أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودة إسماعيلي - تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا














المزيد.....

تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"السلام عليكم" مفردة لم يعد لها معنى أو مفهوم في ظل الحقبة الإسلاموداعشية، أصوات كثيرة تنفي علاقة داعش بالإسلام ! على اعتبار أنها جماعة تمثل الإسلام. لكن حتى لا نخلط المفاهيم ونتحايل عن الواقع والتاريخ السياسي فإن داعش جماعة مسلمة تمثل جانبا من الإسلام : مثلما تمثله السلفية والمالكية والمعتزلة والإباضية والخوارج وما سواه من الانبثاقات الإسلاموسياسية. فجميع هذه الظواهر باختلالاتها واجتهاداتها وتطرفها وحماقاتها وتفاسيرها، تنطلق من الإسلام كنص أساسي يمثله القرآن أو الأحاديث المتوارثة تاريخيا.

فمنذ هلوسات محمد عبد الوهاب ضد المذاهب الصوفية، وتواطؤ الإخوان (العصابة الروحية لمحمد عبد الوهاب) مع آل سعود لفرض هيمنة الدولة الإسلاموسياسعودية واحد وإثنان وثلاثة كأنها سنّة من سنن الوضوء ! لغاية نفث الإخوان لسمومهم في عدة منابر خليجية ومصرية، حتى أنها غسلت مخ حسن البنا وسيد قطب (المختل أساسا) ومن معه من عباقرة الفراغ والإحساس بقلة الحيلة، هذا دون الإشارة لمستشفى طالبان للأمراض العقلية بأفغانستان من جهة، ولفرقة تورا بورا من جهة أخرى. ومثلما تنقسم الفرق الموسيقية كالسيستام أوف داون System of a Down أو البلو Blue أو الباكستريت بويز Backstreet Boys، فإن فرقة تورا بورا افترقت كذلك ـ بعد سنين من العطاء والإنتاج في الروك الانفجاري ـ لتظهر فرقة داعش كمنشقة عن عائلة التورا بورا أو الظواهري نايشن (Nation) الذي خلف ملك الروك اسامة بن لادن.

إن المثير في هذا التاريخ للجماعات الإرهابية، هو أن العناصر تتكاثر كالفطر في مناطق معينة وحسب خطابات محددة : وهي المناطق العربية (خاصة شبه الجزيرة وسوريا/العراق) وحسب الخطابات الرجعية الإسلاموية (هذا إذا افترضنا أن هناك خطابات تقدمية في أي ديانة إجمالا !!). إن الواقع الصريح والمؤسف هو أن داخل كل شخص بالمنطقة الشرق أوسطية والمغاربية الأفريقية، والمعرّض للسموم الإخوانية التي وصلت حتى المنابر البريطانية ! يخفي داخله "داعشيا" : هذا الأخير الذي يلزمه ضغوطات نفسية واقتصادية وشحن أيديولوجي بالمقابل يصور له هلوسات ذات نكهة طفولية حول العالم السعيد، حتى يتم اطلاق الداعشي من داخل قنواته الإدراكية. ولا نذهب بعيدا، فكل من تابع مؤخرا تناطح إسرائيل وحماس، دون اطلاعه على أدنى معلومات حول القانون الدولي ! ـ : رأى داخله داعشيا يتحرق شوقا للانقضاض على أي إسرائيلي أو يهودي، لكن كما يقول الشاعر الماغوط "العرب كطائرة الهليكوبتر، ضجيجها أكثر من سرعتها" ! الكل يصرخ كالعاهرة (رغم أن العاهرة تظل جميلة) دون فعل شيء مفيد أو حتى قول مفيد.

إن الواحد ليشعر بالفخر، فإذا كانت مختلف أطياف العالم تقدم الاختراعات والقوانين والأنظمة السياسية والاقتصادية والأفكار والاستهلاك السخيف والبرامج التلفزيونية، فإن لنا سابقة بتقديم نوعية إجرامية لم يسبق لها مثيل، من سبق وقدم للعالم أناسا يتسابقون لتفجير أمعائهم ؟ من سبق وأظهر للعالم جريمة منظمة يديرها مرضى عقليون ؟

لهذا فنحن نشكر كل من ساهم في تربية نوعية أطفال لها قابلية كهذه.
نشكر كل من ساهم في إبقاء خطابات مساعدة لذلك.
نشكر كل من تعاطف في حالة من الحالات مع سلوكات قريبة من ذلك.
شكرا لنا، شكرا لغبائنا اللامنتهي.

يستمتع الإنسان ـ خاصة بالفترة الحالية ـ عند سماع أغاني نانسي عجرم أو شيما هلالي، بدل أن يقرأ لمحللين سياسيين يرجعون سبب ظهور داعش وأشباهها لسياسة الولايات المتحدة ! دون أنا يتساءل الواحد منهم عن ظهور مثل هذه الجماعات بفييتنام أو اليابان ؟ وهما الدولتان اللتان تعرضتا لأسوء وجه من أوجه الولايات المتحدة الأمريكية. إن الموقف واضح : وهو أننا داعشيون، أو نخفي داعشيين داخلنا. ولا تسأل(ي) لماذا ؟ لأننا نتربى على ذلك، نستنشق الداعشية، نتغذى منها وبها. نكبر على حلم صناعة دولة "معاوية" عالمية (لا مكان ل"شيعة علي" فيها !)، دولة قرآنية دستورية يخطط مدنها مدرسوا الابتدائية في عقول الأطفال المغفلين، لتكتمل القصة مع خطيب الجمعة الكسول. العالم ليس بحاجة لدول جديدة أو أنبياء أو حرب، يكفي أن يتوقف البعض عن التفوه والقيام بالسخافات، هذا كل ما يحتاجه العالم.



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشرذم النفسي : أو حين يصبح الشخص عدة أشخاص دون وعي
- حقيقة : يخلق من الشبه أربعين
- التفسير المنطقي للضيق النفسي
- مصائب سوريا عند المتأسلمين فوائدُ
- عبد الباري عطوان وتأليه صدام حسين
- منطقة الشرق الأوسط.. من مهبط الأنبياء لمهبط الصواريخ
- البلادة كآلية نفسية لتحمّل الواقع المر
- نساء كاتبات رفضن عبادة الرجل :
- نقد العقل العربي : ليس هناك عقل أساساً حتى يتم نقده !
- الانكباب المرضي للفنانين المشارقة على الأغاني والألحان المغر ...
- يكرهون الغرب ويحبون بلدانه
- كيف يراك الآخرون ؟
- تحليل الوضع السياسي المصري (الراهن) في ظل قراءة ميكيافيلية
- سوريا : أخطر منطقة في العالم بالنسبة للإنسان !
- اعتياد المواطنين للعبودية عبر خطاب الصبر
- عقدة الإنتماء : أو انعكاس صدمة الدولة على الأفراد
- الإنسان ليس كائن بل مفهوم
- أسئلة لما بعد الموت
- الطبيعة البشرية للأفراد تنعكس في الصحفي
- الميكانيزم الدفاعي الجماعي : أو كيف يتصرف المُجتمع المصدوم م ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودة إسماعيلي - تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا