أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - الشيوخ ..26و 27















المزيد.....

الشيوخ ..26و 27


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


الشيوخ ...26

لم تكن الآلة دائما مقياس لتطور البشر ولم يكن الوعي كذلك .. بل قد يشكل كلاهما ، مجتمعين اسلوبا للتفنن في قتل الانسان لأخيه الانسان .. العمود، السهام ، السيف، الخنجر ، المكوار،الرمح ثم البارود ..وتوالت أساليب القتل والدمار ..!!! لو قدر للإنسان ان ينفق على الدواء وما يشفي المريض من أمراضه عشر ما ينفقه على صناعة آلة القتل والدمار لما ظل مرض على وجه الارض..
تنهد جدي وأطلق حسرة طويلة ثم قال ..
نزلت من فرسي وانا احمل خرجا وقد كنت ملثما بكوفيتي والحزن يكاد ان يخنقني .. استقبلتني جدتك افطيمه والخوف يرسم نفسه على وجهها ..
اين ابي .. ابشير ؟! كان خبر مقتله قد وصل شيئا منه عبر جرحى المعركة بعد انتهائها ..
ناولتها الخرج وانا اقول بهدوء وغضب !!
هاك .. خذه أضلاع ابيك .. ادفنيها هنا في بيتك حتى آتيك بأضلاع قاتله ... !!
اصر بشير على اقتحام متاريس الأعداء وبندقيته الانكليزية تحصد برؤوسهم ثم سقط بينهم فعمدوا الى تقطيعه بخناجرهم ..
حين عبرت النهر .. كان ماءه غرينا وغاصت قدماي في قعره الذي كان كالثلج في ذلك الشباط القارس .. انتزعتهما بصعوبة فاحدثتا صوتا عاليا .. ما ان استويت على الحرف حتى فاجأني بضربة بمكواره على خاصرتي اليسرى .. أمسكت رأس المكوار وانا اضغطه على جنبي .. احسست حينها ان كليتي قد صعدت الى بلعومي!! وبسرعة البرق استلت يدي اليمنى خنجري ودرعت بطنه من يمينها الى شمالها بالعرض .. هبت علي نفخة حارة كما وأنها بطن شاة حين يشقها القصاب .. هالني منظر عينيه وهما يجحضان ويكادان ان يطفرا من محجريهما كأنهما كرات بيض..!! جلست على صدره وبخنجري رحت اقطع أضلاعه واضعها في الخرج .. انطلقت مسرعا بفرسي الوذناء .. ألقيت الخرج على افطيمه وانا اقول : هلهلي ..!! تلك هي أضلاع قاتل ابيك ابشير كما وعدتك ...!!
كان فرحان الجابر عصيا وصلبا لكنه كان يحمل من الطيبة والعاطفة والصبر ما تجاوز طبع الناقة البيضاء ..!!
كانت تنطلق منه احيانا امنيات كتلك التي
التي تجول في خاطر طفل ...
لم انسى ذلك الدربيل ( ناظور) ..!! .. قال جدي بحسرة ..!!! كنت أغير على معسكر الإنكليز أبان حصار الكوت في الحرب العالمية الاولى .. اسرق الحصان من زرائب الخيول وأسرع به الًى شيخ كصاب وبدوره يهديه الى القائد العثماني متباهيًا ببطولات وشجاعة ابناء ديرته ..! كنت في ذلك اليوم طافحا على الحصان وكان رصاص جنود الكركة الهنود يتبعني ... شاهدت على يميني دربيلا مرميا على الارض .. دربيل !! ذاك الذي تنظر من خلاله فيضع البعيد بين يديك !! آه ... كم كان بودي ان امتلك دربيلا ، لكن الرصاص الذي كان يتبعني منعني من التقاطه .. !! حاولت ان اعود اليه ، لكنه كان قريبا من معسكر الإنكليز ..!! قال وهو يحاول ان بجد عذرا ... ليس من المعقول انه كان صالحا ويرمونه في العراء ..!!! .. اضاف .. لكنه دربيل ..!!!

يتبع


الشيوخ .. 27

طويل القامة بلا مغالاة ..اسمر الوجه.. ذو شفتين مكتنزتين وعيناه كانتا كبيرتين ، يكاد لون القزحية فيهما ان يطغي على بياضهما بلونه العسلي الدامع دوما .. يستريح على زاوية أرنبة الأنف خال بارز ذو لون بني غامق ..يمشي بتؤدة متبخترا بلا تعمد .. نادرا ما كان يحمل على كتفه مسدسا لكن الخيزرانة لا تفارق كفه وكانت تشكل مصدررعب عند إطفال اليشان ، علما انه لم يستعملها يوما الا حين يتجمعوا في باحة المضيف حين يكون لديه ضيوف غرباء ويبدأ الرجال بحمل صواني الرز التي يعلوها الفطح والكشمش المقلي وتفوح منها رائحة العنبر المقلي بالدهن الحر..!!!
كان الشيخ الشاب مهابا من الكبار والصغار وقد فرضت تلك الهيبة حسن علاقاته مع الأقرباء والاغراب ومكانته الكبيرة المبكرة لدى العشائر ودماثة اخلاقه واحترامه لنفسه وللاخرين .. كان كريما الى ابعد الحدود وصريحا بلا خدش وحاسما في قراراته وذكيا في حل المشاكل العشائرية وكأنه قد تجاوز السنين وهو لم يزل ابن العشرينات من العمر .. من يصدق ان ثجيل الحاتم يبكر مع نجمة الصبح وهو حافي القدمين في ذلك البرد القارس ويخوض بهما في الطين حد الركب مشاركا ابناء عمومته وفلاحيه في كري صدور الحاتمية والهاشمية ؛ تلك الانهر التي تسقي ارضهم ...!! لم يكن ( الحشر ) بحاجة له لكنه يشارك ابناء عشيرته بكل شيء ...!!
كان قاسيا حين يتطلب الامر ، لكنه كان في ذو حديث ضريف ومحبب حين يكون الجو مناسبا ...
قالوا انه يحمل الخرز بانواعه .. خرزة ضد الرصاص وضعتها له أمه في خرقة وطوقت بها ذراعه الأيمن .. قيل انها جربتها وشدتها على عنق ديك ودعت العبد الى رميه فأخطأته الرصاصات !! ثم خرزة المحبة !! كل النساء كن يعبدنه لكن لم يسمع يوما ان عينه زاغت على واحدة من فتيات القرية إطلاقا ..!! لكنه كان يعامل الجميع بلطف وأخوة .. اما الأمهات فكن يشبعنه بالقبل والاحتضان ... في الاعراس وحيث تجلب الغجريات عادة لاحياء الاحتفالات .. يظل الشباب يحسدون الشيخ الشاب على ذلك الولع الذي يصيب الغجريات وهن يخشين من الاقتراب من ذلك الشاب الذي وضعت تحت كوعه وخلفه الوسائد المحشوة بالريش !! تكتفي صبرية الغجرية بغناء تلك الأبيات التي يفوح منها الحب والحسرة والحرمان !! كانت تذوب عشقا بذلك الشاب ولكن كان كبرياء الرجل قد طغى وساد فلم يجد الغناء مدخلا اليه ..!! علما انه كان يحب السعر ويحفظ الكثير منه ..!!من يصدق ان تلك الغجرية امرت اَهلها بعد ان انتهت احتفالات عرس الشيخ الشاب ، بأن ينصبوا خيامهم ليس بعيدا عن اليشان !! فقط لكي تشاهده ولو من بعيد وهو يتجول في مزرعته في الشيب !! !! لكن الشيخ ، حفاضا على هيبة القرية، امر اَهلها ذات يوم بالرحيل بعيدا بعد ان أرسل لهم أكياسا من الحنطة وخروفا !! وإلا سوف يجبرهم بالقوة على الرحيل !!
قيل ان أمه ( أم السعد!!) هكذا انفردت بين النساء بذلك الاسم الذي سماها به والدها الشيخ يعقوب البورهن ، كانت قد عانت كثيرا في حملها به فسمته : ثجيل !! وقيل ان والده سماه بذلك الاسم لكي يكون وزنه ثقيلا بين الرجال ثم عاد فسمى أولاده بأسماء ملوك العراق وشاعره المفضل ؛ جميل صدقي الزهاوي غازي ثم فيصل ثم جميل !!
لم تكن لتلك الحكايات ان يتداولها ابناء اليشان اعتباطا بل بنيت على ما ملك شيخهم الشاب من صفات وتميز كان يحملها فألفت حوله القصص وهم ابناء لجش ذات الأساطير ..!!






يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوخ ...25
- الشيوخ 22..23...24
- الشيوخ ..21
- مزنه
- بصاق السماء ..!!
- الشيوخ...19
- وداعا شاعرنا الكبير ..شاكَر السماوي
- الشيوخ ..17
- الشيوخ..18
- الشيوخ ..14
- الشيوخ ..15
- قوس قزح
- وطني...العراق
- رثاء ...
- الشيوخ ..12
- همس العشب
- باب الطلسم
- تداعيات متأخره...
- حلم يقظه ...
- شكوى...


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - الشيوخ ..26و 27