أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المختص . ..














المزيد.....

تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المختص . ..


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المختص .
بقلم : محمد أبو النواعير ..
على الرغم من وجود الكثير من الآثار, التي تدل على أن تحليل الخطاب بشكل عام, هو أمر لم يعد مقتصرا على الغرب – ونستطيع تلمس هذا الأمر في قضايا تفسير النصوص القرآنية, أو تحليل المجتمعات الإسلامية, والتأكيد على أهمية البيئة في معرفة نمط حياة الشعوب, كما فعل ذلك عدد من علماء العرب الأندلس-, إلا أن أغلب الدراسات تبدأ مع موضوعة تحليل الخطاب الإعلامي من منطقة ولادته الغربية الحديثة .
إن عملية تحليل مضمون الخطاب الإعلامي الثقافي الصادر من جهة تمارس نوع من تصدير المعرفة, إنما هو نتاج لتطور امتد لسنوات طويلة, تحكمت فيه الحاجة إلى وجود فهم من قِبَل المتلقي لمادة الخطاب, أو للرموز التي تحتاج منه التفسير المستمر, وذلك لوجود علاقة وثيقة بين مضمون هذه العلامات والرموز وبين السياقات الاجتماعية والسيكولوجية والثقافية عند المستلم أو المتلقي؛ وأفضل مثل على ما نقول, هو وجود الكثير من المشتركات الرمزية واللفظية في مجتمعين مختلفين, إلا أن تفسيرهما يختلف بحسب البنية القيمية والمعرفية لكل مجتمع .
تختلف طريقة تحليل الخطاب الإعلامي (الفهم), والتي يقوم بها الإنسان العادي في حياته اليومية, عن الطريقة التي يعتمدها المختص؛ فالبعض يرى أن إتباع المختص لمفهوم التعاطي الكمي مع مادة المضمون الإعلامي, هو الذي يميزه عن القارئ العادي؛ إلا أن هذا التوصيف لا يمكن الاعتماد عليه دوما, وفي كل الحالات؛ فالاختلاف لا يقتصر على هذا الأمر فقط, بل أن فرق المختص عن القارئ العادي هو اعتماد المختص على جملة من الإجراءات المنظمة, والمتسلسلة منطقيا, تجعل تعامله مع بيانات ومفاهيم الخطاب الإعلامي والأحداث الجارية فيه, بطريقة تختلف تماما عن القارئ العادي. فالقارئ العادي للخطاب الإعلامي, يخضع وبشكل لا إرادي إلى عدد من المتبنيات المسبقة, والصور النمطية القبلية ذات الحكم المسبق, عند قراءته لنص الخطاب الإعلامي؛ وهذا في كثير من الأحيان يوصله الى نتائج لا موضوعية؛ بل أنه قد يشط بعيدا عن الهدف الحقيقي لصاحب الرسالة الإعلامية.
إذاً, فالاختلاف هنا سيكون اختلاف في المنهج, أو الوعي بالمنهج المتبع في التحليل؛ وهذا المنهج يُلزم الباحث بعدد من الالتزامات, ليصح تسمية هذه العملية بتحليل بنية الخطاب الإعلامي, في معناه الاصطلاحي العلمي؛ حيث تتوزع هذه الشروط بين أهمية وضرورة توفر عامل الموضوعية عند الباحث, والتحرر من القوالب النمطية المسبقة, الى ضرورة الاعتماد على خطة منظمة, تُعد كمراحل منهجية متسقة, مستندة إلى إجراءات منطقية؛ بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة ابتعاد الباحث عن شخصنه الأمور؛ والمقصود هنا عدم وضع أهداف الباحث الشخصية, كغاية وهدف يجب الوصول اليه؛ بل يجب خروج المحلل عن غلاف الظروف المعاشة عنده, بإخضاع مادة التحليل إلى ظرفية بناء مواقف افتراضية, للتخلص من قيد الأسر النمطي للذات التي تقوم بعنصر التحليل؛ وهذا ما يطلق عليه تسمية (النّمذَجَة), بنوعيها الوجودي: والذي يعبر عادة عن النموذج الواقعي, المعاش, والذي ينميه الناس المشاركون في المواقف والأنساق البشرية. أو النوع الثاني وهو النموذج البنائي أو المبني: وهو الذي يصوغه العالم أو الباحث, لكي يوضح ويوصف مادة تحليله .
إذا, نتلمس فرق واضح ومصيري, بين قراءة القارئ العادي (الجمهور), للأحداث والظواهر المتضمنة في الخطاب الإعلامي والسياسي, عن قراءة المحلل المختص, والذي يمتلك أدواته المعرفية الخاصة به.
وهذا يقودنا الى وضع الإصبع على الجرح, لتشخيص مقدار التخلف المعرفي عند جمهور قرائنا ومتابعينا, وأهمية إيجاد حل لهذه المشكلة المهمة؛ كونها تتعلق بموضوعة التطور الحضاري, وانتشار الوعي الصحيح بين أفراد المجتمع؛ ويجب على الجهات القائمة على التربية والتعليم, نشر أدوات التحليل المعرفي الصحيحة, وإدخالها الى مناهج التعليم, في بلد مواطنه أحوج ما يكون, الى التحليل الصحيح البعيد عن ثورات العاطفة الوجدانية ..
محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصر ..







#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب و التحليل , إشكالية تعاطي .. بقلم : محمد أبو النواعير ...
- السلطة كمتغير نفسي في جسد الدولة
- السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير . ...
- الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...
- العمل السياسي في العراق : مابين مفهوم التيارية والحزبية ..
- خراب العراق , بين الفساد الإداري والإنهيار الأمني ..
- المعركة لَم تَنتَهي بعد!
- عمار الحكيم .. كرجل سياسه .. بقلم : محمد ابو النواعير ..
- مقال - إسقاط مشاريع الدول .. الدوله العصريه العادله أنموذجا. ...
- تخلف الوعي السياسي في المجتمع - نظرة فرسان الأمل


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المختص . ..