أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..














المزيد.....

الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقلانية الممارسة السياسية في العراق..
بقلم : محمد أبو النواعير ..

ليس من السهل على أي إنسان, أن يتعامل مع مفهوم الممارسة السياسية من منطلق الثابت؛ وأقصد بمفهوم الثابت هنا, هو الثابت في كل نواحي هذا النوع من الممارسة والفعل؛ فالذي يبغي الدخول إلى المعترك السياسي, فإنه سيدخل من حيث يعلم أو لا يعلم, إلى عمق الحياة الإنسانية, وتعقيداتها, وتفاصيلها, وإرهاصاتها, ومشاكلها, ومتغيراتها؛ بل وسيكون الأداة الفاعلة والمسئولة بشكل قانوني واعتباري, عن إيجاد حلول هذه المشاكل بتفاصيلها الكلية أو الجزئية.
الثابت الذي أتحدث عنه في هذا الموضوع, هو ما يمكننا أن نطلق عليه الثابت القانوني, سواء أكان هذا الثابت القانوني ثابت أخلاقي, أو ثابتي عرفي اجتماعي, أو أيضا قد يكون الثابت الديني اللاهوتي, أو ثابت قانوني مدني. فما يميز معيارية العمل السياسي هو مقدار قربها من الثوابت التي تتمثل بمجموعة من القوانين المقبولة, والمختلفة في تنوعاتها ومصادرها, والمتفق عليها عند مجموعة بشرية معينة .
وأهم ثابتة من هذه الثوابت القانونية, هي ثابتة العقلانية في التعاطي مع المواقف والأحداث الطارئة, والنسقية المستمرة في الظاهرة السياسية في بلد كالعراق؛ من قبل ممارسي الفعل السياسي في هذا البلد .
والمقصود بالعقلانية في العمل والممارسة السياسية: هي الآلية أو المنهجية, التي يستطيع الفاعل السياسي من خلالها, قيادة وتسيير العملية السياسية, وإخراجها من محيط المغاليق الضيقة لبعض الرؤى والأفكار, والتوصيات والأهداف, إلى محيط أكثر سعة, يمكنه من إيجاد خطاب أكثر سعة, للمختلفات السياسية الروتينية عند المنافسين أو فلنقل: عند الشركاء .
إن من أهم ما يميز العقلانية في العمل السياسي, هي امتلاك ممارسيها القابلية الفنية على تشخيص الأخطاء, والاعتراف بها؛ بل وإيجاد الحلول لهذه الأخطاء لديهم. وهذه العقلانية, تمكن أي مشروع سياسي من المضي قدما, في سيرورة مستمرة تتكسر على جوانبها المشاكل والمعرقلات الذاتية والموضوعية, التي تظهر عادة في الأهداف والوسائل.. فيكون الفاعلين السياسيين, عبارة عن كتلة متصلة متسقة, تعمل في وحدة بنيوية متكاملة ..
ما يجري في العراق الآن, وإن كان الكل يدعي لنفسه العقلانية في الممارسة والعطاء السياسي, إلا أنهم قد انقسموا في واقع الأمر إلى أنواع؛ فمنهم من مارس العقلانية المنغلقة, وهي التي تمثل في ذاتها, نوعا من التبرير العقلاني المنغلق على ذاته, وهي هنا تمثل في حقيقتها, منبع من أقوى منابع الأخطاء والأوهام. فالقائمين على هذا النوع من الممارسة العقلانية, إنما يقومون من حيث يشعرون أو لا يشعرون, بتوظيف أفكار وآليات معينة, تصب في توظيف نموذج معين, يؤمنون به ويريدون فرض قراءته على شركائهم .
قد لا أكون بعيدا عن الواقعية, عندما أقول أن هناك نمطا آخر من أنماط العقلانية السياسية في العراق, وهذا النمط يقوم على فكرة: أن العقلانية الحقيقية، هي العقلانية المفتوحة بطبيعتها، وهي التي تحاور الواقع الذي يعاندها. وبذلك فهي ليست فقط نقدية بل تقوم بنقد ذاتها أيضا.
ولا معنى للعقلانيّة السياسية, إذا لم تكن قائمة على قراءة مرجعية مستمرة للواقع العملي. يرى "كارل بوبر: " أن السلطات عندما تعارض المناقشة النقديّة المسبقة لبرامجها, تحكم على نفسها بارتكاب الأخطاء بشكل مستمر؛ وعندما تحظر الفحص النقديّ للنتائج العمليّة, تحكم على نفسها بتفاقم الأخطاء؛ إلى أن تعلن تلك الأخطاء عن نفسها بنفسها؛ وأي مقاربة اجتماعيّة من هذا النوع, هي مقاربات استبداديّة وغير عقلانيّة".
مع الأسف, إن ما تمثله التجربة السياسية العراقية (بجانبها السلطوي), هو تصدير لطرف ثالث, يمثل قمة الراديكالية (التطرف) في الفكر والممارسة؛ ألا وهو الطرف اللاعقلاني, أو الاستبدادي؛ والذي ينطلق من منطلق تخطيء كل الشركاء, وتوهينهم, ومحاولة تحطيمهم. وهذا قاد بالنتيجة, إلى إدخال البلد في دوامات مستمرة من الصراعات اللانهائية, أي التي لا توجد إمكانية لحلها. هذا الطرف, أو هذا النمط من الممارسة السياسية, يعمل على تفكيك أي بنية سياسية سليمة, في أي واقع سياسي لأي بلد, وهذا مع الأسف, ما يحصل في التجربة السياسية العراقية. فالاختلاف مع الشركاء ومحاولة تحطيمهم, ومحاولة الاستفراد, ليس بمقدرات الحكم فقط, ولكن التحكم حتى بمفهوم الحق والأحقية في قيادة البلد؛ إنما قاد ويقود العملية السياسية الى مغاليق سياسية, ومن كل الجوانب: التواصلية, الأدائية, الفكرية, والإدارية .
ما يحتاجه البلد اليوم, ونحن على أبواب انتخابات مصيرية, هو أن يضع الناخب ثقته بالأطراف التي مارست الخطاب العقلاني الغير متشنج, خلال فترة ما بعد التغيير؛ نحتاج الى قيادة حكيمة, لا توظف الإمكانات المتاحة من أجل بسط السيطرة والنفوذ. نحتاج الى قيادة تمثل العقلانية المنفتحة على الآخر.. قيادة تستطيع أن تتعامل مع الشركاء, من منطلق ما يجمعنا مع الشركاء من نقاط الالتقاء والاتفاق. نحتاج الى قيادة تبتعد عن الخطاب المتشنج الذي لا ينظر إلا الى عقلانيته اللاعقلانية.
وأخيرا, ما نحتاجه اليوم, هو قادة سياسيين يملكون أدوات ناجحة وفاعلة, في الخطاب السياسي التواصلي المؤثر, مع الشركاء والمنافسين في العملية السياسية؛ نحن نحتاج الى قادة سياسييون يبتعدون عن مفهوم ( ترف الكراهية), والذي يعمل على تلويث العقل, ويبعده عن العقلانية في العمل والممارسة السياسية !.
بقلم : محمد أبو النواعير .. ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر – باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة ...



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...
- العمل السياسي في العراق : مابين مفهوم التيارية والحزبية ..
- خراب العراق , بين الفساد الإداري والإنهيار الأمني ..
- المعركة لَم تَنتَهي بعد!
- عمار الحكيم .. كرجل سياسه .. بقلم : محمد ابو النواعير ..
- مقال - إسقاط مشاريع الدول .. الدوله العصريه العادله أنموذجا. ...
- تخلف الوعي السياسي في المجتمع - نظرة فرسان الأمل


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..