أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - الشيوخ ..15














المزيد.....

الشيوخ ..15


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 12:48
المحور: الادب والفن
    



لا ادري من اين جاء أستاذ مظلوم بتلك الطاقة وتلك الأمانة والصبر .. بين ليلة وضحاها تحولت تلك الصرائف الى منتدى وورشة لتعليم الصغار والكبار .. بل حتى نساء القرية أخذن يتجمعن في الصباح الباكر قبالة المدرسة وهن يراقبن أبنائهن في الاصطفاف الصباحي وهم يخضعون الى محاضرة المعلم الصباحية .. كيف تغسلون وجوهكم وكيف تقصون أضفاركم .. كان يفرض على كل طالب ان يحمل في جيبه منديلا !! ولا يمسح انفه بكم ثوبه !! يطلب منهم في الاصطفاف ان يمدوا أيديهم الى الامام وهي مغطاة بالمناديل .. يفحص أضفاركم واحدا تلو الاخر والويل لمن لم بقلمها ...!! كان شعور الأمهات خليطا من الأمل والخوف من خيزرانة المعلم التي كانت مصدر الرعب لدى الطلاب وأمهاتهم ...
الوحيدون الذين رفضوا إرسال ابنائهم الى المدرسة هم فخذ ( السبيع ) ..!! كانوا يتخذون من بيوت الشعر مسكنا لهم غرب اليشان بعيدا باتجاه جزيرة سيد احمد الرفاعي .. امتهنوا تربية الأغنام وكانوا يحرصون على ان يهتم اولادهم بقطعان الأغنام التي كانت اكياس الزيت المستخلص من حليبها وأطنان الصوف الذي يجزونه منها في كل ربيع ..
الا عليوي !! كان لديه خمس بنات ثم ولدت له زوجته كاطع !!
أصر عليوي على ان يتعلم اكويطع القرائة والكتابة .. بل صرح بانه يطمح ان يجعل من اكويطع معلما مثل إستاد مظلوم ، وعلى ان يلبس مثله قاط وباينباغ !!
لكن الشياه يمثلن عند اكويطع المدرسة الكبرى والعالم الرحب الذي لا يفارق ذهنه وخياله .. كان اكويطع في العاشرة من عمره حين جاء به ابوه وهو يجره جرا الى المدرسة وكأنه يسوقه نحو معركة يطرز سمائها الرصاص !! لا أريد المدرسة !! هكذا كان يصرخ ذلك الطفل الذي تعود العيش في الفضاء الرحب وادمنت مسامعه ثغاء الأغنام وتعودت خياشيمه على رائحة الصوف والبعرور !!!
في كل صباح يتكرر ذلك المشهد .. اعليوي يسحل بابنه وكلبهم خلفهم ينبح مستنكرا ويحوم حولهم وهو يتبعهم ثم تطرده كلاب اليشان فبولي هاربا ، لكنه حين يأمن الكلاب يقعو بعيدا وهو ينبح مستنكرا ... يظل هكذا حتى يعود كويطع مع ابيه فيتبعهم فرحا وهو يشم ثوب كويطع ويسبقهم راكضا ... يتوقف هنا وهناك .. يشم شجيرة شوك وكأنه يبحث عن شيء .. يدير رأسه جانبا .. يرفع قائمته ثم يرش الشجرة بزخات من بوله ويتابع الركض هنا وهناك بسعادة وفرح !!.
كان عليوي يفترش الارض جالسا في الصف بين الطلاب وهو يحتضن اكويطع حين تقدم له استاذ مظلوم واستله من حضن ابيه وسار به ليوقفه امام الطلاب !!
انتهى وقت الحساب بأعواد القصب وها هي السبورة تتوسط جبهة الصف والطباشير بألوانه المتعددة الأحمر والازرق والأخضر والابيض تخط الحروف على تلك اللوحة الغريبة السوداء ...
داران !! هكذا لفظها استاذ مظلوم وطلب من اكويطع ان يتهجاها بصوت عال !!
نظر كويطع الى ابيه مستنجدا فأشار له بأصابعه بان يتكلم وينفذ ما طاب منه الاستاذ ..
مسح كويطع التلاميذ بنظرة طويلة .. كان عباس هو الطالب الوحيد الذي يستهدفه بنظرة ساخرة وهو يضحك .. تردد وحاول ان بهرب خارج الصف فأمسكه المعلم من ذراعه ... اخيراً بدأ يتهجأ ..
دءء .. آآ .. دااا.. أررر .. آ... نظر الى عباس .. ضحك وثم اخفى وجهه خلف كفيه وفرق بين أصابعه ليكشف عن عين تغمز ...
دءءء ..آآآ .. دا .. أر .. آ را.. دااا ا ... راا ... إن ..عباس !!!

يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوس قزح
- وطني...العراق
- رثاء ...
- الشيوخ ..12
- همس العشب
- باب الطلسم
- تداعيات متأخره...
- حلم يقظه ...
- شكوى...
- رساله...
- حيرة محب
- كاشف الغطاء...!!!
- سفيرة العراق
- حيره..
- يا سامعين الصوت ...
- نذر
- فزعة التحالف الاممي...
- سراب..
- زعل..
- الميت ميتي...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - الشيوخ ..15