أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - الشيوخ ...31














المزيد.....

الشيوخ ...31


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 23:26
المحور: الادب والفن
    


الشيوخ ...31


جائت سيارة مسلحة واقتادت المعلم صادق الى مدينته ، الرفاعي ثم استبدل استاذ طاهر بمدير اخر وهو خليل يونس مبعدا من الموصل بعد اول مؤامرة على الزعيم قادها العقيد عبد الوهاب الشواف .. وتعين معلمين اخوين من قلعة سكر هما مهدي وعباس علي الغريباوي ... اصبح في مدرسة الرشيد مدير ومعلمان اثنان تلاهما المعلم السيد طالب الهلالي ..
لم يتخلى الشيخ حاتم البورهن وابنه الشيخ الشاب ثجيل الحاتم عن استضافتهم للمعلمين حتى بعد ان شُيد لهم جناحا من بيوت القصب قرب المدرسة .. قام ببناء غرفة ملحقة بتلك الدار المخصصة لمشغل مكينة الطحن جبار محمد لكي يشغلها المعلم الموصلي بعد ان جلب زوجته وابنها الرضيع ابراهيم من الموصل ..!! أولى الشيخ عناية خاصة بتلك العائلة المبعدة وكذلك عوائل القرية التي أخذت تغدق عليهم بالمؤن والدجاج والحليب ومشتقاته ! ولما حدثت محاولة اغتيال الزعيم تحرش المعلمون الآخرون بذلك المعلم فما كان من الشيخ الشاب الا ان يقف بحزم ضدهم وتهديدهم بنفيهم من اليشان ! عمد بعد ذلك الى عقد الصلح بينهم فبل ان يعاد ذلك المعلم الى الموصل بتوسط خاص من الشيخ ثجيل الحاتم ...
وقع خبر محاولة اغتيال الزعيم كالصاعقة على ابناء اليشان !! كان اللوري قبل ذلك قد قام بنقل بذور الحنطة والشعير المهداة الى الفلاحين من قبل الزعيم في ظل فرح غامر عن ابناء القرية وكان لقانون الإصلاح الزراعي الذي سنته حكومة الثورة اثرا بالغا في نفوس الفلاحين ... لم يتأثر شيوخ عناب كثيرا بذلك القانون لان ملكيتهم من الارض لم تكن كبيرة وقد توزعت على ابنائهم وأبناء عمومتهم .. الرجل الوحيد الذي تأثر اكثر من غيره هو الشيخ حاتم لكن ابناء عشيرته لم يدعوا شيخهم بان ينال ذلك منه فقد ظلوا له اوفياء كاسنان المشط !! كان واستمر لهم قائدا وأبا علما ان ابنه الشاب لم يأخذ من حقوقهم قبلا بل كان واحدا منهم مالكا وفلاحا يشاركهم بالسراء والضراء ...
تحولت ديوانية الشيوخ الى صالون سياسي واجتماعي وثقافي يؤمه الجميع ليلا ليجتمعوا مع المعلمين.. أخذ الحديث منحى اخر وراح الجميع يتابعون ما يبثه الراديو من جلسات محكمة الشعب !!
كانت عوائل اليشان من قبل تقطع مسافة الخمس كيلومترات ليلا الى مضيف الشيخ سويلم المهوس في قرية ربع رستم لكي تسمع داخل حسن ووحيده خليل وحضيري ابو عزيز من المملكة الهاشمية من بغداد عبر الراديو الذي لا يملكه غير الشيخ سويلم .!! اما صوت ام كلثوم فقد كان ينطلق ليلا من راديو جليل الجلاب لانه كان الوحيد المغرم بذلك الصوت الذي تنقله الريح في هدأة الليل ليمر عبر كوات البيوت وبين أعواد بيوت القصب ... وفي الصباح الباكر ينطلق صوت عبد الباسط عبدالصمد وهو يتلو عاليا سورة الرحمن علم القران فيخشع الجميع لذلك الصوت الرخيم ..!!
اما الان فقد تواجد الراديو في بيت البقال سعد العبود ومن ثم اشترى فرحان الجابر راديو ومعه بطاريته الزرقاء ... ما ان جربه سائق اللوري حتى اخترقت لمبته وسكت ..!!! عاد فاشترى في اليوم التالي راديوا اخر من نوع فيليبس وشيد اريله المكون من واير يمتد بين عمودين نصبتا فوق جمالي ابنته الكبيرة تسواهن ..!!!
كان ذلك المساء الذي أعلن فيه المذيع حافظ القباني عن اغتيال الزعيم أسوأ المسائات وأشدها حزنا ... قال فرحان : كم حقدت على الزعيم لانه صادر ارضي التي ضمنتها من ربع اسعيد وخسرت كل أموالي فيها لكنني بكيت عليه حين سمعت الخبر ... توافد الرجال وعوائلهم في تلك الليلة على بيت فرحان ليتابعوا الأخبار ... راح الجميع يشتمون جمال عبد الناصر والاستعمار والبعثيين ! انطلقت رصاصات الفرح حين جاء صوت الزعيم متحشرجا وهو يلقي كلمة من المستشفى بعد ان آفاق من التخدير !! راح سعدون اليوسف وأخوه بلاسم يمزقون صور عبد السلام عارف وجمال عبد الناصر التي كانت ملصقة على الحائط بقطع العجين داخل الجمالي الذي صار غرفة الضيوف ..!!!



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوخ.. 30
- الشيوخ ..28و..29
- الخنازير..!!
- الشيوخ ..26و 27
- الشيوخ ...25
- الشيوخ 22..23...24
- الشيوخ ..21
- مزنه
- بصاق السماء ..!!
- الشيوخ...19
- وداعا شاعرنا الكبير ..شاكَر السماوي
- الشيوخ ..17
- الشيوخ..18
- الشيوخ ..14
- الشيوخ ..15
- قوس قزح
- وطني...العراق
- رثاء ...
- الشيوخ ..12
- همس العشب


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - الشيوخ ...31