أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - المسرح الأرمنى القديم















المزيد.....

المسرح الأرمنى القديم


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 21:30
المحور: الادب والفن
    


يعتبر المسرح الأرمنى من أقدم المسارح فى الشرق، ويربط مؤرخو الحضارة والتاريخ اليونان والرومان والأرمن مولد هذا المسرح بدخول إسكندر المقدوني إلى الشرق ،وبانتشار الحضارة الهلينستية فإن المسرح يبدأ بمجيء ملك أرمينيا (أرداوازت الثاني بن ديكران الكبير) إلى الحكم سنة(34-55 ق.م) الذى كان يؤلف المسرحيات المأساوية ويكتب الخطب والدراسات التاريخية المطولة
وكانت المسرحيات اليونانية-فى أيامه-تقدم على مسارح مدينة(أرداشاد)عاصمة مملكة أرمينيا فى ذلك الوقت .وخير دليل على ذلك ما جاء فى تاريخ المؤرخ اليوناني (بلوتارخ40-120م)على الشكل التالي كما أورد المعلومات نفسها (موسيس خورنياتسى)أبو التاريخ الأرمنى(موسى القورينى)عند العرب فى القرن الخامس الميلادي.
لقد جاء فى تاريخ بلوتارخ ما يللى(( أرسل سورين إلى أوروتيس الموجود فى أرمينيا رأس كراسوس.وساعده الأيمن... وحينذاك بينما كانت تجرى كل هذه الحوادث كان (أورتيس)قد تصالح مع أراوازت ملك أرمينيا،واتفق معه على تزويج ابنه (باغور)بشقيقة (أرداوازت)،وكانا يقيمان احتفالات للعروسين ،وكانت أثناء ذلك تقدم مسرحيات إغريقية لأن (أوروتيس)كان يعرف اللغة والأدب اليوناني أما(أراداوازت)فقد كان يؤلف مسرحيات باليونانية مأساوية،وكذلك يكتب الخطب والدراسات التاريخية المطولة ولا تزال هذه الكتابات محفوظة إلى يومنا هذا.
ويستمر بلوتارخ فى روايته للحوادث ويقول:(فى الوقت الذى جاءوا فيه برأس كرا سوس إلى القصر الملكي (والمقصود قصرأرداوازت)كانت الموائد ممدة وكان الممثل التراجيدي (ب.باسون)الدراللى يلقى مقاطع من مسرحية (الباخوسيات ليوريبيديس)والتي كانت تدور حول آكافا.وفى اللحظة التي كانوا يصفقون فيها لباسون الممثل.دخل الصالة (سيلاكس)وانكب على وجهه أمام العاهل ،ثم قذف إلى منتصف المسرح برأس كراسوس وكان الباريتون يصفقون بحماس وصيحات.
أمر العاهل مهرجيه بان يجلسوا (سيللاكس) على السرير،فى ذلك الوقت سلم (باسون)ثوب(بانتيفس) المسرحي لأحد الممثلين ،وبحماس جنوني مخمور رفع رأس كراسوس المقطوع وأخذ يلقى بعض الأبيات الشعرية).
غير أن المؤرخ (موسيس خورنياتسى)يذكر أن المسرح الأرمنى كان موجودا قبل دخول الهلينستية إلى أرمينيا،إذكانت تقام الاحتفالات الوثنية المهداة إلى الآلهة (مهر)و(أنا هيد)وغيرهما ،كذلك إلى الآلهة(واهاكن)و(نانى)فى مواسم الحصاد والزرع والقطاف وأثناء تقديس الأمطار والمياه،وكان الشعراء الجوالون يلقون الأشعار الملحنة على المسارح والتي كانت تمتزج بالتمثيل والحوار والحركات والرقص،ويعرف موسيس المسرح بأنه(خليط من الأغنيات والرقصات ،مثل الأغانى التي تدور حول حب أرداشيس ملك أرمينيا بحب الحسناءساتيك ابنة ملك الألبان)
ويمكن اعتبار الشاعر المتجول أقدم ممثل للمسرح(المونودراما).إذ كان يعزف ويغنى ويمثل بتقليد حركات وأصوات أبطاله مجسدا إياهم كما هي الحالة عند الإغريق فى بداية مولد المسرح الإغريقي.
كانت المسرحيات الإغريقية قد مثلت بلغتها على مسارح العاصمة(أرداشاد)من أمثال يوريبيديس وميناند وغيرهما.
ولقد خصص المؤرخ المسرحي(ب.زوير) فى كتابه (المسرح العام) المؤلف من ستة مجلدات ، فقد خصص عشر صفحات للمسرح الأرمنى القديم،كما أصدر البروفسور(ك.كوبان) مجلدين بالروسية بعنوان(مرور ألفى عام على مولد المسرح الأرمنى)عام 1952م.
ولا ينسى المؤرخ بلوتارخ أن يذكر بأن المسرحيات التي ألفها (أرداوازت)كانت تمثل على مسارح اليونان وروما،ولكن لم يصل إلينا أي شيء من هذه المسرحيات.
كما يذكر المؤرخ (بروكوبيوس)أنه أيام الإمبراطور الروماني (أوغسطوس) بنى مسرح بأمر من ملك أرمينيا المدعو(أبكاريوس)فى مدينة إيتسيا.
وتدل المعلومات المذكورة التاريخية على استمرارية المسرح الأرمنى حتى قبول الأرمن الديانة المسيحية سنة301م، ففي هذا المجال يقول المؤرخ بأن(درطاد) ملك أرمينيا قد بنى مسرحا فى عاصمته(أرداشاد)وجلب إليه خيرة الممثلين من روما أيام الإمبراطور(نيرون).
*** *** ***
أخذ شأن المسرح فى التراجع والهبوط بعد دخول المسيحية إلى أرمينيا، وذلك بسبب محاربة رجال الدين العادات والتقاليد الوثنية التي كانت تظهر أيام الوثنية على المسارح والتي تتضارب مع تقاليد وأخلاقيات الديانة الجديدة، والتي لم تستطع مع ذلك منع التمثيل والقضاء علي المسرح بشكل نهائي،لكنها حاولت الحد من التمادي فيه كالسابق،ونجحت إلى حد ما فى توجيهه إلى جهتها .
ويذكر المؤرخ الأرمنى(هوفنان مانتاكونى) وهو من أبرز الشخصيات الدينية والفكرية،فيما كتب من الخطب والمواعظ: إن بعض المسرحيات تفسد الأخلاق ،أخلاق الشعب لأنها من بقايا التقاليد الوثنية ،ويسمى هذه المسرحيات بأنها(مسرحيات شيطانية)ومع ذلك فقد وصلت إلينا معلومات كثيرة عن فن المسرح الهزلي والمأساوي فى القرن الخامس الميلادي عند كل من موسيس خورينا تسى فى كتابه(القواعد) و(بتونيسيس التراقى)كما وجد هناك فلاسفة أرمن عرفوا المأساة والتراجيديا على أنها (وصف أعمال أبطال الأساطير العظيمة تروى بشكل رهيب)ومؤرخ آخر يصف التراجيديا عند الإغريق بأنها (أناشيد القرابين –أناشيد الماعز)لأنها بدأت بتقديم طقوس الأضاحي إلى الإله(بتويس)أي إله الخمر(باخوس)ويصف الكوميديا ب(الدنيوية)بدل التراجيديا البطولية.
وبقى المسرح الأرمنى،رغم معارضة بعض رجال الدين ،بقى خليطا من الغناء والرقص والألعاب البهلوانية أو الحركات الهزلية ،أي بما يسمى اليوم بالمسرح الاستعراضي أو الغنائي.ولقد وجد هناك أيضا الممثل الهزلي الوحيد الساخر او المهرج فى المسرح الإيطالي(البالياتشو).كان هذا الممثل يقلد الأشخاص بسخرية فى عيوبهم الحركية أو الصوتيةاو الجسم،وكان يرتدى الألبسة الغريبة فى الشكل والمظهر ويضع ذيلا فى مؤخرته،كأنه كان يقدم الأوضاع الملهاوية والمأساوية بآن واحد،ولقد كان أمثال هؤلايقدمون المواهب أمام الملوك والأمراء،كما كانوا يمثلون أمام الجماهير فى الساحات العامة، أو الأماكن الخاصة فى كبريات مدن أرمينيا وكيليكيا فى القرون الوسطى .
وفى عام 1248م كتب(جوفنيل) أحد الفرسان الذين رافقوا ملك فرنسا(لوتفيكوس) فى حملته الصليبية الاستعمارية على القدس.كتب يقول(إنه شهد أربعة أخوة من الأرمن جاءوا إلى القدس حاجين من أرمينيا ،فكان ثلاثة منهم ينفخون على آلات تصدر أصواتا مثل أصوات البجعات ،إنها آتية من البحيرة.كم كانت حلوة ومطربة تلك الأصوات.حتى أن السامع كان يقف مدهوشا،كان هؤلاء الأخوة الأربعة يعزفون ويغنون ويرقصون رقصات عجيبة،وكانوا يضعون تحت أقدامهم قطعا خشبية يدورون عليها دورات حول أنفسهم بشكل كانت أقدامهم تهبط إلى المكان نفسه دون الخروج من القطعة الخشبية).وتثبت هذه الشهادة على وجود فعالية المسرح الغنائي فى أرمينيا فى القرون الوسطى.
أما فى المهجر فقد تقدم المسرح الأرمنى بين الجالية الموجودة هناك وبخاصة المسرح القومي والتاريخي والديني والاخلاقى,ولقد ساهم الآباء المخيتاريون فى دير أبرشية مدينة البندقية فى إيطاليا على جزيرة (سان لازار) فى القرن السابع عشر،فقدموا بعض التمثيليات عن طريق طلاب مدارسهم،ولقد انتقلت هذه المسرحيات فيما بعد إلى طلاب إستانبول ويزيد عددها عن ثلاثمائة مسرحية،وكانت مضامينها تدور حول وقائع من التاريخ القومي،أو حول الاستشهاد فى سبيل العقيدة الدينية أمام الوثنية،حتى قال المؤرخون الفرنسيون بأن فرنسا لم تمتلك مسرحيات تاريخية بهذا العدد الهائل.
وثمة حقيقة جديرة بالذكر مؤداها، أنه لم يطبع من تلك المسرحيات إلا عشرون أو ثلاثون مسرحية فقط،وظلت البقية بشكل مخطوطة إلى الآن،وأقدم نص مسرحي كامل وصل إلينا هي مسرحية(العذراءهربسيمة)الدينية من القرن السابع عشر أي حوالي سنة1668 من مدينة (لفوف) البولونية ,حيث كانت تقطن جالية أرمنية كبيرة يقدر عددها بحوالي المليونين،لذا يعتبر مؤرخو المسرح الأرمنى هذا التاريخ بداية المسرح الأرمنى الحديث،رغم وجود مسرحيات كثيرة لم تصل نصوصها الكاملة إلينا.
و كتب المستشرق الفرنسي(ج.سان مارتان)فى المجلة الآسيوية سنة1823م دراسة مطولة بعنوان(شرح مسرحية أرمنية).
وفى عام 1875م كتب الشاعر المسرحى (كابرئيل بادكانيان)مسرحية شعرية مؤلفة من ستة آلاف بيت بعنوان(هريبسمة)فكان من الصعب تمثيل هذه المسرحية،ويعتبر(أرسين بقراد ونى) وهو من الآباء المخيتاريين ،فإنه يعتبر مؤسس المسرح الكلاسيكي الأرمنى،فقد ألف مسرحية بعنوان(براونت)وكان قدم على المسرح مسرحية(ديكران)بالطريقة الحديثة سنة1815،وكتب مؤلف مجهول عام1832 مسرحية بعنوان غريب نوعا ما(هو-مانى)وهى مأساة مأخوذة من الحياة الصينية وتعنى(صورة العدالة) تجرى حوادثها فى مدينة نانكين فى الصين ومن شخوصها إمبراطور الصين(شونتشة).
أما فى مجال المسرحيات الهزلية فإننا نجد أول مسرحية من هذا النوع عند المخيتاريين فى البندقية سنة1795بعنوان (المزيفات)و(ظلم الصراف الكافر)و(صورة الفراغ) ورحلة خيكار إلى الصين)وصورة عاشق المجد).ولقد مثلت بعض هذه المسرحيات فى مدينة استانبول.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الأرمنية في الدولة العثمانية ( 1887 -1923 )
- الأرمن والغرب والإسلام :جناة وضحايا و متهمون
- الأرمن في الدولة العثمانية ( وفقا لرؤية بورنوتيان )- 2
- الأرمن في الإمبراطورية العثمانية ( وفقا لرؤية بورنوتيان )
- الشرق والغرب يلتقيان ( مملكة قيليقية الأرمنية ) وفقا لرؤية ب ...
- أحوال أرمينية تحت الهيمنة العربية ( 640-844) ( وفقا لرؤية بو ...
- أرمينية في العهدين الفارسي والبيزنطي ( وفقا لرؤية بورنوتيان ...
- حول التاريخ الأرمني في العصور الوسطي ( من كتاب موجز تاريخ ال ...
- حول التاريخ الأرمني القديم ( من خلال موجز تاريخ الشعب الأرمن ...
- حول التاريخ الأرمني القديم ( من خلال موجز تاريخ الشعب الأرمن ...
- موجز تاريخ الشعب الأرمني من العصور القديمة إلي العصور الحديث ...
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق – 6
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق – 5
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-4
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-3
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-2
- الأرمن والفكر السياسي : قراءة في فكر أديب إسحق-1
- صورة أرمينية في المصادر العربية والأجنبية
- الكتابات التاريخية العربية عن الإبادة الأرمنية
- الصحافة الأرمنية في مصر


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - المسرح الأرمنى القديم