أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 15:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نواصل الرد على الإفتراءات التي يدعي فيها صاحبها أنَّه إكتشف، المئات من الأخطاء اللغوية والإنشائية في القرآن. وإنَّه يعمل على تصحيحها وفقاً لإيحاءات وأفكاره التي أثبتنا ضحالتها بما لا يدع مجالاً للشك. وكما تابع معنا القراء بأننا "علمياً" وتحليلياً وبتحدٍ قد حولنا كل أخطائه المفتراة "وبالاً عليه"، وقد أثبتنا من خلالها أنه حقيقة ليس لديه الملكة والقدرة حتى على إثارة ذوبعة في فنجان صغير،، هناك أربعين إفتراءً خلت قد مرغنا بها الوحل، ونقف في شموع ندعوه أن يرد علينا بنفس القدر من المنهجية إن إستطاع لذلك سبيلاً. أكرر مرات ومرات (أنا في تحدٍ مفتوح له ولكل من يأنس في نفسه القدرة على الوقوف في وجه القرآن الكريم)، ليس بقدراتي المتواضعة المحدودة، وإنما بالقرآن الكريم "وحده"، فقط عليه أن يكون جاداً، ويقابل الحجة بالحجة. أما أن يأخذ نص ويحركة بقوانين لعبة الشطرنج أو الكلمات المتقاطعة،،، فيدعي أن هذه أو تلك أخطاء فهذا عبث الصغار الضعفاء، وبالطبع سيقدح مباشرة في القدرات العقلية والفكرية لصاحبه .

قال سامي الذيب هنا في هذه الحزمة التعسة:
1. اعطيكم هنا عشرة اخطاء لغوية وإنشائية اخرى وجدتها في القرآن،
2. وقبل عرض هذه الأخطاء اريد ان انقل لكم طلب من "الأمل المشرق" يقول فيه: "اقترح ان تبدأ بمحور إضافي عن تدليس تراجم القران للغات الأجنبية، وبحكم عملك لا بد انك صادفت تراجم ما انزل قثم منها بسلطان تقصد المترجم فيها ان يجمل قبيحة بعض الألفاظ ويخفف من حدتها الجلفة".
3. ومهما كان انتقادي لها فأنا اقدر عمل المترجمين.. فقد قاموا بجهد جبار لتوصيل نص مقروء نسبيا اعتمادا على نص عربي لا يمكن بأي حال من الأحوال تسميته كتاباً. واشدد هنا على ما كتبته بأن القرآن كشكول مقطع الأوصال من تأليف حاخام يهودي مسطول.
4. هذه اذن المجموعة الخامسة من الأخطاء اللغوية والإنشائية. وهذه المجموعة خاصة فهي تدخل تحت ما يسميه العلماء المسلمون "التقديم والتأخير"، والذي يعني بالعربي الفصيح "خربطة النص القرآني":

أما ردنا المفحم على هذا القول السخيف المضحك كما يلي:
أولاً: هذه السخافات والإفتراءات العشرة اللغوية وإلإنشائية الاخرى التي تدعي بأنك وجدتها في القرآن سنجعلها وبالاً عليك وستندم قطعاً أنك أتيت بها لأنها ستؤكد ما تعانيه حقيقة من إضطراب فكري مزمن وفساد فطري متأصل في وجدانك.

ثانياً: دعك من طلب "الأمل المشرق"، أو قناة الحياة،، الخ. إن موضوع أو بالأحرى (مأساة) تراجم القران للغات الأجنبية، هذا نتاج طبيعين للتردي الزي وصل إليه كثير من المسلمين، وساهموا مساهمة كبيرة (إن كان بقصد أم بغير قصد) في الهجوم الذي يقع الآن على القرآن وعلى النبي، لذا موضوع ترجمة القرآن هذا دعه لنا نحن لأنك لا تملك المقومات لهذه المهمة التي تحتاج لملكات أكبر بكثير مما تتصور، عندئذ ستدرك تماماً وييدرك كل المعنيين مدى (إستحالة ترجمة القرآن الكريم إلى أي لغة غير العربية)، وقبل أن نصل إلى ذلك المشروع المحبط لكم ولغيركم في آن معاً إعلم أنَّ القرآن الكريم ليس فقط من ثمانية وعشرين حرفاً كما تظن مع العامة،، وإنما ثمانية وعشرين "باباً"، كل باب به أكثر من ستة عشر صوتاً، وسنأتي إلى ذلك في حينه، بعد أن نحبط مؤامرتكم الأولى هذه ونلقي بها إلى حيث تسحتق.

ثالثاً: أنت تقول إن القرآن نص عربي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تسميته كتاباً. وتقول بأنك تشدد هنا على ما كتبته بأن القرآن كشكول مقطع الأوصال من تأليف حاخام يهودي مسطول. إذاً،، إن كنت صادقاً وواثقاً من نفسك ولا تكذب على القراء عليك الوفاء بما إلتزمته أمامهم، بأن تثبت - (لا تدعي كما إعتدت دائما) - أن هذا القرآن (ليس كتاباً) وهو (عبارة عن كشكول مقطع الأوصال)، وانه (من تأليف حاخام يهودي مسطول). فإن لم تستطع (أقسم له برب السموات والأرض أنك لن تستطيع)، وستكون حينئذ (أكذب من وطيء الثرى وأشرقت عليه الشمس)، وإن استطعت إثبات ما تقول أعترف لك بأنني أنا الكاذب والمصطول لأنني عجزت عن توصيل آيات الله البينات للناس، وليس لصحة إدعائك بالطبع.

رابعاً: إن مجموعتك الخامسة هذه، والتي تدعي بأنها من الأخطاء اللغوية والإنشائية بالقرآن الكريم، أبشرك مسبقاً بأنها قد أضفناها إلى سابقاتها فجعلها الله تعالى هباءاً منصوراً، ستتقذذ منها أنت نفسك. وسنترك لك مرارة الفشل والغبن والندم بإذن الله تعالى. أما التلاعب بالألفاظ (... ما يسميه العلماء المسلمون ... "التقديم والتأخير ..."،،،، الخ الخ الخ، فكل هذا وهم وإفلاس فكري سيحسب عليك وسيحاسبك عليه القراء المعتدلون.

الآن،، دعنا نبدأ بحول الله وقوته في عملية نسف إله السامري فيما يلي:

الخطأ المدعى 41:
قال تعالى في سورة ص: (هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ 59)، فإدعى صاحبنا "الباحث عن السراب"، بأن الآية الكريمة المحكمة بها خطأ لغوي وإنشائي ثم جاء ببدعة جديدة سماها (خربطة)، لعل عبارة "خطأ لغوي وإنشائي" لم يعد لها بريق في أوساطه، فأراد أن يظهر بأن لديه معايير علمية يرتكز إليها ويعاير بها،، ففي كل مرة يكشف لنا جانباً من شخصيته وفكره ومقاصده. فنقول له "لقد أدخلت نفسك في دوامة لن تخرج منها ولو بشق الأنفس". أتظن أن هذا القرآن كشكول وخربطة،، إذن فلنر أين تكمن الخربطة والتوهان والتخبط الفاضح. فقال بأنه صحح الآية هكذا: (فليذوقوه هذا حميم وغساق).

فنقول له وبالله التوفيق:
أولاً: سورة "ص" هذه تعتبر من السور التي لها خصوصية كبيرة، وقد وضعت النقاط على الحروف،، حيث فصلت حال (المتقين) ثم تعاسة وشقاء (الفُجَّار)،، ويكفي أنها بدأت بقَسَمٍ مُغَلَّظ قال الله تعالى فيه (ص ج وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ 1)، فما هي "ص" هذه التي أقسم الله تعالى بها قبل القرآن ذي الذكر؟؟؟، ثم قال بعد القسم: (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا « فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ » 2)، ثم فصَّل حال الهالكين والكافرين والمشركين ولجاجتهم ومشاكساتهم لرسلهم، ثم تآمرهم على رسول الله وتكذيبهم له فشبههم بحال كل تلك الأمم الهالكة قبلهم، فقال لهم: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ 12)، وليس هؤلاء فقط، بل: (وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ «أُولَٰ-;-ئِكَ الْأَحْزَابُ» 13)، كلهم مجتمعين. فأكد لنبيه أن هؤلاء لم ينج منهم أحد من عذاب الله الذي حل بهم فاستأصلهم: (إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ 14). إلى أن قال مستهجناً سذاجة المغفلين الأغبياء، قائلاً: (« أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ ؟» - « أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّار »ِ 28)؟؟؟، وطبعاً هذا لا يعقل. ثم تحدث عن ثلاث فئات من البشر وفقاً للأحداث والتتابع التاريخي لها ميناً أنَّ:

1. الفئة الأولى،، ذكر فيها عدد من الأنبياء المعنيين وبَيَّنَ فضلهم ... منهم: (داود، وسليمان، وأيوب،) ثم ذكر (إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، )، إلى أن قال: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ 48)، فهؤلاء هم السلف الصالح من الأمم السابقة للإسلام،
2. الفئة الثانية،، ذكر فيها فضل المتقين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعاقبتهم، فقال عنهم لنبيه الكريم: (هَٰ-;-ذَا ذِكْرٌ ...), قصد به ذكر الأنبياء قبل أن يعطف عليهم المتقين بقوله: (... وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ 49) إلحاقاً بهم في الفضل، و قد بين هذا المآب بقوله: (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ 50)، ووصف حالهم في تلك الجنة فقال: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ 51)، ثم أي؟ (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ 52)، وبعد أن عدد كل هذه النعم وحسن المآب، قال لهم: (هَٰ-;-ذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ 53)، ولن يكون مجرد ضيافة عابرة بل أكد لهم دوامها السرمدي، قال: (إِنَّ هَٰ-;-ذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ 54) ..
3. القئة الثالثة،، بين حال الطاغين ومآلهم وعاقبتهم،، فقال: (هَٰ-;-ذَا ...), يشير بها هذه المرة إلى حال المتقين الذي فصله في الآيات السابقة وذلك، قبل أن يعطف عليهم حال الطاغين الذين ظلموا أنفسهم بقوله: (... وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ 55)، ثم وصف بشاعة وفظاعة هذا المآب فقال: (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ 56)، ثم إشار إلى هذا المصير المحتوم بقوله: (هَٰ-;-ذَا ...), هو المصير الذي ينتظرهم فلا مفر لهم منه، إذاً (... فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ 57)، ليس هذا فحسب، بل: (وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ 58) ... أهذا كشكول يا ايها الدعي المخبول؟

ثانياً: من هذا العرض الشيق نلاحظ أنه ذكر إسم الإشارة "هذا" ثلاث مرات، الأولى في قوله: (هَٰ-;-ذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ ...)، والثانية في قوله: (هَٰ-;-ذَا مَا تُوعَدُونَ ...)، والثالثة في قوله: (هَٰ-;-ذَا فَلْيَذُوقُوهُ ...)، ومن ثم فإننا سنتناول كل واحدة منها بشيء من الإيضاح فيما يلي:
1. أما قوله (هَٰ-;-ذَا ذِكْرٌ...)، الأولى يشير بإسم الإشارة إلى ذكر حال ألأمم السابقة الهالكة وللأنبياء الذين سبقوا النبي، وذلك قبل أن يتحدث عن حال ومآل " ألْمُتَّقِينَ "، من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تكملة للآية: (... وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ)،
2. بعد أن عدد النعم والجزاء الذي سيلقاه المتقون، أكد على ذلك بقوله لهم: (هَٰ-;-ذَا مَا تُوعَدُونَ ...)، قد اشار بإسم الإشارة "هذا" الثاني، إلى النعيم التي ذكرها في الآيات السابقة لهذه الآية فأكد بأنه تماماً كما وصفه لهم وسيكون وعداً عليه يوم الحساب، فقال: (... لِيَوْمِ الْحِسَابِ)،
3. ثم قال: (هَٰ-;-ذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ ...)، أشار بإسم الإشارة الثالث إلى حال المتقين في الآيات التي سبقت هذه الآية الكريمة، وذلك قبل أن يتناول وصف حال الطاغين وما سيؤول إليه وفقاً لما وصفه وفنده في الآيات التي سبقت هذه، فقال: (... وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ)،
4. وأخيراً ،، وبعد أن عدد ما سيلاقيه هؤلاء الطاغين من العذاب والهوان، بإستخدام إسم الإشارة "هذا" الرابع، قال: (... فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ)،، فأشار بذلك إلى حال الكافرين وهم في جهنم يتلظون فيها فالإشارة هنا إلى "شر مآب" الذي هم فيها الآن.

إذاً،، عندما نحلل هذا النسق الرائع نجد أن إسم الإشارة في كل آية ورد فيها إنما يشير إلى الأحداث التي سبق تفصيلها في آيات سابقة لها وذلك قبل أن يربطها بالأحداث التي بعدها، بمنهجية بديعة رائعة،، فمثلاً:

أولاً: عند ما قال (« هَٰ-;-ذَا ذِكْر » وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ 49)، قصد به أن ما سبق من حديث عن الأمم الهالكة وعن بعض الأنبياء والمرسلين إنما هو ذكر (من الماضي)، فربطه بالحاضر وهو ما ينتظر المتقين من أمة محمد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه كما صدق أولئك الأنبياء والمرسلين وأتباعهم المخلصين، فكانت مقابلة في غالية الروعة والإحكام، تقول إن حال الطاغين يقابله حال الأمم السابقة الهالكة، وحال "المتقين" سيكون مثل حال الأنبياء والمرسلين الذي ذكرهم الله تعالى، وإمتداداً لهم، واشار إلى ذلك بالضمير "هذا"، في أروع إستخدام له. ولكي يطمئن هؤلاء المتقين بأنهم على الحق والطريق الصحيح، قال لهم: (هَٰ-;-ذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ 53)،،، أبشروا.

ثانياً: وعندما قال: (هَٰ-;-ذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ 55)، قصد بإسم الإشارة هنا ربط حال الطاغين بما يقابله وهو حال المتقين، فكأنما قال (هذا هو حال المتقين، وان حال الطاغين سيكون كذا وكذا)، وقد فصل نوع مآبهم ومآلهم وهو جهنم وبئس القرار،، فما أدراك ما جهنم وما الذي سيلقونه بها؟

ثالثاً: وعندما قال: (هَٰ-;-ذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ 57)، قصد بإسم الإشارة ربط حال وجودهم في جهنم، بما سيلاقونه هناك من أنواع العذاب لذا قال: (وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ 58).

أما من حيث اللغة والإنشاء والنحو، نشرح هذه الآية الكريمة بالإعراب وهو ميزان الذهب:
هَٰ-;-ذَا: ... "ها" حرف تنبيه، و "ذا" اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ،، والخبر ضمير مستتر تقديره "هو"، (إشارة إلى بئس المهاد) من الآية التي سبقتها من قوله: (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ)،، والجملة الإسمية من المبتدأ وخبره، إبتدائية لا محل لها من الإعراب،
فَلْيَذُوقُوهُ: ... "الفاء" فاء السببية، و "اللام" حرف أمر وجزم وإستقبال، "يذوقوا" فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف النون - لأنه من الأفعال الخمسة - و "واو الجماعة" ضمير متصل في محل رفع فاعل، و "الهاء" ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، وجملة "يذوقوه" في محل رفع خبر مقدم،
حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ: ... "حميم"، مبتدأ مؤخر مرفوع بالإبتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و "الواو" حرف عطف، و "غساق" معطوف على "حميم"،، مرفوع بالضمة الضاهرة.

يقول صاحبنا إن الآية مخربطة، وترتيبها الصحيح:: فَلْيَذُوقُوهُ هذا حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ، فنسأله فنقول:
أولاً: جملة "فليذوقوه" الفعلية، بها ضميران متصلان، "واو" فاعل و "هاء" مفعول،، إلى أي شيء يعود كل ضمير منهما؟ وما علاقتهما أساساً بالجملة الإسمية التي بعدهما؟
ثانياً: بالنسبة للجملة الإسمية "هذا حميم وغساق"، ما الرابط بينها وبين الجملة التي قبلها؟؟؟؟ أجب!!!
ثالثاً: ما المعنى الذي تصوره هذه العبارة المخربطة السمجة التي أتيت بها؟ في إنتظار ردك إن كنت من الصادقين،،

************************************************************

الخطأ المفترى 42:
الله تعالى في سورة المزمل: مخاطباً الناس كلهم بكل طوائفهم دون إستثناء، يدعوهم إلى الإسلام لأول مرة فقال لهم: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا « شَاهِدًا عَلَيْكُمْ » كَمَا « أَرْسَلْنَا إِلَىٰ-;- فِرْعَوْنَ رَسُولًا » 15)، فأعلهم بالذي حدث من فرعون والذي حدث له في الدنيا وما ينتظره في الآخرة، فقال: (« فَعَصَىٰ-;- فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ » « فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا » 16)، وأنتم الآن أيها الناس، أمامكم أحد خيارين إما أن تؤمنوا فتسلموا من عاقبة فرعون ومصيره، أو أن تكفروا فيصيبكم في الدنيا ما أصاب فرعون، علماً بأن فرعون سيلقى يوم القيامة أشد العذاب، وكذلك الحال معكم ليس مطلقاً، ولكن (إن كفرتم) ولقيتم الله كما لقيه فرعون: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ - إِن كَفَرْتُمْ - يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا 17)، ثم قال لهم بأن الخيار لهم وليس عليهم سلطان أو إلزام فلهم حرية الإختيار،، فأكد ذلك بقوله: (إِنَّ هَٰ-;-ذِهِ تَذْكِرَةٌ « فَمَن شَاءَ » اتَّخَذَ إِلَىٰ-;- رَبِّهِ سَبِيلًا 19). فقط إستمع،، وقرر،، وإقتنع،، ثم إختار وفق قناعتك الحرة دون ضغط أو إلزام عليك من أحد.

ومع كل هذا السياق الجميل الواضح، المرتب،، المتسلسل تسلسلاً منطقياً رائعاً، لم يستوعبه صاحبنا ولم يفهمه، لتعارضه من ما بداخله من "خربطة" وفوضى وركاكة في التعبير، جعلته ينظر إلى الأمور من خلال هذا الركام، فإدعى بأن الآية ليس فقط بها خطأ لغوي وإنشائي، بل إدعى بأن بها خربطة، لذا سنريه "عملياً" أين تكمن هذه الخربطة ومن صاحبها في الأساس وما مقوماتها ودوافعها، فيما يلي:

أولاً: نقول له بالعامية (بالبلدي يعني): الآية تقول للمخاطبين: (لقد علمتم ما حدث للكافرين قبلكم الذين عصوا رسلهم، منهم فرعون، والآن جاءكم رسول كما جاءهم، يدعوكم للإيمان حتى لا يحدث لكم ما حدث لهم، فإن كفرتم مثلهم، وحتى لو نجيتم من عقابهم في الدنيا، فكيف سيكون حالكم ونجاتكم يوم القيامة (إن إخترتم الكفر)؟، في ذلك اليوم الرهيب الذي يشيب له الولدان؟؟؟)، ثم إستأنف قائلاً، هذه مجرد تذكرة ولا إلزام لأي منكم، بل لكم الخيار الحر مع تحمل العاقبة ... فالتحذير من اليوم الآخر وليس مطلقاً وإنما متوقف على إختيار الكفر فكانت روعة ورود عبارة " إِنْ كَفَرْتُمْ"، لأن الآية تحذر من مغبة الوقوع في الكفر "قبل أن يقع" منهم، أما بالنسبة للذين وقع منهم فعلاً فلن يكون لهذه العبارة وجود ولا داعي، وسيكون حالهم تناسبه عبارة كهذه مثلاً: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ يَوْمًا ...)، أين هذه الخربطة يا هذا؟ ... أين ...؟؟

ثانياً: سنعرب الآن الآية الكريمة: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا)، لنبطل كل الحجج الواهية، التي يدعيها المبطلوب المضللون:
فَكَيْفَ: ... "كيف" إسم إستفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول مطلق،
تَتَّقُونَ: ... فعل مضارع مرفوع بثبوت النون – لأنه من الأفعال الخمسة – و "واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل "تتق"، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ،
إِنْ كَفَرْتُمْ: ... "إن مصدرية ظرفية، و "كفر"، فعل ماض مبني على الضم لإتصاله بتاء الفاعل، و "تاء الفاعل" ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل و "الميم" علامة الجمع، و "إنْ" وما دخلت عليه تأول بمصدر (حين كفركم)، إعتراضية، لا محل لها من الإعراب،
يَوْمًا: ... مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة،
يَجْعَلُ:... "يجعل" فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو"،، يعود على "يوماً"،
الْوِلْدَانَ شِيبًا: ... "الولدان" مفعول به أول، منصوب بالفتحة الظاهرة، و "شيباً" مفعول به ثاني منصوب بالفتحة الظاهرة، (يمكن أن يكون تمييزاً للإسم "الولدان").

ثالثاً خربطة صاحبنا النابغة، التي تقول (فإن كفرتم كيف تتقون يماما يجعل الولدان شيبا).
1. معروف أن الضمائر، والأسماء الموصولة، وأسماء الإشارة، وأسماء الإستفهام ... هذه كلها إن كانت في جملة يجب أن تكون لها الصدارة، كأن تقول مثلاً: ("أنت صديقي"، و "من علمني"، و "هذا جميل"، و "كيف حالك"، و "كم عمرك" ،،، الخ)، ولكن في شريعة وخربطة صاحبنا فالصحيح لديه هو الخربطة نفسها مثلاً: ("صديقي أنت"، و "علمني من"، و "جميل هذا"، و "حالك كيف"، و "عمرك كم" ...)، فهذا حال كل مُتَخَرْبِطٍ مُخَرْبَطٍ خَرْبُوْطِيٍّ).
2. أما عبارته المفتراة،، فهي كلام فمج سخيف لا معنى له لا يدل على شيء قط.

************************************************************

الخطأ المفترى 43:
قال تعالى لنبيه الكريم، في سورة الأعلى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 1)، (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ-;- 2)، (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ-;- 3)، (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ-;- 4)، (فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ-;- 5)، لأننا (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ-;- 6)، شيئاً أبداً بعد ذلك، فجاء محارب طواحين الهواء بفريته الجديدة فقال إن هذه الآيات البينات المحكمات فيها آيتان مخربطتان، فيظهر أن عمى الألوان الذي يصيب "البصر" ايضاً له مقابل مع "البصيرة" عندما يطمسها الله أو يختم عليها. والظاهر أن جولته هذه المرة أن يكون التخريب بالخربطة المصطنعة ليضل به البسطاء والجهلاء فأراد الله تعالى أن يسمه بعار الخربطة التي بدت ظاهرة في سلوكه وطرحه. ليس هذا إتهاماً وإنما قراءة تحليلية بسيطة لواقع هذا الدعي المفتري على الله تعالى الكذب.

نقول لصاحبنا هذا: الله سبحانه وتعالى (خَلَقَ فَسَوَّىٰ-;-، وقَدَّرَ فَهَدَىٰ-;-، وأَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ-;-) في أعلى وأبهى صورة،، فهو الخلاق العليم، ثم بعد أن أخرج المرعى جَعَلَه غُثَاءً أَحْوَىٰ-;-، فنقول في ملاحظاتنا:
أولاً: أخرج الله المرعى أخضرَ نضراً،، ثم بعد ذلك جعله يتحول إلى غثاءٍ تذهب به الرياح بعد جفافه ويطفوا على الماء بعد أن يصير أحوى بخضرته المائلة إلى السواد، ولا يمر بمرحلة "التلف والتعفن والفساد"، فيمكن حفظه علفاء للحيوانات إلى مدد طويلة.
ثانياً: كيف يعقل أن يخرج الله تعالى المراعى "أحوى"، جافاً، تكاد تسود خضرته من شدة الجفاف حتى صار غثاءُ، كما يدعي صاحبنا مهندس الخربطة المتخصص، وهو يقول: (الذي أخرج المرعى أحوى فجعله غثاء)؟

ثالثاً: أنظر إلى هذه النماذج التي ضَرَبَها اللَّه تَعَالَى لِلْكُفَّارِ مثلاً يحكي واقعهم الذي يغفلون عنه, فيلفتهم إلى حقيقة ذَهَابِ الدُّنْيَا بَعْد نَضَارَتهَا ... فقال تعالى‏ في سورة يونس:‏ ‏(‏‏إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا « فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ » كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 24) ‏.‏ وقال‏ في سورة الحديد:‏ ‏(‏‏اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا « لَعِبٌ وَلَهْو »ٌ « وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ » « وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَاد »ِ - « كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ » ثُمَّ « يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا » ثُمَّ « يَكُونُ حُطَامًا » وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ « وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ » 20) ثم كذلك قال في سورة التين‏:‏ (« ‏‏لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ » ثُمَّ « رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ » إِلَّا «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ» ). كما قال في سورة المؤمنون: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 41). أهذا كشكول وأوصال مقطعة؟؟؟

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا « سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ » 6) (« خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ-;- سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ-;- أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ » - وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 7).

************************************************************

الخطأ المفترى 44:
قال تعالى في سورة الإخلاص: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4)، قال خبير الخربطة والتشويه، إنَّ الآية مخربطة،، فجادت قريحته الفذة بهذا العك: (ولم يكن احد كفوا له)، كان الله في عون قواعد اللغة العربية ورحمها وأسكنها فسيح جناته. لن نقف عند هذه الخربطة طويلاً فقط يكفي أن نعرب الآية الكريمة ثم بعدها نعرب الخربطة المفترة إن استطعنا لذلك سبيلاً،، فيما يلي:
أولاً: إعراب قوله تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ):
وَلَمْ: ... "الواو" حرف إستئناف، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، و "لم" حرف نفي وجزم وقلب،
يَكُنْ: ... فضل مضارع مجزوم بــِ "لم"،
لَهُ: ... "اللازم" حرف جر، و "الهاء" ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر،، والجار والمجرور في محل رفع إسم "يكن"،
كُفُوًا أَحَدٌ: ... "كفواً" خبر "يكن" منصوب، و "أحدٌ" إسم "يكن" مرفوع بالضمة الظاهرة.

أما إعراب الخربطة المفتراة من صاحبنا: (ولم يكن احد كفوا له):
ولمْ يكن: ... لم جازمة ويكن مجزوم بـ "لم" بالسكون،
أَحد: ... إسم كان مرفوع بها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة،
كفوا: ... خبر "يكن"، منصوب بها، بالفتحة الظاهرة،
له:... جار ومجرور .......... ثم ماذا ؟؟؟

خلاصة القول،،، ما هو المعنى الذي قدمته هذه العبارة العجفاء، التي من أجلها ضرب بعرض الحائط كل من القواعد النحوية، والإنشائية والبلاغية التي قدمتها الآية الكريمة؟؟؟

************************************************************

الخطأ المفترى 45:
قال تعالى في سورة ص: (إِنَّ « الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ » - « لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ » - « بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ » 26)، فقال خبير الخربطة إنَّ بالآية خربطة،،، فأدخل فيها أخطاء لغوية وإنشائية ثم خلطها فخربطها جيداً لينتهي بها إلى هذا الحطام الذي إدعى أنه هو الصحيح هكذا: (إِن الذِين يضلون عنْ سبيل اللَّهِ لهم يوم الْحساب عذاب شدِيد بما نَسُوا). فنقول له وبالله التوفيق:

أولاً: (بالبلدي): يريد الله تعالى أن يبين حال أناس «1- قد ضلوا عن سبيل الله »، لذا «2- سينالهم عذاب شديد »، وسبب ذلك العذاب الشديد لأنهم «3- قد نسوا يوم الحساب »، وتفاصيل ذلك مع مقاطع الآية الكريمة الثلاثة بمنتهى البساطة والإتساق، تماماً كما يلي:
1. أخبر عن الضالين، قال فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)، ويظنون أنهم سيتركون هكذا بدون حساب، مخطئون واهمون،
2. بالطبع لا ... ولن يتركوا دون مؤاخذة، بل (... لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ...), يوم القيامة لن يفلتوا منه أو يسقط عنهم،
3. وسيعاقبون (بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)، الذي هو آتٍ لا ريب فيه وأن الله يبعث من في القبور.

ثانياً: رغم أن الأمر واضح ولا يحتاج إلى المزيد، إلَّا أننا إعتدنا أن لا نترك أمراً معلقاً تنفذ منه "مغالطات ومماحكات هؤلاء المحترفين"، وبالتالي سنستخدم ميزان الذهب لإعراب الآية الكريمة اولاً، ليَبِيْنَ إعجازها اللغوي والإنشائي والبياني، فنقول:
إِنَّ: ... حرف توكيد ونصب وإستقبال،
الَّذِينَ يَضِلُّونَ: ... "الذين"، إسم موصول مبني على الفتح في محل نصب إسم "إنَّ"، "يضلون"، فعل مضارع مرفوع بثبوت النون – من الأفعال الخمسة – و "واو الجماعة" ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر "إنَّ"، وهي صلة الموصول،
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ: ... "عن" حرف جر، و "سبيل" إسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف، و لفظ الجلالة "الله" مضاف إليه مجرور بالمضاف، بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور في محل نصب مفعول به.
لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ: ... "لهم" جار ومجرور، في محل رفع خبر مقدم "وجوباً"، و "عذابٌ" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة، و "شديدٌ" صفة "عذاب"، وصفة المرفوع مرفوع، بالضمة الظاهرة.
بِمَا نَسُوا: ... "بما" الباء حرف جر، و "ما" إسم موصول، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، و "نسوا" فعل ماض مبني على الضم لإتصاله بواو الجماعة، و "واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، وصلة الموصول
يَوْمَ الْحِسَابِ: ... "يوم"، مفعول به، وهو مضاف و "الحساب"، مضاف إليه مجرور بالمضاف،، بالكسرة الظاهرة.

ثالثاً: آن لنا بَعْدُ أن نتابع مسار صاحبنا في ملكات خربطته المتطورة التي يقول فيها (إِن الذِين يضلون عنْ سبيل اللَّهِ " لهم يوم الْحساب عذاب شدِيد بما نسوا")،، فيما يلي:
1. هذا الجزء الأول من الآية (إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)،، قد أنجاه الله من معول صاحبنا الهدام، وبالتالي سيكون له نفس الإعراب السابق.
2. أما الجزء المتبقي منها (المعتدى عليه)، صار مسخاً هكذا (لهم يوم الْحساب عذاب شدِيد بما نسوا)، نجد أن: (لهم يوم الْحساب عذاب شدِيد)، لا أدري كيف سيعربها صاحبنا،، ثم الأدهى من ذلك عبارة (بما نسوا)، ... "بما"،، الباء حرف جر و "ما" إسم موصول في محل رفع مبتدأ، و "نسوا"، فعل ماضي و "واو الجماعة" في محل رفع فاعل، والجملة ناقصة (نسوا ماذا؟؟؟)، وما علاقتها بالجملة أو العبارة ككل، أساساً؟؟؟ وكيف يمكن جمع شتات المعنى المقصود من الآية من هذه الخربطة والدربكة وشطحات المساطيل؟؟؟
رابعاً: فلننظر إلى هذه العبارة مرة أخرى: (لهم يوم الْحساب عذاب شدِيد بما نَسُوا)،، لعلنا قد نستنبط منها فناً جديداً يثرى علم البلاغة والبديع. (حقاً ... إنَّ هذا لشيءٌ عُجَاب!!!).

************************************************************

الخطأ المفترى 46:
قال تعالى في سورة الأعراف: (المص 1)، (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ « فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ » وَ « ذِكْرَىٰ-;- لِلْمُؤْمِنِينَ » 2)، فقال هذا المخبول،، إن الآية مخربطة، ثم إفترى على الله مسخاً نضح فيه ما بداخله من فوضى وإضطراب وإفك،، فخرج بهذا الركام: (كتاب أُنْزل إِليك لتنذر به وذكرى لِلمؤْمنين فلا يكن في صدرك حرج منه)، مدعياً أن هذا هو الصحيح وليس الآية الكريمة،، فنقول لأبي جهل خاب فألك وفض فوك: لن تستطيع أن تبلغ ما ترمي إليه لتطفئوا نور الله بأفواهكم، والله متم نوره ولو كره الكافرون.

أولاً: يقول الله تعالى في هذه الآية الكريمة لنبيه ورسوله ما معناه،، (بالبلدي وبالعامية) لعل صاحبنا يفهم!: (هذا الكتاب أنزل إليك ليس عبثاًت، فمطلوب منك أن تصبر عليه ولا تضق به، فالمطلوب منك أن تنذر به فقط، كل الناس بصفة عامة، وسيكون للمؤمنين "بصفة خاصة" ذكرى يستهدون بها في حياتهم). صورت الآية الكريمة هذا التكليف ببساطة ووضوح وبيان معجز، صاغها، في ثلاث مقاطع متتابعة تتابعاً منطقياً بديعاً، قال فيها:
1. هذا القرآن هو: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ ...), من ربك لغاية وهدف محددين لا بد من تحقيقهما،
2. عليك أن تصبر عليه وتتحمل مسئوليته ولا تضق به: (... فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ ...), كل الناس من عذاب يوم عظيم،
3. وغايته والهدف منه هو: أولاً، إنذارهم من مغبة الكفر،، ثانياً: (... وَذِكْرَىٰ-;- لِلْمُؤْمِنِينَ)، حتى يلتزموا الشرع بصفة دائمة ويجودوا أعمالهم ليبلغوا ما وعدوا به.

ورغم أن هذه الآية واضحة وضوح الشمس، ومحكمة، ولا تحتاج المزيد من الحديث، ولكننا لسنا وحدها فهناك متربصون ومتطاولون وجهلاء يريدون منفذاً لهم فبالتالي نريد أن نريهم كيف أنَّ الباب موصد أمامهم، ولن يبلغوا حصنه الحصين ليدنسوه بنجسهم، وأنَّ الله "شديد المحال", وسيعلمون أكثر أن الله تعالى قد إستدرجهم ليعري خبايا نفوسهم وحقدهم وإرهابهم لغيرهم فكرياً بعد أن تفننوا في إرهابهم مادياً قاتلهم الله أنى يؤفكون وطمس على قلوبهم أكثر فأكثر.

ثانياً: نقول لهذا الدعي المحرف، لعلك لم تفهم بعد أن هذا القرآن (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)، فإن لم تفهم بعد فستفهم ما يلجمك ويذهب كيدك، إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً،، بل وستندم أنك قد أضعت عمرك هباءً منثوراً فلم ولن يبق لك سوى الحسرة والعض على الأنامل من الغيظ،، قل موتوا بغيظكم، قد نبأنا الله من أخباركم.

ثالثاً: أراك قد تجاوزت آية بينة محكمة في فاتحة هذه السورة الكريمة من قوله تعالى (المص 1)، ترى ما هو السبب؟ ما دام أنك قلت بأن هذا القرآن كشكول؟ وخرابيط،، فلماذا لم تقف عند هذه الآية؟ هل لأنها صحيحة وليس فيها خطأ لغوي أو إنشائي أو خربطة؟، أم لأنك نسيتها وغفلت عنها مما يدل على عدم منهجيتك ودقتك في عملك الموكل إليك؟، أم لعله الجهل والخوف؟ لأنك تخشى أن تفاجأ بصاعقة ستقع على رأسك إن أنت تعرضت لها؟؟؟ ... على أية حال أنا أرجح الإحتمال الأخير،، ولذلك سأساعدك واشير إليك بمكان الآية الكريمة التي ستجد الجواب فيها إن كنت تفهم كما تدعي،، فإن لم تستطع أن تعثر على تفصيل إحكام هذه الآية الكريمة،،، فبماذا تحكم على نفسك؟؟؟ ... ألآن إليك بالآية الكريمة وهي قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ-;- لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰ-;-كِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ-;- رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ-;- صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ 143). في إنتظار الرد (مفصلاً) إن كنت من الصادقين.

رابعاً: سنعرب الآية الكريمة: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ « فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ » - « وَذِكْرَىٰ-;- لِلْمُؤْمِنِينَ » 2)، لنقف على فداحة الخربطة التي قمت بها، ومواطن الجهل الفاضح باللغة والإنشاء والبيان.

كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ: ... "كتاب" مبتدأ مرفوع، و "أنزل" فعل ماض، مبني للمجهول، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، و نائب الفاعل ضمير مستتر نقديره "هو" ويعود على "كتاب"، وشبه الجملة في محل رفع خبر المبتدأ،
فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ: ... "الفاء" إستئنافية، و "لا"، ناهية، "يكن" فعل مضارع مجزوم بــِ "لا الناهية"، وعلامة جزمه حذف حرف العلة والضمة قبلها دليل على الواو المحذوفة، "في" حرف جر، و "صدر" إسم مجرور بحرف الجر، وهو مضاف، و "الكاف" مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر بالإضافة،، والجار والمجرور في محل نصب خبر "يكن" مقدم، و"حرجٌ" إسم يكن مؤخر مرفوع بالضمة،
مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ: ... منه جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم، والضمير في محل رفع مبتدأ مؤخر وجوباً، يعود على "كتاب",، و"لتنذر"، اللام حرف تعليل ونصب وإستقبال، و "تنذر" فعل مضارع منصوب بلام التعليل، بالفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت"، و "به" جار ومجرور متعلق بمحذوف والضمير متعلق بـ "كتاب"،
وَذِكْرَىٰ-;- لِلْمُؤْمِنِينَ: ... "وذكرى"،، الواو حرف إستئناف، و "ذكراى" مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، "للمؤمنين"،، اللام حرف جر، و "المؤمنين" إسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء – لأنه جمع مذكر سالم – والنون عوض عن التنوين في الأسم المفرد، والجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ.

خامساً: لننظر إلى خربطة صاحبنا عن قرب فيما يلي: (كتاب أنزل إِليك لتنذر به وذكرى للمؤْمنين فلا يكن في صدرك حرج منْه)،، فسنكتفي بملاحظة بسيطة ليقف القاريء على سوء الفهم والشلاقة:
1. أولاً: الآية تقول إن الكتاب أنزل إلى النبي لغايتين إثنين، (1- لينذر به الناس دون أن يجد في نفسه حرج من ذلك الإنذار به)، (2- ليكون هذا الكتاب ذكرى للمؤمنين)، فقط لا غير،
2. لم يكن الحرج مقصود به "من الكتاب"، كما ظن هذا الدعي الجاهل، فكيف يكون بصدر النبي حرج من كتاب ربه الكريم؟؟؟، ولكن الحرج مما ستجلبه عليه هذه النذارة من مشقة وعنت وتكذيب ومضايقات كثيرة من أئمة الكفر الذين سيعترضون ويقاومون هذه النذارة. فهل هؤلاء المساطيل إستطاعوا توصيل هذا المعنى الدقيق والمحدد والمباشر بخربطتهم السخيفة الفارغة؟؟؟
عجبت ربي من حلمك، وأنت القوي المتين،، وعجبت لصبرك، فتذكرت أنك أنت "الصبور"، وإرتعد بدني من قولك (وأملي لهم إن كيدي متين)، وقد كان كيدك كذلك حقاً وصدقاً. ربنا لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلّا بك ... سبحانك.

**********************************************************

الخطأ المفترى 47:
قال الله تعالى في سورة الأعراف: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰ-;-لِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 32)،، فجاء أحد هؤلاء الذين عاهدوا الشيطان على أن يلبثون الحق بالباطل، يبغونها عوجاً،، ولكن الله لهم بالمرصاد،، إدعى صاحبنا بأن هذه الآية الكريمة المحكمة، مخربطة،، وإدعى أن ترتيبها الصحيح هو هذا الخلط المذري البشع هكذا: (قل من حرم زنية الله التي أخرج لعباده والطبيات من الرزق في الحياة الدنيا قل هي للذين آمنوا خالصة يوم القيامة)، ولعله قد لاحت له في أفقه الضيق أن هناك مجال لمزيد من الخربطة فقال، (أو: قل من حرم في الحياة الدنيا زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا خالصة يوم القيامة).

فبعد أن نتتبع مساقط ضوء هذه الآية والآيات التي قبلها والتي بعدها، ستتضح هذه البشاعة التي تنبيء عن صاحبنها بمنتهى الوضوح. ومن ثم دعونا ننظر إلى هذه الآية بمعينار النقد العلمي والأدبي السليم والمعافى من التحامل أو الهوى، فنقول وبالله التوفيق:

أولاً: صاحبنا لعله مغرم بإسلوب زكريا بطرس، فهو يحاول خلق جو مناسب ليساعده على الدس والتلفيق والتحريف الذي إمتهنه فخاب فيه وفشل وعاد بخفي حنين، وذلك بإتباع المسار التالي:
1. إنتزاع الآية من "سورتها"، فيتعامل معها بعيداً عن باقي آيات السورة المترابطة التي تهدف إلى غاية محددة لها بحيث أنها ستختل كلها حتماً إذا نقص منها حرف واحد أو زاد، فإسلوبه هذا تماماً كمن أخذ عينة من دم شخص ما فإدعى بأن هذه العينة هي الشخص نفسه، وهذا بلا شك سفه وخبل،
2. أخذ جزء معين من الآية الواحدة وإهمال باقيها "بخبث"، لتصبح عبارة عن مجموعة كلمات تعطي عبارة مبتورة مشوهة، فلا يستطيع أحد أن ينكر أنها جزء من آية بالقرآن ولا أحد يغالطه في ذلك (حسب ظنه)،، ولكن،، حتى إن كانت هي جزء من آية كريمة، فهو يظن ألَّا شك في ذلك، ما دام أنه يستدل برقم الآية ورقم السورة لإحكام الإفتراء وتمريره على العامة والجهلاء،، ولكن هل هي آية مكتملة؟ ... ولو فرضنا جدلاً أن الآية كاملةً،، فهل الآية خارج "سور" السورة، تعطي مدلولها وغايتها والغرض منها؟؟؟
3. ثم اللجوء إلى كتب السيرة والتاريخ والأدب والتفاسير، بل والدراسات والرسائل العلمية،،،، الخ حيث توجد هناك آراء حرة ومفاهيم متبادلة بين المفكرين وطلبة العلم، وبالتالي من البديهي أن تكون هناك إتجاهات متعارضة في المفاهيم وخلافات كثير بين العلماء وغير العلماء الذين هم من أجهل خلق الله، والمشتشرقين والمستعربين،، فمن السهل على أي مغرض أن يجد ضالته هناك، ثم يسكت بذلك العوام والجهلاء ما دام أن المصدر إسلامي ومن شيوخ المفسرين المشهورين وفطاحلة والمفكرين الإسلاميين وهلم جراً، فهل هؤلاء حجة على القرآن الكريم؟ مهما بلغ شأنهم وإرتفع ذكرهم؟؟؟
4. ثم يستغل جهل الكثيرين وقلة إطلاعهم، وتشتت أذهانهم بين آلاف الكتب والمراجع التي يصعب عليهم تحديد أيها الأصل وأيها الفرع،، خاصة وأن مرجعية القرآن قد أصبحت للأسف الشديد (تلاوة وتجويد وترتيل)، لا أكثر في الغالب، أو تزيين للمكتبات، ومعلقات أنيقة على الجدران، وطبلونات السيارات، وعلى أسطح المكاتب تعلوها المسبحات،،، دون أن تصله يد باحث أو مستفتٍ أو متدبر إليها، وقد نسي الكثيرون منهم مرجعيته الأساسية، فضلوا عن سواء السبيل بعلم أو بجهل أو بعفوية ودروشة، إلا من رحم ربي، وهؤلاء يمثلون الضوء الخافت في نهاية نفق الجاهلية الأخيرة الملقبة (بالحضارة والتقدم)، والتي يعيشها المسلمون مشاركةً ومساهمة مع الآخرين،، إتباعاً ومباركةً وخضوعاً.

ثانياً: هذه الآية الكريمة ليست مأخوذة من قائمة أشياء من أصول أو موجودات أو قطع غيار، حتى تؤخذ برقمها المتسلسل،،، بل هي لبنة في بنيان متين لا يمكن أن يبقى على حاله إن طالته معاول الهدم والتفتيت،، لذا فلننظر إليها على الأقل بين بعض الآيات التي تبين معناها الخاص دون المعنى العام للسورة فيما يلي فنقول وبالله التوفيق:

قال تعالى محذراً لكل بني آدم: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ « كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ » يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا « إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ » - « إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ » 27). فأولياء الشياطين هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر لا بد من أن تكون أعمالهم الشريرة الخبيثة بوحي من وليهم، وأهم خصلة لهم هي « الفاحشة المتأصلة فيهم »، لذا قال عنهم: (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً « قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا » وَ « اللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا » قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ « أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ »؟؟؟ 28)... فهذا طبعهم دائماً، وكما نشاهدهم بيننا الآن في كل مرافق الحياة العامة والخاصة، وقد كثر كَمُّهُمْ، وَطَمَّ وَعَمَّ ذَمُّهُمْ، فهم دائماً يريدون أن يضفوا على أعمالهم الخبيثة الشريرة شيئاً من البراءة والعفوية والشرعية، فإما أن ينسبوها للحضارة بقوله "وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا" أو ينسبوها للدين بقولهم " اللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا". حتى يتملصوا من المؤاخذة والتبعة حسب ظنهم.

فالله تعالى يأمر نبيه الكريم بأن يرد على هؤلاء الذين لا يؤمنون، بقوله له: (قُلْ « أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ » وَ « أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ » وَ « ادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ » - كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ 29). فالعودة بالطبع ستكون عبارة عن فريقين إثنين (« فَرِيقًا هَدَىٰ-;- » وَ « فَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ » ...), وقد بين سبب إستحقاق الضلالة على الفريق الثاني بقوله: (... « إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ » وَ « يَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ » 30).

ثم بعد هذا التفصيل والإيضاح، وحدد الفريقين تحديداً دقيقاً وبرر إستحقاق كل فريق، عاد وخاطبهم جميعاً فقال: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا « زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ » وَ « كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا » إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ 31). وذلك بعد أن دخل أولياء الشياطين في فرية أخرى عظيمة، وهي تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرمه ... فنفى الله تحريم ما حرموه فامر نبيه الكريم أن يعلن لهم كذب هذا الإفتراء فقال: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ...)؟؟؟ هذا إفتراء محض من أولياء الشياطين، لا،، بل: (... قُلْ « هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » « خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ » كَذَٰ-;-لِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 32).

هذا ما يتعلق بالتحليل، فالزينة التي أخرجها الله تعالى على الرغم من أن غير المؤمنين يشاركونهم فيها في الحياة الدنيا كما هو الحال في نعم كثيرة من عاء الربوبية، إلَّا أنها "إستحقاقا" في الدنيا تكون للذين آمنوا فقط. ولكن هذا لن يستمر في الآخرة لأنها ستكون "خالصةً" للمؤمنين يوم القيامة" وسيحرم منها الشياطين وأولياؤهم. أما فيما يتعلق بالحرام والفواحش ، وإدعاء أولياء الشياطين بأن الله أمرهم بها، كذب الله هذا الإدعاء وأمر نبيه الكريم أن يعلنهم بأن الفواحش هي من عند أنفسهم، بقوله: (قُلْ إِنَّمَا « حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ » وَ « الْإِثْمَ » وَ « الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ » وَ « أَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا » وَ « أَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ » 33). فهل صاحبنا هذا من القوم الذين يعلمون؟؟؟

بَيَّنَ تعالى في سورة الأنعام كيف أنَّ أولياء الشياطين يُحِلُّونَ ويُحَرِّمُونْ من تلقاء أنفسهم إفتراءً على الله كذباً، كما تحكي هذه الآيات الكريمات التي قال تعالى فيها: (« وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا » فَقَالُوا « هَٰ-;-ذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰ-;-ذَا لِشُرَكَائِنَا » - « فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ » وَ « مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ-;- شُرَكَائِهِمْ » -- سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ 136)، ليست تلك فقط قسمة ضيزى، بل: (وَكَذَٰ-;-لِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ 37).

بالإضافة إلى تلك الخصال، تحريمهم ما أحله الله: (وَقَالُوا « هَٰ-;-ذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ » - « لَّا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَن نَّشَاءُ بِزَعْمِهِمْ » وَ « أَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا » وَ « أَنْعَامٌ لَّا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ » -- سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ 38)، ومواصلة للمزيد من إفكهم وبغيهم: (وَقَالُوا « مَا فِي بُطُونِ هَٰ-;-ذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ-;- أَزْوَاجِنَا » وَ « إِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ » - سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ 39)، هناك خصلة أخرى أبشع وأنكى، وهي قتلهم أولادهم خشية الفقر، لذا قال فيهم: (« قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ » وَ « حَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ » -- قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ 40) صدق الله العظيم. ....... أهذا البيان والإبيان والإحكام والتفصيل،،، كشكول!! أيها الدعي المخبول؟؟؟

ثالثاً: فلنر الخربطة والخبل الذي أتى به هذا الدعي:
1. هذا الجزء من الآية: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ...), لم تصله يده الآثمة ولكنه أحذ باقي الآية وعبث به فولغ في إنائه فتحول من آية إلى دعاية بلا معنى ولا غاية هكذا:
2. هذا الجزء الباقي من الآية من قوله تعالى: (... قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰ-;-لِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ، ...)، عبث به وخربطه بروحه الخربة فأخرج هذين النصين التعسين: (أ-: قل من حرم زنية الله التي أخرج لعباده والطبيات من الرزق في الحياة الدنيا قل هي للذين آمنوا خالصة يوم القيامة)، ولعله قد لاحت له في أفقه الضيق أن هناك مجال لمزيد من الخربطة فقال، أو (ب-: قل من حرم في الحياة الدنيا زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا خالصة يوم القيامة) ... ما هذا الخبل والجنون يا رجل؟؟؟

قال تعالى:(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰ-;-لِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 32) صدق الله العظيم.

فنقول لصاحبنا هذا،، يا أخي أرحم نفسك،، لقد أثقلت صحيفتك كثيراً وضيقت على نفسك الخناق،، لماذا لا تبحث لك عن ملهى آخر تضيع فيه ما بقي لك من "أجل محتوم"، بعد أن أذهبت طيباتك في الحياة الدنيا، ونسيت الله فنسيك، ولن يغنيك هذا اليأس والضياع والسفه من الله شيئاً. فبدلاً من إراقة ماء الوجه وكشف الحال المذري هكذا، بعد الدخول في مرحلة أرزل العمر والإقتراب من النهاية والمواجهة بالعمل والذنوب والمآثم، والحرمان من الزينة التي أخرجها الله لعباده والطيبات من الرزق التي ستكون خالصةً للمؤمنين يوم القيامة. لا تتعب نفسك (إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً، ولن تزيد القرآن بمحاولاتك تلك إلَّا ألقاً وبريقاً كالطرق على الذهب الخالص، كلما طرقت عليه لمع وبرق وتألق).

************************************************************

الخطأ المفترى 48:
قال تعالى في سورة الأعراف: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰ-;-كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 187)، يقول عبقري زمانه إن هذه الآية مخربطة ويدعي سفهاً بأن وترتيبها الصحيح هو هذه الخربطة والمسخ الذي إبتدعه، هكذا: (يسألونك عنها كأنك حفي قل انما علمها عن الله ولكن اكثر الناس لا يعلمون)، ولكن بالطبع،، هذا حال "كل معتدٍ أثيم".

أولاً: نقول له ولزمرته،، إن الأمر لن يكلفنا كثير عناء لنرد كيدهم في نحورهم ونسخر من وهن شرورهم، كل ما يلزمنا هو عرض هذه الآية الكريمة في بعض الآيات من بيئتها لا أكثر،، لذا نعرض الآيات التالية:

قال تعالى في هذه السورة الرائعة: (« مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ » وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ 186)، فهؤلاء الضالون لم يكتفوا بضلالتهم بل كانوا يسخرون ويستهذئون ويأذون النبي فكانوا يسألونه عن غيبيات لا يمكن أن يصل علمها إلى أحد من الخلق كله، ولا حتى الملائكة المقربين، فيؤكد لهم النبي هذه الحقيقة ولكنهم يلحون في السؤال، لذا قال له تعالى له: (« يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا » ...), فلا تحتار في هذا السؤال، لأن الله الذي سيجاوب عنك بالقول الفصل: (... قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي « لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ » ...), أما من حيث قربها فاعمهم ان الساعة قد إقتربت وإنشق القمر، قال: (... ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...), فعليكم أن تتوقعوها في أي لحظة لأنها (... لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ...), فهم لجهلهم وغفلتهم وكفرهم لا يزالون في غيهم: (... يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ...), فأعلمهم أنك في ذلك مثلهم لا تدري عنها أي شيء أكثر مما بينه الله تعالى في كتابه ووحيه، وعليه: (... « قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ » وَلَٰ-;-كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 187). وأكد لهم أنك لا تعلم كل الغيبيات حتى عن نفسك التي بين جنبيك، فكيف لك أن تعلم بما هو دون ذلك؟ لذا: (قُل « لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ » ...), والدليل على جهلي بالغيب هو أنني: (... وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ...), إنما أنا بشر مثلكم تماماً يوحى إلي،، ولا أعلم الغيب ولا أدعيه ولا ينبغي لي، ولا أعلم من الله إلَّا ما يوحيه إليَّ فقط لا غير: (... إِنْ أَنَا إِلَّا « نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ » لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 188). أما غيرهم فلا شأن لي بهم وسيكون حسابهم على الله تعالى.

أما الخربطة والتخريف الذي إبتدعه، فلن أتحدث عنه كي لا أعطيه قيمة أو إعتبار،، ولكي لا أعكر صفو هذا النسق القرآني الجميل الذي صاغته بعض آيات من سورة عملاقة غاية في الروعة والإحكام.

***********************************************************

الخطأ المفترى 49:
قال تعالى في سورة يس: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ-;- قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ 20)،
قال سفاح قواعد اللغة العربية إن الآية مخربطة ثم إفترى له مسخاً سماه ترتيب لها هكذا: (وجاء رجل يسعى من أقصى المدينة). بالله عليكم أرأى شخص مثل هذا النص البشع في أي عمل أدبي معتبر؟

لن نقف عندها طويلاً،، ولكن،، أود أن أذكر بأن العامة يعرفون أن الجملة الإسمية إذا كان المسند شبه جملة من جار ومجرور "يجب" تقديمه على المسند إليه، فالآية الكريمة تقول: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ-;- قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)، تعرب هكذا:
وَجَاءَ: ... فعل ماضي،
مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ: "من" حرف جر، و "أقصى"، إسم مجرور بحرف الجر، بكسرة مقدرة على الألف "للتعذر", والجار والمجرو، في محل رفع خبر مقدم "وجوباً"، وكلمة "أقصى" إسم مضاف و "المدينة" مضاف إليه،
رَجُلٌ: ... مبتدأ مؤخر، مرفوع بالضمة الظاهرة،
يَسْعَىٰ-;-: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف "للتعذر"، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو"،، وجملة يسعى في محل رفع صفة للرجل (الجمل بعد النكرات صفات).
قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ

تعليقنا على الخربطة المذرية نقول لصاحبها،، في عبارتك هذه: (وجاء رجل يسعى من أقصى المدينة):
1. كيف تعرب عبارة " مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ "؟؟؟
2. ما هو المعنى الذي تستشفه من هذا المسخ؟؟؟

******************************************************************

الخطأ المفترى 50:
قال تعالى في سورة الفرقان: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ 43)، فإدعى صاحبنا بأن هذه الآية الكريمة الرائعة مخربطة ثم تمخضت قريحته المريضة عن هذا المسخ (أرأيت من اتخذ هواه الهه).

فنقول له الآتي:
أولاً: الإنسان عادة له الخيار: إما أن يتخذ الله الخالق الباريء المصور إلهاً،، أم يتخذ غيره. وهناك أحد ثلاث إحتمالات لهذا الإختيار:
1. إما أن يتخذ الله خالق الخلق إلهاً دون سواه، وبالتالي تنضبط حركة حياته كلها بأوامر الله ونواهيه ولا يحيد عنها ما بقي على الحياة،
2. أو أن يتخذ إلهاً إفكاً غيره، فيتحكم فيه ذلك الطاغوت الإفك، فيأمره بما يريد وينهاه عما لا يريد، وقد يكون ذلك الإله الشيطان نفسه أو بترشيخ منه للضال،
3. أو أن لا يكون له إله مطلقاً فيكون مصدر توجيه حياته كلها من داخل نفسه ووفق هواه وما يروق له دون أي إلتزام خارج نفسه ولا سلطان عليه سوى سلطان هواه، حيثما وجهه توجه مزعناً، طائعاً.
إذاً،، صاحب الخيار الثالث هو الذي تعنيه الآية الكريمة،، فهو الذي (إتخذ إلهه هواه)،
ثانياً: يا أخي!!! يا عبقري زمانك الهوى لا يتخذ خاصة وأن المقصود من الآية أن مصد الأوامر والنواهي والتوجيه (المفترض أن تكون من إله)، إلَّا هذا الشخص فمصدرها هو هواه، إذن إلهه هو هواه.

هل فهمت ؟؟؟ ... أتعشم ذلك.

تحياتنا للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
- فّلْنَعُدْ إلَىْ رُشْدَنَاْ وَنُحَكِّمْ عُقُوْلَنَاْ:
- الجُبُّ والجَّيْبُ والحِجَابُ في أدبيات الكَذَّابَ:
- تعليقنا على: بين اسلام مكة واسلام المدينة:
- تعليق على سامي الذيب - صورة الحمار:
- ردنا على تعليق: أحمد حسن البغدادي - (قل هو الله أحد):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الثاني:


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5: