أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - حزب الدعوة- بين السقوط والنهوض














المزيد.....

حزب الدعوة- بين السقوط والنهوض


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تميزت البشرية ومنذ بدء الخليقة, بوجود فكرة الإستبداد والطغيان في نماذج الحكم التي سادت فيها, إلا أن الشرق قد تميز بأنواع خاصة, فاقت فيها غيره؛ حتى بات لفظي (الشرق) و(الطغيان) مترادفين.حين تميز نظام الحكم المطلق في الشرق، بأنه كان أكثر شمولا، وأشد ظلما من نظيره في الغرب؛ حيث نجد أن هناك ارتباط موهوم, بين الحاكم وبين مسار الطبيعة, أو التوحيد بينه وبين الناس في هوية واحدة, فالطاغية عندنا هو الشعب, وهو مصدر كل السلطات, وأي نقد لسلوكه أو هجوم على سياسته, يعتبر نقد وهجوم على البلد بأسره, لأنه هو البلد! وهو الأمة! وهو الدولة!
حالة التوحد هذه التي تحصل بين الحاكم وشعبه, وجدت لها في بلدٍ كالعراق تمثلات عديدة, فحالات الدكتاتورية لازالت مستمرة في هذا البلد سواء ما كان بسبب الحاكم , أو بسبب المحكوم وتقبله لذلك.
المالكي, وخلال سني حكمه الثمان العجاف, ضرب مثالا معقدا مركبا, لنوع قل وجوده من أنواع الإستبداد والدكتاتورية والطغيان؛ فمع مطلقية حكمه وملكه لمقدرات هذا البلد, ومع سيطرته التامة الكاملة، على كل أدوات ومفاصل العملية الأمنية في العراق, إلا أننا نجد أن إنهيار الأمن في العراق, كان السمة الأبرز التي تميز بها حكمه, وآخرها, ذوبان كل المنظومة الأمنية في فضيحة سقوط الموصل.
ولم يقتصر الموضوع على حكم العراق أو إدارته فقط, بل أن الأمر تعداه إلى تخريب البنية التنظيمية والإدارية الرصينة, التي كان يقوم عليها حزب الدعوة, ونجد أن المالكي قد قام بإختزال الحزب بإسمه وشخصه فقط, وحوله ومن بقى فيه من مؤيديه, إلى كابينة فساد مستشري, وسلوك تآمري يمثل منهج عملٍ, والأدهى من كل ذلك, أنه جعل حزب الدعوة تحت رحمة ثلة هجينة غريبة عنه, أمثال حنان الفتلاوي, وهيثم الجبوري, ومريم الريس, ومن لف لفهم من الناعقين بإسم مصالحهم, والمعمرين لغنى جيوبهم.
كل هذه الأسباب وغيرها كثير, جعلت من هذا الحزب حزبا سياسيا فوضويا, منزوع الأهداف النبيلة, خاصة عندما عمد المالكي الى نزع الرداء الإسلامي عنه, وتحويله الى حزب سلطة, ما أدى إلى خسارة الساحة الإسلامية, والفكر السياسي العراقي, لأهم ركيزة من ركائزه السياسية والمعرفية الإسلامية المعاصرة.
الطامة الكبرى, التي فاقت ما سبقها, والتي لا يمكن لأي أحد، أن يجد للمالكي فيها تبريرا, هو قيامه بتوظيف الحزب وإمكانياته, من أجل صناعة كتلة عائلية, جمع فيها أقربائه وأنسابه فيها, وعلى يد المالكي تحول حزب الدعوة, والذي من المفترض أن يقدم مرشحيه للإنتخابات, من ذوي التأريخ الجهادي والفكري ليمثلوه، إلى حزب العائلة المالكة, حيث طغى وجود أفراد عائلته وأقربائه في الإنتخابات, كمرشحين عن الحزب, وهم ممن لم يكن لهم يوما تأريخ, وهذا ما أدى إلى تراجع دور الحزب إلى الحضيض .بقاء الحزب على ماهو عليه, بدون تدارك الأمر من قبل أهل الحل والعقد والفكر والحكمة, سيؤدي إلى انقراضه من ساحة التأريخ الفكري السياسي والإسلامي, وقد بات من الضرورة, أن يتدارك رجاله وحكمائه الأمر, بتقديم شخصياتهم الكفوءة المخلصة, التي تستطيع أن تعيد أمجاد هذا الحزب.
فهل يا ترى سيكون هناك إصلاح في بنية هذا الحزب؟ أم أنه سيبقى مطية مصلحية للمنتفعين منه؟!
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسين (ع) بين البشرية والإلهية.
- التحالف الوطني بين الوطنية والتشيع
- المسؤولية بين الشعب والسلطة .. محمد أبو النواعير*
- الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون
- الصياد, والماء العكر, والسَمك السياسي!!
- أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو ا ...
- رؤية للإمن في العراق: واقع وتحديات.. ..
- إرادة المواطن .. كحلم للتغيير .
- التغيير السياسي في العراق- فعل يدعو الى الثبات .. بقلم : محم ...
- العراق يتوسل أبنائه التغيير. بقلم: محمد أبو النواعير
- تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المخت ...
- الخطاب و التحليل , إشكالية تعاطي .. بقلم : محمد أبو النواعير ...
- السلطة كمتغير نفسي في جسد الدولة
- السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير . ...
- الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...
- العمل السياسي في العراق : مابين مفهوم التيارية والحزبية ..
- خراب العراق , بين الفساد الإداري والإنهيار الأمني ..
- المعركة لَم تَنتَهي بعد!


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - حزب الدعوة- بين السقوط والنهوض