علي مولود الطالبي
الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 20:10
المحور:
الادب والفن
***
يا مصر آهٍ لَكَم قد بتُّ أهواكِ
مهلاً فسبحان مَن يا مصرُ سواكِ
وأنتِ صورة وجهي إذ تلونني
حتى أموت أنيقاً عند لقياكِ !
وقلتُها حيث انفاسي رئات رُبىً
مَليكتي أنت يا مصراً وأملاكي
يا مصرُ ناعمةٌ كالماء حالمةٌ
وتوصلين لرفِّ الطير شُبّاكي !
وتبتنين قصور العشق باذخةً
غنّى مَلاحدةٌ فيها لنُسّاك !
العشقُ إلحادُ صَبٍّ ؟ يالهاويتي
حتى التعبد أضحى من مَناياكِ
وياسمينٌ يرى في العشق مجمرةً
فهو التظى يوم ميلادي بنجواكِ
حنَّت على العمر أقمارٌ كما قُبلٍ
وبددتْ كل خيبات الدجى الشاكي
يضيء قنديل قلبي ذكرُهُ لكمو
فكيف لو يذكرُ القنديلَ خداكِ !
هذا الصباح سلامٌ لي ومأثرة
مادام طرفي يريه البِشْرَ طَرفاكِ
لنعزفِِ الآن ما يُبقى لقاهرةٍ
لحنَ الرعود ونرثي ما حكى الحاكي
وها هو الشاعر الزاهي بأخوته
شعراً ووجداً ودمعي كان حَنّاكِ
إنَّ الكلام إذا لم يأتِ نغمتهَ
في وصف مصرَ فلم يسمعْ حُباراكِ
الليل ساجٍ ولكنْ شعَّ بارقُهُ
لمّا شهقتِ بشعرٍ لاثمٍ فاكِ
كما ابن فارضَ في عشق الألوهة لم
يبلغه عشقٌ وهذا العشقُ جَرّاكِ
وكالنواسيُّ يجثو للنبيذ جوىً
فيا سلافةَ نواسٍ وضحّاكِ ! (*)
------------
(*) المراد : الحسين بن الضحاك وهو من شعراء العصر العباسي ، ونديم أبي نؤاس
شعر : علي مولود الطالبي
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟