أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - الشيوخ.. 30














المزيد.....

الشيوخ.. 30


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 10:31
المحور: الادب والفن
    



كانت تحدث بين الحين والآخر خلافات وعراك .. لكن اليشان لم يشهد يوما عراكا يشعر فيه مسدسا او خنجرا ..!!. أقصى ماكان يستعمل فيه من سلاح بين ابنائه هي العصا ، والشتاائم..! حين يزداد عدد المتخاصمين وينتخي الأخ لاخيه او ابن عمه .. وترتفع العصي كانها الرايات .. يستفز حينها ( فعو) ال اميلي الذي تركته البعران في رحلة خارج القرية ، والذي يرعى مع الخراف الصغيرة في ارض الكطيزه التي تمتد خلف كتف اليشان الشرقي لمنبسط ... حينذاك ، يرفع ذيله القصير ويتسلق اليشان مسرعا .. يدخل بين المتخاصمين ويروح يشبعهم عضا وركلا بسيقانه الطويلة !! ينسى حينها المختصمون خصامهم ويفرون متفرقين والفعو يطاردهم والبهجة تبدو عليه واضحة .. حينها يتدخل الكبار ويطفئوا الفتنة بين ابناء اليشان ...!!! في العصاري حيث تعقد مجالس القهوة في الظل خارج مضائف القصب .. يتخذ ذلك الفعو له مجلسا حيث ينوخ ليس بعيدا ..يبدو انه يتلذذ بشم رائحة القهوة ويستأنس مداعبة الأطفال واحيانا الكبار له ... يقوم كاظم الكدم باشعال سيجارة ويضع طرفها في احد مناخر الفعو لكي يجعله مشاركا لهم في التدخين .. !! تنطلق ضحكات الجالسين عاليا لتضيف صورة اخرى من صور الحياة العفوية والضرافة التي كان يعيشها اهل اليشان..
لم يكن الموت قاصدا سوى العجائز والاطفال حتى جاء يوم اصابنا بالرعب والحزن الكبير ...!!
كان شابا طويل القامة رشيقا كأنه غصن الرمان .. ذو شنب كثيف فاحم السواد يتعدى شفتيه ومبروم الطرفين برشاقة.. كان يتأتئ وتخرج الكلمات من فمه بصعوبة لكن أدبه وجماله وأناقة ما يرتدي تجعل الآخرين لا يملون حديثه .. بعد ظهر يوم قائظ حيث يلجأ اهل اليشان الى اخذ قيلولة ،شق الصمت صراخ امرأة تلتها صراخ الأخريات ... حدث هرج على قفا اليشان وراحت الناس تركض باتجاه ذلك البيت المسور بحائط طيني منخفظ .. كان ذلك الشاب مددا في باحة الدار وبقعة دم تلوح من خلال ثوبه الابيض من جانب صدره الأيمن .. كانت اخته تجلس الى جانبه وهي تبحث عن جرحه .. أمسك كفها بيد مرتعشة وقادها الى مكان الجرح .. كان وجهه الجميل ممتقعا وتكسيه صفرة شديدة وكان العرق يتصبب منه ..راحت تنتابه حالات اختناق شديدة كلما سحب نفسا ، ثم يأخذ وجهه يرزق ويقوم برفس التراب بقدميه .. تجمعت النساء وراح صراخهن يتناوب مع لطم الصدور .. في مدخل الدار وقبالة الباب مباشرة ، يطالع الداخلين رجلان .. احدهم شاي قصير القامة وذو سحنة صفراء وكأنه صبغها بتراب اليشان .. كان يدخن بشراهة وأصابعه تكاد ان تفلت سيجارته من الارتعاش .. اما ابوه الذي كان يقف الى جانبه بقامته الطويلة المنحنية عند الكتفين فقد كان هو الاخر ممتقع الوجه وكانت وجنتيه بارزتان وخديه غائصتين بين فكيه .. كان ذلك الرجل المسن قد استل خنجرا طويلا من غمده المعلق في حزامه وراح يتطلع اليه ويحركه بهدوء!! كان يكرر تلك الحركة بين الحين والآخر، كلما دخل الدار شخص ويبدو واضحا انه كان يريد ان يوحي للآخرين بانه هو القاتل وليس ابنه ....كانت المرة الاولى التي يخطف الموت شابا في اليشان ... جائت له اخته باكية اثر خلاف مع زوجها الذي كان ابن عمها الذي ضربها على وجهها فسال دم من انفها !! ثار غضبه فاقتحم بيتهم وحدث شجار بينه وابن عمه ..وفي لحظة نزق وغضب قام بطعنه بخنجره ...! ..
تذكر الطفل تلك الحادثة بعد سنين طويلة حين كان الاستاذ يلقي عليهم في درس الجراحة محاضرة تخص إصابة الصدر
كان يمكن ل اكريم ان يعيش لو كان هناك مستشفى قريب لان إصابته كانت ( تافهة) !! لكن اليشان كان نائيا ... والإنسان كان أرخص من التراب ...!! اطلق طالب الطب حينها حسرة طويلة وهو يتذكر اكريم من على مقعد الدراسة في قاعة التشريح !!

يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوخ ..28و..29
- الخنازير..!!
- الشيوخ ..26و 27
- الشيوخ ...25
- الشيوخ 22..23...24
- الشيوخ ..21
- مزنه
- بصاق السماء ..!!
- الشيوخ...19
- وداعا شاعرنا الكبير ..شاكَر السماوي
- الشيوخ ..17
- الشيوخ..18
- الشيوخ ..14
- الشيوخ ..15
- قوس قزح
- وطني...العراق
- رثاء ...
- الشيوخ ..12
- همس العشب
- باب الطلسم


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - الشيوخ.. 30