أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 20:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نواصل الرد على الإفتراءات التي يدعي فيها سامي الذيب بأنَّه إكتشف، المئات من الأخطاء اللغوية والإنشائية، نافياً فن التقديم والتأخير في الأدب العربي واصفاً إياه بعبارة "خربطة"، التي نراه لا يعرف معناها حقيقةً، لأنه يتعاطاها ولا يشعر بها. على أية حال قد أخرسناه من معه من زمرة "المهللين"، بالأدلة والبراهين، فجن جنونهم وطاش صوابهم ودخلوا في نفق التخبط المفضي إلى ارض التيه والضلال، حيث أنهم وجدوا أنفسهم بين مطرقة الحق، وسندان الحقيقة فبهتوا.

ثم رددنا عليه في بعض الذين علقوا على مواضيعه من القراء منهم الأخ التاج أحمد الذي غطيناه في موضوعنا (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9) عند الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=408204 , ثم رددنا عليه في الموضوع الذي خصصناه للرد على القارئة التي علقت على مواضيعه، وذلك في موضوعنا السابق بعنوان (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(أ)) الذي يمثل أحد محاور موضوعه الذي أورد فيه أخطاء مفتراة عن القرآن الكريم، فخصصنا المحاور كما يلي:

المحور الأول: ضحد فرية الخربطة بين آيات القرآن بصفة عامة وبين آيات من سورة النساء بصفة خاصة،،
والمحور الثاني لإثبات عدم صحة فرية التنطيط من مكان لمكان الذي إدعته القارئة وأمن عليه صاحبنا وتبناه: وقد غطيناهما معاً في موضوع كامل منفصل، فثبت كذب هذه الفرية الضحلة.

والآن سنرد على موضوعه الآساسي عن الأخطاء اللغوية والإنشائية والتقديم والتأخير التي يدعي صاحبنا أنه وجدها في القرآن الكريم،، ورغم أننا قد أسقطنا هذا الإدعاء تماماً، إلَّا أننا سنواصل ملاحقته حيث أشار، حتى ينضب معينه فيأُمُّهُ الله هاويةً في فعر سحيقٍ، بإذن الله تعالى.

الخطأ المفترى 81:
قال تعالى في سورة البقرة: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ-;- يَقُولَ ..... «« الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ-;- نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ»» 214)، فإدعى صاحبنا انها آية مخربطة وظن أن ترتيبها الصحيح (مع اضافة) أشياء من عنده، تصير مخربطة هكذا: (ام حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول ..... «« الذين آمنوا معه متى نصر الله فيقول الرسول ألا إن نصر الله قريب»»).

إذاً،، الجزء من الآية الذي إفترى عليه بالعبث والخربطة هو من قوله تعالى:
(...«« يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ-;- نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ»»)،
فخربطه بعد أن أضاف إليه من عنده هكذا:
(... «« يقول الذين آمنوا معه متى نصر الله فيقول الرسول ألا إن نصر الله قريب»»)

دعونا نسأل هذه الآيات عن رأيها فيما إدعاه صاحبنا هذا،، قبل أن ننظر إلى هذا المسخ الذي أتى به، قال تعالى (فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين)، يمكننا الإكتفاء بتحليل الآية التي أشار إليها صاحبنا لإحباط سعيه الزهوق، ولكن فلنتابع مسار الأحداث من آيتين قبلها وآيةٌ ثالثةٌ بعدها لتكتمل الصورة أمام القراء مما يساعدهم على الحكم بدراية كاملة، وذلك فيما يلي:

أولاً: قال تعالى لنبيه الكريم: (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ - « كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ » - وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ .... « فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ » 211), وبالفعل قد بدلوا نعمة الله، لذا إستحقوا العقاب الشديد من الله تعالى.

ثانياً: إهتَمَّ الكفار في السابق - وحتى يومنا هذا - بالمال والثراء والماديات والشهوات، ولأن المؤمن في الأصل مهموم بالحياة الآخرة وكثير الزهد في الدنيا ومباهجها ومفاتنها، فهو يعمرها لغيره بإعتباره مسئولاً عن ذلك وليس لنفسه لأنه يعلم يقيناً أنها زائلة خادعة، لذلك من الطبيعي أن يحميه الله من فتنة المال والترف، فيظن السفهاء أنهم عاجزون عن تحقيق الثراء أكثر منهم، فيسخرون منهم، رغم أن السخرية الحقيقية ينبغي أن تكون من المفتونين بالحياة الفانية والتي زينت لهم لفتنتهم فصدقوها وركنوا إليها، فكان حصادهم الندم والحسرة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتى الله بقلب سليم، قال تعالى: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ...), فتوهموا دوامها وصفاءها، رغم أنهم يرون الموت يتخطف الناس من حولهم، فيتخطاهم لغيرهم وسوف يتخطى غيرهم إليهم (كل ابن أنثى وإن كالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول)، لذا قال: (... وَ « يَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا » وَ « الَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ...), ولكن هذه الحقيقة غائبة عن هؤلاء الغافلين،، أما مسألة الرزق فهو بيد الله تعالى،، (... وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ 212)،

ثالثاً: هناك حقيقة يجهلها الضالون المضلون والسفهاء، وهي أن الناس – قبل إرسال الأنبياء والرسل – كانوا أمة واحدة، يجمعها الضلال والفساد والإفساد والضياع والظلم والكبر والقتل، قال تعالى مبيناً ذلك: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً...), فأراد أن يغير هذا الواقع المرير الذي ستكون نتيجته هلاكهم جميعاً دون إستثناء، ثم بالطبع إيرادهم النار ولن ينجو منهم أحد،، ولكن أراد الله تعالى برحمته وفضله أن يعطيهم فرصة لإنقاذ أنفسهم من مصيرهم المشئوم، فماذا فعل لتحقيق ذلك؟؟؟
1. إبعاث الأنبياء إليهم لتبشيرهم وإنذارهم، قال: (... فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ...),
2. إرسال الرسل ومعهم الكتاب ليحكم علاقات الناس مع بيعضهم وعلاقتهم مع ربهم، قال: (... وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ...),
3. الأنبياء والرسل ومعهم الكتاب أوجد واقعاً جديداً مختلفاً فأصبح الناس فصيلين مختلفين متخالفين، منهم من هداه الله فصدق الرسل وآمن، ومنهم من بقي على كفره وضلاله وعناد مصراً عليه، قال تعالى: (... فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ...),
فالله تعالى يريد للناس الهداية والنجاة: (... وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ-;- صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 213).

ماذا يعني هذا؟؟؟ ..... معنى هذا أن الله تعالى أراد أن يعطي من أراد إنقاذ نفسه من المصير المحتوم للناس الذين كانوا كلهم أمة واحدة على الضلال والفساد والظلم الذي ليس له جزاء عند الله إلَّا العذاب المقيم في جهنم،، وبالتالي، من أراد أن يغتنم هذه الفرصة الذهبية، عليه أن يستمع إلى الأنبياء (الذين سيأتيهم الله من الأدلة والبراهين والمعجزات) ما تكفي لإثبات أنهم من عند الله خالقهم وخالق كل شيء، وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه فمن وفقه الله لإتباع الحق وجادل به ليدحض به الباطل، عرض نفسه لرحمة الله تعالى وأما الذي يجادل بالباطل ليدحض به الحق، فهذا إستحق العذاب المقيم.

رابعاً: ولكن الجنة ليست بهذه السهولة، فيلزم طالبها أن "يُشَمِّرَ" و "يَحْذَرَ"، لأن الله سيبتليه إبتلاءات كثيرة في المال والبدن والولد والنظر والقريب والعزيز،،، الخ: فإن إستطاع إجتياز هذه الحواجز بصبر وإحتساب وحسن ظن بالله تعالى بات لديه أمل في رحمة الله تعالى، فإن إستعجل الأمور وتبرم وأساء الظنَّ بالله تعالى ولجأ لغيره أو نساه، فهذا مصيره حيث المغضوب عليهم والضالين، لذا قال الله تعالى مخاطباً الذين يَحْسَبُوْنَ أو يَرْجُوْنَ أن يفوزوا بالجنة، قال لهم: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ...), بهذه السهولة والبساطة!! وأنتم إلى الآن لمَّا يأتكم ما حدث للمؤمنين الذين خلوا من قبلكم، وكيف كانت إبتلاءاتهم ومعاناتهم ومقدار صبرهم عليها، والرضى والتسليم بها؟؟؟، قال تعالى لهم: (... وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ...), أتدرون ما الذي حدث لهم وصبروا عليه؟؟؟
1. (...مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ ...),
2. (... وَالضَّرَّاءُ ...), بل،
3. (... وَزُلْزِلُوا ...),
وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وإشتد بهم الأمر لدرجة أن الرسول نفسه والذين آمنوا معه لم يعودوا يتحملوا ما بهم من بأساء وضراء لازمتهم طويلاً، فتساءلوا إن كان قد قرب موعد نصر الله لهم الذي هم على يقين بأنه آتٍ لا ريب فيه لأن الله وعدهم به وهم يعلمون يقيناً أن الله لا يُخلف الميعاد. فصور الله هذه الحالة المأساوية التي وصل إليها هؤلاء المؤمنون ومعهم رسولهم، قال: (... حَتَّىٰ-;- يَقُولَ الرَسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ-;- نَصْرُ اللَّهِ ...؟؟؟), فيأتيهم الرد من الله فوراً بقوله لهم: (.... أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ 214).

إذاً،، تريد هذه الآية أن تقول للمؤمنين،، أتحسبون أن مجرد الإيمان فقط يكفي لدخول الجنة؟ ... إن كان هذا ظنكم فأنتم تخدعون أنفسكم،، أنظروا إلى المؤمنين الذين خلو من قبلكم ماذا حدث لهم، وكيف كان إبتلاؤهم من الله تعالى، وكيف كان زلزالهم شديداً، حتى الرسول نفسه وصل إلى أقصى درجات الزلزلة والتعب والضيق،، ولكنهم صبروا وإحتسبوا وكان يقينهم أن الله ناصرهم كما وعدهم لا يشوبه شك. فهل أنتم على إستعداد – إن أعاد الله الكرة معكم – وإبتلاكم مثلهم، وحدث لكم ما حدث لهم فهل تصبرون مثلهم وتحتسبون وتبقون على إيمانكم؟؟؟ ... فإن كان ذلك كذلك تكونوا قد إستحققتم دخول الجنة وإن ضعف إيمانكم وتضجرتم وإستعجلتم النصر كنتم أنتم الجانون على أنفسكم.

الآن فلننظر إدعاه المخربط الكبير: (ام حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الذين آمنوا معه متى نصر الله فيقول الرسول ألا إن نصر الله قريب):

ماذا قال صاحبنا:
أولاً: الآية التي إنتقدها، هي قوله: (... حتى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ-;- نَصْرُ اللَّهِ)، عبارة كاملة مكتملة نظامية معتدلة (الفعل، يليه الفاعل، ثم جملة الإستفهام بعدها)، لا أخطاء لغوية ولا إنشائية ولا يوجد بها لا تقديم ولا تأخير.

ثانياً: العبارة التي إفتراها هي: (حتى يقول الذين آمنوا معه متى نصر الله فيقول الرسول ألا إن نصر الله قريب)،
1. كلمة "معه"، في عبارة "حتى يقول الذين آمنوا « معه»!!"، ... السؤال هو: (يقول الذين آمنوا "مع مَنْ" يقصد؟؟ على من يعود الضمير المتصل بحرف الجر "مع"؟ ... هذا خطأ لغوي شنيع ومفجع حقيقةً،
2. إفترض أن الرسول هو الذي مأذون له أن يقول على الله ما لا يعلم، ونسي أن الرسول نفسه كان من بين المزلزلين والراجين لنصر الله تعالى، فلا ينبغي له أن يتأله على الله فيقرر من نفسه ويؤكد فيقول " ألا إن نصر الله قريب ". كما يدعي صاحبنا هذا. ... فهذا سوء فهم مريع مذهل،
3. فصل ما بين المعطوف والمعطوف عليه بربط مباشر بينهما بالأداة "واو العطف", في عبارة (الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ)، بل الأدهى من ذلك والأغرب أنه (قدم المعطوف " الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ" على المعطوف عليه " الرَّسُولُ"، بدون أي داعٍ سوى إيحاءات الجهل بأصول اللغة والإنشاء،، فصارت العبارة "بعد مسخها في عدة مراحل من الخربطة، هكذا: (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ والرَّسُولُ... )،
4. كذلك، كرر الفعل "يقول" مرة أخرى وربطه مع العبارة بالحرف "فاء"، مكوناً به مع المضاف إليه "الفاعل الأول" عبارة لا شيء يربطها بما قبلها في المعنى ولا المدلول المقصود أصلاً من الآية هكذا (فيقول الرسول ألا إن نصر الله قريب) ... فبهذه الشهادة الموثقة منه، لن يستطيع أن ينفي عن نفسه أحد الأمور الثلاثة التالية:
1. (إما أنه إعتراف كامل مؤكد منه على أنه جاهل تماماً بمقتضيات وضوابط وقواعد اللغة والبلاغة والبيان، بالإضافة إلى فقره المذري التام في مجال الإنشاء وفهم النصوص الأدبية والبيانية),
2. (أو أنه يعمل بكل طاقته على تشويه القرآن الكريم بأي وسيلة وبأي ثمن،، تجنياً وإعتداءاً وعدواناً سافراً وليست المسألة لها علاقة بصحة أو خطأ القرآن), وإنما في إطار حملة منظمة ممولة تمويلاً عالياً ومجند لها ارازل القوم ليزكوا نارها ويسعروا أوارها، والمسلمون يضرب بعهم رقاب بعض دون وعي منهم لما يدور حولهم.
3. أو يمكن أن يكون الإثنان معاً مستغلاً في ذلك غفلة المسلمين وإنشغالهم بحطام الدنيا بعد أن أصابهم الوهن الذي حذرهم منه رسول الله صلى الله عليه وسليم).

ثالثاً: من الغباء أن يتصور أحد أن الرسول "يعلم الغيب"، أو يمكن "أن يتأله على الله" فيصدر حكماً لم يحكم به الله أو يوحيه إليه. فالرسول عبد من عباد الله مثله مثل المؤمنين الذين معه،، وهو مبتلى معهم وقد زلزل معهم وتماماً مثلهم، كما انه لا يعرف ما هو حكم الله وقدره به وبهم معه، لذلك كان سؤالهم جميعاً وقولهم (متى نصر الله)؟ مع إيمانهم بأنه آتٍ لا ريب في ذلك ولكن "متى"؟ و"كيف" هذا هو المجهول عنهم كلهم. ولكن عندما أذن الله بالفرج قال مجيباً لهم: (ألا إن نصر الله قريب) فهو وحده دون سواه الذي يمكن أن يقولها.

********************************************************

الخطأ المفترى 82:
قال تعالى في سورة آل عمران: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ 3)، (مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ 4)، فإدعى صاحبنا بأن الآيتين مخربطتان وظن أن ترتيبهما الصحيح «مع حذف»، بعد المسخ والخربطة تصبح هكذا: (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل والفرقان هدى للناس). ثم إستدرك قائلاً (وقد يكون هناك محذوف تقديره: نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وانزل القرآن كذلك هدى للناس). هكذا حال المساطيل دائماً وعندما يكونون متلبسين.

سورة آل عمران من السور التي لدينا عندها وقفة ووقفات طويلة عندما نأتي للحديث عن هذه الآية الكريمة المحكمة المعجزة (الم)، والتي ستخرس لجاجات كثيرة تشدق بها الضالون المضلون المفترون، وقد أفك كثيرا عنها زكريا بطرس ورشيد المغربي وغيرهم من الذين سلطهم الله على أنفسهم فضلوا وأضلوا وضلوا عن سواء السبيل. بالطبع لن نبدأ بها في هذا المقام لأنها ليست اساسية في بيان كذب وفساد الفرية التي أطلقها صاحبنا فدعم رصيده من الكذب أكثر.

أولاً: قال تعالى: (الم 1), هذه الآية الكريمة المحكمة التي ستثبت كذب وإفتراء النصارى بأن عيسى عليه السلام إبن الله، أو ثالث ثلاثة،،، الى آخر هذه الإفتراءات والأكاذيب التي ستكشفها هذه الآية الكريمة، ثم بعد ذلك البيان سيتأكد للغاشي والماشي أن: (اللَّهُ لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ 2)، لا شك في ذلك ولا مفاصلة، فمن شكك في ذلك فما عليه سوى أن يأتي ببرهانه ودليله إن كان من الصادقين،، وإلَّا كان كذاباً اشر.

ثانياً: هذه الآية ستدحض الإفتراءات التي يدعيها المشركون وأهل الكتاب بأن هذا القرآن ليس من عند الله، وأن النبي محمد الذي أنزل عليه هذا الكتاب ليس رسول من عند الله،، إلى آخر هذه الخزعبلات والتمحك السخيف الذي لا يستطيعون أن يقيموا عليه دليل ولا بينة ولا نص من كتاب مبين، لذا بين:
1. أن الله هو الذي: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ...),
2. ليس بدعاً ولا شاذا، وإنما نزل: (... مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ...), من الآيات الكونية والكتاب المنظور والملموس والمحسوس،
3. (... وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ 3)، الذين كانا - قبل أن ينزل الفرقان - هداً للناس، ولكنها الآن لم يعودا كذلك، فقال تحديداً وتمييزاً وبمنتهى الصراحة: (مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ ...), وليس الآن لأنهما لم يعودا كذلك بعد أن شابهما شيء من تحريف في بعضه،
4. (... وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ...), الذي يفرق بين الحق والباطل إلى يوم القيامة،
إذاً،، مطلوب من الجميع الإيمان بكتاب الله الناسخ والشامل والمتضمن لما قبله وهو الفرقان، فليس لأحد حجة بعد ذلك، لذا قال: (... «« إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ »» - لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ 4). فالجدل والمغالطات لا معنى لها،، ليس هناك حكم في الدنيا على من إختار طريق الكفر بآيات الله،، ولكن المحك والفيصل هو ما بعد الحياة الدنيا، والدخول في مرحلة الحياة الآخرية، حيث الرحمة أو الميزان،، فإما سعادة بعد وإما شقاء سرمدي أبدي.

********************************************************

الخطأ المفترى 83:
قال تعالى في سورة آل عمران: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ 30)،، كالعادة إدعى صاحبنا أنها آية مخربطة وقال إن ترتيبها الصحيح « مع تعديل» وبعض الخربطة طبعاً تصبح عكاً هكذا: (يحذركم الله نفسه يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من ساء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيداً).

ولكن،،، ماذا تقول هذه الآية الكريمة حقيقةً؟؟ ... فلنناقشها ولنستمع إليها وننسط جيداً فيما يلي:
أولاً: تبين بمنتهى الوضوح والتفصيل مشهد يوم القيامة، وأهواله حيث سيلاقي كل شخص عمله ماثلاً أمامه تماماً كما عمليه بلا زيادة ولا نقصان،، فإما أن يكون عملاً صالحاً فيفرح به وسينال عليه الجزاء الأوفى، أو أن يكون عملاً سيئاً خبيثاً،، فصاحبه سيحاول أن يتبرأ منه ويتهرب من قبحه وسوء عاقبته, فهذه الآية تحذر الناس مسبقاً ليضعوا هذه الحقائق أمام ناظريهم، قبل أن تصبح حقيقة وواقع فيجدون أنفسهم وجهاً لوجه مع ما عملوا في هذه الحياة الدنيا، ولأن الموقف رهيب قَدَّمَ الله تعالى التحذير لشدة أهميته ولأن الغاية هي إبراز المحذر منه. ليكون وقعه على السامع أكبر. تماماً كما يقول: (ويلٌ لكل همزة لمزة), ويقول: (ويلٌ للمطففين...). الخ
ثانياً: فلننظر إلى الآية في ضوء ما قلناه، قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ...) .... ماذا؟؟
1. (... مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا ...)، ومشرفاً لها ومفرحاً،
2. (... وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ « تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا » ...), من سوئه وعاقبته، فتحاول تلك النفس التبرؤ منه، ولكن هيهات، فقد فات أوان ذلك،
لذا قال الله تعالى للمخاطبين، أن يتصوروا هذا الموقف ويحذروا من غضب الله وعقابه الشديد، وسبب هذا التحذير المسبق هو رأفة الله بالعباد لأنه لا يرضى لهم الكفر ولكنه لن يترك الظالم والمجرم يفلت من العقاب ويهرب بجريمته، وعلى ذلك قال: (... وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ 30).

ماذا تقول عبارة صاحبنا المخربطة: تدعي أن الناس بعد أن يبعثهم الله يوم القيامة وتجد كل نفس ما عملت وتواجه به، في ذلك اليوم بدلاً من عقابهم وثوابهم (يحذرهم الله نفسه) ... ثم ماذا؟؟؟ . الجواب،، لا ندري ماذا سيكون حالهم – حسب إفك صاحبنا - بعد التحذير؟؟؟
1. هل سيحذرهم أولاً ثم يعاقبهم بعد ذلك؟ ... فما فائدة التحذير إذن؟؟؟
2. أم سيحذرهم أولاً ثم يعيدهم إلى الحياة الدنيا مرة أخرى ليعملوا وفق ذلك التحذير؟؟؟ ... علماً بأنه لا عودة بعد البعث،

فلننتظر... لعلنا نجد الجواب عند الذيب،، فيخربط لنا "خلطة سرية" لعلها تعيد الناس للحياة مرة أخرى ومرات، ما دام الخيال يسع ذلك فلماذا تضييق الواسع؟؟؟؟ ... أهو،، كله صابون.

********************************************************

الخطأ المفترى 84:
قال تعالى في سورة آل عمران: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ-;- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ-;- وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 36)، فكعادته، إدعى أنها آية مخربطة وأن ترتيبها الصحيح بعد المسخ تصبح هكذا: (وإني أعيذها وذريتها بك من الشيطان الرجيم).

هذه الآية الكريمة سبقتها اربعة وثلاثين آية خلت بهذه السورة الكريمة "المشفرة"، وها نحن ذا نصل إلى هذه الآية المحورية التي تمثل مع الآية التي قبلها مساقط ضوء الآية الكريمة (الم)، التي في فاتحة السورة، وعلى الرغم من أننا حاولنا تأجيلها قليلاً لدواعي تنظيمية، إلَّا أن ذكر هذه الآية بالذات يجعلنا نتناولها بشيء من التفصيل ونترك ما تبقى منها لاحقاً لإرتباطه الوثيق بالآية المحكمة (كهيعص) بسورة مريم.

أولاً: لقد ذكرنا سابقاً أن إسم السورة بصفة عامة، وفي السور التي فواتحها من الحروف المقطعة بصفة خاصة هي تعتبر جزء لا يتجزء من مفتاح هذه الآيات المحكمة،، ونتذكر كيف كان الربط في سورة يوسف، بين إسم السورة (يوسف) وبين الحروف المقطعة (ألر) فيها، هذلك الحال هنا في هذه السورة الكريمة.

كأنما الله تعالى يقول للمتدبر،، (أنظر إلى إسم هذه السورة! "آل عمران")، ثم أنظر إلى الآية المحكمة ذات الحروف المقطعة (ألم)،، إذن،، تحرى هذه الحروف في آيات هذه السورة لتعرف أين تقع، وما هي دلالاتها، وما هو إعجازها، وما هو تأثيرها على الأحداث الجسيمة وتداعياتها.
إذاً،، عند بدأ الحديث بهذه السورة عن "آل عمران" تحديداً،، إبدأ في التدبر لتعرف من اين جاءت حروف هذه الآية الكريمة (الم)،

ثانياً: بمتابعة الآيات من بداية السورة، نجد أن أول ذكر لآل عمران جاء في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ-;- ...)، ... فهدد أربعة إصطفاءات وذرياتا، وبين أنها على العالمين، هي:
1. إصطفاء نبي الله وأبو البشر: (... آدَمَ ...), فكان أول الأنبياء،
2. إصطفاء نبي الله ورسوله: (... وَنُوحًا ...), بإعتباره أول رسول للبشرية قاطبة،
3. إ صطفاء نبي الله إبراهيم وآله وذريته: (... وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ...), بإعتباره أبو الأنبياء،
4. إصطفاء آل عمران وعلى رأسهم موسى وذريته: (... وَآلَ عِمْرَانَ ...), الذين هم ذرية (عمران) والد موسى عليه السلام،، وذريته التي قد بلغت الحفيد "عمران والد مريم" عليها السلام، ولم يبق من الإسطفاءات الأربع سوى ذريته وذرية إبراهيم عليها السلام.
والإصطفاءات التي على العالمين هي من الذكور دون الإناث: (...عَلَى الْعَالَمِينَ 33)، كل العالمين، ليس هم وحدهم بل ذريتهم أباء وأنباء وأحفاد،، فقال تعالى: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ...) ....... وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 34).

إذاً،، كل الأنبياء والرسل لن يخرجوا من هذه الإصطفاءات الأربع بأي حال من الأحوال، هم وذرياتهم فقط لا غير. من هذه الآية أيضاً عرفنا من هو عمران لأن الحديث بعد ذلك سيكون عن إمرأته التي إن ولدت منه أولاداً ذكوراً كانوا داخلين في الإصطفاءات المذكورة.

ثالثاً: هذه الآية بينت أن إمرأة عمران كانت حبلى، لذا توجهت لربها تسأله أن يستمر إصطفاء آل عمران بمن في بطنها لأن عمران قد مات قبل أن يرى ما في بطنها النور، فهي تريده ذكراً حتى تتحقق أحلامها وأمنيتها، لعله يكون نبياً أو رسولاً، لذا، قال تعالى عنها: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ...) ... سألت ربها بثلاث كلمات كان لها ما بعدها، قال بالتحديد:
1. (... إِنِّي نَذَرْتُ ...), .... ("أ"، من كلمة " إِنِّي" نذرت)،
2. (... لَكَ مَا فِي بَطْنِي ...), ...("ل"، من كلمة " لَكَ" مَا فِي بَطْنِي
3. (... مُحَرَّرًا ...), ..... ("م"، من كلمة " مُحَرَّرًا").
(... فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 35).

إذاً كأنما إمرأة عمران قصدت أن يكون آخر حمل لها من عمران ذكراً ليستمر به إصطفاء آل عمران، لأنه بدون ذلك يكون آخر ذرية عمران "الجد" هو عمران "الحفيد" والد مريم. ولكن، كما يقولون،، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. فأين وصلت بإمرأة عمران الأحداث وماذا خبأت لها المقادير، وما الذي ستعرفه منها وما الذي سيكون غيباً عليها لا يعرفه أحد من البشر سوى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله (وحياً يوحى)؟؟؟

رابعاً: كان تقدير العزيز العليم أن تكون المولودة أنثى ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، لذا قال: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ ...) ... "متحسرة، لأن حساباتها لم تكن صائبة وكما تمنتها":
1. (... رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ-;- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ...),
2. (... وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ-;- ...)،
3. (... وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ...),
4. (... وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ - «« وَذُرِّيَّتَهَا»» - مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 36).

إذاً،، في ظن إمرأة عمران أن رجاءها قد خاب، وأن أمنيتها في إستمرارية ذرية عمران لم تعد ممكنة، لأن الأنثى ليست كالذكر ولن يستمر الإصطفاء بها، رغم أن عندها ولد إسمه "هارون" إلَّا أنه ليس من عمران بل من زوج سابق، وهذا يعني عملياً أنه قد إنتهت سلسلة آل عمران بنهاية عمرات والد مريم والذي لم يخلق وراءه ولداً ذكراً من ظهره. فلم يبق لها سوى سؤال الله أن لها إبنتها من الشيطان الرجيم .... ولكنها أمَّلَتْ في أن يكون البديل في ذرية إبنتها، لا تدري كيف، ولكنها سألت الله أيضاً حفظ ذريها من الشيطان الرجيم. هذه الحقائق والغيبيات لا يعلمها أحد من البشر كلهم لأنها غيب، لم يعرفها أحد غير خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله. فأنظر إلى قوله تعالى له: (ذَٰ-;-لِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ 44).

خامساً: هذه السورة كلها روائع وأسرار لن نغطيها هنا في هذه العجالة، ولكننا نقف عند ملحظ أثاره صاحبنا فأشكل عليه وهو قوله تعالى (... وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ - «« وَذُرِّيَّتَهَا»» - مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 36)، ولم تجملهما معاً في الإعاذة؟ كأن تقول ما قال صاحبنا: (وإني أعيذها وذريتها بك من الشيطان الرجيم)؟؟؟ ..... نقول،، لا بد أن إمرأة عمران (وهي من النساء المؤمنات الصالحات)، قد أدركت – عملياً – أن إبنتها مريم قد خرجت من دائرة أو سلسلة إصطفاء آل عمران،، أما ذريتها بلا شك ستكون من رجل عادي لا علاقة له بالأصطفاءات، فكان الأمل في الذرية أبعد من الأمل في الحفيد المرتقب، لذا كانت الإستعاذة بهذه الصورة التي تجسم الواقع وتكشف ما يدور في الوجدان.... ولكن هل كان لدى إمرأة عمران علم بالذي أعده الله تعالى لها ولإبنتها ولحفيدها من غرائب ومفاجآت؟؟؟ هذا غيب هي نفسها لا تعرف عنه شيئا ولم يخبرها عنه أحد.

فمثلاً، هل كانت تعرف أن الله تعالى قد إستجاب لها، وأخذ بكلماتها الثلاث (إني ... لك... محرراً)، وهي لا تدري شيئاً عن مراد الله تعالى وتدبيره، وقد أكد هذا الأخذ بقوله:
(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ ...), ليس قبولاً عادياً ... علماً بأن الله تعالى كل قبوله حسن،
1. (... وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ...), وليس إنباتاً عادياً ... علماً بأن الله تعالى كل إنباته حسن،
2. (... وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ...)، لأنها بالطبع كانت يتيمة الأب بعد أن مات أبوها عمران الحفيد وهي في بطن أمها، وإلَّا فما المبرر لكفالة زكريا لها إن كان الأب حياً يرزق؟؟

لم تقف عناية ربها بها عند هذا الحد، بل تولاها بعنايته المباشرة، حتى طعامها ورزقها يأتيها من لدنه، قال تعالى في ذلك: (... كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ - « وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا » - قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ-;- لَكِ هَٰ-;-ذَا « قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ » إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ 37).

ولا تزال هذه السورة الكريمة حبلى بالمفاجآت والغرائب والحقائق التي ستخرس كل اللجاجات والمماحكات والتراهات التي طال أمدها وخبث خراجها.

********************************************************

الخطأ المفترى 85:
قال تعالى في سورة آل عمران: (... كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ ... 37)، أيضاً قال إنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح: (كلما دخل زكريا المحراب عليها),

في ردنا هنا نقول له،، نحن لسنا بصدد تعليمك أساسيات قواعد اللغة العربية،، يكفي أن تعرف أنه لا يجوز تأخير الخبر عن المبتدأ إن كان شبه جملة (جار ومجرور): فإعراب هذه العبارة كما يلي:
دخل: فعل ماضي،
عليها: ... جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم (وجـــــــــــــوباً)،
زكريا: ... مبتدأ مؤخر، مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر،، والجملة الإسمية من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر في محل رفع فاعل للفعل "دخل"،
المحراب: ... مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة،،

ملاحظتنا: أرجوا أن يستوعبها حتى لا يزعجنا بها في الموضوع الواحد عدة مرات: الجار والمجرور في الجملة الإسمية يعرب في محل رفع خبر مقدم وجوباً، ومن ثم لا يجوز أن يتأخر عن المبتدأ.

********************************************************

الخطأ المفترى 86:
قال تعالى في سورة آل عمران: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ... 55)، إدعى صاحبنا الجهبذ، إنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح: ( إذ قال الله يا عيسى إني رافعك الي ومتوفيك).

دعونا من خربطة المخربطين التائهين الحائرين،، ولنبق في حضرة هذه الآية الكريمة المحكمة، قال تعالى معبيناً الموقف المتأزم بين عبده ورسوله عيسى عليه السلام وبين بني إسرائيل، الذين قدم لهم كل الأدلة والبراهين والآيات، فلم يَجْدِ معهم نفعاً، إلى أن قال لهم: (إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰ-;-ذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ 51)، فلم يستجيبوا له،، فعلم أنْ لا أمل يرجى منهم فبحث له عن أنصار آخرين غيرهم، قال تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ-;- مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 52)، وقد أوحى الله لهم بذلك، فقرروا نصر نبي الله ورسوله، فقالوا: (رَبَّنَا « آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ » وَ « اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ » - فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 53)، ولكن هذا الموقف لم يرق لبني إسرائيل، فقرروا أمرا خفياً، ولكن الله كان لهم بالمرصاد، وقد بَيَّنَ ذلك فقال: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ 54). إلى أن وصلت الأمور بينه وبينهم إلى طريق مسدود، لا أمل في فتحه مرة أخرى،

هنا قضى الله أن يختم مهمة عيسى عليه السلام وينهيها عند هذا الحد بإعتباره قد "وَفَّىْ وإستوفى" المهمة التي ارسل من أجلها، لذا قال الله مفصلاً ذلك: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ-;- ...):
1. (... إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ...), بإعتبارك قد أنجزت (وإستوفيت) المهمة التي أرسلت من أجلها،
2. ثم بعد ذلك: (... وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ...), فلن يصلوا إليك أبداً،
3. (... وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ-;- يَوْمِ الْقِيَامَةِ ...), فلا تقلق على أتباعك، سأتولى أمرهم،
أما بني إسرائيل، فحالهم معلوم لربك. آمن من قد آمن، وكفر من قد كفر،،، فأصبحت الحجة قائمة عليهم بعد أن بلغتهم الرسالة كاملة، وبين ذلك بقوله: (... ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 55).

ماذا قال صاحبنا؟؟؟ ... قال بهذه الخربطة: ( إذ قال الله يا عيسى إني رافعك الي ومتوفيك)، ظناً منه "كالعوام السذج" أن كلمة (متوفيك) يعني (وفاة الموت)، فهو لم يدر بخلده يوماً أن كلمة "متوفيك" يقصد بها سأعتبرك قد وفيت مهمتك كاملة إلى هذا الحد، لذا سأمكر بأعدائك وأرفعك منهم ولا تقلق على الذين إبتعوك فأنا سأتولى أمرهم.

أنظر إلى قول الله تعالى في سورة الزمر: (اللَّهُ يَتَوَفَّى « الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا » وَ « الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا» ..... « فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ-;- عَلَيْهَا الْمَوْتَ » وَ « يُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ-;- إِلَىٰ-;- أَجَلٍ مُّسَمًّى » ..... إِنَّ فِي ذَٰ-;-لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 42). صدق الله العظيم.

********************************************************

الخطأ المفترى 87:
قال تعالى في سورة آل عمران: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰ-;-ذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ 68)، كعادته قال إنها آية مخربطة وإدعى أن ترتيبها الصحيح هو الخربطة والمسخ التالي: (إن هذا النبي أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه والذين آمنوا والله ولي المؤمنين)، ثم بعد أن مسخها، إستدرك قائلاً: "وهذا النبي" معيبة. فالواو دخيلة على النص دون معنى لها.
طبعاً هذه بقعة جديدة مظلمة في هذا الفكر المخربط المنكوس، كالكوز المجخي.

فلنترك هذا العبث الصبياني جانباً الآن،، ولنتدبر هذه الآيات البينات المحكمات حيث أشار،، وسيتضح له أنه مهما تجول من آية إلى أخرى ومن سورة إلى أخرى ومن آية إلى سورة من سورة إلى المصحف كله لن يجد سوى إبداع، وإعجاز، وإحكام، وتفصيل،، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيراً.

الآن،، فلنسبق الآية المقصودة قليلاً إلى بعض الآيات لتثبيت مدلول الآية من بداية معقولة، وقد وفقنا الله تعالى لأن نبدأ من بداية إدعاء أهل الكتاب بأن إبراهيم خليل الرحمن أبو الأنبياء، هم أولى به من غيرهم، فنفى الله تعالى عنهم هذا الإدعاء وحاججهم:

أولاً: قال لهم: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ « لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ » - وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ - « أَفَلَا تَعْقِلُونَ ؟؟؟» 65).

ثانياً: وبخهم وذكرهم بجهلهم وإدعائهم من غير منطق ولا دليل، قال لهم: (هَا أَنتُمْ هَٰ-;-ؤُلَاءِ « حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ » - فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ -؟؟؟ ..... وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ 66)، فإدعائكم ومجادلتكم هذه لا معنى لها ولن تفيدكم شيئاً لأنها لن تغير الحقائق على الأرض، وذلك لأن إبراهيم كان قبل التوراة والإنجيل، وكان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين،، فلا فائدة من تمحككم هذا، فقال في ذلك: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ - « يَهُودِيًّا » وَ « لَا نَصْرَانِيًّا » - وَلَٰ-;-كِن «« كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ »» 67).

ثالثاً: فلا أنتم يا أهل الكتاب، ولا المشركين لكم أي حق فيه إطلاقاً ولكن هناك من هو أحق الناس به،، ف: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ ...) ... ثلاثة فقط وبالترتيب "الزمني" التالي:
1. (لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ...), وآمنو به قبل موسى عليه السلام،
2. (... وَهَٰ-;-ذَا النَّبِيُّ ...), فهو حنفي مثله، وحفيده، وآخر ذريته (الإصطفاء الرابع)، الذي ختم الله تعالى به البنوءات والرسالات وأغلق باب الوحي من السماء إلى يوم الدين،
3. (... وَالَّذِينَ آمَنُوا ...), من أمة محمد، ولم يقل "الذين اسلموا"، كما لم يقيدها بكتاب، بل جعلها شاملة لكل الذين آمنوا من لدن آدم عليه السلام وإلى أن تقوم الساعة،
فالمؤمنين إينما كانوا ومتى كانوا هم أمة واحدة، (... وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ 68)،

حتى الخربطة عاجز عن القيام بها بصورة تحفظ له ماء وجهه أمام القراء أو على الأقل أمام المؤملين فيه والمؤيدين له بشيك على بياض، من المطبلين والمهللين والمعتدين؟؟؟ بالله عليكم هذا مستوى تظهرون به أمام الناس؟. أليس المنطق يقول أن الأولوية تكون للذين آمنو به، ثم هذا النبي ثانياً، ثم الذين آمنوا بهذا النبي ثالثاً؟؟؟ ألهذه الدرجة أعماكم الحقد والتجني لدرجة الإنتحار الفكري والأدبي والأخلاقي بهذه الدرجة المخزية المحزنة،، أهكذا تكون أصول الخربطة والمسخ؟؟ قال صاحبنا: (إن « هذا النبي أولى الناس بإبراهيم » للذين اتبعوه والذين آمنوا والله ولي المؤمنين)، ثم بعد أن مسخها، إستدرك قائلاً: "وهذا النبي" معيبة. فالواو دخيلة على النص دون معنى لها.

ربنا لا تسلطنا على أنفسنا، ولا تخزنا "كما أخزيت المبطلين"، ولا تجعل قيادنا في يد الشيطان،،، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلَّا بك.

*******************************************************

الخطأ المفترى 88:
قال تعالى في سورة آل عمران: (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ-;- هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ-;- أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 73)، كعادته، بتر جزء من الآية هكذا: (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ ...)، وسكت عن باقي الآية,, ثم خربطها بملكاته المخربطة في الأساس ثم عايرها بمعاييره المشبوهة، وبعد أن صارت مسخاً يحكي وجدانه الخرب، وضها أمام عبارة (ترتيبها الصحيح)، هكذا: (آية مقطعة الأوصال ومخربطة وقد يكون ترتيبها الصحيح: (ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد بمثل ما أوتيتم إلَّا من تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله). هذا هو فكر الذيب "سافراً" يحكي عن نفسه وصاحبه بكل وضوح. قال تعالى: (فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين).

فنلنتابع هذه الباقة من الآيات البينات لنرى بماذا تخبرنا، دون لف ولا دوران ولا مماحكة ولجاجة.

أولاً: خطاب مباشر من الله تعالى لأهل الكتاب قال فيه:
1. (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ « لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ » وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ 70)، بأنها مصدقة لما معكم؟
2. (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ « لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ » وَ « تَكْتُمُونَ الْحَقَّ » وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 71)؟
ولكنهم لم يستجيبوا له، أو يرجعوا عما هم فيه من الكفر وإلباس الحق بالباطل وكتم الحق، مع علمهم بأن الذي يلبسونه ويكتمونه هو الحق من ربهم، لأنه عندهم في التوراة والإنجيل مفصلاً.

ثانياً: كان الرد عملياً، سالباً، من طائفة منهم، ليس مجرد كفر وإلباس الحق بالباطل وكتم للحق، وإنما تطور إلى تآمر ومكر سيء، فإتفقوا فيما بينهم على المراوغة والمكر والمخادعة فإتفقوا على أمرين، هكذا:
1. (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ « آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ » وَ « اكْفُرُوا آخِرَهُ » ..... لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 72)،
2. (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ ...), معنى ذلك يظهروا الإيمان ويبطنون الكفر،

طبعاً الغاية واضحة، هي التشويش على المؤمنين وإرباكهم، كما يفعل هؤلاء المبطلون ، وغيرهم من بقية الرهط الآن، ولكن الله لهم بالمرصاد، لذا قال لنبيه الكريم: (... قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ-;- هُدَى اللَّهِ ...), ولكن هل يسمعون أو يعقلون؟؟؟ .... بالطبع لا، بل هم في غيهم يعمهون،، قالوا، لبعضهم البعض: (... أَن يُؤْتَىٰ-;- أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ...), فهم لغبائهم وغفلتهم وصلفهم يظنون أن الله غافل عما يعملون ويمكرون ويبيتون،، فقال لنبيه الكريم رداً مباشراً في نفس الآية: (... قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 73).

******************************************************

الخطأ المفترى 89:
قال تعالى في سورة آل عمران: (بَلَىٰ-;- إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰ-;-ذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ 125)، أيضاً، قال صاحبنا،، بأن هذه آية مخربطة وإدعى أن ترتيبها الصحيح هكذا: (بلى إن تصبروا وتتقوا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ويأتوكم من فورهم).

بداية قصة هذه الآية هي أنْ همت طائفتان أن تفشلا، كان ذلك يوم عزوة أحد على الأغلب أو لعله يوم الخندق، والطائفتان حيَّانِ من الأنصار هما (بنو سلِمة وبنو حارثة)، وقد همُّهما بالانصرافَ عن رسول الله والمؤمنين، حين انصرف عنهم عبد الله بن أبَي ابن سلول بمن معه. غير أن ذلك كان لحظة جبن منهم، من غير شك في الحق ولا نفاق في قلوبهم، فعصمهم الله مما هموا به وثبتهم، فمضوا مع رسول الله لوجهه، وتركوا إبن أبي ابن سلول ومن معه من منافقين، فأثنى الله تعالى عليهم بثبوتهم على الحق، وأخبر أنه وليُّهما وناصرهما على أعدائهما من الكفار. فصور الله تعالى ذلك المشهد، كما يلي:

أولاً: ذكر المؤمنين بفضل الله عليهم ومعيَّتِهِ، قال: («إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا » - وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا - « وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » 122)،

ثانياً: ذكرهم بنصره المؤزَّر لهم من قبل، مع تواضع إمكانياتهم وقدراتهم الذاتية والمادية الكافية لتحقيق ذلك النصر، قال: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ « وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ » .... فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 123)،

ثالثاً: ذَكَّرَ النبي صلى الله عليه وسلم بطمئنته للمؤمنين وحسن ظنه بالله، وأنه قادر على أن ينزل عليهم ثلاثة آلاف من الملائكة ليساعدوهم ويعاونوهم ضد عدوهم الشرس، فقال له: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ « أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ ؟» 124)، لاحظ أنه لم يقل لهم "سيكفيكم"،

رابعاً: لأن هذا الذي قاله الرسول كان أملاً منه صلى الله عليه وسلم وتثبيتاً لأصحابه المؤمنين، فأيده الله وأمن على رجائه، بل وزاد عليه، ولكن بشرطان إثنان قال: (بَلَىٰ-;- إِن « تَصْبِرُوا » وَ « تَتَّقُوا » ...) سيرسل لكم الملائكة فوراً وبعدد أكبر من ذلك الذي قال عنه النبي، وسيكون للملائكة أوسمة تعرفونهم بها:
1. وليس ذلك بعد فترة من الزمن، بل (... وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰ-;-ذَا ...),
2. ولن يكون العدد فقط ثلاث آلاف التي كان يأمل فيها رسول الله، بل: (... يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ 125).

خامساً: ولكن،،، حتى لا يفتتن الناس بالأسباب ويعتمدون عليها ويركنون إلى الدعم المادي وينسبون النصر إما لأنفسهم أو للملائكة، أو غير ذلك، فإستدرك، ومؤكداً أن النصر لا يكون إلَّا من عند الله بغض النظر عن الأسباب،، لذا قال: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ « إِلَّا بُشْرَىٰ-;- لَكُمْ » وَ « لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ » ..... وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).

*******************************************************

الخطأ المفترى 90:
قال تعالى في سورة النساء: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ-;- أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا 83)، فإدعى صاحبنا أنها آية مخربطة وإدعى أن ترتيبها الصحيح مسخاً وخربطة،، هكذا: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به الّا قليلا ولو ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان), إدعى أن لديه ترتيباً آخر هو: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان.).

فواضح أن هذا أولاً: إعتراف ضمني منه بأن أحد النصين الذين خربطهما لا يسلم من أخطاء لغوية وإنشائية أو خربطية), فلو سلمنا جدلاً بأن أحدهما أصح من الآخر ترى ما هي المعايير لدى "مفتريهما" التي بها يرجح أحدهما على الآخر؟؟؟ فإن لم يدلنا على المعايير المقنعة يكون قد حكم على الإثنين معاً بالخربطة وعلى نفسه بالمخربط. ولكي نساعده حتى لا يلهث كثيراً نقول له أن بكلا النصين المآخذ الثلاثة (لغوية وإنشائية وخربطية)، بالإضافة تفاهة المفهوم والمضمون ومأساوية السياق، مع إستحالة البيان.

الآن فلنتحاور من الآية مع بعض الآيات التي تضبط السياق وتحدد الحالة التي قيلت فيها،، وذلك فيما يلي:

أولاً الحديث هنا في الأساس عن المنافقين الذين يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر نقيضه، لذا قال لهم: («مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ » وَ « مَن تَوَلَّىٰ-;- فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا » 80)، ولا سلطان لك عليهم، فأمرهم متروك إلى الله تعالى،

ثانياً: فنَّدَ أكاذيبهم وتنوع نفاقهم وخبثهم، قال عنهم: (وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ - « فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ » - وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ « فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ » وَ « تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ » - وَكَفَىٰ-;- بِاللَّهِ وَكِيلًا 81).

ثالثاً: إستهجن الله تعالى مواقفهم السالبة، ونفاقهم مع انهم يقرؤون القرآن، ولكنهم مثل كثير من المسلمين اليوم، لا يتدبرون آياته، لذا تختلط عندهم الأمور، قال مستغرباً: («أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ؟؟؟» - وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا 82).

رابعاً: ما هي سمات ومسالب هؤلاء المنافقين؟ ... قال:
1. هم نمَّامُون واشَّاؤن، بَهَّاتُون، لا يكاد أحدهم يسمع بأمر فيه أمن أو خوف إلَّا وسارع إلى القول به وإزاعته وإشاعته، قبل أن يتثبت ويتوثق من صحته، بمعنى أنهم ينشرون الإشاعات والأكاذيب التي تسبب ضرراً كبيراً للنبي وللمؤمنين، لذا قال:(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ...),
2. هناك كثير من الأمور لا يمكن معرفة حقيقتها بظواهرها أو بمعرفة جزء أو أجزاء منها، أو حتى معرفتها بالكامل إنْ لم يكن الشخص ذو تخصص ودراية ببواطن الأمور وعقواقبها، ويعرف ما يزاع فوراً أو يرجأ لحينه حتى تتضح الأمور أكثر،، ولكن هؤلاء المنافقين، يخوضون في أمور ليسوا من الذين لهم المقدرة في إستنباط الحقائق الكاملة منها، لأن الأمر ينبغي أن يرد إلى الرسول، قال: (... وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ ...), أو حتى كبار الصحابة أو القادة الميدانيين منهم "تحديداً"، لكان خير لهم وللمؤمنين، قال: (... وَإِلَىٰ-;- أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ « لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ » ...), - ولكن الله تعالى سلم من خطر تلك الإشاعات التي يطلقها المنافقين بغير علم ولا تحوط، وفي ذلك قال: (... وَ « لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ » وَ « رَحْمَتُهُ » ... لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ « إِلَّا قَلِيلًا »83 )، وهذا يعني أن الفتنة والضرر الذي تسبب فيه هؤلاء المنافقين كان كبيراً وخطيراً لدرجة أنه أوشك أن يجعل كل المؤمنين أتباعاً للشيطان وترك القتال، بإستثناء القليلين منهم.

خامساً: طمأن الله نبيه الكريم بأن لا يعتمد على هؤلاء المنافقين، ولا يحمل همهم، بل برأ ذمته منهم ومن نتائج القتال، فقط عليه تحريض المؤمنين منهم، ويترك الباقي على الله تعالى فهو كفيلهم، قال له: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ « لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ » - وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ .... عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا .... وَ « اللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا » وَ « أَشَدُّ تَنكِيلًا » 84).

الملاحظ أن كل المشاكل التي يعاني منها الناس حالياً هي من جراء تسلط هؤلاء المنافقين والكافرين والرعاع من العوام الفاسدين المفسدين على الناس وهم من أجهل الناس ليس لديهم سوى اللجاجة وسوء التقدير وضآلة الفكر وسوء الطوية،، فكل المشاكل والحروب والمنازعات التي يشهدها العالم الآن سببها المباشر وغير المباشر هذه الشريحة الضارة من الذين إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به. فمن يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها، دون أن يكون متوثقاً من صحتها، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)، أو كما قال.

---------------------
يقول الله تعالى عن المكذبين يوم القيامة: (فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ 48)، (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ 49)؟، (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ 50)!، (فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ 51)!. صدق الله العظيم.

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9:
- التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء8:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
- فّلْنَعُدْ إلَىْ رُشْدَنَاْ وَنُحَكِّمْ عُقُوْلَنَاْ:
- الجُبُّ والجَّيْبُ والحِجَابُ في أدبيات الكَذَّابَ:


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):