أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الأرمن والفنون الجميلة في مصر- بوزانت جوجامانيان وسيمون سامسونيان.















المزيد.....

الأرمن والفنون الجميلة في مصر- بوزانت جوجامانيان وسيمون سامسونيان.


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 17:17
المحور: الادب والفن
    


وبجانب جيل دميرجيان ، ثمة جيل آخر من الفنانين الأرمن نزحوا إلي مصر إبان عشرينيات القرن العشرين نتيجة مباشرة لمذابح عام 1915 وتوابعها . ويلاحظ أنها الفترة التي شهدت نضوج رعيل من رواد الحركة الفنية المصرية ، ونرصد ملامحهم الفنية ابتداء من وصولهم إلي مصر : باروير باريزينيان (1923) ، الكسندر صاروخان وفاهان هوفيفيان (1924)، بوزانت جوجامانيان وسيمون سامسونيان (1927) ، أشود زوريان وأونيج آفيديسيان (1929) .
أنهي باروير بارديزيان (1887-1932) دراسته الفنية بالأستانة واستكملها في ألمانيا . استقر نهائيا في مصر عام 1932 . ومنذ ذلك الوقت أخذ يشترك سنويا في معارض " صالون القاهرة " حتي تبوا مركزا ملحوظا ضمن أسرة المصولرين المصريين . ولذا ، اقتني متحف الفن الحديث بعض لوحلته.
كما أنهي فاهان هوفيفيان (1899-1981) دراسته الفنية بالأستانة واستكملها في اوربا بين عامي 1915-1918 ، استقر بالإسكندرية في عام 1924 ، ولكنه لم يشترك في فعاليات الحركة الفنية المصرية إلا منذ عام 1938 حيث انتظم بصفة دائمة في المعارض السنوية المقامة بالعاصمة والثغر فضلا عن معارض المصورين الأرمن.
ولكنه أقام أول معارضه الخاصة بالإسكندرية بين 19-31 1949 . وقد ضم المعرض "80" لوحة تدور أغلبها حول مناظر سكندرية طبيعية مثل "مريوط" و" العجمي".
وفي عام 1927، استقر بمصر أرمنيان صارا من مشاهير الحركة الفنية بها وهما : بوزانت جوجامانيان وسيمون سامسونيان.
بالنسبة ل بوزانت جوجامانيان (1909-1993) واظب منذ وصوله إلي القاهرة علي حضور محاضرات مدرسة " ليوناردو دافينشي" الفنية الليلية بالإسكندرية. ابتدا معارضه الخاصة في صالة عرض الشركة الشرقية للإعلانات بالقاهرة بين يومي 26 نوفمبر حتي 10 ديسمبر 1944 .ثم توالت معارضه الخاصة في القاهرة والإسكندرية وبيروت والولايات المتحدة . كما اشترك منذ عام 1945 في المعارض الجماعية للمصورين الأرمن بخاصة والمصريين والاجانب بعامة .
وكذا ، عرض إنتاجه الإبداعي في الصالونات المختلفة بين عامي 1931-1933 في روما ، وبين عامي 1935 -1937 في صالون القاهرة ، سان باولو (1952) ، الإسكندرية (1955) ، البندقية (1956) ، القاهرة (1956).
رحبت الصحافة الفنية بالإبداع الجوجاماياني . وفي هذا الشأن ، علقت مجلة " الفن" بقولها : ... وهو فنان يجمع بين الفنين القديم والحديث...وعرف كيف يكون لنفسه أسلوبا فنيا يجعلك تعرف لوحاته بين مجموعة من لوحات غيره من الفنانين لما فيها من ارتباط شاعري منسجم، وألوانه يغلب عليها اللون الأحمر ومشتقاته حتي أنك لو لم تجد هذا اللون ظاهرا جليا في رسومه ولوحاته لشعرت به كائنا موجود فيها. وهناك ظاهرة أخري يمكنك أن تشتشفها من لوحات هذا الفنان، وهي الدقة في العمل مع البساطة في التعبير. كما أن جميع رسومه مستوحاة من الطبيعة، ومن الريف المصري، كما استوحي البعض منها من مناظر لبنان الطبيعية . ومن أحسن لوحاته " الغزال" ، وهي ذات طابع جميل في خطوطها وتعبيراتها وفي لونها الأحمر المتعمق في تناسق وانسجام فيها..." كما دارت موضوعاته أيضا حول العلاقات الإنسانية مثل التعاطف والمحبة بين البشر وموضوعات الأمومة والطفولة والدفء الأسري.
وينتمي جوجامانيان إلي عائلة المدرسة التعبيرية العنيفة التي تستخدم الألوان الحية النقية قوية التشبع :أي الألوان كما هي في الطبيعة وكما هي معباة في الأنابيب الخاصة بها ، ناهيك عن الاعتماد علي عامل التشويه الفني الذي يشكل دعامة رئيسية من الدعائم التقنية للمدرسة التعبيرية.
وقد تميزت أعماله أيضا بألوانها الأحمرات والبرتقاليات والأصفرات ذوات الطبيعة النارية، وبخطوطها المنحنية العنيفة . وبمضامينها الانفعالية – العاطفية الجياشة . ورغم سيادة المدرسة التعبيرية علي المناخ الفني المصري وقتذاك ، إلا أن تعبيرية جةجامانيان كانت من نوع عنيف يصل فيها الانفجار اللوني والتشويه الفني إلي أقصي مدي عكس الواقعية التعبيرية المعتدلة للرواد محمد ناجي ومحمود سعيد وراغب عياد الذين كانوا يستخدمون غالبا الألوان الباردة من أزرقات وأخضرات وأرجوانيات.
أما سيمون سامسونيان ، فقد وصل إلي مصر في الثانية عشرة من عمره- مع "32 " طفلا أيتاما – بعد أن قضي طفولة بائسة في ملاجيء أزمير واليونان منذ ميلاده عام 1915 وفقد معظم أفراد أسرته.
عاش مع زملائه اللاجئين في الدور الأخير لمدرسة كالوسديان الأهلية الأرمنية ببولاق . وأنخي دراسته بها في عام 1932، ثم حصل علي منحة دراسية للدراسة الليلية في مدرسة " ليوناردو دافينشي " ، وكان هةو الأرمني الوحيد بين " 100" طالب دخلوا الامتحان وجاء ترتيبه الأول في امتحان التخرج.
أخذ سامسونيان يعرض إنتاجه الإبداعي في مصر إبان أربعينيات القرن الماضي . ولكنه لم يلق نجاحا ملموسا . ولذا ، غادر مصر إلي إيطاليا في عام 1950 لدراسة أعمال كبار فناني عصر النهضة ..كما درس أعمال الفنانين المعاصرين في باريس ولندن.
بعد عودة سامسونيان من رحلته البحثية الأوربية ، تطور أسلوبه الفني تطورا واضحا ؛إذ أصبحت فرشاته أكثر جرية وأكثر امتلاء بالألوان . وتدريجيا ، اكتشف ميله الشديد نحو التكعيبية. ولكن إضافته الحقيقة كانت في الاحتفاظ بالعنصر الآدمي مع الرمزية . ولذا ، بدات تظهر أساسيات الجمال من خلال الخطوط السوداء الطاغية القوية التي كانت تخضع تماما للغته التشكيلية وفق التصميم والتكوين الفني المحسوب. ورغم هذا ، فقد حافظ علي القيم الجمالية والهارمونية الموسيقية الصداحة للألوان.
تنوعت موضوعات سامسونيان الإبداعية بشدة؛ إذ عشق طبيعة و وء النهار المبهج في الصيف واحب الخريف بالألوانه الذهبية ، واهتم بالبيوت التي يحتمي بها البشر خاصة وأنه عاش طفولة مشردرة . ويرتبط بهذا تكثيفه طاقات الأمومة التي حرم منها . كما صور سيمون عالمه اخاص داخل بيته.: زوجته وأطفاله أثناء راحتهم أو لعبهم أو حتي تناولهم الطعام . ومع هذا ، يلاحظ في أعماله حزنا شجيا وألما دفينا وتأثرا مأساويا. ويرجع هذا بجلاء إلي ماترسب في عقله الباطن كانعكاس إنساني طبيعي لما عاناه في طفولته التي كانت بلا طفولة.
لفتت إبداعات ساسومانيان إليه أساتذة الفنون الجميلة وزملاءه من الفنانين وقادة الحركة التشكيلية . وانتقل من نجاح إلي آخر وحصل علي كثير من الجوائز وتتابعت المتابات النقدية عته في الصحافة الفنية خاصة عن مقدار العمق الإنساني في أعماله الفنية . ففي عام 1957 .اشترك بلوحته الشهيرة " فتاة صغيرة تلعب بالحبل" في صالون القاهرة . ثم اشترك بنفس اللوحة ممثلا لمصر في بينالي الإسكندرية الدولي الأول الذي افتتحه الرئيس جمال عبد الناصر.
وفي عام 1960 ، اشترك في مسابقة صالون القاهرة وموضوعها من وحي التاريخ العربي بلوحته المعروفة " الفاروق عمر بن الخطاب في أورشليم" وعبر فيها عن شخصية الفاروق وحبه للعدل بين الناس وزرع السلام بين مختلف الطوائف والأجناس . وقد فازت هذه اللوحة بالجائزة الأولي علي مستوي الفنانين المشتركين من مصر والدول العربية .كما أنه اكتسب حب المسلمين والمسيحيين علي خد سواء باعتباره شخصية فوق التعصب.
في عام 1961 ،أقام سامسونيان بمبادرة من وزير الثقافة والإرشاد القومي ثروت عكاشة معرضا شاملا لأعماله خلال العشر سنوات التالية علي مجيئه من أوربا. وقد نوهت بهذا المعرض كافة الصحف والمجلات والإذاعة وحتي التلفزيون الذي كتن يخطو أولي خطواته في مصر.
وفي مناسبة الذكري العاشرة للثورة ، رصدت وزارة الثقافة والإرشاد القومي جوائز للأنشطة الفنية حول موضوع من وخي الثورة . وكان سامسونيان هو الفنان الأرمني الوحيد الذي اشترك في هذه المسابقة بلوحته " شمس الثورة الساطعة" التي فازت بالجائزة الثانية (300) جنيه .
وفي أثناء الاحتفال ، أهداها سيمون لمتحف الفن الحديث بالقاهرة . بذلك يعد سامسونيان أول أرمني ينال هذا التقدير من كافة الأوساط الفنية والثقافية المصرية. وأصبح علما من أعلام الفن المصري وتبوأ مكانته ليس في مصر وحدها .بل في منطقة الشرق الأوسط كلها. وصار له مريدين وتلاميذ أخذوا الكثير من أسلوبه. وقد تسامي بذكائه فوق بشاعة الأحداث التي واجهته وارتقي بإبداعه معبرا عن المشاعر الإنسانية والاجتماعية ليخاطب البشرية جمعاء.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- فهرام مانفليان وديران جرابيدي ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- يرفانت دميرجيان
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-3
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-2
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-1
- النشاط السينمائي للأرمن في مصر الحديثة
- المسرح الأرمني في مصر الحديثة-2
- المسرح الأرمني في مصر الحديثة-1
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-2
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-1
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 13
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 12
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 11
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 10
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 9
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 8
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 7
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 6
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 5
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 4


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الأرمن والفنون الجميلة في مصر- بوزانت جوجامانيان وسيمون سامسونيان.