أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الأرمن والفنون الجميلة في مصر- فهرام مانفليان وديران جرابيديان.















المزيد.....

الأرمن والفنون الجميلة في مصر- فهرام مانفليان وديران جرابيديان.


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 12:28
المحور: الادب والفن
    


ويرتبط بدمرجيان مصوران آخران هما : صديقه فهرام مانفليان وتلميذه ديران جرابيديان.
تخرج مانافيان (1880-1952) في مدرسة الفنون الجميلة بالأستانة ، ونزح إلي مصر عام 1911 . عمل مدرسا للفن الجميل في مدارس متباينة إلي جانب إبداعاته الشخصية . وبعد معرضه الأول مع دميرجيان ، نظم معرضه الثاني والأخير عام 1951 في متحف الفن الحديث بالقاهرة.نهج نهجا واقعيا مثل دميرجيان ، ولكن ليس بنفس العمق.
أما ديران جرابيديان (1882-1963) ، فعلي نقيض أستاذه دميرجيان ، انتمي إلي أسرة أرمنية ثرية مستقرة بمصر منذ اوائل القرن التاسع عشر . وبينما كان الأستاذ مقتصدا في استخدام الألوان ، اتسم جرابيديان بانه فنان ملون بلا نهائية. وبينما مثل جرابيديان آخر محطات مدرسة القرن التاسع عشر ، سلك تلميذه درب الحداثة ليصبح من رعيلها الاول في مصر.
شغف ديران بالرسم والتلوين منذ صباه . ومن حسن طالعه أنه من أسرة ثرية ذوات أملاك . ومن ثم ، لم يشغل باله بأعمال أخري عن الفن ليكسب منها سبل معاشه علي نحو ما فعل الكثيرون .
بداية ، التحق بمرسم دميرجيان الكائن في شارع محمد علي وتتلمذ عليه حتي الثامنة عشرة من عمره. وخلال هذه الفنرة ، تعرف علي أسلوب المدرسة الواقعية التي اشتهر بها أستاذه.
ومنذ عام 1900 ، استكمل دراسته علي مدي خمسة أعوام متتالية في أكاديمية " جوليان " للفنون الجميلة بباريس . ثم أتبعها بدراسات " البوزار " ( المدرسة العليا للفنون الجميلة ) حتي حصل علي دبلومها ، وفي تلك الفترة ، كانت باريس عاصمة العالم الفنية وقبلة الفنانين من أركان الأرض بحثا عن الوحي والإلهام والاحتكاك الثقافي في مدينة الفنون .
ويري النقاد أن هؤلاء المهاجرين إلي باريس وقتذاك أسهموا إلي حد كبير في وضع أسس الحداثة في القرن العشرين . فقد سبحوا جميعا في عالم فلسفة بول سيزان (1839-1906) الذي يعد أبا الفنانين الحداثيين في القرن العشرين .
وفي هذا الصدد ، ارنبط جرابيديان تماما بمدرسة بول سيزان حتي أصبح من الفنانين القلائل الذين يجيدون فهمه وتحليله.ليس هذا فحسب ، بل امتدادا طبيعيا له وتعميقا لفلسفته وإضافة إليها .
وانتمي جرابيديان إلي " مدرسة باريس " التي ظهرت بين الحربين العالميتين 1918-1939- واتسمت بالشاعرية والرومانسية والتعبيرية والعاطفية والذاتية . وتعبر عن الأعمال الإبداعية لمجموعة من الفنانين الأجانب الذين درسوا أو زاروا باريس . وقد تبلور نجاح جرابيديان عندما عرض لوحاته جنبا إلي جنب مع جورج براك ( 1882-1963) وشاجال (1887-1985 ) واتريللو(1885-1955) وبيكاسو (1881-1973) ولفيف من رواد الحداثة في " جاليري كارمن " بشارع نهر السين في باريس خلال الفترة من 16 يونية حتي 15 اكتوب .
وبذا ، أصبحت إبداعات جرابيديان ذات طابع عالمي لا من حيث منابع دراستها ، ولكن من حيث عرضها أيضا .
يعد التصوير بالنسبة للطليعي جرابيديان " تلوينيا " . وتوضع الألوان بمقدار فلسفة ومباديء إستاتيكية وقوانين طبيعية لا تبديل لها . والدنيا التي يصورها تربض داخل قلبه وعقله وخياله ومشاعره. وما يراه ليس سوي عامل مساعد علي صياغة الأحلام والتهاويم. وتتميز الصورة التي يرسمها بأنها عمل إبداعي يستقل بروح جديدة ويحكي قصص خفية يتبينها المتأمل في ثنايا الظلال والألوان: رجالا ونساء وأطفالا وحيوانات وطيورا وزهورا وكائنات مبتكرة لا أصل لها علي طريقة الميتافيزيقيين ( السرياليين ).
وقد مضي جرابيديان في طريق سيزان إلي منتهاه . واستمر تشخيصيا واضحا يصور النماذج الحية ( الموديلات ) والتكوينات الثابتة من الأزهار والفاكهة حتي نهاية أربعينيات القرن العشرين . لكن لوحاته التشخيصية المتأخرة ، تضمنت الكثير من الإضافات " الفانتازية " من خيالات وأحلام وصور روائية تتخلل النموذج المرسوم.
تنقل جرابيديان بين القاهرة وباريس ومدن أوربا ، فتابع عالميا الحياة المرئية وتبادل الأفكار والحوار مع الرفاق الذين أصبحوا – فيما بعد- قادة الحداثة . ورغم أنه لم يستقر في بؤرة الحركة الفنية بباريس ليتبوأ مكانته العالمية ، إلا أن إقامته الطويلة في مصر قد زودته بمؤثرات جديدة ، تختلف عن تأثيرات باريس وتكملها . فقد شحنت ألوانه بمزيد من الذبذبة وتغير أسلوبه من التشخيص إلي التجريد . واتسم بالجاذبية والحيوية والديناميكية وتعدد المضامين . كما تميز ببلاغة التعبير وعظمة محاكاة الجوهر دون المظهر.
ورغم إقامته الطويلة في مصر ، لم ينظم بها إلا معارض قليلة ؛ في قاعة بريفال (1932) ، فندق ( الكونتينتال) 1941 . الشركة الشرقية للإعلانات (1945) . وقد اقتني متحف الفن الحديث بالقاهرة لوحتيه " البواب" و" رأس النوبية".
وقد لقي جرابيديان مقاومة لأفكاره وتقليلا من قدرها علي أيدي أساتذة مدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة . ولذا ، تسلل الموهوبون من طلبتها سرا إلي مرسمه فوق الدور الخامس من البيت الأيمن رقم "45" في أول شارع شبرا كي يستضيئون بآرائه ويتلقون تعاليمه وينسجون علي منواله – رغم ما كانوا يلقونه من اضطهاد ومطاردة ورسوب- مما كان ينعكس علي أعمالهم المدرسية فيثير حفيظة الأساتذة. وفي هذا الخصوص ، روي الناقد مختار العطار ما يلي:" كنا نلتف في مرسمه في حديثة السطح – نحن حواريه وتلاميذه ومريديه – نتامل معه أشعة الشمس وهي تسقط مرتعشة علي الثمار التي يرسمها ويلونها . ونراقبها وهي تتحرك متذبذبة تدفع الظلال أمامها ، فتتحرك الألوان في إثرها . علي حافة الحد الذي يفصلها عن النور.
كان الأستاذ يصيح حينئذ قائلا: هنا يكمن لون الأشياء . كل شيء مرسوم بالألوان كما قال سيزان ، إذا وضعت اللون في مكانه الصحيح ، ازدهي وتلألأ ودبت فيه الحياة، أما إذا اخطات مكانه ، خمد بريقه ومات ".
ورغم تجاهل دورجرابيديان الطليعي في مصر ، إلا أن النقاد الأوربيين يعدونه " ذا تأثير عميق علي العديد من الفنانين الموهوبين ، سواء من معاصريه أو من الجيل الذي يليه . لكن المؤسف ، ان مستوي الثقافة الفنية في مصر خلال الثلاينيات وحتي نهاية الحمسينيات ، كان ضعيفا بالمقارنة بدول أوربا . كان المرخون المصريون في ذلك الحين ، يفضلون الكتابة عن الثائرين من فناني باريس والمدن الأوربية الأخري ، غافلين عن هؤلاء الحداثيين المنبثقين بين ظهرانيهم في أرض مصر" .



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- يرفانت دميرجيان
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-3
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-2
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-1
- النشاط السينمائي للأرمن في مصر الحديثة
- المسرح الأرمني في مصر الحديثة-2
- المسرح الأرمني في مصر الحديثة-1
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-2
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-1
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 13
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 12
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 11
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 10
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 9
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 8
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 7
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 6
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 5
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 4
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 3


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الأرمن والفنون الجميلة في مصر- فهرام مانفليان وديران جرابيديان.