أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - المسرح الأرمني في مصر الحديثة-2















المزيد.....

المسرح الأرمني في مصر الحديثة-2


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


علاوة علي الفرق المحترفة الزائرة ، ثمة ممثلون أرمن محترفون جاءوا من القوقاز إلي مصر فرادي وشكلوا فرقا مسرحية مع بعض العناصر المحلية مثل هوفانيس آبيليان وهوفانيس ظريفيان
جاء آبيليان إلي مصر مرتين بين عامي 1921-1922 ، واصطخب معه الممثلين: صاناميان ، آنترانيج ، آزنيف وابنتها بيرجوهي . وشكلوا مع بعض العناصر المحلية فرقة مسرحية قدمت عروضها في القاهرة والإسكندرية ، ولكنها تفككت إثر الخلاف بين آبيليان وآنترانيج.
وبين عامي 1927-1928 ، قدم ظريفيان عروضه المسرحية التي وصفتها الصحافة الأرمنية بأنها مدهشة وممتازة . ورغم ذلك، لم تحقق إيرادات له بسبب إحجام الأرمن ، لا سيما الأثرياء عن مشاهدتها
وبجانب هؤلاء اكتملت صورة المسرح الأرمني المصري بفرق الهواة وشبه المحترفين المكونة من العناصر الأرمنية المحلية: ليفون شيشمانيان، أونيج كالفيان الشهير ب أو فولتير، جرابيد جرابديان، وقد أسهموا بجهود ملحوظة في تنظيم الفرق المسرحية " هراتشيا" ، " بايلاك" ، " هاي بم" ، زفارت"...إلخ.
تمثلت أضعف ناحية لفرق الهواة المسرحية في نقص العناصر النسائية ؛إذ كان أرمن مصر حتي ذلك الوقت – كما لدي المصريين – يعتبرون ظهور النساء علي خشبة المسرح عيبا كبيرا ، ولذا كانت الأدوار النسائية يؤديها الرجال ذو البشرة الشقراء . وفيما بعد ، أخذت النسوة يظهرن علي خشبات المسرح تدريجيا ابتداء ببنات العوام حتي سيدات المجتمع الوجيهات.
وبخلاف الهواة ، تكونت فرق مسرحية محلية شبه محترفة باشتراك ممثل محترف أو أكثر مع العناصر المحلية .وكان إيراد عروض هذه الفرق يخصص منه نسبة للممثلين المنتدبين ، ويخصص الباقي لأي غرض تربوي أو خيري.
بهذه الطريقة، تأسست مسرحية شبه محترفة برئاسة الممثلين المحترفين الوافدين من الأستانة: توفماس فاصولياجيان، هاروتيون ألكسانيان ، الإخوة فيليجيان .
بيد أنها قدمت ميلودرامات باللغة التركية مثل " فقراء باريس" و" تاجر العاديات الباريسي" و" صانع تمثال من الشمع" التي لم تجد أصداء في الدوائر الأرمنية مما أدي إلي إخفاقها.
وعلاجا لهذا القصور ، شكل أرمن أرمنيان وزوجته بين عامي 1906-1907 فرقة شبه مخترفة قدمت برنامجا فنيا مسرحيا ارتكز علي دعائم أرمنية – وأحيانا أوربية- في النص المسرحي ولغته وقضاياه التي تخاطب الوجدان الأرمني مباشرة.
وبمناسبة نجاح عروض أرمنيان وزوجته، كتب أوديان مايلي: " تعودنا أن نشاهد علي المسرح الأرمني مسرحيات تركية غالبا بلا معني ودائما بلا فن.
ولكن أصبح لدينا الآن عرضا يتناسب مع الدور الحقيقي للأرمن" . وفي هذا المضمار أيضا ، قدمت فرقة فهرام بابازيان المسرحية شبه المحترفة عروضها الناجحة بمصر خلال عام 1910
أسدل الستار علي الحياة المسرحية الأرمنية المصرية مؤقتا بسبب نشوب الحرب العالمية الأولي، ثم رفع الستار بعد انتهائها ، بيد أنها منذ ذلك الحين وسمت بالحزبية ودارت في فلك الصراعات السياسية – الاجتماعية الأرمنية.
في أوائل عشرينات القرن الماضي ، ظهرت فرقة آتاميان علي الساحة الفنية الأرمنية بجهود الممثل خاتشيك صندلجيان ، الذي حاول أن يبقي علي أرض محايدة ويسهم في تنمية الحركة المسرحية ومساعدة الممثلين الزوار لتنظيم عروضهم ، ولكنه فشل في الابتعاد عن الصراعات الحزبية المؤثرة بشدة علي الحياة الأرمنية .
ولهذا ، انحلت الفرقة التي شكلها في منتصف العشرينات.وفي عام 1922 ، أسس صاناميان فرقة "دراماتيك" بالقاهرة للأرمن المصريين – علي غرار فرقة دراماتيك التفليسية – بغية إنشاء مؤسسة تتولي قيادة الحركة المسرحية الأرمنية في مصر. بيد ان نشاطاتها لم تتعد عن كونها فرقة مسرحية عادية وباءت جهودها بالفشل في توجيه مسار المسرح الأرمني، وبعد مغادرة صاناميان مصرانقسمت الفرقة إلي قسمين هما " فرقة دراماتيك المصرية" و" الفرقة الكوميدية الأرمنية المصرية " اللتين قامتا بدور مهم في دنيا المسرح الأرمني.
ظلت فرقة دراماتيك تزاول نشاطها المسرحي حتي ثلاثينات القرن العشرين برئاسة أو.فولتير وزوجته الممثلة بياتريس يجنيان الأستانية . وشمل برنامجهم المسرحي عروضا لؤلفين أرمن وأجانب .كما نظمت الفرقة عروضا مع ممثلين ضيوف وافدين من خارج مصر، وقدموا عروضهم أحيانا في قبرص. وقد قيمت الصحافة الأرمنية عروض هذه الفرقة بان مستواها عال.
أما الفرقة الكوميدية، فقد أدارها الممثل الأرمني العثماني الكوميدي المحترف آربيار فارتيان. وكان هذا الممثل قادرا علي إضحاك الجماهير وإبكائها في آن واحد. بيد أنه انتهج طابع الأسلوب المسرحي الأستاني القديم من حيث اللغة والاستعراض والمضمون. ولذا ، صارت عروضه مودة قديمة انتهت عصرها .
أثر تفكك العناصر العاملة في الحقل المسرحي الأرمني المصري سلبا علي تطوره باطراد، فبينما كانت الحياة العامة تتقدم كان المسرح يتراجع باتباع الأساليب القديمة والبرامج التي انتهي عصرها . وفي هذا الشأن ، انتقدت جريدة "آريف" الحياة المسرحية بأنها لا تتماشي مع التطور ؛وإذ أنها بعيدة عن الحياة المعاصرة بعشرات السنين. كما وصفت جريدة "آراكس" الحالة المسرحية بقولها :" انحدر مستوي المسرح الأرمني المصري تدريجيا لدرجة أنه لم يعد هناك مسرح أرمني". وبسبب فقدان شخصية المسرح، كان المتفرجون يأتون إلي المسرح متأخرين وهم في هدوء تام..وكل واحد منهم متأكد ان الستار لن يرفع قبل مجيئه..."
وبذا أقلقت الحالة المسرحية المتردية العاملين في الوسط المسرحي، ولذا قرروا في عام 1928 تأسيس" الفرقة المسرحية الأرمنية المصرية" (كوغتان) واختاروا أعضاءها من ممثلين ينوبون عن مختلف التوجهات السياسية- الاجتماعية الأرمنية- بيد أن المناجزات الحزبية السياسية بين الأرمن قد أجهضت " كوغتان" قبل ميلادها!. ومنذ نهاية ثلاثينات القرن العشرين حاولت المؤسسات الفنية إعادة تكوين المسرح الأرمني المصري. ولهذا الغرض أسست جمعيات " هامازكايين" و" محبي الفن الأرمني" و" يرجات" فرقا مسرحية بذات الأسماء . وصارت الحزبية تغلف العروض المسرحية وتحدد نجاحها . وبين الأربعينات والستينات احتكرت الجمعيات الثقافية الأرمنية المتعددة عالم المسرح الأرمني في مصر كما شكلت سائر المؤسسات الثقافية فرقا مسرحية خاصة بها ، وصارت كل مؤسسة قادرة علي بيع من " 100 إلي 150" تذكرة تعرض مسرحيات حتي من أعمال شكسبير.
ورغم أن النشاط المسرحي الظاهري، لم يسترد المسرح الأرمني مكانته المفقودة ففي سياق تشرذم العناصر الفنية وتشتتها بين دهاليز الأحزاب السياسية والتوجهات الأيديولوجية انخفض طبيعيا مستوي العروض المسرحية . ولكن الغلاف الحزبي أسكت النقد البناء.ومع ذلك يعد المسرح ميدانا ارتاده الأرمن المصريون ليكون أداة اتصال مع جذورهم الأرمنية في وطنهم الأم؛ الحفاظ علي اللغة الأرمنية ،إحياء تراثهم الثقافي، توثيق عري الروابط الاجتماعية خشية الذوبان في مجتمع الموطن الجديد، ولهذا يلاحظ اندفاع الأرمن إلي العروض المسرحية الأرمنية نصا وأداء وقضية.
ولم يقتصر توظيف النشاط المسرحي علي ربط أرمن مصر بالجذور واستمرارية الهوية الأرمنية فحسب، ولكنه تطرق إلي ميدان الدعاية الأرمنية السوفيتية ( 1920-1991) خاصة فيما يتعلق بتدعيم حركة العودة إليها.
في هذا الخضم، عرض مشجعو حركة " العودة إلي الوطن" سلسلة من المسرحيات التي صورت أرمينية بمثابة الفردوس المفقود او جنات عدن علي سبيل المثال ، قدمت مسرحية " العودة" يوم 17 ديسمبر 1944 علي مسرح اليسيه فرنسيه بالإسكندرية في حضور حشد جماهيري. دارت هذه المسرحية حول الحياة العسيرة للطبقة الأرمنية العاملة في أحد أحياء باريس. وانبثق بين هذه الطبقة صراع اتخذ تيارين : أحدهما يتوق إلي العودة الأرمنية والآخر يفضل البقاء في باريس.
وبسبب البطالة في فرنسا، عاد الفريق الأول إلي أرمينية وسخر الفريق الثاني منهم الذي مكث في العاصمة الفرنسية.وعندما عاد الأولون إلي أحضان وطنهم الام وجدوا جميعا بسهولة العمل المجزي والمسكن المريح والحياة الآمنة.
وفي المقابل، تعقدت الحياة بشدة أمام الذين آثروا البقاء في باريس... وظلوا يعضون أناملهم ندما وغيظا.
وهكذا ، دعم المسرح فكرة العودة إلي الوطن الأم في نفوس أرمن مصر، وهو ما تبلور في موجتي العودة بين عامي 1946-1948 .
ومما هو جدير بالتسجيل هنا ان أرمن مصر قد تعايشوا مسرحيا مع أرمينيتهم بحرية تامة في أهم وأفضل دور العرض المصرية دون أية قيود أو حتي مجرد تدخلات من الحكومات المصرية المتعاقبة. ولا زال المسرح الأرمني في مصر يواصل دوره المعنوي والتحفيزي. ولكن علي استحياء وبخطي ثقيلة.
...........................
المراجع
......................
كتب
1- آفيديس بابوجيان/ الثقافة الأرمنية في مصر
2- فاهان زارتاريان/ الصحافة الأرمنية في مصر
3- جينادي جارياتشكين وفيكتور دياتلوف/ الأقليات الأجنبية في مصر
4- محمد رفعت الإمام / الأرمن في مصر
5- محمود محمد سليمان/ الأجانب في مصر ( 1922-1953)
6- هوفانيس توبوزيان/ الجالية الأرمنية في مصر
.....................
دوريات
....................
آراكس
أريف
المقطم
لوسابير
هوسابير



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح الأرمني في مصر الحديثة-1
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-2
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-1
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 13
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 12
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 11
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 10
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 9
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 8
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 7
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 6
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 5
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 4
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 3
- شهادات عن مذابح الأرمن سنة 1915- فائز الغصين -2
- شهادات عن مذابح الأرمن سنة 1915- فائز الغصين -1
- شهادات عن مذابح الأرمن في أضنة وطرسوس في أبريل 1909
- شهادات أحياء ناجون من مذابح أضنى أبريل 1909
- شهادات عن الإبادة الأرمنية سنة 1915 – فائز الغصين
- المسرح الأرمنى القديم


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - المسرح الأرمني في مصر الحديثة-2