أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (1):















المزيد.....



عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (1):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 02:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن كُنْتَ لا تدرِي فتلك مصيبةٌ، وإن كُنْتَ تدري فالمصيبة أعظمُ.

يعلم جميع القراء الصادقين المتابعين لمواضيعنا بصفة عامة، ولتصدينا للفريات والإفتراءات والتجنيات حول آيات الله البينات المبينات المعجزات في فواتح بعض السور التي جاءت على شكل حروف مقطعة عالية البيان والإبيان لمن كان له قلب أو الق السمح وهو شهيد،، وهو ترميز وتشفير غاية في الإحكام والإعجاز لا يبلغ أحد منه مبلغاً من العلم إلَّا مَنْ تَدَبَّرَ القرآن الكريم وتَفقَّهَ فيه وصَدَقَ في مسعاه، فسرعان ما يُرِيَهُ اللهُ تعالى ما لا يراه غيره من المتعجِّلينَ والمتشكِّكِين والمُقلِّدينَ.

ألم يقل الله تعالى في سورة القيامة: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16)، إشارة إلى ضرورة الإهتمام بالتدبر والتفكر والتأني ونبذ العجلة التي أبتلي بها كثير من الناس بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة. وقد بين عدم جدوى التعجل والإسراع في حفظ نصها، فالله قد تولى ذلك عنهم، قال: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 17)، فلا يكون جل تفكيركم في حفظ النصوص لذاتها والزهد في بلوغ المرمى منها والغاية الكامنة وراء إحكام آياته وتفصيلها،، لذا قال: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ 18) هذا كل شيء مطلوب منك، وهذا يعني (تدبراً لإحكامه وتفقهاً في تفصيله) ثم أترك الباقي على الله تعالى فهو كفيل بأن يوصل إليك بيانه إن أخلصت النية وحرصت على بلوغ وإقتباس أقصى ما يمكن من نوره،، وعليه قال: (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ 19).

مواضيعنا كلها التي وفقنا الله لكتابتها، لم تكن تتضمن أيَّ تَجَنٍّ على أحد أو إستخفافٍ بمعتقدٍ أو بأصحابه،،، لأننا نتبع منهجاً سماوياً مهيمناً على كل ما دونه من أديان سماوية كانت، أو وضعية مفتراة، أو إستغناءٍ بتمجس إلحادٍ وغفلةٍ وضلال،، ولم يكن إلتزامنا لهذا الدين من منطلقات جهوية أو قئوية، أو إثنية أو قبلية أو عرقية أو طائفية،،، الخ، وإنما هو من منطلقات وحيٍ أوحاه خالقنا وخالق كل شيء متفرداً في ذاته وصفاته وقيوميته، عَليَّاً في ملكوته مُسْتَويَاً على عرشه،،، حَيَّاً، قَيُّومَاً، لا تأخذه سنة ولا نوم. وقد دلل على نفسه وأقام الدليل على ذلك فكان موجوداً لا تدركه الأبصار وهو يدركها، فَيُرَىْ بالبصيرة دون البصر، ويُسْمَعُ بالقلب دون الأذن، ويحس بالآيات البينات المبينات دون اللمس المادي الحسي... فكان نوره ساطعاً كالشمس لا يضل عنه إلَّا شقي تعس مختوم محكوم.

ثم جعل الناس كلهم أمامه سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود،،، إلَّا بالتقوى،، وقد حدد المصطفى من الله رحمةً للعالمين أنَّ التَّقوَىْ هي وقفٌ على القلب دون سواه من الجوارح.
فَعَقِلَهُ كُلُ من عُرِضَت عليه الأمانة فأبى أن يحملها وفضل عليها القهر والتزليل، وجَهِلَهُ وغفل عنه ومارى فيه من حَمَلَ الأمانة وهو ليس أهلاً لها فكان ظلوماً جهولاً، حيث أصبح بحملها مُعَرَّضَاً إلى تبعتها وتداعياتها التي قد تصل به إلى جحيم مقيم وعذاب أليم.

عكف الذين تطاولوا على آيات الله البينات دهراً ونطقوا كفراً ونفثوا شراً،، فلم نَرُدْ عليهم بإجتهادنا ورأينا الشخصي وتقديرنا وإدعاءآتنا،،، بل إستفتينا كتاب الله تعالى بحثاً عن الحقيقة فوجدناها شلالات من نور تتدفق هُدَاً ورحمة عبر الحروف المقطعة وحولها فأزهقت الباطل الذي إفتراه المبطلون، إن الباطل كان زهوقاً.

ما عرضناه كان من مصادره المعتمدة لدى كل الأطراف ومرجعياتهم. فلم نأتِ بنصٍّ خارج كتاب الله (القرآن الكريم)، وبالمقابل لم نأتِ بنص خارج كتاب أهل الكتاب المقدس لديهم، وبالتالي لم نترك لهم أيَّ مجالٍ أو خيار في أن يردوا علينا بالمثل إن إستطاعوا لذلك سبيلاً، ومن المصادر نفسها دون اللجوء إلى اللَّفِّ والدَّوران والمزايدات والمماحكات التي إشتهر بها وأدمنها الآخرون غيرنا ممن تفرقت بهم السبل فتاهوا في ساحة الفكر في داخل أنفسهم، كما تاه أسلافهم من قبل في أرض التيه، وضلوا من وحي أهوائهم وعتم قلوبهم.

وفي الحقيقة لم نقصد العامة من المنتسبين للقرآن بشهادة الميلاد، أو لأهل الكتاب "الذين قالوا إنا نصارى" كذلك، وإنما قصدنا مواجهة الذين قاموا بهذا العبث وتطاولوا على آيات الله البينات، وهم يعرفون أنفسهم جيداً، والكل يعرفهم وقد بلغت شهرتهم ما بلغته حَمَّالَةِ الحَطَبِ.
لقد ذكرنا بعضهم كثيراً "قصداً"، ونعلم يقيناً أنهم قد قرأوا ما كتبنا واستوعبوه وعرفوا حجمه وقدره وصدقه، ولكنهم عجزوا تماماً عن الرد علينا وهذا أمر طبيعي ومبرر ومؤكد، فإلتزموا الصمت "عجزاً"، رغم اننا كنا نتوقع أن يدخلوا في محاولاتهم اليائسة من المراوغة والتخرص ولكنهم يعلمون أن أي تحرك لهم بعد الذي عرضناه على القراء الكرام من أدلة وبراهين دامغة ستزيد طينهم بلة وخزلانهم إحباطاً وقنوطاً.

فموضوعنا الأخير الذي نشرناه بعنوان (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س "ملخص آل عمران ومريم")، والذي توجد تفاصيله بالرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=430695 ،،، كان ملخصاً لأهم مشكلة وقع فيها أهل الكتاب الذين يمثل مرجعيتهم الدينية إصطفاء (آل عمران – الذي يبدأ بنبي الله ورسوله موسى عليه السلام وحتى آخر ذرية هذا الإصطفاء، وهو عمران ولد السيدة الصديقة العذراء مريم)، وقد أنزل الله تعالى في ذلك سورتان مشفرتان وضع بهما النقاط على الحروف فبان المستور فأزكم الأنوف بعفن ما إفتراه المبطلون منهم، فأزهقه الله تعالى وقلاه ونسخه، فأنساه ثم أقام الحق والحقيقة مكانه فبهت الذي كفر.

خنس المتطاولون وإنزوا وتَوَارَوْا،. فتركوا الساحة للجهلاء والبغاة والمعتدين، من رواد المقاهي وحلقات السفه حيث التفنن في إبراز مساويء الأخلاق ومناجاة بعضهم البعض بسقط الكلام وفسق اللسان... فامْتَرُوْا وتَمَارَوْا.
هم أولئك الذين لا يحملون في داخلهم ما يكفيهم لفهم أنفسهم وما حولهم ودواعي وجودهم، ولكنهم يجيدون العواء والنواح والصراخ. وكل من هو ضمن أولئك الذين يحسبون كل صيحة عليهم.

مثلاً،، يطل علينا كثيراً نموذجٌ غير كريم من هذا المستنقع المفلس رواده، ليُعَلِّقَ على مواضوعٍ جادٍّةٍ وهامٍّةٍ للغاية لكل الأطراف المعنية والمخاطبة،، ولكن لإستحالة إستيعابه لمحتوياته، وعدم قدرته على فهمه والتفاعل معه يعبر عن عجزه بطريقة مختلفة شاذة سالبة، فينفث بَخَرَ وجدانه الخرب بعبارات تدل بعمق على الوعاء الذي تدفقت منه فعبق ريحها شراً.

مثلاً، لقد جاء تعليق أحدهم على موضوعنا السابق، وقد إختار له هذا العنوان: (ما هذا الصراط الذي تكتبه؟)، ثم أورد في أصل تعليقه فقط عبارة (مع نقطة). ثم فرح كثيراً بهذا الإنجاز الفكري الخطير، فإدعى بعد ذلك بأن هذا السقوط الخلقي والمجون في نظره ومعاييره عملاً "بلاغياً". وقد تتبعنا هذا النموذج الذي لا يُشَرف أتباعه في كل تعليقاته التي يخصصاً دائماً للسباب والعدوان بكل ما تقترحه عليه نفسه الخاوية من العطاء والمشاركة الإيجابية بما يمكن أن يفيد، فلم نجد له تعليقاً واحداً أفضل من هذا المسخ الخلقي المتردي. وسنتعرض لبعض من نماذج تعليقاته التعسة، ليقيمه القراء الكرام بدلاً عنا.

على الرغم من أن عبارات ساقطة كهذه لا يستحق صاحبها الإلتفات إليه أو الرد عليه، ولكن آثرنا أن نتعرف أكثر على الطرف الآخر الذي صَدَّعَ رؤسنا بأباطيله، لعلنا نجد له شيء من فكر وراء هذا السلوك المريض. وقد حاولنا أن نخرجه من هذا النفق المظلم لعله يحس بما هو فيه من سلبية، فقلنا له في تعليقنا ما يلي:

(( أهذا كل شيء يا سيد ..... ؟؟؟ حسناً فعلت،،، إجادةً وإفادة. يا أخي،، حتى التعبير والتعليق والرأي الحر لم يسلم لديكم من التجديف والتحريف والتخريف؟؟؟ كن جاداً يا عزيزي فالموضوع أكبر من التهريج،، وفعلاً أنت في حاجة إلى التماسك حتى ترد على ما قلناه ودعك من التهرب من مواجهة الحقيقة،،، نحن في الإنتظار. فأنت مطالب بأن تكذِّب ما قلناه ولو فقرة واحدة منه إن استطعت لذلك سبيلاً فإن لم تستطع ولن تستطع فالسكوت يعتبر أبلغ رد من الذين لا يملكونه. أشكرك كثيراً،، فأنت دائماً تمثل لنا الطرف االثاني بجدارة وإقتدار، وتكفينا منك الإطلالة والتعبير الشيق.. وكم نتمنى أن تستطيع في المرة القادمة وضع النقاط على الحروف فهذا قد يحفظ لك قيماً كثيرة أنت في حاجة إليها)).

ولكنه كالعادة لم يستوعب ما قلناه له فغلبت عليه سجيته، ووجدها فرصة ليفرغ وجدانه من سموم وهموم، فقال تحت عنوان: أنا جاد،، ما يلي نصه:
((أنا جاد والبلاغة في الإيجاز فقط لخصت في العنوان السابق ما تحاول قوله حضرتك « في اجزائك اللا نهائية انت ورهطك منذ 1500 سنة ملأتم ملايين الأوراق من نفس هذه الماركة من العلاك المصدّي الذي لا يساوي ثمنه ربع وقية فحم». وما زلتم تحرثون الماء ولا تنتجون سوى التخلف فما الذي تريد نقاشه؟ هل تعتقد أحدا يقرأ لك بالفعل؟)).

نقول له،، حسناً!! ولكن ما علاقة هذه الخطرفة والهزيان بما كتبناه بمعايير يعلمها الجميع وبمنهجية واضحة،، إذاً،، نحن نعالج وعاءاً فارغاً من المضمون والمحتوى لا علم ولا حلم ولا أناة ولا كريم خلق ولا موضوعية ولا فكر بل ولا قضية يمكن أن ينصرها بهذا الأداء الهزيل،، علماً بأنه - حتى الآن - يعتبر في ارق حالاته وبالغ كريم خلقه قياساً و"مقارنة بكل تعليقاته ومشاركاته"، دون إستثناء، مع أنه ينضح جهلاً وحقداً وكراهية، وسيتضح ذلك للقاريء أكثر فأكثر عند ذكرنا لنماذج أخرى من تعليقاته الجوفاء.

وقد حاولنا مرة أخرى تقريب المعاني لفكره المرتبك،، لعله يعلق على أصل الموضوع بدلاً عن التخبط هنا وهناك والتطاول الذي أدخله في نفق مظلم،، ومن ثم،، قلنا له في ردنا على تعليقه الشاذ هذا ومفهومه للبلاغة ما يلي:
((معلوم أن البلاغة انما تقوم على أساسين إثنين, هما: الذوق الفطري، والبصيرة النافذة التي تتضمن القدرة على الموازنة والمفاضلة اللازمتين لبناء أحكام يطمئن العقل الى جدارتها. أما البديع فيختص بعنصر الصياغة، ويعمل على حسن تنسيق الكلام حتى يحئ بديعاً في ذاته ومبدعاً في غيره. فقلنا له صراحة،، هل ما جئت به يدخل في هذا الإطار؟ إذاً ... فما هو السفه وبذاءة القول وفحش اللسان في رأيك؟؟؟

إنَّ ما جاءنا من الوحي، منذ ما يقرب من 1500 سنة "كما تقول"، لا يحتاج إلى ملايين الصفحات كما تدعي، وإنما فقط إلى بضع مئات من الصفحات التي تتضمن علم الكون كله، بل وعلم ما بعد الكون ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وقد ذكَّرناه ببعض ما وافانا به هذا العلم الشامل فقلنا له بأن هذا الكتاب الكريم قد آتانا بأوصافٍ دقيقة لصنوف من البشر منذ ذلك الحين والآن نراهم كذلك، شاخصين بيننا ومعنا تماماً كما وصفهم دون أدنى تغيير، وذكرنا له ما قاله القرآن في وصف بعضهم على سبيل المثال قوله: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)، وقال عن آخرين: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

كما قال أيضاً عنهم: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ)، وقال أيضاً: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَ « إِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ » - يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ - « هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ » ←-;- قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ). فأمثال هؤلاء هم الذين غالبا ما يضعون النقاط خارج الحروف ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
وضربنا له مثلاً شعبياً لأهلنا في مصر يقولونه في مثل حالته تلك، (إللِّي ما بيشُوفْشِ من الغِربَالْ أعْمَى).

فإدعى "كعادته" دون تبصر بأنْ لا أحد يقرأ لنا ما نكتبه، فعجبنا لهذا النوع من الغفلة الفطرية وتدليس المحترفين، فوَجَّهْناهُ بأن يرفع بصره إلى يمين عنوان أي من مواضيعنا ليعرف مبلغ حظه من التدليس لأنه سيجد أن عدد القراء الكرام قد تجاوز مئتين وسبعة عشر ألف قارئ، فماذا يعني ذلك الرقم بالنسبة له؟؟؟ فهل نعتبر ذلك غفلة منه أم تدليس وكذب على الملأ كعادته؟؟؟
وكيف يمكنه أن يبرر للقراء إدعائه المفضوح بأن ما كتبناه "علاك مصدي" وأنه لا يساوي ثمنه ربع أوقيةٍ فحماً، ألا يرى بأن هذا القدر من الإدعاءات الماحقة للمصداقية والأمانة العلمية هي بمثابة سقوط له إن لم يكن إنتحاراً ؟؟؟

يقول إننا ما زلنا نحرث الماء ولا ننتج سوى التخلف... حسناً،، فليكن أميناً مع نفسك وصادقاً مع القراء، فيرد على هذه الإستفسارات:
1. من تقصد بقولك (أنتم)؟؟ إن كنت تقصد المسلمين فليس الإسلام جنس ولا قبيلة ولا قومية ولا جهة،،، فهو مفاهيم ومباديء ومعايير ومكارم أخلاق ....، وفي متناول كل البشر على إختلاف مشاربهم، فلكل فرد من بني آدم الحق الكامل في إعتناقه وإلتزامه أو إعتناق غيره إن شاء، أما إن كان يقصد بها "العرب تحديداً"، فلعله قد نسي انه عربي وأصله وأسلافه من البادية ومن الصحراء فإن كان هذا عيباً فهو بلا شك شريك في هذا العيب وغارق فيه حتى أذنيه.

2. وما هو قصده من عبارة "حرث الماء" الذي يتحدث عنه؟؟؟ مطلوب منه أن يفصله ويبين حدوده وصفاته وقيمه لعله يكتشف انها صفاته الحقيقية التي يتهرب منها خجلاً، فإن كنا كما يقول حقاً، فإننا لن نجد غضاضة في أن نرد عليه بالإيجاب بكل شجاعة وصدق، وإن كنا غير ما يقول أثبتنا للناس كلهم وله معهم أنه تفتري الكذب جهاراً نهاراً على نفسه قبل أن يتخطاه للآخرين، وهذا بالطبع لن يدهشنا فقد خبرناه كذلك دائماً، يقول بما لا يعلم ويرمي غيرك بما هو فيه.
3. أما قوله بأننا لا ننتج سوى التخلف،،، يحق لنا أن نسأله عن ماهية ذلك التخلف الذي ننتجه "أياً كنا"؟؟؟ وبالمقابل ما هو التقدم الذي ينتجه هو ورهطه وزمرته؟؟؟
القراء يطالبونه بأن يقدم لهم نموذجاً من هذا التقدم الذي يدعيه ويعير به أهله؟؟؟
4. أما سؤاله لنا: "هل نعتقد بأن أحداً يقرأ لنا"، نقول له بأننا لسنا فقط نعتقد، بل الواقع يقول إنَّ الذين يقرؤن لنا هم كثيرون. ومتنوعون، من كل أولئك الباحثين عن الحق والحقيقة، ويمتازون برجاحة العقل وسلامة الفكر والفطرة، حتى إن إختلفوا معنا في المفاهيم)).

لكن إستمراره في تجاهله وجهله بأصل المواضيع التي نكتب فيها، أو لعله حقيقةً لم يقرأها في الأساس،، أو قرأها ولم يفهمها، فغلبت عليك سجيته الفطرية التي خبرناها عنه، خاصةً وقد سلم مقودها لقرينه ووليه.

وقال لنا في تعليقاته، تحت عنوان (من ينعق وينبح ويعوي هو انتم يا هذا)، ثم واصل تطاولاته العدونية قائلاً لنا مباشرةً: ((من ملا الدنيا « عواء إرهابيا وتخلفا وسفالة » هو هذا الذي تفسره ولن تنتهي. « لم ينتج للبشرية سوى امراضكم التي ملأت الدنيا تخلفا وكراهية ودما وسبيا واغتصابا. انت داعش وداعش هو محمد صلعم وقرانك هو دليلك ودليلهم للإرهاب »)).

هذه الفقرة هي نموذج مصغر يعكس ما يعانيه أصحاب هذه النفوس الملئية أمراضاً وإحباطات وتداعيات وغباء،، خلفها ومحركها والمسيطر عليها إبليس الذي إستحوذ على قلوبهم وعقولهم. هم الذين يئسوا من رحمة الله فختم على قلوبهم. لذا لن أعلق عليها فقط أريد أن أبين لأصحابها الذي يدعون بإنتمائهم للمسيح عليه السلام، وهم لا يعرفون أنه سيكون خصمهم يوم القيامة لمجرد ذكر إسم بشارته وحبيبه وأخيه الخاتم بسوء بل لذكر اسمه الشريف "مجرداً" من الصلاة والسلام عليه سلاماً وتسليماً. ويكفيه فخراً ورفعةً أن الله وملائكته يصلون عليه، ثم أمر المؤمنين بأن يصلوا عليه ويسلموا تسليماً وقد فعلوا ذلك حباً وشوقاً وإكثاراً، وسيفعلون أجيالاً بعد أجيال إلى أن تقوم الساعة. فهل رأيت شخصيةً في تاريخ البشر أو مخلوق في تاريخ الخلق (بعد الله تعالى) يذكر بقدر ما يذكر به محمد رسول الله ملايين المرات في اليوم الواحد.

في الحقيقة ليست هذه الروح العدوانية وهذا السلوك المنحرف هو أسواء ما لدى هذا النموذج من البشر، فهو حتى الآن لا يزال معتدلاً كثيراً قياساً بحقيقة وجدانه وقبح تعبيراته الفجة التي لا توجد لها مبررات ولا دواعي سوى غلبة الشقوة ونداء لَظَى والحُطَمَة، خاصة وأن كل هذا الذي يأفكه ويدعيه ليس له أدنى علاقة بأصل الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، مما يدل "على ما يبدوا أنه لا علاقة له به لا معتقداً ولا إمتهاناً،، ولا يترك له من تأثير وجداني سوى توفير فرصة له أكبر ليفرغ عبرها كل ما يختمر في داخله من إحتقان، وأحقاد وإعتداءات وعداءات بعبارات تافهة المضمون والمحتوى والمصدر، ومن تتبعنا لتعليقاته في أماكن أخرى ومواضيع مختلفة، فإنَّهُ حيْثُ مَاْ عَلَّقَ نجده لا يخرج من إطارها بل يتلون في تزيينها بقبيح الألفاظ والإتهامات والسباب. فالحنظلة عادةً لا يمكن أن تصبح أترُجَّة أو ريحانة.

ومع محاولتنا مساعدته ليعبر عما يدور في رأسه إن كان يحمل حجة أو برهان،، نجده أيضاً لا يفهم ما قصدناه فيمعن في غيه وبهتانه وتطاولاته التي لن تجديه نفعاً ولن تؤثر في توجهنا الفكري المعتدل والمبني على ثوابت ومراجع موثقة من الجانبين المعنيين، وجاء رده أقبح من سابقه ولكنه في نفس الإطار وعلى نمط ووتيرة الإسطوانة المشروخة التي نبذها مروجوها لعلمهم بأنها قد أحبطت تماماً، وباتت وبالاً عليهم. حيث قال لنا مثلاً تحت عنوان،، ((هلق علم الكون كله في بالقران يا المعي؟)),, هكذا.... وبهذا اللفظ الفج القبيح الساخر.

لذا قلنا له مؤكدين إنَّ هذه هي الحقيقة حتى إن تمرد عليها ولم يقبلها: (نعم!!! القرآن الكريم فيه علم الكون وما قبل الكون وما بعده)، رغم أنف المكذبين الضالين المضلين،، فمن شاء أن يختبر ذلك في أي علم من علوم هذا الكون فالقرآن "عَلَمٌ وعِلْمٌ وإعْجَازٌ وشموخ"، ليس مطوياً في أضابره أو سراً خفياً مخفياً وإنما هو ساطع لا يغيب ولا يخبوا نوره حيث تخبوا الأضواء والأنوار وتغيب الشموس ويبيت القمر وتنكدر النجوم وتتوارى الكواكب.

فالنياحة والتوجع بصوت عالٍ واللغو والخطرفة لن تفيد صاحبها شيئاً مع بيانه وإبيانه وتحديه وإفحامه. فالقرآن سيخبره "الآن" إن شاء بأسرار في نفسه وملازمة له حتى يفارق المهلة المحدودة التي أمهله إياها خالقه ومالك ناصيته وراده إلى التراب الذي خلقه منه وإلى الأرض التي أنبته منها نباتاً، وسيخرجه منها إخراجاً، فيكون جاثياً أمامه، وله سائق وشهيد. بعدها سيلاقي مصيره المحتوم "مقهوراً مدحوراً" شاء أم أبى "كادحاً إلى ربه كدحاً فملاقيه".

فإن أراد أن يعرفها لأول مرة فالقرآن سيعلمه بها وسيفاجأ بأنه يجهل حتى نفسه التي هي بين جنبيه. فالآن ما عليه سوى أن يذكر لنا ما شاء من علم الكون وسيجد أن القرآن جاهز للرد عليه بكل المعايير التوثيقية التي ينشدها (هذا تحدٍ مفتوح) له ولغيره من المكذبين الضالين.

ثم يواصل هذا الشخص تخرصه وتطاوله الواهم بقوله لنا عن التقنية، التي أصبح هو ورهطه مهووسون بها، ويعيرون بها من سبقهم إليها ولكن المؤامرات والعدوان والفتن والحروب الصليبية التي من أهم أهدافها سرقة العلم وقتل وتشريد العلماء والإحتلال الغادر من المتجبرين المتسلطين في البر غزاةً محتلين، وفي البحار قراصنة غادرين سارقين وفي الجو متلصصين متنسطين ناشرين الشر والرعب والفتن وحيث ما حلوا حل معهم الشؤم واللؤم والغدر والفتن والخراب.

أولاً،، قال لنا: ((يعني داخل على كمبيوتر كل أمة محمد « لا تفهم كيف يشتغل حتى تقول هذا العلاك المصدي »؟)). هكذا حاول أن يسخر من أمة محمد ويستخف بها بهذه العبارات الساذجة المضحكة الممجوجة، والتي تنم عن أعلى درجات الجهل والجهالة والإفلاس، فهو لا يتورع من تبعة الكذب الذي درج عليه وإمتهنه، ونظرة القراء إلىه،، فالذي لا يرى ويدرك عِظَمَ الجَبَلِ ورسوخه ليس غريباً عليه إذا إدعى وأقسم على أنه لا يرى الجَمَلَ الذي يقف أمامها مجتراً، ولم يسمعه. فالذي يعجز عن ربط إيات الله الكونية بخالقها ومبدعها، من سماوات وأرضين، وجبال وبحار وشجر وبشر وأسماك وطير، وليل، ونهار، وشمس، وقمر، ونجوم، وموت وحياة،،، لأنها عُمِّيَتْ عليه "جزاءاً وفاقاً"، بغشاوة في عينيه، ووقر في أذنيه، وخَتْمٌ عليها وعلى قلبه، ولعل الله تعالى قد حرمه فرصة الرجوع من غفلته، و الخروج من وهدته لفساد طويته وإستعباد الشيطان له وإستحواذه عليه إن كان قد فُقِدَ فيه الأمل والرجاء. فيَأَّسَه الله تعالى من رحمته هو ومن شايعه وناصره "لإعراضهم وكبرهم" كما يئس الكفار من اصحاب القبور.

ومن ثم لا بد من أن نثبت له مدى جهله وتحامله وإفكه فيما إدعى، فنقول وبالله التوفيق:
1. العِلْمُ لم يأت به الصَّليبُ ولا عُبَّادُهُ، فعلمُ الإنسان ليس أصيلاً فيه، وإنما هو عبارة عن تجارب الأولين والآخرين التراكمية التي ساهم فيها كل البشر سلباً وإيجاباً، والتي لم يصل إليها البشر إلَّا عبر تجارب مريرة وإخفاقات عديدة في الكثير منها فقد الباحثون والمجربون والرواد فيها حياتهم وقبلها أموالهم وأهليهم وأقربائهم. وفي الكثير منها يصلون إلى التقنية ونتائج العلوم التجريبية بالصدفة المحضة، وذلك تقدير العزيز العليم الذي جعل الإنسان مختلفاً عن بقية الخلق لأنه مبتلىً وهذا الإبتلاء يقتضي بلوغه ألعلم بالتجربة والتكافل والتقليد والبحث والإستقصاء بدراسة ظواهر الآيات وتدبرها إن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد، لأنه مطالب بأن يعرف ربه الذي خلقه وخلق كل شيء وذلك من خلال ممارسته للحياة التي يعيشها بِغَضِّهَا وغَضِيْضِهَا وحلوها ومرها ومفاتنها وإبتلاءاتها ومآسيها ومصائبها ثم أعطاه الإختيار ما بين تبني نوازع الخير أو نوازع الشر المطمورة فيه وأعلمه بعاقبة كل إختيار وتبعته في الدنيا ثم في الآخرة فجعل الأولى دليل وبرهان على الآخرة.

2. العلم حقيقةً موجود لدى كل المخلوقات ما دون الثقلين الجن والإنس، فمثلاً، في سورة طه سأل فرعون موسى وهارون عليهما السلام: (قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ-;- 49)، إستنكاراً منه، فرد عليه موسى: (قَالَ «« رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ-;- كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ-;- »» 50)، إذاً،، فالله تعالى قد هدى كل شيء بعد أن خلقه، فلا يخطيء ولا يحيد عن أمر ربه ومراده قيد أنملة، لأنه أبى حمل الأمانة (الإختيار) ليسلم من عاقبتها، فكان هدي الإنسان عبر الرسل والكتب الموحاة من الله تعالى ليختار منها مصيره الذي إرتضاه لنفسه، فإن سلمت بصيرته كان هواه هوى الشرع وعشقه الحق، وإن طمست بصيرته، كان هواه هوى النفس الأمارة بالسوء ومرجعيته هوى الشيطان الرجيم الذي إستحوذ عليه.

ما عدا الثقلين الذين إبتلاهما الله تعالى بالإختيار والتكليف والتفكر والتدبر والتفقه والحذر فمن إختار الخير وحرك في وجدانه نوازعه وتعقب مقتضياته،،، عرف ربه حق المعرفة وإتقاه ووحَّدَهُ ونزهه من الند والشريك والوالد والولد وإئتمر بأمره ووقف عند حد نهيه، أما من إختار الشر, حرك في وجدانه نوازعه، وتحَرَّاه في المظالم والشهوات، والكفر والكِبْر، فسلَّطَهُ الله تعالى على نفسه، وحرمه البصيرة وعطل له كل محركاتها ومداخلها من سمع وبصر وفؤاد، فأصبح قلبه كالكوز المجخي، بعد أن إتخذه الشيطان وكراً له ومِعْطَنَاً، فلا يرى خيراً ولا يسمعه ولا يقول به، فلا يخرج من فيه إلَّا ما يضره ولا ينفعه، لأن الشيطان قد إستحوذ عليه وإستعبده.

ولِتَعْلَمَ حقيقةَ الإنسانِ وجهالته وظلامته لنفسه ولغيره عليك بتدبر قول الله تعالى في سورة الأحزاب: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ « عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ » فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا « وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا » 72). ولتعلم حقيقة جهله الذي يجعله في آخر قائمة الجهلاء قوله تعالى في سورة الرحمن: (الرَّحْمَٰ-;-نُ 1)، أول شيء فعله أنْ: (عَلَّمَ الْقُرْآنَ 2)، لكل خلقه ما عدا الإنسان، ثم بعد ذلك: (خَلَقَ الْإِنسَانَ 3)، طارئاً على هذا الكون الذي يعلم القرآن جيداً لأن الذي خلقه قد هداه له (... ثُمَّ هَدَىْ ...)، ولم يبتليه بالإختيار، بل قهره على السمع والطاعة، لذا أصبح يعمل به ويوحِّدُ ربَّه ولا يشرك به شيئاً "بالفطرة".

أما الإنسان، فكانت مهمته أن يتحسس ويتلمس ويتعلم القرآن من آيات الله الكونية بالبحث والتقصي والتفكر والتدبر، ولأنه لن يستطيع الوقوف على الحقائق "بذاته" والتفريق بينها وبين ما دونها، أعطاه الله ما يعوزه من مؤشرات وأدوات ولوازم وملكات لهذه المهمة التي كلفه بها، لذا: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ 4)، وهو "ملكة البحث والإستقصاء والتجارب والتعلم من المخلوقات التي سخرها وذللها الله تعالى له ليقيم عليه الحجة، ثم وجه بصره وفكره إلى أكبر الظواهر الكونية وضوحاً كحركة الشمس الظاهرية شروقاً وضحىً وغروباً والقمر بمنازله الواضحة البينة فكأنما قال له، فَعِّلْ هذا البيان بالتفكر في آياتي الكونية فابدأ بالشمس والقمر ففيهما علم كثيف ودقيق وواضح لعلك تُدْرِكُ الرَّكْبَ فتعرف بعض الحقائق العلمية التي سبقك إليها غيرك من المخلوقات التي تظن أنَّكَ سيدها وتمتاز عليها بالفكر وهذه قمة الغرور ووذروة سنام الصلف. علماً بأن الله تعالى قد زللها لك لتكمل مهمتك وهي الأقوى والأقدر منك حواساً وجرماً وقوة تحمل وطاعة، وفطنة، بل وأقل منك أخطاءاً وكلفةً وأكثر منك عطاءاً.

ثم أشار الله تعالى إلى بعض آياته البينات موجهاً ولافتاً نظر الإنسان ومحفذه للتأمل والتدبر والدراسة، فقال له: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5)، وعليه أن يتتبع حسابهما ليتعرف على دقة خلقهما وبعض أسرارها ليعلم حقيقةً أنهما "بحسبان دقيق" تماماً كما قال مبدعهما. لا يطرأ عليهما تغيير، وهما المسؤلتان عن التوقيت والتاريخ ما بقيت السماوات والأرض، ثم لفت نظره إلى ما حوله من نبات نَجِمٍ وشَجَرٍ قائم على سوقه وكلاهما يسجدان ولا يسبحان في الفضاء بل مستقران على الأرض (وفي ذلك إشارة مباشرة إلى وجود جاذبية الأرض) التي أكدها كثيراً في القرآن كقوله تعالى مثلاً (والجبال أرساها)، فقال في ذلك: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ 6)، ثم ترقى به في تفعيل ملكة البيان بأن وجه نظره وحرك فكره نحو ما هو أرفع وأعظم من الشمس والقمر ألا وهي السماء بعلوِّهَا ثم ذكَّرَهُ بالميزان وقسطه الذي لن يُقْبَلَ منه ما هو دون القسط، قال: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ 7). فعلم الفضاء ليس بهذا الحجم الصغير الذي يتبجح به الإنسان، بأن ينتقل من الأرص "مادياً" إلى بعض الأجرام السماوية، فيصل القمر أو بعض الكواكب، ولكن علم الفضاء هو ذلك العلم الواسع الشاسع الذي وجه الله تعالى بصر وفكر ووجدان الإنسان وحرك بصيرته إليه وهذه أبلغ درجات العلم الفكري والروحي.

فإذا بلغ هذا المبلغ من علم البيان وتفعيله، عرف أنَّه لم يُخْلَقْ عبثاً وأنَّ خالق هذا الخلق العظيم لهو الخلاق العليم، لذا فأول تحذير له هو إلتزام وتفعيل القسط في تعامله مع الآخرين ليس فقط العدل أو الإنصاف أو هما معاً، لذا قال له محذراً زاجراً من أن تُسوِّل له نفسه الطغيان في الميزان، فقال له صراحةً: (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ 8)، لأن في ذلك هلاكهم، كما فعل بالأمم السابقة الهالكة، بل أمرهم أن يقيموه بالمعايير التي حددها هو وليس بمعايير إجتهادية منهم، قال: (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ 9).. الخ.

ثانياً، هذا الشخص - "مستهجناً"، ساخراً "وهو لا يدري أنه يسخر من نفسه ويوبقها ويدسها" - يقول لنا أيضاً:
((... علم الكون كله الذي علمك إياه الكشكول هو الشتائم الذي أفرزتها في تعليقاتك القبيحة؟)).
علماً بأننا لم نشتم أحداً كما يدعي،، وإنما الذي ذكرناه له هو آيات بينات تصف حالات وسلوكيات إرتضاها أصحابها وإستيقنتها أنفسهم الأمارة بالسوء. فهناك معايير لا يختلف عليها إثنان مثلاً: الذي لا يَصْدُقُ في كلامه يُسَمَّى كذَّاباً، والذي يختلس أو يسرق أموال الغير يوصف بأنه لِصٌ والذي يُنكِرُ وجود الله الخالق يسمى كافراً أو ملحداً والذي يعبد مع الله معبودا غيره يسمى مشركاً أو متمجساً.... الخ.

معروف أن كل هؤلاء لم يُفْرَضْ عليهم فعل ذلك أو يجبرهم عليه أحد، ومن ثم فهم الذين أطلقوا على أنفسهم هذه الصفات،، أما إن لم يفعل الشخص أي من هذه الأفعال القبيحة حينئذ يكون وصفه بها يعتبر "إهانة" له و "سبابٌ" وتجنيٍ وإعتداء عليه، بل الذي يفعل ذلك يكون قد تعمد إعضاب الله تعالى. ونحن بالطبع لم نفعل أي من هذه التجاوزات ولم نشتم أحداً كما يدعي هذا الشخص، فما دام ذلك كذلك، فما هو الوصف – في رأيه - اللائق به وبسلوكه؟؟؟.
يقول تعالى في سورة النساء: (لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ «« إِلَّا مَن ظُلِمَ »» وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا 148).

على أية حال،، الذي يحكم على غيره بالكفر من تلقاء نفسه يكون قد أهلك نفسه "بالتَّألُّهِ على الله تعالى"، فما دام الإنسان لا يزال على قيد الحياة، فإنَّ كل الخيارات مفتوحة أمامه، ويجب أن تكون لديه فرصته كاملةً، وحق الإختيار الحر الآمن، وبالتالي ليس غريباً أو مستحيلاً أن يعود "المسرف على نفسه" إلى ربه تائباً مستغفراً مؤمناً إن سبق عليه الكتاب وتحرك الخير في داخله، وأراد الله تعالى به خيراً. وبالمقابل فإنَّ الشخص الذي يأمَنُ مكر الله ويظن أنَّه خرج من دائرة الإبتلاءات والغواية، وإدعى العصمة والتميز،،، فهذا واهم. وكثير ممن كانوا مثله سبق عليهم الكتاب في أواخر حياتهم فماتوا على الشرك أو الكفر أو الإلحاد أو الكبر الذي كان مكنوناً في دواخلهم ويظهرون غيره "نفاقاً". فكلنا نسأل الله تعالى حسن الخاتمة, ولا أمان من مكر الله إلَّا بسؤاله العفو والعافية وحسن الخاتمة. فعمر بن الخطاب قد بشره النبي بالجنة، فقال إنه "لا يأمن مكر الله".

قال هذا الشخص لنا أيضاً: ((هنيئا لك علوم داعش وتحياتي للقراء الكرام الذين لم يقرا احد منهم سوى موظف ال داعش سعود عبد الواوي خلف)).
هكذا يخطرف هذا الشخص، ولا يود أن يفكر بعقل ومنطق، فهذا هو حال أهل السفه دائماً، يبغونها عوجاً، فإذا بلغ بأحدهم قاع السفه فيتجرأ على الله تعالى دون تورع، فمن باب أولى أن يتجرأ على غيره، فهم دائماً متشككون ومتوجسون، ومرجفون،، يعشقون الخبث والتخابث ورمي الشرفاء والكرماء بما هو فيهم من لؤم وشئم وخسة حتى يكونوا مثلهم. قال تعالى فيهم بسورة المنافقون: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ-;- يُؤْفَكُونَ 4).

إن ما يحدث في العراق والشام وليبيا ومصر وغيرها من مناطق العمليات الأمريكية،،، إنما هي فتن أدخل أهلها أنفسهم في نفقها المظلم، الذي أعدته لهم أمريكا والغرب لمطامع وتصفيات حسابات، فصدقوها وبلعوا الطعم بإستطعام وتلذذ ، وقد بنت إستراتيجيتها على تحريك المطامع عبر الأيدلوجيات الفاسدة الذي سادت بين العوام من جهلاء المسلمين والمتأسلمين معهم، والطوائف المتباينة في الفكر والأهداف والأجندة، فغرست بينهم إسافين التشكك والتباغض والتناحر بين الطوائف المتعصبة فكرياً وعقدياً. تارةً بإسم الديمقراطية، وأخرى بإسم الإرهاب الدولي، وثالثة الخداع بحجة الحفاظ على السلم العالمي والحد من إنتشار وأسلحة الدمار الشامل التي تنتجها وتبني إقتصادها عليها وتشجع تسويقها في غيرها من دول العالم، ورابعة بإسم حقوق الإنسان، وخامسة بإسم حقوق المرأة وحقوق الأقليات ،،، الخ.

فالكل بات يصارع ضد الآخرين لتحقيق أجندته وأهدافه الخاصة (التي لن تسمح له أمريكا بتحقيقها) مع انها هي التي رسمتها له، مدعياً انه هو المخلص للناس وعقائدهم،، مُوَلِّيَاً بذلك نفسه عليهم بقوة السلاح وقسوة المعاملة التي لا تليق بالإنسان، وموت الضمير والإنسانية في وجدانه الخرب. وقد رأينا أن أكثر الأسواق رواجاً بين هذه الدول وأهلها هو سوق المتاجرة بالدين، والديمقراطية، والسلاح الذي يقدم من الدول المنتجة له ولهذه الفتن معاً مقابل إلتزام إستراتيجيتها فأصبحت المظالم والمآسي ترتكب بإسم الدين وتنسب إلى الله تعالى وهو بريء منها ومن أصحابها ومروجيها ومن أعمالهم والقرآن شاهد عليهم بذلك.

فالكل يدعي بأنَّه خليفة الله في الأرض وخليفة المسلمين، أو أنه المخلص للبشرية، أو أنه أمير المؤمنين،،، وأنه يعمل وفقاً للقرآن رغم أن القرآن يلعنه ويتوعده بالخزلان وسوء المصير لأنه يتاجر بالدين،،، إلَّا من رحم ربي، وينشر الرعب والهلاك بين الأبرياء المغلوبين على أمرهم تقتيلاً وتفجيراً وإبادات جماعية وقطع رؤوس بعد قطع أرزاق وحرمان نساء وأطفال وعجزة ومقعدين وأيتام،،، الخ.

يوضح الله تعالى ذلك ويفضحه ويعريه في سورة البقرة كاشفاً خطر هؤلاء المدعين، وتبرءه منهم فيقول: (وَمِنَ النَّاسِ « مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » وَ « يُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ-;- مَا فِي قَلْبِهِ » وَ «« هُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ»» 4)، (وَإِذَا تَوَلَّىٰ-;- « سَعَىٰ-;- فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا » وَ « يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ » ←-;- وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ 5)، (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ « أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ » ←-;- فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ←-;- وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ 6). فأين هؤلاء من الله تعالى ومنهجه وشرعه القويم؟؟؟
كما يقول بالمقابل: (وَمِنَ النَّاسِ « مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ » ←-;- وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ 7) ..... (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا « ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ « لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ» ←-;- إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 8)، (فَإِن زَلَلْتُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ «« فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ »» 9)، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء،،، ثم قال: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ←-;- وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ 10).

فأنظر إلى أي مدى يكره الله الظلم والقتل والقَتَلَةَ المتعطشين للدماء، وأنظر كيف توعدهم الويل والثبور، وكيف فند ما الذي أعده لهم في الدنيا من خزي، والآخرة من إنتقام للمقتولين غدراً وظلماً بغير حق. قال تعالى في سورة المائدة عن أول جريمة قتل يقترفها الإنسان: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ « قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ » قَالَ ←-;- إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ 27).
فالمؤمن لا يمكن أن يقابل شر الأشرار بمثله، لذا قال هذا المؤمن الصادق لأخيه الظالم المعتدي: (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي « مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ » - إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ 28)، (إِنِّي أُرِيدُ « أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ » ←-;- وَذَٰ-;-لِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ 29)، (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ « فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ » 30).

وللتأكيد على أن الكافر المجرم دائماً يتسم بالغباء والجهل والسلبية. فعلى الرغم من أنه فعل الشر بأخيه المؤمن المسالم، دون أدنى تردد أو شفقة أو خشية عاقبة، فقتل أخيه ظلماً وعدواناً وحسداً،، إلَّا انه عجز تماما عن فعل شيء من خير ولو بأدنى درجاته كأن يواري سوأة أخيه ويستر جثمانه، ولكنه وقف عاجزاً ببلاهة الكفر وضآلة وظلامة فكر المفسدين، لا يدري ماذا يفعل، فتولى الله تعالى ستر سوءة عبده الطاهر، قال: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ - قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰ-;-ذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ←-;- فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ 31)،، وهكذا دائماً مآل أمثاله من الظالمين لأنفسهم ولغيرهم "الندم" حيث لا ولن ينفعهم أو يغني عنهم من الله شيئاً.

لذلك حرم الله تعالى قتل النفس "عموماً" بغير حق عليها يستوجب ذلك "حَدَّاً"، جزاءاً وفاقاً على قتله للآخرين أو فساد في الأرض، حيث لا يوجد أي خيار أخر بديل لصده عن عدوانه ودرأ خطره سوى قتله حماية للمجتمع من شره قصاصاً للحفظا على حياة الكثيرين لقوله: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
فقال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَٰ-;-لِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ-;- بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ « مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ » أَوْ « فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ » ←-;- فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَ « مَنْ أَحْيَاهَا » ←-;- فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا « وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ » ←-;- ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰ-;-لِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ 32).

ثم،،، مبيناً ما يستحقه هؤلاء المردة الفجرة من خزي وعقاب معجل في الدنيا وآخر مؤجل للآخرة قال: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ « ذَٰ-;-لِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا » ←-;- وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 33). طبعاً بإستثناء التائبين عن هذه الذنوب المهلكة قبل النيل منهم، قال: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ←-;- فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 34).

والآن،،، أنظر جيداً لقول الله في سورة المائدة - ناهياً وآمراً المؤمنين - "تفصيلاً":
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...):
1. (... لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ...),
2. (... وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ...),
3. (... وَلَا الْهَدْيَ ...),
4. (... وَلَا الْقَلَائِدَ ...),
5. (... وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ...),
6. (... وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ...),
7. (... « وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا »...). ليس هناك أي تبرير مقبول لدى الله منكم إن إعتديتم.
8. (... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ-;- ...), كمنهج وسلوك عام دائم،
9. (... وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ...), مهما كانت الأسباب والدواعي والمبررات.
10. (... « وَاتَّقُوا اللَّهَ » ←-;- إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 2). وهذا يمثل رقابةً ذاتية دائمة.

وقال تعالى في سورة النساء: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ-;- أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ-;- أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا 92)، (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا 93).

ولم يقف الأمر عند تحريم دم المؤمن فقط، بل تجاوزه كثيراً إلى غيره من أعداء الله ،، حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ «« فَتَبَيَّنُوا »» وَ « لَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ-;- إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا - تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » ←-;- فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ «« كَذَٰ-;-لِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ »» ←-;- فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا 94). فأنتم أيها المؤمنون، لا تنسوا ماضيكم القريب وحالكم قبل دخولكم الإسلام وقد كنتم مشركين مثلهم، فمَنَّ الله عليكم بنعمة الإسلام، فما الذي يمنع من أن يمن الله عليهم هم أيضاً كما فعل معكم؟؟؟ إذن يجب عليكم أن "تتبينوا" حتى لا يقتل شخص بغير حق ولو عن طريق الخطأ وتذكروا أن الله تعالى عليكم رقيباً وبما تعملون بصير.

إذاً،، الشريعة الإسلامية تُحَرِّمُ قتل الفرد والجماعة بسبب معتقداتهم، حتى لو كانت شركاً أو إلحاداً، إن لم يمثل معتقده خطراً مباشراً على حياة وخيارات ومعتقدات الآخرين وذلك بمحاولة فرض عقيدته الفاسدة على غيره وقهرهم عليها والتآمر لقتالهم وقتلهم أو تغيير دينهم. لذا كان أمر الله المؤمنين "بالتبين" في القتال والتأكد من هوية الشخص جيداً، فالله قد أعطاه فرصة الحياة ولم يقبضه بعد، ومن ثم ليس لأي أحد من الناس أن يغمطه في حقه "لعله يذَّكَّىْ أو يَذَّكَّرُ فتنفعه الذِّكْرَىْ.

وفي سورة الإسراء قال تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ - نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ - « إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا » 31)، (وَ « لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا » ←-;- إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا 32)، (وَ « لَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ » - وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا - « فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ » ←-;- إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا 33)، (وَ « لَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ-;- يَبْلُغَ أَشُدَّهُ » وَ « أَوْفُوا بِالْعَهْدِ » ←-;- إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا 34)، (وَ « أَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ » وَ « زِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ » ←-;- ذَٰ-;-لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).

وفي سورة النساء يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا « لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ » - إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَ « لَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ » ←-;- إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا 29)، (وَمَن يَفْعَلْ ذَٰ-;-لِكَ « عُدْوَانًا وَظُلْمًا » فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ←-;- وَكَانَ ذَٰ-;-لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا 30).
وقال تعالى في سورة الأحزاب: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ « لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا 57)، (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا « فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا » 58). فكيف سيكون حال الذين غلبت عليهم شقوتهم وإستحوذ عليهم الشيطان وضمهم إلى حزبه ألهالك فأصبحوا من الخاسرين ولن يضروا الله شيئاً؟

وقال تعالى في سورة النحل:
(إِنَّ اللَّهَ ...):
1. (يَأْمُرُ « بِالْعَدْلِ » وَ « الْإِحْسَانِ » وَ « إِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ-;- » ...)،
2. (... وَيَنْهَىٰ-;- عَنِ - « الْفَحْشَاءِ » وَ « الْمُنكَرِ » وَ « الْبَغْيِ » ...),
(... ←-;- يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 90).

ثم فَنَّدَ المعاملات بين الناس، قال: (« وأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ » وَ « لَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا » ←-;- إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ 91). وحذر من الحماقة والجهل الذي يوصل صاحبه للغفلة والهلاك المبين،، فقال: (وَلَا تَكُونُوا « كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا » - تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ - « أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ-;- مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ » ←-;- وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 92).

ويقول في سورة الممتحنة،، في حسن معاملة المسالمين لغير المسلمين والتعامل معهم وبرهم دون حرج عليهم في ذلك، بل وشجعهم عليه، حيث قال: (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم «« مَّوَدَّةً »» - وَاللَّهُ قَدِيرٌ ←-;- وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 7). ثم أكد على ذلك المنهج فقال: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ « الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ » - أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ←-;- «« إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ »» 8)، (إِنَّمَا « يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ » وَ « أَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ » وَ « ظَاهَرُوا عَلَىٰ-;- إِخْرَاجِكُمْ » - أَن تَوَلَّوْهُمْ - « وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ » 9).

وقال تعالى في سورة التوبة للنبي الكريم مباشرةً: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ «« فَأَجِرْهُ »» حَتَّىٰ-;- يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ «« ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ »» ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ 6). على الرغم من أن هذا المستجير محارباً في أرض المعركة، بل ويحمل سلاحه ولكن مع ذلك أمر الله تعالى بأن يستجاب لندائه وتقبل إستجارته على الفور دون أدنى نقاش أو تردد، ولم يترك هذا الموضوع المصيري بالنسبة للمستجير للإجتهاد، بل وضع له آلية واضحة ملزمة للمؤمن ولا خيار لهم فيها أو هوى، فقال آمراً نبيه الكريم: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ ....):
1. (... فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ-;- يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ....) ليعرف أن ذلك الدين الذي كان يناهضه ويعادي أهله ومعتنقيه، ويحاربهم ويسعى لقتلهم وإلحاق الأذى بهم هو دين الله القويم الذي لا يضمر له شراً ولا يريد به أذى، بل يريد له كل الخير، وليعرف أنه كان مغرراً به ومضللاً وليس هناك ما يبرر موقفه المعادي،
2. (... ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ...)، ولا تتركه عرضةً للخطر الذي قد يأتيه من الآخرين غيرك الذي يعرفون بأنه عدو محارب وليس لهم علم بأنه قد إستجارك فأجرته، لذا يجب عليك أن تُأمِّنْهُ بعد أن أصبح في ذمتك، بل وتتعهده بالحراسة والتأمين حتى توصله مأمنه الذي يرتضيه هو، ليست مِنَّةً ولكن إكمال لحق الإستجارة التي كفلها الله له وألزم المؤمنين بها،
3. والتبرير لهذه المعاملة يكمن في قوله: (... ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ 6)، فهم لا يحاربون الإسلام والمسلمين عن علم بل غُرِّرَ بهم وذَجَّ بهم شياطين الإنس من المفسدين في الأرض ومرضى القلوب في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وذلك بتحريك نعرات الجاهلية فيهم.

عن عمر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَزَالُ المُؤْمِنُ فِيْ فَسْحَةٍ مِنْ دِيْنِهِ، مَاْ لَمْ يُصِبْ دَمَاً حَرَامَا). والدم الحرام يقصد به قتل أي إنسان من أربعة أصناف:
1. (إن يكون المقتول مؤمناً،
2. أو ذمياً،
3. أو معاهدةً،
4. أو مُسْتَأمَنَاً),
فهذه هي الدماء المحرمة، ولا يجوز قتل الكافر مطلقاً، كما يدعي بعض الجهلاء الأغبياء، بل ينحصر فقط في المحارب الذي لم ينفع معه التخويف والإرهاب بالصمود في وجهه، حتى لا يدخل نفسه في ورطة حرب محسومةً أصلا لغير صالحه، فإن أصر على القتال، فلا يكون القتل إلَّا نتيجة طبيعية لمقاتلة عادلة خاليةً من الغدر والمباغتة والإعتداء بكل أنواعه وأشكاله، وعبر مجاهدة في ميدان القتال "مفروضة" على المؤمنين من أعدائهم، وذلك بدون إعتداء أو غدر أو الوصول إليه وهو في مأمنه. فإذا ضاق على المرء دينه، خرج ذلك الدين من قلبه مات كافراً والعياذ بالله تعالى من هذا الخسران المبين.

وعن الـبراء بن عازب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قـال: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أهْوَنُ عَلَىْ اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ). وفي رواية للبيهقي قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا كُلِّهَا أهْوَنُ عَلَىْ اللهِ مِنْ دَمٍ سُفِكَ بِغَيْرِ حَقٍّ).

وعن معاوية رضي الله عنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كُلّ ذَنْبٍ عَسَىْ اللهُ أنْ يَغْفِرَهُ إلَّا الرَّجُلُ يَمُوْتُ كَافِرَاً، أوِ الرَّجُلَ يَقْتُلَ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَاً).
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنَاً فَاِغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ صَرْفَاً ولَا عَدْلَاً).

وعن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ)، وجاء الحديث بلفظ: (مَنْ قَتَلَ رَجُلَاً مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا). وبلفظ: (مَنْ قَتَلَ « نَفْساً مُعَاهِدَةً بِغَيْرِ حِلِّهَا » حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَشُمَّ رِيحَهَا).

هذا هو الإسلام كتاباً وسنةً، ليس فيهما شيء خفي أو ملتبس بعوج أو لبس،، فهو يُحَرِّمُ الدم مطلقاً إلَّا بحقه. حتى دم الكافر المعادي لله تعالى ما لم يشكل هذا العداء إعتداءاً وخطراً على غيره من البشر حتى إن كانوا كفاراً مثله، وممتلكاتههم وخصوصياتهم بحمله السلاح ضدهم أو بالتآمر مع غيره ومظاهرتهم على الآمنين بترويعهم أو إلحاق الضرر بهم وبممتلكاتهم وبأعراضهم وبمعتقداتهم مادياً كان ذلك أم معنوياً.

إذاً،،، أيها الناس، من جاءكم يَدَّعِي الإسلام أو الإمارة على المسلمين أو الخلافة فيهم وكان سلوكه مغايراً لمنهج الإسلام فهو ألد الخصام لله تعالى، ومدسوس على الإسلام والمسلمين وكل أجندته ضدهم مهما حاول إظهار الورع الزائف والإيمان الكاذب. ويجب مناهضته بالحجة والمواجهة بآيات الله وسنة نبيه الكريم، والتدرج بها معه إلى حد مجاهدته ومقاتلته، فهو شيطان رجيم.
يقول تعالى في سورة الحجرات: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا « فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا » - فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ-;- - « فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ-;- تَفِيءَ إِلَىٰ-;- أَمْرِ اللَّهِ » - فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا « بِالْعَدْلِ » وَ« أَقْسِطُوا » ←-;- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 9). ثم يقول: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ « فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ » وَ « اتَّقُوا اللَّهَ » ←-;- لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 10). ثم يقول بما لم ولن تستطيع جمعيات حقوق الإنسان ومنظماتها مجتمعة مجرد الحلم أو التفكير فيه مطلقاً،، قال تعالى محذراً المؤمنين:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...):
1. (... « لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ-;- أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ » ...),
2. (... وَ « لَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ-;- أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ » ...),
3. (... وَ « لَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ » ...),
4. (... وَ « لَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ » ←-;- بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ...),
5. (... وَ «« مَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ »» 11).
ثم قال أيضاً محذراً المؤمنين:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...):
1. (... اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ...),
2. (... وَلَا تَجَسَّسُوا ...),
3. (... « وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا » ←-;- أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ...),
4. (... « وَاتَّقُوا اللَّهَ » ←-;- إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ 12).

ثم يقول أيضاً، مخاطباً كل الناس هذه المرة:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ...):
1. (... إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ-;- ...),
2. (... وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ...)،،،
(... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ←-;- إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13). وقال عن إدعاءات الأعراب بالإيمان: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا « قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰ-;-كِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ » - وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ←-;- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 14).

أما تخرصات أبو الجهالة وممارسته لخصلته الذميمة التي عرف بها في كل تعليقاته وإطلالاته الشاذة بإطلاق الإدعاءات والخزعبلات على عواهنها بإخراجها كيفما إتفق بلا تفكير ولا رويَّة، نحسبها زوبعةً في فنجانٍ، فهو يطرح مواضيع جانبية سطحية خرقاء بغرض الإساءة والإعتداء بأكبر قدر ممكن دون مبرر (... خَاْلِفْ تُعْرَفْ ...)،، ولا علاقة لما يقول ويأفك بالحوار القائم أو الموضوع المطروح إبتداءاً، فقط ليتيح لنفسه فرصة للسباب والشتائم لمن يعرف ومن لا يعرف، وبذلك يرضي نفسه المتداعية المحبطة.

فنقول له ... حَسْبُكَ يا هذا!!!: ما هي داعش هذه التي تتحدث عنها وتلوكها وتجترها من وقت لآخر ... ؟؟؟ بل ومن هو أميرها أم خليفتها أو مبتدعها؟؟؟ ومن هو الواوي هذا ..... الخ؟؟؟ ما كل هذه الخطرفة والسفه أيها النجيب؟ وما شأني أنا بك وبهؤلاء وأولئك وتلك؟؟؟ فهل سبق "أبداً" أن قرأت لي مقالاً ذكرت فيه أي أحد من أصحاب المذاهب والطوائف والفرق والولاءات الزائفة والحكومات والإمارات والممالك التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطان؟ وهي تنسج خيوطها حول الإسلام لا تتشبث به إلَّا لتتخفى وراءه عبلها وخبلها ودسها، من طوائف ومذاهب درجت على (التخالف والإختلاف والتشيع فنجد المسلمين قد إنقسموا إلى معسكرين (شيعي) و (سني).

والسني إلى اربع مذاهب رئيسية مقابل اربع أناجيل للنصارى، وكما أن أصحاب هذه الأناجيل ليسوا أنبياء ولا رسل ولم يوح الله إليهم وهم غير معصومين ولا ينبغي لهم ذلك، كذلك الحال مع أصحاب المذاهب الأربعة هم ليسوا أنبياء ولا رسل ولم يوح الله إليهم بشيء وهم أيضاً غير معصومين ولا ينبغي لهم ذلك، ولكن هذه الحقائق لا تقدح في شخصياتهم وعلمهم ودورهم في حياة الناس فرادى وجماعات.

فقد إجتهد كل منهم بقدر طاقته وفكره "وغايته" التي لا يعلم بها إلَّا الله وحده لا شريك له، فجمع كل منهم ما تيسر له من أثر فصنفه بمعايير ظنية (في الحالات التي ليس فيها نص) أو قياسية أو إجتهادية ترجيحية، وليست قطعية لأنها إجتهادات فيها الصواب بِقَدَرٍ والخطأ كذلك بقدر غير معلوم ولكنه متوقع من الكل. بالطبع لا يمكن تجاهلهم فهم محل ثقة ويعتبرون مراجعاً في الإجتهاد والقياس والترجيح والفقه .... ولكن مع كل ذلك يؤخذ منهم ويرد عليهم بدون أي حرج، دون إنكار لفضلهم وحقهم في تواصل الأفكار والإجتهادات غير الملزمة للآخرين، ولكن في نفس الوقت لا يجوز قتل الفكر وتحجيره وإغلاقه على تلك الإجتهادات التي تتغير بتغير البيئة والظروف والتطور الفكري حيال فهم طبائع الأشياء وما يجد فيها، ولكنها تنضبط بضوابط ومعايير القرآن الكريم وتطبق وفق معايير السنة النبوية الكريمة.

وكما أن النصارى تخالفوا وإختلفوا وتقاتلوا وذهب كل فريق منهم بإنجيله الخاص "الذي لا علاقة له بإنجيل المسيح عيسى في أغلبه" فأصبحت هناك أربع أناجيل تعج بالتناقض والإجتهادات والإدعاءات،، منقسمة و"متشظية" وكلها من صنع البشر الذي لا يخلوا من إفتراءاته وأهوائه، كذلك الحال مع المسلمين فهناك مالكية، وشافعية، وحنفية، وحنبلية، "متشظية أيضاً" و قد إنبثقت من هذه المذاهب طوائف مختلفة ومتخالفة، ومنناهضة ومتنافسة، منها الوهابية أنصار السنة، والأحمدية، والقادرية، والشاذلية، والقاديانية، والسمانية، والعركية، والدسوقية ،،،، الخ.

ودخلنا في متاهة الألقاب والمسميات الغريبة، فأصبح هناك مُسْلِمٌ، وإسلاميٌّ، ومعتدلٌ ومتطرِّف، وتقدمي وأصولي، وليبرالي وعلماني وسلفي،، وهلم جراً. فإن كُنْتُ أنَا قَد تَبَرَّأتُ من كلِّ هذه الطوائف وإكتفيت بكتاب الله وسنة نبيه الكريم مباشرة دون أي واسطة، وأشهدْتُ الله تعالى على ذلك،، فَمَنْ هِيَ دَاعِشٌ تلك التي يُحَدِّثُنا بها هذا الاجوف؟؟؟ ومن هو ذلك الواوي أو الحاوي أو الغاوي؟؟؟ بغض النظر عن صدق توجهه أو كذبه وإنحرافه، فهم في عصر الفتن، ويمثلون جماعات سياسية محور توجهها هو سدة الحكم مهما إختلف الخطاب السياسي أو تلون،، فأنا ضد الإنقسامات التي حذر منها الله ورسوله. ما دام الرب واحد والكتاب واحد والمنهج واحد والمصير واحد والهدف واحد فإختلاف السبل مفسدة بلا شك.

وما هي تلك الطوائف المتناحرة التي كلها تدعي الإسلام، ومع ذلك لكلٍّ أجندته الخاصة به التي تجافي القرآن وتعمل على هدمه والإساءة إليه إن كان ذلك بقصد أو بجهل لأصول ومباديء ومعايير شرع الله القويم، إلَّا من رحم ربي. وهناك مُشْتَرٍ واحدٍ لحصاد هذا الضياع والشتات والإفك هو المُروِّجُ لهذه الفتن والمُموِّلُ لها لتعود عليه بخراجها على يد مدعيي الإسلام المفترين.

قال تعالى في سورة التوبة عن أهل الكتاب وتقديسهم لعلمائهم ورهبانهم: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰ-;-هًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 31)، وكذلك فعل بعض المسلمين الشيء نفسه أو قريباً منه، فعبدوا أشخاصاً ورفعوهم إلى مراتب التقديس فأقسم بعضهم بهم، ونسجوا حولهم الخرافات السخيفة.
وكما للنصاري "البابا الأكبر" أيضاً إبتكر بعض المسلمين ألقاباً أغرب من الخيال على سبيل المثال: لقب "الإمامِ الأكبرِ". فلا ندري إمام مَنْ صاحب هذه الحقيبة السياسية المحلية، ولا ندري على مَنْ هو "أكْبرٌ"، وما هي معايير ومقتضيات وشرعية هذا الكبر المزعوم؟؟؟

على أية حال،، نرى هذا المحبط أيضاً يخطرف فيقول: ((... وتحياتي للقراء الكرام الذين لم يقرا احد منهم سوى موظف ال داعش سعود عبد الواوي خلف)) ...... ما ذاك يا هذا؟؟؟ (ما تُقْعُدْ مَعْوُوْوُG وتِكَّلِّمْ عِدِلْ!!), ها أنت ذا قد طاش سهمك مرةً أخرى - يا لمعي عصرك – فعاد خائبباً إلى صدرك المكلوم,, أليس كذلك؟

نخلص من ذلك كله أن علم الكون وما قبله وما بعده كله موجود في القرآن الكريم، وقد كان عِلْمَاً فطرياً بالنسبة لكل مخلوقاته, و عِلْمَاً مكتسباً تراكمياً مبنياً على التجارب والإجتهادات التي تكشف بعض أسرار القرآن الكريم للناس ولكن دون أن يبلغوا من العلم إلَّا القليل مهما إرتفع سقف ذلك العلم المكتسب، وتراكمت تجاربهم وإنجازتهم المادية التي في أغلبها الأعم ضارة به في محصلتها النهائية.
قال الله تعالى في سورة الإسراء: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي « وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا » 85).

ليس ذلك فحسب،، بل الأمل الوحيد للإنسانية في إيقاف التدهور الخلقي والأمني والحياتي والمعيشي في الأرض التي أفسدها بتقنيته ذات الوجهين إنما هو تحكيم القرآن الكريم فيما شجر بينهم ولا يجدون حرجاً مما قضى به ويسلموا تسليماً. وإلَّا، فسوف تظهر أمامهم إمبراطوريات أسوأ من أمريكا، وجبابرة أسوأ من النازية والصهيونية العالمية، وخَلَافَاتٍ وإمارات أسوأ من داعش والواوي والممالك الإسطورية المخترقة،،، وغير ذلك،، لأن الشر لا يولد خيراً ولا إستقراراً أبداً.

ثم كعادته يخوض فيما لا يعلم بطريقة تثير الشفقة والأسى عليه، لأنه دائم التوريط لنفسه بحشرها في جحر ضب ميت هذه المرة، مثلاً قال: ((... الذي ختم على قلوبهم وينهقون هم أمة لا تصنع إبرة ولا تنسج ثوبا و جعل صلعم رزقها بالذبح والنهب والسلب)).... ثم يقول لنا بتدله فطري سقيم: (( ... من المؤسف ان أمثالك يستعملون التكنولوجيا ليملأوا إلنت بهذا الهراء ...))، ثم يوجه هذيانه وتخبطه نحو مواقب الموقع فيقول له: (... نتمنى من المراقب ان يلتزم الحياد الموضوعي ويتركنا نرد على سيل الشتائم التي يمطرها مهووسو داعش)).

نقول له بأسى عليه،، لقد أخطأت مرةً أخرى بأن أحبطت حساباتك بنفسك كالعادة، ولم تتعظ من المرات العديدة السابقة التي ذقت فيها مرارة الهزيمة والإخفاق والضربات المتلاحقة، فإستمرأتها على ما يبدوا، وذلك لما يلي:
أولاً: الذي يختم على القلوب "متفرداً" هو الله ربي ورب السماوات والأرض، ورب كل شيء، رب العرش العظيم وموحي القرآن الكريم بديلاً بعد نسخ وإنساء لغيره، وهو الذي يختم على القلوب الخربة التي إحتلها الشيطان وعشش فيها، فأصبحت غير لائقة بأن يذكر فيها إسمه، إذاً والحال كذلك فكيف يستقيم عقلاً أنْ يختم على قلوب طاهرة ومنيرة بذكر ربها وتوحيده؟ هل أنت تعي ما تقوله يا رجل؟؟؟
أما الذي ينهق هو ذلك المتردي الذي يردد إملاءات إبليس عليه دون أن يفهم معناها ودون أن يدرك أن فيها هلاكه وضياعه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتى الله بقلب سليم. وهذا يدل على أن صاحبه يطلق كلاماً مرسلاً لا يستحق الوقوف عنده ومناقشته.

ثانياً: أما قولك بأن أمة محمد لا تصنع إبرة ولا تنسج ثوباً،، فهذا دليل على الجهل المركب المريب، والغفلة عن أمور لا يختلف حولها إثنان،، العلماء المسلمون كان لهم السبق في علوم كثيرة قد إستوحاها أولئك العلماء من تدبرهم لعلوم القرآن الكريم. فنبغوا في علوم غزيرة وخطيرة، لم يسبقهم إليها أحد. الآن،، دعك من الإبرة وسخافتها وسذاجتها، ودعني أعلمك لأول مرة في حياتك عن بعض عباقرة الإسلام والمسلمين ببعض النماذج المحدودة فيما يلي:
1. حكيم الأندلس: أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني الأندلسي القرطبي. هو عالم كبير من علماء المسلمين نبغ في علوم عديدة منها الرياضيات, والفلك, والطبيعة, والكيمياء. وله اختراعات كثيرة. مشهور عنه محاولته للطيران, الذي درسه وصنع ما هو أقرب للطيران الشراعي حاليا وقدم أبحاثه وتجاربه التي بَنَى عليها محاولته للطيران وطار فعلا ونجحت المحاولة. رغم أن عمره كان آنذاك قد تجاوز الستين عاماً.

2. ألساعة المائية أو البنكام، أنظر إلى الرابط /https://travel.maktoob.com/vb/travel100315
3. في الطب: العالم الطبيب "أبو بكر محمد بن زكريا الرازى،، أبو الطب العربى ومؤسس علم الكيمياء الحديثة،، للمزيد أنظر الرابط http://kids.islamweb.net/subjects/abobakralrazy.html.
4. وعالم الفلك والجغرافيا ومخترع علم الجبر،،، الخ هو العالم المسلم أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، للمزيد أنظر الرابط http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=23be7127c7287317

5. مؤسس علم التفاضل والتكامل،، هو العالم المسلم، أبو الحسن ثابت بن قرة بن عارف الحراني الذي نبغ في كثير من العلوم. للمزيد أنظر الرابط http://www.alittihad.ae/details.php?id=29259&y=2009
6. العالم المسلم، "البناتي"، وهو ابن عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني اشهر علماء الفلك،، لمعرفة المزيد عن علمه ومآثره أنظر الرابط http://www.mmastrosociety.com/Arabic/Muslim_Scientists.html
7. وفي علم الفيزياء ماذا كانت إسهامات علماء المسلمين، وما هو قدرها وأهميتها؟ تابع بعضها من خلال الرابط http://islamstory.com/ar/
والرابط http://www.alargam.com/general/arabsince/7.htm
ثم الرابط http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=66186 ,,,,, الخ

على أية حال،، تكون شجاعة أدبية منك إن أعلمت السادة القراء نموذجاً من الإختراعات التي قمت أنت وزمرتك بها،، فنحن لا نطلب منك الكثير،،، ولن نحرجك بالتقنية والإبداعات الفكرية،، فقط تكرم بذكر نوع واحد من الإبر التقليدية البسيطة التي أنتجتها علماً بأنك متحرر من قيود أمة محمد التي تعترض التقنية والتقدم كما تزعم، أليس هذا الطلب بسيط للغاية؟؟؟ show me what you are.
ودعني فقط أذكرك بما فعلته الكنيسة مع العالم “جاليليو”،، الذي أمضى السنوات الأخيرة من حياته تحت الإقامة الجبرية في منزله بناءاً على أوامر من محاكم التفتيش بسبب آراءه المخالفة للكنيسة والتي كانت مسيطرة على كل مفاصل الدولة حينها. أتمنى أن تكون قد فهمت ما أعنيه هذه المرة.

ثالثاً: أما إفتراءك على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه جعل رزق أمته بالذبح والنهب والسلب،،، إلى آخر هذا الكلام الساذج الممجوج، الذي تفتأ تلوكه ليل نهار مع شرذمة قليلون، كبوق ينفخ فيه الدجال أبو جهل القرن العشرين وأقرانه وزمرته، لن يؤثر شيئاً في مَنْ أدَّبَهُ رَبُّهُ فأحسن تأديْبَهُ، ومن زّكَّاهُ بقوله له من دون أنبيائه ورسله "وإنك لعلى خلق عظيم"، ثم أعطاه صفتان لم يعطهما لغيره فقال له: (... بالمؤمنين رءوف رحيم).

أما منهج النبي في رزق أمته فهو يحكي التميز والتفرد والقرآن بكل سوره وآياته يشهد له على ذلك فلا مجال للمماحكة والدجل يا هذا إخسأ خير لك. وتكفي هذه الآيات التي تصف عباد الرحمن في قوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ « الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا » ...)، بتواضع مهيب، دون تكبر أو تبختر أو تجبر. (... وَ« إِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا » 63)، فلم يردوا الإساءة بمثلها ولم يُصَعِّدُوا نعرة الشَّرِّ والجهالة بل إكتفوا بقول وفعل ما يحقق السلام بصبرٍ وإحتسابٍ، قال: (وَ « الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا » 64)، حباً ورهبة وخشية وخشوعاً، (وَ « الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ » ←-;- إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا 65)، فكيف لمن يبيت لربه ساجداً وقائماً ويرجوا أن يصرف عنه عذاب جهنم؟ وهو يعرف شرها وحرها ويعترف بذلك يقيناً لقوله: (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا 67).

وقال أيضاً عنهم: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا « لَمْ يُسْرِفُوا » وَ « لَمْ يَقْتُرُوا » ←-;- وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا 68)، كل ذلك إمعاناً في مراقبة سلوكهم القويم ومراجعته بصورة دائمة أمام ربهم العليم: (وَالَّذِينَ « لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ » وَ « لا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ » وَ «« لا يَزْنُونَ »» ←-;- وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا 69)، (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا 70)، (إِلاَّ مَن « تَابَ » وَ « آمَنَ » وَ « عَمِلَ عَمَلا صَالِحًا » ←-;- فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 71). ها قد طاشت سهامك وتكسرت نصالها هذه المرة أيضاً.

رابعاً: ثم يقول لنا بكل سذاجة وتدله: (( ... من المؤسف ان أمثالك يستعملون التكنولوجيا ليملأوا إلنت بهذا الهراء ...)). فنرد عليه بالآتي:
1. لقد ورطت نفسك هذه المرة وأوقعتها في شر أعمالها،،، إذ أراك تكثر من الحديث عن التقنية كأنك تخاطب جاهل بها،، فكيف سيكون حالك إذا علمت بأنك تخاطب خبير تقني بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وفي مجالات يصعب عليك فهمها وإستيعابها.
2. لن أتركك تهرب هذه المرة كعادتك وراء الشتائم والعبارات الفضفاضة بتخابث، بل سأحاصرك "تقنياً" و "علمياً"، وسأبدأ معك من تخصصك نفسه إن كان لك تخصص تقني. أقول ذلك على الرغم من أنني لا أعرف إن كان لك تخصص أم لا، ولا أدري ما هو إبتداءاً، فإما أن تجارينا في هذه المجالات التقنية بأعلى مستوى، أو أن تستسلم وترفع الراية البيضاء إيذاناً بالعجز وإعترافاً بالأمية التقنية. رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه، فجنَّبَها المزالق والمخانق والمهالك.

ثم يوجه هذاءه نحو مواقب الموقع فيقول له متضرعاً: (... نتمنى من المراقب ان يلتزم الحياد الموضوعي ويتركنا نرد على سيل الشتائم التي يمطرها مهووسو داعش)). فكأنما كل هذه الشتائم والإساءات والإتهامات لم تكفيه وتريح نفسه المحترقة، والتي يندى لها جبين من كان في الضلال المبين، ويريد أن يرد علينا ليس بالعلم والحجة والبرهان والدليل والتحليل كما نفعل ولكن بمزيد من الشتائم والإتهامات والتخرصات.

ولو لا أنني أعرف نفسية القائل لعجبت كثيراً من هذه العبارة الغريبة. ما هو نوع الحياد الذي يريده صاحبنا هذا من السيد المراقب؟ فهل الحياد في رأيه هو التخلي عن سياسة الموقع وضوابطه التي تضمن للحوار الإستمرارية وللقراء الفائدة وللمراقبين فرصة أكبر للحكم على مجريات الأمور؟ إن لم يكن الحياد متوفراً فما هو ذلك الحياد إذاً؟ وهل الموضوعية في نظره ومفهومه وعرفه هو السماح له ولغيره بترك ساحة الحوار بالبينة والحجة والمرجعية السليمة ثم الإنتقال إلى الملاسنة والسباب وشخصنة المواضيع الفكرية وإخراجها من مضمونها ومحتواها كما يفعل هو ومن معه الآن؟

يا عزيزي المواضيع المعروضة كبيرة وجادة ومن العيار الثقيل،، وهي مدعومة ومؤيدة بالقول الفصل وما هو بالهزل. فمن لا يأنس في نفسه القدرة على تحريك الحوار إلى نقاط أبعد فأكرم له وللقراء أن يلزم الصمت وبذلك يكون قد بلغ قمة البلاغة وصادق المشاركة. فنوم الظالم عبادة.

للموضوع بقية ،،،



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س (ملخص آل عمران ومريم):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ع (ألم، كهيعص2):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س(ألم، كهيعص1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ن (آل عمران):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (رد على تعليقات):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (طس، طه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ل):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القر ...
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (ياء):
- حوار العقلاء2 (ردود):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ط):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ح):
- حوار العقلاء:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ز):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(و):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (د):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(أ):


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (1):