أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-3















المزيد.....

الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-3


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بمناسبة الحرب التي وقعت بين العثمانيين والروس، كتب أديب: " الملك إما استبدادي ، أو شوري ، والشوري إما جمهورية أو ملكية . وهذه مراتب الملك منذ كان القانون، ووجب حفظه وخرج عن هذه المراتب الحكومة الفوضي، إن صحت تسمية الفوضي بحكومة" .
ويري أديب " وما كل ملك بملائم لكل قطر، وما كل قطر بصالح لكل ملك 0 فالجمهورية لا تصلح للصين ، كما لا تصلح الملكية الاستبدادية لإنكلترة. فإن تلك وهي حكومة الشعب بالشعب، لا يحسن ان تكون في قوم تولاهم الجهل. وهذه، وهي حكومة الشعب بواحد منه لا يصلح ان تكون في قوم بلغوا من التمدن والمعرفة غاية نبيلة، وإن كانت فلا تلبث أن تنقلب شر منقلب ، كما جري لحكومة لويس السادس عشر وشارل العاشر ونابليون الثالث في فرنسا . فإن حكومات هؤلاء الملوك، وإن سمت بالشوري ظاهرا فقد كانت استبدادية باطنا ، وذلك مادعا إلي نقضها وثل عروشها" .
ومعلوم أن مصلحة الملك متعلقة بمصلحة المملكة، فلا بد للملك الحريص علي مصلحة نفسه أن يحرص علي مصلحة بلاده، لان عمرانها يقضي برفعة شأنه وتوطيد ملكه ، والعكس بالعكس. وعمران البلاد ينشأ عن حسن قانونها والعدل في تنفيذه. وهذا وذاك متعلقان بالحكومة وتمسكها بالقانون وتنفيذه دون محاباة ولا تمييز، لا تأخذها في الحق لومة لائم. ومن الحكومات من تراعي فتجريه إيثارا لمصلحة بلادها وحرصها عليها. ومنها من تمتنع عنه فتكره عليه. ومثال هذه حكومة إنكلترا وفرنسا وأسبانيا .ومثال تلك حكومة الدولة العلية ( العثمانية ) والحكومة الخديوية ، فإنهما أيدهما الله جعلتا حكومتهما شوروية ولا حامل لهما علي ذلك إلا الرغبة في عمران البلاد وإحياء العباد شأن الحكومة الحكيمة من قبلهما ومن بعدهما. وفي هذا تملق ( ناجم عن الخوف بالطبع) لحكومة عبد الحميد الاستبدادية وحكومة الخديوي الأرستقراطية . وسيعود إلي تملق عبد الحميد حالا.
ويلح أديب علي حكومة الشوري. ويري ان الشوري كانت معروفة بين كثير من الأقوام منذ القدم. ويقول " لقد عرف الناس الآن شرور الاستبداد إلا الروسية _ روسيا ) ، وذلك ان أصبحت تسمية الدولة المستبدة مطلقا متمدنة".
ويحمل روسيا مسئولية منع بعض الدول من تطبيق حكم الشوري في بلدانها، ودليله علي ذلك منعها الدولة العثمانية بهذه الحرب العنيفة التي دعا إليها الغرور، من إنجاز ما شرعت فيه من إصلاح داخليتها وتنظيم شوارها وأن الدولة العثمانية ، لولا هذه الحرب لما امتنعت عن تنفيذ هذا الإصلاح، لأنها لم تمهل ذلك الشأن مع اهتمامها بالدفاع عن وطنها، ولم تغفل عنه ساعة" .
وسير بوعد السلطان عبد الحميد بإقامة حكم الشوري وتنفيذ الإصلاح بعد انتهاء الحرب ويقول علي لسان عبد الحميد : " وغاية ما أرجوه أن أري حكومة الدولة العثمانية حكيمة شورية . والله أسأل أن يؤهلني لصنع الخير في قومي، ويجمع علي محبتي قلوبهمن ويعينني علي أن أقيم في بلادي بعد هذ الحرب الظلمية حكومة جيدة تضمن لها مستقبلا حسنا" .
ويعبر أديب عن تملقه الخائف بقوله متابعا :
" فكيف لا تجتمع قلوب الرعيى علي ولائه ولا ينتظمون تحت لوائه، وهو يعدهم بما لم تعدهم به الأماني من جعل خكومتهم شوروية حكيمة لا تأخذ بالوجود وتصرف عنايتها إلي إصلاح شأنهم باستخراج المعادن من أرضهم المهملة، وصيانة أراضيهم الصالحة للاذدراع من إفساد المعتدين ، وجلب الصناعات، ونشر العلوم. وكيف لا تحب سلطانها أمة كالعثمانيين رأت في الكثير من سلاطينها المتقدمين كبرا وانفرادا، حين تري فيه من الدعة ولين الجانب ما أدهش الأوروبيين ، فضلا عن الشرقيين ودعاهم إلي الثناء عليه.
فهذه الصفات مضمومة إلي ماتقدم ذكره من حسن النية ونيالة القصد أيدت ثقة الأمة بسلطانها وجددت قديم همتها وسابق فتوتها ، وأحيت في قلوبها حب الوطن بعد موته ، فبادرت إلي بذل النفوس وكل نفيس لتدرأ عنه من رامه بشر..."
ويعبر أديب عن هذا الملق في مناسبات أخري يغدق فيها المديح والثناء علي حكومة الخديو وحكومة السلطان عبد الحميد. وبهذا يعبر عن نفسية ذلك البورجوازي الصغير، الذي صعد من طبقة دنيا فقيرة أو بسيطة، وتوصل إلي مركز وسط يحتك بواسطته بالأرستقراطية وذوي النقوذ، فيفارق ثوريته الأولي إلي التملق والرياء واستخدام جميع الوسائل للمحافظة علي المركز وحظواته.
إذن ، كانت ثورية أديب إسحق ثورية البورجوازي الصغير الثائر فكرا والانتهازي عملا وفعلا. ولا نزال نلاحظ مثل هذا الثوري علي مسرح السياسة في جميع البلدان العربية في الوقت الحاضر!.
وإذ يتأثر بأستاذه الأفغاتي، فإنه يدافع عن الدولة العثمانية أو الإمبراطورية العثمانية ، ويري أن جميع شعوبها تضحي في سبيل الحفاظ عليها . وقد برهن المسلم والمسيحي والتركي والعربي والكردي وغيرهم في هذه الحرب عن غيرتهم علي الحفاظ علي هذه الإمبراطورية . لذلك ينهي مقاله قائلا:
" ولذلك لا يتعذر علي العاقلين منا أن يزيلوا آثار التعصب من أفكار الجاهلين . فنكون جميعا أمة واحدة لا تتعصب إلا لوطنها ولا تطلب إلا صيانة وتنقش علي صفحات قلوبها ( فلتحيا الأمة) ( فليحيا الوطن).
فأديب يعتبر الدولة العثمانية أمته، والوطن العثماني وطنه، ولم نعثر في " الدرر" له ولو علي كلمة واحدة عن الأمة العربية والوطن العربي والشعب العربي، والدفاع عت العرب، بل هو متمسك بعثمانيته وشرفيته، وقد جاءه هذا الاتجاه من أستاذه الأفغاني.
ولكن ألبرت حوراني يذكر أن أديب إسحق نادي بفكرة الجماعة العربية القائمة علي وحدة الشعور إلي جانب مناداته بفكرة الجماعة الشرقية التي يوحدها احتقار أوروبا لها ومقاومته للنفوذ الأوروبي ، وفكرة الجماعة العثمانية التي تربط بينهما شريعة مشتركة وسلطة واحدة ورغبة في العيش المشترك، وفكرة الوطن الذي هو الوحدة الإقليمية التي ينتمي إليها جميع القاطنين فيها والغيورين عليها" .
ويعبر أديب عن نزعته الإنسانية مرة أخري بالتعبير عن كراهيته للحرب، إذ قال:" عرف الإنسان مضار الحرب ولم يتجنبها . فهل تلك طبيعة وجدت في كيانه الحيواني أم عادة تمكنت فيه بالاستمرار ، فصارت ملكة يتعذر التخلص منها.
وهي مسألة تؤدي إلي النظر في هل طبع علي الخير أم الشر أو كان من عجائبه أن اجتمع فيه النقيضان. يجني علي نفسه بالحرب وهي بلية حتي إذا بلغت منه مبلغا بادر إلي تخفيف ضارها، فمنه الداء والدواءن السم والترياق، وهو بالجملة أبو العجب. فهو الهادم والباني،والزارع والجاني يحمل علي ابن نوعه مقاتلا،ثم يدعو إلي إعانته، فهو يجلب الداء ويطلب الدواء، ويجرح باليمني ويضمد باليسري. ينادي بالحرب وما أدراك ما الحرب. هي باعث الهول والكرب.أولها شكوي وأوسطها نجوي وآحرها بلوي. ويقول في مكان آخر" الأمم كارهة للحرب وراغبة في السلم".



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-2
- الأرمن والفكر السياسي : قراءة في فكر أديب إسحق-1
- صورة أرمينية في المصادر العربية والأجنبية
- الكتابات التاريخية العربية عن الإبادة الأرمنية
- الصحافة الأرمنية في مصر
- الأرمن والفكر السياسي العربي: قراءة في فكر رزق الله حسون
- الطائفة الأرمنية تكرم الصحافة المصرية
- من أعلام الشعر الأرمني الحديث
- يوميات كاراباخ: أخضر وأسود.....لا حرب لا سلم
- مذكرات جمال باشا
- روبرت فيسك والأرمن : قراءة في زمن المحارب
- القضية الأرمنية علي قناة النيل الثقافية-2
- القضية الأرمنية علي قناة النيل الثقافية-1
- رؤية أكاديمية للقضية الأرمنية مع الأستاذ علي ثابت صبري
- مع الشاعر المصري إبراهيم حسان
- رؤية عربية للعدوان الإسرائيلي علي غزة-3
- رؤية عربية للعدوان الإسرائيلي علي غزة-2
- رؤية عربية للعدوان الإسرائيلي علي غزة-1
- شارون يعود من جديد....!
- قابيل والغراب


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-3