أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا درغام - الإبادة الأرمنية سنة 1915-1















المزيد.....

الإبادة الأرمنية سنة 1915-1


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 13:54
المحور: حقوق الانسان
    


أدي التقهقر العثماني علي جبهة القوقاز الذي كان يوازيه تهديد دول الوفاق العاصمة العثمانية عبر حملة الدردنيل وفشل الحملة العثمانية علي مصر خلال يناير – فبراير 1915 إلي أن يبحث الاتحاديون عن كبش فداء.
وفعلا ، ألقوا أسباب الهزيمة علي الأرمن . فقد استغل الاتحاديون المتطرفون وجود الأرمن الروس المتطوعين يقاتلون في الجيش الروسي ، واتهموا الأرمن العثمانيين بالخيانة العظمي ، لانهم لم يتطوعوا في جيشهم شان أقرانهم الروس ، ولم يتعاطفوا مع الدولة العثمانية ، بل انضم بعضهم إلي روسيا.
وفي ظل هذا المناخ المستاء، اندفع الجنود ينهبون متاجر الأرمن ومنازلهم، واتهموا الجنود الأرمن بالتجسس والفرار من الجندية ، وارتابوا في تسميم الخبازين الأرمن للماكولات ، واتهموا الفلاحين الأرمن بتقديم العون للأسري الروس.
وفي فبراير 1915 ، جردت السلطات الجنود الأرمن من أسلحتهم وأدرجوا في طوابير العمل ، وأرغموا علي العمل في صيانة الطرق أو حمالين . وفي ذات الوقت ، طرد الأرمن من الحكومة ، وألغيت تذاكر المرور الداخلية التي كانت تتيح لهم الانتقال عبر أنحاء البلاد.
ومنذ مارس 1915 ، قررت الحكومة العثمانية تدمير مركزي المقاومة الأرمنيين الرئيسيين : زيتون وفان.
بالنسبة لزيتون – معقل النسور الأرمنية – الواقعة في وبلاية مرعش بقيليقية، فقد كانت مركزل تقليديا للمقاومة الأرمنية ، كانت الحالة متوترة في منطقة زيتون عند نشوب الحرب بسبب عدم إقبال الأرمن علي التجنيد وفرار بعضهم إلي الجبال وقتال مطارديهم من الأتراك.
عندئذ، سارت مفرزة تركية نحو زيتون وحاصرتها في 8 أبريل 1915 . وخلال أسابيع ، أخليت زيتون والقري المحيطة بها، وسيق حوالي ثمانية آلاف أرمني إلي دير الزور علي حدود صحاري بلاد الرافدين.
وسيطر النازحون المسلمون، غالبا من تراقيا وبلغاريا علي أملاكهم مباشرة . وهكذا ، بدأت عمليات نفي الأرمن منذ أوائل أبريل 1915 من زيتون بعيدا عن الجبهة القوقازية : جبهة الحرب.
أما الأحداث في "فان" ، إحدي الولايات الأرمنية الست شرقي الأناضول ، فقد بدأت عندما طلب حاكمها جودت بك – صهر انور- تجنيد " 3000" أرمني . غير أن رفض الأرمن أدي إلي سلسلة مصادمات بينهم وبين الأتراك.
وخلال الفترة بين 15-18 أبريل ، نهب الجنود الأتراك "80" قرية أرمنية وذبحوا سكانها، وحفروا الخنادق حول الأحياء الأرمنية في فان. وإزاء ذلك ، بدا الأرمن ينظمون عملية الدفاع عن المدينة. وبدأ حصار "فان" في 20 أبريل ، فغدت الأحياء الأرمنية معسكرات مطوقة، وكان "1500" أرمني من المتمرسين دون ان يتسلحوا بالأسلحة المناسبة علي أهبة الاستعداد لحماية السكان البالغ عددهم "30.000 " نسمة .
عندئذ ، اعتبر جودت أنه بذلك حصل علي دليل العصيان الأرمني المسلح الذي كانت الأستانة تنتظره منذ أكثر من شهرين . ورغم أن ما حدث في فان لم يكن ثورة ، بل مجرد عملية دفاعية لمواجهة الحصار العثماني.
وعندما ترامت أنباء ثورة "فان" المزعومة إلي الأستانة ، اقتنع حزب الاتحاد والترقي بأنه يملك الدليل علي خيانة الأرمن.
ويؤكد مورنجنتاو – السفير الأمريكي في الأستانة – أنه ذكر تفاصيل حقيقة أحداث فان" لأنها كانت المرحلة الأولي والمحاولة المنظمة لضرب أمة بأكملها ، بل لأن الأتراك ذكروا هذه الحوادث مرارا لتبرير جرائمهم اللاحقة". وادعت الحكومة العثمانية لاحقا بأن قرار نفي الأرمن اتخذ بعد ثورتهم في "فان".
..............................................
الولايات الأرمنية : شرقي الأناضول
...........................................
وهكذا ، أعد المسرح لحل القضية الأرمنية نهائيا . ففي مساء 24 أبريل 1915 ، اعتقلت السلطات الاتحادية أكثر من مائتي أرمني: كتاب وشعراء ومحرري جرائد ومدرسين ومحامين وبرلمانيين وغيرهم من زعماء الأرمن بالأستانة واقتيدوا بعيدا عن منازلهم ليلا ثم قتلوا. وسجن نحو " 600" آخرين من مثقفي الأرمن ثم نفوا وقتلوا في الأشهر اللاحقة.
ورغم أن الاتحاديين قد استغلوا ثورة "فان" المزعومة في تبرير هذه الاعتقالات، فإنهم زعموا بوجود خيانة أرمنية واسعة النطاق قادتهم إلي تنظيم محاكمة ملفقة بلغت ذروتها بشنق أعضاء حزب الهنشاك المودعين غيابات السجون الاتحادية منذ اكثر من سنة.وبدءا من هذا التاريخ ، أطلق عنان العنف ضد الأرمن العثمانيين.
ومنذ مايو أبرقت السلطات العثمانية أوامرها الصريحة إلي الحكام والقادة العسكريين بترحيل الأرمن عنوة من وطنهم الأم بحجة حماية المدنيين وحماية القوات المسلحة من خيانة متوقعة من الأرمن الممالئين لروسيا.
ويمكن رصد ملامح برنامج نفي الأرمن من الولايات الأرمنية شرقي الأناضول:أرضروم ، بيتليس، ديار بكر، طرابيزون ، سيواس ، خربوط عدا فان.إذ طبقت السلطات العثمانية السيناريو ذاته تقريبا في كل قرية ومدينة ..
بعد تجريد الجنود الأرمن من أسلحتهم واعتقال النخبة الأرمنية ، صدرت أوامر النفي .منح الأرمن مهلة بضعة أيام لمغادرة منازلهم، واعتقل القلة الأرمنية التي لم تجند أو تعتقل وسجنوهم ثم أعدموهم.
وفي المرحلة الثانية، نفيت النساء والأطفال والمسنين بالقوافل. وتلي ذلك إخلاء الشرطة منازل الأرمن وتخزين الأثاث في الحفظ والصون . ثم نظمت لجنة الملكية المهجورة بيع الأبنية، ورتبت استقرار المهاجرين من البلقان في منازل الأرمن الخالية . وبيعت النساء والأطفال بالمزاد العلني في حالات عديدة أو وهبوا للعائلات التركية والعصابات الكردية.
كان المنفيون يرحلون سيرا علي الأقدام ، يجرون العربات خلفهم وهم يحملون الحد الأدني من الأمتعة. هلكت بعض القوافل خارج المدينة في الحال، واستمرت الأخري في مسيراتها. وقد تلاشي المنفيون تدريجيا إثر الهجمات المتكررة عليهم من الدرك الأتراك والسكان المحليين المتأثرين بدعاية الجهاد والعشائر الكردية والعصابات.
ونقل باقي أرمن الولايات الشرقية علي نحو منتظم إلي منطقة النفي جنوبا مثل " نهر يخترق الصحراء فغدا مسيلا ضعيفا ". إذن ، خلال الفترة الممتدة بين مايو- يولية 1915 ، كان جميع أرمن الولايات الشرقية قد اختفوا ( 1.200.000 نسمة ) من منطقة كانت مركز أرمينية التاريخية .
لقد وقعت هذه الحوادث في أواخر الربيع وأوائل الصيف في هضبة جبلية يبلغ ارتفاعها "6000" قدم. وكانت وسائل الاتصالات نادرة ورديئة. ولم تكن ثمة خطوط حديدية او قنوات مائية صالحة للملاحة أو شبكة جيدة من المواصلات.
وتجدر الإشارة إلي أنه حيثما كانت ثمة أقنية مائية صالحة للملاحة ( نهر دجلة في ديار بكر والبحر الأسود في طرابيزون) ، فإن إلقاء المنفيين في المياه كان أحد الأساليب المختارة للقتل الجماعي. وكانت الجثث تطفو علي وجه المياه حيث تتصارع الكلاب والنسور مع بعضها البعض وتتخطف الجثث الملقاة علي قارعات الضفاف.
وبذا ، فإن الشطر الأكبر من إبادة الأرمن قد انجز خلال الثلاثة شهور الممتدة من مايو حتي يولية 1915. لقد تمكن :200" ألف أرمني من أصل " 1.200.000 " من الوصول إلي القوقاز، وخضع حوالي "200" ألفا للتتريك ، ولم يتمكن سوي بضعة آلاف أن يتجنبوا النفي والموت؛ إذ وصل نحو "50 " ألفا منهم إلي حلب أو الموصل ، وقتل سائر الأرمن البالغ عددهم " 700 " ألفا أثناء مسيرات النفي في الطرق والفيافي . وهكذا ، يتضح بان النفي كان يعادل الإبادة.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 13
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 12
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 11
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 10
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 9
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 8
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 7
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 6
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 5
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 4
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 3
- شهادات عن مذابح الأرمن سنة 1915- فائز الغصين -2
- شهادات عن مذابح الأرمن سنة 1915- فائز الغصين -1
- شهادات عن مذابح الأرمن في أضنة وطرسوس في أبريل 1909
- شهادات أحياء ناجون من مذابح أضنى أبريل 1909
- شهادات عن الإبادة الأرمنية سنة 1915 – فائز الغصين
- المسرح الأرمنى القديم
- القضية الأرمنية في الدولة العثمانية ( 1887 -1923 )
- الأرمن والغرب والإسلام :جناة وضحايا و متهمون
- الأرمن في الدولة العثمانية ( وفقا لرؤية بورنوتيان )- 2


المزيد.....




- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا درغام - الإبادة الأرمنية سنة 1915-1