أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 21:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نواصل الرد على الإفتراءات التي يدعي فيها صاحبها أنَّه إكتشف، المئات من الأخطاء اللغوية والإنشائية، ثم إبتدع فرية أخرى سماها (خربطة) في القرآن. وإنَّه يعمل على تصحيحها كما يدعي وهو أعوز الناس إلى ترميم ما عنده من حكام فكري متداعٍ.

ماذا قال هذه المرة، فلنرى معاً ونسمح، لنقف على عجائبه ونوادره المدهشة،، قال للقراء:
اعطيكم هنا عشرة اخطاء لغوية وإنشائية اخرى وجدتها في القرآن وعرضتها على صفحة الفيسبوك ثم تكلم كثيراً هذه المرة ليروج لسلعته الكاسدة ويضفي عليها جانباً تشويقياً فتمخض الحمل عن فأر ميت:
1. وإن في المجموعة الخامسة (يقصد السادسة) سيعطي القراء عشرة أخطاء لغوية وإنشائية تدخل تحت ما يسميه العلماء المسلمون "التقديم والتأخير"، والذي يعني بالعربي الفصيح "خربطة النص القرآني". وهذا النوع من التقديم والتأخير يتعلق بآيات أشكل معناها فأقترح المفسرون مخرجاً لهذا الإشكال من خلال اعادة ترتيب كلماتها، مع حذف أو زيادة في بعض الأوقات، بحيث يتم الوصول الى معنى مقبول.
2. ثم قال، وهنا قد يكون مفيدا ان اشير إلى وجود انواع اخرى من التقديم والتأخير،
3. وقال، النوع الثاني من التقديم والتأخير يتعلق بآيات تتكرر كلياً أو جزئيا مع اختلاف في تقديم وتأخير بعض كلماتها. فعلى سبيل المثال تقول الآية 39-7 : 161 (يقصد الأعراف): من قوله تعالى: (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰ-;-ذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ 161)، بينما تقول الآية 87-2 : 58: (يقصد سورة البقرة)، من قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰ-;-ذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ 58)، وقد عميت عليه فظن أن هناك خلل "تقديم وتأخير" لإختلاف موقع عرض نسق معين في كل من الآيتين،
4. قال أيضا،، النوع الثالث من التقديم والتأخير يتعلق في ترتيب الفئات داخل الآية. فيحاول المفسرون كشف خفايا هذا التقديم والتأخير لمعرفة القصد من ورائه. وهذا الموضوع يشغل حيزاً كبيراً من كتب التفسير. فعلى سبيل المثال تقول الآية 62-42 : 13: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ".
5. النوع الرابع من التقديم والتأخير يتعلق بآيات تم ترتيب كلماتها بصورة مخالفة للترتيب الدارج في اللغة العربية ولكن لا يجد القارئ إشكالا في فهمها. فعلى سبيل المثال تقول الآية 45-20 : 55: "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى"، يدعي بأن ترتيبها: "خلقناكم منها ونعيدكم فيها ونخرجكم منها تارة اخرى).
6. أيضا قال،، النوع الخامس من التقديم والتأخير: وتتعلق بتفكك الموضوع داخل السورة الواحدة. فعلى سبيل المثال بدأت قصة طلاق زيد من زوجته زينب وزواجها من محمد في الآيات 90-33 : 1-5 ثم استكملت في الآيات 90-33 : 36-40. وهذا النوع من التقديم والتأخير يكاد لا يحصى من كثرته.
7. ثم يقول،، ولن نهتم في الأخطاء القرآنية بصورة رئيسية إلا بالتقديم والتأخير من النوع الأول والنوع الخامس.
هذه اذن المجموعة السادسة التي إفتراها من الأخطاء اللغوية والإنشائية التي يقول إنها تدخل تحت بند التقديم والتأخير من النوع الأول والتي قال بأنه يصفها بخربطة النص القرآني:

نرد على على هذا الخبل الواضح، هنا بعدة صواعق مدوية ماحقة، فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: مجموعتك الخامسة هذه "حقيقةً" ستعطي القراء عشر إخفاقات لغوية وإنشائية علمية كانت مطمورة بين طيات نفسك فإنفجر دملها فقاحت. فالعلماء المسلمون لا يبتكرون اللغة العربية ولا يصنعونها، وإن كان فن "التقديم والتأخير"، هذا هو من إبتكاراتهم فسيكونون بفضله في صدارة الأمم من حيث البناء والتعبير والبلاغة،، فهذا شرف لا يدعونه وفضل ليسوا بأهله، وإنما ينسب لصاحبه ويشكر عليه. فهذا ليس كما تدعي بأنه يعني بالعربي الفصيح "خربطة"، بل على العكس من ذلك، فهو خير شاهد ودليل على أن ما يقوله الله تعالى لن يستطيع بشر أو خلق آخر أن يأتي بمثله (من دون الله)، ولو كان بعضهم لبعض ظهرياً. وقد رأيت بنفسك أن ما عكفت عليه عمرك كله قد بدده الله تعالى وجعله هباءاً منثوراً.

ثانياً: دائماً وأبداً يلجأ هؤلاء "المزورون المحرفون" إلى اللف والدوران حول الحق والحقيقة دون ولوج دائرتها لأنهم يعرفون أنهم لا يملكون مقومات ذلك. فالقرآن الكريم، لو إستطاع المفسرون والعلماء إحتوائه وبلوغ أقصى مراميه وأهدافه – التي فيه ما يخص أجيالاً قادمة لها معارف وقدرات أكبر من قدرات الأمم والأجيال السابقة لهم، فهذه سنة الحياة – فهذا يعني أنه قد (إنقضت عجائبه)، وهذا طبعاً من عاشر المستحيلات. إذ، لن يستطيع أحد الإحاطة بكلمات الله تعالى، والله تعالى في كل لحظة يكشف للناس ما شاء من أسرار الكون فيظن الباحثون أنهم هم مصدرها وأصحابها وصناعها.

ثالثاً: إن مواضيع التقديم والتأخير في اللغة العربية لها ما بعدها عند علماء وأئمة البيان والبلاغة والبديع، فهذا سنتطرق له في موضوع خاص لاحقاً لأنه من الأبواب الكبيرة في علم البلاغة وابيان والبديع. غير أن صاحبنا يقول إنه قد يكون مفيدا ان يشير إلى وجود انواع اخرى من التقديم والتأخير، ولكن، ما لمسناه عن قدراته اللغوية والبلاغية أكد لنا كذب إدعائه، بل نحن الذين سنقوم بالواجب نيابة عنه.

رابعاً: قال صاحبنا إن هناك نوع ثاني من التقديم والتأخير يتعلق بآيات تتكرر كلياً أو جزئيا مع اختلاف في تقديم وتأخير بعض كلماتها. فضرب مثلاً ببعض الآيات من سورة الأعراف من قوله تعالى: (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰ-;-ذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ 161)،، فأغلق الله تعالى عليه حين قارنها بقوله تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰ-;-ذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا « وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ » وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ 58)، فإختلط عليه أمرها كالعادة، فلكي نرفهمه الإختلاف الشاسع ما بين الآيتين يتحتم علينا أن نحلل كل من الآيتين لنقف على روائع الآيتين:
(أ): تحليل قوله تعالى بسورة الأعراف عن بني إسرائيل: (« وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا » وَ « أَوْحَيْنَا إِلَىٰ-;- مُوسَىٰ-;- إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ » وَ « ظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ » وَ « أَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ-;- » ... كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ... وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰ-;-كِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ 160)، فبعد أن عدد كل هذه النعم وبين ظلمهم لأنفسهم. والله تعالى - مبيناً ما أمرهم به - فقال: (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ ...):
1. (... اسْكُنُوا هَٰ-;-ذِهِ الْقَرْيَةَ ...),
2. (... وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ ...),
3. (... وَقُولُوا حِطَّةٌ ...),
4. (... وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ...),
فإن فعلتم كل هذا الذي تؤمرون به: (... نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ...), ليس ذلك فحسب، بل (... سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ 161).

(ب): تحليل قوله تعالى في سورة البقرة عن بني إسرائيل مع نبيهم موسى فقال لهم: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ-;- لَن نُّؤْمِنَ لَكَ - « حَتَّىٰ-;- نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً » - فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ 55)، عقاباً لكم على هذا القول المنكر: (ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ « لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » 56)، ولكنكم أيضاً لم تفعلوا: (وَ « ظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ » وَ « أَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ-;- » - كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ - وَمَا ظَلَمُونَا « وَلَٰ-;-كِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ » 57).
فبعد أن عدد كل هذه كل الأوامر التي خالفوها حتى بعد أن أخذتهم الصاعقة فبعثهم بعد موتهم، وأغدق عليهم صنوف من النعم لم يغير ذلك من سلوكهم شيئاً،، فذكرهم الله تعالى - مبيناً ما أمرهم به – فقال: (وَإِذْ قُلْنَا ...):
1. (... ادْخُلُوا هَٰ-;-ذِهِ الْقَرْيَةَ ...),
2. (... فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا ...),
3. (... وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ...),
4. (... وَقُولُوا حِطَّةٌ ...),
فإن فعلتم كل هذا الذي تؤمرون به: (... نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ...), ليس ذلك فحسب، بل: (... وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ 58)،

الإختلافات بين الآيتين في الأعراف و البقرة:
1. الزمن: الأعراف: (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ..), الفعل مبني للمجهول، ونائب الفاعل مضمر، والمفعول به مذكور، بينما في البقرة: (وَإِذْ قُلْنَا...) الفعل مبني للمعلوم، والقائل هو الله تعالى، ولم يذكر أو يحدد المفعول به،، هل يستوي القولان في الآيتين وهل العبارتان تعطيان نفس المعنى؟؟؟
2. الفعل: في الأعراف: (...« اسْكُنُوا » هَٰ-;-ذِهِ الْقَرْيَةَ ...), بينما في البقرة (...« ادْخُلُوا » هَٰ-;-ذِهِ الْقَرْيَةَ ...)، هل زمن الدخول للقرية هو نفسه زمن وظروف السكنى بها؟؟؟ وهل تسلسل الأحداث بالنسبة للداخل لقرية ما لأول مرة كالذي دخلها مسبقاً ويعد نفسه للسكنى والإقامة، ثم يعمل على ترتيب مقتصيات هذه الإقامة وفق أولويات منطقية؟؟؟
3. نوع الأكل: في الأعراف: (... وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ ...), الربط "بالواو"، ولم يذكر كلمة "رغداً" هنا، بينما في البقرة قال: (... فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ « رَغَدًا » ...), وكان الربط "بالفاء"، وذكر كلمة "رغداً" بعد عبارة "حيث شئتم"، ولا يغيب على أحد الفرق بين الربط بالواو والربط بالفاء من حيث التتابع، والأزمنة،
4. القول ودخول الباب: في الأعراف قال: (...وَقُولُوا حِطَّةٌ ...), أولا، (... وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ...)، فهذا يعني أن المطلوب منهم "قول الحطة" أولاً قبل دخول الباب سجدا،، أما في البقرة فقال: ( ... وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ...)، أولا، (... وَقُولُوا حِطَّةٌ ...) بعد ذلك، إذن المطلوب منهم "دخول الباب سجداً" قبل قولهم "الحطة" بعد ذلك، فالفرق بين أحداث ومقتضيات الآيتين شاسع،، ولولا خشية الإطالة لأسهبنا في ذلك لنكشف هذه الروائع البيانية التي تحرك الوجدان خشية ورهبة وإجلال لقائلها ومبدعها.
5. الجَزَاءُ: في الأعراف قال في الجزاء: (...نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)، لاحظ لم تسبق "الواو" كلمة "سنزيد"،، بينما في البقرة قال فيه: (...«نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ» » وَ « سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ »)، هنا سبق الحرف "واو" كلمة "سنزيد".

أما فيما يتعلق بالتقديم والتأخير، سيرد عليك بعض الشعراء الجاهليين وسيخرصونك بتقديمهم وتأخيرهم، وهؤلاء لن تجرؤ أن تجالسهم أو تطارحهم،، إثنان منهم هما:

(أ‌) السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي ، الذي قال في الفخر:
1. إِذا المَـــرءُ لَم يُدنَس مِــنَ اللُؤمِ عِرضـُـهُ *** فَكُـــــــــــــلُّ رِداءٍ يَرتَـديـــــــــــــــــــهِ جَمــــــــــــيـلُ
2. وَإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ عَلىْ النَفسِ ضَيمَهُا *** فَلَيسَ إِلــــــىْ حُسْــــــنِ الثَنــَـاءِ سَــــــبِيـْلُ
3. تُعَــــــــــيِّرُنـَا أَنَّــــــــــا قَلـِيـــْـــــــــــــلٌ عَـــــــــــــــــــــــــدِيْـدُنـا *** فَقُــــــــــلْـتُ لَهـَــــــــا إِنَّ الكِــــــــــرَامَ قَـــــــــــلِـيْـلُ
4. وَمَــــــا قَـــــلَّ مَــــنْ كَــــانَـتْ بَقَــــــايـَاهُ مِــــــثلَنَـا *** شَــــــــبَابٌ تَسَــــــامَـىْ لِلعُــــلـَىْ وَكُهُــــــوْلُ
5. وَمَـــــــــا ضَــــــــرَّنَـا أَنّـــــا قَـــــــــلِيـْلٌ وَجَــــــــــارُنـَــــا *** عَـــــــــزِيْـزٌ وَجَـــــــارُ الأَكْـــــــثَرِيـْنَ ذَلِيــــْـــلُ
6. لَنِــــــــا جَـــــــــــــــبَـلٌ يَحْــــــــــــــتَلُّـهُ مَـــــــــــنْ نُجِــيْـرُهُ *** مَنِيــْـــــعٌ يَـرُدُّ الطَّـــــــــرْفَ وَهُـــــوَ كَــــــلِيـْلُ
7. رَسَــــــا أَصْــــلُهُ تَحـْــتَ الثَرَىْ وَسَـــمَاْ بِــــهِ *** إِلىْ النَّجْـــــمِ فَــــــرْعٌ لَا يُنَــــالُ طَــــوِيْـلُ
8. هُـــــوَ الأَبلــَقُ الفــَــرْدُ الّــــَذيْ شَــــاْعَ ذِكْـــــرُهُ *** يَعِـــــــزُّ عَلــــىْ مَــــنْ رَامَــــــهُ وَيَطُــــــــوْلُ
9. وَإِنَّــــــا لَقَـــــــــوْمٌ لَا نَــــــــرَىْ القَــــــــتْـلَ سُـــــــــــبَّـةً *** إِذا مَـــــــــا رَأَتـْــــــهُ عــَـــــــــامِـرٌ وَسَــــــــــلـُوْلُ
10. يُقَــــــــــرِّبُ حُـــــــــــبُّ المَـــــــــــوْتِ آجَــــــآلَنَـا لَنـَا *** وَتَكْـــــــــــــرَهُـهُ آجَآلُـهُـــــــــــــــــمْ فَتَـطُــــــــــــــــوْلُ
11. وَمَــــــا مَــــــاتَ مِــــــنَّا سَــــــيِّـدٌ حَــــتـْفَ أَنْفِـــــــهِ *** وَلَا طُــــــــلَّ مِــــــنَّـا حَيـْثُ كَــــانَ قَتِيــْـــــلُ
12. تَسِــــــــيْلُ عَــــلَىْ حَــــــدِّ الظُـــــبـَاتِ نُفــُـــوسُنَـا *** وَلَيْسَتْ عَلَى غَيْرِ الظُــبَـاتِ تَسِـــيْـلُ
13. صَفَـــــــوْنَا فَــــلَم نَكـْـــدُرْ وَأَخـْـــــلَـصَ سِــــــرَّنَـا *** إِنــــَـــاثٌ أَطَــــــابَـتْ حَــــــمْلَنَا وَفُحـُــــــــوْلُ
14. عَــــــــلَوْنَا إِلَــــىْ خَــــيـْرِ الظُهــُـــوْرِ وَحَطَّـــــنَـا *** لِوَقْــــتٍ إِلـَىْ خَــــيـْرِ البُطُـــــوْنِ نُـــزُولُ
15. فَنَحْــــنُ كَمَــــاءِ المُــــزْنِ مـَــا فـِي نِصَــابِنَـا *** كَهـَــــــــامٌ وَلَا فِـــــــــــيْنَـا يُعَـــــــــــــدُّ بَخِـــــــــــيْـلُ
16. وَنُنْكِــــِرُ إِنْ شِــــئْنِا عَــلَى النــَّاسِ قَوْلَهُــــــمْ *** وَلَا يُنْكـِـــــــرُوْنَ القَـــــــوْلَ حِــيْـنَ نَقــُــــوْلُ
17. إِذا سَـــــــــــيِّـدٌ مِــــــــــنَّـا خَـــــــــلَا قـَـــــــــامَ سَـــــــــــيِّـدٌ *** قَــــــؤُوْلٌ لِمـَــــا قَـــــالَ الكِـــــــرَامُ فَعُـــــــــوْلُ
18. وَمَـــــــا أُخمِـــــــدَتْ نـــَــارٌ لَنـَــا دُوْنَ طَــــــارِقٍ *** وَلَا ذَمَّــــــــــنـا فــِـــي النَّازِلِيْــــــنَ نَـزيْــــــــــلُ
19. وَأَيّــامُـــــــــــنَـا مَشْهُـــــــــوْرَةٌ فـِـــــــــــيْ عَـــــــــــــــدُوِّنـَا *** لَهَــــــــا غُــــــــــرَرٌ مَعْــــــلُوْمَـةٌ وَحُـجُـــــــــوْلُ
20. وَأَسْــــــيافُنَا فِــــــيْ كُـــــــلِّ شَـــــــرْقٍ وَمَغْــــــرِبٍ *** بِهَــــا مِـــــنْ قِـــــرَاعِ الدَّارِعِــــيْـنَ فُــــــُلـوْلُ
21. مُـعَـــــــــــــــــــوَّدَةٌ أَلّا تُـسَــــــــــــــــــــلَّ نِصَــــــــــــــــالُـهَـا *** فَتُغْــــــــــمَـدَ حَـــــتّـَى يُسْـــــــتَبـَاحَ قَـــــــــــــبِـيْـلُ
22. سَــــــلِيْ إِنْ جَهـــِلتِ النَّاسَ عَنَّـــا وَعَــــنْهُـمُ *** فــَلَيْـسَ سَــــــــــــوَاءً عَــــــــــــالِـمٌ وَجَهُـــــــــــولُ
23. فـَــــــــإِنَّ بَنـــي الرَّيَّـــــــانِ قَطــــــــــبٌ لِقَومِهِــــــــمُ *** تَدُوْرُ رَحَـــــــــاهُـمْ حَـــــــوْلَهُـمْ وَتَجُــــــــــوْلُ

(ب‌) ثم عنترة بن شداد الذي قال في الفخر أيضاً:
1. سَـــــــــــكَتُّ فَغـَــــــــــرَّ أعــْــــــــدَائِى السُّـــــــــكُوْتُ *** وَظَــــــــــــــنُّوْنِى لِأهـْـــــــــلِىَ قَـــد نَسِــــــــيْتُ
2. وكَــــــــيْفَ أنـَـــــــامُ عَــــــــــــنْ سَــــــــادَاتِ قــَـــــــوْمٍ *** أنَــــا فـِـــىْ فَضْــــــلِ نِعْـــــــمَتِهِمْ رَبَيـــْــتُ
3. وإنْ دَارَتْ بِهِــــــــــــمْ خَـــــــــــيْلُ الأعَـــــــــــــادِىْ *** ونَادُوْنــــِـــــىْ أجَــــــــبْتُ مَــــتَىْ دُعِـــــــيْتُ
4. بِسَــــــــــــيْفٍ حَــــــــــــــــدُّهُ يُزْجَــــــــــــى المَــــــــــنَايَا *** وَرُمْــــــحٍ صَــــــدْرُهُ الحَـــــتْفُ المُمِـــــيْتُ
5. خُلِقــْــــــــــتُ مِــــــــن الحَـــــــــــدِيْدِ أشَــــــــــدّ قــَـــــلْبَا *** وقـَـــــــدِ بُلـــِــىَ الحَــــــــدِيْدُ ومَـــاْ بُلِيــْـــتُ
6. وفِـــــى الحَــــرْبِ العَـــــوَانِ وُلـِـدْتُ طِفْــــــلَا *** ومِــــــنْ لَبَنِ المَعَـــــــامِعِ قُــــدِ سُــــــــقِيْتُ
7. ولـــِـــى بَيــْـــــــــتٌ عـَـــــــــــــــلَا فَـــــــــلَكَ الثُّرَيـَّـــــــــــا *** تَخِــــــــرُّ لِعِظَــــــــــمِ هَـــــــــيْبَتَهِ البُيـُـــــــــــوْتُ

فلنكتفي الآن بشهادة هذين الفحلين من أهل اللغة التي أوحى الله تعالى بها القرآن الكريم على أفضل من نطق بالضاد من ولد آدم، ذلك الهاشمي القرشي،، خليل الرحمن، وحفيد خليل الرحمن إبراهيم، إبن الذبيحين، محمد رسول الله الخاتم صلى الله عليه وسلم،، فهذه الشهادة كافية لإلجام الغوغائيين والمدعين،، إلى أن نلقاهم في موضوع كامل متكامل نتناول فيه (هيمنة اللغة العربية على كل اللغات مطلقاً)، بعد أن نفرغ من مسلسل فرية أخطاء القرآن قريباً بإذن الله تعالى.

ثالثاً: أدعى أن هناك تقديم وتأخير يتعلق بآيات تم ترتيب كلماتها بصورة مخالفة للترتيب الدارج في اللغة العربية ولكن لا يجد القارئ إشكالا في فهمها. فعلى سبيل المثال تقول الآية 45-20 : - (يقصد بذلك الترقيم "المخل" سورة طه) - عند قوله تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ-;- 55)، فإدعى بأن كلماتها رتبت بصورة مخالفة للترتيب الدارج في اللغة العربية, وقد إقترح أن ترتبها "بعد مسخه وخربطته"، يصبح هكذا: (خلقناكم منها ونعيدكم فيها ونحرجكم منها تارة اخرى).

فعدم فهمه لهذا الإحكام بالآيات إنما هو تأكيد لتطابق حالته وفكره مع الوصف الذي وصفه به القرآن الكريم، وهذا سر من أسراره المعجزة،، مع أن الآية غايةٌ في الوضوح والبيان،، وإنما يلزم أن نوضح له هذه الإشكالية التي أوقع نفسه فيها،، فنقول وبالله التوفيق:

هذه الآية وردت ضمن عدة آيات بهذه السورة الكريمة، هي عبارة عن حوار بين فرعون من جهة وبين موسى وهارون رسول رب العالمين من جهة أخرى،، فكان فرعون يسأل الرسولين مجادلاً، ومحاججاً، وكان موسى هو الذي يتولى الرد عليه وحده. وقد صور الله تعالى هذا المشهد تصويراً دقيقاً،، قال بدأً من سؤال فرعون للرسل: (قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ-;- 49)، فرد عليه موسى: (قَالَ « رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ-;- كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ » « ثُمَّ هَدَىٰ-;- »50)، فعاد فرعون للسؤال عن الأمم التي كانت قبله ولم تصلهم رسالة موسى، وما مصيرها: (قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ-;- 51)، رد عليه موسى بألَّا علم له بها لأن الله هو أعلم بها ولم يبلغه عنها شيئاً: (قَالَ « عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ » - « لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى » 52)، إنه هو ربي الله: (الَّذِي « جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا » وَ « سَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا » و«َ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ-;- » 53)، فضلاً منه مُتَاحاً لكم وتحت تصرفكم لذا: (كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ « إِنَّ فِي ذَٰ-;-لِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ-;- » 54).

قال،، هذه الأرض التي: (« مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ » ...)، فقد خُلِقَ أبوكم آدم من طين، ثم خلقكم أنت من سلالة من ذلك الطين،، وجعل معاشكم عليها، وطعامكم وشرابكم منها مدى حياتكم، إلى أن تموتوا، عندها تدفنون فيها مرة أخرى، قال: (... وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ...), إلى أن يأذن الله بقيام الساعة فيخرجكم من الأجداث سراعاً كأنكم إلى نصب توفضون،،، (... وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ-;-) 55). فهذه الآية تتحدث عن ثلاث مراحل أي إنسان سيمر بها لا محالة:
1. المرحلة الأولى،، هي مرحلة (الإخراج منها)،، وذلك بخلق آدم من تراب الأرض،، ولا تزال حياة البشر مستمرة ولم تنتهي بعد، بل وأكلهم وشرابهم منها وعملهم عليها،،، الخ،
2. المرحلة الثانية،، هي مرحلة (الإعادة فيها)،، ما بعد الموت،، فكل إنسان يستمر في الحياة إلى أن ينقضي أجله،، ثم تستمر حياة الباقين إلى أن ينتهي كل البشر تماماً ويعودون إلى الأرض. ثم يستمر الناس كلهم في باطن الأرض أمواتاً، إلى أن يأذن الله تعالى بقيام الساعة،
3. المرحلة الثالثة،، هي مرحلة (الإخراج منها تارة أخرى)،، وذلك بنفخ الملك في السور فتأتون أفواجاً، وفتح السماء فكانت أبواباً، وسيرت الجبال فكانت سراباً،،،، إن جهنم كانت مرصاداً للطاغين مآباً، لابثين فيها أحقاباً،، لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً إلَّا حميماً وغساقا،، جزاءاً وفاقاً إنهم كانوا لا يرجون حساباً،، وكذبوا بآياتنا كذاباً وكل شيء أحصياه كتاباً.
فهل عبارتك المشوهة (خلقناكم منها ونعيدكم فيها ونحرجكم منها تارة اخرى)، تفيذ بهذه المعاني، وهذا التتابع بهذا النسق الرائع، أم أن انها تحرق كل المراحل، وتقضي على روح البيان فيها؟؟؟

********************************************************

الخطأ المفترى 51:
قال تعالى في سورة الفرقان: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا 63)، فقال عنها صاحبنا إنها (مقطعة الأوصال)، وإن تتمتها تأتي في الآية (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا 75)، التي تأتي بعد أكثر منعشر آيات.

نقول له رداً على هذا التخريف،، إذاً،، فلنعرض الآيات بتسلسلها الذي وردت به في السورة لنرى إن كانت مقطعة الأوصال كما إدعى أم أن التقطيع والتمزيق عنده في داخل وجدانه وفكره.
قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ...), الذين يؤمنون به ويحبهم ويحبونه هم: (... الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا ...), لا يتكبرون أو يتبخترون أو يتعالون على الناس، ليس ذلك فحسب، بل يتحلون بخلق عالية مرنة، فلا يقابلون السيئة بمثلها: (... وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا 63)، ولم يردوا على الإساءة أو يبادرون بها، بل يكون ردهم طيباً كريماً: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا 64)، لا يعبدون إلَّا إياه ولا يخشون سواه، ولا ينقطعون عن عبادته ليلاً ولا نهاراً، حباً فيه وخشية: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا 65)، فهم يرتعدون من ذكرها ويعلمون أن نجاتهم منها ليس فقط بالعمل ولكن برضاء الله عنهم وقبوله منهم عملهم، ويعرفون بأسها وخبثها: (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا 66).

فهم يحرصون على أن تكون كل أعمالهم منضبطة ومقننة، كما انهم إقتصاديون، في الإنفاق ولكنهم ليسوا ببخلاء لذا قال فيهم: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا « لَمْ يُسْرِفُوا » وَ « لَمْ يَقْتُرُوا » - وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا 67)، هذا مع الناس، أما مع ربهم فإنهم موحدون بالله، عبادتهم كلها له وحده: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ...), وهم أبعد الناس عن القتل إلَّا قصاصاً من القاتل وعلى يد الحاكم الماذون، (... وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ...), بالإضافة إلى ذلك فهم عفيفون، لا يقربون الزنا لأنهم يعرفون مآل الزناة عند الله تعالى: (... وَلا يَزْنُونَ ...), فهم يعلمون أن الذي يعمل مثل هذه الجرائم يكون قد ورط نفسه كثيراً: (... وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا 68)، فلا أحد يستطيع تحمل عاقبتها فهم يعرفون شرها، لذا حذرهم قال: (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا 69).

وحتى لا يتيأس الذي يقع في مثل هذا الذنب الكبير، وحتى لا يظن أن الفرصة قد ضاعت عليه أكد الله تعالى أنَّ باب التوبة مفتوح على مصراعيه لمن وقع في الذنب وإعترف به وإستغفر ربه أن يغفره له، وندم على ما بدر منه: لذا قالها لهم بكل وضوع: (إِلاَّ « مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا » فَأُولَئِكَ - « يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ » - وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 70)، إذاً، على الرغم من عظم الجرم، إلَّا أنَّ الله يشجع الناس على التوبة ثم الإستقامة بعد ذلك، فيغفر الله له كل تلك الذنوب بل ويبدلها له حسنات بشرط ألَّا يعود لمثلها مرة أخرى، فقال: (وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا 71)، بالإستغفار والندم والتصميم على عدم الوقوع في مثله.

ومن صفات عباد الرحمن، أيضاً قال عنهم: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ...), وهي الشهادة كذباً لصالح خصم على آخر فتضيع الحقوق ويقع الظلم،، ليس ذلك فحسب، بل أيضاً: (... وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا 72)، ولم يجاروا أهل الجهالات في جهالاتهم،: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ « لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا » 73)، بل يتدبرونها ويلتزمون تعاليمها من أوامر ونواهي: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا - « هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ » وَ « اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا » 74)، وهذا يعني الإعتماد كلياً على ربهم ولا يسألون أحداً غيره.

إذاً،، فعباد الرحمن هؤلاء الذين يلتزمون كل هذه المعايير وحتى عندما يقع أحدهم في الذنب لا يياس ويستمر فيه ظناً منه أنه لا أمل في قبوله، بل على العكس يبادر إلى التوبة ويستأنف العمل الصالح: (أُوْلَئِكَ « يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا » وَ « يُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا » 75)، (خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا 76). (« قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي » - لَوْلا دُعَاؤُكُمْ - « فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا » 77).

أين هذه الأوصال والأوانص والكوارع المقطعة التي تدعيها يا صاحب الخربطة ومدعيها؟

********************************************************

الخطأ المفترى 52:
قال تعالى في سورة فاطر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ 27)، فإدعى صاحبنا الفذ بأن هذه الآية الرائعة الفائقة البيان والإبيان والإعجاز إفتراءاً وإفكاً بأن فيها خربطة، وان الصحيح هو المسخ الذي خربطه بفكره وحسه المشبوه،، هكذا: (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وسود غرابيب). هذه هي معاييره، فقد إعتدنا منه فن الخربطة الذي أيضاً قد خاب فيه وأخفق.

نرد على من حرمهم الله فهم القرآن إما بالطمس أو بالختم، فنقول لهم إن هذه الآية وما قبلها وما بعدها من آيات صور الله فيها روعة وغرائب إعجازه في الخلق الذي نوع فيه تنوعاً مزهلاً. فهذه الآيات من (24 إلى 37)، تناولت منهجاً كاملاً لصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وإقامة الدليل على ذلك، ثم بين مواقف الفريقين المختلفين فريق الجنة وفريق السعير، في تسلسل وربط مذهل، نعرضه فيما يلي:

أولاً: قال الله لنبيه الكريم: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ « بِالْحَقِّ » « بَشِيرًا وَنَذِيرًا» ...), بلا سلطان ولا إلزام أو جبر أحد، فقط "بشارة" و "نذارة"، وهذا ليس بالأمر الغريب لأن كل الأمم السابقة كان لديهم من ينذرهم: (... وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ 24)، فمسألة تكذيبهم لك وإعراضهم عنك وارد، ولست أنت بدع من الرسل الذين سبقوك، أيضاً قد جاءوا بمثل ما جئت به فكذبوهم أيضاً: (وَإِن يُكَذِّبُوكَ « فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ » جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ 25)، فالذين يكذبونك لا شأن لك بهم، فأنا الذي سأتولى أمرهم، أنظر ماذا حدث للمكذبين السابقين: (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ 26).

ثانياً: ذكَّرَ الله نبيه إلى تنوعه في الخلق، فكشف جانباً واحداً فقط ظاهراً للعيان كضوء الشمس، حصره فقط في التنوع في الخلق من حيث الألوان، أولاً تعتبر مجسدة في أظهر الكائنات في الكون وهي الجبال، ثم قارنها مقارنة رائعة بهذا التنوع في المخلوقات الأخرى من أناس ودواب، فقال له،، يا محمد: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ...):
1. (...أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ...)، فتجد أنواعاً من الأعناب المتعددة الأشكال والألوان، وكذلك الموالح، والخضروات والتمور والزيتون والرمان،، الخ.
2. كذلك الحال بالنسبة للكون ومكوناته، فلفت نظره إلى الجبال بأنواعها وألوانها، فحدد منها ثلاث أنواع أساسية إثنان منها رسوبيان دائمي التجدد هما، (جدد بيض)، و (جدد حمر)، ولكن ليس الأبيض بلون واحد ولا الحمر بلون واحد وإنما كل منهما بألوان مختلفة متدرجة، وقد صور الله تعالى هذه الروعة فقال: (... وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا ...), الملحظ الجميل إستعمال كلمتي (جدد) و (بيض) و (حمر)، وهي تمثل الجمع لكل من (جديد أو متجدد = جدد)، و (أبيص = بيض)، (وأحمر = حمر). ثم كلمة (مختلف ألونها)، تشير إلى أن الأبيض بألوان متدرجة تصل إلى الصفرة، والأحمر كذلك بألوان متدرجة.
3. النوع الثالث هو تلك الجبال البركانية القاتمة السواد، ولأن الغرابيب يمكن أن يكون سوادها مشوباً بشيء من الألوان الأخرى كاللون البني أو الأزرق الغامق،، ولكن الآية هنا قصدت تحديد اللون بدقة، فقال: (... وَغَرَابِيبُ سُودٌ 27)، متدرجة السواد،

ليس ذلك فحسب، بل أيضاً، أشار إلى هذا التنوع والتعدد في الألوان بالنسبة للمخلوقات الحية كالناس والدواب والأنعام،، لذا قال: (وَمِنَ « النَّاسِ » وَ « الدَّوَابِّ » وَ « الْأَنْعَامِ » - « مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰ-;-لِكَ » ...)، فتجد من بينهم الجدد البيض والحمر وكذلك الغرابيب السود،، هذا العرض الرائع المعجز يحرك وجدان العقلاء ويُفَعِّلُ قلوبهم وعقولهم فينسبوا هذا الخلق العظيم لخالق أعظم منه، ولكن هذا التفكير الإيجابي بعيد كل البعد عن الجهلاء المتكبرين الضالين المضلين،، لذا قال: (... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ...), فالمسألة تحتاج إلى علم وفكر إيجابي سليم،، أما الجهل "بلا جهالة وتكبر وكفر" فالله مع "عزته" وقدرته على الخلق كله وسيطرته،، فإنه يغفر الذنوب جميعاً ويعفوا عن كثير،، (... إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ 28).

ثالثاً: أما العلماء والصالحين قال عنهم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً « يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ » 29)، لأن مكسبها مضمون بضمان الله تعالى، فسيعطيهم أكثر من أجورهم: (« لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ » وَ « يَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ » إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ 30). (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ - « هُوَ الْحَقُّ » « مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ » - إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ 31).

رابعاً: بعد ذلك قال: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ...), من التابعين بعدك، وتابعيهم، الذين هم على ثلاث فئات:
1. (... فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ...), مجافياً تماماً للكتاب ومنكراً له ومحارباً لأهله،
2. (... وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ...), لا يعمل بمقتضاه كما ينبهي،
3. (... وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰ-;-لِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ 32)، هولاء يلتزمونهه ويعملون بمقتضاه ويحكمونه في كل شأنهم،، هؤلاء لهم (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ 33)، فهم معتادون على الشكر دائماً في الدنيا، لذا، شكروا وحمدوا: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ 34)، هو ربنا: (الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ 35).

خامساً: جاء دور الذين كفروا، قال فيهم: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا « لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ » - « لَا يُقْضَىٰ-;- عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا » وَ « لَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا » - كَذَٰ-;-لِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ 36)، وسيكون حالهم بئساً يئساً: (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا « رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ » ...), فيأتيهم الرد صادماً، فيقال لهم: (... « أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم ؟؟؟» مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَ « جَاءَكُمُ النَّذِيرُ » ...؟؟؟), إذاً،، لا مفر لكم هنا ولا أمل يرجى ولا قول يسمع: (... « فَذُوقُوا » فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ 37).

أما فرية صاحبنا بقوله (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وسود غرابيب). نقول له إن كلمة (غرابيب) هي الجبال البركانية نفسها، ذات اللون الأسود الخالص، وكلمة (سود) هي صفة لسواد الجبال بأنه سواد صرف خالٍ من الألوان الداكنة التي تقترب من السواد ولكن يشوبها شي من ألوان أخرى. فكيف تريد أن يتبع الموضوف الصفة؟؟؟

********************************************************

أخطاء القرآن / الخطأ 53
قال تعالى في سورة مريم: (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰ-;-نِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا 45)، إدعى صاحبنا انها آية مخربطة وإفترى مسخاً قال هو الصحيح هكذا: (يا ابت اني اخاف ان تكون للشيطان وليا فيمسك عذاب من الرحمان).

هنا نفس الإشكالية التي يعاني منها صاحبنا هذا،، فسنكتفي بتحليل هذه الآية لنبين مدى دقتها وإحكامها ونكشف له غايتها ومدلولاتها فيما يلي:
أولاً: نبي الله إبراهيم - محذراً أبيه آزر من مغبة عبادة الشيطان، فقال: (يَا أَبَتِ « لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ » ... إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰ-;-نِ عَصِيًّا 44)، لأن عبادة الشيطان تعني معاداة الله والتعرض لغضبه الذي غضبه على الشيطان فطرده من رحمته،

ثانياً: بين له أن عبادة الشيطان ستجلب له العذاب في الدنيا قبل الآخرة،، فقال:
1. قال له: (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰ-;-نِ ...), فما هو هذا العذاب؟
2. العذاب في الدنيا أن يضلك الله لعنادك وكفرك كما أضله، ... فما هو العذاب في الإضلال؟؟؟
3. حرمانك من الهداية وقفل باب التوبة دونك بالختم على قلبك وسمعك ويغشي بصرك: (... فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا 45).

فالعذاب المقصود بهذه الآية هي التعاسة والشقاء وخواء الوجدان والضلال وإختلال الموازين التي يعاني منها دائماً أولياء الشيطان في كل زمان ومكان. وليس المقصود هو عذاب الآخرة كما ظن صاحبنا الذي سكت دهراً ونطق كفراً فخرج بخربطة يندى لها الجبين: (يا ابت اني اخاف ان تكون للشيطان وليا فيمسك عذاب من الرحمان).

********************************************************

الخطأ المفترى 54:
قال تعالى في سورة مريم: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا 63), إدعى الخربوطيٌّ بأن الآية الكريمة مخربطة وإدعى أن ترتيبها الصحيح هو هذا الخربطة: (تلك الجنة التي نورث من كان تقيا من عبادنا). فأتحفنا كالعادة برائعة من روائع فكره وفقره وفَرْيِهِ.

أولاً: نقول لصاحبنا العبقري،، فاتحة هذه السورة "تحديداً" عبارة عن آية كريمة بينة وقف الناس عندها كثيراً وقالوا فيها منا قالوا،،، وهي "عَلَمٌ" ومِعْلَمٌ بارزٌ في كتاب الله تعالى،، ودليل قطعي على إعجاز القرآن الكريم،، وهي قوله تعالى (كهيعص 1)، ولعل الله تعالى قد جعلها لكم القاصمة عندما تقفون على مدلولها الذي سيغير مفاهيم كثيرة وينهي لغطاً كبيراً ولجاجات من أهل الكتاب بصفة عامة ومن النصارى بصفة خاصة،، وقد إقتضت حكمة الله تعالى أن "يشفر" بعض فواتح السور،، ليقضي أمراً كان مفعولاً. الآن،، بلا شك انك وقفت عندها كثيراً مشدوها ومحتاراً،، فلا أظن تجاوزك لها وعدم أخذك لها في الإعتبار أمراً عادياً ولابد من أن يكون وراءه سر غامض، وأنا هنا أسألك بإسم القراء كلهم لماذا لم تأخذها بعين الإعتبار إما كأخطاء، بمعيارك الأول "اللغوي الإنشائي" أو كخربطة بمعيارك الثاني "الخربطة"، ترى ما السر في ذلك؟؟؟ أعتقد أن عليك بيان ذلك إن كنت تملك إجابةً،، على أية حال، لقد إعتدنا أن نساعدك في معرفة هذه الأسرار، فنقول لك:
1. هذه الآية الكريمة اشارت إلى عدد من الآيات البينات بهذه السورة ذات الإرتباط الوثيق بالآية (الم – آل عمران)،
2. وردت تفصيلياً مرتين، مرة بالنسبة لذكريا (9)، والأخرى بالنسبة لمريم، (21),
3. ووردت أكثر من مرتبين في هذه السورة الكريمة في الآيات (36، و 41 و 51، و 54، و 56، وأخيرا 65)،
4. أما "عص"، فقد وردت في آيتين اثنين هما (36 و 65)،
فإن كنت حقاً لا تظنها خطأ لغوي أو إنشائي أو خربطة، فقل لنا ماهي وما مدلولها وما هي المفاهيم الجوهرية التي ستعمل على تغييرها لدى الكل!!! فإن أخفقت، فأعلم أنك (لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً).

ثانياً: نقول في ذلك بإختصار شديد،،، ميزان الذهب بيننا،، من حيث اللغة والإنشاء،، والقراء المنصفين بحسهم البلاغي والبياني وتذوقهم لفن البديع هم بيننا أيضاً،، فإلى الميزان:

إعراب قوله تعالى: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا 63)، كايلي:
تِلْكَ الْجَنَّةُ : ... "تلك"، إسم إشارة، مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، و "الجنة" خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،
الَّتِي: ... إسم موصول، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثاني،
نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا: ... "نورث" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "نحن"، "من" حرف جر، و "عباد" إسم مجرور بحرف الجر، بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف، و "نا"، ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة،
مَن كَانَ تَقِيًّا: ... "من" إسم موصول، مبني على السكون في محل نصب مفعون به للفعل "نورث"، و "كان" فعل ماضي ناقص، مبني على الفتح، و إسمها ضمير مستتر تقديره "هو" يعود على إسم الموصول "من"، و "تقياً" خبر "كان" منصوب بها،، بالفتحة الظاهرة. والجملة الإسمية صلة الموصول، "من".

ثالثاً: نقول له،، (بالبلدي) للعامة، الآية تقول: (تلك هي الجنة التي وصفناها لكم فيما سبق، ستكون ميراثاً لعبادلنا ولكن ليس كلهم، بل "نورث منهم من كان تقياً، فقط أما الباقين فلا):
1. فالحدث – الورث - هو "تلك الجنة"، التي أعدت للمتقين،
2. والفاعل للورث، هو صاحب الجنة ومعدها،، وهو الله تعالى،
3. والفعل هو "التوريث"،
4. والمفعول به – والوارثون - هم "مِنْ عِبادِنَا مَنْ كَانَ تقياً"،

فما هي مبررات صاحبنا إلى تلك الخربطة السخيفة الفارغة التي أبعدت المفعول به من الفعل كثيراً بدون أي داع، فإختلت المعاني وضاع الألق. أنظر جلياً إلى ما قاله: (تلك الجنة التي نورث من كان تقيا من عبادنا) ... ثم قارنه بالآية الكريمة التي بينها تفصيلها أعلاه، والتي تقول: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا 63).

********************************************************

الخطأ المفترى 55:
قال تعالى في سورة طه: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي 29)، (هَارُونَ أَخِي 30)، فإدعى صاحبنا أنهما آيتان مخربطتان وظن أن ترتيبهما بعد أن خربطهما وخلطهما معاً في مسح قال عنه هو الصحيح هكذا: (واجعل هارون اخي وزيرا من اهلي).

لنرد على هذا الخبل،، علينا أن ننظر إلى هاتين الآيتين في بيئتهما وسط بعض الآيات ذات الإرتباط المباشر بهما، فنقول وبالله التوفيق:

أولاً: بعد أن أعطى الله موسى الآيات أمره بأن يبدأ مهمته فوراً فقال له: (اذْهَبْ إِلَىٰ-;- فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ-;- 24). فعلم موسى أن التكليف غاية في الصعوبة، وهو أدرى بنفسه وقدراته التي لن تكون كافية لقيامه بها على الوجه المطلوب ما لم يمده الله تعالى بأساسيات يراها ضرورية، والله لا يغيب عنه ذلك، ولكنه أراد من ذلك أمراً،، فكانت لموسى عدة مطالب صاغها الله في آيات متتابعة، كل مطلب كان عبارة عن آية قائمة بذاتها، فكانت مطالب موسى كما يلي:
1. كأنما الله تعالى يسأل موسى في كل مرة "ماذا تريد؟": (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي 25)، حتى أستطيع مجابهة فرعون وآله فهو يعرف جبروتهم وكبرهم، وبطشهم ... فكأنما قال له (قد شرحناه لك!)، ماذا بعد؟؟؟
2. ولكن حتى شرح الصدر لن يكون كافياً بالنسبة له، ويلزم معه لوازم خارج شخصه، لذا قال لربه: (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي 26)، لأنه بدون ذلك لن أستطيع مجابهة العقبات التي ستعترضني ويضعها أمامي أعدائك وأعدائي فرعون وآله فكأنما قال له،، (قد يسرناه لك)، فماذا بعد؟؟؟
3. كانت لدى موسى عليه السلام إشكالية في النطق فخشي أن تعيقه هذه الإشكالية عن التبيلغ بصورة واضحة ومفهومة لدى المبلغين، لذا قال: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي 27)، (يَفْقَهُوا قَوْلِي 28) أيضاً كأنما قال الله له: ( قد أحللنا عقدة من لسانك)، ثم ماذا بعد ؟؟؟
4. ولكن حتى بعد ذلك فهو يحتاج إلى من يكون بجانبه ممن يثق بهم ويركن إليهم،، فهو يحتاج إلى مساعد أمين قادر بليغ، لذا قال: (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي 29)، ليس فقط أي شخص، ولكن هناك من يتمتع بكل مواصفات هذا الوزير، والذي يريد أن يكون من أهله، وتحديداً يريد لهذه المهمة أخيره لذا قال: (هَارُونَ أَخِي 30). (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي 31)، (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي 32) أيضاً، فكأنما قال له، (قد جعلنا هارون وزيراً لك، وشددنا به أزرك، وأشركناه في أمرك). الآن إذهبا ونفذا المهمة التي كلفتكم بها.

ألم يلحظ صاحبنا هذا السجع الجميل في آخر كل آية من هذه الآيات البينات الكريمات: مثلاً: (صَدْرِي ، أَمْرِي ، لِّسَانِي ، أَهْلِي ، أَخِي ، أَزْرِي ، أَمْرِي)؟؟؟

ما الذي يزعج صاحبنا هذا؟ وماذا يريد من هذه الخربطة التي يعشقها ولا يتقنها فحولها إلى دربكة وشربكة وفبركة؟؟؟

********************************************************

الخطأ المفترى 56:
قال تعالى في سورة طه: (فَأَوْجَسَ « فِي نَفْسِهِ خِيفَةً » مُّوسَىٰ-;- 67)، فقال عنها صاحبنا بأنها آية مخربطة وإدعى أن ترتيبها الصحيح هو هذا المسخ والتشويه: (فاوجس موسى خيفة في نفسه). فأخرجها من كونها في السبق آية، إلى حطام فارغ، بل من بقايا ما يردد في المقاهي من غواية.

أولاً: تبدأ القصة من التحدي يوم الزينة الذي كان ما بين موسى عليه السلام، من جهة وبين فرعون وسحرته من جهة أخرى،، ولظنهم أنهم هم الغالبون،، لثقتهم من قوة سحرهم وجهلهم بما لدى موسى من آيات بينات،، لذا إستعجلوه: (قَالُوا يَا مُوسَىٰ-;- إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ-;- 65)، فإختار موسى أن يبدأ السحرة أولاً: (قَالَ بَلْ أَلْقُوا « فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ » - يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ - أَنَّهَا تَسْعَىٰ-;- 66)، فكانت مفاجأة له لأن سحرهم كان عظيماً، فأحس بشيء في نفسه "دون الخوف"، لذا قال عنه: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ-;- 67)، فاستدركه الله تعالى حتى لا يتسرب الخوف في قلبه، وقد صور تلك المتابعة والمعية الربانية لموسى عبده ورسوله، قال: (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ-;- 68).

ثانياً: إلتبثت الأمور على صاحبنا كالعادة، لقدراته البيانية المتواضعة، فلم يستوعب الحبكة الرائعة التي صورتها هذه الآية الكريمة،، لذا نلفت النظر إلى بعض الأمور الهامة منها:
1. الخشية شيء والخوف شيء آخر، لأن الخشية هي إحساس بشيء من القلق أو التوجس، الذي إذا تنامى وتعاظم أصبح خوفاً حقيقياً بكل أعراضه وتوابعه،
2. الآية الكريمة تصور أحداثاً حية متحركة لمشهد حقيقي يواجهه موسى بذاته وهو يقف في هذا الموقف ضد أعتى جبابرة الدنيا، وأقدر سحرة الأرض وهو يحمل في يده عصاً،
3. كان الله تعالى معه لحظة بلحظة، "يسمع ويرى"، فقال له " لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ-;- "،
فموسى يعلم تماماً أن الله معه، وبالتالي لا يمكن أن يخشى على نفسه من هؤلاء السحرة،، وإنما خشيته كانت من الفشل "بذاته وقدراته المحدودة"، وأن يعجز عن التصرف المناسب في الوقت المناسب. والدليل على ذلك قول الله تعالى عنه في سورة الشعراء: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ-;- « إِنَّا لَمُدْرَكُونَ » 61)، فرد عليهم بثقة ويقين وشجاعة: (قَالَ « كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ » 62).

ثالثاً: كلمة (أوجس)، تستخدم في عدة حالات، "أوجس في نفسه" أو "أوجس في قلبه"، أو حتى أوجس في أذنه،، فتعني الإحساس بالشيء، أو إضماره أو إخفائه،،، الخ. وبالتالي فقد كان إحساس موسى الذي صورته الآية هو الإحساس بشيء في النفس مقلقاً، وبالتالي كان تقديمه على موسى نفسه كان فيه لفتة بارعة لحرج الموقف الذي كان فيه موسى عليه السلام. فأعطى ذلك التقديم صورة بلاغية عالية لأن الغاية من الآية ليس وصف حال موسى وإنما خلجات نفسه بدقة وعلى الفور، لذا قال (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ-;- 67). وبالتالي فلا مجال لمسخ صاحبنا هذا: (فاوجس موسى خيفة في نفسه). فالخيفة إذا بلغها الخائف يكون قد تخطى مرحلة "التوجس" بمراحل، فأصبح في حالة اللا عودة إلَّا بشق الأنفس إن إستطاع لذلك سبيلاً.

رابعاً: إعراب الآية يكشف فظاعة الخلل الذي وقع فيه صاحبنا، كما يلي:
فَأَوْجَسَ:... "الفاء" إستئنافية، و "أوجس" فعل ماض، مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، الضمير يعود على "موسى"،
فِي نَفْسِهِ: ... "في" حرف جر، و "نفس" مجرور بحرف الجر، بالكسرة، وهو مضاف، و "الهاء" ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور في محل نصب مفعول به،
خِيفَةً: ... تمييز (لنوع التوجس)، منصوب بالفتحة الظاهرة،
مُّوسَىٰ-;-: ... فاعل "أوجس" مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر.

********************************************************

الخطأ المفترى 57:
قال تعالى في سورة طه: (وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى 129)، أيضاً مارس صاحبنا هوايته المفضلة فقال، عنها إنها آية مخربطة وترتيبها الصحيح: (ولولا كلمة سبقت من ربك واحل مسمى لكان لزاما).

أولاً: دعونا الآن من هذه الخربطة والدربكة والمسخ التي أطل بها عليها صاحبنا الفذ،، ولننظر إلى الآية الكريمة من بين آيات قبلها وأخرى بعدها ذات علاقة مباشرة بها،، وعلى الرغم من أن لكل آية من أي سورة معنى آخر عام تظهره السورة الكريمة من خلال هدفها الإستراتيجي الذي نزلت السورة من أجله،، فالسورة هي هدف (مرمى) أساسي goal، بينما الآيات بمثابة أهداف خاصة في ذاتها objectives، بحيث أن أداء كل آية لدورها كاملاً كما ينبغي يعني ضماناً لتحقيق المرمى الأساسي العام، في ترابط وتناسق وتكامل معجز لا ينبغي للبشر أو الخلق الإتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.

ثانياً: فلننظر إلى هذا النسق الجميل لهذه الآيات البينات، من قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي « فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا » وَ « نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ-;- » 124)، فالمعيشة الضنك هذه نشاهدها الآن في الحياة اليومية،، فهناك فرق ما بينها وبين الإبتلاءات التي يتمحن بها إيمان ألمؤمنين حتى يعودهم على الصبر والشكر، أما صاحب المعيشة الضنك هذا، سيفاجأ يوم القيامة بأنه أعمى: (قَالَ رَبِّ - « لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ-;- » وَ « قَدْ كُنتُ بَصِيرًا » 125)، فيجيبه الله على ذلك السؤال: (قَالَ - « كَذَٰ-;-لِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا » وَ « كَذَٰ-;-لِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ-;- » 126).

هذا ليس فقط حال الذي أعرض عن ذكر الله، بل هناك أصناف أخرى مثله سينالهم نفس العذاب في الدنيا، قال: (وَ « كَذَٰ-;-لِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ » وَ « لَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ » وَ «« لَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ-;- »» 127)، فمن لم يصدق هذا القول ويظن أنه سينجى منه، فما عليه إلَّا أن ينظر إلى آثار من سبقه في العذاب، قال: (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ - « كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ؟» - « إِنَّ فِي ذَٰ-;-لِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ-;- » 128)، فليس هناك ما يمنع من أن يحدث لقومك ما حدث لمن كان قبلهم من الأمم الهالكة التي يرون آثارهم بأنفسهم، ولكن الله سبق أن قال بإنه سيؤخرهم إلى يوم القيامة: ( وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ ...), بأن يؤخرهم ليوم الحساب،، (... لَكَانَ لِزَامًا ...), أن يقع بهم هذا العذاب في الدنيا مثل غيرهم، ثم يؤجل لهم العذاب المقيم في الآخرة تماما كسابقيهم، فأشار إليه قال: (... وَأَجَلٌ مُّسَمًّى 129) يوم القيامة.

ثم قال لنبيه الكريم، لا تهتم بهم ولا تبتئس أو تقلق،، فإن أمر هؤلاء المكذبين محسوم عند الله تعالى، وسينالهم ما توعدهم به: (« فَاصْبِرْ عَلَىٰ-;- مَا يَقُولُونَ » وَ « سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ » لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ-;- 130).

إذاً،، (بالبلدي) للعامة: تقول هذه الآية الكريمة: (لو لا أن الله سبق أن قال بأنه سيأجل عقاب هؤلاء المكذبين إلى يوم القيامة،، لكان لزاماً أن يعاقب كل المكذبين في أي زمان ومكان في الدنيا أولاً "كما فعل بالأمم السابقة" ثم يعذبهم العذاب المقيم السرمدي يوم القيامة الذي سماه "وأجل مسمى")، في اليوم الآخر.
فأين تقع خربطة صاحبنا - الساذجة المضحكة - من مقاصد هذه الآية الكريمة في هذه السورة العالية البيان والإبيان. (حقيقةً .... إنَّ هذا لشيء عجاب!!!).

********************************************************

الخطأ المفترى 58:
قال تعالى في سورة الإسراء: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ - « إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ » وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا 60)، فإدعى صاحبنا ان هذه الآية مخربطة، وان ترتيبها "حسب فكره ورأيه" يكون هكذا: (وما معلنا الرؤيا التي اريناك والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس). فجعل عاليَ الآية واطيها "كما يقولون"، وعربد فيها كجري البط على الطين،، مما يدل على عجزه إستيعاب معطيات سياق الأحداث ومقتضيات البيان وغيبة الحس الإبداعي والذوق السليم لإدراك مواطن البديع.

بين الله تعالى بهذه السورة صوراً بيانية عالية، سنقف على بعضها بتحليل بعض الآيات بهذه السورة الكريمة،، فنقول فيما يلي وبالله التوفيق:

أولاً: أخبر الله تعالى نبيه الكريم مبيناً له سنته في معاملته للمكذبين، قال: (وَإِن مِّن قَرْيَةٍ - « إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ » أَوْ « مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا » - كَانَ ذَٰ-;-لِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا 58). وبين له أنه لا يرسل الآيات فقط لمجرد تعذيب وإستئصال المكذبين، ولكن أيضاً لتخويفهم حتى يعودوا عن غيهم ويرحموا أنفسهم من مغبة ما هم عليه من ضلال، ولكن لم تردعهم هذا التخويف، قال: (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ - « إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ » وَ « آتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا » - وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا 59).

ثانياً: وذكر الله نبيه بأنه قد عصمه من الناس فلن يستطيعوا إليه سبيلاً،:
1. فقال له: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ « إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ » ...), فلن يصلك منهم أذى أبداً،
2. فكان تخويف الناس بأمرين إثنين: الأول هو تلك الرؤية التي أريناكها،، التي كانت فتنة للناس، قال: (... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ « إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ» ...), بينما الأمر الثاني لتخويفهم هو الشجرة الملعونة في القرآن وهي "شجرة الزقوم" التي هي في جهنم،، فقال: (... وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ...)، هذان هما عنصري التخويف من الله ،
3. كل ذلك تخويفاً لهم حتى يرجعوا عن ما هم فيه من ظلم لأنفسهم،: (... وَ « نُخَوِّفُهُمْ » ...), ولكن دون جدوى من ذلك التخويف: (... فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا 60).

ثالثاً: بين الله سبب هذا الضلال الذي لم ينفع معه التخويف، فنسبه لغواية الشيطان، لذا حكى قصتة عداوته مع الإنسان منذ خلق آدم، فقال: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ « فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ » - قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا 61)، فغضب الله عليه وطرده من رحمته وبعد أن يأس، خاطب ربه: (قَالَ « أَرَأَيْتَكَ هَٰ-;-ذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ » - لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ-;- يَوْمِ الْقِيَامَةِ - « لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا » 62)، فأذن الله تعالى له بذلك المطلب: (قَالَ اذْهَبْ « فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ » - فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا 63)، فقال له، "لك أن تحاول غوايتهم بما تستطيعه": (وَ « اسْتَفْزِزْ » - مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم - « بِصَوْتِكَ » وَ « أَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ » وَ « شَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ » وَ « عِدْهُمْ » - وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا 64). كل هذا تستطيع أن تفعله مع الغاوين والمكذبين فقط، ولكن المؤمنين لن تستطيع إليهم سبيلاً: (إِنَّ عِبَادِي « لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ » وَكَفَىٰ-;- بِرَبِّكَ وَكِيلًا 65). فالله متوكل أمرهم، لذا لن تقدر عليهم.

******************************************************

الخطأ المفترى 59:
قال تعالى في سورة القصص: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ-;- قَالَ يَا مُوسَىٰ-;- إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ 20)، فإدعى صاحبنا هذا بأنها آية مخربطة وإفترى مسخاً دمَّر فيه كل قواعد اللغة والإنشاء والبيان، فقال بأن ذلك المسخ هو ترتيبها الصحيح،، هكذا: ( وجاء رجل يسعى من أقصى المدينة).

نقول له وبالله التوفيق،، نبدأ بتحليل وإعراب الآية الكريمة لنقف على روعة إحكامها وبلاغة ودقة بيانها فيما يلي:

أولاً: فلنحلل الآية الكريمة لنقف على تسلسل أحداثها المنطقي كما يلي:
1. من الذي جاء؟ ... (وَجَاءَ رَجُلٌ ...)،
2. من أين جاء هذا الرجل؟ ... جاء (... مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ...)،
3. كيف كان هذا الرجل عندما جاء ؟ ... متعجلاً، (... جَاءَ ... يَسْعَى)،
4. لماذا كان يسعى، ويسابق الزمن؟ ... ليحذر موسى من تآمر الملأ عليه الذين يريدون قتله، لذا: (...قَالَ يَا مُوسَىٰ-;- إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ).
هل يمكن عمل أي تقديم أو تأخير أو (خربطة) في هذا النسخ الجميل؟؟؟

ثانياً: فلنعرب الآية الكريمة: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ-;-):
وَجَاءَ رَجُلٌ: ... "جاء" فعل ماض، و "رجل" فاعل مرفوع بضمة ظاهرة،
مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ: ... "من" حرف جر، و "اقصى" إسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف (للتعذر)، وهو مضاف، و "المدينة" مضاف إليه مجرور بالمضاف وعلامة جره الكسرة الظاهرة،
يَسْعَىٰ-;-: ... فعلى مضارفع مرفوع بضمة مقدرة على الألف (للتعذر)، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو"، وجملة "يسعى) في محل رفع صفة للرجل (الجمل بعد النكرات صفات).

ثالثاً: ننظر إلى عبارة صاحبنا المخربطة للغاية، فنأخذ عليها بعض الأخطاء على سبيل المثال لا الحصر، فنقول:
1. وجاء رجل يسعى،، هذه جملة فعلية، مكتملة الأركان. من فعل لازم وفاعله،، بالإضافة إلى صفة للفاعل، ومن حيث اللغة والإنشاء والنحو لا تحتاج إلى إضافة ،،،
2. أما شبه الجملة من الجار والمجرور والمضاف والمضاف إليه هذه (... من أقصى المدينة)، ما هو دورها؟ وما عملها والقيمة البيانية التي تضيفها للنص؟؟؟ وهل الأكمل للنص بقاءها هناك أم إبعادها درءاً للبس (لأنها نبت شيطاني،، أو لعله ورم سرطاني). "خبيث" في كلتا الحالتين.

*******************************************************

الخطأ المفترى 60:
قال تعالى في سورة القصص: (وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 73)، فإدعى صاحبنا "خبير الخربطة"، أن هذه الآية المحكمة قد حيرت المفسرين،، فجاء منقذ "النصوص" ليتفضل بحل هذه الإشكالية التي حيرت علماء المسلمين،، فبرر هذه الحيرة وعزاها إلى ما يعتقده مع الجهلاء فقال: (فإما أن كلمة "فيه" جاءت غلطاً بدل "فيهما"، أو انها مخربطة)،، وبالتالي لا ينبغي "أخلاقياً" و "مهنياً" أن يترك الحال على ما هو عليه دون أن يدلوا بدلوه فأخرجه فإذا به فأر ميت، هو هذه العاهة: (ومن رحمته جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله بالنهار ولعلكم تشكرون). هيك لكان!!

نقول له،، دعنا نستفتي هذه الآية الكريمة لنرى بماذا ستعترف بشهادة بعض الآيات الشواهد عليها،، فيما يلي:
أولاً: قال تعال لنبيه الكريم: (وَرَبُّكَ - «يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ» - « مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ » - سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ-;- عَمَّا يُشْرِكُونَ 68)، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم ولن يكون فكل شيء لا يكون إلَّا بمشيئته وإختياره، وهو يعلم بسرهم وعلنهم ونجواهم: (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ « مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ » وَ « مَا يُعْلِنُونَ » 69)، فهو قيوم السموات والأرض وهو المهيمن على كل الخلق: (وَهُوَ اللَّهُ «« لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ »» - « لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ-;- وَالْآخِرَةِ » وَ « لَهُ الْحُكْمُ » وَ « إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ » 70)، يجب أن نستحضر معنا هذه المعاني قبل أن نصل إلى حيث تشير آيتنا المعنية فيما يلي:

ثانياً: ثم قال له ذَكِّرْ هؤلاء المكذبين الضالين وألفت نظرهم للحقائق الكونية التي أمام ناظريهم:
1. (قُلْ - « أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ-;- يَوْمِ الْقِيَامَةِ » ... « مَنْ إِلَٰ-;-هٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ؟» - أَفَلَا تَسْمَعُونَ؟؟ 71)، هل ستستقيم حياتكم بلا ضياء ودفيء؟؟؟
2. (قُلْ - « أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ-;- يَوْمِ الْقِيَامَةِ » ... « مَنْ إِلَٰ-;-هٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ؟» - أَفَلَا تُبْصِرُونَ ؟؟ 72)، فهل ستستقيم حياتكم بلا ليل تسكنون فيه بعد عناء يوم عمل شاق مرهق، فأخفى عن الكون الضياء حتى لا يطمع فيكم جبار أو ظالم فيديم عليكم الجهد والعمل المستمر؟؟
ولكن الله تعالى خلق لكم نعمتين كبيرتين رحمة منه بكم، جعل لكم ليلاً ونهارا فضلاً منه:
1. أما الليل فقد جعله: (... لِتَسْكُنُوا فِيهِ ...)، لاحظ إستعمال عبارة (أَفَلَا تَسْمَعُونَ)، في حال الليل، لأنها الحاسة التي لا تتأثر بظلام الليل، مثل البصر،
2. وأما النهار فقد جعله (... لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ...)،، لاحظ هنا إستعمال عبارة (أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، في حالة النهار ووضوح ضوء الشمس، فيكون البصر حديد،
3. وجعل الليل والنهار معاً (... مِن رَّحْمَتِهِ ... وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

الشيء الرائع في هذه الآية الكريمة المليئة بالروائع والبدائع، من بينها هذه المقابلة المعجزة حيث قابل («اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ » ...), كظاهرتين كونيتين أساسيتين للحياة على الأرض، بالفوائد التي تحققه كل ظاهرة وبنفس الترتيب الذي ذكرت به الظاهرتين،، فقال: (« لِتَسْكُنُوا فِيهِ ..), بالنسبة لليل، (... وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ») بالنسبة للنهار.

إذاً،، فالذي حير المفسرين وغيرهم إنما هو الجهل وعدم تدبر كلام الله تعالى وقد قال لهم مراراً وتكراراً ضرورة إلتزام التدبر، فالقرآن لا يحتاج إلى تفسير كما يظن البعض، لأن (الكلام الذي يحتاج إلى تفسير، معناه أنه غير قادر بذاته أن يوصل المعنى المطلوب منه إيصاله للناس بغض النظر عن درجاتهم العلمية أو أميتهم، فهل هذا ينطبق على كلام الله تعالى؟؟؟)، فكلمة تفسير تتهم القرآن بأنه:
1. ليس عربياً مبيناً، وإلَّا لما احتاج إلى طرف ثالث ليتوسط بين العبد وربه،
2. وتنفي أنه قرآناً عربياً غير ذي عوج، لأن الذي به عوج هو الذي يحتاج إلى دعم خارجي من طرف ثالث أكثر قدرة على إيصال المعنى المطلوب إيصاله،
3. وتنفي قوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر، لأنه إن كان ميسراً للذكر فما الداعي للمفسر أو المترجم؟
4. وتؤكد أن الناس إعتمدوا على التفسير، ولا يتدبرون القرآن, ويلفت النظر إلى قوله تعالى في سورة محمد: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ-;- قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا 24)،
5. أليس الذي يفسر قول أحد يريد إفهام الناس فلم يفهموا منه مباشرة إلَّا عبر تفسير أحد آخر غيره يكون أقل قدرة على الإفهام من ذلك المفسر؟؟؟ وهل الذي إحتاج قوله إلى مفسر يكون قوله خالياً من العوج؟ وهل يكون قوله مبيناً؟؟؟ ... إذاً كلمة "تفسير" لا تنسجم مع قول الله تعالى بل وتتعارض معه تماماً. ولكن يمكن قبول التفسير في حدود (تفسير مفردات القرآن) وليس القرآن نفسه،، لأن القرآن أنزل (ليُفَسَّرَ به – لأنه المعيار والميزان) وليس ليفسر هو في ذاته.

وقال تعالى في هذا المعنى الكثير من الآيات البينات، وأكد عليه كثيراً، من ذلك:
1. سورة النحل: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ - « لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ !» وَ « هَٰ-;-ذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ » 103).
2. سورة الشعراء: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ 192)، (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ 193), (عَلَىٰ-;- قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ 194)، («بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ » 195).
3. سورة الزمر: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰ-;-ذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 27)، (« قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ » - لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ 28)،
4. سورة الشورى: (وَكَذَٰ-;-لِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ « قُرْآنًا عَرَبِيًّا » - « لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ-;- وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ » - يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ « فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ » 7).
5. سورة الأحقاف: (وَمِن قَبْلِهِ - « كِتَابُ مُوسَىٰ-;- إِمَامًا وَرَحْمَةً » وَ « هَٰ-;-ذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ » «« لِّسَانًا عَرَبِيًّا »» - لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ « بُشْرَىٰ-;- لِلْمُحْسِنِينَ» 12).
6. سورة طه: ( وَكَذَلِكَ - « أنْزلْناهُ قُرآنًا عَربِيًّا » وَ « صَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ » - لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونُ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا 113).
7. سورة الزخرف: (حَم 1)، ( والْكِتابِ المُبينِ 2)، (إنَّا جعلْناهُ - « قُرْآنًا عَربِيًّا » - لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ 3).
8. سورة فصلت: (كِتابٌ فُصِّلتْ آيَاتُهُ - « قُرْآنًاعَرَبِيًّا » - لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 3)
9. سورة يوسف: (إنَّا أنْزَلْناهُ - « قُرْآنًا عَرَبِيًّا » - لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ 2).
10. سورة الرعد: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْمًا عَربِيًّا 37).

ثم قال في سورة فصلت: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ - « إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ-;- » - إِنَّهُ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 39)، (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا - « لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا » - « أَفَمَن يُلْقَىٰ-;- فِي النَّارِ خَيْرٌ ؟» أَم « مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟» - اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 40)، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَ « إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ » 41)، (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ - « مِن بَيْنِ يَدَيْهِ » وَ « لَا مِنْ خَلْفِهِ » - تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ 42)، (مَّا يُقَالُ لَكَ - « إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ » - إِنَّ رَبَّكَ « لَذُو مَغْفِرَةٍ » وَ « ذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ » 43)، (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا - « لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ » - « أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ؟؟؟» .... قُلْ - « هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ » .... وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ « فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ» وَ « هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى » - أُولَٰ-;-ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ 44). صدق الله العظيم.

مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ

تحياتنا للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
- فّلْنَعُدْ إلَىْ رُشْدَنَاْ وَنُحَكِّمْ عُقُوْلَنَاْ:
- الجُبُّ والجَّيْبُ والحِجَابُ في أدبيات الكَذَّابَ:
- تعليقنا على: بين اسلام مكة واسلام المدينة:
- تعليق على سامي الذيب - صورة الحمار:
- ردنا على تعليق: أحمد حسن البغدادي - (قل هو الله أحد):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الثاني:


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6: