أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 20:07
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


فواتح السور (الحروف المقطعة)، آيات الله البينات المحكمات IV:

يقول الله تعالى سورة آل عمران: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ - مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ - « هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ » وَ « أُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ » ..... فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ « فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ » - وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا « اللَّهُ » وَ « الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » - يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا - وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ 7). صدق الله العظيم.

حتى الآن ناقشنا عدد من الإفتراءات والإجتهادات التي دارت حول فواتح بعض السور من (الحروف المقطعة)، عبر التحليل والبراهين العلمية والأدلة المادية والموضوعية والمنطقية، من خلال المواضيع التالية:

(I): تصحيح المفاهيم الخاطئة عن اللغة العربية:
(II): الحروف المقطعة في القرآن الكريم:
(III): فرية حساب الجمل:
تجدونها في الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410485).

(IV): المغالاة في الإعجاز العددي:
(V): تعريف المحكم والمتشابه جاءت فيه أقوال:
تجدونها في الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410609).

(VI): شبهة الكلام العاطل:
(VII): الطامة الكبرى – القرآن ومحاولة تحريف وسرقة القرآن الكريم: فرية الهيروغليفية وتفسير الحروف المقطعة في القرآن الكريم:
تجدونها في الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410974).

والآن نستأنف فصول التآمر الشرس على كتاب الله تعالى، وقد جاء دور بعض النصارى من أهل الكتاب والمتنصرين،، وسنعرض على القراء الكرام نموذجاً مصغراً لهذا التآمر وعلى الرغم من صغره نسبياً،، إلَّا أن القراء سيجدون أمامهم أغرب قصة سرقة يمكن أن يتصورها إنسان.

(VIII): السرقة الكبرى The Great Robbery (المقدمة):

سأعرض هنا على القراء أغرب واقعة حقيقية حدثت في تاريخ البشرية كلها، ليس فيها شيء من خيال، ولا مبالغة أو تهويل،، وإنما هي عبارة عن (بحث) قام به كاتب إسمه Jesus_Mhaba نشره بمنتدى طريق الحق النصراني تحت عنوان: (سر الحروف التي في أوائل السور القرآنية وفك طلاسمها)، كان ذلك في حوالي لسابعة مساء من أول مارس عام 2007م.

وحتى لا نترك أي مجال للمغالطات والإنكار أو محاولة الإلتفاف حول المفاهيم والمقاصد، سأقوم بتحليل كل كلمة وردت في هذا البحث (الخطير)، الذي يعني بكل المعايير إعتداءاً سافراً بكل المقاييس على أمة كاملة في ظل الهيمنة الغربية ذات حق النقد والكيل بمكيالين (تطفيفاً)، وظلماً وتشجيعاً لمثل هذه التجنيات والذي لا يعجبه الحال هناك الردع الإستراتيجي والدمار الشامل والمحاربة الإقتصادية والذي إن لم يسعه البند السابع، ليس هناك ما يمنع إصدار بند ثامن أو عاشر لإسكاته.

في الحقيقة،، لم يدهشني ما جاء بهذا السرد الدراماتيكي الهادف، أو البحث (كما يسميه كاتبه)، لأن البحث لا يكون إلَّا في بيئة علمية حقيقية بأدلتها وبراهينها وثوابتها، فقد رأينا ما هو أغرب وأفظع وأنكى منه، وقد تصدينا لبعضها شفقةً بأصحابها الذين يهلكون أنفسهم ويلهثون وراء سراب بقيعة، وتغاضينا عن الكثير الذي أدركنا أن لا فائدة ترجى من تصحيح مفاهيمه أو إصلاح أوعيته. وذلك في مقالات عديدة كلها تقطر حنقاً وغِلَّاً وتطاولاً على الدين القويم الذي لم يناصب أحداً العداء لا في السابق ولا في الواقع ولن يكون بإذن الله في المستقبل ما لم يكن صَدَّاً لعدوان مباشر يهدد التوحيد أو الوجود، حينئذ،، لكل حادث حديث وسيكون رادعاً.

هذا الدين الذي لا ينتمي إلى ملة أو طائفة أو قبيلة أو نوع،، وإنما هو دينٌ عالميٌ بكل المعايير. أنزله رب العباد لسعادتهم وإعطائهم فرصة للحياة التي هي الحيوان، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. أما الخوض في كتاب الله تعالى والهجوم عليه بهذه الشراسة والجرءة لن نتغاضى عنه ولن نترك عبث العابثين ولا إعتداء المتطاولين يمر دون التصدي له وإسكاته إلى أبد الآبدين بعد فضحه وكشف صغر مبتدعيه ومفترينه،، ليس بالغوغائية والكذب والتدليس والتحريف، وليس بالغل والسفه وسوء الطوية التي تنضح بها أوعيتهم وينعق بها غولاوهم وكذابوهم، والتطاول وسوء الأدب، كما يفعل أعداء الحق ورب القرآن، رب العرش العظيم،، وإنما (بالبينة، والبرهنان والصدق والشفافية والمسئولية والعلم والحوار والتحليل لكل كبيرة وصغيرة دون إهمال أو إغفال شاردة ولا واردة). وعليهم أن يستخدموا معاييرنا الحق في الرد عليها، كما أننا قد إستعملنا معاييرهم التي اشهدهاها عليهم فقلبت الطاولة في وجوههم التي عليها غبرة ترهقها قترة.

لن نشغل أنفسنا بالقلق على القرآن الكريم لا بالدفاع عنه بضعفنا وقلة علمنا، ولا بإجتهاداتنا المتواضعة ولا بنظم كلماتنا وآرائنا وترجيحاتنا،، بل الله وحده هو (بذاته وبمفرده) الذي قد تولى ذلك وغيره "سلفاً" وهذا قيض من فيض من إعجاز القرآن الكريم، فهو وحده القادر على أن يدافع عن كتابه ووحيه ونبيه وصفوته من المسلمين المؤمنين الصادقين ويميز بين الزبد الرابي منهم وبين ماينفع الناس ويمكث في الأرض.

فالقرآن ورب القرآن ليس في حاجة لأن يدافع أحد عنه ولا نحن بقدراتنا المحدودة وعلمنا القليل، بل نحن الذين نرجو مساعدته لنا والدفاع عنا بالقرآن الكريم معه لأنه متين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسيحبط الله تعالى كل محاولة من اليائسين المحبطين الذين يحاولون بها (عبثاً) ترميم حطامهم بالنيل من أصدق وأكمل كتاب في الكون كله،، الكتاب الذي جاء (ناسخاً) لكل ما قبله من صحف أو كتب سماوية غيره وزاهقاً لكل طاغوت قبله وبعده و(مهيمناً) عليه جملةً وتفصيلاً.

وسيقضي على كل محاولة يائسة للإقتراب منه في مهدها كما أحبط الكثير منها من قبل. يقول الله تعالى (« فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰ-;-كِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ » - وَ «« مَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰ-;-كِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ-;- »» - وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا « إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » 17)، وقد عاهدت ربي أن يكون ردي فقط بآياته البينات ولا أزيد عليها لأنها كافية شافية مفحمة كما سيرى الباحث أو الكاتب ومن كتب له أو أعانه عليه أو صدق بإفكه وسخافته، وذلك عبر السطور والفقرات والأقسام والأبواب التالية بإذن الله تعالى، وسيتحسروا كثيراً على ما بذلوه من جهد ومال وسهر الليالي حين يرون أن هذا المجهود كان مردوده عليهم مباشرة وأن الحصيلة النهائية هي تأييد وإقرار بأن هذا الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، وفي نفس الوقت هو عمى وحسرة على الكافرين.

لقد سألنا الله تعالى أن يأذن لنا بخوض هذه الحرب الفكرية والعقدية بسلاح واحد ألا وهو (سلاح آياته البينات المبينات النيرات "فواتح بعض السور ذات الحروف المقطعة" وسيرى هؤلاء المتطاولون كيف سيرد الله بذاته عليهم كما فعل ذلك عبر أكثر من أربعة عشر قرناً قوبل هذا الدين القويم خلالها بكل أنواع المكائد الشرسة والدسائس والأحقاد لا لشيء سوى لتفرده في توحيد الله وتفرده في عبادته تعالى وحده لا شريك له، وتنزيهه عن الوالد والولد والند والشريك والجسد والموت,,, .

الحرب الضروس من المكذبين إنما في السابق، من أعداء الله كانت موجهة ضد رب السموات والأرضين مباشرة وليس كما يدعي المدعون أنها إنتصار له، وستبقى كذلك ما دام الشر (سلعة الأشرار) موجوداً إلى أن يشاء الله تعالى، ولكن محصلتهم في كل مساعيهم هي عكس مرادهم وخلاصتها حسرة وخيبة كتبها الله عليهم لن يستطيعوا الهروب منها، وهذا حزء من حقاب الله لهم في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون.

سنرد على هذا البحث فقرة بفقرة،، ونجاوب على ما بين السطور (إحقاقاً للحق والحقيقة، وإنتصاراً من ألله تعالى رب السموات والأرض – رب العرش العظيم)، وبيان ما خفي على البعض وأشكل على الآخرين المضللين. ولكن قبل ذلك وجدت أنه من المناسب أن أبدأ من خواتيم هذا البحث بإعتباره مدخلاً مناسباً لهذا الموضوع المتشعب العقيم، المتكرر في كثير من فقراته والمليء بالدسائس والتحريفات والتخريفات والتزوير والتحايل وتحميل النصوص والمفردات ما لا يمكن أن تحتمل، مما يجعل مسألة الرد العلمي بالمعايير الصحيحة أمراً صعباً كمزج الزيت بالماء.

وقد يخرج الموضوع عن الراحة الذهنية والمتعة الفكرية لما به من سوء أدب حتى مع الله ذاته (تعالى الله عن قولهم وفعلهم وهمزهم ولمزهم علواً كبيراً). لذا فقد إخترت الفقرات التالية من هذه النصوص الكريهة الرائحة ومرة المذاق وعبقة النتن كأنها طينة الخبال،، لنبدأ بها لنعود أنفسنا على العمل في هذه البيئة الخانقة،، وبالله التوفيق، وعليه السداد.

يقول الباحث في بعض فقرات بحثه:
((... لذا أهدى هذا البحث: لكل من يهمه الأمر من باحث أو عالم وخاصة الدكتور/ زغلول النجار الذي يصول ويجول فى مقالاته للتنقيب لمعاني الآيات القرآنية، وتحميل الآيات أكثر مما تحتمل من معان مستخدماً أسلوب الإبهار بالصورة والمعلومة العلمية وجهل القارئ بالغيبيات والنظريات العلمية، كما إنه يهاجم التوراة والإنجيل ويتهمهما بالتحريف والتبديل في إحدى مقالاته الأسبوعية ...)).

نرد على الباحث في هذه الفقرة المليئة بالمتناقضات والمغالطات والأكاذيب بما يأتي:
أولاً: إن إهدائك البحث لمن يهمه الأمر مقبول منك، بل،، ومشكور عليه لأنك قد أعطيتنا فرصة كافية لإسكات هذا الضجيج الذي بات مزعجاً وغير محتمل ولا يستقيم معه الصبر والحلم والتروي، وسنكشف جانباً صغيراً جداً جداً من عظمة وإعجاز القرآن الكريم،، كانت مدخرة لمواجهة الضلال والإضلال حين يسود ويستشري ويتعاظم ويتطاول سدنته ويخنسون، ولعلنا الآن في مواجهة حقيقية مع هذا الفساد والإفساد الذي كان متوقعاً من قبل، والذي قد إحتاط القرآن الكريم لمواجهته (بالحجة والدليل المادي والبرهان المفحم)، وبسلاحه الإستراتيجي الكريم ألا وهو (الحروف المقطعة) في أوائل بعض السور (المشفرة) بهذه الآيات البينات ذات الحروف المقطعة الوضاءة النيرة، ليعرف الباحث ومن أعانه وسبقه بل وكل من سيأتي بعده، بل وسيعرف الكون كله أن هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه محكم ومنزله شديد المحال.

أما الدكتور زغلون النجار، فهو رجل متفقه في المسائل التقنية والعلمية من آيات الله الكونية، ومجتهدٌ في المسائل الدينية، فهو وأمثاله من أقرب الناس فهماً إلى مثل تلك الآيات البينات المعجزات التي تتناول دقائق العلوم في البيئة والنفس والبيولجيا والكيمياء والجيولوجيا والتضاريس وأسرار ظاهر الأرض وباطنها وطبقاتها،،، شأنه في ذلك شأن كل مسلم عادي أو مثقف يفهم الآيات التي تتحدث عن بيئته وتخصصه وطبيعة عمله أكثر من العلماء الذين ينحصر علمهم في فهم النصوص ومحاولة تفسير ما قد يشكل على العامة من الناس الذين لا يملكون القدرات العلمية والتفقه في اللغة العربية الكافية لفهم هذا الكون الذي خلقه الله تعالى بعلمه الذي لا ينفد.

حيث يقول في سورة الكهف: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي - «« لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي »» - وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا 109)، وقوله في سورة الإسراء: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي «« وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا »» 85) فهذا القليل من العلم غير كافٍ لمعرفة كل شيء عن خلقه وتدبيره وأسراره إلا بالقدر الذي يأذن به ويوحي به لمن شاء من عباده ومتى شاء وكيف شاء إنه على ما يشاء قدير.

فالتاجر يفهم قوله تعالى (ويلٌ للمطففين) لأنه يعرف التطفيف في الكيل والإخسار في الميزان أكثر من الطبيب الذي يعرف علم الأجنة ووظائف الأعضاء الداخلية منها والخارجية أكثر من صاحبها الذي يعرف كيف يستخدمها في أمور حياته، كالدكتور مصطفى محمود مثلاً. كما أن البدوي الأمي البسيط في بيئته البسيطة يعرف عن الإبل أكثر من غيره من الحضر وأهل العلوم الأخرى، ويتضح ذلك في قوله تعالى (... أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت...؟)،، الخ، ومن ثم قد لا يكون (بالطبع) معنياً بدلالات الحروف المقطعة في القرآن الكريم، لأنها غير أساسية في عقيدته ولا في حياته العملية ولا في لوازم عبادته من شهادة وصلاة وصوم وزكاة وحج، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وحسن الظن بالله تعالى، ومخالقة الناس بخلق حسن.

فإن صال الدكتور زغلون وجال فهو في مجال تخصصه الذي يقرأه في ضوء نور القرآن، وله في ذلك سعة ويفسر ما إستطاع أن يكشفه من هذا البحر المتلاطم من العلم فيقول بما عرف واصفاً للحقائق العلمية التي هي من أسرار صنع صاحب الآيات القرآنية، ويستحيل عليه أن يجزم بأن ما قاله هو كل شيء في الإعجاز الكامل للقرآن والآيات التي يتحدث عنها بقدر فهمه وعلمه للظواهر التي أمامه، وبالطبع من البديهي أن يدرك الأشياء بمعايير أوسع من غيره لتميزه بالوجدان و "البصيرة" التي تكون مطموسة لدى غيره من أقرانه.

ثانياً: أما إدعائه بأن أحداً من المسلمين قد يهاجم التوراة والإنجيل ويتهمهما بالتحريف والتبديل سوءً أكان الدكتور زغلول (في إحدى مقالاته الأسبوعية)، أو غيره من المسلمين، بأن (ينتقد أي من التوراة والإنجيل) فقط من تلقاء نفسه ووفق هواه، (كما يفعل هو ومن معه من السفهاء مع القرآن الكريم) فإننا نؤكد له بأن هذا الإدعاء كاذب ومفترىً، إذ يعتبر من عاشر المستحيلات أن يتطاول مؤمن أو مسلم على هذه الكتب الكريمة التي أوحى بها الله لرسله الكرام،، فإنَّ من يفعل ذلك من المسلمين بأي من الكتب المنزلة من السماء (صحف, وتوراة وإنجيل وزبور وفرقان)، يكون قد هاجم كتب سماوية مأمور بأن يؤمن بها ولكنه في نفس الوقت مأمور بأن لا يتلوها ولا يعمل بها ولا يسأل أهلها عن شيء فيها). يجب أن يعقل الناس هذه الحقيقة.

فإن لم يفعل ما أُمِرَ به ونُهِيَ عنه تماماً كما أراد الله دون إعمال هواه الشخصي، كان الإسلام براءً منه لأنه بذلك يكون قد تطاول على كتب سماوية أنزلها الله تعالى على موسى وعيسى عليهما السلام (وقت نزولهما) وقبل التحريف،، وهو مأمور بأن يؤمن بهما كإيمانه بالقرآن الكريم تماماً، إذاً,, فالباحث في هذا القول يدلس ويدعي كذباً متعمداً ويروج له علناً، وهو مطالب بأن يقيم الدليل المادي على ذلك الإدعاء، أمَّا إذا تحدث النجار عمَّا جاء بالقرآن من وجود تحريف في أي من هذه الكتب، فلا يملك سوى التصديق بما قاله الله تعالى ثم البوح به علناً دون أدنى حرج، لأن الأديان لله تعالى وهو مخير في أن يقبل منها ما يشاء ويترك ما يشاء ويحكم فيما بما يشاء.

يقول الله تعالى في سورة البقرة (« الم 1».. « ذَٰ-;-لِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ « هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ » 2» ،، «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ 3» ،، «وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ « بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ » وَ « مَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ » وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ 4» ،، «أُولَٰ-;-ئِكَ عَلَىٰ-;- هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 5»)، أما أن يؤمن المسلم، ويقول بما قاله الله تعالى عن التوراة والإنجيل في القرآن الكريم مبينا ما حدث لها من "تحريف" وغيره،، فهذا ليس صادراً عن العبد المسلم من تلقاء نفسه وحسب هواه، بل عن الله تعالى ذاته الذي أنزل التوراة والإنجيل وأمر بالإيمان بهما،، هو ذاته الذي قال بذلك التحريف وبغيره، فهل تتوقع من الدكتور زغلول أو غيره من المؤمنين أن يجاملك أو يماري في كتاب الله ويقول بغير ما قاله رب السموات والأرض؟؟؟ أو يتحرج منه،، عجباً لمثل هذا التفكير المريض الغبي الموهوم!!!

يقول هذا الباحث مستأنفاً حديثه:
((... وأنني «« أتحدى »» أي مفسّر أن يقوم بتفسير تلك الحروف « بمثل هذه الدقة والإقناع » كما فسره « شيخنا الجليل عم مصطفى » بناء على « معلوماته ومصادره التاريخية »، ولذا فهم متخبطون في تفسيراتهم طوال أكثر من 1400 عام، ويتحججون بعجزهم عن التفسير الصحيح عن عمد أو جهل فيقولون بأنه "سر لا يعلمه غير الله "، تماماً مثل « تناقض الآيات القرآنية وتعارض بعضها البعض » فيتحججون لتبرير التناقض "بالناسخ والمنسوخ " . ...)).

نقول للباحث في ذلك وبالله التوفيق:
أولاً: كونك قد أقحمت نفسك بنفسك في تحدٍ لأي مفسر أن يقوم بتفسير تلك الحروف بمثل تلك الدقة والإقناع... الخ الذين تدعيهما دون علم ولا كتاب منير،، فإنني أعدك وعداً مغلظاً بأنك قريباً جداً ستندم على ذلك ندماً عظيماً حين تواجه بالحقائق والأدلة والبراهين (المفحمة) التي ستؤكد لك بأنك كنت ظالماً لنفسك مبين، ومتهور ومندفع، وأنك قد تعجلت الخزلان قبل يومه الذي أعدَّهُ الله لك ولمن معك. ولكن حينئذ لن ينفعك الندم وقريباً جداً من خلال ردنا المتواضع وتحليلنا العلمي الدقيق هنا ستعرف أنك كنت مخطيءً في تقديرك وإندفاعك.

بل ستعرف أنك قد قربت البعيد ودخلت في دائرة لا تحسد عليها حين تدرك أن الله تعالى قد "إدخر" هذه الحروف المقطعة لمثل هذه المواقف، فلعله قد آن الأوان لأن يُكْشَفَ للمكذبين بالقرآن كيف يكون الإعجاز وكيف يكون المكر وكيف يكون التحدي الذي بإذن الله تعالى سيضع النقاط على الحروف، ليس إجتهاداً من أحد من المسلمين ولكن الذي سيتولى الرد مباشرة هو الله تعالى من خلال القرآن الكريم والحروف المقطعة نفسها وآياته الكونية الشاخصة في السموات والأرضين.
فلنر معاً إن كان عمكم العليل مصطفى قد أفادكم بمعلوماته أم كان الأمر عكس ذلك،،، فلنتابع معاً (التحدي الحقيقي)!!

ثانياً: ليس صحيحاً "البتة" قول الباحث بأن علماء المسلمين متخبطون، أو أنهم يتحججون بعجز عن عمد أو جهل،، بل في الواقع هذه الحروف المقطعة هي "سر من أسرار الله تعالى" ولعله جعل لها ظاهر وباطن يُعَلِّمُهُ لمن يتدبر القرآن ويُخْفِيْهِ عن مَنْ يخوض فيه بالإنكار والتكذيب والتهاون والسطحية،، فهو سلاح إستراتيجي قاهر لدعاة الباطل وشياطين الإنس والجن، ومعلوم أن مثل هذا النوع من السلاح لا يستخدم إلا عند الضرورة القصوى،، وها قد حانت تلك الضرورة، وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

ولو لا ضرورة كشف زيف كل إدعاءات المحرفين المحترفين الحرفيين وأكاذيبهم ودحض إفتراءاتهم لدخلنا مباشرةً في هذه الحروف المقطعة "الصاعقة" ولأنهينا المهمة عاجلاً بإذن الله تعالى ولكن للضرورة أحْكَاْمُهَا وإحْكَاْمُهَا،، نسأل الله أن يصبِّرَنَا على تحمل جو هذا البحث الخانق حتى الفراغ منه وإزالته تماماً وإدخال مردته من الجن والإنس في أرض التيه حتى يلقوا ربهم، أو يجعل الله تعالى لهم سبيلاً، فهو أعلم بهم.

ثالثاً: ننصح الباحث بصفة خاصة وأهل الكتاب بصفة عامة بعدم الخوض في مسألة "الناسخ والمنسوخ، والمنسي" لأن معرفة حقيقة ذلك لن تكون خبراً سعيداً وساراً لهم "البتة". حذاري!!! على كل حال الجرعة الماحقة معدة وجاهزة وتحت الطلب إذا أصروا على تناولها، ناولناها لهم على الفور غير آسفين عليهم. وأود أن أهمس في أذن هذا الباحث فأقول له (لا تعتمد كثيراً على التفسيرات،، فالقرآن الكريم لا يُفَسَّرُ من خارجه وإنما يُفَسَّرُ به) فهو يفسر نفسه بنفسه، لأنه هو المعيار،، فهل يعقل أن تُعَايَرَ الأشياءُ بالمعيارِ أم المِعْيَارُ بالأشياءِ؟؟؟.

هنا في الجزئية التالية - يطرح الباحث أسئلة منطقية مهمة للغاية، يقول فيها:
1. ((... ولماذا يضع الله أسراراً « وطلاسم » لحروف لا سبيل لتفسيرها "كما يقولون".؟ ..
2. هل وضعها ليشكك الناس بها ؟!. وبسببها يرتدون عن الإسلام ؟
3. أذن أى فائدة تُرجى بسرها الخفي إذ لم تخدم بسرها الديانة ؟!.
4. وإذا كانت تلك الحروف تشكك المسلم فى عقيدته، فأن تلك الحروف تضعفها ولا تقويها، وتهدمها ولا تبنيها،
5. وإذا كان الأمر كذلك فما الداعي منها؟. ...))،

نرد عليه في هذه الجزئية فنقول بحول الله وقوته، وقلوبنا تقطر دماً حسرةً عليه وعلى أمثاله، الذين علم الله تعالى ما بداخلهم من التشكك فيه وفي آياته وكتابه وأنبيائه ورسله،، من الذين غلبت عليهم شقوتهم، الذين (ضلوا وأضلوا وضلوا عن سوء السبيل)،، وقد بين الله تعالى أنَّ هذا القرآن له تأثيران متضادان تماماً،، فهو يهدي من سعى للهدى ويضل من سعى للضلال والإلحاد. لعل الباحث كان وجدانه خاوياً من الإيمان بالله فأبعده الله تعالى وقلاه، حيث يقول عن كتابه الكريم (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ – قُلْ « إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ » وَ « يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ » 27). والعجيب والغريب في الأمر أنه لا يعرف معنى كلمة "عقيدة"، فالمعروف عن العقيدة أنها عقدة لا يجوز فكها،، والمتشكك لَمْ ولَاْ تُعقد لديهِ عُقْدةُ أو عقيدةُ الإيمان حتى لو إدعاها وأقسم عليها،، يقول الله تعالى في سورة الحجرات: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل - « لَّمْ تُؤْمِنُوا » وَلَٰ-;-كِن « قُولُوا أَسْلَمْنَا » - وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ..... وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ «« لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا »» إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 14). وللرد على هذه التساؤلات نقول له، وبالله التوفيق:

أولاً: الله سبحانه وتعالى يضع أسراراً ومعجزات وآيات بينات مبينات،، ولكنه لا يضع « طلاسم » كما تدعي أيها الباحث إن كنت تعرف وتحترم كتب الله تعالى (ككتابي) وينبغي أن تتحرج من ذكر إسم الله تعالى بجانب كلمة "طلاسم" في عبارة واحدة (إذا إن كنت تتحدث عن الله الواحد الأحد الفرد الصمد رب موسى وعيسى ومحمد،، خالق السماوات والأرض، رب العرش العظيم). أما إن كنت تتحدث عن غيره فإلهك هذا لا يهمنا أمره في شيء فهو طاغوت، والطلاسم جزء من كيانه وخواصه وسماته،،

فما دامت الحروف المقطعة آيات بينات تنزيل من الله العلي القدير لا بد وأن تكون ذات مدلولات واضحة لمن أنار الله تعالى بصره وبصيرته وهداه لنورها الوضاء، فهي لا تحتاج إلى تفسير لأنها مفسرة بذاتها، ولكن هذا القرآن قال الله تعالى في سورة المدثر: (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ - وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ « مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰ-;-ذَا مَثَلًا » ..... كَذَٰ-;-لِكَ « يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ » وَ « يَهْدِي مَن يَشَاءُ » - وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ-;- لِلْبَشَرِ 31).

يهتدي من أضله الله وختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة وحجب عنه الهداية والرجوع إلى الحق بعد أن زهد فيه وحاربه وإفترى على الله الكذب؟ ..... يقول تعالى في أحد أسرار (ألم) في سورة البقرة (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ 6). فإذا أنت عجزت عن فهم (لا إله إلا الله) وطردت من حظيرتها فكيف يتسنى لك فهم (كهيعص) أو (حم عيق)، او حتى (يس)؟؟

ثانياً: لم ينزلها الله تعالى ليشكك الناس بها وبسببها يرتدون (كما فعلت أنت)،، وإنما العكس تماماً فهي هناك للوقت المناسب لها حتى يمنع ويصد ويدحض بها كل المحاولات الشيطانية الماكرة التي تقومون بها أنتم وغيركم لتشكيك الناس السذج والجهلاء والمسرفين على أنفسهم لينالوا على أيديكم الضربة القاضية التي تحول ترنحهم إلى سقوط في التردي والردة ولعلك قد جربت بنفسك الظروف التي مرت بك قبل أن ترتد وتترك دينك صابئاً. يقول تعالى في سورة الزمر: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا « مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ» - تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ-;- ذِكْرِ اللَّهِ - « ذَٰ-;-لِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ » وَ « مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ » 23). فهذه الآية حسبك.

ثالثاً: سترى الآن إن كانت هناك فائدة ترجى من سرها وإخفائها، "مكراً من الله" أم لا!! وستقف بنفسك على تلك الخدمة التي نحسب أنه قد آن الآوان أن تقدمها للدين القويم، وستندهش بأسى وحزن حينئذ إن كنت تنشد غير الحقيقة على إثارتك لموضوع الحروف المقطعة هذه في الأساس، بل ستندم ومن معك وورائك أنكم قد إقتربتم من القرآن إبتداءً وأساساً، وأنكم حاولتم العبث "بالنار" الحارقة، وفيه تكذيباً لله تعالى وإلحاداً في آياته، وتطاولاً عليه جل شأنه وتقدست كلماته وعلا ذكره وتفرد بالوحدانية، ووسع كرسيه السموات والأرض.

رابعاً: من قال لك إن هذه الآيات من الحروف المقطعة في القرآن تشكك المسلم في عقيدته؟؟ أنت لا تعرف المسلم والإسلام إذاً لأنك كنت فيه على الهامش، بالإنتماء ووفق شهادة الميلاد ولكن واقعك كان التشكك فعلم الله عنك ذلك فاستغنى وقلى وطرد،،، ولعلك لا ولن تعرف القرآن إبتداءً.. ما أن يتشكك المسلم في حرف واحد من حروف القرآن يصبح (غير مطابقٍ للمواصفات والشروط التي تجعله مؤمناً، وسيكون "مسلماً منافقاً" كافراً) في حدها الأدنى.

وبالتالي تسقط عنه هذه الصفة عند الله تعالى،، فما بالك بالمعيار المقبول من الله تعالى وهو المرتبة الثانية (الإيمان)، فالإحسان،، يقول تعالى في سورة الحجرات: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل - « لَّمْ تُؤْمِنُوا » وَلَٰ-;-كِن « قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ » ..... وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 14). وما دام ذلك كذلك،، فإن هذه الحروف "حقيقةً" تُقَوِّيَهَا وتُمَتِّنَهَا بل وتبنيها ولا تضعفها أو تهدمها كما يقول الباحث. فما دام الأمر كذلك فلها دواعٍ كثيرة وليس داعياً واحداً، ونعدك بأن نريك منها ما تكره وما يؤكد الحق ويدحض ويحبط ويزهق الباطل إن الباطل كان زهقاً.

الباحث أيضا هنا يقول متسائلاً عن الحروف المقطعة:
1. ((... أليس من الأفضل فى هذه الحالة عدم وجودها؟
2. وهل الله يضع كلاماً لا معنى له؟
3. وماذا يفيد المسلم من تلك الحروف التى لا يفهمها، وكما يقولون " سوف يكشف الله عن سرها فى نهاية العالم !" ونقول وما الفائدة فى حالة كشفها فى نهاية العالم بعد موت بلايين من المسلمين وغير المسلمين منذ بداية الدعوة وحتى نهاية العالم وهم لا يفهمون ولا يدركون معاني تلك الكلمات؟
4. بل أن تلك الحروف هى مصدر شكوك وبلبلة للفكر لكل الأجيال من المسلمين، وفى هذه الحالة يكون ضرر تلك الحروف أكثر كثيراً من نفعها، بل لا يكون من ورائها أى نفع على الإطلاق للمسلمين، بل هي وسيلة لارتدادهم وليس لتثبيت عقيدتهم...))،

نقول لهذا الباحث، وبالله التوفيق:
أولاً: السؤال هنا موجه إليك أنت أيها المدعي: (هل تعقل أنت أن الله تعالى يضع كلاماً لا معنى له؟؟؟)، فإن كان جوابك بالنفي تكون قد جاوبت "تلقائياً" على سؤالك وأيقنت بأن وجودها هو الأفضل وليس كما تصورت، والمؤاخذ هو الإنسان الذي قصر أو غفل عن تدبرها لمعرفة المزيد عنها، أو لعل الله تعالى قصد ذلك لغاية هو أدرى بها وسيجليها ولوقتها، ويكفي المسلم أن يستفيد منها كتمحيص له وإبتلاء لمعرفة صدق إيمانه، يقول تعالى في سورة العنكبوت: (ألم 1), (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا - «« أَن يَقُولُوا آمَنَّا »» - وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ؟؟؟2)، فالإيمان ليس سهل المنال كما قد يظن السفهاء والجهلاء،، بل يتفضل به الله تعالى على من أثبت جدارته بعد تمحيص وإبتلاءات عديدة في النفس والمال والولد والرزق,,,, الخ.

ثانياً: هذا القرآن لم ينزل لجيل واحد أو جيلين،، وإنما نزل ديناً سماوياً خاتماً ناسخاً لما قبله من كتب سماوية ومهيمناً عليها، ولن يأتي بعده وحي من السماء إلى الأرض على ولد آدم ولا على الجن ما دامت السموات والأرض، يقول تعالى (سَنَفْرُغُ لَكُمْ « أَيُّهَ الثَّقَلَانِ » 31)، (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 32)، (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ « إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا » - لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ 33)، وبالتالي سيغطي أحداثاً وأخباراً ومكتشفات في المستقبل القريب والبعيد قد لا يستطيع أزكى الناس وأعلمهم الآن تصورها لعدم ضرورتها لواقعهم المعاش،، فمثلأً إذا عاد أحد أجدادنا المشهود لهم، إلى الحياة بعد أن حجبه الموت عنا فقط لأربعة عقود خلت من عهد أناس قائمين أحياء، فقهوا الحياة أكثر منه وتعبدوا بالقرآن أكثر منه فإنه بلا شك لن يصدق ما سيراه من تغير وإختلاف في الحياة العادية وتعقيداتها التي لم تكن بنفس القدر في عهده، وستتغير لديه مفاهيم قرآنية كثيرة لكشف جوانب كانت مخفية عنه.

وقد صور الله تعالى هذا الحدث في حالة عُزَيْرٍ حين مر على قرية وهي خاوية على عروشها لا أثر لحياة فيها فقال متعجباً (أنى يحي هذه الله بعد موتها)، فأماته الله مئة عام ثم بعثه، فرأي تلك القرية قد إزدهرت وعجت بالحياة، قال تعالى في سورة البقرة: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ-;- قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ-;- عُرُوشِهَا قَالَ « أَنَّىٰ-;- يُحْيِي هَٰ-;-ذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا » - فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ - قَالَ « كَمْ لَبِثْتَ؟ » قَالَ « لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ » ..... قَالَ « بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ » - فَانظُرْ إِلَىٰ-;- طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ-;- حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 259).

فهل ينزل الله من السماء دِيْنَاً كل أسبوع أو شهر ليتسق مع الواقع المتجدد على مدار الدقيقة بل الثانية؟؟؟ إذاً,, ليس مطلوباً من المسلم أن يفهم كل معطيات القرآن ويقف على كل عجائه، دفعةً واحدة، فما يفهمه من القرآن "متدبراً" يكفيه لكمال عقيدته ومقتضيات حياته،، بل عليه أن يكيف حياته كلها وفقاً للدين وإلتزاماً برأي الدين فيها، فالدين الإسلامي والقرآن تماماً مثل الهواء والماء الذي يسعه كل إناء فيغمره ويستوي سطحه ويتسق معه آخذاً شكله.

فكلما تطورت الحياة المادية على مر العصور وَجَدَتِ القرآنَ مناسباً لها ومغطياً إحتياجاتها من توجيهات السماء. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (... ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد...). ويقول (هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق)، مثلاً
1. هل تغيرت الشمس عما كانت عليه منذ أن خلقها الله تعالى قبل ملايين السنين؟؟ .....
2. وهل الإنسان الأول كانت لديه ساعة يعرف بها حركة الشمس ويحسب بها الوقت ؟؟؟
3. وهل إستفاد منها في توليد الطاقة الشمسية وغيرها,,,
4. أليست الشمس آية من آيات الله تعالى كانت بها أسرار مثل الحروف المقطعة من القرآن؟؟؟
5. وهل عرف العلماء أسرارها كلها من قبل، و/أو الآن وبعد آلاف السنين ؟؟؟
6. وهل يعتبر علماء الفلك والطبيعة مقصرون لأنهم لم يقفوا على تلك الأسرار كاملة؟؟؟
7. هل شعر الناس عموماً والعلماء بصفة خاصة أنهم في حاجة إلى مقيمة معينة ضرورية لحياتهم لم توفرها لهم الشمس بعد؟
8. وهل تتوقع أن تنقضي عجائب آية الشمس فيعرف العلماء الكيفية التي ستخرج بها الشمس من المغرب والكيفية التي سيوصد بها باب التوبة... الخ؟؟؟
ـ
أما المسلم ففائدته من الآيات الكريمات من الحروف المقطعة عظيمة أهمها الإيمان بالغيب، والطاعة، والتسليم المطلق. لأنه سينال إحتياجه كاملاً وعليه إلتزامه. وهناك كثير من آيات القرآن هي للآخرة وليست للدنيا مثل قوله تعالى في سورة طه: (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ-;- وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا 125 (قَالَ كَذَٰ-;-لِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰ-;-لِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ-;- 126)، هذا الحوار حتماً سيتم في الآخرة، ولكنه لن يتم في الدنيا بأي حال من الأحوال.

وكذلك قوله تعالى في سورة المدثر، مبيناً حوار أصحاب اليمين مع أصحاب الشمال: (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ 39)، (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ 40)، (عَنِ الْمُجْرِمِينَ 41)، (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ 42)؟ (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ 43)!، (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ 44)!!، (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ45)!!!، (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ 46)!!!!، (حَتَّىٰ-;- أَتَانَا الْيَقِينُ 47)!!!!!، وقوله: (يطوف عليهم ولدان مخلدون...) وهكذا، فهؤلاء لن يدركوا معاني هذه الآيات إلا حين يرو العذاب الأليم عياناً بياناً أو النعيم في الجنة واقعاً معاشاً والتي (فيها ما لا عين رأس ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر). وغير ذلك كثير.

ثالثاً: من ذلك الغبي الذي قال بأن أسرارها سوف يكشفها الله فى نهاية العالم؟ وحتى لو شاء الله تعالى أن تكشف في نهاية العالم كما تدعي،، فنهاية العالم لن تكون إلَّا في الحياة الدنيا، وليست في الآخرة بالطبع،، وبالتالي ستكون ضمن تغطية القرآن الكريم.. إذاً فما دام أن الله تعالى قد أجلها لذلك الوقت فمن المؤكد أن الفائدة فى حالة كشفها فى نهاية العالم ستكون تماماً كما أرادها الله تعالى. حتى بعد موت بلايين من المسلمين وغير المسلمين منذ بداية الدعوة وحتى نهاية العالم وليس شرطاً أن يفهموا أو يدركوا معانيها ما دام الله تعالى قد أجلها لذلك الوقت،، وهذا تأكيد على أن الله يفعل ما يريد. وفي هذه الحالة، فالذي مات من المسلمين فلم يدرك معانيها أو يفهمها فهو غير مؤاخذ لأنها محجوبة عنه ولا شأن له بها.
رابعاً: ليست هناك أيَّةَ شكوك أو بلبلة في فكر الأجيال المسلمة، بل البلبلة لدى المكذبين "أمثالكم"، الذين هم يتقلبون من دين إلى دين آخر إلى لا دين،، كقشة في مهب الريح،، وهم بذلك وبغيره من سلوكياتهم الإرهابية الفكرية والمادية، وإثارتهم للفتن والغلاغل بين الناس يعتبرون وبال على الدنيا ومصدري مشاكلها، ومفجري أزماتها ومثيري فتنها بين الناس، هم الذين تركوا ملاحقة المشركين والمجوس "عباد الحجارة والحيوانات والأشياء" وكرسوا حياتهم في محاربة الموحدين بالله تعالى خالق كل شيء العزيز المتعال، فأهلكوا أنفسهم وأوبقوها.

هذا الباحث،، مسترسلاً في إفكه، متخبطاً متناقضاً مع صدر طرحه وبحثه، ساخراً من نفسه مسيئاً إلى عقيدته،، قال عن الحروف المقطعة:
((... ولذا فائدتها الحقيقية هي لفائدة المسيحية "الفرقان" الدين الحق، وكشف صدق ديانة المسيح لمن ينكرون طبيعة المسيح ولاهوته ...)) .

طبعاً له أن يقول بما يشاء فلا حَجْرَ عليه، فهناك من سبقه في المَلَكَةِ التحريفية فإدعى الربوبية عياناً بياناً (... فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى ...) ،، ولكن أليس من الحكمة والورع أن يحترم الإنسان نفسه وقوله على الأقل عندما يطرح ذلك القول للقراء والمراقبين، من خلال المنابر العامة وعبر وسائل الإعلام وفي المنتديات والمواقع؟ على أية حال، إن كلمة "فرقان" المتفردة في تركيبها ودلالاتها وكل خصوصيتها تستحق أن يحاول الباحث جذب بريقها وأَلَقَهَا إليه ونسبتها لما يحبه ويدافع عنه،، ولكن،، أيعقل أن أيحلى ويطعم خاتم النحاس بفص من ماس؟؟؟ ..... هل هذا الباحث "حقيقةً" في كامل وعيه وبكامل أهليته؟؟؟:

أولاً: على أية حال،، دعونا نهمس في أذن ألباحث فنقول له: "مادام أن القرآن الكريم قد أتى بالفائدة الحقيقية للمسيحية "كما تقول"، وأنه ساعدكم في القول بأن المسيحية هي الدين الحق كما تروج، وأعطاكم فرصة لأن تقولوا بأنها هي "الفرقان"،، مستخدمين في ذلك أدوات (التحريف) التي منها "حساب الجمل" الفاشل، بل وكشف صدق ديانة المسيح... التي عجز كتابكم المقدس بشقيه التوراتي والإنجيلي عن كشف هذا الصدق أو الإشارة إليه،، إلى آخر قولكم فأفواهكم الذي لن يبلغ أذنيكم، وأنتم حقيقةً لا تصدقون هذا الإدعاء،،

إذاً،،, لماذا كل هذا العدوان المنظم، والحرب الشعواء منكم ومن غيركم ممن إتخذوا إيمانهم جنةً فصدوا عن سبيل الله،، أليس العقل والمنطق يقولان بأنه كان الأولى بكم أن تستميتوا لتأكيد صدق القرآن الكريم ودقته لأن في ذلك "على الأقل" المحافظة على الفائدة العظيمة والإحتفاظ بلقب "الفرقان" ونسبته للمسيحية التي عجزت عن تثبيته للنصارى!! ليس ذلك فحسب، بل أن تحبوا وتحترمو وتقدروا كل من نادى بالقرآن الكريم وقدسه وعمل به،،؟ هل إعتدت أن تراجع ما تكتبه قبل أن تخرج به على الناس مشوهاً ومشبوهاً؟؟،، نبئونا بعلم إن كنتم صادقين!!!

لماذا كل هذه الحساسية المفرطة والعدوان غير المبرر منكم إذاً؟ إلَّا إذا كنتم في قرارة أنفسكم تعرفون أن إدعاءكم وتحريفكم ليس له أصل من الحق ولا الحقيقة فحقدتم وعضضتم الأنامل من الغيظ,, يقول تعالى في سورة آل عمران: (هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ - « وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا » وَ « إِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ » - «« قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ »» - إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 119)؟؟؟

ثانياً: الآن الباحث قد وضع نفسه في مفترق طرق،، فهو إما أن يكذب القرآن ويعلن ذلك صراحةً فينسف دعامة ومرتكز عقيدته، ويقضي على مشروع بحثه من أساسه فيصير تماماً (كالتي نفضت غزلها من بعد قوة أنكاساً)، لأنه قد جعل محوره الأساسي للعقيدة المسيحية والذي بنى عليه هذا البحث هو صدق القرآن بصفة عامة وآياته البينات من الحروف المقطعة بصفة خاصة، وتأكيد دقة بيانه ومرجعيته في ترويج فكرة حساب الجمل التي ركز عليها تماماً وهي المرجعية الشرعية الوحيدة الي يجادل بها،،
أو أن يصدقه ويعترف بدقته ومرجعيته لأن في ذلك "من وجهة نظره وطرحه" يضمن له الإحتفاظ "بالفائدة الحقيقية للمسيحية" والفوز لها بلقب "الفرقان"، إن إستطاع لذلك سبيلاً،، ولكن هيهات هيهات، وأنَّىْ لهم ذلك،،، لقد فتحوا باباً لن يغلقه سوى القرآن وسيرون ذلك قريباً فصبراً.

ثالثاً: أما ديانة المسيح الصادقة عليه السلام لا غبار عليها فهي ديانة كل أنبياء الله تعالى ورسله من لدن آدم عليه السلام أول الأنبياء، فنوح أول الرسل إلى آخرهم محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين وسيدهم وإمامهم وأولهم، ألا وهي ديانة إخلاص "التوحيد" لله تعالى وتنزيهه والحرب على الكفر والشرك والإلحاد بكل ألوانه وأطيافه ومقاصده وإحباطه وإزهاقه في مهده.

فديانته التي جاءت في إطارها المزدوج (توراة مصححة منقحة، وإنجيل موحى)، معروفة لدينا ومعترف له بها من كل المسلمين بلا أدنى شك، إذ جاء: (مصدقاً لما بين يديه من التورات ومصححاً لها من درن التحريف الذي شابها) و (مبشراً معها بالإنجيل كتاباً مستقلاً بمنهجه وشرعته، وبرسول الإسلام "أحمد" الذي سيأتي من بعده) هذا هو الحق والحقيقة شاء من شاء وأبى من أبى.

رابعاً: وقد بقي عيسى عليه السلام على هذه الديانة الحق الصافية النقية عبداً لله ورسولا منه، إلى أن توفاه ربه ورفعه إليه وأنجاه من بني إسرائيل وغيرهم فلم ينالوا منه بل شُبِّهَ لهم، أما الذي حدث بعد ذلك فقد حكاه لنا القرآن الكريم وكشف لنا عن ما قد ألَمَّ بالتوراة والإنجيل من بعده، فلا مجال للجاجة والمماحكة والخوض في ذلك لأنه لن يغير من الحقيقة والواقع والمنطق والموضوعية والعقل شيئاً، ليس ذلك فحسب، بل أنت نفسك ببحثك هذا (دون قصد منك طبعاً) ستؤكد جازماً هذه الحقيقة، لأن كل ما ذكر بعد رفع عيسى عليه السلام (تلفيق وإدعاءات فارغة من المضمون والمحتوى) إلَّا في حالة واحدة وهي (إذا إستطاع المدعون تقديم الدليل على أن عيسى عليه السلام قد عاد بعد ذلك وحكى لهم قصته "المجهولة" لديهم).
وهذا لم يحدث ولم يدعون ولم يثبتوا شيئاً مادياً عنه، فإن كان لديهم هذا الدليل فليقدموه للمقراء الآن، فإن لم يستطيعوا نكون قد صدقنا في دعوانا.. على أية حال،، إصبر قليلاً وسترى ما لا تتوقعه أو تتصوره!!!

ويسترسل الباحث في قوله:
1. ((... وإذا افترضنا أن الذي وضع تلك الحروف هو من صنع البشر، معنى ذلك أن القرآن قابل للعبث فيه بالتغيير والتبديل والتلاعب فى نصوصه بالتأليف والاحتيال،
2. ويؤدى ذلك ألي الاعتقاد الراسخ بأن القرآن كله من صنع البشر، وليس أزلياً مكتوباً فى اللوح المحفوظ قبل خلق العالم كما يقول المسلمون،
3. ومن البحث والدراسة للقرآن للفرق الإسلامية، اكتشفت المعتزلة والأشاعرة وهى فرق إسلامية بأن القرآن مخلوق وليس أزلى وليس مكتوباً باللوح المحفوظ، لذا أتهم أتباع السنة المعتزلة والأشاعرة بالكفر والزندقة وحاربوهم وأسكتوهم وقضوا عليهم، لأنهم اكتشفوا الحق ...)).

فنقول له وبالله التوفيق:
أولاً: أنت لم تفترض في السابق أن القرآن أو هذه الحروف المقطعة التي فيه هي من صنع البشر، بل أكدت ذلك "عملياً"، أم نسيت ما قلته. لا أيها المخادع، لا تظهر هذا التناقض البشع، بدليل أن هذه غايتك ومن معك وذروة سنام هدفكم وغاية أمانيكم وإدعاءاتكم أن يكون من صنع البشر، حتى تجدوا لكم فكاكاً من وصمة (التحريف) التي تشعل وجدانكم، وتعملون جاهدين ومستميتين لبلوغ هذه الغاية وتأكيدها، متعقبين خطى الفاشلين المحبطين مِمَّنْ سبقكم، ومن ثم لن تستطيع إيهام أحد بأنك حريص على سلامة القرآن كله أو بعضه من العبث والتلاعب فيه، فالموضوعية والشفافية واللعب على المكشوف أفضل وسيلة لكم وتجعل الناس يتفاعلون مع طرحكم أكثر،، بل أنتم الآن تقيمون الدنيا ولا تقعدونها لهذه الغاية إن استطعتم لذلك سبيلاً،، ولكن هيهات هيهات ثم هيهات!! وسترى قريباً كيف ستنسفون أنتم بأنفسكم حلم اليقظة هذا وستحولونه بحول الله وقوته ومكره إلى كابوس جاثم على الصدر وباقياً في الدهر.

ثانياً: إن كان هذا القرآن من صنع البشر كما تقولون،، لَمَاْ بقي منه شيء في إنتظاركم لتكتبوا فيه هذا البحث، ولإنتهى أمره قبل آلاف السنين، بل ولإنتهى وقضي عليه في مهده لأن الذين خاضوا فيه قبلكم وسيخوضون فيه بعدكم إنما هم أعتى منكم وأنكى واشرس وأبلغ علماً وعدة وعدداً، وقد حاولوا كل ما يمكن أن تتصوره ولكن إحكام هذا القرآن ومَنْعَتُهُ وحِفْظُهُ ردَّهم على أعقابهم خائبين يجرون وراءهم أزيال الخذي والفشل والحسرة والإحباط الذي أعِدُكُم وعداً صادقاً ألتزم بحقه بأنه ستكون المحصلة النهائية لهذ البحث وأهدافه البالية الزهوقة، وسيكون ذلك بالحروف المقطعة من فواتح بعض السور بالقرآن الكريم،، فأصبر فإن موعدكم مع (الم) وحتى (ن) قد أينع وحان قطافه والقرآن صاحبه!!!

ثالثاً: لو كان الإعتقاد "راسخاً" كما تقول بأن هذا القرآن كله من صنع البشر،، إذن لماذا لا تكتفي بذلك الإعتقاد الرا سخ (ما دام الأمر محسوماً إلى هذه الدرجة) بدلاً من أن تضيع وقتك وجهدك ومصداقيتك بالخوض في ما لا علم لك به ولا سلطان وبغير هدى ولا كتاب منير في ما لا طائل منه؟؟؟ طبعاً، ما لم تُرِدْ أن تُوْهِمَ نفسَكَ وتُضَلِّلَ غيرك بهذا الطَّرح الساذج المتناقض المبتور،، على أية حال،،، لماذا لا تكونون عمليين وتحققوا ما تصبون إليه وتتمنونه بأقصر السبل بدلاً من إضاعة الوقت وإراقة ماء الوجه.

الآن إليكم بهذه الهدية والغنيمة السائغة المذللة والثمرة اليانعة التي تَفَضَّلَ بها القرآن الكريم نفسه عليكم، ليريحكم بها ويحسم الأمر برمته لكم أو عليكم؟؟ هي على أية حال في إنتظاركم لتقطفوها وتريحوا أنفسكم وتريحونا معكم،، يقول الله تعالى في سورة هود "مُعْجِزاً ومُتَحَدِّيَاً" لكم ولكل من تُسَوِّلُ له تفسه الإقتراء على الله كذباً، مدعين بأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد إفترى هذا القرآن من عنده وكتبه بنفسه، بل وأُمْلي عليه به من أعاجم لا ينطقون الحرف (ض)، فإن كان حقاً قد فعل ذلك وقَدِرَ عليه بشخصه وأنتم على علم ويقين بذلك كما تدَّعُون وتُخْرِصُون!!، إذاً ما الذي يمنعكم من أنْ تأتوا بمثله كما فعل هو؟؟؟ وأن تدعوا من استطعتم (من دون الله) من الجن والإنس ليساعدكم في ذلك الإفتراء؟

فحينئذ يتضح لنا ولكم ما إذا كنتم فقط تكذبون وتدعون، أم أنكم عاجزون عن الإتيان ببعض ما قَدِرَ عليه هو،، وهذا العجز قد إستمر ملازما لكم وجاثماً على صدوركم وكاتماً لأنفاسكم لأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وسيستمر كذلك حتى يرث الله الأرض من عليها.
وهذا بالطبع يضع (النَّبِيَّ مُحَمَّداً) في مكانة عالية سامقةٍ وفريدة "مصطفاة" (بغض النظر عن كونه نبي أو رسول)، لَمْ ولَنْ يستطيع أن يبلغها أي منكم أو من غيركم من الجن وولد آدم،،، وهذه نتيجة حتمية ومنطقية ما دام أنَّه كأحداً من البشر إستطاع أن (يفتري كتاباً أعجز الأولين والآخرين بأن يأتوا بمثله،، بل وقد تحداهم وإستفذهم بخيلهم ورجلهم بأن يأتوا بمثله فخنسوا..) فإن لم يكن هذا ولا ذلك فهذا دليل قطعي منطقي علمي، عملي، كامل الدليل والبرهان على أنه تنزيل كريم من عند الله الواحد الأحد، رافع السموات بغير عمدٍ ترونه.

يقول تعالى "مُتَحَدِّيَاً": (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ - «« فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ »» - وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ « إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ » 13)... إذن الصفقة مغرية لكم ولغيركم للغاية، إذ أنَّ كل المطلوب منكم مجتمعين الإتيان فقط بعشر سور مفتريات إن كنتم صادقين، ونحن "تبسيطاً من عندنا لكم لهذه المهمة" نلفت نظركم ونقترح عليكم ونشجعكم ونستحثكم بل ونستحلفكم (إن كنتم للحلف تعبرون)، إختيار أقصر سور من القرآن الكريم،، مثلا (التكاثر، والهمزة، والفيل، وقريش، والماعون، والنصر، والمسد، والإخلاص، والفلق، والناس) وهذه السور القصيرة جداً التي يتراوح عدد أياتها ما بين ثلاث إلى تسع آيات قصيرة فقط، فهي على الترتيب هكذا: (8+9+5+4+7+3+5+4+5+6 = 56 آية) ، وهي مجتمعة تعدل سورة المدثر فقط!!

أليست هذه تعتبر بالنسبة لكم صفقة العمر وتغنيكم عن التمحك، وتكفيكم اللجاجة وفرية حساب الجمل وتحقق لكم المصداقية والنصر؟؟؟ وعليكم بأن تتذكَّروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تحدى بالقرآن العرب، فعجزوا عن معارضته بالرغم مما اشتهروا به من الفصاحة والبلاغة وكان التحدي بالقرآن الكريم بمستويات متفاوتة ومواقف كثيرة،، منها أنه:

1. تحداهم أولاً بأن يأتوا بمثل هذا القرآن وذلك في قوله تعالى في سورة الطور: (« أَمْ يَقُولُونَ « تَقَوَّلَهُ » بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ 33 » ، « فَلْيَأْتُوا « بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ » إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ 34 »)، فلما لم يستطيعوا (تماماً مثلكم ومثل من سبقكم ومن سيأتي بعدكم) تحدَّاهم بعشر سور من مثله كما قلنا في السابق، وذلك في قوله تعالى في سورة هود: (« أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 13 » ، « فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا « أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ » - وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 14 »).

2. ثم بعد أن تحقَّق لهم العجز والفشل التام والإحباط "الذي سيكون في إنتظاركم أنتم أنفسكم الآن إن قبلتم التحدي" أم لا،، فقد تنازل لهم سبحانه وتعالى عن هذا العدد المتواضع (10 سور فقط)،، وقد أكد عجزهم بالدليل القاطع فتحداهم بأن يأتوا بسورة واحدة مثله وذلك في قوله تعالى في سورة يونس: (أم يقولون افتراه قل - « فأتوا بسورة مثله » 3)، فكان العجز فألهم والإحباط والخذي حليفهم كما سيكون حليف كل من أدخل نفسه في هذا التحدي المحسومة نتيجته من الله سلفاً،، وسيجعل من نفسه أضحوكة ومحط السخرية والصغار.

3. تكرار هذا التحدي في القرآن الكريم لم يقف عند هذا الحد، بل إستمر وتنوع، وهو هناك نراه شاخصاً مغرياً للشيطان وأعوانه من المردة المكذبين و"المحرِّفِيْنَ المحترفين الحرفيين"، ولكن دائماً تبوء محاولاتهم بالفشل الذريع المفحم ولكن أكثر الناس لا يفقهون ولا يرتدعون، يقول تعالى في سورة البقرة: (« وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا « فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ » وَ «« ادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ »» إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 23 » ، « فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا » وَ « لَنْ تَفْعَلُوا » - فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ 24 »).

4. إن إسلوب التدرج في التحدي بالقرآن الكريم إنما هو إمعان منه في الإعجاز والإفحام بل الوعظ والتحذير من مغبة غضبه وعذابه المقيم،، وكل فشل وآخر للمكذبين إنما يؤكد بما لا يدع مجالاً للمراوغة والتمحُّك والتشكك صدق القرآن ويؤكد "مُعْجِزَاً قَاهِرَاً " بأنه من عند خالق كل شيء رب العرش العظيم. فهذا التدرج في المناظرة والتحدي قد أظهر عجزهم عن ذلك، خاصة وأنه تعالى قد تحدَّى الإنس والجن معاً مجتمعين عن أن يأتوا بمثل القرآن، وهذا في قوله في سورة الإسراء: (قُلْ - « لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ » - عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ - «« لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ »» وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا 88).

إن رب القرآن الكريم يعلم مدى عجز الخلق كله (الإنس والجن) عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن مهما بلغوا من العلم والمعرفة "والخبث واللؤم والشؤم" إلى يوم القيامة، لذلك يُسمِعُهُمْ هذا التحدي ليل نهار في قرآن يُتْلَى ويُتَعَبَّدُ به (ليس سراً أو في الخفاء) وإنما يدعوا خصومه (مستفذاً ساخراً متحدياً) بأن يقبلوا على الأخذ بهذا التحدي وقبول دخول المعترك إن كانوا صادقين،، ليس ذلك فحسب، بل أعلن مسبقاً النتيجة الحتمية التي يستحيل أن يأتي أحد بغيرها إلى يوم القيامة وهي "الفشل الذريع والخزلان والإفحام، ثم الخسران) ليس إلا!!! هلم أقبلوا التحدي ودعكم عن المراوغة و التمحك وحساب الجمل الذي سيكون وبالاً عليكم وماحقاً (أقسم لكم بالله على ذلك)، فصبراً أيها الفاشلون المحبطون.

الآن كما ترى قد سهَّلْتُ عليكم المهِمَّةَ كثيراً،، فلا تترددوا في القيام بعمل إيجابي إنتحاري مباشر يشهد لكم به الآخرون بالإنجاز بدلاً عن السعي وراء سراب بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه،،،

الآن سأطرح بعض الأسئلة المباشرة على هذا الباحث وأمثاله،، فأقول:
1. هل هذا الكون له خالق تفرد بخلقه أم لا؟ ..... إن كان الجواب "نعم" ..... فمن يكون؟
2. هل أخبر عن نفسه "صراحةً" أم لم يفعل؟ ...... إن كان قد فعل، فكيف كان ذلك وأين ومتى؟؟؟
3. إن كان ذلك الخالق هو غير من أنزل القرآن، فَلِمَ سكت عن صاحب هذا القرآن الذي إدعى كل شيء لنفسه دون سواه فقال (أنا خلقت الخلق والكون والشمس والقمر والسماء والأرض،، وخلقت البشر وأنا الذي أرزقهم وأتوفاهم، وأدخل من اشاء الجنة وأدخل من أشاء النار،، وقال إنه هو الذي أرسل كل الأنبياء والرسل بما في ذلك موسى وعيسى ومحمد،، وأنه هو الذي أنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وقبلهما صحف إبراهيم وموسى)، وأنه هو الذي خلق آدم من تراب... الخ. وقد أنزل بذلك كتاباً (معلناً صراحةً يتلى ليل نهار)، لأكثر من اربعة عشر قرناً من الزمان. فإن كان الخالق إلهاً غيره،،، فلماذا لزم الصمت حتى الآن ولم يطالب بملكه وخلقه الذي خلقه وإدعاه غيره بهذا الوضوح والثقة؟؟؟

4. هل هو إله غافل؟؟ تائه؟ لم تصله الأخبار بعد؟؟؟ أم انه عاجز عن إسترداد ملكه ممن أخذه منه وإدعاه لنفسه؟؟؟ .... فهل إله بهذا الضعف وهذه الخيبة وهذه الغفلة يستحق أن يكون خالقاً لهذا الكون البديع؟؟؟

5. فإن كان هناك غير صاحب هذا الكتاب الكريم (القرآن)، فأين هو؟؟؟ ولماذا هو مختفياً لا يخبر عن نفسه ولا يظهر ويبين صدقه إن كان له وجود أصلاً،، كأن يخرج لنا الشمس من الجنوب إلى الشمال مثلاً ويخرجها لنا باللون الأخضر الزيتي،، و أن يكون شكلها مثلثاً أو مضلعا، ويجعل لنا اليوم 72 ساعة والأسبوع 15 يوم والسنة قرن من الزمان،،، الخ

فما دام لم يظهر من يدعي خلق الكون غير الله صاحب هذا الكتاب المتضمن عشرات التحديات فتكون النتيجة الحتمية أن صاحب الكتاب هو الله الخالق وهو الذي أنزل التوراة والإنجيل والفرقان،، ومن ثم سيصلي الذين كذبوا أياته وخاضو فيها "سقر التي لا تبقي ولا تذر، ولاحة للبشر".

أخيراً: أختتم الباحث هذه الإفتراءات بعبارة ماكرة خبيثة يوجهها للمسلم عموماً محرضاً له بأن يقوم بترك دينه (المشكوك فيه) والتوجه حيث ذهب الصابئون المرتدون مثله، لترك عبادة الله الخالق إلى عبادة البشر، ظناً منه بأنه قد فعل شيئاً سيحقق له شيئاً من ذلك المسعى الضال المضل، ولكن هيهات هنيهات ثم هيهات،، أعده بأنه سيرجع بخفي حنين إن جاز له أن يرجع بشيء أصلاً.

يقول في ذلك المسعى التبشيري: ((... فأن كنت تعترض يا صديقي على التفسير السابق، فهات ما عندك من تفسير يقنعني بغير ذلك،. وأننى على إستعداد عن أرتد عن الدين الذى أعتنقته وأعود إلى ديانتى الإسلامية، لا تغضب يا أخي المسلم ، الحق هو الحق وهو أولى بأن يتبع. اللهم أنى بلغت وليس لك العذر يا أخي بعد أن عرفت الهُدى وبلغتك الرسالة ...)).

نرد هنا مشفقين عليه، على ما آل إليه حاله، فقد صدق فيه إبليس ظنه، كما جاء في سورة ص: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 82)، (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 83)، (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ 84)، (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ 85)،، لذا نقول وبالله التوفيق:

أولاً: إن إعتقاد الباحث بأن المسلم قد يهزه مثل هذا القول الذي جاء به في بحثه الذي يناقض عجزه صدره، وتفسيراته المطاطية يكون قد أوقع نفسه في مطب ومأزق حقيقي، فإن كان ظنه أن المسألة بالنسبة للمسلم مجرد إعتراض أو نقد يكون قد فهم وقرأ المسلم والإسلام والقرآن قراءةً خاطئة، وإلَّا لما أقبل على هذا البحث إبتداءً لأن مردوده في نهاية المطاف لن يكون سعيداً ولا مفرحاً بالنسبة له ولا لمن يقف معه ويسانده ويموله ويدعمه،، أعده بذلك وعداً صادقاً،، أشهد عليه الله تعالى.

ثانياً: قوله بهذه العبارة ((... فهات ما عندك ...))، نقول له سيكون لك ما عندنا بل بالأحرى (ممَّا عند الله تعالى)، ولكن ليس بلساننا وقولنا نحن، لأننا بشر علمنا محدود والرد عن الله والدفاع عن القرآن يحتاج إلى كل صفات الكمال والجمال والجلال،، فهذه هي الأسماء الحسنى والصفات العلأ التي لا يوصف بها إلأ الله سبحانه وتعالى واحداً أحداً صمداً متفرداً بالألوهية والربوبية والجلال، لذا سيكون ردنا فقط بقول الله تعالى مباشرة من القرآن الكريم ومن التوراة والإنجيل من خلال هذا القرآن وليس من خارجه من مصادركم المشبوهة،، وسيكون دورنا فقط هو تحديد المرامي وكشف المقاصد الحقيقية خلف كل نص تأتون به في بحثكم أو في حساباتكم التحريفية التخريفية، وتوضيح الصورة للقاريء والمراقب المحايد.

وسنعمل بأدوات وآليات التحليل العلمي والتقني للرد على الجزئيات المتعلقة بذلك،، ومن هذه الأدوات علم الرياضيات والإحصاء،، وغيره، وسنعمل على رفع القناع عن فرية حساب الجمل، وإسقاط الشرعية والقدسية عنها إلى الأبد، ثم بيان ضعف دلالاتها وغياب فاعليتها خاصة مع القرآن الكريم الذي لا علاقة له بها وبشؤمها، ثم تفنيد كل الإفتراءات التي بنيت عليها بإذن الله تعالى،، صبراً!! فإن موعدكم الصبح،، أليس الصبح بقريب؟؟؟

ثالثاً: لن نأتِيَ إليك بما يثبت أنك (بشخصك) على حق أم على باطل فهذا لا ولن يهمنا في شيء لأنه شأن خاص بك وخيار أعطاك الله تعالى الحق فيه فلا دخل لأحد بين رب وعبده، فواضح أن مسألة الإرتداد لديك والتنقل من دين لآخر ليس فيها مشاكل أو عقبات فلك ما إخترت لنفسك، ولكن، إنْ كانت القناعة هي التي جعلتك ترتد عن دينك السابق إلى دين آخر كافية ومتينة وعن "إيمان موثَّق"، فكيف يُعْقَلُ أن تُعَرِّضَ هذا الإيمان وتلك القناعة العقدية للمساومة والمراهنة؟؟ فهب أننا قد استطعنا الإتيان بما يدحض قناعتك وثقتك في تفسيراتك التي تخاصم بها وتحاجج (وسنأتي بذلك قطعاً، هذا وعد)، فكيف سيكون موقفك حينها؟؟؟

حينئذ ستكتشف أنك قد تعجلت إما في إتخاذ قرار الردة أو في الدخول في التحدي، فتصبح وقتئذ بين أمرين أحلاهما مُرٌّ، وأجمَلَهُمَا قبيح مُسْتكره،، فإما أن تحترم إلتزامك وتُصَدِّقَ إلتزامك وإستعدادك للإرتداد عن دينك الذي إعتنقته كرةً أخرى، وبهذا تؤكد بأنك حقيقةً قد تعجلت بالرحيل.. أو أنَّ أمر العقيدة ليس أهم شيء لديك،، وثانيهما هو أن تبقى على ما أنت عليه من دين بغض النظر عن النتائج وإنكار الحقائق بخداع النفس والكذب عليها.

على أية حال هناك سؤال منطقي وبديهي:
لو إتفق إنك قررت العودة إلى الإسلام (الذي كان في السابق ديانتك فزهدت فيها وتخليت عنه! )، مرة أخرى ... ما هي ضماناتك بأن الله تعالى سيقبل تلك العودة منك مرةً أخرى؟؟؟ أنا بالطبع لا أقفل الباب أمامك "فليس لي الحق بذلك"، وإنما أناقش الفكرة فقط دون إصدار أحكام مفتراة من عندي بدون وجه حق. يقول الله تعالى في سورة المنافقون: ( « ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ - « آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا » - فَطُبِعَ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ )، ويقول سبحانه في سورة النساء: (إِنَّ الَّذِينَ « آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا » ثُمَّ « آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا » ثُمَّ « اِزْدَادُوا كُفْرًا » - لَمْ يَكُنْ اللَّه لِيَغْفِر لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا 137» ، « بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 138 »).

نحن معك مائة في المائة في قولك إنَّ (... الحق هو الحق وهو أولى بأن يُتَّبَعَ.. ), ولكن،، هل أنت متيقن حقاً من أنك قد بَلَّغْتَ الحَقَّ؟؟؟ أم أنك قد بَلَّغْتَ غير ذلك؟؟؟ ... سنرى فيما يلي من أحداث لعلها تغير ما قطعت بصحته أو بما قطعت بخطئه،، حينئذ (... ليس لك العذر يا أخي بعد أن تعرف الهُدى على أصوله) فإلى ساحة العلم والمعرفة معاً... فقط عليك أن تتذكر قولك (... إنك على إستعداد !!! ...)،

إلى هنا نكون قد ناقشنا الفصل الأول من موضوعنا بعنوان السرقة الكبرى The Great Robbery (المقدمة): خلاصة بحثه الذي إعتبرناه من جانبنا مقدمة ومدخل مناسب لتهيئة القاريء لتفاصيل هذا البحث المثير الذي سيترك لديه إنطباعاً لن ينساه في حياته لشدة غرابته. فإنتظروا موضوعنا التالي الذي سنناقش فيه الفصل الأول من هذا البحث المتضمن: (أقوال العلماء سليمها وسقيمها).

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (د):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9:
- التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء8:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):