أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:















المزيد.....



تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 22:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعليق على "أنا VS غشاء البكارة" – (الجزء الأول):
الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 23:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

الإبنة إيفان الداجي، الموضوع الذي طرحتينه مهم جداً ليس لك أنت فحسب، بل للكثيرين مثلك من الذين يحملون وجداً غير منصف، ويصدرون أحكاماً جائرة على أحد الأطراف المتخاصمة دون الإستماع إلى الطرف الثاني المحكوم عليه أو حتى إعطاء أنفسكم فرصة للإستماع إليه والنظر في أدلته وبراهينه، فهذا هو الجور بعينه. وقد رأينا أن نضع لكم الحقائق بشيء من التفاصيل ولكن هذا يتطلب عرضها في أكثر من مقال،،، وعليه رأينا أن نقسم تعليقنا هذا إلى أكثر من جزاء ونعرضه بنفس الأسم. والآن فلنبدأ بالجزء الأول لعلنا نستطيع تقديم شيء من الحقائق التي نراها لازمة.

في الحقيقة منذ أن قرأت مقالك بعنوان: "أنا VS غشاء البكارة"، أول لعلك تقصدين (أنا against غشاء البكارة)، على أية حال، لقد ترددت كثيراً إذ أنني عجزت في أن أُخَمِّنُ ما إذا كنت فتاة مسلمة أم غير ذلك، على الرغم من أنك تتحدثين بإستهجان عن أشياء ينسبها الجهلاء المغرضين للدين الإسلامي ويصدقها بعض المنتسبين للإسلام أو العوام والمضللين منهم، رغم أن الحقيقة على عكس ذلك المعتقد تماما، كما إعتدنا دائماً أن نلاقي أمثال هذا التحامل من سفهاء القوم – لا أقول الأعداء – لأن هناك مسلمون من بينهم، ولكنهم مُجْنَىْ عليهم، إذ نراهم في الغالب الأعم ضحاياً التربية والمجتمع والبيئة غير الصحية التي نشأوا فيها، إما في أسرة تقليدية، أو مدرسة تعليمية غير تربوية، أو مجتمع غير منضبط، وبالتالي لم تبق لهم من علاقة حقيقية بالإسلام إلا بعض التقاليد المشوهة بالعادات والعاهات المنفرة لهم والمستهجنة منهم، تلك التي في أغلبها مكتسبة من جاهلية الغرب وأوروبا وحطام حضارتها الزائفة المتردية، التي بلغت من التخلف العقدي والإنساني والقِيَمِي أقصى مداه، يشهد على ذلك الدراسات والتقارير والأبحاث التي يقومون هم أنفسهم بها في تحليل التردي الأخلاقي والأمني والديني الذي أصبح كارثي بكل المعايير،،، ولكن للأسف الشديد ينبهر بها شبابنا المغيب عن أصل ثقافته وحقيقة حضارته، التي تعتبر القمة في كل شيء، وستؤكد الحقائق ذلك.

على أية حال، حديثك يوحي بأنك لربما تكونين مسلمة في الأصل أو تنتمين إلى أصول أو أسرة مسلمة حقيقية أو تقليدية، أو لعلك تتحسرين على تراجع الناس عن القيم والمباديء الحقيقية التي جاءت بها الأديان، أو لعلك تردين على مجادلين لك من أقرانك بالإسلام وهم أجهل الناس به وأبعد الناس من إلتزامه، ولكن الواضح من حديثك أنَّ مفهومك عن الإسلام يدل على انك قد إبتعدت كثيراً عنه أو على الأقل تضاءلت الثقة لديك في الكثير من مبادئه وأحكامه التي لم تُلْقِ عليها نظرة فاحصة باحثة منصفة بشفافية على الأقل من أجل الأمانة العلمية والمصداقية التي يعوزهما حديثك للأسف كما هو واضح في بعض مفاهيمك عن بعض هذه المباديء العامة والأحكام الأساسية إن لم يكن عنها كلها، لدرجة الإستهجان ولكن قد تكونين أنت أيضاً أحدى رموز ضحايا الجهلاء المجهلين من أولئك المنتسبين لهذا الدين الكريم القوييم بشطحاتهم ومفاهيمهم التي لا تمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد، مقدمين أنفسهم للناس على أنهم علماء أجلاء وفقهاء وهم أفقر الناس للعلم.

أبنتي إيفان: أسمحي لي بأن أناقش معك بعض ما جاء بموضوعك هذا بالتفصيل والتحليل في ضوء الحقائق الموثقة، وليس الإفتراءات والغوغائية والإتهامات التي لا أساس لها من الصحة ولا سند من الواقع، وأعدك بأن أضع الحقائق من مصادرها كما هي دون أدنى هوى ولا تحيز، ولك بعد ذلك الحكم عليها وليس على الإدعاءات والتخمينات والتحاملات المجرمة، أو المفاهيم الإحتمالية أو المفبركة التي تكونين قد إطلعت عليها بطريقة ما. وسيكون حواري معك بمنتهى الموضوعية والأمانة والشفافية، بغض النظر عن إنتمائك الديني أو العرقي أو مستواك الثقافي. وليس لي هوى أو أجندة خاصة سوى عرض الحقائق الموثقة والمعتمدة من السواد الأعظم من البشرية.

في الحقيقة، وبغض النظر عن التعريف العلمي لغشاء البكارة، أو بعده في داخل الأنثى أو كيفية فضه وتمزيقه، فإننا نلاحظ هنا في طرحك خلطاً ظاهراً للأوراق، وتداخلاً في المفاهيم مما يجعل الموضوع – رغم أهميته الكبيرة - متناقضاً مع بعضه البعض، ومن أوجه كثيرة، وهذا نتفهمه ونعرف أسبابه الأساسية وبواعثه.
فإذا كان غشاء البكارة متوفر لدى بعض الحيوانات بجانب المرأة، وكانت له متطلبات طبيعية تطورية فلا يعني ذلك بالضرورة أن تكون له نفس المتطلبات بالنسبة لإناث الإنسان، وحتى إن كان ذلك كذلك، فليس "داروين" هو معنيٌّ بالمتطلبات الأخلاقية إبتداءاً. فعبارة إيلاج، هذه معلومة بالضرورة، أما كلمة "غيرها" فلا ندري ماذا تعنين بها تحديداً، وإن لم يغب عنها مدلولاتها ومراميها. على العموم، نحن نعرف أنَّ هذا الغشاء يَنْفَضُّ بعدة أسباب أبينها، إما بالزواج الشرعي، أو سفاحاً بالزنا ، أو بمرض ما أو حادث. أما عبارة "ممارسة جنسية" فهذه عبارة لا نعرفها شرعاً ولا نقبل تداولها في الأساس، وقد أبتُلِيَ الناس بها، لأنها بإختصار تمثل تغطية للممارسة الخاطئة بوضعها نداً لعلاقات إنسانية طبيعية شرعية نظيفة،، تماماً كتشبيه غسيل الأموال القذرة بالإستثمار النظيف.

فأنت تقولين إن التعريف الإجتماعي لغشاء البكارة هو "مقياس للشرف"، وعلى اساسه تقاس عفة الفتاة وعذريتها من ناحية إرتكابها "فاحشة الزنا"، فهذه فرضية غير صحيحة على إطلاقها على الأقل من وجهة النظر الإسلامية الشرعية، ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك من يعتقد ذلك، ولكن المهم هو تحديدك لتلك المجتمعات الشرقية التي تعنينها؟ أو بعبارة أخرى،، مَنْ هُم العرب الذين تقصدينهم؟ فإن كنت تقصدين العرب غير المسلمين في الجاهلية، فإنهم لا يتركون الفتاة حيةً حتى يُفْتَنَ غشاءَ بكارتها لأنها تكون قد وُئِدَتْ حَيَّةً وواراها الثرى قبل ذلك. أما إن كنت تقصدين أهل الكتاب منهم، فهذه البكارة أساسية عندهم في إثبات عفة الفتاة، وتترتب عليها أمور خطيرة في حق المرأة قد تصل إلى الرجم بالحجارة، إن ثبت أنها ليست كذلك. فإن عجز والداها عن تقديم الدليل المادي على عفتها لشيوخ المدينة، قُتِلَتْ رجماً بالحجارة أمام بيت أبيها وإشترك في قتلها كل الناس في مدينتها. نحن لا نقول كلاماً مرسلاً، ولا نتعرض لطرح نعجز عن إقامة الدليل المادي عليه، وسترين فيما يلي.

أليك هنا الدليل من كتابهم المقدس كما جاء "نَصَّاً" في سفر التثنية: صحاح 22 الأرقام 13-21: (إذا اتخذ رجل امرأة ودخل عليها ثم أبغضها - فنسب إليها ما يحمل على الثرثرة، وأذاع عنها سمعة سيئة فقال: إني اتخذت هذه المرأة، فلما دنوت منها، لم أجدها عذراء، - يأخذ الفتاة أبوها وأمها ويخرجان علامة بكارة الفتاة إلى شيوخ المدينة، إلى الباب, - ويقول أبوها للشيوخ: إني أعطيت ابنتي امرأة لهذا الرجل فأبغضها، - وها هوذا قد نسب إليها ما يحمل على الثرثرة قائلا: لم أجد ابنتك عذراء. وهذه علامة بكارة ابنتي. ويبسطان المنديل أمام شيوخ المدينة, 18- فيأخذ شيوخ المدينة ذلك الرجل ويؤدبونه، - ويغرمونه مئة من الفضة يدفعونها إلى أبي الفتاة، لأن الرجل أذاع سمعة سيئة على عذراء من إسرائيل. وتكون له امرأة، ولا يستطيع أن يطلقها طول أيامه، - وإن كان الأمر صحيحا ولم توجد الفتاة عذراء، - فليخرجوا الفتاة إلى باب بيت أبيها، ويرجمها جميع أهل مدينتها بالحجارة حتى تموت، لأنها صنعت قبيحة في إسرائيل بزناها في بيت أبيها، واقلع الشر من وسطك.

فإذا كان هذا هو الكتاب المقدس الذي يدين به الكثيرون، فهذا يعني أنك لم تكوني دقيقة في تحديد المجتمعات التي تعتبر غشاء البكارة مقياس الشرف وتقاس على اساسه عفة الفتاة وعذريتها، لأن دائرة الذين يعتقدون في الكتاب المقدس أوسع بكثير من إمكانية حصرهم في المجتمعات الشرقية كالعرب والهنود وبعض الدول الأفريقية. إلا إذا بلغك عِلْمٌ لَمْ يَبلُغْنَا بأنَّ سفر التثنية هذا ليس للغرب ولا لأوربا شأناً به في شيء. ومن ثم لعل "داروين" هذا قد جهل أو تجاهل ما يتضمنه الكتاب المقدس، وما يحتويه من تعاليم ومفاهيم.
أما إن كنت تقصدين بالمجتمعات الشرقية العربية المسلمة، كما إعتدنا أن نسمع دائماً التطاول على الإسلام بإعتباره الشماعة التي باتت متاحةً ليعلق عليها الجهلاء غباءهم وجهلهم وسفههم فنقول لك قد أخطأت كثيراً وطاش سهمك، لأسباب كثيرة حقيقية ومنطقية سأسوق لك بعضها حيث لا يسمح المجال هنا لتغطية الموضوع برمته لكثرة تفاصيله ودقة تأصيله في الإسلام.

أولاً: الإسلام ينظر إلى هذه العادة على أنها من أقبح العادات التي انتشرت في كثير من بلدان العالم وبين بعض المسلمين أو المنتمين للإسلام بالهوية، فهي عادة مهينة للمرأة وظالمة لها كثيراً.

ثانياً: لا يُعتبر في الشرع الإسلامي فض البكارة في الأصل دليلَ إتِّهامٍ للمرأة بالزنا، ولا حتى من ضمن آليات إثباته في الشرع الإسلامي، لأن إثبات هذه الجريمة النكراء يكون: إما بمشاهدة واقعة الإيلاج بكــــــــــــامل تفاصيله، من قِبَلِ أربعة رجال "شهودٍ عُدُوْلٍ"، فإن جاء ثلاثة منهم فقط أقيم على ثلاثتهم حد القذف "جلداً", لكل واحد منهم ثمانين جلدة، ولا تُقبل لهم شهادة بعد ذلك أبداً. وإما أن يثبت بالإعتراف الصريح منها بأنها قد زنت، أيضاً لا يؤخذ بإعترافها مسلماً به حتى يتم التحقيق الدقيق في صحته، وإما أن تثبت الجريمة بظهور حملها. أما إن كان الزوج وحده الذي رأي وشهد عليها بالزنا، وليس معه شهود أخر، كانت الملاعنة بينهما، بأن يشهد كل من الزوجين بخمسة شهادات، ثم يفرق بينهما.
قال الله تعالى في سورة النور: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ...), "المتزوجات" بالزنا، (... ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ...), فهؤلاء معتدون، وقد ورطوا أنفسهم، حتى إن صدقوا في شادتهم ولكن لم يكتمل عددهم أربعة شعود، أمر الله تعالى بجلدهم، فقال: (... فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ...), ثم ماذا ينتظرهم بعد ذلك الجلد؟ ... قال: (... وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ...), في أي قضية أخرى بعد ذلك، لأنهم قد فقدوا هذه الأهلية، فقال فيهم: (... وَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 4).

ولكن،، ماذا إن كان الزوج وحده وليس معه شهود آخرين؟ قال فيه: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ ...), فعليه أن يأتي بخمس شهادات، بالكيفية والتفصيل التالي: (... فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ 6)، ثم ماذا ...؟ (وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ 7). بهذه الشهادات الخمس يعتبر "إجرائياً" صادقاً في إدعائه، ولكن لا يترتب عليه حكم عليها، بل يوكل الأمر إليها، إما أن تقبل شهاداته وتؤيدها، فتختار بذلك عقوبة الدنيا، أو ان "تكذبه" فتنتظر حكم الله فيها وذلك بأن تشهد هي أيضا خمس شهادات، فإن شهدت لن يستطيع أحد عقابها،: (وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ ...), وتكون شهاداتها كما يلي: (... أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ 8)، ثم ماذا بعد ...؟؟ هناك شهادة أخرى "خطيرة" يجب أن تؤديها، (وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ 9). إذن، لم يعد للبكارة بعد كل هذه الشهادات العشرة من الزوجين أي دور أو وزن أو قيمة مؤثرة يترتب عليها مؤاخذة، كما لن تكون مضطرة إلى ترميم أو ترقيع بكارتها أو شراء بكارة صينية بثلاث دولارات "كما تقولين"، بعد أن إرتضت رفع الأمر برمته إلى حكم الله تعالى في اليوم الآخر.

فالشرع الإسلامي أوعى من أن يقبل مثل هذه السخافات والمظالم، لأن الأصل في المؤمن والمؤمنة العفة والصدق إلى أن يثبت عليه غير ذلك بالدليل المادي الثابت، وحتى بعد ثبوت ذلك يطلب منه الستر، ويحرم عليه التشهير.
وإليكِ بهذه الحادثة على سبيل المثال لا الحصر: التي وقعت في عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد إكتشف خلالها وقوع حادثة زنا، فأراد أن يخبر الصحابة بها من أجل إقامة الحد على الفاعلين، لكن رد الصحابة كان غير ما توقع وهو أمير المؤمنين، فقد حذَّرهُ علي بن أبي طالب من ذكر أسماء الفاعلين وإلا فإنه سيُجْلَدُ، وهو أمير المؤمنين، لأنه لا تقبل شهادة شخص واحد من أجل إقامة الحد على جرم الزنا، وإنما شهادة اربعة اشخاص. مهما كان وزن هذا الشخص ومقامه.

حادثة أخرى تقول إنَّ الصحابي أبِيْ بَكْرَةَ رضي الله عنه كان على سطح بيته فأطَّلَعَ على بيت المغيرة بن شُعبة، وكان والياً لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فرأى أبو بَكْرَةَ أن المغيرة بن شعبة يُجَامِعُ إمرأةً, فذهب وأتى بأربعةِ شهود ثم ذهب إلى أمير المؤمنين فأخبره بالخبر، فدعى أمير المؤمنين المغيرة بن شعبة، فلما حضر، شهد الأول بأنه رأى الزنا، ثم شهد الثاني، ثم الثالث، فلما وصل إلى الرابع قال: أنا لم أُشَاهِدُ جِمَاعَاً بل شاهدتُ طُلوعَاً ونُزُولاً وحَركةً - بمعنى أنه لم يشاهد الجماع الواضح - هنا إرتاح عمر بن الخطاب حين لم يُخِبْ ظنه بحارس رسول الله "المغيرة بن شعبة" رضوان الله عنه، فأقام عمرُ الحَدَّ على الشهود الثلاثة. ثم بعد أن أقام الحد بدأ بالأول فقال له: أتَتُوْبُ إلى الله تعالى؟ قال: نعم، وكذا الثاني. فلما وصل إلى أبي بَكْرَةَ قال له: أتَتُوْبُ إلى الله؟ قال: لا والله، لقد رأيته بعيني هاتين، فأراد عمرُ أن يقيم عليه الحد مرة أخرى لأنه قذف مرة أخرة بتلفظه هذا، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: لا تُقِمْ عليه الحد، لأنك لو جلدته حد القذف لأصبح عدد الشهود 4 شهود، لأنك جلدت أولائك مرة واحدة وجلدت أبي بكرة مرتين، فيعتبر 4 شهود، هنا وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: يا أمير المؤمين، إطَّلَعُوا على بيتي وأنا مع أهلي، فقال له أمير المؤمنين: أسكت لولا هذا لأقمت عليك الحد بالحجارة.

وقد روى الإمام مالك في الموطأ أن رجلاً عَرَّضَ بآخرَ فقال: والله ما أبِي بزانٍ ولا أمِّي بزانيةٍ ... فاستشار في ذلك عمر رضي الله عنه أصحابه فقال قائل: مدح أباه وأمه ... وقال آخرون: قد كان لأبيه وأمه مدحٌ غير هذا، نرى أن تجلده الحد، فجلده عمر الحد ثمانين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إجْتَنِبُوْا السَّبَعَ المُوْبِقَاتِ)، قالوا يا رسول الله: وما هُنَّ؟ قال: (الشِّرْكَ باللهِ، والسِّحْرَ، وقَتْلَ النَّفْسَ الَّتِيْ حَرَّمَ اللهُ إلَّا بِالْحَقِّ، وأكْلَ الرِّبَا، وأكْلَ مَالِ اليَتِيْمِ، والتَّوَلِّيْ يَوْمَ الزَّحْفِ، وقَذْفَ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاْتِ).
إبنتي إيفان: لا تفرحي كثيراً بالتعريف العلمي لك كإمرأة، إلا إذا كنت قد إكتفيت بإعتبارك "إنساناً حياً يتمتع بكافة خصائص الكائنات الحية الأخرى كالتنفس والتغذية والنمو والتكاثر" كما تقولين عن نفسك بنفسك، فهذه معترف لك بها حتى لدى الجبابرة والمتكبرين. وحتى لو ميزك العلم بالإحساس والتفكير والإنتاج والتطوير من خلال الفكر والعمل. فكل هذه التي نراك تناضلين من أجلها وتفرحين بها جزلاً إنما هي أساسيات متواضعة للغاية إذا ما قورنت بالقيمة العالية والمكانة السامية التي وضع الإسلام المرأة فيها وأقام حولها سياجاً منيعاً لحمايتها وصيانة حقوقها وألزم الرجل بتعهدها والحفاظ عليها، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولكن أكثر الناس للحق كارهون.

التعريف الإجتماعي لك كأمرأة لم يكن منصفاً للمرأة في الواقع، فالمجتمع الذكوري ليس وقفاً على المجتمع الشرقي بصفة عامة، وليس من تأليف الإسلام "إن كنت تقصدين الإسلام تحديداً"، بصفة خاصة كما تتوهمين، بل يشمل المجتمع الغربي والأوروبي وكل بقاع العالم منذ الأزل، ولكن أكثر الناس للحق كارهون وأكثرهم به جاهلون. فحين يكون الحديث عن البشر لدى تلك المجتمعات المدعية الريادة في صيانة والحفاظ على حقوق المرأة، تنختفي المصداقية لديهم والشفافية، ففي حقيقة الأمر وواقعه، لا تذكر المرأة لديهم على الإطلاق، ليس لأن هذه حقيقة خلقية لا يد لأحد فيها ولكنهم يستخدمونها ترفعاً عليها وتميزاً. فالبشرية في عرفهم هي الرجل (mankind) تحديداً، والإنسان هو العنصر الذكوري: (Hu man being) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، ولعلك لا تعرفين شيئا عن "قاعدة الإبهام التي تعطي الرجل الحق القانوني في ضرب زوجته وتأديبها بعصاً يكون قطر مقطعها مساوياً لقطر إبهام يده، وهي ما تعرف بــِ rule of thumb for wifebeating ، هذه هي الحضارة والعالم المتحضر الذي تعشقينه وتتمسحين فيه، وتظنين أنه أفضل من الإسلام في معاملة المرأة، ولكنني أخشى عليك من الصدمة عندما تواجهين الحقائق التي سنسوقها لك مباشرةً من مصادرها الموثقة.

إن عبارة "المجتمع الذكوي" هذه تدل على جهل قائليها ومروجيها وقد لاكتها الألسن كثيراً خاصة بين كثير من النساء المحبطات اللائي يضقن ذرعاً بإنوثتهن إحتقاراً لها، بل ويحاولن جاهدات أن يسترجلن حتى يصطففن معهم في مساواة مُدَّعاة ولكنها في الواقع مستحيلة بالفطرة التي فطر الله الناس عليها. والشيء الغريب في جهل هؤلاء الأدعياء وتحايلهم أنهم لا ينظرون إلَّا تحت أقدامهم، ولا يعترفون بالواقع والحقائق الطبيعية التي يستحيل على أحد أن يغيرها مهما حاول. ودائماً حين يستخدمون هذه العبارة يقصدون "علناً أو توريةً" المجتمع الإسلامي، ليس لأن لديهم أدلة أو شواهد أو منطق، ولكنها كالعادة محاولة الإساءة إليه ورميه بما لا يد له فيه، قصداً وعمداً مغرضاً، ولكنهم كلما حاولو ذلك إرتد السهم إلى صدورهم وكان سعيهم الظالم يعود على الإسلام بمزيد من النصر والظهور والشموخ والتأييد، فهذه سنة الله التي لا تبديل لها مهما حاول المبطلون ومكر الماكرون.

فلنتحاسب إذن لنرى ماهيَّة وحقيقة "المجتمع الذكوري هذه". ولنترك الإسلام الآن، إذ أنه إلى الآن لم يتجاوز الأربعة عشر قرناً إلا بقليل، ولنعد إلى الوراء منذ أن خلق الله الإنسان، لنرى أين ذلك "المجتمع الأنثوي العتيق" الذي حوله الإسلام إلى "مجتمع ذكوري"، نبؤونا بعلم إن كنتم صادقين. ولكن دعونا نحن نقوم بهذه المهمة لأنه يعوزكم العلم الحقيقي الصحيح، كما تعوزكم للأسف الشديد المصداقية والشفافية والحيادية، ثم المرجعية الموثوقة:

أولاً: الله تعالى خلق الإنسان من ذكر وأنثى، أدم وحواء، فإصطفى منهما آدم خليفةً في الأرض، وتعهده بخصوصية هذه الخلافة، فعَلَّمَهُ بنفسهِ الأسماء كُلَّهَا دون حواء التي لم يشركها معه في هذا العلم، بعد أن سَوَّاهُ ونفخ فيه من روحه، حتى تفوق على الملائكة فعَلِمَ ما عجزت عن معرفته، ثم أمرهم بالسجود له وحده "تحديداً"، فسجدوا كلهم أجمعون ماعدا عدو الله إبليس الذي غلبت عليه شقوته فابى أن يسجد له حسداً بإدعائه بأنه أفضل منه، وعلى هذا فإن الله تعالى هو الذي "أسس المجتمع البشري على صفة الذكورية" وليس للإنسان يد في ذلك، فهل تريدون أنتم جعل الله يخلق الله الخلق على أهوائكم ووفق تصوراتكم؟؟ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟

ثانياً: حين خاطب الله تعالى الملائكة، هل خاطبهم بضمير الإناث؟
وهل ردوا على الله بضمير الإناث؟،
وأيضاً حين خاطب الله إبليس اللعين، هل خاطبه بضمير الإناث؟
وهل رد إبليس على الله بضمير الإناث؟
وهل ذكر الله لناس في القرآن كله مقدماً الذكور على الإناث صدفة؟
وهل كل أنبيائه من الذكور كان ذلك صدفة؟
وهل إتفق أنَّ إمرأةً سمت بتنها (جبريل، أو مالك، أو رضوان،،،)؟
وهل سبق أن حكت الكتب السماوية كلها عن نبي أو رسول ولو واحدٍ فقط كان "أنثى"؟ وهل حكى التاريخ عن شيء يتعلق بنبوة أو رسالة إمرأة؟ وهل الله تعالى سَمَّىْ أيٍّ من الملائكة تسمية الأنثى؟؟؟ وهل ألله تعالى له شريك أو عليه رقيب حتى يحاسبه أو يسأله عما يقول ويعمل ويختار؟؟؟

ثالثاً: ألم يدر بخلدك سؤال منطقي وبديهي: لماذا لم يرسل الله تعالى تلك السيدة الكريمة الفضلى "مريم إبنة عمران" نبياً أو رسولاً؟ تلك المرأة الصديقة إبنة المرأة الصالحة إمرأة عمران، وأبيها الذي كان آخر ذرية آل عمران المصطفين من الله تعالى، تلك العذراء البتول، أكرم نساء العالمين، التي بجانب كل هذه المكانة العالية أيضاً قد كرمها كثيراً ثم إصطفاها مرتين مع تطهير بينهما؟ لماذا لم يُنْهِ الله تعالى مسلسل "المجتمع الذكوري" عندها وبها فتكون "نبياً ورسولاً"؟ ألم يكن ذلك توفير لنا من الفتن والمغالطات والإدعاءات بربوبية وألوهية البشر؟ أم لعل الأقرب من ذلك منطقاً هو حتمية "الخلافة الذكورية" التي أرادها الله تعالى بعلمه وإرادته وقدرته، إنما هي التي حالت دون ذلك.

رابعاً: إنَّ الله قد إصطفى أربعة من خلقه الذكور قال عنهم في سورة آل عمران: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ-;- آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ 33)، وقد جعل النبوة والرسالة لا تخرج منهم ولا من ذرياتهم الذكور فقط دون الإناث، فقال مبيناً ذلك ومؤكداً: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 34)، فالخالق سبحانه هو الذي حسم أمر الذكورية إلى أن تقوم الساعة، فإن إختلت الذكورية في أي مكان من العالم أو أي مجتمع فسد وإنهار وخرَّ على عروشه، وإن حاول الناس تصوير الأمر إلى غير ذلك، ونسب الإخفاقات والمصائب إلى الإقتصاد أو غيره، كما هو حادث الآن في الغرب وأوروبا وغيرها، حيث إختل الميزان وظهر الفساد والإفساد في كل مكان، وفي كل شيء.
ولكن،،، هل جعل الله تعالى، أو سمح للمجتمع الذكوري بالتسلط والتجبر والتكبر والتعالي على المرأة وإزلالها أو تحقيرها أو إضاعة حقوقها؟ أم جعل العكس من ذلك تماماً.
أنا من جانبي، لن أرد على هذا التساؤل المنطقي، ولكنني سأترك الآيات من صاحب المجتمع الذكوري وخالق الخلق يَرُدُّ عليه فيما يلي، حينئذ، إن كنت من اللاتي يفتخرن بأنوثتهن كما تقولين، فإنك لن ترضي بديلاً للمجتمع الذكوري المعافى المراقب من الخالق لأنه صان وضمن لك أكثر مما ترجين وتتمنين.

ما هو قدر المرأة عند الله بجانب الرجل؟
أولاً: هل تعتقدين أن الله سبحانه وتعالى يخلق شيئاً ناقصاً أو معطوباً أو حقيراً؟ إن كان هذا ظنك فقد أسأتِ الظن بالله، وكفى بك إثماً مبيناً. أتشكين في أنه "البديع"؟ بديع السموات والأرض، هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. إذن،، كيف لله تعالى أن يخلق الإنسان في أحسن تقويم ثم يجعل المرأة دون ذلك؟ أليست هي شق، بل وجزء مهم من هذا الإنسان الذي لا يستقيم أمره إلا بشقيه معاً، حيث لا تحل المرأة محل الرجل وكذلك لا يحل الرجل محل المرأة؟

ثانياً: مشكلة كثير من الناس أنَّ مفهومهم للحرية يدل على التبلد والبلاهة، لأنهم يتحدثون قبل أن يعطوا أنفسهم فرصة كافيةً للتفكير. فالحرية المطلقة هي في الواقع ضياع للحرية كلها، فلو أخذنا السير في الطريق مثلاً، فحريتك في إستخدامه مكفولة وتستوي فيها مع الآخرين، ولكنك عند إشارة المرور تنتهي حريتك تماماً بمجرد إضاءة النور الأحمر إشارةً إلى بدء حرية الآخرين، فأي محاولة منك إلى مزاولة حريتك المحدودة تكون قد إنتهكت حرية الآخرين. إذن الحر الحقيقي هو المنضبط وليس الطليق، لأن تجاوزه لحدود حريته قد يفقده حريته بالكامل فيودع في السجن المؤبد لتعريض حريات الآخرين للإنتهاك. فالحرية هي إلتزام القيود والضوابط والقوانين والأعراف والرضاء بها وقبولها. فالحرية المطلقة مغالطات ليس إلا، لا سند لها في الواقع فإن وجدت أو حاول أحد أرغن فرضها في مجتمع فالحكم على ذلك المجتمع غيابياً بأنه مُنْحَلٌ فاشل.

رابعاً: أنْ تفخري بأنك أنثى فهذا شي جميل وكريم، ولكن،،، ينبغي عليك قبل ذلك أن تكوني أنثى بحق وليس فقط بالأوراق الثبوتية. فالأنثى الحقيقية إنما هي كمال وجمال وعطاء، بل وقوة ضاربة في ضعفها، وضعيفة مهزومة في إسترجالها وتشددها وتقويها، وتمردها على الضوابط الشرعية.

خامساً: نعم، هذه حقيقة لا جدال فيها، فالمرأة تحتل المرتبة الثانية بعد الرجل، وفي هذا رفعة لقدرها وإنسانيتها، بل ولمصلحتها، لأنها في المرتبة الثانية هذه قد أسقطت عنها واجبات وإلتزامات لا قبل لها بها، ثم كُلِّفَ بها الرجل "إلزاماً"، فكان قوَّاماً عليها، يقوم بخدمتها وتوفير كل ما يلزمها وهي مستقرة في مملكتها لا تحمل هم شيء ما دامت في قوامة الرجل، زوجاً كان أم أباً أم أخاً أم عمَّاً، وفي حالة عدم توفر أحد من هؤلاء كانت في قوامة الدولة والمجتمع "صاحبة حق" وليست متسولة. المجتمع الذكوري يحرص على صيانة "نضارة المرأة" حتى لا يحرقها حر أشعة الشمس وللايذهب رونق بشرتها غبار الطريق أو تصبب عرق النصب والكبد، ولا يتلف قوامها ورشاقتها العمل الشاق المضني. أما في الجوانب الإنسانية فهي إنسان كامل الأهلية له حقوق كما عليه واجبات تماماً مثل الرجل، ويكفي قول الله تعالى (... ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجةً ...), أرجعي إلى العلم التشريحي، إن شئت فستجدين بروز هذه الدرجة في جيناته، إن لم تعترفي بهذه الدرجة في مواطن أخرى عادة ما تكون محل إنكار مِنْكُنَّ للأسف مع أن ريعها لكُنَّ.
فما أن يكون الأمر من الله تعالى، فهذا دليل قطعي على أنه الخير كله بلا جدال، وكُلَّ مَا تعارض مع أمره فهو رد وتشويه ونواقص، لا يدركها ولا يعرف ضرها من نفعها السفهاء والجهلاء والمكذبين.

سادساً: تقولين إنك إنسان معطاء ومنتج، وعليك من الحقوق تجاه أسرتك ومجتمعك أكثر مما لك من حقوق لحد الضعف، حسناً هل هذا كله يغير من أنوثتك شيئاً ويجعلك في مصاف الرجال؟؟ إن كان هذا ظنك فانت قد جانبت الصواب والحكمة. ستظلين "أنثى" مهما حاولت التخلص من جلدك والتمرد عليه، وستظلين كذلك مهما حاول الرجل "التغول" على قدرك ومكانتك وأنت كما أنت "أنثى". ولكن!! هل أنت أنثى حقاً ليس نوعاً ولكن قيمةً وفعاليةً؟ فما دليلك على هذا إن كنت من الصادقين؟
مثلاً،، أنت في عملك لك رئيسك المباشر أو مديرك، فهل لك في أن تخالفي تعليماته وتخرجي عن طوعه؟ فإن فعلت ذلك فما هي النتيجة الحتمية التي ستواجهينها جراء تلك المخالفة؟ فهل إن كلفك بعمل أو مهمة في حدود صلاحياته يكون قد تجاوز حدود "حَرْثِهِ"؟ وهل إن إضْطُرَّ إلى مجازاتك أو تحويلك "للشئون القانونية" أو إلى "إدارة الموارد البشرية" يكون قد تجاوز حق (القوامة عليك؟)، فإن تطور الموقف وأصدر أمراً بإيقافك عن العمل فترة شهر أو شهرين بدون مرتب،، هل يكون قد تجاوز حدود (بيت الطاعة)؟ فإذا كان هذا المدير هو زوجك، فهل سيفعل بك ما فعله وبنفس الصرامة؟ وهل أنت ستقبلينه منه بنفس الإنصياع والتسليم؟؟؟

أنت تتحدثين عن قيم إنسانية عالية، تصيغينها في كلمات تحبسينها بين أقواس دون أن تفكري في مدلولاتها وقيمها الإنسانية العالية، وهذه للأسف هي مشكلة المتمردين والمتمردات على شرع الله تعالى، دون مبرر ولا برهان ولا كتاب منير، لذا تراهم دائماً يظلمون أنفسهم وما يشعرون.

هل ابداً فكرت في أن الزواج بالنسبة للرجل هو مؤسسة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، يخطط لها إستراتيجياً، وتكتيكياً، وتشغيلياً، ويحدد أهدافه فيها، ثم يعمل جاهداً على توفير رأس مالها، من أصول ثابتة وأخرى متداولة ومصاريف تأسيس ومصاريف تسيير وإدارية ،،، الخ. ثم يشرع في تنفيذ الخطة التشغيلية وإختيار أفراد إدارة وتشغيل هذه المؤسسة الذين من أهمهم المدير التنفيذي أو بالأحرى مدير الموارد البشرية (الزوجة) الذي يعمل جاهداً على إختيارها بعناية فائقة، ثم يعقد معها إتفاقاً يبين لها فيها حقوقها وواجباتها، ولائحته الداخلية الملزمة للجميع أمامه ومن ضمنها المحاسبة الإدارية accountability التي قد تبلغ الإيقاف عن العمل وقد تتطور حتى الفصل، وحقوق ما بعد الخدمة. وهو المتكفل بكافة مستلزمات وتكاليف هذه المؤسسة دون شريك معه. فهل يكون متعسفاً إن طبق اللائحة في حالة المخالفة والأخطاء الفنية والإدارية، وفي حالة ظهور مخاطر متنامية تهدد كيان مؤسسته تلك؟؟؟

فلو أخذنا الحرث مثلاً: وهو من الأهداف الإستراتيجية التي قام هذا المستثمر بتأسيس مؤسسته من أجلها، وهي شقان إثنان: أحدهما هو "التعفف"، والإكتفاء المشبع لإحتياجته الطبيعية والإستغناء بها عن غيرها، وقد إختار تلك الزوجة لتمتعها بخواص وجدها فيها وتوقع أن تحقق له ما يصبوا إليه، فهذا حرث لحصاد يرجوه منها، ثانيتهما: أنه أمر طبيعي أن ينشد الذرية منها فتكون البذرة منه وتكون التربة الصالحة عندها، فهذا هو الحرث الثاني والأهم، فإذا خفف الله تعالى عنهم في شهر رمضان وقال لهم (نساؤكم حرث لكم، فأتوا حريكم أنى شئتم، وقدموا لأنفسكم)، حتى لا يتحرجا في ليلة الصيام من إستغلال الوقت الذي وفره لهم بقوله: "حتى ينبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر"، وهل سيكون حرثه بدونها أم معها وبها؟ أيكون في ذلك الحرث مهانة للمرأة وتقليل لقدرها، أم هو إشباعاً لإحتياجاتها ومتطلباتها؟ أم هو سوء الفهم وظلم النفس والتمحك الفارغ؟

العقد الذي بين الزوج وزوجته ليس ورقة تكتب وتملك لكل من ألزوجين، بل هي عقد كامل مستوي الطرفين، لكل منهما الحق في فرض شروطه على الآخر "بالتساوي والندية"، بل إشترط الشرع لصحة العقد موافقة الزوجة "بذاتها"، لذا حرص الفقهاء على أن تختار المرأة من ترتضيه وكيلاً عنها وتثق فيه هي حتى لا يترك المجال لوالدها أو وليها بأن يزوجها دون رضاءها، وأن يكون مع وكيلها شاهدان ليشهدا على قبولها الزواج من ذلك الزوج أمامهما، وأنها قد إطَّلعَتْ على شروطه ووافقت عليها، وبدون تلك الموافقة يكون العقد باطلاً شرعاً ما لم تتراجع عن رفضها بإختيارها.

من هي الناشز؟:
فالناشز: هي تلك الزوجة التي أوشكت على الدخول في مرحلة التمرد على زوجها، وبدأت في عصيانه، فأصبحت الحياة الزوجية مهددة بالشرخ والتصدع، وبالتالي الإنهيار بالهجر أو الطلاق. فهل من عاقل يترك مشروع عمره ومؤسسته التي كونها بشق الأنفس تنهار أمام عينيه ولا يفعل شيئاً؟؟؟ وما قيمة العقد بين الزوجين إن لم يتضمن بنوداً لتحليل وإدارة المخاطر التي قد تنشأ في طريق مسيرته، لتسليم كيان المؤسسة بكاملها؟ وما قيمته إن لم يكن ملزماً للطرفين وهناك آلية لأخذ الحق من المتسبب في المشكلة؟ وكيف يكون الحال إذا لم يشرع الله تعالى لمثل هذا التدهور المتوقع ويضع له مستويات من الحلول حتى لا يتجرأ أحد بتحكيم هواه فيزيد الطين بلة وتضيع الحقوق وتتحول المحبة والوءام بين الأهل إلى شقاق وعداوة وضياع للأبناء والأشياء والقيم.

فإجراءات التعامل مع "النشوز" هي بنود في اللائحة الداخلية ضمن عقد التأسيس، تنفذ كعلاج دون أي نوع من التعسف أو محاولة الإذلال والمهانة، ووفقاً لمقتضيات الشرع، تماماً كما هو معمول به في أي مؤسسة مع العاملين بها (إنذار أولي، ثم توبيخ، ثم توقيع عقوبة مادية بخصم جزء من الراتب، ثم تحويل للشئون القانونية، ثم إيقاف عن العمل لمدة معينة، كل ذلك لتفادي الخطوة النهائية وهي الفصل عن العمل).
ترى كيف كان علاج الشرع للنشوز؟ وهل يوجد ما هو أرقى وأعدل وأجدى منه على الإطلاق؟ يقول تعالى في سورة النساء: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ...)، والقوام ليس بالسيد أو المالك أو المتجبر كما يظن البلهاء والجهلاء، بل القوَّامُ هو الذي يقوم على خدمة وتدبير شئون وإحتياجات "المُقَوَّمُ عليه"، وذلك بشيئين إثنين، الأول: (... بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ-;- بَعْضٍ ...), فالبعض الأول هم الرجال، والبعض الآخر هن النساء، ومن هذا التفضيل ملكات القيادة التي أودعها الله في الرجال وخصهم بها في تكوينهم الطبيعي وليس مكتسباً،، والثاني: (... وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )، إلزاماً وتكليفاً ليس تفضلاً لأنه يعتبر من مقتضيات ودواعي وتمويل القوامة، (... فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ...), فهذه هي صفات المرأة الصالحة الملتزمة بالشرع، التي شهد الله تعالى لها بها، فهن "صالحات"، "قانتات"، "حافظات للغيب بما حفظ الله"، ولكنها قد تخرج بعضهن من هذه الصفاة أو بعضها، بالتمرد والنشوز، لذا قال مستثنياً، (... وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ...)، عليكم حق القوامة بأن تحموهن من أن يخرجت من صفاتهن الحميدة تلك ويجد الشيطان فرصةً سانحةً ليلعب في رؤوسهن فيفسد حياتكم وحياتهن، لذا عليكم بالشروع فوراً في خطوات المعالجة الشرعية التي أوصاكم بها الله، لذا (... فَعِظُوهُنَّ ...)، لعل ذلك يجدي إن أدركتم الأمر قبل أن يستفحل، فإن فشلت هذه الخطوة، عليكم بالخطوة التالية (... وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ...), وهو عامل نفسيٌّ ضاغط، المرأة بطبعها لا تطيقه لأنها تشعر بأن زوجها الذي يشتهيها ويحبها قد زهد فيها وهجرها، فتكون هزة وجدانية عنيفة توفر فرصةً لها لمراجعة نفسها وإعادة تقييم الموقف بهدواء، فإن كانت من اللاتي لا يتحركن بهذه المشاعر الراقية العالية الإنسانية، وجب حينئذ رفع العيار قليلاً وهو ضربها ليس لإيذائها أو إيلامها وإنما لتحريك ملكة الكرامة والإعتزاز بالنفس، فتكون ذات تأثير بالغ خاصة وأنَّ هذه المراحل المتسلسلة فيها توفر تطويلاً فاعلاً لعنصر الزمن الذي له مفعوله الإيجابي، وعليه ليس أمامكم إلا أن تقوموا بالخطوة الأخيرة الحاسمة (... وَاضْرِبُوهُنَّ ...), وأنظروا في النتائج بوعي ومسئولية وتقييم،، (... فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ...), وأحذروا من التجاوز والتمادي أكثر من المطلوب،،، (... إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا 34).

أمَّا بدعة "بيت الطاعة" بالكيفية المذرية المهينة التي يقوم بها الجهلاء والمحبطين والمعقدين، فهذه لا يمكن أن تنسجم مع ما جاء في الآية السابقة ولا مع سنة رسول الله تعالى. بل هي همجية وسوء أدب لا يمكن أن تؤدِّي إلى إصلاح ذات البين لا في الحياة الزوجية بين الأزواج ولا في غيرها بين الناس، فإذا ظهرت أي تداعيات خطيرة في المجتمع قد تصل إلى حد الخيانة أو الجريمة فيكون ذلك السلوك مبرراً لأنه يقع في إطار الإنتقام والتشفي مع أعلى درجات الكراهية والتنافر والتدابر.

هاجس تعدد الزوجات:
مشكلتكُنَّ يا إبنتي أنكُنَّ لا تقرأنَ القرآن لترين كيف أكرمكن الله تعالى وحافظ على كافة حقوقكن وكراماتكن. إنَّ هناك تشريعات كثيرة تَقِفْنَ ضدها وتُحَارِبْنَهَا مع إنها لكم ولصالحكم أنتم حصرياً:
أولاً: إن تعدد الزوجات من أكبر مكاسب المرأة بصفة عامة، ولكن رغم ذلك تعرض للتعدد بكراهية شديدة وعدوانية ونفور غير مبرر، والملاحظ أنهن منتاقضات في هذا الموضوع تماماً، لأنهن يُرِدْنَ أكل الرأس ويخشون من العينين!!! الغريب في الأمر أن الزوجة الثانية ترضى وتسعد بهذا التعدد ولا ترى فيه غضاضة، ولكنها تعود للأنانية وكراهية التعدد ومناهضته إذا تزوج عليها الثالثة .. أليس هذا التناقض أمره محيراً؟ وهناك حقيقة أخرى،، إنَّ أيِّ إمرأة إن خيرت بين "العنوسة" وبين "نصف، أو ثلث، أو ربع زوج"، فأيهما ستختار بالله عليكم؟ أليس التعدد هو مخرجها الوحيد إن تعذر عليها الفوز بزوج خالص لها؟ وكم لدينا من ضحايا "العنوسة"، بسبب تمكين الأنانية على حساب العدل والإنصاف، بل والقسط، إذن المسألة لا تخرج من الأنانية وحب النفس في الغالب الأعم.

زواج الرجل من أكثر من إمرأة إنما هو يمثل عبئاً يثقل كاهله مادياً وإدارياً ومسئوليةً لا يستطيع كل رجل تحملها والقيام بمقتضياتها. ولكن وراء إقدام الرجل عليه تكون هناك ضرورات ومبررات كثيرة تجعله يقدم على التعدد لا ولن تفهمها المرأة وبالتالي،، وفي إطار الرفض بدون تفكير وبأنانية،، تظهر عدوانيتها وتخوفها من هذه الضرورة الطبيعية. فالرجل له معايير تختلف عَمَّا للمرأة بصفة طبيعية، والرجال يختلفون فيما بينهم في بعض الخصوصيات ويجتمعون في العموميات، وهذه إحدى المحركات لعملية التعدد، ولسنا هنا بصدد تناول هذا الموضوع الكبير، ولكن فقط أردنا أن تلتفت المرأة إلى ما هو في صالحها لتعيره نظرة إستراتيجية لمصلحتها بصفة عامة وأن لا تدع خصلة الأناية وحب التملك يطغى عليها وينحرف بمسارها الإنساني والعقلاني.
ولكن،، دعينا نستعرض معك هذه الآيات من سورة النساء الزاخرة بالكنوز المتوفرة للمرأة حتى نرى كيف كانت عناية الله بها.

معروف أن اليتامى صغار السن دون سن التكليف يُعَيَّنُ لهم وَصِيٌّ يتولى أمرهم ويدير أموالهم ويستثمرها لهم حتى يبلغوا، والإنسان أمام المال شحيح ضعيف، فإحتاط الشرع لهذه السمة الغالبة، ولعلمه أن هذا الوصي قد يطمع في مال اليتيمة وقد تعجبه بشخصها فيعمل على الزواج منها ليفوز بها وبالمال معاً، لذا حذره الله تعالى في هذه السورة فقال: (وَآتُوا اليَتَامَىٰ-;- أَمْوَالَهُمْ ...), تماماً كما هي، كاملة غير منقوصة، بل (... وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ ...)، الذي تملكونه أنتم، (... بِالطَّيِّبِ ...), من أموالهم، بل (... وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ-;- أَمْوَالِكُمْ ...), بتعمد عدم التمييز بين المالين، فهذا لا يرضاه الله تعالى، (... إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا 2).

لم يمنع الله الزواج من يتامى النساء مطلقاً، لأنه قد يكون الوصي صالحاً لليتيمة، ويكون هو مرغوبا عندها كزوج،، وفي زواجه منها مصلحة لها وفرصة سانحة لا يجوز تضييعها عليها، لذا حذر من الضعف أمام المغريات، فقال: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ-;- ...), وعلمتم عن أنفسكم أنكم ليسوا أهلاً لذلك القسط لخصل ضعف فيكم، فأبحثوا لكم أن زوجات أخرى غيرهن وأتركوهن لغيركم ممن يصلح لهن أكثر منكم، ولكن البذيل عنهنَّ: (... فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ ...), غيرهن من أثنين إلى أربعة، بدلاً من أن تظلموهن معكم، فقال: (... مَثْنَىٰ-;- وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ...), ولكن هذه الآية الكريمة في جزئيتها هذه رغم أنها حفظت اليتيمة من هذا الوصي، إلا أنها أيضاً فتحت الباب أمامه على مصراعيه للتعدد في الزوجات بعد أن حولت بصره عن تلك اليتيمة، فكان لا بد من تحذيره أيضاً من مغبة عدم القدرة على العدل بين الزوجات وبهذا تحدث كارثة أخرى لا تقل خطراً على النساء فقال محذراً: (... فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ...), إذن عدم القدرة على العدل بين الزوجات يسقط الحق في التعدد مطلقاً بل عليه أن يكتفي بواحدة فقط، فإن كانت الواحدة غير كافية له وهذا وارد ولا غضاضة فيه، فهناك خطر آخر على النساء والمجتمع، وهو قد يضعف فيقع في جريمة الزنا، لذا كان المخرج الوحيد له هو ملك اليمين، لذا قال: (... أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ...), وملك اليمين أيضا ستكون لها في سيدها مصلحة كبيرة، لأنه أولاً يشبع لها إحتياجاتها الطبيعية ويعفها، وثانياً يوفر لها فرصة العتق إن جاءت له بالولد منها، كل هذا التقييد لمصلحتكم ولمصلحة النساء بالدرجة الأولى، فقال: (... ذَٰ-;-لِكَ أَدْنَىٰ-;- أَلَّا تَعُولُوا 3)، فتضيق بكم الحال ويشتد فقركم.

ثم قال تعالى متعقباً حقوق النساء بياناً ومطالبةً ووضع ضمانات لصيانتها، قال: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ...), فلا يحل لأحد أن يأكل صداق إمرأة بغير إذنها ورضاءها، (... فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا ...), وسمحن لكم بشي منه دون إكراه أو إحراج أو مساومة،، فلا شيء عليكم في ذلك (... فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا 4).

بعد أن حذر الوصي من مغبة الطمع في اليتامى أو في أموالهم ووضع أمامه كل الخيارات حتى يصرفه عنهن، عاد هنا مرة أخرى ليشرع لها كيف تدار مصالحها ومتى تسترد أموالها وكيف، فقال: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ-;- ...), لمعرفة درجة وعيهن وما إذا كن قد بلغن سن الرشد أم لا، (... حَتَّىٰ-;- إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ ...)، فحلم الصبي وصارت الفتاة تحيض إيذاناً ببلوغهما النكاح، فإختبروهم من جانب آخر هو الرشد لأن عدم الرشد لا يسقط الوصاية حتى مع حلم الصبي و حيض الفتاة، (... فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا ...), يكونوا قد إستنفذوا الشروط اللازمة لفك الوصاية (... فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ...), ولكن قبل ذلك الموعد، وأثناء إدارتكم لأموالهم حافظوا لهم عليها ولا تضيعوها أو تُبَذِّرُوا فيها، بل (... وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ...), ومع ذلك لم يغفل الشرع عن حال الوصي وظروفه المادية التي قد تتراوح ما بين الفقر والعوز وبين الغنى، فهذه الحالة لا بد من أخذها في الإعتبار والتشريع لها ووضع ضوابط معتدلة لا إفراط فيها ولا تفريط، فقال: (... وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ...), ولا يأخذ من مال اليتيم شيئاً، (... وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ...), على قدر الحاجة وفي أضيق نطاق، إلى أن يبلغوا النكاح الذي يوجب الدفع لهم وإنتهاء الوصاية: (... فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ...), حتى لا يقع الخلاف بينكم وبينهم فيما بعد بالتخوين, وعليكم بتقوى الله تعالى (... وَكَفَىٰ-;- بِاللَّهِ حَسِيبًا 6).

ثم يأتي إلى نقطة حساسة جداً ومفصلية فيما يتعلق بالتشريع للنساء وتولي رعاية مصالحهن المادية والمعنوية من الله مباشرة، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...), إن كنتم قد آمنتم حقاً، إعلموا أنه: (... لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ...), بطريقة وبصورة مباشرة، (... وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ ...)، تحايلاً للوصول لنفس النتيجة، هي (... لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ ...), إن لم يكن عليهن إستحقاقات لكم، (... إِلَّا أَن يَأْتِينَ وبِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ...), وليست مجرد شك أو توجس لا أساس له من صحة مؤكدة، مع ذلك الأفضل لكم الصبر عليهن، (... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ...), وهذا فيه خير كثير لكم، ولكن لكم الخيار، (... فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ-;- أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا 19)، وهذا تحفيز واضح لخيار المعاشرة بالمعروف بدل الكراهية. ولكن قد لا تستطيعوا تحمل معاشرتهن وتوغل كرههن في قلوبكم، فهذا من حقكم، فقال: (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ ...), بالزواج من غيرهن، (... وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا ...), عند خطبتهن للزواج، وقد يكون من ذهب أو عروض تجارة،،، ومهما كان نوع ما أعطيتموه لهن، فلا حق لكم في إسترداد شيء منه إطلاقاً، (... فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ...), بالأمر الواجب النفاذ، وقد صاحب هذا الأمر إستنكاراً وإستهجانا، قال: (... أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا 20)؟ ما أغرب وأنكر هذا الأخذ الظالم!!! (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ...)؟؟ أيعقل هذا وتستسيغه نفوسكم؟ أنسيتم ما كان بينكم من عشرة زوجية معهن؟ (... وَقَدْ أَفْضَىٰ-;- بَعْضُكُمْ إِلَىٰ-;- بَعْضٍ ...), بإطمئنان وثقة وأمل فيكم، (... وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا 21)؟؟

هل الآن أدركتِ أن في ضعفك قوةً تفوق قوة الرجل أضعافاً مضعفةً، فكما رأيت، في هذه الآيات القليلة كيف أن الله تعالى هو بذاته الذي ينتزع لك حقوقك كاملة بأكثر مما في تصورك، ولم يترك له حجة أو وسيلةً ينفذ من خلالها إلى شيء منك حتى عند الضعف الكامل "يتماً وصغر سن" وغياب قدرة ووعي لهذه الحقوق وإحصاءها ومحاسبة الوصي بها. فمثنى وثلاث ورباع هي آلية لصرف بصر الوصي عن اليتيمة حفاظاً لها من الطمع والإستغلال.

فلنذهب إلى منظمات حقوق الإنسات المزعومة التي أضاعت الإنسان وحقوقه وحقوق الله قبله، هل تستطيع أن تحصل لك مثل هذه الحقوق وتضمن لك إستلامها "مستثمرةً" ومصانةً عند القدرة على إدارتها والإستفادة منها؟ وليتك تقارنين بنود حقوق المرأة والطفل عندهم وتقارنيها بحقوقهم الحقيقية التي وضع لها كل الضمانات الكافية للحفاظ عليها والأوهم من كل ذلك انه وضع لها رقابة ذاتية لا تقدر أن منظمة من فرضها وإلزام الناس بها هي (الضمير، ومخافة الله، إعطاء الحق عن حب وقناعة ورضى بإعتباره عبادة لله تعالى).

إستمراراً في الحفاظ على المرأة بعيداً عن إستغلال الرجل ضعيف النفس والإيمان والنخوة لها، بعد أن رأينا كيف صان الله تعالى حقوقها المباشرة مع الرجل وعلاقتها به،، زوجةً كانت أو متعددةً أو "يتيمةً" صغيرةً ضعيفة، موصى عليها،،، الخ بقي أن نرى كيف ستكون صيانتها وتحصينها وحفظ حقوقها من البعيد عنها حتى لمجرد إيذائها بالنظر أو اللمس أو بالألفاظ البذيئة الجارحة،،، الخ. لتعرفين وتعرف النساء أن الله تعالى قد أوفى لها الكيل وجعلها بضعفها أقوى من الملوك والسلاطين، لأن الله معها وهو أقوى من الكل.

كما قلنا في السابق، فإن الجهل آفة الآفات، والسفه والتمحك واللجاجة مصيبة المصائب، ومن وصف بهذه الصفات يكون دائماً ضاراً لنفسه أولاً ومضراً لغيره دون أن يدري كيف يفرق بين الأضداد، كما قال البعض: إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم. أنا بالطبع لا أعنيك أنت تحديداً، ولكنني أعني كل الذين شوهوا الحقائق بجهلهم وبخداع الناس بأنهم علماء أجلاء وعارفين. فلنذهب معاً في سياحة قصيرة على ضفاف نهر "سورة النور"، لنرى كيف فهم الناس أنَّهَا حولت المرأة إلى مومياء كما تقولين!!! هلم إذن إلى هناك:

فرية الحجاب واللغط حوله:
قال الله تعالى مخاطباً نبيه الكريم، بأن يقل للمؤمنين "تحديداً"، وليس لكل الرجال كما يروج السفهاء الفاسقون، فقط قل للمومنين، صفوة البشر، وليس لكل من هب ودب، قل لهم، كيف يكون الطريق إلى الطهر والعفة التي ينشدونها ويبحثون عنها فقال سبحانه وتعالى في ذلك: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ ...), إن أرادوا العفة والطهر حقاً: (... يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ...), فلا يتتبعون عورات النساء بالنظر إلى مفاتنهن ما ظهر منها وما خفي، بل (... وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ...), وأن لا يجرهم بصرهم وحواسهم للوقوع في الحرام فيهلكون، (... ذَٰ-;-لِكَ أَزْكَىٰ-;- لَهُمْ ...), لأن كل فعل يقع منهم إنتهاكا لهذا الحظر سيكون محسوباً عليهم، (... إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30). إذن،، بالله عليكِ، قولي لنا بإنصاف: من المقصود بالحماية هنا؟ هل الرجل أم المرأة؟ وقد حذره حتى لا يستغل ضعفها للنيل منها ولو بالنظر إلى مفاتنها "خلسةً" بغير وجه حق وهي لا تملك أن تصد نظر الناظرين وطمع الطامعين خاصة إذا كانت ذات حسن ومال وجاه وحظوة؟ إذن أول خطوة هي تأمينها من خطر الرجل وقد خاطب المؤمن ليحرك فيه الرقابة الذاتية التي لا يقوى غيرها على كبح جماح الشهوة والإنجذاب بين الجنسين وهو إنجذاب فطري صعب مقاومته دون رادع يوازي قوته ويزيد عنها درجةً.

ثم جاء دور المرأة ليس كل النساء، بل "المؤمنات منهنَّ فقد،، تحديداً"، لأنهن الوحيدات اللاتي تُهِمَّهُنَّ العفة ويُؤذيهُنَّ النظرة الحرام وإسترقاقه وإختلاسه إلى ما ظهر من مفاتنهن "تلصُصَاً" وتتبعاً دون أن يقصدن أو يُردن، فتمتلئ قلوبهن غيظاً من هذا المتطفل اللئيم، أما التي لا يهمها ذلك ولا يجرح شعورها أو كرامتها أو التي يسعدها أن تبرز المفاتن وتتنازل عن العفة لمن أرادها فهي تعتبر خارج نطاق وتمييز هذه الآية. لذا قال الله تعالى لنبيه الكريم: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ ...), تحديداً، أنَّ العفة التي يردنها والعصمة التي ينشدنها سيكفلها الله لهن، فقط عليهن أن (... يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ...), فلا ينظرن إلى ما تكبره النساء في الرجال، حتى لا يقعن في الفتنة ويضعفن فيتدخل الشيطان اللعين ويقرب البعيد ويحرك الكوامن، (... وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ...), فلا يسمحن لأحد أياً كان أن يدنوَ منهن إلا بالحق، ولكن ماذا يفعلن لصد أعين الطامعين والمتلصصين إلى مفاتنهن من الرجال غير المؤمنين، الذين إنْ لَمْ يَرَوا شيئاً من مفاتن أجسادهن شدَّتْهُ الزينة إلى ما وراءها بخياله وتصوره وتفكره ، قال في ذلك: (... وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ...), كالخواتم على الأصابع مثلاً، والخضاب على الكفين والقدمين، وطلاء الأظافر،، أما العنق والصدر فالعين سباقة إليها من أولئك المتلصصين الفاجرين المفتونين، فلابد من غطاءهما، لذا: (... وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ-;- جُيُوبِهِنَّ ...), أما الزينة الداخلية مثل الأساور والأقراط وشعر الرأس وحلي السوق والأقدام والملابس المزينة الجذابة،، كلها يجب أن لا تصل إليها عين آثمة بل يحفظنها لمن هو أهل لها وهو الزوج أو المحارم الذين يحرم عليهم الزواج منها، قال في ذلك: (... وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ...), مطلقاً، (... إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ...), وحتى الذين يتواجدون حولها عن قرب وليس منهم خطر عليها، (... أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ...), لأنهم محارمها (... أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ...), هم أيضاً محارم لها (... أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ ...), هم كذلك، (... أَوْ نِسَائِهِنَّ ...), فلا خطر عليهن منهن، (... أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ...), (... أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ ...) الكبار الطاعنين في السن فأصبحوا لا غرض لهم أو حاجة في النساء، (... أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ-;- عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ...), ليس ذلك فحسب، بل هناك تحذير مهم وهو خطر تفكر الطامعين وخيالهم لما يصدره صوت الزينة المخفية تحت الأغطية كصوت الخلاخل والمصاغات التي تنبيء عن جمال ما هي عليه ببسوق وبدن المرأة، لذا قال: (... وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ...), خلاصة هذا القول من الله تعالى إلى المؤمنين والمؤمنات فقط، منذ البداية، ومن البديهي أن ينتهي القول لهم فقط كما بدأ فيقول سبحانه وتعالى مذكرا المؤمنين والمؤمنات الوعد والوعيد الذي ينتظرهم، قال: (... وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 31).

اللاتي طلبن وسعين للستر والعفة قد تفضل الله به عليهن فقال لرسوله يبلغهن الآلية لذلك حتى بلغ قوله تعالى في تفضله بنصحهن (... وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ-;- جُيُوبِهِنَّ ...), ففعلن ذلك ويفعلنه حتى الآن عن طيب خاطر وإعتزاز بعناية الله تعالى بهن، بل (وهُنَّ يَلْعَنَّ شياطين ودُعَاةِ حُقُوْقِ المَرْأةِ الذين يريدونها أن تستوي بهم وهي أرفع من المشتري بينما هم رتقاٌ بقاع المحيط). فما الذي يغضب الأخريات اللآئي إرتضين أن يَكُنَّ في مصاف مِلْكَ اليَمِيْنِ فإستغنى الله عنهن وتركهن لإختيارهن الذي إرتضينه لأنفسهن خالدات إلى الأرض بإختيارهن،، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

لقد لاحظتُ أنَّكِ ومن حديثك وتلميحاتك - والله أعلم – أن غايته الأساسية هي إنتقاد الإسلام ليس لمآخذ فيه ولكن تحيزاً وإنتصاراً لمفاهيم مغلوطةٍ ومُجَمَّعَةٍ من كل حدب وصوب، وأنت تتبنين أفكاراً عدائية ممجوجة قد ملَّ أصحابها من ترويجها لثبوت عدم جدواها، فتجاوزوها للسباب العلني والقذف المباشر لعلهم يجدوا فيه شافياً لما في الصدور من غل، ولكن هيهات، إذ أن هذا الغل جزءاً لا يتجزأ من عقاب الله تعالى لهم بالشقاء والغبن والغيظ. فأنت قد أدخلت نفسك في هذه الدائرة السوداء دون معرفة بالحقائق والمصادر فإختلطت عندك الأمور وتشعبت لدرجة أنك لم تكترثي بتسلسل الأحداث وروابط المواضيع وأنت مطمئنة إلى أنك في الإتجاه الصحيح ما دام أن الخصم هو الإسلام الذي على ما يبدوا تجهلين عنه كل شيء، ومع ذلك تحملين عليه كل هذه الحملة الشعواء دون مبرر. فتتهمينه بما في خصومه وتنزهين خصومه بما ترمينه به، أرجوا صادقاً أن يكون ذلك جهلاً حتى لا تدخلي في دائرتهم الحمراء.
وللتعليق بقية سنتطرق لها في الجزء الثاني - بعنوان (ما هي حقيقة حد الزنا الشرعي في الأديان؟).
تحية طيبة للقراء الكرام.



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الثاني:


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول: