزب آخر، ولا علاقة لنا بالحزب الحاكم آنذاك، بل أقر ضمنا أنهم يمثلون امتدادا لذلك الحزب، لكن مع المراجعة ونقد الترجمة وإدانة الجرائم التي ارتكبت من قبل (الاتحاد الاشتراكي) الحاكم لواحدة وأربعين سنة في ألمانيا الشرقية.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاموي أردوغان يرفض المساواة للمرأة
- أثر التعاطي الثقافي في تقويم سلوك السياسيين
- ملاحظات على النشيد الوطني
- مفارقات الحجاب
- الافتتاح ب «بسم الله الرحمن الرحيم» ما له وما عليه
- احترام الأديان أم احترام قناعات أتباعها بها؟
- دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل
- التقليل من فداحة مجزرة سپايكر جريمة
- هل عدم تكليف المالكي إلغاء للانتخابات؟
- المحاصصة ضرر لا بد منه إلى حين
- نستبشر بحذر بتكليف العبادي
- المالكي يفتح أبواب نار جهنم على العراق
- لو حصل على الثالثة فلن يحصل على العاشرة
- بكاء ڤ-;-يان دخيل صرخة العراق للضمير الإنساني
- حزورة من سيكون رئيس الوزراء
- المالكي والخزاعي ولعبة التبادل وحديث المنزلة
- «الدولة الإسلامية» (داعش): التحدي الأكبر
- «ن» وما أدراك ما جريمة تهجير المسيحيين
- ليس مما هو أسهل من حسم الرئاسات الثلاث
- المخالفات الدستورية لمجلس النواب


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - درس للعراقيين: أول رئيس وزراء من حزب اليسار في ألمانيا