أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - اتفاق أربيل وفتح الأبواب المغلقة














المزيد.....

اتفاق أربيل وفتح الأبواب المغلقة


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمثل الوجود الكردي في العراق, استكمالا وتكاملا لخارطة هذا البلد, الجغرافية, والسكانية, والسياسية, والإقتصادية؛ ومع أن العقود الأخيرة في عمر الدولة العراقية, قد حملت كثير من المشاكل والتنافر والأزمات بين الاقليم وحكوماته المتعاقبة, وبين الحكومة الإتحادية في بغداد, والتي كانت أقساها في فترة حكم الطاغية صدام, إلا أن ذلك لم يكن مدعاةً يوما لتقطيع أوصال الوحدة الوطنية في هذا البلد.
أرض كردستان أرض مليئة بالخيرات والموارد, ومن أهم هذه الموارد هي الثروة النفطية؛ وبالرغم من تعدد الملفات المختلف عليها بين الحكومة الإتحادية في بغداد, وبين حكومة الإقليم بعد سقوط نظام صدام, إلا أن أزمة ملف النفط والغاز, كانت هي الحاضر الأبرز من ضمن ملفات الأزمات بينهما.
يرى عدد من المراقبين, إن أسباب المشاكل تقع على عاتق الطرفين, فالحكومة الإتحادية, عمدت ايام رئاسة السيد المالكي, إلى عدم إخضاع المشاكل العالقة بين الطرفين الى الحل البرلماني التشريعي, وبقيت الكثير من الملفات مبهمة وغير واضحة تشريعيا, بل وتحمل فضاءاً من العمومية, يمكن تفسيرها وتأويلها كما يريد الطرفان.
مشكلة قانون النفط والغاز, ومشكلة تحديد صلاحية حق منح العقود للشركات الأجنبية المستخرجة للنفط, وإمكانية التعاقد معها, ومشكلة كميات الإنتاج, وإمكانية تطويرها من قبل الإقليم, إضافة إلى مشاكل أخرى خارج نطاق الأزمة النفطية, كإقرار المادة 140 من قانون الأقاليم والمحافظات, ومناطق غموض اخرى في الدستور العراقي, كالمادة 115 من الدستور العراقي التي تنص على ان :
" كل ما لم ينص عليه في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية يكون من صلاحية الاقاليم والمحافظات غير المنتظمة في اقليم، والصلاحيات الاخرى المشتركة بين الحكومة الاتحادية والاقاليم تكون الأولوية فيها لقانون الاقاليم والمحافظات غير المنتظمة في اقليم في حالة الخلاف بينهما". كل هذه الإشكالات, ساعدت على تفاقم الأزمات بين الطرفين, مع الأخذ بالحسبان , لهجة تصعيد الخطاب, وتبادل الإتهامات, وتبادل التهديدات, والتي جعلت امكانية وجود الحلول بين الطرفين أمر شبه مستحيل.
هناك أربعة عوامل مهمة, مكنت وزير النفط السيد عادل عبد المهدي من ايجاد حل للمشاكل النفطية العالقة بين المركز والإقليم, من خلال الإتفاق الأخير المبرم بين الطرفين:
العامل الأول, هو المشكلة القانونية التي وقع اقليم كردستان فيها, وهي مشكلة حق منح العقود للشركات الأجنبية, واستخراج النفط وتصديره بدون موافقة الحكومة الإتحادية في بغداد؛ هذا الأمر قاد بعد فترة إلى قيام التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق, بتقليد الاقليم في هذا المجال, فحصلت عمليات بيع للنفط غير قانونية من قبل هذه التنظيمات, إلى نفس الدول والشركات والجهات التي لم تراعي الجانب القانوني الدولي لمنظمة اوبك؛ مما أدى إلى تحول هذا الأمر الى عرف, يمكن انتشاره, ويقود بالنتيجة الى تخريب كل قوانين التجارة النفطية في العالم, بل وكسر الأسعار, ناهيك عما فيه من خطورة, لتقوية التنظيمات اللاشرعية والإرهابية وتجار الحروب.
العامل الثاني, هي قضية التحكم بأسعار النفط, وبما ان العراق عضوا في منظمة أوبك، فعليه فان انتاج وتسويق النفط العراقي يجب أن يتم مركزيا, من قبل الحكومة العراقية التي تتعامل معها "اوبك". لذلك ستواجه الأدارة الفيدرالية في الأقليم, مشاكل وصعوبات في السعر, كالتي تواجهها في عملية تسويق وتصدير النفط، والمناطة عادة بالحكومة الإتحادية في بغداد.
المسالة الثالثة والمهمة, هي توجه الجانب الغربي بثقله الدولي للضغط على حكومة الإقليم, من أجل الرضوخ والتنازل والقبول بالإتفاق الذي ابرمه عبد المهدي, والذي ستلحقه إتفاقات عديدة وكثيرة, ستكون كحلول مقبولة للطرفين, من أجل تصفير الأزمات.
العامل الرابع, هو التغيير الذي حصل في بنية الدولة العراقية, بعد الإنتخابات الأخيرة والتغيير الذي شمل الحكومة الجديدة, سواؤ ماكان على صعيد التشكيلات البشرية, أم على صعيد الخطاب السياسي, كلاهما قد جعلا الجانب الكردي محصور في زاوية القبول بالإتفاق, لعدم وجود ذرائع ومبررات, تسمح له بالبقاء في خانة رد الفعل المتشنج, التي تعود عليها أيام حكومة المالكي.
إتفاق وزير النفط السيد عبد المهدي, جاء متزامنا مع تفاقم مشاكل عويصة وكبيرة لدى الطرفين: حكومة الإقليم, والحكومة الإتحادية المصابة بالعجز في ميزانيتها, حيث يمكن ومن خلاله, الإنطلاق نحو مساحاة واسعة وجديدة, لحل إحدى أهم معضلات هذا البلد, التي أرادت الحكومات السابقة جعلها مستعصية على الحل.
* ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة .



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منعطفات التأريخ - الحالة العراقية انموذجا
- عالم ضاع بين جهال (الجمهور)!
- حزب الدعوة- بين السقوط والنهوض
- الحسين (ع) بين البشرية والإلهية.
- التحالف الوطني بين الوطنية والتشيع
- المسؤولية بين الشعب والسلطة .. محمد أبو النواعير*
- الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون
- الصياد, والماء العكر, والسَمك السياسي!!
- أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو ا ...
- رؤية للإمن في العراق: واقع وتحديات.. ..
- إرادة المواطن .. كحلم للتغيير .
- التغيير السياسي في العراق- فعل يدعو الى الثبات .. بقلم : محم ...
- العراق يتوسل أبنائه التغيير. بقلم: محمد أبو النواعير
- تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المخت ...
- الخطاب و التحليل , إشكالية تعاطي .. بقلم : محمد أبو النواعير ...
- السلطة كمتغير نفسي في جسد الدولة
- السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير . ...
- الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - اتفاق أربيل وفتح الأبواب المغلقة