أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - التحالف الوطني بين الوطنية والتشيع














المزيد.....

التحالف الوطني بين الوطنية والتشيع


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التحالف الوطني
بين الوطنية والتشيع
محمد أبو النواعير*
يرى الكثير من الباحثين, أن عملية التغيير التي حصلت في العراق بعد عام 2003, تمثل منعطفا مهما في تأريخ العراق وتأريخ الدين الإسلامي؛ فالمعهود على صعيد الفكر والسلطة والمجتمع, أن العراق وعلى مدى أكثر من 1350 عام, كان يمثل جزئا من تركيبة بنيوية أساسها مذهبي طائفي, ونتاجها وعي مجتمعي عربي وإسلامي, قائم على مفهوم أن الحكم والسلطة في هذا البلد, هو الذي يمثل المذهب أو الطائفة السنية.
الإنحراف الكبير الذي شكله سقوط الطاغية صدام حسين, إنما يمثل في حقيقته فرط عقد لسلسلة طويلة ممتدة عبر التأريخ, مكونة من ظلم وإستبداد حكام طغاة تعاقبوا على ظلم الشعب العراقي عموما, والمسلمين من أبناء المذهب الشيعي خصوصا, إبتدأت الحلقات الأولى لهذه السلسلة, من تحويل الخلافة الى ملك عضوض على يد معاوية ابن أبي سفيان, وإستمرت في امتدادها التأريخي في حكم طغاة الدولة الأموية, والعباسية, والولاة المماليك, والعثمانيين, ودهاقنة الإستعمار وممثليهم, حتى إنقطع بعد أن وصل ذروته على يد صدام حسين.
التغيير الذي حصل بعد عام 2003, أفرز في شكلانيته السياسية, تنوعا كان في ظاهره تفرق وتشرذم, ولكن الناظر الى حقيقة الموضوع, سيجد أن هناك توحدا بدأ يطفو الى السطح من خلال هذا التفرق, فكان تأسيس التحالف الوطني العراقي الشيعي, البادرة الأولى لطرح مفهوم الوحدة في العمل والفعل السياسي العراقي, وكان يمثل التجربة الأولى التي كانت تمثل في ملبسها, أثوابا مذهبية لطائفة معينة, إلا أنها كانت تمثل في ممارستها الواقعية إندماجا حياًّ, لصهر المختلف السياسي, وإرجاع البوصلة السلطوية في بناء الدولة العراقية, نحو مفهومها الوطني الجامع للمختلفين.
التحالف الوطني العراقي, لم يتعامل يوما أو يصرح أو يفكر أو يصدر, أي لون من ألوان التعاطي الطائفي المنحصر في زاوية التعاطف المذهبي, بل كان وبكل ما نتج عنه, يدعو إلى نبذ سياسات التهميش والإقصاء والإبعاد, بل وحاول جاهدا في كثير من إصداراته السلوكية, أن ينتج علاجات فعالة تقاوم التسمم الطائفي, الذي حاولت بعض الأطراف السياسية العراقية والإقليمية والدولية, حقن العملية السياسية به.
إن النجاح المأمول في الممارسة السياسية للتحالف الوطني, قائمة على أساس مهم, إضافة الى ما سبق, وهو إمكانية تعاطي منهج التحالف الوطني ومنظومته الفكرية, مع مفهوم الدولة المدنية (الغير طائفية), والتي تكون متميزة بتوليفة عميقة تجمع فيها بين نقيضين (الدين, والسلطة), بحيث يكون نتاج النقيضين بعيدا عن مفهوم إستحواذ الدين على السلطة (الدولة الدينية), وبعيدا عن عزل الدين عن السلطة (الدولة اللادينية).
لايمكن لأي قوة أو دولة, أن تخلق من تركيبة المجتمع العراقي مسخا طائفيا, يقدس قادة طائفيين, يعيدونه نحو الحلقات التأريخية الأولى من مسلسل القتل المذهبي, لأن ما يحتاجه العراق في الوقت الراهن, هو إعادة بناء وتموضع في سلسلة البناء المجتمعي والوظيفي, والعلمي, والسياسي المعاصر, ببعده الدولي, والداخلي؛ لذا فالتحالف الوطني, الذي عُرف عنه خلال 11 عاما السابقة, مواقفه التوحيدية والعقلانية, إضافة الى تمكنه دستوريا من التحرك السياسي, كونه الكتلة الأكبر برلمانيا, فهو الوحيد القادر على إعادة ما فرط من عقد القرناء السياسيين, والتوجه نحو بناء دولة قوية, تملك كتلتها الكبرى حسا وطنيا إحتوائيا واضحا.
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصر.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤولية بين الشعب والسلطة .. محمد أبو النواعير*
- الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون
- الصياد, والماء العكر, والسَمك السياسي!!
- أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو ا ...
- رؤية للإمن في العراق: واقع وتحديات.. ..
- إرادة المواطن .. كحلم للتغيير .
- التغيير السياسي في العراق- فعل يدعو الى الثبات .. بقلم : محم ...
- العراق يتوسل أبنائه التغيير. بقلم: محمد أبو النواعير
- تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المخت ...
- الخطاب و التحليل , إشكالية تعاطي .. بقلم : محمد أبو النواعير ...
- السلطة كمتغير نفسي في جسد الدولة
- السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير . ...
- الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...
- العمل السياسي في العراق : مابين مفهوم التيارية والحزبية ..
- خراب العراق , بين الفساد الإداري والإنهيار الأمني ..
- المعركة لَم تَنتَهي بعد!
- عمار الحكيم .. كرجل سياسه .. بقلم : محمد ابو النواعير ..
- مقال - إسقاط مشاريع الدول .. الدوله العصريه العادله أنموذجا. ...


المزيد.....




- غموض كبير يلفّ زواج جيف بيزوس ولورين سانشيز.. فهل انكشف أخير ...
- مخزونات اليورانيوم المخصب.. إيران تعلن انفتاحها على نقله لكن ...
- كان يُعتقد أنه قُتل.. ظهور قائد إيراني رفيع بمراسم التشييع ف ...
- هل يمكن أن تعالج العقول الاصطناعي العقول البشرية؟
- نقص حليب الأطفال يهدد حياة أطفال رضع في غزة
- ترامب ينفي تقارير عن مساعدة إيران في برنامج نووي سلمي
- ترامب يدفع لهدنة في غزة.. ما الشروط الجديدة لوقف إطلاق النار ...
- إنجلترا تحت لهيب الصيف: موجة حر جديدة قد تحطم الأرقام القياس ...
- تشييع قادة وعلماء بطهران وترامب ينفي دعم نووي إيراني سلمي
- ناجون من جحيم غزة، باحثون فلسطينيون يحاولون إعادة بناء حياته ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - التحالف الوطني بين الوطنية والتشيع