الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : محمد أبو النواعير ...

محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قد يكون العنوان غريبا بعض الشيء, ولكن تسارع الأحداث في المنطقة, مع تطور استراتيجيات الحرب الحديثة, نحو الاعتماد على الحروب السريعة, كل ذلك أدى إلى اندثار مفهوم الحرب الطويلة الأمد, والاعتماد بدلا عنها على الحروب التكتيكية السريعة, المعتمدة على ضربات عسكرية حيوية, تسعى لشل حركة الخصم, ومن ثم الانقضاض عليه -;- وهذا ما أريد له أن يحصل في حرب إسقاط النظام في سوريا, ولكن الرياح جرت بخلاف إرادة قادة السفن .
المشكلة المحورية والرئيسية, التي واجهت دول التحالف الغربي الخليجي ضد سوريا, كانت بالأساس استمرار تدفق الدعم العسكري واللوجستي, الميداني والسياسي, من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية, وروسيا من جانب, إلى سوريا من جانب آخر-;- حيث أدى ذلك إلى إطالة أمد الحرب, بما أخرج المعادلة العسكرية, عما كان مخطط لها غربيا وخليجيا-;- والتي كانت تنوي جعل الحرب, سريعة, وقاضية, بحسب إستراتيجيات الحرب الحديثة .
بعد فشل محور دول الغرب-الخليجي, في تحقيق النصر في هذه المعركة, حصلت إعادة لقراءة الموقف المتحقق على الأرض-;- فإعلان الهدنة بين أطراف النزاع, وإن كان مصحوبا بابتسامات المجاملة, إلا أنه بقي بنظر الكثير من المراقبين, عبارة عن هدنة لها أمد زمني محدود .
ولا أريد هنا الاستغراق بكل تفاصيل هذه الحرب-;- ولكن ما يهمنا هنا, هو قضية الدعم الخارجي المقدم لسوريا, ونظرة محور الغرب- الخليجي لهذا الدعم, ونوع الخطط والإجراءات, المتوقع اتخاذها من قبل هذا المحور, لكسر أدوات هذا الدعم, وغلق منافذه, ووأدها .
محور التحالف ضد سوريا يعتقد متيقنا, بأن أغلب الإمدادات, تصل من إيران إلى الجانب السوري, من خلال الأراضي العراقية-;- ولسنا هنا بصد إثبات او نفي هذا الموضوع-;- ولكني اعتقد أن دول هذا المحور, عملت وسوف تبقى تعمل جاهدة, في سبيل القضاء على حلقة الوصل هذه . والشواهد كثيرة على عملية البدأ بتنفيذ هذا المخطط في العراق-;- خاصة بعد تدهور الأحداث الأمنية الأخيرة في العراق, وحصول تصدع في بنية الأجهزة الأمنية, وعجزها عن صد الهجمات الإرهابية والتفجيرات, أو الوقاية منها على أقل التقديرات .
إن إعلان التنظيم الإرهابي المسمى ( الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش), عن قيامه بحملة ارهابية عسكرية كبيرة في المناطق الغربية, لهو من أوضح المصاديق, على البدء والشروع بهذه الخطة . اغتيال الشخصيات الحكومية السنية في العراق, هو سعي لإفراغ المنظومة الحكومية السنية من النماذج المعتدلة, والتي قد تقف حجر عثرة, بوجه المخطط الرامي إلى إسقاط المنطقة الغربية بيد التنظيمات المسلحة الإرهابية السلفية, والذي هو كجزء من مشروع السيطرة على منافذ نقل المساعدات والإمدادات, إلى الجانب السوري من إيران .
الضربات الإرهابية الكبيرة والنوعية التي ضربت مناطق متعددة من البلد, أصابت رأس السلطة في بغداد بحالة دوار وتخبط وارتباك واضح-;- طبعا هذه الضربات كان الهدف منها إرباك وإشغال الحكومة العراقية عن الهدف الحقيقي, وهو : إسقاط المنطقة الغربية بيد الإرهابيين-;- ليتسنى لهم بعد ذلك, غلق الحدود (والتي أصيبت في الشهور الأخيرة, بحالة فلتان وعدم انضباط عجيبة ), بوجه أية مساعدات يراد لها أن تصل من إيران الى سوريا .
حصول عمليات كثيرة ومتعددة بدأت تزداد وتيرتها في الأيام الماضية, من خلال استهداف المؤسسات الحكومية في المناطق الغربية, عبر هجمات سريعة ينفذها مسلحون مدربون-;- وبالأخص تركز هذه الهجمات على مراكز القوى الأمنية, من الجيش أو الشرطة . كل هذه الأحداث, تدل دلالة واضحة, على أن المخطط القادم لضرب سوريا, سيكون بعد إسقاط المنطقة الغربية في العراق, بيد التنظيمات الإرهابية المسلحة, أو السيطرة النوعية عليها.
إذا... سيكون هدف المعركة الأخير, هو إسقاط النظام في سوريا, ومن بعدها التحول صوب الجمهورية الإسلامية في إيران, من خلال تنفيذ الخطوة الأولى, وهو القضاء على حلقة الوصل, بين إيران وسوريا, من خلال السيطرة على المنطقة الغربية في العراق . والتوجه بعدها لتنفيذ ضربات عسكرية سريعة, تساعد على إسقاط النظام السوري. والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة وسط هذه الأحداث : هل سنشهد دخول أو تدخل الجيش الإيراني والجيش السوري إلى العراق, في هذه الفترة, لمساندة أخوتهم في الجيش العراقي, في التصدي لمخطط إسقاط المنطقة الغربية في العراق (حلقة الوصل), بيد أعوان محور التحالف العرب- الخليجي ؟! .
محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة ..

#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل