أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 03:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نواصل الرد على الإفتراءات التي يدعي فيها سامي الذيب بأنَّه إكتشف، المئات من الأخطاء اللغوية والإنشائية، نافياً فن التقديم والتأخير في الأدب العربي واصفاً إياه بعبارة "خربطة"، التي نراه لا يعرف معناها حقيقةً، لأنه في الواقع يتعاطاها، ويأتي بتأخير وتقديم منتهكاً أبسط قواعد النحو مما يدل على أنه لا يعرف ما يقول عنه، ولا يشعر بشطحاته الغريبة وتناقضه مع نفسه ومع ما يقول ويكتب.

على أية حال قد أخرسناه وتلك الزمرة والجوقة من "المهللين"، والمطبلين معه، فلم نجد من أي منهم الجرءة في مناقشتنا في أي رد أفحمناهم به،، فيكتفي هؤلاء بما لديهم من حيلة وهي الهجوم الشخصي، أو البحث في المواقع المختلفة والمتخالفة على أي شيء تقع عليه أعينهم يمكنه أن يشغلنا عن مسارنا الهادف إلى وضع أمهات الحقائق من مصادرها الحقيقية ملتزمين ومنحازين لجانب العلم والفكر والحوار مع إقامة الأدلة والبراهين والشواهد، ثم التحليل العلمي المقنع الذي يجعل القاريء مشاركاً أصيلاً بفكره ونقده وملاحظاته الإيجابية التي تثري الثقافة والمعرفة التي هي الطريق الأوحد الذي يوصل إلى تمتين أواصر التفاهم والإحترام المتبادل والتعاون بين الناس بغض النظر عن الجنس واللون والهوية الثقافية والعقدية.

ولكن هناك قلة قليلة من المشاغبين والمشاكسين، الذين لا يسعدهم الوفاق بين الناس، فما أن يروا أن الحق طغى على باطلهم إلَّا وجن جنونهم وطاش صوابهم ودخلوا في نفق التخبط المفضي إلى ارض التيه والضلال، حيث أنهم بكونون قد وجدوا أنفسهم بين مطرقة الحق، وسندان الحقيقة فيبهتون.

نحن ليس لدينا أي خلاف شخصي مع أحد، ولم نبدأ النزال،، وجدناهم خاضوا في ديننا بالباطل فصددناهم بالحق، فلما وجدوا أن سهمهم الطائش توخى صدورهم علا نحيبهم وكثرت عداواتهم وكشروا عن أنياب الشر، ولكننا لن نلتفت إلى هذه الصغائر فنحن طلاب الحقيقة وعشاقها، فمن كانت لديه قبلناها وإحتراناها وإياه، ومن ذل عنها وجار قومناه بها أدلة وبرهانا وبينات.

قال صاحبنا في مقدمته لهذا الموضوع الجديد أن قاريءً مسلما كتب له قال (نحن نعرف أن في القرآن أخطاء لغوية ولكن الا ترى أنك تبالغ)؟

فكان رده عليه كالعادة، بإسطوانته المشروخة، هكذا: (اعطي في مقالاتي ما أعتبره اخطاء لغوية وإنشائية في القرآن، ولا مصلحة لي في المبالغة لأن المبالغة تضر بالمصداقية. ولكني لا أدعي العصمة. واتمنى ان يقوم متخصصون في علوم اللغة ومحايدون بتأليف كتاب نضعه بين ايدي الطلاب والباحثين والمدرسين. ولكن للأسف هذه امنية يستحيل تحقيقها في العالم العربي والإسلامي لأن من يقول بوجود اخطاء في القرآن يعتبر مرتدا. ولهذا السبب قمت بهذا العمل المتواضع على أمل ان يقوم غيري بإتمامه. وقد فتحت صفحة متخصصة بأخطاء القرآن في )) لا جديد،، كلام محفوظ يردده على الرغم من أنه بات مثيراً للضحك والسخرية بعد أن إنفضح زيف إدعاءاته وتلفيقاته، فأصبح يحرك شرذمة من المتخصصين في الإساءة والمضايقات لإيقاف مدَّ الحقائق المتلاحقة كالصواعق والنوازل من آيات الله البينات المبينات.

تعليقنا: على المسلم الذي إدعى أنه قال له: (نحن نعرف أن في القرآن أخطاء لغوية ولكن الا ترى أنك تبالغ)؟
أولاً: نقول له وبالله التوفيق:
1. لنفرض "جدلاً" أن مسلماً قال ما قاله، ولنفرض أن مائة مليون مسلم وقفوا على صعيد واحد، وأُخِذَتْ شهادتهم كلهم موثقة، بأن في القرآن أخطاء لغوية، أو غير لغوية، فهل هذا مبرر لأخذ شهادتهم تلك وتصديقها؟ هل بلغ بك الوهم والسفه والغرور إلى هذه الدرجة من العفوية والتبلد؟؟؟ إعلم أنه لو أجمع الإنس والجن على لسان رجل واحد وإدعوا بأن بالقرآن خطأ من أي نوع « أقسم بالله العلي العظيم بأنهم جميعاً كاذبون جهلاء أغبياء »، لسبب بسيط جداً، أن من قال شيئاً من هذا التخريف يكون قد كذب قول الله تعالى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)، فبمجرد شكه في أن بالقرآن شيء من هذا يكون على غير ملة الإيمان ليس بالقرآن فقط بل برب الكتاب كله.
2. هب أن هناك من قال لك هذه الخزعبلات، فما ضمانك بأنه مسلمٌ؟
3. وهب أنه حقيقة كان مسلماً،، فما ضمانك بأنه كان مؤمناً؟ فالإسلام له قمة سقفها عرش الرحمن في الفردوس الأعلى حيث الأنبياء والصالحين والصابرين والشهداء، ولها قاع في الدرك الأسفل من النار حيث "المنافقين"،
4. وهب أن ذلك الشخص حقيقة كان مسلماً مؤمناً، فما ضمانك أنه يعرف حدود الله تعالى ويعرف ما علم من الدين بالضرورة؟؟؟
5. وحتى إن مر من كل هذه الممرات سالماً، فلماذا يخفي نفسه وهويته؟؟؟ أهو الحياء أم الخوف؟؟؟ وما الذي يجعله يخاف ما دام أنك تستطيع توفير الحماية التي وفرتها لنفسك ولزمرئك في بلاد الحضارات ذات المكيالين، وضياع حقوق الإنسان؟؟؟
إذاً،، فأنت تصطاد في الماء العكر، وتفتري على القراء والعقلاء وتسخر من نفسك أكثر فأكثر.

ثانياً: كل إطلاعك على كتاب الله تبحث بين آياته عن ضالة لن تعثر عليها لو أعطاك الله عمر المحيط وشباب الشمس، ألم تعرف بعد أن المعيار الذي يقبله الله تعالى من كل الأمم أدناه (الايمان)، بدرجة صابرءن وشاكرين وشهداء وصالحين؟؟؟ ... ألم تعلم أن التنافس بين هؤلاء المؤمنين هو في درجة (الإحسان)؟؟؟، ... ألم يبلغ علمك أن المنافق من المسلمين "كافر"؟؟ إن لم تعرف هذا،،، ولن تعرفه فإعلم أنك ستبلغ غايتك حتى تفرغ من تبليط البحر، ثم تتفرغ بعدها من إيلاج الجمل في سم الخياط، ولكن هذا لسوء حظك سيحتاج منك عمراً لا موت بعده.

ثالثاً: على حد قوله فقد إحتج على مقالاته أخ من العراق هو "سلام كاظم فرج"، فسأله بقوله: "ذكرت في مقالاته المختلفة حتى الآن 90 خطأ في القرآن، فقال له (اي من هذه الأخطاء تعترف به؟)، وقد سأل هذا السؤال للكثيرين، لأنه الأمر الوحيد الذي يهمه، ويكون ممنوناً لو سمع كلمة "خطأ واحد"، ولكن الرجل "على حد قوله"، رد عليه قائلا: "لا اعترف بأي خطأ اوردته في موسوعتك رغم جهدك المضني". فصعق من هذا الرد الحاسم القاطع، ولعله الساخر من شخص يبذل كل هذا المجهود ويشغل نفسه ويشغل الآخرين معه، وفي النهاية يجد ماءه سراباً بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً،، وعبر عن ذلك بقوله: (وقد ندمت على سؤالي المحرج ...), وهو صادق في هذه العبارة، ولكنه دلس حين برر ذلك الحرج بما قاله بعد ذلك مستدركاً،،، قال: (فعلى فرض انه وجد اخطاء في القرآن، هل يمكنه ان يعترف بوجودها دون تعريض حياته للخطر؟ بطبيعة الحال لا). هذا هو الذيب بشحمه ولحمه وعصبه.

رابعاً: قال أيضاً: (وقد سألني احد الأصدقاء: "هل الأخ مسلم؟" فأجبته:
1. "أنا مسيحي غير عقائدي،
2. ارفض الوحي بالمعنى التقليدي واعتبره كلام البشر عن الله وليس كلام الله للبشر. وهذا ينطبق على التوراة والإنجيل والقرآن".
3. ثم قال: وقد نشر هذا الصديق على صفحته صورة مضمونها: "قالوا مسكين من لا يعرف الإنكليزية، قد يواجه صعوبة في فهم كلام الناس. واقول: مسكنين من لا يعرف العربية، قد يواجه صعوبة في فهم كلام رب الناس".
4. ثم أخيراً قال: (وسؤالي: هل يمكن لشخص يعتبر القرآن كلام رب الناس أن يقبل فكرة وجود أخطاء لغوية وإنشائية في القرآن؟ اترك الجواب لكم).

تعليقنا على هذه النقاط الشيقة اللذيذة المسلية حقيقةً،، والمفيدة أيضاً للتعرف عن قرب وبصورة أوثق على بطل التقديم والتأخير أقصد (الخربطة)،، نقول في ذلك وبالله التوفيق:

أولاً: قال عن نفسه إنه مسيحي غير عقائدي، فكيف يكون ذلك "عملياً"؟؟، فالمسيحية هي عقيدة وليست قبيلة أو جنس أو نوع من أنواع المخلوقات الحية،، فما دام أن الشخص "مسيحي" هذا يعني أنه يعتنق الديانة المسيحية،، فإن لم يكن "عقدياً" إنتفى عنه "بالضرورة" صفة "مسيحي"، مهما كان نوع إدعائه أو فلسفته لهذا الإدعاء،،، نعتقد أن هذا تناقض مريع في شخصه وفكره، وإن حاول إقناع نفسه بأنه مسيحي،، فهناك قرينة مؤكدة تنفي عنه هذه الصفة رغماً عنه،، ألا وهي قوله الدائم، وتأكيده بأنه (يرفض الوحي جملةً وتفصيلاً، ويعتبره كلام البشر عن الله وليس كلام الله للبشر)، فهذا في حد ذاته تناقض مخل بالشخصية والمفهوم والمعتقد، لأن اليهودية والمسيحية والإسلام كلها أديان سماوية مصدرها وحي الله تعالى لرسله، ونفي الوحي يعني بالضرورة نفي كل هذه الأديان الثلاثة،، ونفي وحي التوراة ينفي عنه صفة "مسيحي" التي يدعيها حتى لو آمن بالإنجيل الذي لا يعني شيئاً إن لم يؤمن ويتعامل بالتوراة مع الإنجيل بإعتباره نصرانياً،
ثانياً: أصبحت الآن لدينا ثقافة جديدة إسما "الوحي بالمعنى التقليدي"، وهذا يعني أن هناك وحي آخر لصاحبنا هو "وحي بالمعني غير التقليدي"، فإذا كان الوحي التقليدي الذي يرفضه هو "وحي الله تعالى لرسله" بإجماع السواد الأعظم من البشر، يهود، ونصارى، ومسلمين،،، فمن هو صاحب "الوحي غير التقليدي"،، فمعلوم أن ما دون وحي الله تعالى هو وحي الشيطان، فهل هذا هو الوحي الذي يقصده؟؟؟

ثالثاً: فإذا كان الوحي الذي أسماه "وحي بالمعنى التقليدي"، والذي فصله بوحي التورات والإنجيل والفرقان، يرفضه لأنه – على حد قوله – "هو كلام البشر عن الله، وليس كلام الله للبشر"، فهنا ينشأ لدينا سؤال منطقي وملح:
1. هل الله له كلام للبشر – في مفهومه ومعتقده – أما لا؟ وكيف عرف ذلك، وميز بين التقليدي وغير التقليدي، وأن الثاني هو الذي يؤمن به،، وما دليله المادي على ذلك؟
2. وهل الله ليس له كلام للبشر؟، فإن كان ذلك كذلك، فكيف يعرفه البشر، وما دوره لهم وما علاقتهم به، ولماذا في الأساس خلقهم، وما الدليل على أنه موجود وهو الذي خلق لالسموات والأرض، وأنه هو الفرد الصمد؟؟؟
3. إن لم يستطع أن يرد على هذه الأسئلة ويبين لنا ملامح الوحي غير التقليدي، جاز لنا أن نحكم عليه بالهوس والخبل والجنون، أو أنه يعتبر نفسه هو ذلك الوحي غير التقليدي "تألهاً".
ثالثاً: ثم قال: وقد نشر هذا الصديق على صفحته صورة مضمونها: (قالوا مسكين من لا يعرف الإنكليزية، قد يواجه صعوبة في فهم كلام الناس). و (اقول: مسكين من لا يعرف العربية، قد يواجه صعوبة في فهم كلام رب الناس). فهل عبارة (قالوا مسكين ...)، هذه هي التي يقصد بها "صورة"؟؟؟ ... ما الشيء الملفت في هذه العبارة المرسلة؟؟؟ حتى يوردها هنا في مقدمته؟، ثم عبارته هذه: (اقول: مسكين ...)، فكيف عرفت إذاً أن كلام رب الناس "بالعربية؟"، حتي يكون الذي لا يعرف العربية من الناس يواجه صعوبة في فهمه؟؟؟ .... هل هذا تناقض أم تهكم؟؟؟ ألم يعلم بأن الكتاب المنزل الوحيد من بين الكتب السماوية هو القرآن الكريم "حصرياً؟؟؟

أخيراً يقول: (وسؤالي: هل يمكن لشخص يعتبر القرآن كلام رب الناس أن يقبل فكرة وجود أخطاء لغوية وإنشائية في القرآن؟ اترك الجواب لكم) ... لا يا عزيزي لا تتركه فتقلق عليه ويقلق هو عليك،، وحتى لا يحمض،، الجواب الفوري القطعي (بالطــــــــــــــــــــــــــبع لا).

قال أيضاً: ((-- وهذه المجموعة من الأخطاء اللغوية والإنشائية تدخل تحت بند التقديم والتأخير والذي يعني بالعربي الفصيح خربطة النص القرآني. وهي تخص آيات أشكل معناها فأقترح المفسرون مخرجاً لهذا الإشكال من خلال اعادة ترتيب كلماتها، مع حذف أو زيادة في بعض الأوقات، بحيث يتم الوصول الى معنى مقبول. والبعض يسمي هذه الأخطاء اعجاز وبلاغة... ولا عجب، فكل شيء عند العرب صابون. واشير هنا إلى أن تصحيح الخطأ مأخوذ من المصادر الإسلامية --)).

الآن: يطل عليها بنفس الفقرة التي إعتاد عليها في كل مقالاته السابقة نسخ ولزق،copy & past والملاحظ أنه ورط المفسرين في خربطته، فقال هنا أن المفسرين أشكل عليهم معناها فإقترحوا مخرجاً لهذا الإشكال من خلال إعادة ترتيب كلماتها... الخ، إذن عليه أن يأتي لنا بذكر هؤلاء المفسرين لنقول لهم أنهم دجالون فإن لم يستطع ولن يستطع يكون هو الأولى بغنيمة الإفك ورتبة الدجل والإفلاس ونوط التدليس.

****************************************************************************************************************

الخطأ المفترى 91:
قال تعالى في سورة النساء: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ-;- أَكْبَرَ مِن ذَٰ-;-لِكَ - « فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً » - فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰ-;-لِكَ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ-;- سُلْطَانًا مُّبِينًا 153)، أخذ صاحبنا منها فقط هذه العبارة المكونة من أربع كلمات: (...فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ...)، فإدعى بأنها أية مخربطة، وبالتالي إدعى أن ترتيبها الصحيح هكذا: (فقالوا جهرة أرنا الله).

أولاً: بدأت القصة بسؤال أهل الكتاب النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتاباً من السماء، (طبعاً ليس كتاب الذيب الذي رماه من شباك الطائرة)، قال تعالى في ذلك: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ...), فلا تندهش من هذا السؤال، فهؤلاء معتادون على مثل هذه الأسئلة السخيفة الرعناء، فليس هذا بجديد عليهم: (... فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ-;- أَكْبَرَ مِن ذَٰ-;-لِكَ ...), لقد طلبوا منه أن يروا الله عياناً بياناً بأعينهم التي في رؤوسهم: (« فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً » ...), فكان غضبُ الله عليهم شديداً، قال: (... فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ...), ومع ذلك لم يتعظوا أو يرتدعوا، بل إستمروا في غيهم وكفرهم وطغيانهم، قال: (... ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ...), ومع كل ذلك الفجور والطغيان، أعطاهم الله فرصة أخرى، قال: ( فَعَفَوْنَا عَن ذَٰ-;-لِكَ - « وآتَيْنَا مُوسَىٰ-;- سُلْطَانًا مُّبِينًا » 153)،

فعبقري زمانه، لم يشأ أن يغادر هذه الآية المحكمة دون أن يجري فيها أي نوع من العبث فبطريقة غاية في الغباء أقنع نفسه وزين له الشيطان عمله فقرأ هذه الجزئية من الآية هكذا: (فقالوا جهرة أرنا الله). لعله قد فهم أن أهل الكتاب قالوا لموسى (بصوت جهور)،،، (أرنا الله). هذا هو الذيب بشحمه ولحمه وأمله المشرق، وشهابه المحرق، ووعيده الحق المحدق.

ما أروع هذا البيان والإبيان،، الذي يصور الجهل المركب. فلا يسعنا إلَّا أن نقول: رحم الله لغة الضاد في عِلِّيِيْن، ومَنَّ عليها بمقام الصابرين،، فقد إبتلاها الله تعالى بفطاحلة مردة الجهلاء والمتجهلين، هذا سفه وخيبة واللهِ لا تحتاج إلى تعليق إطلاقاً،، شيء يندى له الجبين، ولكن على أية حال، فلنكتفي بإعرابها فقط،، فيما يلي فنقول:

إعراب قوله تعالى: (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ-;- أَكْبَرَ مِن ذَٰ-;-لِكَ « فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً » ...) هكذا:
فَقَدْ: ... "الفاء" حرف عطف، و "قد" حرف تحقيق، مبني على السكون لا محل له من الإعراب،
سَأَلُوا مُوسَىٰ-;-: ... "سألوا" فعل ماض مبني على الضم لإتصاله بواو الجمالة، و "واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، و "موسى" مفعول به منصوب بفتحة مقدرة، للتعذر، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها،
أَكْبَرَ: ... مفعول ثاني منصوب بالفتحة الظاهرة،
مِن ذَٰ-;-لِكَ: ... "من" حرف جر، و "ذلك"، اسم إشارة مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بإسم التفضيل "أكبرَ"، والجملة لا محل لها من الإعراب،

فَقَالُوا: ... "الفاء " « فاء الفصيحة »، و "قالوا" فعل ماض مبني على الضم لإتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والضمير يعود على "أهل الكتاب"،
أَرِنَا اللَّهَ: ... "أرِ"، فعل أمر مبني على حزف حرف العلة "الياء" والكسرة قبلها دليل على الياء المحذوفة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت"، يعود على "موسى"، و "نا" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول، و لفظ الجلالة "الله"، مفعول به ثاني منصوب بالفتحة الظاهرة،
جَهْرَةً: ... حال منصوب بالفتحة الظاهرة أو (نائب مفعول مطلق).

********************************************************

الخطأ المفترى 92:
قال تعالى في سورة الحشر: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا «« وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ »» فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ 2)، فكعادته،، القبيحة، بتر عبارة من ستة مفردات من وسط آية مكونة من "أربعين مفردة"، هكذا: («« وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ »»)، ثم عبث في هذه العبارة تقديماً وتأخيراً وتشويها ومسخاً بملكاته الإبليسية، فإعتمدها من وليه، قبل أن يحشرها وسط الآية الكريمة المعجزة المفصلة، ليدعي بعد ذلك بأن الآية مخربطة (خربط الله غزله، وما بقي له من لب، وأتاه من حيث لا يحتسب، وقذف في قلبه الرعب فيخاف الماء، ويصليه الهواء). أخيراً دون حياء عرض سوءته هكذا: (وَظَنُّوا أَنَّ حُصُونُهُمْ مَانِعَتُهُمْ مِنَ اللَّهِ)، ليشهد الناس، كل الناس على جهله التام باللغة العربية وغيرها.

النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لما قدم المدينة كان قد هادن يهود بني النضير معاهداً إياهم أن (لا يقاتلهم ولا يقاتلونه)، فنقضوا العهد معه كعادتهم، فكتب الله عليهم الجلاء "تخفيفاً عليهم"، إذ أنَّ سنته سبحانه وتعالى في الأمم التي خلت – على مثل ما فعله بني النضير - هو (العذاب في الدنيا) أولاً قبل عذاب الآخرة، كما فعل بعاد وثمود وقوم نوح و قوم لوط وأصحاب الأيكة وتبع ... الخ. فأخرجهم الله تعالى من حصونهم الحصينة إلى أرض المحشر بأعالي الشام، بعد أن قذف في قلوبهم الرعب، لدرجة أنهم صاروا يخربون بيوتهم بأيديهم، إذ أنَّ خروجهم بهذه الطريقة السهلة لم يكن متوقعاً منهم ولا من المسلمين أنفسهم، ولكن الله "العزيز الحكيم"، قد خيب ظنهم في أنَّ حصونهم ستمنعهم من الله شيئاً.

أولاً: أكد الله تعالى على أنه لا يوجد شي في السماوات ولا في الأرض إلَّا ويسبح لله الواحد الأحد،، فهو عزيز لا يغلبه شيء وحكيم لا يفوته شيء، لذا قال: (سَبَّحَ لِلَّهِ - « مَا فِي السَّمَاوَاتِ » وَ « مَا فِي الْأَرْضِ » - وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 1). خلق الله البشر "طاريءً" على الكون "مخيراً" مع الثقل الأول "الجن"، وسط هذا الكون المسلم لله تعالى بكامله والمسبح بحمده كما ينبغي، فميزةُ الإختيارِ هذه قد أوجدت عنده خيار مخالفة الكون في التجرؤ على الله تعالى ومعصيته بمخالفة أنبيائه ورسله وعدم التقيد بكتبه التي ستجعله "بالإختيار" منسجمعاً مع هذا الكون المسلم المؤمن، فإن إختار العصيان ولم يلتزم التسبيح، كان مصيره مصير الأشياء الفاسدة وهي التخلص منها ومن شرها بالتدمير والحرق ثم وضعها حيث توضع النفايات في حفرة قعرها بعيد وحرها شديد.

فماذا فعل الله تعالى ببعض أهل الكتاب الذين إستحقوا هذا المصير ومع ذلك خفف عنهم العذاب بالجلاء "إكراماً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم"، وقد أكد الله تعالى عدم تعذيبهم بالهلاك رغم أنهم قالو صراحة ما جاء بسورة الأنفال: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰ-;-ذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ - « فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ » أَوِ « ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ » 32)، فقال الله لرسوله الكريم: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ «« وَأَنتَ فِيهِمْ »» وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ 33)، على الرغم من وجود كل مقتضيات ذلك العذاب، قال: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ - « وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ » وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ - وَلَٰ-;-كِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ 34)، إذن ما هو البديل لإيقافهم عند حدهم "قسراً" سوى الجلاء من المدينة لإتقاء شرهم عن المؤمنين؟؟؟

ثانياً: فمن الذي أخرج هؤلاء المعتدين ناقضي العهود، وأجلاهم وهم في حصونهم المشيدة، "كخط بارليف" مثلاً؟؟؟ ... قال: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ...):
1. من أين أخرجهم؟ ... (... مِن دِيَارِهِمْ ....)،
2. وإلى أين الوجهة؟ ... (... لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ...)، في بلاد الشام,
3. وكيف حدث ذلك، هل أنتم الذي أخرجتموهم أيها المؤمنون؟، وهل كان في ظنكم أنهم سيخرجوا من حصونهم الحصينة بهذه السهولة والسرعة والإنقياد؟ ... ابداً: (... مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ...),
4. وهل هم أنفسهم كانوا يتوقعون هذا المصير وقد أسكرتهم تحصيناتهم، ثم خدعتهم وخذلتهم؟ ... بالطبع لا: (... وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ ...),
5. ولكن،، كيف كان هذا الحدث الجلل المباغت؟؟؟ ... (... فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ...),
6. كيف ذلك؟؟ ..... أخافهم وأرعبهم من مجهول لا يعرفون كنهه، وما هو: (... وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ...),
7. ماذا أهم ظواهر هذا الرعب والهلع؟؟؟ ... (... يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ...)،
8. ما العبرة والدرس المطوب معرفته من هذا المصير الذي قد يحدث للمشركين إن سلكوا نفس الطريق وتمادوا في غيهم وعدوانهم ونقضهم للعهود كما فعل بنو النضير هؤلاء، لذا قال لهم: (... فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ 2)،
9. ما الدليل على أن هذا الجلاء كان رحمةً بهم وفي نفس الوقت كان إكراماً لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟ ... قوله تعالى صراحة: (وَلَوْلَا أَن « كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا » وَ « لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ » 3)،
10. ولكن،، ما هو المبرر الكافي لتعذيبهم في الدنيا أو لإجلائهم من المدينة؟ ماذا لو تركهم وعفاهم من العذاب والجلاء معاً، وأرجأهم مثل غيرهم من العصاة إلى عذاب الآخرة؟ وما الذي سيترتب على ذلك من مضار يصعب تفاديها أو تجاوزها؟؟؟ ... قال تعالى: (ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ « شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ » - وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ - « فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ » 4)،

لا بأس من أن نلقي نظرة على خيبة صاحبنا وجهله: يقول في عبارته المخربطة: (وظنوا أن حصونهم مانعتهم من الله)، ليشهد الناس، كل الناس على جهله التام باللغة العربية وغيرها.
أولاً: يجهل صاحبنا، النواسخ، التي منها (ظن وأخواتها)، لأنه إن كان يعرف أن كلمة "ظنوا" ناسخة، وأنها تنصب مفعولين أصلهما "المبتدأ والخبر"، حيث يعرب المبتدأ مفعول أول منصوب، والخبر مفعول ثاني منصوب،،، لأخذها في الإعتبار عند قيامه بعملية التخريب، "أعني الخربطة" التي إقترفها ظلماً وعدواناً وتجنياً،

ثانياً: هو يجهل أيضا من النواسخ "إنَّ وأخواتها"، وأحكامها، فلو كان يعرفها لوضع في إعتباره وتحرى أحكام الناسخة "أنَّ" في عبارته الخرقاء: (أَنَّ حُصُونُهُمْ مَانِعَتُهُمْ)، التي إفتراها كذباً، إذ يجب أن يكون إسمها منصوباً بها وخبرها مرفوعاً بها، ولكنه قال: (أَنَّ حُصُونُهُمْ) بنونٍ مضمومةٍ "رفعاً"، بدلاً عن قوله: (أَنَّ حُصُونَهُمْ) بنون مفتوحة "نصباً.

ثالثاً: وقع في وهدة شر أعماله فقدم وأخر (التقديم والتأخير المذموم الممنوع)، ثم إنتهك قواعد اللغة والإنشاء فلو كان سيبويه قائماً بيننا لجرده من عصمته المدعاة، ولأقام عليه الحد.

الآن فلنعرب هذه الجزئية من الآية الكريمة: (... وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ ...),
وَظَنُّوا: ... "الواو" حرف عطف، و "ظَنُّوا" فعل ماض مبني على الضم لإتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل، في محل نصب مفعول أول للفعل "ظن"، والجملة معطوفة على ما قبلها،
أَنَّهُم: ... "أنَّ" حرف توكيد ونصب وإستقبال، و "هُم"، الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب إسم "أن!َ"، و "الميم" علامة الجمع،
مَّانِعَتُهُمْ: ... "مانعة"، خبر "أنَّ" مرفوع بها، بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هي"، الضمير يعود على "الحصون"، و "الهاء" ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع،
حُصُونُهُم: ... فاعل " مَّانِعَتُهُمْ"، والمصدر المؤول من "أنَّ" وما جاء بعدها يكون قد سد مسد مفعول "ظنوا".
مِّنَ اللَّهِ: ... "من" حرف جر، و لفظ الجلالة "الله"، مجرور بحرف الجر، بالكسرة الظاهرة، وشبه الجملة من الجار والمجرور متعلق بــِ "مانعتهم".

ألم يقل الله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ - « إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ » - مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ 52)؟، ثم أكد ذلك جازماً، بقوله: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا « فِي الْآفَاقِ » وَ « فِي أَنفُسِهِمْ » - حَتَّىٰ-;- يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ..... «« أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ؟»» 53)؟؟؟ .... بلى ربي!!! إنه يكفي وزيادة.

*******************************************************

الخطأ المفترى 93:
قال تعالى في سورة الحج: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ 25)، فإنقضَّ عليها صاحبنا، بمعوله، فإدعى أنها آية مخربطة وأن ترتيبها الصحيح المسخ التالي: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس العاكف والباد فيه سواء).

أولاً: الواقع الذي جاءت هذه الآية الكريمة لتغيره هو، أن الكفار بمكة ليس فقط يصدون الناس عن الإيمان بقدسية المسجد الحرام والتعبد فيه، بل كانوا يصدون الحجاج البادين ويفرقون بينهم وبين العاكفين فيه من أهل مكة، فنهى الله تعالى عن هذا التمييز وتلك التفرقة، فكأنما قال سبحانه: أن هذا المسجد قد جعله الله للناس على حد سواء لا فرق بين من كان (عاكفاً فيه) وبين من كان (بادٍ إليه من خارج مكة، ففصل هذا في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ...)، لم يقفوا عند حد كفرهم، بل:
1. (... وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ...), كل من أراد التعبد لله تعالى،
2. وليس صدهم عن سيبل الله فقط، بل: (... وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً ...) لا مجال للتفرقة بينهم، وبنوعيهم:
(أ): (... الْعَاكِفُ فِيهِ ...),
(ب): (... وَالْبَادِ ...),
فلا يحق لهم أن يصدوا البادين من الحجاج، وقد إعتبر ذلك منهم إلحاد وظلم، فحذرهم وتوعدهم بالعذاب الأليم،، قال: (... وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ 25)،

أما خربطة صاحبنا هذه: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس العاكف والباد فيه سواء)، سنتركها هكذا لتكون شاهداً عليه.

********************************************************

الخطأ المفترى 94:
قال تعالى في سورة المنافقون: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ 5)، أيضاً قام بعملية إستئصال جزء من آية في سورة كاملة إسمها "المانفقون"، هكذا(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ...)، ثم عبث به بفكره المريض ومكره السيء وكيده الضعيف، فتمخض عنه هذا المسخ: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى رسول الله يستغفر لكم). ومع ذلك "إنصافاً" نسجل له صوت شكر على أن أشار إلى هذه السورة المحورية في تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة لدى السواد الأعظم من البشر.

أولاً: لماذا سميت هذه السورة "المنافقون"، علماً بأن المنافق هو الشقي التعس الذي كان على إيمان قبل أن ينقلب على عقبيه، كالتي نقضت غزلها من بعد قوة "أنكاساً"، فصعدوا على قمة شاهق فألقوا بأنفسهم في أحضان الضياع فهوت بهم الريح في مكان سحيق.

ثانياً: أكثر الناس ضرراً بالبشرية عموماً وبالأديان بصفة خاصة هم أولئك المنافقين الذين يستترون خلف مسميات ليس لهم علاقة بها، فاليهودي الصادق الذي إتبع موسى عليه السلام "قبل إرسال عيسى" فهو مؤمن صادق بقدر إلتزامه شرع الله الذي أتى به موسى عليه السلام دون تغيير أو تبديل فيه،، وغير ذلك من اليهود هم منافقون،،، يستحيل أن يأتي منهم خير لا لأنفسهم ولا لغيرهم من البشر والنعم والشجر والحجر. كذلك الحال بالنسبة للنصارى واليهود بعد عيسى عليه السلام، فمن تبع عيسى عليه السلام وآمن بالإنجيل كله وعمل به تماما كما نزل ثم آمن أيضا بالتوراة ولكن "عبر عيسى عليه السلام" وعمل بهما معاً فهو "مؤمن صادق" بقدر صدقه وإلتزامه بدين عيسى عليه السلام فمن جاء بعده بتوراة فقط أو بإنجيل فقط فهو "منافق"،

ثالثاً: من صدق برسالة موسى، ورسالة عيسى عليه السلام، وعمل بتوراته وإنجيله، بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم مهما كانت درجة صلاحه، فيهما فهو "منافق". كما أن من إتبع ما جاء به النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم وعمل بما جاء به كاملاً ولكنه لم يؤمن بموسى نبياً ورسولاً وآمن بالنبيين الذين جاءوا قبله ورسالاتهم، ولم يؤمن بالتوراة ككتاب من عند الله تعالى، و/أو لم يؤمن بعيسى عبداً ونبياً ورسالاً من عند الله تعالى، وآمن بالإنجيل كتاباً موحاً من الله تعالى، "فهو منافق"، ولن ينفعه إيمانه ذلك لأنه إيمان ناقص. وفي كل الأحوال فإن المنافق كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله وكافر باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره مهما إدعى وأقسم وحلق،، حكم الله تعالى عليه بالكفر وأعد له "الدرك الأسفل من الناس".

ثالثاً: ظن كثير من أهل الكتاب وغيرهم أن الله تعالى يحابي (المسلمين)، ويقبلهم على علاتهم، ويميزهم عن الآخرين بغض النظر عن أعمالهم إن كانت حسنة أو كانت سيئة، ولكن هذه الآية تكذب هذا المعتقد الفاسد وتؤكد أنها أحلام يقظة للمنافقين الذين يظنون أن إسلامهم فقط كافٍ لنجاتهم،، وهذا وهم يحاول (المنافقون أنفسهم من يهود أو نصارى أو مسلمين) الترويج إليه ليضلوا السذج والعوام، لأنهم "يبغونها عوجا"، حسداً من عند أنفسهم لأنهم علموا "من دواخلهم المدمرة" أنهم بعيدون عن بلغوع مقامات المتقين، فيئسوا من روح الله لغبائهم وجهلهم وضلالهم، ومن ثم حسدوا المؤمنين المتقين الذين يعملون ليل نهار وبجد لإعمار دار المقامة والعودة إلى الجنة حيث خلق أبواهم فما أخرجتهم منها سوى الغواية والمعصية. ولعلهم لم يدركوا أن الله تعالى لم يوصد باب التوبة والمغفرة لهم مهما كانت درجة ذنوبهم، يقول تعالى (ما يفعل الله بعذابكم إن إتقيتم؟؟؟). فلنتابع بعض الآيات من هذه السورة – الجديرة بتدبرها كلها – ولكننا سنكتفي في هذه السانحة بتوصيل المعنى المقصود للقراء الكرام، وقد نلتقي مع إضاءات أخرى منها في سانحة أخرى إن أذن الله لنا بذلك ووفقنا إليه.

قال تعالى لنبيه الكريم، محذراً: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ « قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ » ...), فلا تصدقهم ولا نركن إليهم، فأنت ليس في حاجة إلى شهادتهم الكاذبة،: (... « وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ» وَ « اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ » 1)، فما هو الشاهد على كذبهم، وهم قد نطقوا الشهادتين؟؟؟ ... قال لأنهم: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ...), ليخفوا باطنهم وما يضمرونه من الكفر والعدوان، ولكن حقيقتهم غير ذلك: (... « فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ » - إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 2)، ولكن،، كيف كان صدهم عن سبيل الله تفصيلاً؟؟؟ ... قال: (ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ « آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا » - فَطُبِعَ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ 3).

رابعاً: ما دام أن هؤلاء المنافقين بهذه الدرجة من الخطورة، كيف يمكن التعرف عليهم وتمييزهم خاصة وأن النفاق مشاعر داخلية يسرها صاحبنها وتستعصى على الآخري؟؟؟ ... قال تعالى مبيناً أهم سماتهم وعلاماتهم:
1. من حيث الشكل الخارجي والظاهري لا يبدوا عليهم سواد ما بداخلهم وقذارته،،، قال: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ...),
2. ولكن يظهر نفاقهم من حديثهم المتضارب، المتناقض، المتخابث، المريب، قال: (... وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ...), عقول ضحلة ووجدان فارغ وأسلوب فج، ومنطق منكوس،)، ... ثم أي؟
3. كثيروا الظن والتوجس والتشكك والعقد،، فهم: (... يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ...). ولكن،، من هم هؤلاء التعساء، وكيف التعامل معهم؟؟؟ قال: (... هُمُ الْعَدُوُّ «« فَاحْذَرْهُمْ »» - قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ-;- يُؤْفَكُونَ 4) .... ثم ماذا بعد عنهم؟؟؟ ... قال:
4. (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ ...):
(أ): ... (... لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ ...), رفضاً وإعراضاً وتبرماً،
(ب): ... (... وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ 5)،
هؤلاء لا تتعب نفسك في الإستغفار لهم، لأنه لن يجدي لهم نفعاً، فقد حرمهم الله هذه الفرصة لسوء ما عملوا،، وفي ذلك قال لرسوله: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ - « أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ » أَمْ « لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ » - لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ «« إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ »» 6).
ولكن،، لماذا كل هذا الغضب منهم إلى هذه الدرجة؟؟؟ ... قال تعالى في ذلك: (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ «« لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ-;- مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ-;- يَنفَضُّوا »» - ولِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - « وَلَٰ-;-كِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ » 6).

يا من تهاجمون المسلمين،، "كل المسلمين" دون تمييز، وأنتم تعاملونهم بغير ما أكتسبوا، وتحملونهم وزر أولئك المنافقين الذين وصفتهم هذه السورة، رغم أنهم محسوبين من المسلمين وينتمون إلى أبوين مسلمين، وأسمائهم لا تخلوا ممن (حُمِّدَ وَعُبِّدَ) أمثال رشيد المغربي ووفاء سلطان وغيرهم، من ضحايا المجتمعات التي تنتمي إلى الإسلام وهي ليست منه فصبُّوا جام سخطهم على الإسلام عن جهل به, والمنافقين من أهل الكتاب أمثال زكريا بطرس وغيرهم،

المنافقون هم وراء كل مشاكل الدنيا التي نراها الآن من العداءات والإقتتال والمظالم والمآسي وسفك الدماء البريئة التي تدمي القلوب يروح ضحيتها الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والمرضى. فالمنافق (بشهادة القرآن الكريم ليس مسلماً ولا مسيحياً ولا يهودياً) بل هو شيطان رجيم وصفه الله تعالى بقوله لرسوله الكريم: (... هُمُ الْعَدُوُّ «« فَاحْذَرْهُمْ »» - قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ-;- يُؤْفَكُونَ 4)، علماً بأن الجزيرة العربية كلها تعج بالأعداء من أهل الكتاب والمشركين وغيرهم.

********************************************************

الخطأ المفترى 95:
قال تعالى في سورة المائدة: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ-;- أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ-;- يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ 14)، إدعى صاحبنا انها آية مخربطة وترتيبها الصحيح: (وأخذنا من الَّذين قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ميثاقهم).

نقول لصاحبنا هذا:
أولاً: أليس من العار عليك أن تضع معايرك بنفسك لنفسك ثم تحيد عنها وتنتهكها؟؟ فهل نسمى هذا جهل وسفه، أم هو عدم مصداقية؟ ... أليست معاييرك الأخطاء اللغوية والإنشائية والخربطة؟ ألم تلحظ أبداً في هذا العك سفور هذه المآخذ والمزالق على رؤوس الأشهاد؟:
1. أنظر إلى هذه الجملة النظامية الكاملة (أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ)، فعل، وفاعله، ومفعوله،، أليس كذلك؟؟؟، ما الذنب الذي إقترفته في حقك حتى تباعد بين الفاعل ومفعوله بخمس مفردات، فأقصيته حتى بلغ مجمع البحرين وأوشك أن يرميه أحد ركاب الطائرة من شباكها مع الكتاب الذي رميته؟؟
2. قلنا لك أن التقديم والتأخير فن راقي من فنون النظم والأدب والبلاغة والبديع، فلم تصدق، وجزمت بأنه "خربطة" ولم تتراجع عن هذا المعتقد الفاسد وقد أخذتك العزة بالإثم، فقلنا (نلتزم معاييرك – "جدلاً")، فلماذا تخليت أنت عنها بهذه السذاجة المضحكة المبكية؟؟؟ ألا ترى في "إقصاء المفعول به من فاعله بعد أن كان ملازماً له" هذه تأخير؟ ... وليته كان تأخيراً سليماً لقلنا رأي يمكن محاورته، ولكن كيف نناقش هذا العبث الصبياني المتفلت؟
3. الآن،، أنظر معنا إلى هذه الخربطة، (وأخذنا من الَّذين قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ميثاقهم). بأمانة علمية وبموضوعية ومنطق سليم،، هل ترتضي هذا النص بأي معايير لغوية أو إنشائية أو بيانية؟؟؟ إن لم تجاوب أنت، فسيكون الجواب بالنسبة للقراء أعمق وأوثق.

ثانياً: دعنا نناقش الآية التي أشرت إليها مع بعض الآيات التي قبلها لنصل إلى المراد منها في مفهومها الخاص، قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا « اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ » - إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ - «« فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ »» ..... وَاتَّقُوا اللَّهَ وَ « عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » 11).

ثالثاً: ثم ذكرهم بما حل ببني إسرائيل في عدم تقواهم وتوكلهم على الله، قال: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ...)، إذا إلتزمتم بشروطه التالية:
1. (... لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ ... ),
2. (... وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ...),
3. (... وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ...),
4. (... وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ...),
حينئذ،: (... « لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ » وَ « لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ » - فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰ-;-لِكَ مِنكُمْ - «« فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ »» 12)... فهل بعد كل هذه البشارة والنذارة عمل بها بنوا إسرائيل، وإحترموا ميثاق الله تعالة أم أنهم ضلوا سواء السبيل؟؟؟

رابعاً: الواقع أنهم قد نقضوا ميثاقهم كعادتهم دائماً، وترتب على ذلك أنهم بالفعل ضلوا سواء السبيل، فكان جزاءهم في قوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ ...),
1. (... لَعَنَّاهُمْ ...), مع رسلهم وأنبيائهم والصالحين المصلحين منهم،
2. (... وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً « يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ » ...), دون خشية من الله أو تحرج،
3. (... وَ « نَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ » - وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ-;- خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ - « إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ » ...), فدائماً يوجد الخيرين والصالحين والمصلحين في كل أمة ولكنهم قلة،
إذاً،، كيف التعامل مع مثل هؤلاء؟؟؟ ، قال الله لنبيه الكريم: (... فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 13), هذا ما إنتهى إليه حال بني إسرائيل، فماذا عن النصارى؟؟؟

خامساً: أيضاً أخذ الله ميثاق النصارى كما فعل مع اليهود، فماذا كان حظ الإستجابة منهم؟؟؟ ... قال تعالى في ذلك: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ-;- « أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ » - فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ - « فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ-;- يَوْمِ الْقِيَامَةِ » وَ « سَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ » 14)’

سادساً: أن تأخير عبارة « أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ »، على عبارة (« وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ-;- » إنما كان ذلك بغرض التشويق، ولتثبيت وترسيخ المعنيين بالميثاق قبل ذكره،، وهذا من أكثر المواطن التي لا يصلح فيها إلَّا التقديم والتأخير،، كما سبق أن أفضنا في ذلك في مواضيع سابقة.

********************************************************

الخطأ المفترى 96:
قال تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ-;- وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَ 106)، أيضاً إدعى بأنها آية مخربطة وقال إن ترتيبها الصحيح:(يا أيها الذين آمنوا إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية شهادة بينكم اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذاً لمن الآثمين)، ثم قال: وإذا قرئت "شهادةً اللهَ" بالتنوين يكون الترتيب: وَلَا نَكْتُمُ الله شَهَادَةَ


الآن،، فلنتدبر هذه الآية الكريمة المعجزة،، لنقف على أحدى روائع هذا الكتاب المبين،، ولنرى كيف تكون دقة الحق سبحانه في ضمان الحقوق بتوليها بذاته سبحانه ولا يتركها لاصحاب الأهواء التي تتغير من وقت لآخر بالعوامل الطبيعية من زمن، وأحداث، وسلوك, وأهواء.

هذه الآية الكريمة تضع معايير لوصية المحتضر في السفر، الذي حضره الموت، ويريد أن يوصي، قبل أن يموت،، فهذه الوصية يلزمها شهود عدول لتأكيدها وإعتمادها بصورة شرعية، فإشترطت هذه الآية وجود شاهدين إثنين عدول، يؤديان شهادتيهما بمواصفات مقننة حددتها الآية الكريمة في قوله تعالى، مخاطباً المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا...), المطلوب الآتي:
1. (... شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ ...), .... فعلى أي شيء تكون هذه الشهادة؟؟
2. (... إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ...), وهو في سفر بعيداً عن أهله وذويه ... متى؟؟؟
3. تكون الشهادة: (... حِينَ الْوَصِيَّةِ ...), ولكن .... من هم الشهود، وكم عددهم؟؟؟
4. هم رجلان: (... اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ ...), ولكن ..... ماذا إذا لم يتوفر إثنان ذوا عدل، أو توفرا ولم يكونا منا "تحديداً"؟؟
5. (... أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ...), إذا توفرت فيهما شروط الشهادة الشرعية,
6. تؤدى تلك الشهادة: (... إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ...),, وتكون طريقة الشهادة التي يؤديها الشهود كما يلي:
(أ): (... تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ ...)، لضمان وجود جمع من المصلين يحضرون الشهادة،
(ب): (... فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ « إِنِ ارْتَبْتُمْ » ...), ..... حيث يقولون في قسمهم هذا "نصاً": (... « لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ-;- » وَ « لَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ » - إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَ 106)،

ولكن ..... ماذا إذا لم تُعتمد شهادة هذين الشاهدين وعُثر على أنهما إستحقا إثماً، من كذب أو تحيز أوغيره من النواقص التي تقتضي رفض الشهادة،، هل هناك بديل آخر؟؟؟ ..... فإذا كان هناك شهود آخرين غير هذين الشاهدين الذين رشحا للشهادة لترجيح أنهما الأولى من بقية الشهود الآخرين، فيتم إستبدال (الأوليسن)، الذين رفضت شهادتهما بآخرين من بقية الشهود: قال تعالى في بيان ذلك: (فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ-;- أَنَّهُمَا « اسْتَحَقَّا إِثْمًا » -«« فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا »»- مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ ...), فتكون شهادة الشاهدين الجدد بالكيفية التالية:
(... فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ ...) ..... على ماذا يقسمان تحديداً؟؟؟:
(أ): على قولهم: (... لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا ...),
(ب): وتأكيدهم بقولهم: (... وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ 107).
وفائدة هذا الإجراء، يجعل الشهود الجدد متحسبين لإحتمال رد شهادتيهما كما حدث للشاهدين الأوليين الذين رفضت شهادتيهما من قبل، قال تعالى في ذلك: (ذَٰ-;-لِكَ أَدْنَىٰ-;- ...)، ضماناً:
1. (... أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ-;- وَجْهِهَا ...),
2. (... أَوْ يَخَافُوا أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ...),
فأخيراً ذَكَّرَتِ الآية الجميع بالتقوى وحذرتهم من العاقبة، قال تعالى (... وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ 108).

أما خربطة صاحبنا، فهي لا تستحق أي تعليق لأنها "تغريد خارج السرب"، ولكن لا بأس من لفت النظر إلى بعض المآخذ عليها كنص، قال فيه: (( يا أيها الذين آمنوا إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية شهادة بينكم اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذاً لمن الآثمين)، ثم قال: وإذا قرئت "شهادةً اللهَ" بالتنوين يكون الترتيب: وَلَا نَكْتُمُ الله شَهَادَةَ )). فقط نطالبه أن يوصل المعنى الذي فصلته الآية الكريمة من خلال هذه الخربطة التي جادت بها نفسه ونضح بها فكره وأثمت بها قريحته.

********************************************************

أخطاء القرآن / الخطأ 97
قال تعالى في سورة التوبة: (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ « أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ » فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 3)، فإقتطع صاحبنا جزءاً من قبل الآية "نهشا"، فعرضه هكذا: (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ )، ثم إنقضَّ عليه بعد ذلك لينشب فيه أنيابه المخربطة المتلفة ليخرج علينا بهذا المسخ: (آية مخربطة وترتيبها الصحيح: (إن الله ورسوله بريئان من المشركين)،

لن نقف طويلا عند هذه المهزلة والخبل،، ولكننا نرد عليه بأمرين إثنين:

أولا: لقد ناقشنا هذه الآية الكريمة بموضوعنا (براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
)، يوجد بالرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=399756

ثانياً: مثل هذا التعبير (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) يستحيل على صاحبنا أن يستوعبه أو يدور في فكره أو يطرق وجدانه،، لأن المؤهلين لذلك هم وحدهم العقديون الموحدون الصادقون، من رواد التوراة والإنجيل والفرقان،، وحيث تأكيدك قطعي بأنك مسيحي ولكنك لست "عقدياً" ومعروف موقفك من التوراة والأنجيل والقرآن والوحي بصفة عامة فأنَّى لك أن تفهم هذه المعايير العقدية الوجدانية؟؟؟ ... فنقول لك الآتي:
1. الله تعالى "رَبٌّ"، يفعل ما يشاء ويختار،، وهو بالطبع "لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يسألون،، أما النبي محمد فهو "عبده ورسوله"، وليس نداً له أو رباً معه أو معقباً على قوله،
2. الله تعالى قال عن نفسه (إنه بريءٌ من المشركين)، فهو وحده صاحب هذا الحق والسلطان،، ولكنه قد أعْلَمَ عبده ورسوله بأنه قد برَّأهُ أيضاً من المشركين، فكانت الصياغة الوحيدة التي يمكن أن تكون هي: (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ), فعطف رسوله عليه "تفضلاً منه" وليس حقاً أصيلا له.
3. إن عطف "العبد" على "الخالق" يعتبر شرك صريح، وهذا ما يستحيل أن يقول به القرآن الكريم،، فهذه الجزئية تبين دقة القرآن الكريم في معطيات المفردات والتراكيب والنظم.

ألم أقل لك أنه أهون عليك أن تبلط البحر، وتولج الجمل في سم الخياط، من أن تصل إلى شيء إسمه خطأ أو باطل يلحق القرآن،، وقد رأيت بنفسك حتى الآن كيف كانت ضربات القرآن الكريم موجعة مؤلمة وماحقة – فقط ببعض آياته المختارة من قبلك أنت ولم نختارها نحن،، وكيف أنها قد أذاقتك طعم مرارة الهزيمة، علماً بأننا حتى هذه اللحظة لم ندخل بعد في واحة الإعجاز العلمي الساحقة الماحقة للباطل والمفحمة لأهله، الذي سنتناوله قريباً إن مد الله في الأجل أو قد يتولى هذه المهمة أطفال محمد الخاتم، من النشأ الواعي الواعد بإذن الله تعالى.

********************************************************

الخطأ المفترى 98:
قال تعالى في سورة التوبة: (« وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ » حَتَّىٰ-;- يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ 6)، أيضاً، نهش جزء من هذه الآية المحكمة الكريمة، فنظر إليها من خلال معاييره المضروبة، ثم أودعها كوامن نفسه المتأزمة، فكان منطقياً أن تكون الحصيلة هذا المسخ المزمن الذي أفكه هكذا: (آية مخربطة وترتيبها الصحيح: وإن استجارك أحد من المشركين فأجره).

أيضاً لن نقف طويلا عند هذه الخطرفة والتمحك،، ولكننا سوف نرد عليه بأمرين إثنين:

أولا: لقد ناقشنا هذه الآية الكريمة بموضوعنا (براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
)، يوجد بالرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=399756

ثانياً: مثل هذا التعبير(وإن استجارك أحد من المشركين فأجره)، المتعلق بإشكاليته المزمنة وعدم معرفته لأصول البيان والبلاغة وحتى فقه اللغة والنحو وضوابطه، ستستمر معه هذه الخصلة والخلل المنهجي إلى ما شاء الله تعالى،، ولهذا السبب قد خصصنا موضوعا كاملا عن التقديم والتأخير عنوانه (التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة)، يجده القاريء عند الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=407824)، فلا نرى داعي للتكرار فهذه محنة صاحبنا أدخل فيها غيره وشغل وقتهم بدلا من أن يراجع نفسه ويصلح حاله.
********************************************************

الخطأ المفترى 99:
قال تعالى في سورة التوبة: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ-;- أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُولَٰ-;-ئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ 17)، أيضاً إدعى أنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح: (أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَهُمْ فِي النَّارِ خَالِدُونَ)،

أولاً: أيضاً نقول نفس ما قلناه في الخطأ المفترى السابق والذي قبله أيضاً، ونوجه القاريء إلى نفس الموضوع (التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة)، وتحت نفس الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=407824)،.

ثانياً: نقول له "تعريفك للخربطة" كمعيار عندك هو (التقديم والتأخير)، وهذه الآية مثل غيرها، لم تنتقدها من حيث المعنى ولا المضمون،، فكان كل همك هو (خلو النص من الأخطاء اللغوية والإنشائية)، أليس كذلك؟؟؟ ومع ذلك تخليت عن هذين المعيارين وإلتزامك بهما في كل مواضيعك اللمتتابعة المتلاحقة كلها وركزت على (الخربطة) وتقصد بها (التقديم والتأخير)،، فما دام ذلك كذلك،، هل نظرت إلى عبارتك هذه جيداً؟؟؟ (أولئك حبطت أعمالهم وهم في النار خالدون)، هل لاحظت أنه يوجد بها أي تقديم أو تأخير أم لايوجد؟؟؟ .... هل في ردك على سؤالنا هذا أنك ستقول "نعم" فتكون مدلساً أم ستقول "لا" فتكون جاهلاً ؟ الخيار لك، وعلى فكره،، نحن راضين منك أي من الخيارين، ولن نستخونك أيضاً ... هذا وعد. أما إن كان لديك خيار ثالث أو تبرير معقول فليتك تتفضل به عليها، فنكون ممتونين كثيراً.

********************************************************

الخطأ المفترى 100:
قال تعالى في سورة التوبة: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ 55)، أيضاً إدعى بأن هذه الآية الكريمة المحكمة، آية مخربطة وإدعى أن ترتيبها الصحيح « مع اضافة» من عنده، تصير هكذا: (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة وتزهق أنفسهم وهم كافرون).

نرد على هذه الخزعبلات واللجاجة فنقول وبالله التوفيق:
أولا: لقد ناقشنا هذه الآية الكريمة بموضوعنا (براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
)، يوجد بالرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=399756)، كما أسلفنا في النقاط السابقة،

ثانياً: لا بأس في أن نتدبر هذه الآية الكريمة هنا ليسهل على القاريء الوقوف على حجم المأساة في فهم صاحبنا، ومدى تجنيه على نفسه بهذه القسوة التي لا توجد إلَّا لدى المنتحر في لحظة تعف ينهي بها حياته، فنقول فيما يلي:
خاطب الله تعالى نبيه الكريم عن المنافقين الذين يحاولون ببعض الأعمال التي يريدون بها أن يخدعوا النبي والمؤمنين بأنهم مؤمنين ومخلصين،، فأراد الله أن يكشف جُنَّتَهُم ويفضح أمرهم، قال لنبيه الكريم: (قُلْ أَنفِقُوا « طَوْعًا أَوْ كَرْهًا » ...), هذه محاولات يائسة منكم لأن الله (... لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ - « إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ » 53)،، ولكن ..... لماذا لم تقبل منهم نفقاتهم هذه؟ ألا تعتبر هذه مثلاً توبة منهم ورجوع إلى الحق؟؟؟ ... طبعاً هذا ما قد يخطر بذهن أي شخص عادي لا يعلم الغيب،، ولكن علام الغيوب قال مبرراً ذلك: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ ...)، لم يكونوا صادقين ومخلصين في تلك الأعمال التي يخادعون بها والله خادعهم لأنهم:
1. (... كَفَرُوا بِاللَّهِ ...), وإن حاولوا إظهار غير ذلك "نفاقاً"،
2. (... وَبِرَسُولِهِ ...), وإن أظهروا وداً ولكنهم كانوا يضمرون غير ذلك في نفسوسهم،
3. (... وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ-;- ...), وقد لا يلحظ الكثيرون ذلك عليهم،
4. (... وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ 54)، أمِثْلُ هؤلاء يمكن أن تُقبل منهم نفقاتهم؟؟؟
نعم هم لديهم أموال وأولاد وأمورهم الدنيوية سالكة وأعمالهم ناجحة،، ولكن كل هذا في ظاهره "نعمة" ولكن في واقعه "نقمة" وشقاء كبير،، لذا قال لنبيه الكريم: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ...), لأن ظاهرها خلاف واقعها الحقيقي: (... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ...):
1. (... لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...), فيشقوا في جمعها وتكديسها، ولكنها لا تفيدهم شيئاً لأنها لن تفديهم من عذاب الآخرة ولن يتقبل منهم ملء الأرض ذهبا لو إفتدوا به،
2. (... وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ 55)، فجزاء مكرهم السيء أن مكر الله بهم فشغلهم بالأموال والأولاد ولهاهم بها حتى ينقضي عمرهم دون أن يضع الآخرة في حساباته، حتى يموت على الكفر والفسوق والعصيان.

ثالثاً: دعونا نرى ماذا أعد لنا صاحبنا من خربطة فاضحة حيث قال:
1. (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا ...), لأنهم بالطبع ستكون لهم أموال وأولاد في الحياة الآخرة، (هذا حسب معطيات نصه)، ولكن ما شأن الأموال والأولاد هناك (يوم يفر المرأ من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه)، ولكن صاحبنا هنا إستثنى المال والبنون في الآخرة. ... فما شأن هذا المال وتلك البنون هناك؟؟؟
2. قال صاحبنا: ( إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة ...), لا ندري آلية ذلك العذاب بالمال والبنون في الآخرة؟ قد نخفف عنه العبء قليلاً فنقبل منه التعذيب بالمال يوم القيامة لقوله تعالى (تكوى بها جباههم وجنوبهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم، فذوقوا ما كنت تكنزون), ولو أنه لم يكن هذا قصده،، ولكننا على أية حال: نحتاج إلى بيان منه فهذا طرحه وهو أدرى به،، ولكن المهم، ماذا بعد العذاب بالمال والأولاد في الآخرة؟؟؟
3. أكيد سيعودون مرة أخرى إلى الدنيا لتزهق أنفسهم فيها، فيتحقق قول صاحبنا: (... وتزهق أنفسهم وهم كافرون)،، لسبب بسيط "لسوءا حظه" وهو (لن تزهق نفس يوم القيامة أبداً)،
هذه هي العقلية التي تريد أن تستدرك على الله تعالى وتصحح كلامه الذي أعجز الإنس والجن والخلق كله.

قال تعالى في سورة الكهف: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي «« لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي »» وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا 109)، (قُلْ إِنَّمَا «« أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ-;- إِلَيَّ »» - أَنَّمَا إِلَٰ-;-هُكُمْ إِلَٰ-;-هٌ وَاحِدٌ - « فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا » وَ « لَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا » 110). آمـــــنت بالله صدق الله العظيم.

تحياتنا للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9:
- التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء8:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
- فّلْنَعُدْ إلَىْ رُشْدَنَاْ وَنُحَكِّمْ عُقُوْلَنَاْ:


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11: