أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-1














المزيد.....

الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-1


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4622 - 2014 / 11 / 2 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاعدت المسألة الأرمنية في أعقاب مؤتمر برلين 1878 من كونها مشكلة عثمانية محلية إلي دائرة القضايا الدولية . وفي هذا المؤتمر ، أقر المؤتمرون في المادة "61" ضرورة قيام الباب العالي بإصلاحات فقط- تحت الإشراف الأوربي- في الولايات الأرمنية العثمانية الست دون منحها الحكم الذاتي أو الاستقلال.
وقد استمر هذا المفهوم سائدا لحل القضية الأرمنية حتي اندلاع الحرب العالمية الأولي.
وهكذا ، جسدت المادة "61" من معاهدة برلين 1878 لب القضية الأرمنية وحلها طبقا لما أقرته دول المؤتمر. بيد أن هذه المادة صارت وسيلة تستثمرها الدول الكبري في تحقيق مصالحها ويهددون بها السلطان عبد الحميد الثاني. ولم يفد الأرمن منها شيئا، بل علي النقيض، قد أثارت ضغائن السلطان ضدهم . ولذا ، قرر محاصرتهم بكل الوسائل كيلا تتكرر في أرمينية وقائع البلقان وعرضتهم لأشد الاضطهادات وأفظع المذابح. أكثر من هذا ن غضت الدول الموقعة في برلين طرفها عن تنفيذ المادة "61" ولم يعيروا اهتماما بالقضية الأرمنية.
أثارت القضية الأرمنية علي نحو ما وصلت إليه موجات استياء في كافة دوائر المهجر الأرمني حيث سعي الأرمن إلي إحياء المادة "61" والضغط علي أوربا لإيقاظ ضميرها من أجل تأييد حقوق الأرمن في أرمينية العثمانية ( الغربية).
وتجدر الإشارة هنا إلي أن الجالية الأرمنية المصرية قد قامت بدور محوري في تحريك القضية الأرمنية عبر المحافل السياسية الدولية.إذ طالبت معظم طبقاتها بإحداث إصلاحات إيجابية في أرمينية العثمانية وفقا للمادة "61" . ولكن تنفيذ هذه الإصلاحات قد تباين في منظور كل طبقة عن الأخرى.
في الابتداء، دار أعيان مصر ( الصفوة) من الباشاوات – لا سيما كبار موظفي الحكومة- ورجال الدين المتحفظين في فلك السياسة التي سلكتها بطريركية الأرمن الأرثوذكس- الراعي الرسمي للقضية الأرمنية – والصفوة الأرمنية بالأستانة.
فقد كان الهيكل البطريركي وأفنديات المجلس الملي مرتبطين علي نحو وثيق بالحكومة العثمانية ويمتدحون السلطان عبد الحميد ويقرون بتبعيتهم المطلقة له . ولذا ، اعتمدوا في تنفيذ المادة "61" علي ما تراه الحكومة العثمانية ، ومن ثم أغمضوا عيونهم ، بل واستهانوا بما يجري لأرمن في الولايات المختلفة.
انتهجت الصفوة الأرمنية في مصر نفس سياسة قرينتها الأستانية ، وخشيت أن تتعرض مصالحها للخطر من جراء القضية الأرمنية. وبالتالي ، جاء تصورهم للقضية الأرمنية معبرا عن مصالحهم وانعكاسا لطموحاتهم.
وقد تركزت رؤيتهم السياسية علي أل يقلقوا الحكومة العثمانية ، وأكثر من هذا ،أرجعوا المذابح التي اقترفها النظام العثماني ضد الأرمن إلي نشاط الأرمن الثوريين.
أما التجار الأرمن ، فقد سلكوا مسلكا آخر إزاء القضية الأرمنية . فقد اعتقدت هذه الطبقة أن أرمن مصر في إمكانهم أن ينتهجوا موقفا إيجابيا شطر تحسين المستوي المعيشي لأرمن الولايات مستخدمين قدراتهم المادية ورؤيتهم السياسية وروحهم القومية. وثمة اقتراح طرحته هذه الطبقة مؤداه توحيد جميع اللجان الثورية الأرمنية في منظمة مركزية عليا يكون مقرها مصر.
وقد استندوا علي عدة حيثيات تؤيد اقتراحهم: " أيمكننا أن نجد مكانا أفضل من مصر التي تنبثق منها الأفكار الحرة " ونظرا لكونها علي الحياد في قضيتنا ... ونظرا لموقعها الجغرافي الإستراتيجي حيث يمكن الوصول منها إلي أرمينية عن طريق الخليج الفارسي ( العربي)، أو يمكن الوصول منها إلي قيليقية ، وعن طريقها ، يمكن الوصول مباشرة إلي أرمينية بسرعة.
أيمكننا أن نجد بخلاف أرمن الدولة العثمانية وروسيا تجمعا أرمينيا كبيرا مثل الأرمن الموجودين في مصر؟ . هل توجد في البلاد الأوربية جالية تضاهي الجالية الأرمنية المصرية من حيث مكانتها الرفيعة ونسيجها الاجتماعي المترابط وامتيازاتها العديدة" . ولكن لم نعثر علي ما يشير إلي محاولة تنفيذ هذا الاقتراح.
ولما كان هؤلاء التجار ذوي مصالح مشتركة مع الرأسمالية الأوربية ، فقد عقدوا آمالهم علي أوربا ، خاصة بريطانيا ، لرفع وطأة الفقر عن شعب أرمينية العثمانية.
ولتحقيق هذه الآمال ، عقدوا اجتماعا بالقاهرة في 23 نوفمبر 1885 ليتشاوروا في كيفية رفع المعاناة عن الأرمن قاطني أرمينية العثمانية . واتفقوا علي إرسال التماسات إلي الحكومات الأوربية بغية تحقيق آمالهم.
وفي أوائل عام 1886 صدق "250" أرمني علي أول التماس أرسلوه إلي لورد سالزبري – رئيس وزراء بريطانيا – وناشدوه بمطالبة الأستانة تنفيذ المادة "61" لإصلاح أحوال الأرمن المتردية في الولايات . بيد أن سالزبري قد أخبرهم رسميا بان الحكومة البريطانية سوف تفعل ما تراه مناسبا في الوقت المناسب .
كانت بريطانيا تتظاهر بتأييد القضية الأرمنية ومنح أرمينية استقلالا ذاتيا في مؤتمر برلين . ولكنها في الواقع كانت تستغل هذه القضية بقدر ما تتيح لها من سلاح تحمي به مصالحها في الدولة العثمانية وضد روسيا .
وفوق هذا ، لم تعد تهتم بالأرمن بعد أن احتلت جزيرة قبرص. وهكذا ، وفي ضوء هذا الموقف ، وعلي أثر الرد البريطاني ، أحبطت آمال التجار الأرمن في تحقيق المادة "61" ارتكازا علي أوربا . ومن ثم ، أقلعوا عن إرسال أية التماسات إلي جهات أخري.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعيات الأرمنية في مصر-5
- الجمعيات الأرمنية في مصر-4
- الجمعيات الأرمنية في مصر-3
- الأرمن في مصر ( 1896- 1961 )
- الجمعيات الأرمنية في مصر-2
- الجمعيات الأرمنية في مصر
- ضبابية الموقف الأمريكي إزاء الإبادة الأرمنية
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر - 3
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر-2
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر-ألكسندر صاروخان-2
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر-ألكسندر صاروخان
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- المبدعات الأرمنيات وخصائص الف ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- أونيج آفيديسيان والأرمن السكن ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- بوزانت جوجامانيان وسيمون سامس ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- فهرام مانفليان وديران جرابيدي ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- يرفانت دميرجيان
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-3
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-2
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-1


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-1