أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الصياد, والماء العكر, والسَمك السياسي!!














المزيد.....

الصياد, والماء العكر, والسَمك السياسي!!


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الويلات والويلات التي لحقت بهذا الشعب الصابر, وبعد الخراب والدمار الذي لحق بهذا البلد بكل تركيبته السياسية والإقتصادية, بل وحتى المجتمعية؛ وبعد كل ما لحق العملية السياسية من خراب وتشظي, وتَحَوّلٌ في نمطيات التعاطي الأصولية التي تهدف الى البناء, لا الخراب؛ أقول مع كل ذلك, تحققت إرادة التغيير.
المشكلة هنا, أو الموضوع الرئيسي في مفردة التغيير, يحتاج الى وعي بمضامينه ومساراته؛ فليس تغيير الأشخاص هو الهدف النهائي المناط من مفهوم هذا الفعل, بل أن التغيير يُقصد منه تغيير آليات عمل, ومتبنيات وقناعات فكرية, وأدوات تعاطي, سواء أكانت أدوات وظيفية, أم أدوات إجرائية, تكون محكومة بمجموعة قيم وأفكار, تؤمن بها مجموعة قائمة على الحكم وماسكة لزمام السلطة .
إذن, فما حصل من تغيير توافقت عليه كل القوى المؤثرة والحاكمة في العراق, والمرجعيات الدينية, وأكثرية كبيرة من الشعب العراقي, بل وتوافقت عليه حتى القوى الإقليمية والدولية؛ أقول أن هذا التغيير لم تكتمل مراحله بعد, ولم تُختم حلقاته الى الآن؛ فما حصل هو تغيير شخص المالكي فقط؛ ولكن, هل أن شخص المالكي الوجودي, فقط هو ما كنا نحتاج الى تغييره؟ طبعا لا. لأن المالكي قد أسس بنية سلطوية قائمة, تحمل ثقافة سلطة بنكهة معينة, توافق عليها أغلب المؤثرين في سلطته؛ إضافة الى وجود آلية ونمطية للتفكير, وثقافة حكم قد ترسخت على مدى الأعوام الثمانية الماضية, لدى معظم القادة السياسيين المتعاطفين معه.
لقد انقسمت الإرادات السياسية في العراق الى فئتين: أقلية تريد تشكيل سلطة الأغلبية, وهي المتمثلة بالسيد المالكي وأغلب رجال كتلته, وبعض المتعاطفين معه. فئة أخرى نادت بأن يكون الحكم هو حكومة شراكة, يتم فيها تمثيل المكونات, وهذا الرأي كان يمثل رأي أغلبية القوى السياسية المعارضة للمالكي, وتبعها رأي المرجعية الدينية الشريفة, مؤيدا ومؤكدا, وكذلك أيده الموقف الدولي والإقليمي؛ لذا نجد أن هذه القوى المتعددة والقوية والمؤثرة, والتي مثلت " إرادة جمعية", قد ساعدت على طي مشروع الأغلبية بكتاب النسيان, وإبعاده عن ساحة العراق, التي بدأت تشتعل فيها الكثير من نيران الفتن والمشاكل, فكانت الرؤية المعارضة لهذا المشروع, رؤية صائبة؛ إذ لو سُمِح لمشروع الأغلبية بأن يرى النور في خضم هذه الأحداث, لكان كالوقود الذي يُسكب على النار فيزيدها انفجارا وحرقا وإحتراقا!
بعض رجال قادة دولة القانون من أتباع المالكي, يحاولون الضغط على السيد العبادي, ليتبنى خيار حكومة الأغلبية, بعد أن مرت عملية تشكيل الحكومة, ببعض المخاضات والصعوبات, وفي رأيي أن هذه الصعوبات هي مسالة طبيعية جدا, فكل تشكيل وكيان سياسي يأتي الى المفاوضات, وهو محمل بآمال وبسقف للمطالب, وليس بالضرورة أن يحصل الكل على ما يريدون, بل أن الأرقام والنسب, وقوة المفاوضين, هي من تجعل السفينة تسير بعد ذلك بمسارها الطبيعي, دون أن تهتم بالعواصف أو الأمواج العاتية.
نصيحتي الى إثنين من صيادين السمك السياسي في هذه العملية, أن يرجعوا الى ضمائرهم قليلا, ليجنبونا ويلات ندائاتهم الغير سوية, وهم:
السادة من دولة القانون الذين يغردون بحلم حكومة الأغلبية.
وقناة العراقية (الرسمية!) التي بدأت تتناغم معهم في تغريداتها الإعلامية!!
إلى ذلك, وددنا التنويه.
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو ا ...
- رؤية للإمن في العراق: واقع وتحديات.. ..
- إرادة المواطن .. كحلم للتغيير .
- التغيير السياسي في العراق- فعل يدعو الى الثبات .. بقلم : محم ...
- العراق يتوسل أبنائه التغيير. بقلم: محمد أبو النواعير
- تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المخت ...
- الخطاب و التحليل , إشكالية تعاطي .. بقلم : محمد أبو النواعير ...
- السلطة كمتغير نفسي في جسد الدولة
- السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير . ...
- الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...
- العمل السياسي في العراق : مابين مفهوم التيارية والحزبية ..
- خراب العراق , بين الفساد الإداري والإنهيار الأمني ..
- المعركة لَم تَنتَهي بعد!
- عمار الحكيم .. كرجل سياسه .. بقلم : محمد ابو النواعير ..
- مقال - إسقاط مشاريع الدول .. الدوله العصريه العادله أنموذجا. ...
- تخلف الوعي السياسي في المجتمع - نظرة فرسان الأمل


المزيد.....




- نور عمرو دياب تثير الجدل في فيديو متداول حول علاقتها بوالدها ...
- إيران تحذر مواطنيها من استخدام واتساب وتيليغرام لتفادي الاغت ...
- غالانت يكشف لـCNN الشروط الـ4 التي تحققت لشن هجوم على إيران ...
- قطر تعلن تواصلها يوميا مع أمريكا لإنهاء الصراع الإسرائيلي- ا ...
- مراسلة CNN لترامب: هل ستدمر قنبلة أمريكية برنامج إيران النوو ...
- هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من ا ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - ترامب يدعو إلى -استسلام غير مش ...
- متى تستدعي إيران حلفاءها بوجه إسرائيل؟
- جدارية ضخمة في طهران تكريما للمذيعة الإيرانية بعد القصف الإس ...
- الخارجية الروسية: إجراءات إسرائيل ضد إيران غير قانونية وتنذر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الصياد, والماء العكر, والسَمك السياسي!!