أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - علم نفس الفيسبوك














المزيد.....

علم نفس الفيسبوك


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 14:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا الفيسبوك، عبارة عن واجهة للمستخدم، أي عن طريقها (المواقع) يمنح لمحة عن نفسه وعن حياته للآخرين، لترك انطباع محدد عنه. أهم شيء في الموقع ـ طالما نتحدث عن موقع الفيسبوك وهو من بين الأكثر استخداما ـ ليس التواصل ! ولا حتى تبادل المعلومات ! ولا الصور ! ولا حتى ما يعلّق به الناس (تعليقات) طيلة أيام الأسبوع ! إن أهم شيء بالموقع هي خاصية اللايك Like، لأن المستخدم يعتمد في نشره لأمر ما على نسبة اللايك المتوقعة عن ما سيضعه انطلاقا من حسابه (الشخصي). اللايك هنا هو الدافع للتفاعل داخل الموقع بين المستخدمين.

طبعا، لتقدير أهمية هذه الخاصية (اللايك)، فإن الموقع يقوم بدعم صفحات المشاهير عبر نفس الخاصية، فالأمر لا يحتاج سوى ضغط لايك ليتم التفاعل ما يقدمه المعني على صفحته، الأمر الذي يختلف عن الحساب الشخصي الذي يستلزم قبول الشخص لدعوة الصداقة الافتراضية والتفاعل المعلوماتي. هنا اللايك تقدّر نسبة اهتمام الناس بالمنتوج الذي يتم عرضه : سواء كان تعليقا، صورة، فيديو، خبر، أو حتى إشهار لمنتوج تجاري. ضغط اللايك إشارة لاهتمام المعني بالمنتج (العرض) وإعجابه به. هذا الأمر له وقع نفسي على صاحب العرض : أكان شخصا يعرض أمرا شخصيا ـ تعليق، صورة الخ ـ أو مؤسسة تقدم إعلانا.

صار الإعجاب الافتراضي أهم للناس من الإعجاب الواقعي، بل قد ينشر الإنسان شيئا وتركيزه على شخص معين (فقط) هو الذي يرغب من أعماقه أن يضع له "لايك" : ما يفيد أن ذلك الشخص المحدد اضطلع عن المنشور وأبدى إعجابه به، وإن الأمر ليصل حد دمج ذلك الشخص ـ أو عدة أصدقاء ـ للمنشور ليظهر ساعتها بحسابهم الشخصي رغما عنه/عنهم. كقطع للشك بتأكيد أن الشخص (المرغوب) أو أي من المدمَجين لم يضع لايك، فهذا يعني أنه لا يبدي إعجابه بمنشور الشخص، أي بالشخص نفسه ! قد تبدو الأمور من هذا الموقف تافهة، لكن حينما نجد شركات كبرى ومؤسسات تتوسل وضع اللايك من المستخدمين (باستخدام خاصية الدفع النقدي والإعلان المفروض على صفحة المنشورات الخاصة بك) يدرك الواحد هنا أهمية الأمر الذي تغلغل داخل الجهاز النفسي الاجتماعي ـ المستخدم للأنترنيت ولهذه المواقع ـ وحتى الاقتصادي ! بل إن سياسيين (وأحزابا) يقومون بدعم حملاتهم بطرق مباشرة وغير مباشرة انطلاقا من خاصية اللايك : لايكني=انتخبني !

نعود لقصة الدمج ـ دمج المستخدمين ـ في منشور معين ليظهر لهم رغما عنهم، ما يساهم في توسيع انتشار الإعلان. وكما قلت فإن ذلك يُستخدم من قبل المؤسسات كما من قبل الأشخاص : خوفا من أن لا تحظى منشوراتهم باللايك المطلوب : فقلة اللايكات أو انعدامها تُحدث وقعا سلبيا للمعني، وكأنه منبوذ فيسبوكياً، الأمر الذي صار أسوء نفسيا من النبذ الاجتماعي الواقعي، الذي يتم التعود عليه نتيجة الاغتراب النفسي الذي يعيشه الناس منذ زمن كارل ماركس أو ما قبل !

يصل الأمر أحيانا حد تأطير قانون حول اللايك، فإذا لم تضع لايكات لمنشوراتي ـ خاصة التي أدمج اسمك/حسابك فيها ـ فهذا يعني أنك لن تحصل على لايكات من عندي، فالسن بالسن والعين بالعين. لا يصبح المقياس هو جودة المنشور أو نسبة الإفادة التي يقدمها، بل بما يحققه للمستخدم من لايك شخصي (المردودات المحتملة/المرجوة له أيضا)، فهو يضع لايك لمن يضع لايكات له (لمن يعيد له اللايكات) ـ طبعا لا يُتخذ هذا الموقف من قبل الذي يشعرون بالملل فيضعون لايكا لأي شيء يظهر لهم أو بحكم حبهم الودي للشخص كأقربائهم (كأن تضع لايك لوالدتك حتى لو لم تكن تضعها لك). لكن الأمر يختلف بالنسبة للصفحات (خاصة بالنسبة للمشاهير) والذي (المعني صاحب الصفحة) فقط يتلقى اللايكات والتعليقات دون فرض الرد، لكن يجب أن نفهم أن انكباب المستخدمين على صفحة معينة لا يكون إلا بما يتحقق من تفاعل خاص بالمستخدمين على مستوى التعليق واللايكات على المنشور ـ صفحة ليس بها تفاعل لن يهتم بها أحد ـ وهو ما يحدث حتى بالحسابات الشخصية، حتى تضطر المعنية ـ والتي غالبا ما تكون أنثى ـ لحذف خاصية الإضافة ـ لاستبعاد الإزعاج؛ لكن ورغم نرجسيتها وعدم مبادلتها للايك مع البعض، فإن بعض المستخدمين يستمرون بلايك منشوراتها والتعليق عليها نتيجة العدوى التفاعلية : الناس بالفيسبوك كالذباب لا يتفاعلون سوى مع المنشورات التي يتجمع حولها مسبقا مستخدمون آخرون ـ لربما انطلاقا من هناك يحصلون على أصدقاء جدد يضعون لهم مزيدا من اللايكات على ما يضعونه بحساباتهم.

اللايك صار جزء من شخصيتنا، تكتب، تُعلّق، تأخد صورا لنفسك أو لفنجان قهوتك أو حتى لوجبتك المسائية، وجانب في دماغك يفكر في اللايك ويقدر النسبة المرجوة متشوقا تحصيلها. لكن لا يجب أن لا يغيب عن بال الإنسان أن حتى 1000 لايك لا تمنح الإحساس الذي تمنحه قُبلة واقعية ! وكما تقول العصافير : "شخص باليد أفضل من 100 شخص بالفيسبوك".

لكن يظل الأغرب من كل ذلك، من يضعون منشورا، ويقومون بوضع لايك له هم أنفسهم ! أولا يكفي أنك أنت من قام بنشره ؟!



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة الإلحادية للإله
- الهلاوس، الجنون، وألاعيب العقل البشري
- الكذب والنفاق هما أكثر السلوكات ممارسة في العالم
- حظ الجميلة وحظ القبيحة
- تقديس المغاربة للغة الفرنسية ونقد المهدي المنجرة للموقف كرفض ...
- هل طعن الإسلام نفسه بعد الربيع العربي ؟
- ما الذي تقدّمه الرسوم المتحركة (الكرتون) للأطفال ؟
- كل أنثى عاهرة
- إشكالية الثقافة العربية : أزمة دينية أدّت لتخريف سياسي
- تلاعب المسلمين على أنفسهم : بين الآيات الشيطانية والداعشية
- تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا
- التشرذم النفسي : أو حين يصبح الشخص عدة أشخاص دون وعي
- حقيقة : يخلق من الشبه أربعين
- التفسير المنطقي للضيق النفسي
- مصائب سوريا عند المتأسلمين فوائدُ
- عبد الباري عطوان وتأليه صدام حسين
- منطقة الشرق الأوسط.. من مهبط الأنبياء لمهبط الصواريخ
- البلادة كآلية نفسية لتحمّل الواقع المر
- نساء كاتبات رفضن عبادة الرجل :
- نقد العقل العربي : ليس هناك عقل أساساً حتى يتم نقده !


المزيد.....




- للحانات البريطانية قواعدها الخاصة.. إليك ما تحتاج لمعرفته قب ...
- انتقام إيران.. ما قاله ترامب محذرا إياها من الرد على الضربة ...
- شاهد.. دمار -واسع النطاق- وسط إسرائيل بأول موجة صاروخية إيرا ...
- السعودية تعلق على الضربة الأمريكية بإيران واستهداف المنشآت ا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافا عسكرية غرب إيران
- الضربة الأميركية لإيران.. هل ربحت إسرائيل المعركة؟
- بلومبيرغ: 5 أسئلة عما سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز
- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - علم نفس الفيسبوك