أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء الشكرجي - عصفورة حريتي ... وقلق الزقزقة















المزيد.....

عصفورة حريتي ... وقلق الزقزقة


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 23:59
المحور: الادب والفن
    


عصفورة حريتي ... وقلق الزقزقة
حميد حسن جعفر
ملاحظة المؤلف ضياء الشكرجي:
أعتذر لنشر هذا النص، بالرغم من أنه ليس لي، على صفحتي، باعتباره جزءً من كتابي «عصفورة حريتي»، والذي أي هذا النص، كان تقديما للكتاب وقراءة فيه، للشاعر والناقد الأدبي الأستاذ حميد حسن جعفر، الذي قدم للكتاب مشكورا بقراءة الأديب الناقد، فكان نصه ربما أجمل من نصوص الكتاب التي قدم لها. وما يجدر ذكره هو إن نشر الكتاب، وبعد ترددي، كان بتشجيع منه. فمع تقديم حميد حسن جعفر لـ «عصفورة حريتي».
ضياء الشكرجي
21/12/2014

عصفورة حريتي ... وقلق الزقزقة
حميد حسن جعفر
ما بين «أنا» الإنسان و«أنا» الآخر، يتحرك الكاتب. قد يتحرك قلقا، أو مضطربا، أو مرتبكا، في محاولة منه للوصول إلى لحظة الاطمئنان.
النصوص في «عصفورة حريتي» لا تطمح في الوصول إلى منظومة الشعر، رغم الشعرية المتناثرة بين ثناياها، ولا تطمح أن تكون نصوصا سردية، رغم احتمالات القارئ لوجود هكذا مفصل. ولا يمكن أن تصنف على أنها تنتمي إلى فن المقالة، فهي لا تمتلك من الوضوح والمباشرة والعرض والتقريرية، مما يدفع بها إلى هكذا فن.
القارئ الفطن لهكذا نصوص يجد أنها تحاول أن تمتلك معالمها الخاصة بها، من خلال ملامح الأفكار الباحثة عن سبل الوصول إلى قوانين الحياة، المهيمنة على الكوكب الأرضي، والكواكب الأخرى، ورغم محاولة الكاتب - اعترافا منه - في تسميتها بالخواطر، إلا أنها تمتلك من العمق والغموض - ربما - مما يخرجها من هكذا تصانيف.
إن الكتابة - كما هي الحال مع عصفورة الكاتب - في قضية الوجود والخلق، والإنسان والخالق، هي كتابة تحمل من المضامين ما يؤهلها لأن تتشكل على هيئة فن كتابي لا ينتمي للسائد. إنها هواجس الإنسان المغلوب على أمره - الإنسان الضعيف الذي لا حول ولا قوة له - حيث سلطة الدنيا، وسلطة الحاكم، وفزع المحكوم.
-;-
إن التمزق الحاصل للنفس البشرية، تحت تأثير عدم الاعتراف بالآخر - كائنا من يكون - تحت تأثير الديكتاتوريات التي صنعتها الأنظمة الاستبدادية، استبدادية - ظل الله على الأرض - الناطق باسم سلطة الخالق. التمزق هذا عمل على تمزيق النص المكتوب - حيث تتحول - كما ترغب السلطة الحاكمة - العصفورة إلى دمية، وتتحول الحريات إلى واحدة من هبات الأنظمة، التي تعتمد القوة السوداء في ترويض المجتمع؛ تمزق كهذا استباح النفوس.
سيجد القارئ نفسه، وهو يضع إصبعه على تمزق آخر، تمزق يجتاح النصوص، والذي هو بالأصل نابع من تمزق الأنا، أنا الإنسان المحكوم بقوانين الأرض، لا بقوانين السماء.
إنها نصوص تنهل من الحزن والأسى، وعزلة الإنسان، كما تنهل من السعادة المستمدة من التواصل مع الخالق، وتفتح نفس المخلوق.
-;-
هل من الممكن أن تنسب هذه الخواطر إلى حالة من حالات محاذاة النصوص التي تعتمد الدين أساسا لها؟ هل من الممكن أن يقول القارئ أنها تنتمي إلى نوع من الرهبنة، إلى لغة الاحتكام إلى الأعلى؟ أم إن ضيق الجسد، ولغة التصوف، ومحاولة التخلص من قفص الدنيا، والخلاص من محبس الخوف والتردد، أم إن كل هذه الموارد من الممكن أن تشكل مختبرا لكتابات كهذه كتابات، تطمح أن تجد لها موضع قدم في فضاء القارئ، بعد أن وجدت لها مكانا فسيحا في دواخل الكاتب والكتابة، وكلاهما بات منشغلا بهموم الآخر، حتى تداخلا بسبب ضغط داخلي، متمثلا بالبوح بمكنونات النفس البشرية، وبضغط خارجي تمثله رغبات السلطات، ورغبات الحياة، وإشكاليات التواصل.
في كتابات «عصفورة حريتي» تتضح منظومات الدين والدنيا، منظومات البث والاستقبال، وإشكالات المنبع والمصب، وقوانين الخالق وطموحات المخلوق.
الكاتب - هنا - يعيش حالة بحث عن - اليوتوبيا - المدينة الفاضلة - وإن لم يصرح بها - تلك التي تمثل الحلم الذي راح يبحث عنه وسط واقع متأزم، لا يمكن أن ينتج سوى الوهم، والذي كثيرا ما يتحول إلى غذاء كاذب للروح، تاركا الجسد لمعاناة ولحرائق الصراعات.
تناقضات الكاتب مع الآخر، وما يحيط به، ومواءمته مع نفسه، تناقضاته مع الواقع المضاد، الذي كثيرا ما أثقلت معزوفاته كاهل الإنسان الضعيف، تناقضات لا حصر لها، تناقضات ولودة، قد تشكل ركنا أساسيا من أركان قيام الحياة المستندة على الحراك، لا على الخمول.
عبر هكذا فضاءات محصنة يحس الكاتب بأن هناك رسالة - قد لا تحمل عنوانا - لذلك فهي موجهة للجميع من غير استثناء، وإن جاءت على هيئة حوارات مع النفس، رسالة غير موجهة لشخص بعينه، بل لأطياف الحياة، للجناة واللصوص، وللآثمين، كما هي موجهة للمؤمنين والعابدين والأتقياء. رسالة ربما يكون مرتكبوا الآثام والذنوب من أكثر الشرائح حاجة إليها. ولذلك يعمل الكاتب على صناعة حقل من الإضاءات، إحساسا منه بأن الواجب يحتم عليه عملا كهذا.
-;-
قد يجد الكاتب نفسه واقفا وسط حقل من أبرز علاماته، ضعف المخلوق إزاء قوة الخالق. حقل من أهم علاماته الوقوف وسط اللاأدرية، وسط عبثية الحياة وطرهاتها، بين آثامها وهزائمها.
هكذا يجد الكاتب روحه التواقة للأعالي والسمو، يجدها محاصرة بين النزوع إلى الله، وقوة جذب الحياة بكل تناقضاتها، ليحس بحالة اختناق وبحالات من الإخفاقات، قد يندب حظه لحظة، ولكن ما تبقى من اللحظات هي من حق البشرى، فإن الحياة لن تنتهي بالموت، ولن تنتهي بارتكابه المعاصي، فالتوبة والغفران والعودة إلى الطريق القويم فضاءات من الممكن للإنسان أن يدخلها لحظة وجود إخلاص بالتوبة وصدق النية.
إلا أن قلق الإنسان الضعيف سيكون هو السائد، هو المحرك لسلطة الخوف من المجهول، والخوف مما سيحدث بعد الموت، إذا ما اعتبر القارئ أن الموت كفعل إلغائي كاف لأن يكون مصدرا للفزع.
-;-
إنه يريد للآخرين ما يريده لنفسه، وما يريده لنفسه لا يسمح به الاستبداد. وفق هكذا معادلات يحاول الكاتب أن يؤسس منظومته الفكرية، منظومة الدين والدنيا، منظومة أن يحيا الإنسان متمتعا بقدرته على الاستمتاع بحريته، بقدرته على التفكير والجدال والحوار والسجال، حريته في أن يقول ويتحرك ضمن سلطة المسؤولية.
إنه يعمل على اكتشاف بواطن الأمور، بعد أن استعصت عليه ظواهرها، تلك التي يحاول الطغيان والجبروت أن يفسرها وفق سلطانه، وأن يؤولها حسب رغباته، تلك الرغبات التي تزيد من سنوات عبوديته لسلطة القمع والإلغاء.
أهل الله يريدون،
وأهل الشيطان يريدون،
وبين هذا وهذا يحاول ضياء الشكرجي «مضواء المحامدي» أن يملأ رئتيه بهواء العالم، أن يملأ أذنيه بزقزقة العصافير، التي قد يريح وجوده - حريته - من خلال تدمير القفص، وإطلاق جناحيها في فضاء الله الواسعة.
فالفعل الكتابي لدى الكاتب هو اكتشافي، سواء كان للمرة الأولى، أو للمرة العاشرة، هو فعل اجتياحي ضد النفس المستكينة، المشغولة بآثامها، ضد السلطات السوداء، حيث سجن الجسد، أو سجن الفكر، سجن النظرة الزوراء.
هي أفكار وهواجس، الكثير من الوساوس، قد يتحول البعض منها إلى كوابيس، أو قد تتحول إلى أحلام.
-;-
الكاتب - في نصوصه التي تأبى الانتماء إلى التصانيف الأدبية - مسكون بالقلق على كل ما يتعلق بالإنسان، من العقلانية المتطرفة حتى الجنون اللامتطرف.
رجل يدافع عن الباطن والظاهر،
عن الخالق والمخلوق،
عن الحرية ولاعبودية الإنسان،
رجل يحلم بحمل رسالة غير موجهة لشخص ما، رسالة غير معنونة.
لذلك فالآخر الموجود داخل هذه النصوص لا يحمل ملامح، بل يحمل أفكارا وأحلاما.
قد يبدو مسلوب الإرادة،
قد يبدو جاحدا بالنعم،
قد يبدو لامباليا، ولكن يحمل وجها آخر، ينتمي للمقاومة، والاعتراف بالجميل المندفع نحو الحياة، الباحث عن خمرتها الحلال، عن الحلم، عن المدن البعيدة عن سلطات الاستبداد والطغيان والإرهاب.
-;-
هل من الممكن أن تتحول المدن الفاضلة إلى حقيقة، أم إن الوهم وسراب الوجود هما من سوف يحتل أرضنا، المليئة بالكوارث، وبعناصر القوة، ومنظومات قتل الإنسان لأخيه الإنسان، وسيادة قانون الغاب، وسط هكذا فضاء متلاطم الأهواء والرغبات والطموحات، فضاء قد ينتمي إلى ما لا يرغب الإنسان، أو قد ينتج بعض ملذات الحياة الجائزة،
ملذات مرتبطة بحالة صدق ومحبة وإخلاص،
ملذات روحية وجسدية، ولأنها غير خاضعة للاستمرارية، ستكون من المطالب المتكررة.
-;-
الكتابة فن، والقراءة فن. الكاتب فنان مبدع، والقارئ فنان مبدع. عبر هكذا معادلات قد يجد القارئ أن السيد ضياء الشكرجي يعمل ويكدح، يتذكر ويذكّر، يزرع أرضا بورا، ويُعلي بنيانا، ويحتفي بالحريات.
ورغم ارتباطاته بقوانين الكتابة الملتزمة المسؤولة، سيتوصل القارئ إلى أن الالتزام والمسؤولية يستندان إلى الكثير من الرفض؛ رفض السكون، رفض الخمول، والتأكيد على الدخول في الحراك، في المتغير. وكثيرا ما يلجأ إلى خلق حالة من المتوازنات بين أطراف الحياة، متوازنات قد تستند بحراكها على احترام الذات، واحترام الآخر، وعدم التبذير بالسنوات، والإهدار بالوقت، وعدم خنق الرغبات، فالجسد بحاجة إلى أن يتنفس، والروح بحاجة إلى أن تتفرغ للتحليق خارج محبسها، ولو عبر حالة من الوهم.
-;-
قارئ - العصفورة هذه - قد لا يشعر بحالة الرعب التي كثيرا ما تثيرها كتابات متنوعة، قد تأخذ من الدين موضوعا لها، كتابات تتحدث عن الموت والحياة، عن الدنيا والآخرة، عن الخالق والمخلوق.
القارئ لكتابات كهذه قد يدخل في فضاء اليأس والخذلان والخوف، إلا أن حرية الكاتب التي يصفها - الشكرجي - بالعصفورة، تمنح الكثير من الأمل في روح القارئ. فما من صناعة للخوف والفزع من الله، ما من أبواب مغلقة، وما من طرق غير سالكة للوصول إلى المعبود.
بل إن القارئ سيجد إن الله موجود في كل الأمكنة، وليس من الصعب أن يجد أن - يد الله - ممتدة إليه، وإن عين الله تعاينه؛ إن السيئة بمثلها، والحسنة بعشرة أمثالها.
القارئ وسط «عصفورة حريتي» إنسان مطمئن رغم القلق، إنسان هادئ رغم اضطراب الأشياء التي حوله، إنسان يعرف كيف يسير - معصوب العينين - وسط حقل ألغام الحياة، من غير أن يدوس على لغم ينسفه أو عبوة مزروعة قد تلغيه.
ولأن الكاتب مطمئن لما يكتب، فإن القارئ سيكون مطمئنا لما يقرأ.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصفورة حريتي - إهداء
- في ألمانيا تظاهرات ضد الإسلام وأخرى تستنكرها
- درس للعراقيين: أول رئيس وزراء من حزب اليسار في ألمانيا
- الإسلاموي أردوغان يرفض المساواة للمرأة
- أثر التعاطي الثقافي في تقويم سلوك السياسيين
- ملاحظات على النشيد الوطني
- مفارقات الحجاب
- الافتتاح ب «بسم الله الرحمن الرحيم» ما له وما عليه
- احترام الأديان أم احترام قناعات أتباعها بها؟
- دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل
- التقليل من فداحة مجزرة سپايكر جريمة
- هل عدم تكليف المالكي إلغاء للانتخابات؟
- المحاصصة ضرر لا بد منه إلى حين
- نستبشر بحذر بتكليف العبادي
- المالكي يفتح أبواب نار جهنم على العراق
- لو حصل على الثالثة فلن يحصل على العاشرة
- بكاء ڤ-;-يان دخيل صرخة العراق للضمير الإنساني
- حزورة من سيكون رئيس الوزراء
- المالكي والخزاعي ولعبة التبادل وحديث المنزلة
- «الدولة الإسلامية» (داعش): التحدي الأكبر


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء الشكرجي - عصفورة حريتي ... وقلق الزقزقة