أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - عالم ضاع بين جهال (الجمهور)!














المزيد.....

عالم ضاع بين جهال (الجمهور)!


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم ضاع بين جهال (الجمهور)!
*محمد أبو النواعير
لا يمكن للباحث المنصف, أن يغض النظر عن شخصية السيد عادل عبد المهدي, في محاولة تقييم تطور الفكر السياسي والممارسة السياسية في عراق ما بعد 2003، فمع حراكه الواسع, وما توفر عليه من شهادات عليا, وخبرة سياسية تراكمية؛ نجد أن له, بعدا علميا وفكريا عميقا واعيا, وإلمام ومعرفة قلّ نظيرهما, بأسس وأسباب أغلب مشكلات العراق، بجوانبها السياسية والإقتصادية الإجتماعية والأخلاقية.
عادل عبد لمهدي, الحاصل على شهادة عليا في الاقتصاد السياسي, من جامعة بواتية في فرنسا, في عام 1972؛ لم يكن من الذين جعلوا غاية حياتهم, الحصول على تلك الشهادة, أوعلى مركز تدريسي, بل كان لحراكه ونشاطه أفاقا وأبعادا أكبر, خلقت لديه طموحا ملتهبا بإرادة تواقة إلى الإصلاح, وتحقيق حلم تكوين الدولة العادلة المعاصرة, فكانت لغربته في بلدان الشرق والغرب, ومقاربته لمشاكل السياسة العامة, والعراقية بشكل خاص, أثرا كبيرا في تكوين بنيته الفكرية سياسيا وإقتصاديا.
كان واضحا جدا في تشخيص أخطاء البنك المركزي العراقي, ومحاولة التأسيس لفكرة المحاسبة والمتابعة الشديدة لنشاط البنك, مؤشرا عدم قدرة السياسات النقدية الصادرة عنه, على حل مشاكلنا النقدية والإقتصادية, مشخصا أن حالة التقاعس في هذا المفصل الحيوي، قد عمدت إلى تغطية أخطاء القائمين عليه.
إجتماعيا, إهتم عبد المهدي بالظواهر الدينية, وسعة انتشارها في المجتمع, كما شخص وبوضوح تراجع قيم مجتمعية وأخلاقية كثيرة, كقيم الوفاء, والنزاهة, والكفاءة؛ التي كانت تمثل الأساس المتين الذي يقوم عليه بنيان المجتمع, وكان يرى أن في ضعف المؤسسات التربوية, يكمن السبب في تراجعها، وذلك على صعيد المدرسة أو البيت أو العشيرة, بل وطال الضعف حتى مجالات العمل والمعاملات اليومية؛ وأوعز هذا التراجع, إلى إنتشار المعاناة في طبقات المجتمع, هذه المعاناة التي تجسدت وخلال عقود طويلة, عبر تمثلات مختلفة, كالحروب والحصار والإستبداد ورعب السلطة.
كل هذه المشاكل بأبعادها المعروفة، ولدت بنظر عبد المهدي دولة مشوهة, تعاني من العرج الإداري, والخلل الوظيفي, وضعف العقيدة الإدارية الوظيفية فيها؛ فمن فشل مقومات الإدارة المتبعة, الى افتقاد الرؤى السليمة ووحدتها لدى القوى صانعة القرارات, ما أدى إلى فوضى في المفاهيم وأساليب العمل, وتحول إدارة الدولة من القرارات الأصولية الموثوقة, إلى القرارات الباطنة الارتجالية, والتي ما إن تُتَّخَذ, إلا وتُنقض في اليوم التالي, فلا شيء مدروس وثابت إلا الاحتفاظ بالمواقع, والدفاع عن إجراءات لا منفعة عامة فيها, ومنحها أغطية قانونية وقضائية واجرائية مهلهلة, بعيدة كل البعد عن مبادىء الدستور.
لقد كان عبد المهدي, يركز في فكره السياسي, على دور الأمة بالقيام بأعباء مسؤولياتها، في النظام الديمقراطي الحاكم, فالديمقراطية في نظره كانت تمثل القضاء العادل, الذي يمكن أن تسير الحياة بموجبه بإنتظام؛ وقسم الجمهور الى نوعين: جمهور الشعب, وجمهور السلطة والمواقع؛ فكان يرى أن قيام الحالة الحزبية السياسية الصحيحة في العراق, يجب أن تكون معتمدة على النوع الأول, والذي من خلاله يمكن خلق نسب عمل ثابتة، في الحياة السياسية اليومية, لا كما هو عليه الحال في المثال الثاني, الذي يتميز بالتقلب والتناقض والبرغماتية.
عبد المهدي, منظومة فكرية سياسية وقيمية واسعة, وما ذكر أعلاه, هو قراءة بسيطة لبعض أفكاره؛ والرجل لم يبلغ حد الكمال, لكن العيب الوحيد فيه إن صح التعبير, أنه يتعامل مع الوقائع والأحداث, بروح العالم والسياسي المحنك, ولا يتعامل بأسلوب البطولات التلفزيونية الفارغة, والخطب الرنانة, والإكثار من الكذب والتهويل, ومع الأسف, النوع الثاني, هو ما يحبه العراقيين ويعشقونه.
عادل عبد المهدي هو : عالم ضاع بين جهال (الجمهور)!
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الدعوة- بين السقوط والنهوض
- الحسين (ع) بين البشرية والإلهية.
- التحالف الوطني بين الوطنية والتشيع
- المسؤولية بين الشعب والسلطة .. محمد أبو النواعير*
- الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون
- الصياد, والماء العكر, والسَمك السياسي!!
- أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو ا ...
- رؤية للإمن في العراق: واقع وتحديات.. ..
- إرادة المواطن .. كحلم للتغيير .
- التغيير السياسي في العراق- فعل يدعو الى الثبات .. بقلم : محم ...
- العراق يتوسل أبنائه التغيير. بقلم: محمد أبو النواعير
- تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المخت ...
- الخطاب و التحليل , إشكالية تعاطي .. بقلم : محمد أبو النواعير ...
- السلطة كمتغير نفسي في جسد الدولة
- السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير . ...
- الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...
- العمل السياسي في العراق : مابين مفهوم التيارية والحزبية ..
- خراب العراق , بين الفساد الإداري والإنهيار الأمني ..


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - عالم ضاع بين جهال (الجمهور)!