أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-1















المزيد.....

النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-1


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


نشط الأرمن في حقلي الموسيقي والغناء.إذ قدمت معظم المؤسسات الثقافية والاجتماعية الأرمنية حفلاتها وعروضها – نفس أغراض العروض المسرحية- علي أكبر وأشهر المسارح المصرية ، فضلا عن مسارحها الخاصة.
اشتهرت الحياة الموسيقية الغنائية الأرمنية المصرية بعروض أوبريت " ليبليبيجي هو هور أغا"( بائع الحمص ) التي كتب نصوصها الشعرية تاكفور ناليان وألف موسيقاها ديكران تشوهاجيان(1837-1898) . وتعد من أقوي العروض الفنية التي قدمتها الفرق الأرمنية منذ ثمانينات القرن التاسع عشر في الأستانة وأوربا ومصر.
وتدور حول الصراع الطبقي.كما كان شيئا جديدا في الحياة الموسيقية الأرمنية المصرية عروض أوبرا "أنوش" التي ألفت علي أشعار هوفهانيس طومانيان ووضع موسيقاها الموسيقار ديكرانوف ( أرمين ديكرانيان 1879-1950) وقدمها في مصر أريستاجيان مع عتاصر محلية غير محترفة.
وقد تكرر عرض آنوش مرات ومرات علي مسارح القاهرة والإسكندرية بين عشريمات وخمسينات القرن العشرين.بيد أنها لم تكن علي مستوي جيد من الكفاءة، ولم تحقق جماهيرية واسعة. وفي عام 1949 ، ألف الموسيقي ج.آبريجيان و س.سركسيان أوبرا " هيكيات " ( حدوتة) وعرضاها بالقاهرة حيث لاثت نجاحا مقبولا.
كما شكل أرمن مصر الفرق الموسيقية والكورالية . ومن أقدمها " فرقة الموسيقيين الأرمن" التي تأسست بالإسكندرية في أواخر أبريل 1901 بقيادة مايسترو إيطالي . وكان هدفها عزف الموسيقي الأرمنية بالآلات الموسيقية الأوربية. وقد اشتهرت هذه الفرقة ليس علي المستوي الأرمني فحسب ، ولكن أيضا علي مستوي الجاليات الأوربية في مصر.
وفي القاهرة ، تأسست أقدم الفرق في 1 يويلة 1902 وتسمي " فرقة موسيقي آراكس" .وكانت تهدف إلي تشجيع سماع الموسيقي الأرمنية وتذوقها بين شباب الأرمن . بيد أن الفرقة قد انقسمت في عام 1903 إلي فرقتين مستقلتين هما : " فرقة آراكس الموسيقية " و" فرقة كنار الموسيقية " ، ولكل منهما مجلس إدارة مستقل ، ثم اتحدت الفرقتان في العام التالي مكونتين معا فرقة " آلراراديان الموسيقية" تحت قيادة مايسترو فرنسي.
توالي فيما بعد تأسيس الفرق الموسيقية والكورالية والغنائية الأرمنية. ففي القاهرة : فانفار لمدرسة كالوسديان (1924) ، أوركسترا هنشاك لفاهان بارسيغيان(1931) ، كورال غوتان( 1934) ، كورال هامازكايين ( 1934) ، فرقة كورال جوميداس ( 1940) تحت قيادة لوطفيج بيليوسيان ، ونظم الموسيقي غازاروس غازاروسيان كورالا باسم " شنورهالي" لا يزال يعمل حتي الآن في كنيسة الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة .
أما في الإسكندرية ، فكانت فرقة الماندولين كنار تحت قيادة خاتشيك صندلجيان (1923) ، كورال فاغارشاج سرفانسديانتس (1891-1958) الذي أسسه عام 1925 ، وحقق شهرة في أوساط الجالية الأرمنية والجاليات الأوربية بمصر حتي مغادرته البلاد في عام 1928 . وعلقت جريدة "آريف" علي حفلاته بأن الغناء الأرمني أقرب شيء لروح الأرمن ويقوي وطنيتهم وينمي ثقافتهم خصوصا في مناخ الشتات، فقد جدد سرفانسديانتس الروح الأرمنية لدي الأرمن المصريين ، ويعد هذا أمرا ضروريا خاصة وأنهم يعيشون بعيدا عن بلدهم. كما أسس يرفانت ألكسانيان أوركسترا كنار عام 1930.
جدير بالذكر أن حفلات هذه الفرق لم تجذب فقط الجماهير الأرمنية ، ولكنها أيضا جذبت الأجانب الشغوفين عموما بالموسيقي خاصة الموسيقي الأرمنية الشعبية النابعة من القلب والمعبرة عن أعظم المعاني الإنسانية ؛ الحب والرقص والعمل. وبجانب هذه الفرق ، أثري الموسيقيون والمغنيون الأرمن الحياة الموسيقية – الغنائية . ويمكن تقسيمهم إلي : وافدين ومحليين .
بالنسبة للفريق الأول ، يعد هاروتيون سينانيان (1872-1939) من أوائل الشخصيات الموسيقية الأرمنية الأستانية اللامعة التي زارت مصر عام 1905، وموسيقيا فإنه متعدد المواهب ، مؤلف وأوركسترا ومعلم وكاتب مقالات وعازفف ماهر علي آلتي الكمان والبيانو. وقد نالت مؤلفاته وحفلاته الموسيقية في مصر إقبالا جماهيريا من متذوقي الموسيقي المصريين والأجانب والأرمن.
وفي ذلك الوقت ، ألف أحد أجمل أعماله ، وهو المارش الذي أهداه إلي الخديو عباس حلمي الثاني (1892-1914) بمناسبة مرور"13" سنة علي اعتلائه العرش، ونظم سينانيان في 6 مايو 1905 علي مسرح الأزبكية بالقاهرة حفلة موسيقية عزفت خلالها الأوركسترا تحت قيادته هذا المارش.
كما تعد حفلات الموسيقار سوغومون سوغومونيان (1869-1935) الشهير ب" جوميداس"عام 1911 حدثا كبيرا ةمهما في الحياة الموسيقية الأرمنية المصرية. ففي أوائل يناير 1911 ، وجه أرمن مصر عن طريق هوفهانيس موتافيانتس – مدير الفرع المصري لمؤسسة النفط مانتاشوف – دعوة إلي جوميداس لإلقاء محاضرات وإقامة حفلات في الإسكندرية .
وفي 29 يناير ، وافق علي المجيء إلي الثغر وإقامة حفلة مكونة من الموسيقي الأرمنية الكنائسية والريفية ، وإلقاء محاضرتين عن نشأتها وتطورها.
نظم جوميداس كورالا بالإسكندرية مكونا من "190" شخص من الجنسين .وفي فترة وجيزة ، دربهم من مؤلفاته الموسيقية علي "7" مقطوعات كبيرة من الموسيقي الكنائسية و"15" أغنية ريفية . وقد أقيمت أول حفلة في 5 يونية 1911 علي مسرح الهمبرا بالإسكندرية، ثم عرضت الثانية في 16 يونية علي مسرح عباس بالقاهرة .
وجدير بالذكر أن حفلتي جوميداس قد وصفتا بأنهما تجسيد لروح الشعب الأرمني، تلك الروح الحماسية التي لا تقدر أية قوة أن تكبتها او تطفاها .كما استمتع الأجانب بموسيقي جوميداس لانها ذات مغزي إنساني.
وبعد مغادرة جوميداس مصر ، حضر إليها المغني الأوبرالي الأرمني الفرنسي بالأوبرا الأهلية بباريس آرميناج شاهمراديان (1878-1939) لاول مرة في عام 1912 . وقدم حفلاته علي مسرح عباس بالقاهرة والهمبرا بالإسكندرية. وجذب بصوته العذب الأرمن والأجانب وأطربهم وأسكرهم. ثم كرر زيارته إلي مصر بين عامي 1925-1928 . وتكون برنامجه من أعمال كبار الموسيقيين الأرمن (جوميداس) والروس ( تسشايكوفسكي) وغيرهم . وقد صاحبه باقة من العازفين المهرة علي آلات الكمان والتشيللو والبيانو . وشمل برنامجه أغنيات رومانسية وشعبية ودينية أنشدها بصوته التينور علي أشهر المسارح المصرية.
ولأنه كان يغني بالأرمنية والفرنسية ، فقد كان جمهوره من الأرمن والأجانب ولا سيما الفرنسيين. وفي ابتداءالأمر ، استقبله الأرمن بتصفيق شديد خاصة عندما كان يغني من أعمال جوميداس عازفا علي وتر شجنهم في الغربة بعيدا عن الوطن وحنينهم للعودة إليه. ولكنه ، بمرور الوقت ، فقد جماهيريته وسط الأرمن الذين أحجموا عن حضور حفلاته التي أقامها علي مسرح حديقة الأزبكية خلال عام 1928 . وربما يرجع ذلك إلي تكرار نفس برنامجه وعدم تجديده ، وانتقدت جريدتا "آريف" و"آراكس" الجمهور الأرمني علي عدم حضور حفلات هذا المطرب الكبير بصحبة موسيقيين مرموقين لدرجة ان نصف الصالة قد اكتمل بالكاد . ولهذا ، غادر شاهمراديان مصر في منتصف عام 1928.
أما المغنية الأرمنية الإيطالية لوسي سيفومايان (1892-1969 ) ، فقد أنعشت بحفلاتها الموسيقية – الغنائية . ففي زيارتها الأولي لمصر بين عامي 1923-1924 ، قدمت حفلاتها منفردة وجماعية علي مسرحي الأوبرا ال ملكية وحديقة الأزبكية بالقاهرة ومسرح الهمبرا بالإسكندرية. وقد تميزت بصوتها السوبرانو الممتاز وحركتها الرشيقة . ورغم افتخار الأرمن بها لأنها تشهرهم وترفع رءوسهم شامخة في العالم ، إلا أنهم انصرفوا عن حضور حفلاتها ، بينما اكتظت الصالات بمستمعيها الأجانب لا سيما من الإيطاليين الذين صفقوا لها بأصوات عالية . ويرجع هذا إلي غنائها باللغة الإيطالية دون الأرمنية ، خلو برنامجها من الأعمال الأرمنية ، ناهيك عن عدم استساغة أرمن مصر وقتذاك للفن الأوبرالي.
ولهذا ، استدركت سيفوميان هذا النقص إبان زيارتها الثانية إلي مصر خلال عام 1927 ، فأضافت إلي برنامجها الأوبرالي أغنيات أرمنية شعبية من أعمال موسيقيين أرمن مثل جوميداس وميليكيان ودير غيفونتيان . وبذلك، نجحت في إلهاب مشاعر الأرمن المصريين وجذبتهم إلي حفلاتها التي قوبلت بترحاب أرمني ملحوظ. وفي نفس الوقت ، حافظت علي جماهريتها الأصيلة بين المستمعين الأجانب في مصر . وبهذه السياسة المتوازنة ، حققت زيارتها الثانية نجاحات ملموسة.







#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النشاط السينمائي للأرمن في مصر الحديثة
- المسرح الأرمني في مصر الحديثة-2
- المسرح الأرمني في مصر الحديثة-1
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-2
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-1
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 13
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 12
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 11
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 10
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 9
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 8
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 7
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 6
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 5
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 4
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 3
- شهادات عن مذابح الأرمن سنة 1915- فائز الغصين -2
- شهادات عن مذابح الأرمن سنة 1915- فائز الغصين -1
- شهادات عن مذابح الأرمن في أضنة وطرسوس في أبريل 1909
- شهادات أحياء ناجون من مذابح أضنى أبريل 1909


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-1