أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - كيف السبيل لمكافحة داعش















المزيد.....

كيف السبيل لمكافحة داعش


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكل يعلم أن هناك حرباً حقيقية يخوضها العراق ضد جبهة ، وصفناها في مقالة سابقة بالهلامية ، بسبب أن لا أرض لها ولا يُعرف حجمها ، وكذلك لأن معظم محاربيها غير عراقيين ، تتحرك بشكل أخطبوطي تضرب في كل مكان ، وفي أي زمان تختاره . أطلق على هذه الجبهة من قبل موجديها إسم " داعش " . حربٌ " تنادت " بالإضافة إلى القوات الحكومية العراقية وقوات الحشد الشعبي التي لبّت نداء المرجعية الدينية العليا ، قواتٌ دولية وإقليمية ، توحّد جهودها العسكرية والإعلامية ل " القضاء على داعش " .

من المسَلّمات العلمية في الحروب أن تمتلك كل جهة المعطيات والمعلومات الكافية عن العدو لتتمكن من تهيئة القوى اللازمة لتحقيق النصر ، فهل نحن العراقيين نعرف بالفعل شيئاً عن داعش بخصوص حجمها و قوتها والأسباب السحرية التي تمكنها من دحر قوات عسكرية ضخمة بلمح البصر ؟ هل نعرف ما هو الغرض الحقيقي من إيجاد داعش وماهية الأهداف المقصودة من وراء ذلك ؟ هل نعرف ما المقصود بالعراقيين الذين إشتركوا في القتال مع داعش أو الذين دعموه ، الذين أعطيت لهم الفرصة من قبل رئيس مجلس الوزراء للعودة إلى الصف الوطني قبل فوات الأوان ؟ أسئلة لا جواب لها عند أبناء الشعب ، و من المشكوك فيه أن حكومة حيدر العبادي قد شخّصت قوات داعش بصورة دقيقة ، في هذه الفترة القصيرة من عمرها ، سيّما أنه ( أي العبادي ) من ذات حزب الدعوة وكتلة دولة القانون التي كانت في سدة الحكم إبان حكومة المالكي ، والتي كانت لها " تفسيرات " لهذا الموضوع يستوجب إعادة النظر فيها بعيداً عن السياسات المتشنّجة السابقة .

تُعتبر مبادرة حيدر العبادي في إعطاء الفرصة للذين يعودون إلى الصف الوطني خطوة في الإتجاه الصحيح بالرغم من أنها جاءت في مقابلة عبر وسائل الإعلام وليس بقرار أو بيان رسميّ صادر عن الحكومة ، ولذلك فأنها تبقى خجولة و لا تحقق ما يصبوا إليه العراقيون ما لم تتبعها خطوات جدية لرأب الصدع الذي حصل في الصف الوطني .

ما كان للمالكي مقياسٌ سويّ يزن به الصديق أو العدو ، فقد كان مقياسه شخصياً ، كأيّ دكتاتور ، ألا وهو الولاء لشخصه ؛ فمن كان موالياً فهو صديق له حتى ولو كان عدوّ العراق ، ومَن لا يواليه فهو بعثي متآمر حتى لو كان من الوطنيين الذين لا يُشك في وطنيتهم . عند إحتلال داعش للموصل خرج علينا المالكي وأعلن أن ما حدث هو مؤامرة إشترك فيها البرزاني والنجيفي مع البعثيين ، ولم يتطرّق إلى هروب قادته العسكريين من ساحة المعركة وتسليمهم كافة الآليات والأسلحة والأعتدة التي كانت في حوزة القوات المسلحة في الموصل ، إلى إرهابيي داعش ، بل أنه لم يدعُ لإجتماع لمجلس الوزراء لبحث أسباب سقوط الموصل وهرب القادة العسكريين ، حتى إنتهت ولايته وتم تشكيل حكومة حيدر العبادي . إن الأبواق الإعلامية المُسخرة وكذا الكتاب المروجين له بدأوا حملة من التشهير بحق البرزاني والنجيفيّ حتى صدّقها القاصي والداني . لقد أثارت ذات الأبواق حملة تشكيك ضد قيادة إقليم كردستان عندما أعلنت الولايات المتحدة عن عزمها إرسال الأسلحة إلى الپيشمرگة ومباشرتها للضربات الجوية ضد قوات داعش عندما إقتربت من محافظة أربيل ، في حين لم تستجب لنداء المالكي . هذه الأبواق المأجورة تنكر أن المالكي قد إستخدم الأسلحة الأمريكية التي جُهز بها الجيش العراقي ، والتي كلّفت خزينة الدولة عشرات المليارات من الدولارات ، لا لمكافحة داعش والقوى الإرهابية الأخرى بل لمحاربة أبناء الشعب الذين وقفوا في ساحات الإعتصام مطالبين بحقوقهم . كان المعتصمون في الأنبار ، مثلاً ، من جميع صنوف الشعب بضمنهم كافة العشائر وفي مقدمتهم شيوخها ، ولكن المالكي تمكن من إيجاد شرخ بين العشائر بشراء ذمم بعضهم وفي مقدمتهم الشيخ أحمد أبو ريشة وجعلهم يحاربون العشائر الأخرى وفي مقدمتهم الشيخ علي حاتم سليمان ، ثم أرسل الجيش لمساندة العشائر الموالية لدحر العشائر غير الموالية بإتهامهم أنهم داعش . كانت خطة المالكي أن يسحق كل مَن يقول له " لا " . فكما تخلّص من طارق الهاشمي والعيساوي ، أراد أن يتخلّص من البرزاني والنجيفيين وشيوخ الأنبار غير الموالين ، آملاً أن تكون دورته الثالثة خالية من المزعجات التي تتجرّأ وتقول " لا " . وما نُسب من تصريح لعلي الأديب وبعده لعزة الشابندر ، قد يكون صحيحاً ، أن المالكي تلقى إتصالاً هاتفيّاً من القادة العسكريين في الموصل عشية العاشر من حزيران فأجابهم بأن يسمحوا لقوات داعش أن تحتل الموصل حتى يتعلم الموصليون ماهية داعش !! "
في هذه الأجواء التي كانت سائدة في العراق ، ومن قيادة حزب الدعوة ( حزب يرأسه المالكي ) ظهر حيدر العبادي كمرشح للتحالف الوطني لتشكيل الوزارة . كان هذا الحدث صعقة قوية على رأس المالكي ، لم يكن يتوقعها ، وكواحدة من ردود أفعاله الإعتباطية خرج علينا وخلفه قادة حزب الدعوة و الأحزاب الأخرى المؤتلفة في كتلة دولة القانون معلناً أن العبادي لا يمثل غير نفسه ، وبعد أيام ، وبعد إعادة إحتساب الموقف ، ولغرض في نفسه ، لا يعلمه إلاّ الله ، تراجع عن موقفه وإعترف لحيدر العبادي كونه يمثل الكتلة ، وسحب ترشيح نفسه لتشكيل الوزارة .

إن الخلفية السياسية والحزبية لحيدر العبادي والأجواء التي هيأت له الفرصة لتُشيكل الوزارة ، لا بد أن تؤثر على نظرته في تقييم القوى السياسية الفاعلة على الساحة بدءأ من حزب الدعوة و كتلة دولة القانون التي ينتمي إليهما ومروراً بكافة الكيانات السياسية والحزبية والمليشياوية والعشائرية وإنتهاءً بداعش . إن نظرة متفحصة ووطنية تضع مصلحة العراق وشعبه على رأس مهامها ، وبعيدة عن جميع ما تثيره وسائل الإعلام المأجورة ، هي الوسيلة الوحيدة أمام حيدر العبادي لتوحيد صفوف الشعب وذلك بالدعوة إلى مؤتمر مصالحة وطنية على مستوى عموم العراق ، بدأً بالمصالحة الواجبة بالدرجة الأولى بين عشائر الأنبار ليكونوا الصخرة الصلبة لتجميع كافة القوى الوطنية الأخرى وعزلها عن قوى داعش . وعندها فقط يمكن معرفة حقيقة داعش بعد عزله من حواضنه ، وقطع دروب تجهيزه ، وأخيراً معرفة أسلوب محاربته .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للتحريض الإنفعالي
- - داعش - وأسعارُ البترول عالمياً
- حَربٌ عالميةٌ ثالثةٌ
- كيفَ السّبيلُ إلى الإصلاحِ ؟
- الإستحقاقُ الإنتخابي و هريسة جُحا
- ماذا ؟ ولماذا ؟
- أيُّهما أقرب للحقيقة ؟
- فَشَلٌ في الجَلسَةِ الأولى ، فهل مِن أملٍ في الجَلسة الثانية ...
- حِصانُ طُروادة في حكومةِ المالكي
- رسالة مفتوحة إلى المالكي
- مُؤامَرَةُ تقسيمِ العراق - مشروع بايدن -
- خارطةُ طريق إنقاذ العراق
- مُغامَرةُ حافةِ الهاويةِ
- حَذاري من لعبة الشيطان
- الصَّحافة
- مسألةُ ثقة
- النَّزَعُ الأخير .. !
- يخسأ الفاسدون
- داعش والداعش المصنوع
- حكومةُ أزمات !!


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - كيف السبيل لمكافحة داعش