أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 19:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فواتح السور (الحروف المقطعة)، آيات الله البينات المحكمات I:

يقول الله تعالى سورة آل عمران: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ - مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ - « هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ » وَ « أُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ » ..... فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ « فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ » - وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا « اللَّهُ » وَ « الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » - يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا - وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ 7). صدق الله العظيم.

(I): تصحيح المفاهيم الخاطئة عن اللغة العربية:

إعتاد الناس أن يصفوا اللغة العربية بأنها مكونة من ثمانية وعشرين حرفاً هجائياً،، والبعض يقول بأنها تسعة وعشرين حرفاً بإعتبار الهمزة حرف غير الألف. ثم يتباهى آخرون بأن اللغة العربية أكثر ثراءاً لأنها تزيد عن الحروف الهجائية في اللغات الأعجمية كالإنجليزية مثلاً بحرفين أو ثلاثة على أكبر تقدير. فهل هؤلاء وأولئك أنصفوا هذه اللغة الواسعة الشاسعة الفضفاضة؟؟؟

فالعبرية بها 22 حرف هجائي هي (أبجد هوز ...)، واللغة الإنجليزية بها 26 حرفاً (A-Z)، ولكنها كمخارج أقل من ذلك،، أما العربية فهي 28 بابا وليس حرف هجائي، لأن الحروف الهجائية أكثر من ذلك بكثير جداً.

أولاً: الغة العربية لها ثمانية وعشرين باباً كل باب به أكثر من أربعة عشر صوتاً phonetics، هذا إذا لم نأخذ في إعتبارنا ضوابط التجويد والتلاوة. فالحرف له إسم وباب، فإسم الحرف هو بابه كما سنوضع ذلك لاحقاً. ولكن قبل ذلك نذكر الناس بأن الحرف يمكن أن يكون إسماً أو فعلاً أو حرفاً. ويمكن لكلمة واحدة أن تكون جملة من فعل وفاعل ومفعول مثل "يبيعونه، يقايضونها ..."، وفي نفس الوقت تعمل بموقعها في الجملة عملاً إضافياً كأن تكون صفة إذا جاءت بعد نكرة، أو تكون حالاً إذا جاءت بعد معرفة، أو تكون خبراً لمبتدأ أو لأحد النواسخ... الخ.

ثانياً: أبواب الحروف وأسماءها هي:
فباب "أ"، إسمه "باب الألف"، ويحتوي على أصل الحرف الذي إسمه "ألف"، ويتضمن مجموعة من الأصوات المشتقة منه التي قد تزيد عن اربعة عشر صوتاً phonetics,
وباب "ب"، إسمه "باب الباء"، ويحتوي على أصل الحرف الذي إسمه "باء" ويتضمن مجموعة من الأصوات المشتقة منه والتي تزيد عن أربعة عشر صوتاً. وكذلك الحال مع باقي الحروف الأخرى.

فلو أخذنا مثلاً باب الألف نلاحظ التالي:
باب "ألف": يتضمن:
1. «إسم الحرف = ألِفْ» -
2. صوت ساكن: « اْ = قراْ » -
3. صوت مفتوح: « أَ = قَرَأَ » -
4. صوت مكسور: «إِ = إِقراْ » -
5. صوت مضموم: «أُ = أُلَىْ » -
6. صوت ممدود بالفتح: «آ = آمِيْنُ » -
7. صوت ممدود بالكسر: «اِيْ = اِيْلَاْفِ » -
8. صوت ممدود بالضم: «اُوْ = اُوْلِيْتُ » -
9. صوت مضعف مفتوح: «اَّ = يَاَّسَ » -
10. صوت مضعف مكسور: «اِّ = يَاِّسِيْهِ » -
11. صوت مضعف مضموم: «اُّ = تَياُّسٌ » -
12. صوت منون مفتوح: «اً = رِضَاً » -
13. صوت منون مكسور: «اٍ = ثَنَاءٍ » -
14. صوت منون مضموم: «اٌ = هُدُوْءٌ ».

أيضاً باب "لآمْ": يتضمن «إسم الحرف = لآمْ» - « لْ = قُلْ » - « لَ = لَعِبَ » - «لِ = عَلِمَ » «لُ = لُدِغَ » «لَاْ = حَلَاْلٌ » - «لِيْ = قَلِيْلُ » - «لُوْ = خُلُوْدٌ » - «لَّ = قَلَّ » - «لِّ = عُلِّمَ » - «لُّ = كُلُّهَاْ » - «لً = قولاً » - «لٍ = قَلِيْلٍ » - «لٌ = طَوْلٌ »

وكذلك الحال مع باب "مِيْم": يتضمن «إسم الحرف = مِيْمْ» - « مْ = قُمْ » - « مَ = مَضَىْ » - «مِ = طَمِعَ » «مُ = مُعِزُّ » «مَاْ = خِمَاْرُ » - «مِيْ = حَمِيْدٌ » - «مُوْ = مُوْسَىْ » - « مَّ = أمَّرَ » - «مِّ = أُمِّكَ » - «مُّ = أمُّهَاْ » - «مً = قَوْمَاً » - «مٍ = حِلْمٍ » - «مٌ = ظُلْمٌ ».

مما تقدم نجد أن الآية (الم – البقرة)، تتكون من أسماء الحروف ("ألِفْ" – "لَاْمْ" – "مِيْمْ") فقط، وليس من بينها أي صوت،، فإذا قارناها بكلمة بنفس الرسم والتكوين من قوله تعالى "ألم نشرح لك صدرك"، نجد كلمة "الم"، في هذه المرة مكونة من ثلاث أصوات وليس من بينها أسماء حروف هي "أَ" – "لَ" – "مْ"، فهذه معلوم أنها كلمة مركبة من همزة الإستفهام "أَ"، وحرف نفي وجزم وقلب زمن المضارع للماضي "لَمْ"، لذلك فإن (ألم – البقرة)، أو مثيلاتها الخمس من فواتح بعض السور لا يمكن أن تكون حروفاً بأي حال من الأحوال، كما إنها لا يمكن أن تكون كلمات للآتي:

1. لا تدل على مسمى، لأنها لا تقبل علامات الإسم (الخفض، والتنوين، ودخول أل التعريفية، والإضافة، والنداء),
2. ليست فعلاً،، لأنها لا تدل على حدوث شيء في زمن ماض أو حاضر أو مستقبل، ولا تدل على الطلب،
3. ليست من بين الكلمات التي تسمى عند النحويين (حروفاً) التي ليست هي أسماء ولا أفعال ولا يظهر معناها إلَّا مع غيرها.

ولكن الأمر يختلف بعض الشي فيما يلي:
1. فمع الآية الكريمة "الر"، لأن بعضها أسماء حروف والبعض الآخر أصوات حروف، تحليلها هكذا: ("ألِفْ" – "لَاْمْ" – "رَ")،
2. وكذلك الآية (طسم) تتكون من صوت واحد وحرفان، وتحليلها ("طَ" – "سِيْنْ" – "مِيْمْ").
3. ومع الآية الكريمة (كهيعص)، لأن بعضها أسماء حروف وبعضها الآخر أصوات - حروف، فإذا حللناها نجدها هكذا: ("كَافْ" – "هَ" – "يَ" – "عِيْنْ" – "صَاْدْ").
4. ونجد أن الآيات الكريمات (طس، وحم، ويس) تتكون كل واحدة منها من صوت وحرف، وتحليلها هكذا: (طس = "طَ" – "سِيْنْ"), و (حم = "حَ" – "مِيْمْ"), و (يس = "يَ" – "سِيْنْ").
5. أما (حم عسق)، فهي تتكون من صوت واحد وأربعة حروف، تحليلها هكذا: ("حَ" – "مِيْمْ" – "عِيْنْ" – "سِيْنْ" – "قَاْفْ").
6. أما الآيات (ق، ن، ص)، فهذه كلها حروف ولا أصوات بينها،، وتحليلها هكذا: ("قَافْ" و "نُوْنْ" و "صَادْ").


(II): الحروف المقطعة في القرآن الكريم:
إجتهد الناس كثيراً في سبر غور هذه الحروف المقطعة في القرآن الكريم ، وحاولوا محاولات عديدة ولكن للأسف كانت هناك خصلة التخوف من التعمق في البحث فيها والوصول إلى ما تشير إليه رغم أن الله سبحانه وتعالى عن هذا القرآن قال: (قرآناً عربيا غير ذي عوج) وقال لهم تعالى إنه: (بلسان عربي مبين) وغيرها من الآيات الصريحة التي تصرف العقل تماماً عن الشطحات العلمية والإفتراضات الإجتهادية لِلَيِّ عُنُقِ الحقيقة للوصول إلى ما يوهم بأن هذه قيمة مَعْرِفِيَّة إضافيَّةَ توصل إلى مراد الله تعالى من هذه الآيات البينات النيرات المضيئات.

فالبعض حاول عَدَّ هذه الحروف للوصول إلى رقم ما آملاً بذلك أن يقوده إلى كشف سر هذه الحروف ولكنه وجد نفسه أمام معضلة، بل معضلات جديدة أبعدته كثيراً عن غايته.
وآخرون أوصلهم إجتهادهم ومحاولاتهم إلى النهج التالي:
1. تجميع هذه الحروف "كلها" معاً ، ثم
2. ترشيحها لإبعاد المتكرر منها فحصل على الأحرف (ا ح ر س ص ط ع ق ك ل م ن هـ ي) ،
3. ثم، قاموا بإعادة ترتيبها في أكثر من محاولة بحيث تعطيهم مجتمعة كلمات وجمل ذات معنى مقبولة صياغته إليهم، فأستطاعوا تكوين جملتين منها هما، وأضاف آخر جملة إضافية إليها، كما يلي:
• نَصٌّ حَكِيْمٌ قَاْطِعٌ لّهُ سِرٌّ ، أو
• نَصٌّ حَاْكِمٌ قَطْعِيٌّ لَهُ سِرٌّ ، أو
• صله سحيراً من قطعك ،

فخرجوا على الناس بهذا الإنجاز الإفتراضي ليزيدوهم "دون قصد منهم" بعداً شاسعاً واسعاً عن الحقيقة البينة، ولا يدري أنه قد أخرج آيات الكتاب الحكيم ومنهج دراسته وتدبر آياته ذات "الأحرف المتقطعة" العالية البيان، إلى منهج تسلية "الكلمات المتقاطعة" التي يجتهد لاعبها للبحث عن كلمات يستطيع بها تعبئة المربعات الفارغة ليصل في النهاية إلى كلام فارغ وجمل جوفاء لا فائدة منها ولا طائل.

ويرى ثالث أن هذه الحروف المقطعة إنما هي وجه من أوجه إعجاز القرآن ولا يعلم معناها أو دلالتها « إلا الله تبارك وتعالى ». فلا يدري هذا أنه قد قفل بذلك الباب نهائياً أمام المجتهد والمتدبر للوصول إلى ما أراده الله « لنا أو لغيرنا » معرفته من هذه الحروف المقطعة التي ترمز حقيقة إلى قدرة الله المعجزة ورحمته وفضله وتحديه للكافرين وتوجيه أنظار الناس إلى آياته الكونية التي قد شهدت له بالوحدانية وطلاقة القدرة والهيمنة والقَيُّومِيَّةِ. وهو لا يدري أنَّ هذه الحروف المقطعة إنما هي بمثابة "تشفير" معجز، يتضمن الدليل القطعي المفحم على أن صاحب هذا القرآن هو الذي فطر السموات والأرض، فكانت كل واحدة منها تشهد للكتاب وبعضها يشهد لعدد من الأنبياء والرسل بالبراءة والتنزه عن كل الصفاة المجحفة التي وصفها بها الضالون من أهل الكتاب فكانت تبرأة لهم من قولهم مثل "طس"، و "طه"، وهناك أخرى تشهد بأن النبي محمد هو من المرسلين، مثل "يس"،،، التي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك في أن النبي محمد هو من المرسلين بدليل كل من الشمس والقمر وأهم خواصهما، وهذا ما سنتطرق له في حينه بإذن الله تعالى.

قال أحدهم: (اختلف علماء دراسة القرآن "تفسير مفرداته" في معناها والأرجح فيها "حسب رأيهم" أنه لا يعلم معناها إلا الله سبحانه وتعالى، بل قال، ولا يجوز أن يبت في معناها إلا بدليلٍ واضح، ولكنها من آيات الله سبحانه وتعالى الدالة على أن هذا القرآن العظيم المعجز الذي هو كتاب الله مركب من هذه الأحرف التي جعلها الله فواتح لبعض ألسور ليدل عباده على أن هذا الكلام العظيم بهذه الحروف فيه الدلالة على كل خير، والدعوة إلى كل خير والتحذير من كل شر، وهي من الحروف المعتادة التي ينطق بها الناس، والله تكلم بها سبحانه وتعالى. وكلامه لا يشابهه كلام غيره وهو أفضل الكلام وأصدق الكلام ..... « إنتهى كلامه »).

ولكن لنا هنا تعليقاً بسيطاً على هذا القول الذي فيه قدر من الحقيقة ولكنه زاد من الإفتراضات والغموض أكثر فأكثر فأدخل القاريء في عموميات لا توصل إلى الحقيقة الكاملة. فإذا كان المقصود من هذه "الحروف المقطعة" دليل على أن القرآن مركب من الحروف الأبجدية التي يتحدث بها العرب وهم أهل البلاغة والفصاحة، إذن لماذا إكتفى الله تعالى بنصف هذه الحروف وهي (ا ح ر س ص ط ع ق ك ل م ن هـ ي) وجعلها آيات تتصدر السور ولم يجعل باقي الحروف (ب ت ث ج خ د ذ ز ش ض ظ غ ف و) آيات مثلها؟ ، فهل هذا منطق مقبول، ومقنع؟

إذاً,، هذه الآراء أبعد ما تكون عن الحقيقة وهي أيضاً توصد الباب نهائياً أمام تدبر هذه الآيات البينات التي تعتبر من أهم الشواهد والأدوات التي تشهد وتؤكد بصورة جازمة صدق القرآن ومن نزل عليه وأنزل إليه وتشهد "بتحدٍ" قائم إلى يوم القيامة بأن هذا القرآن:
• مُنَزَّلٌ من عند الله خالق كل شيء بشهادة ﴿-;-ألم ...﴾-;-،
• وأنه ليس بمفترىً بل من لدن الحكيم الخبير، وها هو ذا قد إدخر بيان آياته البينات المفصلات لأكثر من اربعة عشر قرناً من الزمان وعلماء المسلمين وأعداء الإسلام أضناهم الوصول إلى سرها على الرغم من حرص جميع الأطراف على ذلك، وقد بذل في سبيله الكثير والكثير والمثير،، ولكنه يقول لهم (لم آذن لكم بعد)، بل ويؤكد "بتحدٍ" أنه لا يمكن أن يُفْتَرَىْ، ومن لم يصدق ذلك عليه أن يأتِ بسورة واحدة من مثله وليدعوا من استطاع من دون الله تعالى بشهادة وتأكيد ﴿-;-حم عسق ...﴾-;-،
• وأنَّ عظمة الله وهيبته لا يقوى مخلوق على الصمود أمامها حتى موسى "كليم الله" لم يستطع تحمل ما حدث للجبل من خشية الله تعالى الذي جعلته دكاً، فما كان من موسى إلا أن "خر صعقاً" بشهادة ودليل ﴿-;-ألمص﴾-;-،
• وبالكيفية التي استجاب بها الله تعالى ليوسف عليه السلام وكيف أخرجه من ورطة لا قبل له بها ولا حيلة حين حوصر من قبل إمرأة العزيز ونساء المدينة، فكانت غايتهن منه فوق طاقة البشر للصمود أمامها طويلاً، فنجاه الله منها بسلام بشهادة وإحكام ﴿-;-ألر...﴾-;- أيضاً،
• وأن الله تعالى ذو مغفرة للناس على ظلمهم وكيف أنه شديد العقاب، ذلك ببيان وشهادة ﴿-;-ألمر...﴾-;-،
• وأن رحمة ربك بعبده زكريا عليه السلام كانت معجزة، وكيف حقق له الله تعالى المستحيل وزاده عليه أضعافاً، وكيف خلق الله تعالى عيسى عليه السلام بدون أب من عذراء بتول إستجابةً لدعوة إمها "إمرأة عمران" وكيف زادها على ما طلبت أضعافاً مضعفة، ذلك كله ببيان وشهادة وإحكام آيته البينة ﴿-;-كهيعص﴾-;-،

وغير ذلك من إعجاز وبيان تلك "الحروف المقطعة" التي استحقت بفضلها ومدلولاتها أن تتصدر السور واستحقت لما لها من أهداف كبيرة أن يرمز بها الله تعالى "تشفيراً"، ويلفت نظر عباده إليها ليصلوا إلى غايته ومراده منها عن طريق "التدبر" فالتدبر ثم التدبر.

أليست هذه الحروف دليل قاطع على إعجاز هذا القرآن الكريم الذي ظل علماء المسلمين بكل درجاتهم العالية والمتفاوتة من الذكاء والعلم والتفقه في الدين بصفة عامة وفي القرآن بصفة خاصة، ومساعيهم الصادقة ومحاولاتهم أفراداً وجماعاتٍ وأمم المقدرة للوصول إلى ما أراده الله تعالى من هذه الحروف؟ ولكن يتراجع علم الإنسان "كما هو الحال دائماً" أمام علم الله تعالى وسيظل كذلك إلى ما شاء الله تعالى.

أليس هذا هو التحدي الحقيقي أن يظل العلماء خمسة عشر قرناً وهم يبحثون بشراهة وشوق وإجتهاد عن مراده سبحانه وتعالى من هذه الحروف المقطعة رغم أنها غاية في الوضوح وقطعية البيان والدلالة؟

المعروف أن للحروف المقطعة هدف محدد هو قلب وذروة سنام السورة التي بدأت بها، وهي موجودة في أية أو أكثر بداخل تلك السورة، لذلك يشار إليها "ترميزاً" في مطلع السورة من حروفها وكلماتها، ثم تتتابع الآيات قبلها تمهيداً وإعداداً وتهيئة لمدلولاتها العظيمة والخطيرة، وبدون ذلك قطعاً لن تصل إلى كامل مدلولها ومراميها التي ترتكز عليها السورة بكاملها. أما الآيات التي تليها إلى آخر السورة هي تكملة للبناء كله على ذلك الأساس وبذات النسق السامق المعجز الذي وضع في صدر السورة الكريمة.

والحروف المقطعة كما قلنا، قد أثارت اهتمام العلماء الدارسين للقرآن، المفسرين لمفرداته قديمًا وحديثًا وقيلت فيها أقوال شتى، وكتبت فيها آراء مختلفة. فقد أُفتُتِحتْ تسعةُ وعشرون سورةً من سور هذا القرآن الكريم بهذه الحروف المقطعة مثل "الم" و "ألر" و "كهيعص" ،،، وقد وُجِدَ أنَّ كل هذه السور مّكِّيَّة ، ماعدا اثنتين منها، كانتا مدنيتين. وقد أختلفت الروايات في سورة الرعد إن كانت مكية أم مدنية. ولكن مكيتها ومدنيتها ليست هي الأساس فيها.

ويدور اختلاف العلماء في هذه الحروف المقطعة على محورين أساسيين هما:
1. أنه يعتبر علم مستور استأثر الله به نفسه،
2. أن المراد منها معلوم، وقد ذكروا فيه أكثر من عشرين وجهًا، بعضها بعيد من الواقع، وآخر قريب منه بعض الشيء،
بالإضافة إلى ذلك، لم يرد شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاني هذه الحروف، أو اي حديث حولها أو عنها.

لنا تعليق بسيط هنا:

أولاً: من قال عن الحروف المقطعة (علم مستور إستأثر الله به نفسه)، إنما يناقض نفسه بنفسه، فهو يخلط الأوراق، لأنه أخذ كلمة علم على إطلاقها دون تمييز ما بين علم الإنسان وعلم الله تعالى،، لذا:
1. فما أوحاه الله لخلقه يصبح من العلم القليل الذي آتاه الله للإنسان (وما أوتيتم من العلم إلَّا قليلاً), فكيف يؤتيه الله ويوحيه لخلقه ولعباده ليعلمهم بمرده ثم يحجبه عنهم ويستأثر به لنفسه؟
2. كلمة "مستور" تتناقض مع عبارة "إستأثر به نفسه"، فهو علم مستور،، فهذه مقبولة ومنسجمة مع روح القرآن الكريم الذي يتضمن التنزيل الكامل الشامل للإنس والجن إلى يوم القيامة، فكل جيل يأخذ منه إحتياجاته ويؤمن بصدق ما لم يفهمه ولم يدخل ضمن إحتياجاته وضرورات حياته ودينه ومقتضياتهما،
3. إنَّ ورود أكثر من عشرين وجهاً في محاولات العلماء والمجتهدين لمعرفة أو كشف سرها، لدليل مادي على أن فكرة "إستئثار الله به نفسه"، غير مقبولة لكل الذين أوجدوا تلك الأوجه، والتصريح من كثير من العلماء بأن السعي متواصل في هذا الصدد. ولعل هذا من أوجه الإعجاز بأن يضع الأمر بيناً واضحاً مفصلاً أمام أعين الناس ذوي العلم الغزير والتخصص دون أن يوصلهم إلى حقيقته إلَّا بمراده، ليريهم أنه شديد المحال. وأنه لن يستطيع أحد أن يبلغ مبلغاً لم يأذن به الله تعالى، وإن أذن، لن يقف في طريقه شيء قط.

إنشغل الناس والعلماء كثيراً بالبحث عن قشة يتعلقون بها للوصول إلى سر هذه الحروف المقطعة ، فإنشغلوا بظواهرها كحروف هجائية، فمن ضمن محاولاتهم ما يلي:
1. قاموا بإحصاء حروف كل الآيات ذات الحروف المقطعة، من حيث العدد فوجدوها سبعة وثمانون، (87) حرفا،
2. ثم قاموا بإبعاد المتكرر منها ، فصارت عندهم أربعة عشر حرفا من الحروف الهجائية التي يبلغ تعدادها 28 حرفاً، ويرى بعضهم أنها 29 حرفاً هي (أ ح ر س ص ط ع ق ك ل م ن هـ ي)،
3. قام بعضهم بترتيب تلك الحروف الأربعة عشر ليُكَوِّنَ منها جملة مفيدة عسى أن يصل بها إلى شيء يكشف سرها، فوصل إلى جملة تقول (نص حكيم قاطع له سر)، أو (نص حكيم له سر قاطع)، ولكن،،،، ماذا بعد؟ لا شيء.
4. عمد البعض إلى ترتيبها من حيث عدد الحروف التي تتكون كل منها، فوجد الآتي:
(‌أ) من حرف واحد فقط وهي في 3 سور ( ن ، ق ، ص ،)،
(‌ب) من حرفين وهي في 9 سور ، منها ( طه ، يس ، طس ، حم )،
(‌ج) من ثلاثة أحرف وهي في 13 سورة ، منها (طسم ، الر )،
(‌د) من أربعة أحرف وهي في سورتين هما (المص ، المر)،
(‌ه) من خمسة أحرف وهي في سورتين هما (كهيعص ، حم عسق)،

هذه يمكن أن تكون ملاحظة جديرة بالنظر إليها من ناحية الإحكام والإعجاز، ولكنها لا زالت لا تقدم أي شيء لسبر غور هذه الأحرف المضيئة المعجزة،

5. كما إنشغل الناس بفواتح السور التي تتكرر في أكثر من سورة مثل (الم، الر، حم)، والتي لم تتكرر، مثل (ن ، ق ، ص)، أيضاً هذه المحاولة ليست في الإتجاه الصحيح لمعرفة سر الآيات البينات من الحروف المقطعة، ولم تساهم في إضافة شيء يذكر سوى مزيد من البعد والحيرة،

6. أيضاً جرت المحاولة والبحث عن إمكانية الوصول إلى شي ما يمكن الإفادة منه من ملاحظة أنَّ جزءاً من بعض حروف الفواتح قد تكرر في فواتح أخرى مثلاً (طس ، تكررت في "طسم" ، و "ألم" تكررت في "المص" و "المر" ... وهكذا)، ولكن لا فائدة من هذه المحاولة، بل نرى أنها أوغلت في الإبتعاد عن الهدف المنشود في الأصل، وساهمت في تشتيت الجهود والفكر أكثر فأكثر، على الرغم من أنها تسقط بعض الإحتمالات وتضيق الفجوة بين الحقيقة والتصور.

7. ثم،، إنشغلوا أيضاً في إحصاء عدد مرات تكرار كل حرف من الحروف المتقطعة فوجدوها كالآتي:
(‌أ) كل من "الكاف" و "النون" يوجد في مكان واحد،
(‌ب) كل من "العين" ، و"الياء" ، و"الهاء" ، و"القاف") يوجد في مكانين،
(‌ج) "الصاد" توجد في ثلاث أماكن،
(‌د) "الطاء" في أربعة أماكن،
(‌ه) "السين" في خمسة أماكن،
(‌و) "الراء" في ستة أماكن،
(‌ز) "الحاء" في سبعة أماكن،
(‌ح) "الألف واللام" في ثلاثة عشر مكاناً،
(‌ط) "الميم" في سبعة عشر مكاناً،
ولكن،،، ماذا بعد؟ ... لا شيء البتة، وإنما مزيد من الإبتعاد عن الغاية المنشودة،

أشكلت الحروف المقطعة هذه على الكثيرين، منهم من إعتبرها أسماءَ، ومنهم من إعتبرها حروفاً، ومنهم من إعتبرها غير ذلك حتى قادت الإجتهادات المتخبطة هنا وهناك إلى من إعتبرها غير عربية وليست لها علاقة بالمعجم وأنها من المصرية القديمة (الهيروغليفية). كل هذه المحاولات تدل بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذا القرآن "محكم" ومعجز،، وبالتالي لا يمكن أن يكون مصدره من البشر. فها هو ذا قد أعجزهم جميعاً على إختلاف مشاربهم وعقائدهم ومفاهيمهم وقدراتهم.

الذين إعتبروها أسماءَ لهم فيها رأيان:
(1) الرأي الاول لمن ظنها أسماءَ ، بحث لها عن دلالات، فقال (إنَّها دالة على معنى في نفسها، ومعروف أن الحرف هو ما يدل على معنىً في غيره )، وما دامت كذلك فهي أسماء. ..... هذا قول غير مقبول بالطبع،، فإذا كان صاحبه قد عرف أنها "دالة على معنى" فكان الأجدر به أن يقول ما هو هذا المعنى،، فإن لم يستطع يكون ذلك بلا شك خبر يحتمل الصدق والكذب، بمعنى أنه لن يحل القضية المطروحة .... ما هي؟؟؟

(2) الرأي الثاني لمن قال بإندراجها تحت حد الإسم، واستشهد في ذلك "في رأيه" بما يعتريها من علامات الأسم مثل "التعريف، والتنكير، والجمع ، والتصغير، والوصف، والإضافة ..." ..... فهذا قول غريب غير منطق .

هذا بالإضافة إلى الخوض في النطق "بصوت الحرف" (أ ل م)، أم النطق بإسم الحرف (ألف لام ميم)،،، إلى غير ذلك من المحاولات التي تزيد من الأمر تعقيدا وإبتعاداً عن روح الدراسة والتدبر في الغاية الحقيقية من هذه الحروف في جوهرها وليس الإكتفاء بمظهرها.

أما الذين إعتبروها حروفاً وليست أسماءَ، كانت حجتهم أنها سميت حروفاً في الحديث الشريف،، الذي روي عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَاْبِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَاْ ، لَا أقُوْلُ الَمِ حَرْفٌ بَلْ ألِفٌ حَرْفٌ ، ولَامٌ حَرَفٌ وَمِيْمٌ حَرْفٌ)،، أيضاً لا نرى لهذا الرأي أي علاقة بالموضوع، ولا يخدم القضية بشيء. لأن الواضح أن الحرف هنا مقصود به أي حرف هجائي مشاركاً في بناء كلمة من كلمات القرآن أو أي حرف به قائم بذاته. فطاش هذا السهم أيضاً على ما يبدوا.

وإتجه المسعى إلى النظر في كتابة تلك الحروف بالمصحف الشريف، بأنها كُتِبَتْ على صورة التهجي هكذا ("أ" ، "ل" ، "م") ولم تكتب بالصورة التي تقرأ بها ، هكذا مثلا ("ألف" ، "لام" ، "ميم")،، وأيضاً وقع الخلاف في ذلك والتبريرات كثيرة ومتعددة، فدخلوا في إشكالية اسم الحرف الذي يكتب به "كَ" ومسماه الذي ينطق به "كاف". وهذا الخلط متوقع من الذي لا يعرف التفريق ما بين "إسم الحرف" و "صوت الحرف"، وبالتالي لا يمكن الإعتداد بهذا الرأي الخاطيء لأنه مبني على خطأ منهجي واساسي.

هذا المنهج أدخل بعض الناس في إشكالية الخلط ما بين الحروف الهجائية المقطعة في فواتح السور مثلاً ﴿-;-ألم 1﴾-;- في سورة البقرة أو آل عمران ... وبين الكلمات التي يميزها علماء النحو عن الأسم والفعل بتسميتها "حروفاً"، من تلك التي لا يظهر معناها إلا مع غيرها، كنواصب أو جوازم المضارع، فغاب عن هؤلاء أن فواتح السور هي آيات بينات من حروف متقطعة لها مدلولات غاية في البيان، لذا تنطق حروفاً بأسمائها ،(ألف ، لام ، ميم)، إن كانت كذلك، وينطق وبعضها "بصوته" إن كان صوتاً مثل ( هَ ، يَ ، حَ ، طَ ،،،). أما في سورة الشرح هي كلمة مكونة من "الهمزة" الإستفهامية و"لم" الجازمة للمضارع ، فليس هناك علاقة بينهما إلا في ظاهر الرسم، ليس فقط. فشتان ما بين (الم ، ذَٰ-;-لِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ...) وبين (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ ...) و (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ...).

كما دخلوا أيضا في إشكالة إفتتاحيات سور القرآن الكريم، فعددوها عشرة أصناف:
1. بعضها إفتتاحية (بالثناء عليه سبحانه مثل "الحمد لله ...)،
2. وأخرى بحروف التهجي مثل "كهيعص"،
3. وبالنداء مثل "يا بني إسرائيل" ،
4. وبالجمل الخبرية مثل "أتى أمر الله ..." ،
5. وبالقسم مثل "والنجم إذا هوى" ،
6. وبالشرط مثل "إذا السماءُ انفطرت" ،
7. وبالأمر مثل "سبح إسم ربك الأعلى" ،
8. وبالإستفهام مثل "الم تر كيف فعل ربك بعاد) ،
9. وبالدعاء مثل "قتل الإنسان ما أكفره"،
10. وبالتعليل مثل "ليميز الله الخبيث من الطيب")،،،

ولكن! ما قيمة كل ذلك في سبيل القضية والغاية التي نحن بصددها ؟ ..... لا شيء البتة، مزيد من التخبط والحيرة والتحايل، ولا شك هناك الجانب الإيجابي وهو التدقيق والإجتهاد والتمحيص، إذاً،، فهذا لا ينفي وجود شيء من الإجتهاد الذي يمكن أن يفضي إلى شيء من "التدبر"، وإن تعثرت الخطى أو أخفقت المحاولة، وتكرار المحاولات لهو دليل قطعي على أن كل النتائج التي توصل لها الآخرون لم تكن مقنعة بما فيه الكفاية، بل ظلت المحاولات تترى دون كلل أو ملل والكل يعرف يقيناً أن وراء هذه الحروف المقطعة علم غزير أسَرَّهُ الله فيها، لأجل يعلمه هو سبحانه وتعالى. ليؤكد لهم مدى إعجاز كتابه وآياته وهو شديد المحال.

وكما قلنا سابقاً،، لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تكلم في شيء من معاني فواتح بعض السور التي جاءت من حروف مقطعة، وحديث ابن مسعود ليس فيه ما يصلح للتمسك به في هذه المسألة. وهو خالٍ من أي دليل أو برهان يخدم القضية بشيء. ولكننا نحسب أن ذلك لم يكن تقصيراً أو إغفالاً لأهمية هذه الحروف المقطعة لا من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا منهم رضوان الله عليهم جميعاً، ولا حتى من التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ولكن كانت هناك أمامهم أولويات كثيرة ملحة وعاجلة تشغلهم عن الكثير من التفاصيل الإعجازية، التي قد لا تعنيهم أو تدخل في ضروريات حياتهم وعقيدتهم، بل بالعكس فإنها بذلك تمحص إيمانهم بالله المطلق فيما علموا وما لم يعلموا، لآن العقيدة قد إنعقدت وإنتهى أمرها.

فقد بلغوا ذروة سنام الإيمان بالكتاب واليقين المطلق بأنه من عند الحكيم الخبير، وسلموا تسليماً كثيراً بما يكفي للعمل الجاد والكثيف لتحقيق مراد الشرع ولكن وفق برامج ممنهجة، ولعلمهم أن مثل هذه الكنوز من الآيات المعجزات سيأتي وقتها وإحتياج تفاصيل بيانها في حينه لذلك لم تكن شغلهم الشاغل آنذاك، ولكننا الآن في أشد الحاجة لاستخراج هذه الكنوز للرد بها على من يتربص بنا وبديننا القويم. ألم ينبه النبي الكريم إلى أن هذا الدين متين، وطلب من أمته أن يوغلوا فيه برفق؟

هناك المزيد من الحيرة عند السؤال عن سبب الإقتصار على بعض سور القرآن الكريم بفواتح من حروف مقطعة دون باقي السور،، وأعتبروا أنَّ هذا هو موضع سر إعجاز القرآن الكريم، (ظناً منهم أنها إن كانت قد جاءت بكل سور القرآن لما كان ذلك ملفتا للإنتباه، ولم يكن داعياً ومحفزاً للتأمل والبحث ولكن إقتصاره على بعض السور دون بعض قد يستدعي الباحث أو المتدبر إلى التمعن والبحث بتركيز أكبر ... الخ) ،،

لكننا نرى أن هذا رأي خاطيء من الأساس، ومبني على إفتراض ساذج حقاً. ولنسأل هؤلاء الكرام سؤالاً منطقياً،، هل يمكن تغيير مكان آية من الحروف المقطعة مكان أخرى؟ بمعنى آخر، هل إذا وضعنا الآية (كهيعص) بسورة البقرة مكان (ألم) أو أي سوة أخرى أمِن المعقول أن نتوقع تأديتها المقصود بها هناك بدلاً عن مكانها الأصلي من السورة التي جاءت في صدرها وفاتحتها؟

فإن كان الجواب بالنفي "وينبغي أن يكون كذلك" فهذا يعني أنها في مكانها بالسورة التي وجدت بها تعتبر آية لأنها هناك لها دور إعجازي كبير يظهر للمتدبر في سياق السورة نفسها، أما في غير مكانها فهي مجرد حروف مقطعة لا معنى لها هناك ولا تشير إلى أي إعجاز.

وعليه يتضح أن الذين إنساقوا وراء هذه الفرضية لم ولن توصلهم إلَّا إلى طريق مسدود، بل وواضح أنهم حتى هم أنفسهم لم يصدقوا جدواها، فتعلقوا بالحقائق الراسخة، ألا وهي أن "القرآن لا تنقضي عجائبه" وأنها تدل على الإعجاز الكامن فيها، فذلك حق لا يختلف عليه إثنان واعيان... ولكن الأمر أكبر وأعقد من ذلك بكثير، ولا زالت الغاية بعيدة المنال من خلال تلك المحاولات المخلصة ولكنها في إتجاهات بعيدة كثيراً عن الدراسة الحقيقية لها و(تدبرها).

مزيد من الترنح هنا وهناك في أمور لا جدوى منها لأنها كلها تتحرك خارج بؤرة الضوء (قرآناً عربياً غير ذي عوج)، (بلسان عربي مبين) ، (كتاب أحكمت آياته من لدن حكيم خبير) ،،، الخ .

ومزيد من التعقيد والإبتعاد عن الغاية بالبحث في تاريخ الأمم عن إستعمال الحروف المقطعة قبل الإسلام، وعند أهل الكتاب، رغم الإعتراف من المروجين لهذه الفرضية بأن إستعمالها في القرآن مختلف تماماً عن تلك الأخرى التي إستعملها العرب سواءُ أكانت قد تكلمت بها أو نظمتها، ولكن من وجهة نظرهم أنْ "لا ضير في ذلك – فالأرضة جربت الحجر" كما يقولون.

فإستعمالها في القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه (بلسان عربي مبين) يكفي شاهداً على أن هذه الحروف المقطعة في إطار ذلك اللسان وبالتالي فهي آيات بينات لا يتجادل في ذلك إثنان إلا إفتراءً. لذا نرى أن فهم العرب لهذه الحروف مؤكداً بحقيقتين إثنين:
1. أن الله تعالى أنزلها على قوم ذوي تخصص في اللغة، ومعاندين من العيار الثقيل لما أنزل عليهم ويتصيدون الثغرات ليدخلوا منها ويوسعوا دائرتها عناداً وكفراً وعبثاً، وقد كذبوا بالآيات الكونية القطعية الدلالة مثل قوله تعالى: (وآية لهم الأرض المميتة أحييناها ...)، (وآيةً لهم الليل نسلخ منه النهار ...)، (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) ... ، وقد أقيمت الحجة عليهم بأن هذا الذكر بلسانهم ولغتهم التي يتفننون فيها بلاغةً وبياناً ونظماً،

فلم يجدوا في هذه الحروف تلك الثغرة التي يتصيدونها ويبحثون عنها (كما يفعل الذيب وزمرته الآن)، وإلَّا،،، فما الذي أسكتهم عنها وزهَّدهُم في إستغلالها في حربهم على لله ورسوله وكتابه الذي سفه أحلامهم وحارب آلهتهم، وانتقد سلوكهم الذميم؟ وحتى إن لم يفقهوها، وهذه فرضية محتملة، فَلِمَ صرفهم الله عنها وصرفها عنهم حتى الآن؟؟؟ هل كان ذلك في إطار (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى؟؟؟؟). هذا جائز وذاك جائز والله أعلم.

2. لم يثبت التاريخ قط أن أحداً من هولاء المعاندين المتربصين قد أبدى مؤاخذته أو إعتراضه أو عدم فهمه لهذه الحروف، وكان من بينهم فطاحلة النفاق وأئمته، أمثال مسيلمة الكذاب وأبي بن خلف، وأبي لهب، والوليد بن المغيرة,,، وغيرهم، وقد حاول بعضهم العبث بسورة "الفيل" بكلمات سخيفة منفرة، ولكنه لم يجرؤ بل لم يجد مدخلاً للخوض في هذه الحروف المتقطعة، مما يعني أنها بالنسبة لهم مفهومة ومقبولة ولا غبار عليها أو محجوبة قهراً من لدن حكيم عليم (كما حجب نور القرآن الكريم عن قلوب المكذبين الضالين الذين بيننا الآن)، أو أنهم هابوا القرآن لما به من البيان والإعجاز والصدق والقصص التي لم يسمعوا بها، وعرفوا من إهل الكتاب أنها حق، فخشوا أن تفتح عليهم بابا جديداً لا يملكون لسده قوةً ولا علماً ولا حجةً.

نحن لسنا في حاجة إلى تأكيد إستعمال العرب للحروف المقطعة ولا فهمهم لها فهذا أمر مفروغ منه، إذاً ما دهانا نحن المتأخرون؟ وما الذي أدخلنا في كل هذا التخبط والإلتفاف حول الحق والحقائق بدوائر متداخلة من المحاولات اليائسة للوصول إلى ما وصل إليه أعداء هذا الكتاب من يهود ونصارى ومشركين؟ لقد فتحنا بهذا التردد مجالاً لبعضهم ليتجرؤا على هذه الآيات البينات بوصفها "معطلة" قاتلهم الله أنى يؤفكون.

***************************************************

(III): فرية حساب الجمل:
هل من البيان أن يستخدم القرآن نظام حساب الجمل الروماني أو اليهودي أو النصراني؟ وهل يستخدم القرآن ما يستخدمه أهل الشطحات والسحر والكهانة والشعوذة؟ فهل على المسلمين ترقيم "أبجد هوز ..." ثم التمرس على إستخدامها ليعرفوا مراد الله تعالى من آياته البينات؟ ما اسخف هذه الفكرة وما أضلها، "علماً بأن نظام حساب الجمل هذا يعتبر نظاماً ليس له أي سند أو أصل شرعي "لنستعين به حتى نصل عبر الأرقام الفارغة إلى معنى آيات الله البينات (ألم) و (كهيعص) و (طس) ... ؟

والقائل بأن هذه الحروف المتقطعة من أسماء الله وترميز لها، عليه إقامة الدليل الشرعي على هذا الإفتراض (من هذا المنطلق)، وحيث أنه لم يفعل، فالفكرة من أساسها مرفوضة شرعاً ولا يجوز الإعتداد بها. ولكن بالمقابل فإن كل آية من الحروف المقطعة تشهد لله تعالى بعدد من أسمائه الحسنى وصفاته العلا.

ومثل ذلك تماماً القول بأن القرآن جاء على طريقة حساب الجمل، ولم يثبت أنه إستعملها، بل هو ضرب من ضروب الوهم والتحايل للخروج من ورطة الفشل في "تدبر" هذه الآيات البينات المبينات في فواتح سور تتضمن آيات كريمات تشهد لله بالوحدانية ولأنبيائه بالرسالة ولذاته الجليلة بالقدرة المطلقة والقيومية الفريدة المتفردة، وتقيم الدليل القطعي على أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور بشهادة (حم عسق).

ومع ذلك نقول إنَّ المتدبر لهذه الآيات المنيرات يجد أن إعجازها يدل على بعض أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، مثلاً "كهيعص" بينت مدى إستجابة الله تعالى لنبيه زكريا، وأيضاً "ألر" في سورة يوسف وإستجابة الله تعالى له تجسد كل منهما تماماً إسم "المجيب" له سبحانه وتعالى، كما سنرى تفاصيل ذلك لاحقاً عند تدبر هاتين السورتين الكريمتين وغيرهما.

ولكن يظهر أن البعض مغرمون لدرجة اليقين بفكرة إستخدام القرآن لمصطلح حساب الجمل رياضياً. فسعى جاهداً إلى خلق دليل معطوب به فكرته هذه فاتبع في منهجه الآلية التالية، مستخدماً سورة النمل لإثبات صحة نظريته وتأكيدها، فقام بالآتي:
1. نظر إلى سورة النمل من حيث ترتيبها بين سور القرآن الكريم فوجد رقمها (29)،
2. نظر إلى عدد أياتها فوجده (93) آيةَ،
3. قام بحساب تكرار حرف (ط) فوجده (في ظنه) أنه (27) مرة، والحقيقة أنه (24) مرة فقط،
4. ثم قام بحساب تكرار الحرف (س) فوجده (93) مرة ،
5. جمع تكرار الحرف "ط" مع تحرار الحرف "س"، فوجدهما (120= "93 + 27")، ولكن بعد أن راجعنا عدد تكرار الحرف (س) وجدنا حسابه خطأ فتكرار الحرف "ط" لم يكن "27" كما قال، بل هو "24" فقط، لذا فالمجموع الصحيح هو (117= "93 + 24") ..... هذا الخطأ الأول،
6. ثم جمع عدد آيات السورة, مع رقم ترتيبها (93+29)، فإدعى بأن المجموع 120 ولكن الصحيح هو "122",, ..... وهذا هو الخطأ الثاني،
7. إدعى بأن حاصل جمع تكرارات الحرفين (117= "93 + 24") يساوي حاصل جمع عدد الآيات مع رقم ترتيب السورة (93+29)، فقال أن كل منهما = "120"، وهذا كذب، بنى عليه الخطوة التالية:
8. حسب جمل كلمة "نمل" فوجدها 120 أيضاً ، (ن=50 ، م=40 ، ل=30) ،
9. قارن الناتج من (6) من الناتج من (7) فوجدها متساوية 120 : 120 ،

ولكن إستنتاجه كان قد بني على حسابات خاطئة وبالتالي فإن المقارنة الصحيحة هي 117 : 122، مما يضحد النظرية من أساسها ويكذبها عملياً، إذن ما قاله بسام جرار من أن القرآن استعمل إصطلاح حساب الجمل ليس صحيحاً "حسب فرضيته هو". وللتأكيد، سنكرر الفكرة نفسها وبنفس خطواتها في سور أخرى:

فلنجرب الآن سورة يس – لضحد فرية حساب الجمل ونثبت كذب بسام جرار:
1. رقم سورة يس من حيث الترتيب (36)،
2. عدد أياتها (83) أية،
3. تكرار حرف (ي) (197) مرة،
4. تكرار حرف (س) (47) مرة،
5. جمعنا التكرارين (197 + 47) ، نتج عنه 244 ،
6. جمعنا عدد أيات السورة مع ترتيبها ، أعطانا (83+36) = 119 ،
7. حساب جمل (يس) يعطي ("ي" = 10 + "س" = 60) = 70 ، حسب جدول "أبجد هوز... (الذي يستخدمه صاحب حساب الجمل ، كمعيار) ،
8. قارنا الناتج من (6) مع الناتج من (7) فوجدناها 119 : 70 ، أي بنسبة 1:1.7 ،
إذن ، الخلاصة أنهما لا يتطابقان كما يشترط الإصطلاع المزعوم،
إذاً،،، سورة يس قد ضحدت سلامة إصطلاح حساب الجمل بنسبة تقترب من الضعف، وبالتالي تضحد علاقة هذه الفرية السخيفة المفتراة بالقرآن الكريم.

فلنختبر سورة مريم وفرية حساب الجمل وكذب بسام جرار:
1. رقم سورة مريم من حيث الترتيب (19) ،
2. عدد أياتها (98) أية ،
3. تكرار حرف (ك) (120) مرة ، 4. تكرار حرف (هـ) (119) مرة ، 5. تكرار حرف (ي) (287) مرة ،
6. تكرار حرف (ع) (110) مرة ،
7. تكرار حرف (ص) (24) مرة ،
8. جمعنا التكرارات (120 + 119 + 287 + 110 + 24) ، نتج عنها 660،
9. جمعنا عدد أيات السورة مع ترتيبها ، أعطانا (98+19) = 117،
10. حساب جمل (كهيعص) يعطي (20+5+10+70+90) = 195، حسب جدول "أبجد هوز..
11. قارنا الناتج من (9) مع الناتج من (10) فوجدناها 117 : 195،

إذن ، الخلاصة للمرة الثالثة أنهما لا يتطابقان أيضاً كما يشترط الإصطلاع المزعوم،
هذا ما كنا مقتنعين ومتيقنين منه تماماً قبل إجراء هذه التجربة مستخدمين دقة تقنية الحاسوب، لأن أهداف القرآن الكريم أكبر واسمى من أن يشتغل الناس بإيجاد عدد الحروف ثم حساب نسبة تكرار الحروف المتقطعة إلى عدد آياتها، أضف إلى ذلك ضعف الجدوى من ثبوت صحة هذه النظرية أو ذلك الإصطلاح أو الإفتراض حتى لو تأكد ثبوت صحتها، فإنها لن تضيف إلى إعجاز القرآن شيئاً يذكر وعدم ثبوت صحتها لن يخيب الآمال في فوات خير أو إعتراء نقص أو تقليل في إحكامه وثرائه بالآيات البينات المبينات.

وسنجري تجارب أخرى على ما تيسر لنا من السور للتأكيد للقراء أكثر على عدم صحة النظرية بقدر أكبر من الأدلة التجريبية الثبوتية الكافية.

وللقاريء أن يجرب بنفسه مدى كذب وإفتراء الدجالين على كتاب الله الكريم المحكم،، وأن الغاية الأساسية هي صرف الناس عن جوهره ليدخلوا الناس في التعقيد الذي يكرههم ويشككهم فيه،، ولكن الله لهم بالمرصاد.

ولآن،،، لن نترك القاريء الكريم دون مشاركة،، بل نعرض له جدول (ابجد هوز)، ليقوم بالمحاولات بنفسه إن شاء ذلك لكي يطمئن قبله. وفالجدول هو كما يلي:
(("أ=1" "ب=2" "ج=3" "د=4" "ه=5" "و=6" "ز=7" "ح=8" "ط=9" "ي=10" "ك=20" "ل=30" "م=40" "ن=50" "س=60" "ع=70" "ف=80" "ص=90" "ق=100" "ر=200" "ش=300" "ت=400" "ث=500" "خ=600" "ذ=700" "ض=800" "ظ=900" "غ=1000"))
ويمكنكم إجراء العمليات الحساب بإستخدام تطبيق المكتب MS Excel spreadsheet ليسهل لكم عملية الحساب الدقيقة.

هناك سؤال مُلِحٌّ،، ما هو سر قدسية (أبجد هوز ...) هذه! التي وضعت كأساس ومعيار للحساب؟ هل هي وحي من عند الله تعالى أنزله على أحد أنبيائه أو رسله؟ أم أنها إجتهادات وإفتراءات أهل الكتاب أو غيرهم من أصحاب الملل البائدة والهالكة؟ أم أنها إغلاق شيطاني لإرباك الناس بالتشكك في كل شيء؟ قد يظن أحدهم أنني أستنكر حساب الجمل في إستخداماته الأخرى في الأدب والتاريخ والترميز،،، الخ فهذه آليات درج عليها الإنسان لتسهيل إحتياجاته وترتيبها. ولكن إستخدامها في الدجل والشهوذة والخداع والتزوير والتحريف، هذا الذي نقصده ونتصدى له ونفضحه على الملأ.

فالذي فتح باب حساب الجمل هذا ونسبته إلى القرآن هو غيبة التدبر الصحيح لقُرآنٍ كَريمٍ مُحكمٍ ، قال عنه من أنزله رحمةً للعالمين إنَّه قرآن عربي غير ذي عوج، وهل هناك عوج أكثر من أن يسمح لعبث العابثين وتخيلاتهم وشطحاتهم التي تبعد الناس عن روح القرآن وتربيته الوقورة إلى روح "لَهْوِ الكلمات المتقاطعة" والتحايلات الحسابية على إثبات ما ليس منه نفع ولا يخدم قضيتة؟

أما قصة حيي بن أخطب وأخيه ياسر وسؤالهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحروف المقطعة "الم" من البقرة أو غيرها ثم فهمها بطريقتهما الخاصة بهما، وما فهموه من رد الرسول الكريم على أسئلتهما، سوءً أكان ذلك بقاعدة حساب الجمل أو خلافه فإن هذا لا علاقة له بواقع الحروف المقطعة ومراد الله منها، كما أن حيي هذا ليس وحياً ولا حتى مرجعاً موثوقاً لدى علماء يهود، وحتى لو كان منهم فلا يوجد ما يبرر أخذ فهمه لهذه الحروف المتقطعة على أنه حجة نعتد بها،،، علماً بأنه ليس ببعيد من مكر الله، بأن يذرهم في طغيانهم يعمهون، لعل هذه الحروف المقطعة لم يحن أوانها ودواعيها بعد.

فإذا سلمنا "جدلاً" بأن حسابه للجمل صحيحاً من حيث المبدأ، فهناك إسئلة منطقية وموضوعية:
1. لماذا أعتبرت النتيجة الرقمية التي توصل إليها إنما كان المقصود بها "تحديداً" فترات زمنية؟
2. وحتى إن كانت فترة زمنية،،، فلماذا يكو المقصود بالعدد (سنوات)، ولا تكون شهوراً مثلاً أو قروناً أو عقود؟؟؟
3. ولماذا تكون لحساب الزمن فقط، وليس عداً لشيء آخر غيرها؟
4. وإذا سلمنا "جدلاً" أيضاً بأنها سنوات، فلماذا تكون تلك السنوات المقصود بها عمر لمكة المكرمة؟
5. ومن الذي أوحى بذلك، ولمن كان الإيحاء، ومتى كان ذلك وما دليل صحته؟

ثم قبل هذا وذاك، من هم اليهود؟ إلم يقولوا "عزير بن الله"؟ (تنزه سبحانه عن قولهم) فهل بعد ذلك يكون لهم عندنا صدق أو مصداقية أو علم متنزه عن التحريف والأباطيل؟
فإذا بلغ حسابه للجمل في أقصاه 734 (الم=71 + المص=161 + الر=231 + المر=271) ، أليس الواقع الآن وعمر مكة يكذب هذا الإعتقاد؟ فهل عمر مكة الآن 734 سنة فقط؟

هناك من قالوا إنهم لا يعرفون للحروف المقطعة معنى يفهم سوى حساب الجمل، فإن كان ذلك كذلك، فكيف يستقيم عقلاً أن يترك رسول الله صلى الله عيه وسلم ما هو بمثابة مفتاح بيان لهذه الآيات الكريمات دون أن يبينه للناس؟ وقد أبان لهم كل شيء وتركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها؟ إنها إدعاءات بينة البطلان والركاكة.

فلو نظرنا إلى هذه الآيات البينات من الحروف المتقطعة وعالجنا أمرها بمعيار قياس الجمل لتساوت "ألم" بسورة البقرة مع "ألم" بسورة آل عمران ، ولتساوت مع باقي السور الأربع التي تفتتح بنفس هذه الحروف مما يجعل تكرارها لا مبرر له ولا فائدة ترقى لأن تكون آية قائمة بداتها. كذلك الحال ينسحب على السور الست التي أفتتحت بالحروف (ألر) والاخرى التي إفتتحت بالحروف (حم) .. وهكذا .

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9:
- التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء8:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):