أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(و):















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(و):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 22:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فواتح السور (الحروف المقطعة)، آيات الله البينات المحكمات VI:

حتى الآن ناقشنا عدد من الإفتراءات والإجتهادات التي دارت حول فواتح بعض السور من (الحروف المقطعة)، عبر التحليل والبراهين العلمية والأدلة المادية والموضوعية والمنطقية، من خلال المواضيع التالية:

(I): تصحيح المفاهيم الخاطئة عن اللغة العربية:
(II): الحروف المقطعة في القرآن الكريم:
(III): فرية حساب الجمل:
تجدونها في الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410485).

(IV): المغالاة في الإعجاز العددي:
(V): تعريف المحكم والمتشابه جاءت فيه أقوال:
تجدونها في الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410609).

(VI): شبهة الكلام العاطل:
(VII): الطامة الكبرى – القرآن ومحاولة تحريف وسرقة القرآن الكريم: فرية الهيروغليفية وتفسير الحروف المقطعة في القرآن الكريم:
تجدونها في الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410974).

والآن نستأنف فصول التآمر الشرس على كتاب الله تعالى، وقد جاء دور بعض النصارى من أهل الكتاب والمتنصرين،، وسنعرض على القراء الكرام نموذجاً مصغراً لهذا التآمر وعلى الرغم من صغره نسبياً،، إلَّا أن القراء سيجدون أمامهم أغرب قصة سرقة يمكن أن يتصورها إنسان.

(VIII): السرقة الكبرى The Great Robbery (المقدمة):

الفصل الأول: أقوال العلماء سليمها وسقيمها:
كرر القرآن الكريم آفات الفشل والوهن في آيات كثيرة محذراً المؤمنين من مغبة الوقوع في دائرته السوداء، فقد ذكر آفة الفشل في مواضع عدة منها قوله تعالى في سورة آل عمران: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ-;- إِذَا - « فَشِلْتُمْ » وَ « تَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ » وَ « عَصَيْتُم » - مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ « مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا » وَ « مِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ » ..... ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ « لِيَبْتَلِيَكُمْ » وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ 152).

في غزوة أُحد يقول تعالى: (« إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا » وَ « لَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ » - وَلَٰ-;-كِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 43)، وقوله في سورة الأنفال: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ « وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ » - وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ 46).. فالتنازع منبوذ ومدمر،، سواءً أكان تخالفاً أو إختلافاً أو تخاصُماً. والفشل، كذلك وَهَنَاً كان أو إعْيَاءً أو جُبْنَاً،، كله يؤدي إلى انحطاط القوة، مادية أو معنوية أو عقدية.

ويلاحظ أن الخطاب القرآني قد ربط بين هذه المعاني، ورتب بعضها على بعض,, رَبْط النتيجة بسببها، وتَرَتُّبَ المعلول على علته،، وهذا شأن منهج القرآن الكريم في كثير من آياته، التي تقرر قانونًا عامًا، لا يتبدل ولا يتغير، بل يجري على سَنَنٍ ثابتة مُطَّردة لا اختلال فيها ولا تبديل، يقول الله في سورة فاطر: (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ « فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا » وَ « لَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا » 43).

فواضح من تغليظ القرآن لتبعة التنازع بين المؤمنين وربطه مباشرة بالفشل والضَّياع، ليس للأفراد أو الأمة أو الجماعات فحسب، بل هو ضياع للهوية والمنهج والشرعة بكاملها.
فالنهي عن التنازع والخلاف يقتضي بالضرورة منع أسبابه ومحركات وعناصر التنازع ظاهرها وخفيها، من شقاق واختلاف وتفريق الكلمة ومنع التناصح والتكافل والتشاور والتعاون،، الخ. وقد فطن أعداء الإسلام المتربصون به وبأمته إلى هذه الآفة التي صارت تتسع دائرتها بيننا طردياً مع تدهور حال المسلمين وتصدع بنيانهم المرصوص، فولجوا منها ليدنسوا قدسيتها وينفثوا سمومهم فيها إذ أنهم دائماً (يبغونها عوجاً).

وسنأتي لاحقاً بتفاصيل أكبر لآثار الخلافات والإختلافات التي بين كثير من العلماء بصفة عامة وفي أمر الحروف المقطعة من القرآن (موضوع البحث المفترى الذي نحن بصدد الرد عليه) بصفة خاصة،، وكيف أن أعداء الإسلام قد إستغلوا هذه الثغرة وخاضوا وإفتروا ودنسوا ودسوا فإخططفوا منهم تلك الآيات البينات (سلاحهم الإستراتيجي) وإدعوها لأنفسهم لإضفاء الشرعية والقدسية للكتاب الذي كتبوه بأيديهم ثم إدعوا أنه من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً،، وما هو من عند الله، من جهة، ثم إعمالها في هدم الدين الإسلامي والتشكيك فيه وفي نبيه وفي ربه وإدعائه لراهب أعجمي يدعى بحيرا، الذي يلحدون إليه مدعيين بأنه هو صاحب القرآن الكريم ومبتكر الحروف المقطعة على القرآن وخادعاً بها الوَحْيَ, والمُوْحِيَ به، والمُوْحَىْ إليه من جهة أخرى،، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً)..
فدعونا نتابع كيف تمت عملية السطو على فواتح السور من القرآن وإدعاءها للمسيحية بمسرحية عن رواية خرافية تفوق العنقاء والغول والتنين غرابة وخيالاً.

يقول الباحث في الجزئية التالية من بحثه:
(( ... قد « اختلف المفسرون » فى الحروف المقطعة التى فى أوائل السور:
1. فمنهم من قال هى مما استأثر الله بعلمه فردّوا علمها إلى الله ولم يفسرها ..
2. ومنهم من فسرها وأختلف هؤلاء فى معناها،، وعن ابن نجيح عن مجاهد أنه قال: "الم"، و "حم"، و"المص"، و "ص"، فواتح افتتح الله بها القرآن،
3. وقيل أنه أسم من أسماء السور والله أعلم.
4. وقيل هى أسم من أسماء الله تعالى ...
5. وقال شعبة عن السدي بلغني أن العباس قال "الم" أسم من أسماء الله الأعظم هكذا رواه ابن ابى حاتم.. قال سألت السدي عن " حم، وطس، والم " فقال، قال ابن عباس هى " اسم الله الأعظم"،
6. وقال على بن ابى طلحة عن ابن عباس هو " قسم الله به وهو من أسماء الله تعالى" وعن ابن عباس قال: " الم قال أنا الله اعلم " ...)).

هذه الإختلافات والمتناقضات أو التخبط بين الغالبية العظمى من المسلمين مِمَّنْ تناول هذه الآيات البينات من الحروف المقطعة، حركت الذئاب الضالة، فسال لعاب هؤلاء المتربصين بهذا الدين، والحانقين عليه وعلى القرآن ورب القرآن ورسوله، ومن الذين يريدون أن يمحوا شبهة التحريف التي أكدها ووثقها عنهم هذا القرآن الكريم ويعرفون أن ما قاله القرآن حق وأنه قد كشف سرهم، فيريدون ليطفئوا نوره بأفواههم، فرأو أن الفرصة سانحة لهم بأن يُحَوِّلُوْا النَّار رماداً ليبنوا به مجدهم البائد، حتى لو كان واهناً كَبَيْتِ العنكبوت، ويرممون به كسرهم الذي أدمى قلوبهم وأقضى مضاجعهم، أو يحولون النبات هشيماً تذروه الرياح، فهداهم خبثهم وتربصهم بأن يَنْقَضُّوْا على القرآن الكريم فريسةً سهلة غَفِلَ عنها أصحابُهَا فباتت على مرمى قوسهم كما يظنون.

وها هو ذا الباحث ومن معه يريدون أن يكشروا عن أنيابهم ويكشفوا عن حقيقة وجدانهم المريض ومدى خبث سعيهم الذي سيجسده في ما بقي من فقرات سهروا فيها ومن أجلها اللايالي والشهور والسنين والقرون تحريفاً وتحويرهاً ودساً وتدنيساً وتدليساً بما يخدم لهم ولمن سبقهم ويليهم هذه الغاية الغَائِرُ وِرْدَهَا وبَعِيْدٌ مَهْوَى دَلْوِهِا والعزيز مرماها والتي قد إستعصت عليهم فاستحالت.

ففيما يلي تعليقنا على بعض ما جاء بهذه الجزئية من البحث:
1. أولاً: نلاحظ أن هذه الجزئية قد بدأها الباحث بعبارة (... قد إختلف المفسرون ...) فإستوقفتني هذه الفاتحة التي أعتدنا رؤيتها كثيراً بكتب الفقه والسيرة والتفاسير،، الخ، وكنت دائماً أشعر بالأسى والحزن والألم من مغبة وخطر هذه الكلمة التي أصبحت دون مبالغة السمة المميزة لطوائف وعلماء كثير من المسلمين إلا من رحم ربي.

وقد فطن أعداء الإسلام إلى هذه الآفة فإستغلوها حقيقةً أسوأ إستغلال،، وها نحن نواجه هجمة شرسة من ملة ضالة مضلة حاقدة، هدفها الأسمى والأعظم وهَمُّهَا الأوحد هو هدم هذا الدين والقضاء على أهله وزهاب ريحهم إن استطاعوا لذلك سبيلاً. وقد لاحظنا أن مدخلهم إلى التطاول على القرآن الكريم من خلال تلك الثغرات التي تحروها في كتب التفسير والسيرة والفقه، فوجدوا ضالتهم هناك بين إختلافاتها، وخلافاتها، وفي الإجتهادات الشخصية. لذا رأيت أن أشير إلى بعض الملاحظات في هذا الشأن قبل الدخول في صميم الرد على هذا البحث بالتفصيل،

2. لقد سمعنا كثيراً قول البعض بأن الاختلاف بين المسلمين رحمة، فهل هو كذلك حقاً؟ أم أنه في واقعه وتبعته وضرره عذاب عظيم مقيم وخسران كبير؟
قال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا « كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا » مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) فالاختلاف يشتت القلوب ويفرق الأمة ولا يمكن للناس إذا صاروا مختلفين أن يتناصروا ويتعاونوا أبدا بل تكون بينهم عداوة وعصبية لفرقهم وأحزابهم وطوائفهم لا تسمح لهم بأن يتعاونوا أبدا إلا إذا اجتمعوا وإتَّحَدُوا، واعتصموا بحبل الله جميعا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موصياً أيانا بقوله: (إن الله تعالى « يرضى لكم ثلاثاً» و « يكره لكم ثلاثاً »، فيرضى لكم: « أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا »، و « أن تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا »، و « أن تناصحوا من ولاه الله أمركم » ...الخ).

3. إن وجود الإختلاف بين الناس هو أمر طبيعي بين البشر وملكة إنسانية ذات قيمة لها قِمَّةٌ حَسَنَةٌ وقَاعٌ شِرِّيْرٌ نكد مدمر، لا شك في ذلك، والإختلاف عموماً مُتَوَقَّعٌ حدوثه بينهم أفراداً وجماعات، وطوائف، لذا فالواجب عليهم التحسب لذلك وأخذه في الإعتبار بجدية أكبر، فإذا حصل اختلاف أو تفرُّقٌ بينهم في أي وقت أو موقف يجب أن يُحسم على الفور بنبذ الهوى والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا كافي لأن ينتهي النزاع وينتهي الاختلاف مهما كان حجمه وأسبابه.

4. لا يكون تحكيم القرآن أو السنة في النزاعات والخصومات بين الناس في أمور الدنيا مثل أموالهم وأمور حياتهم العامة والخاصة فحسب، بل هو الحَكَمُ بينهم في كل اختلاف أو نزاع حتى لو نشأ في أمور الدين والعقيدة، فالنزاع فيهما عادةً يكون أشد من النزاع في الأمور الدنيوية الأخرى، وغالباً ما يكون في الفرعيات والجزئيات دون الثوابت، ومع ذلك يتصدر الجهلة والسفهاء المتمرسين في الجدل والخوض في أمور أكبر من قدراتهم وهاماتهم، فيجنحون للخصام والصدام بدلاً عن الإقناع والإقتناع، أو ترك الأمر للحكماء والمصلحين، المحبين للبشرية جمعاء.

5. إنَّ أغلب الخلافات والنزاعات التي نشأت بين المسلمين كانت حول إختلاف المذاهب في العبادات وأمور الحلال والحرام رغم أن الدين واحد والرب واحد والقبلة واحدة، والسنة واحدة لخير أسوة أقلتها الأرض وأظلتها السماء، مَنْ قال فيه ربنا وربه، (وإنك لعلى خلق عظيم)، إلَّا أنَّ العصبية والتحزب أوجد عشرات الطوائف الدينية المتنافرة المتجافية التي تركت التأسِّيَ بأصحاب رسول الله رضي الله عنهم الذين كانو إذا نشب خلاف بينهم سرعان ما يقضون عليه في مهده بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فينتهي اختلافهم ويحل محله الإتفاق والرضى والسلام والحب. فاساءوا بذلك للإسلام وأهله وهو منهم براء.

6. لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث ما يحث على الاجتماع وينهى عن التفرق والاختلاف مثل الحديث المروي عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْفَجْرِ، ثُمَّ وَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ, فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدَّعٍ, فَأَوْصِنَا، فَقَالَ: ( إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا, فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ بَعْدِي, فَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ, وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ, فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ ضَلالَةٌ ).

7. ومع كل ذلك البيان والتبيان: نجد هناك من يظن ويروج إلى فتح باب الخلاف بين العلماء ظناً منه بأنه رحمةٌ وَسَعَةٌ، ويبرر ذلك بقول بعضهم: (... إنه إذا حَرَّمَ عليهم أحدُهُمْ شَيْئَاً وجَدُوْا مَنْ يُفْتِيِهِمْ بِحِلِّهِ ...)، فأصبحت هذه الفكرة والرخصة الفضفاضة تُفَرِّخُ الشِّقَاقَ والخلاقاتِ والخصوماتِ بين العامة والعلماء التي قد تصل في كثير من الأحيان في المناظرات إلى حد الرمي إما (بالإبتداع في الدين) أو (بالزندقة) أو (بالكفر والفسوق والتدليس) في أحيان كثيرة لا حصر لها.
فأصبحت المرجعية ليست لكتاب الله وسنة رسوله الكريم خالصةً، بل للولاءات الطائفية أو المذهبية التي قد تتعارض مع الشرع جملةً وتفصيلاً ويكون رضاء الشيخ هو الأهم،، إين هذه الرحمة إذاً يا قوم؟؟

ثانياً: إن الباحث الذي كتب هذا المقال الغريب الشاذ، ومن خلال هذا السرد المطول بلا مردود، قد ظن (واهماً) أنه تمكن من ناصية المسلمين والإسلام هذه المرة، بعد أن خاض في كتب التفاسير والسيرة والإجتهادات الشخصية والفكرية. فأغراه ما وجد، فحشر فنادى، وذهب إلى أهله يتمطى ثم جمع فأوعى، من النصوص والبيانات التي إستطاع (في ظنه) تحويرها وتحريفها لإخراجها سماً زعافاً كافياً للقضاء على القرآن وأهله إلى الأبد من خلال فواتح السور التي بها آيات من حروف مقطعة.

فصال وجال وسخر وتحدى وتردى فإرتد عن دين الإسلام إلى دين آخر "لعله النصرانية" ، فبان له أنه قد أنجى نفسه من دين الإسلام الذي عجز علماؤه أن يجدوا تفسيراً للحروف المقطعة ولكننا قد وعدناه بأننا سنجعله يتمنى ألف مرة لو أنه لم يطرح هذا الموضوع من الأساس وذلك بوضع الحقائق بين يديه كاملةً مدعومةً بالنصوص القرآنية والشواهد والأدلة الدامغة. وستقول آيات الله البينات (الحروف المقطعة) كلمتها الحاسمة التي ستسكت تخرصاتهم وزعوماتهم وستأتي على بنياتهم الذي بنوه ريبةً في قلوبهم بإذن الله تعالى.

لذا إقتضت الضرورة مناقشة وتفنيد كل ما إرتكز عليه هذا الباحث في بحثه عن الحروف المقطعة بالقرآن الكريم التي حاول هو ومن معه ووراءه أن يحوروها لتكون شاهداً لصالح التوراة والإنجيل بنص القرآن الكريم وشهادته، وشهادة علماء المسلمين بأقوالهم ومواقفهم الضعيفة وتخبطهم حيال هذا الموضوع، بتصديق بعضهم للأسف بصحة حساب الجمل المفترى، وسكوت بعضهم عن إنكار هذه الفرية الفاشلة بسلبية منكرة، بل وقد تجرأ آخرون وأقحموها في القرآن الكريم، جهلاً به وتجنياً عليه،، ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (... من طلب الهدى في غيره أضله الله ...).

وقبل الدخول في ردنا نود هنا أن نلقي بعض الضوء على معنى كلمة تحريف من الجانب العملي بالنظر إلى قول الله تعالى في سورة النساء: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا « يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ «عَن مَّوَاضِعِهِ »» ... 46). وفي سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ « يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ « مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ »» يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰ-;-ذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰ-;-ئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 41)،
وستظهر المعاني عندما نفند عملية التحريف ونذكر أهم مراحلها وخطواتها فيما يلي:
1. تبدأ عملية التحريف أولاً بتحديد صيغة النص المستهدف مثلاً كلمة (ملأ)،
2. تفكك مكونات الكلمة إلى حروف، ويعطي كل حرف الرقم الذي يقابله بجدول (أبجد هوز..)،، مثلا (م=40) و (ل=30) و (أ=1) إذن مجموع حروف الكلمة (40+30+1=71)،
3. يبحث المحرف عن آية من الحروف المقطعة أو أكثر لإيجاد مجموع حروفها،، أفرض أن الآية هي (ألم)،، التي لها نفس المجموع وهو 71،، إذن ضمن بأن أي كلمة يعمل على تصنيعها من أي حروف ستأخذ قدسية الآية الكريمة (ألم) إذا إستطاع أن يحرف الكلم (يبدل حروفها وفقاً لأرقامها) من بعد مواضعه إلى مواضع أخرى تضمن له الصياغة التي يريدها أو القريبة منها،، إذن كل الكلمات التالية صحيحة لأن مجاميعها متساوية =71 التي هي مجموع حروف الآية (ألم=71)، ("لما" ،، "الم" ،، "مال" ،، "أمل")، مثال آخر (بجمع حروف الآيتين (حم، عسق) من سورة الشورى تعطي (ح = 8 + م =40 + ع =70 + س = 60 + ق =100 ) يكون المجموع 278،، إذن تستطيع تأليف أي نص تريده ويخدم زعمك بإختيار الحروف بأرقامها من جدول (أبجد هوز...) وتعيد ترتيبها مرات ومرات حتى تصل إلى مجموعها بحيث لا يقل أو يزيد عن 278،، إذن يمكن تأليف الجمل التالية والإدعاء بأنها تخدم العقيدة لأن مجموع حروفها هو نفسه مجموع الآيتين الكريمتين (حم، عسق = 278)،، مثلاً (عَقٌّ سَمْحُ =278)، و (سَمْعٌ حَقٌ=278)،، (قَمْعٌ سَحٌّ=278)،، وأخيراً (حم عسق=278)،، هذا بعض ما تدلل عليه الآية (... « يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ » ...).

4. ثم بعد ذلك يسهل على (المحرف المحترف) الإدعاء بأن ما جادت به طريقة حساب الجمل هو عقيدة وينسبها إلى الله تعالى إما مباشرة أو عبر الأبن أو الروح القدس،،

بعد فهم آلية التحريف وحساب الجمل فإننا نستطيع معاً الدخول مع الباحث حيث اشار ونناقشه ونحاوره بأدواته وشروطه هو ومن ثم نتبين معاً إن كان ومن معه صادقين أم غير ذلك والله المستعان.

يقول هذا الباحث عن هذه الحروف المقطعة من القرآن الكريم ما يلي:
1. ((... وهى نصف الحروف عدداً والمذكور منها أشرف من المتروك قال الزمخشرى وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف ..، فجميع هذه الحروف فى جملة ( نص حكيم قاطع له سر) ، فسبحان الذي دقت كل شئ حكمته .. فى هذا المقام كلاماً قال:
"لا شك أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثاً ولا سدى، ومن قال من الجهلة إن فى القرآن ما هو تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ خطأ كبيراً .. ولم يجمع العلماء فيها على شئ معين وإنما اختلفوا.
2. المقام الآخر في الحكمة التى اقتضت غير هذه الحروف في أوائل السور .. قال بعضهم إنما ذكرت ليعرف بها أوائل السور وهذا ضعيف، لأن الفصل حاصل بدونها فيما لم تذكر فيه وفيما ذكرت فيه البسملة ..
3. وقال آخرون بل ابتدئ بها لتفتح لاستماعها المشركين .. وهو ضعيف لأنه لو كان كذلك لكان ذلك فى جميع السور لا يكون فى بعضها، بل غالبها ليس كذلك، ولو كان كذلك أيضا لانبغى الابتداء بها فى أوائل الكـلام معهــم سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك ، ثم ان سورة ( البقرة وال عمران مدنيتان ليستا خطـاباً للمشركـين ...))

ويقول عن آية الله البينة المضيئة (كهيعص) ما يلي:
1. ((... وقال بعضهم عن " كهيعص" التى جاءت فى سورة مريم: "هو أسم تخشاه السماء والأرض "،
2. وقال آخرون: قبيل موت رسول الله ص وهو على فراش الموت قال: "يا كهيعص أغفر لى" .؟
3. وحروف "كهيعص" على وجه التحديد يستبارك بها الناس ويكتبونها على واجهات منازلهم ومحلاتهم التجارية للبركة دون فهم لمعانيها ...)) ،

فنقول له في ذلك وبالله التوفيق:
أولاً: أن تقول: (... قال بعضهم كذا...)، ثم تأتِ بقول لا تقيم عليه أي دليل ولا مرجعية ثم تحاول إقناع الناس بأن الذي تقدمه لهم هو بحث علمي هذا يعتبر تدليس وخداع،

ثانياً: النبي يعرف أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، وقد علمها لأصحابه، فلم تكن "كهيعص" من بينها، فإذا تغاضينا عن قولك: (... قال بعضهم،،، وقال آخرون ...) فإن مجرد إدخال حرف النداء على حروف مقطعة وإيرادها في بحث إنما يقدح في قدرات الباحث اللغوية والنحوية والبيانية، إذ أن أدارة النداء لا تدخل على الحروف ولا على الأفعال ولا يمكن النطق بها على هذا النحو يكون سليماً وبليغاً،، هذا بالإضافة إلى أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حين يناجي ربه يقول "الَّهُمَّ"،، فمن أين جاء الباحث بهذه الهطرقة؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، فهو إما يكذب أو يأتي بأقوال العامة والسفهاء أو الإثنان معاً!!َ.

ثالثاً: الآية الكريمة (كهيعص)، هي حروف هجائية بعضها (اسماء حروف) وبعضها (أصوات حروف) هكذا: ("كآفْ" ، "هـَ" ، "يَ" ، "عِيْنْ" ، "صآدْ")، مأخوذة من أربع كلمات بآيتين من سورة مريم، وكررت مرة أخرى أيضاً مأخوذة من أربعة كلمات أخرى من آيتين أخريين بنفس السورة الكريمة. وهي ليس لها أي علاقة بهذا التخريف السخيف الذي يقوله هذا الباحث الساذج المفتري،، وسنتعرض لها بالتفصيل بعد الفراغ من تكذيب هذا البحث المضروب.

أيضاً الباحث مواصلاً إدعاءاته وتخرصاته وإفتراءاته يقول:
1. (( ... كما أن معاني تلك الحروف يجهلها العامة من الأخوة المسلمين، وأيضا الخاصة منهم،
2. وأيضاً من نخبة العلماء والمفسرين المشهورين وأصحاب الفتوى حتى وقتنا هذا،
3. وأخرهم من ظهر على شاشة التلفزة وصاحب التفسيرات العلمية الظاهرية) لآيات القرآن فى مقالاته الأسبوعية (الإعجاز العلمي في القرآن) في جريدة الأهرام القاهرية وهو الدكتور/ زغلول النجار.))، الذي على ما يبدوا قد لمس لديهم وتراً حساساً،، وفقه االله.

تعليقنا وملاحظاتنا على هذه الجزئية من البحث بقولنا وبالله التوفيق:
أولا: نرد هنا جازمين بأن قوله هذا إنما هو إفتراضات عارية تماماً من الحق والحقيقة وإدعاءٌ كاذبٌ ومفضوح،، وذلك لأنه قد علم شيئاً من هنا وآخر من هناك كإجتهادات لبعض العلماء والباحثين، فقالوا بما فهموا ورجَّحوا من قول رب العالمين الذي خاطب بهذا القرآن عقول وقلوب كل الخلق إلى أن تقوم الساعة، فلا غرابة في أن يُظْهِرَ العلماء والمسلمون حذراً عند التعامل مع كتاب الله تعالى حتى لا يقعون في مغبة التأويل بغير علم، ولكن هذا لا يعني أنهم بعيدون كل البعد عن روح ومعطيات هذه الآيات ذات الحروف المقطعة البينة المعاني والدلالات وليس كما يظن المرجفون.

ثانياً: دعك من الأسماء والأشخاص، والألقاب، فالدكتور زغلول يعتبر رجل علم تقني، وهو من خلال علمه يحس بالإعجاز العلمي لآيات القرآن أكثر من غيره الذي هو يفوقه علماً بالفقه ولكنه خارج مجاله وبيئة تخصصه فيتناولها بالدراسة والتدبر بوسائل علمية تقنية توفر له تخصصاً وتفرداً في ذلك يحتاج له المسلمون ليقرب لهم فهم أعمق لظواهر وبواطن الآيات الكونية والعلمية التي تصف دقائق الخلق الذي أوجده الله تعالى بعلمه وقدرته وبديع صنعه، فإنك لن تجد من البشر من يحيط بعلم هذا القرآن الكريم الذي يقول مُنَزِّلُهُ في سورة الكهف: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا 109). فكيف يمكن لمن (لم يعط من العلم إلَّا قليلاً) أن يحيط بعلم هكذا؟؟؟

وهناك غيرها من الآيات التي تصور ذلك وتؤكده، فكيف تنتظر من الدكتور زغلول أن يحيط بعلم الله ومراده من قوله في كتاب أنزله للبشر والجن إلى أن تقوم الساعة ليخدم كل ما قد يَجِدُّ من ظواهر وخفايا لا تدركها أو تلم بها الأجيال السابقة كما حدث منها الآن في عصر إتسم بالعلم والتوسع فيه فلم يضقِ القرآنُ به بل كان كل علم جديد في وسعه وداخل دائرته،، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

على أية حال،، كيف بدأت عملية التخطيط لسرقة الحروف المقطعة من القرآن الكريم؟؟؟:
قرر الباحث ومن معه ومصادره، وسرقة عبارة (نص حكيم له سر قاطع)، التي قال بها الإمام ابن كثير، والتي ألفها من حروف هجائية متفرقة جمعها من الحروف المقطعة في فواتح السور، وذلك بنسبها – بعد سرقتها - إلى المسيحية رغم أنها مجمعة من الحروف المقطعة في بعض سور القرآن الكريم، والتي قد أسالت لعابهم وفتحت شهيتهم وأعجبوا بها كثيراً.

ولظنهم،، بل وجزمهم بغفلة المسلمين (أهل القرآن نفسه) عن قيمة ومغذى هذه الحروف المقطعة وعجزهم عن الإستفادة منها (كما يدعون) لذا رأوا أن ينسبوها إلى المسيحية لتعمل على تأكيد صدق ألوهية عيسى والثالوث (كما يزعمون)، فوجدوا أنَّ الفرصة سانحة لترميم معتقدهم على أنقاض الإسلام بعد تدميره، والقضاء عليه، وحطام المسلمين ودينهم بعد أن يهدموه بشيء من التحريف والتحايل والتذوير.

فَصَدَّقوا هذا الوهم والخبل وبنوا في ظله وظلاله وظلامه وحَرِّهِ آمالاً وأحلاماً عِرَاضَاً ما أنزل الله بها من سلطان ولا يستقيم بها عقل أو جنون، وحيث أنهم قد (توهَّموا سفهاً بغير علم ولا هدىً ولا كتاب منير) بأن الحروف المقطعة في القرآن ليس لها معنى لدى المسلمين، وصور لهم ذلك الوهم بأن يستغلوا هذه الفرصة السانحة لينقَضُّوا على القرآن بكامله فيدَّعِونه للمسيحية بغضِّهِ وغضِيْضِهِ ثم يؤيدون به ما عجز أسلافهم عن تأييده فصالوا هنا وجالوا هناك وظنوا (منتشين) أن الساحة خاليةً لهم تماماً فطفقوا يقولون فيها مدَّعين بأن القرآن الكريم من تأليف وإخراج وتكتيك وطلاسم بحيرة الراهب الأعجمي وهذا قرآن عربي مبين،، فإليكم أيها السادة النقاط التي قالوها وسيعملون على هديها ومنهاجها وإستراتيجيتها الباطلة، وقد حصروها في عدة نقاط يقولون فيها:

أولاً: قالوا ((... والترتيب الذي قصده الراهب من الحروف السابقة بعد ترتيبها ليجعلها تعّبر عن نص له معنى وهى: (نص حكيم له سر قاطع) = 14 حرفاً غير مكررة ...))،

حقيقة،، أحد علماء المسلمين، لعله الإمام ابن كثير، ضمن محاولات كثير من العلماء والمجتهدين الوصول إلى أكبر قدر ممكن من مدلولات هذه الآيات البينات فإتبيع المنهجية التالية:
1. أخذ من كل آية مكررة واحد من كل تكراراتها مثلاً (الم، الر، حم، عسق، كهيعص، يس، طه، طس... الخ),
2. فككها إلى حروف وأسقط منها تكرارات الحروف بحيث لا يذكر الحرف مرة أخرى، فوجدها أربعة عشر حرفاً (ن ص ح ك ي م ل هـ س ر ق ا ط ع)،
3. كون من هذه الحروف عبارة: (نص حكيم له سر قاطع), فوجدها تعبر عن الواقع والحقيقة (إذ أن القرآن كله نص حكيم له سر قاطع)، وفي نفس الوقت لا يكون قد وقع في مآخذ "التأويل" بغير علم، والذي يتفاداه العلماء كثيرا.
وقد جاءت محاولات عديدة كلها إجتهادات (في إطار التدبر والتنقيب عن كنوز هذا البحر الخضم من العلم والمعجزات)، وبعيداً عن الإهمال أو التأويل وفق الهوى.

ثانياً: قرروا أن ينسبوا هذا النص إلى النصرانية، ولكن إشكاليتهم هي كيف سيبررون ورودها في القرآن الكريم،، فلابد من وجود علاقة منطقية مقبولة إلى حد ما، فرجعوا إلى فترة التنزيل وما قبلها من كتب ومراجع السيرة والتفاسير، بحثاً عن شخصيات نصرانية تكون معاصرة بعثة النبي صلى الله عليه وسليم. فوقفوا عند شخصية ورقة بن نوفل ثم من بعده الراهب بحيرا،، كما سنرى لاحقاً هذه الفرية المضحكة والمبكية في نفس الوقت.

يقول أيضاً مواصلاً إفتراءاته وتخرصه في هذا البحث: ((..إن النص الذى قصده بحيرة الراهب هو نص لـ 14 حرف لها سر وجعلها فى عبارة ( نص حكيم له سر قاطع... ))،

أما الإدعاء بأن بحيرة الراهب أو غيره له علاقة بالقرآن الكريم فهذه هطرقة وهزيان لن نلتفت إليه،، ولكن سنؤكد لهم قريباً في تحليلنا وردنا "الموجع" أنهم قد أوقعوا أنفسهم في شر أعمالهم، و ورطة لن يستطيعوا الفكاك منها وسيعرفون حينئذ مقدار السفه الذي أتوا به،، يقول الله تعالى رداً على هذه الفرية بقوله في سورة النحل: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ - « لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ » وَهَٰ-;-ذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ 103).

الآن: بإقحامهم بحيرة الراهب والإعتماد على ذلك الإدعاء،، سيكلفهم ويكلف المسيحية جمعاء ثمناً باهظاً لم يضعوه في الحسبان عندما راهنوا على أن علماء المسلمين لم ولن يعرفوا سر آيات الله البينات المبينات من الحروف المقطعة التي كل حرف منها يدل على عجائب هذا القرآن الكريم وذلك قريباً جداً، عندما تتبلور الحقائق بالدراسة والتحليل والحوار الهاديء العلمي المقنن،، الذي سنركز في هذا الباب بكامله على محق ما قدموا من إفتراءات ودحضها، بل ونسفها نسفاً كما نسف موسى إله السامري، عندها سيتمنى هذا الباحث ومن معه لو أنهم لم يركبوا هذه الموجة المغرقة المهلكة،،، فقط صبراً وسنرى!!!

كما قال الباحث هنا عن عبارة (نص حكيم...) – بعد أن ظن أنها قد آلت إليه وصارت في حظيرته –
1. إنها: ((... لا تقبل تغيرها الى نصوص أخرى وانما نصوص محددة بحروف وأرقام محددة لتلك الأحرف. لها معنى ثابت صحيح بحيث يكون مجموع تلك الأحرف العددية تساوى مجموع حروف النص الخاص بكل آية. هذا ما يسمى بعلم (نظام الترقيم على حساب الجمل )، وهى طريقة معروفه استخدمها العرب مثلها مثل الحضارات الأخرى ...)).

ردنا على هذا هذا الذكاء الخارق والمهارة الخارقة في السرقة:
أولاً: هذا الباحث تفنن في خلط الأوراق فجعل الأبيض أسوداً والأسود أبيضاً وألبس الحق بالباطل ظناً منه أن الفصاحة هي (لَيُّ لِسَانٍ وتَحْرِيْكُ فَكٍّ وصَرِيْرُ قلمٍ على الورق أو تحريْكُ أصَابِعٍ على لوحة مفاتيح...)،،، لاحظ أن هذا الشخص يتحدث بهذه الأريحية عن القرآن الكريم وهو يعرف رأي هذا القرآن في منهجه وعقيدته ذلك القرآن الذي قد شرح القديم والجديد وبين غثه وسمينه وأفاض في دَسَمِهِ وَسُمِّهِ بإسهاب بآلاف الآيات وعشرات السور،، ومع ذلك أراد الباحث أن يقلب جَبَلَ أُحُدٍ في البحر الأحمر بظفره الثلم،

فمن ناحية، يصدق القرآن ويؤمن بدقته عندما يتحدث عن الحروف المقطعة، ثم من ناحية أخرى، يكذب القرآن كله أيضاً بهذه الحروف المقطعة نفسها؟ هذه ملكة في التزوير والتحريف متأصلة فيه، لا يمكن أن يكون لها مثيل، على الرغم من أن الفكرة سمجة وغبية، (كان الله في عون التوراة والإنجيل وما حدث لهما خلال قرون عديدة وما سيحدث لهما فيما ما بقي من عمر للأرض)،،، ولكن القرآن عصي مستعصٍ فَتِيٌّ.

ثانياً: إن إدعاءه بأن عبارة (نص حكيم..) لا تقبل تغيرها الى نصوص أخرى ... الخ، هذا إدعاء يكذبه الواقع، إذ يمكننا وضع عدد كبير من النصوص المختلفة من نفس هذه الحروف،، مثلاً:
عبارة (نص حكيم له سر قاطع = «50+90» + «8+20+10+40» + «30+5» + «60+200» + «100+1+9+70» = 693)، ..... ولكن يمكن تحريف عدد من النصوص بنفس الحروف والقيمة العددية، هكذا:
1. عبارة (كَمْ عَرِيْسٍ نَصَحَاهُ طَلَّقَ = «20+40» + «70+200+10+60» + «50+90+8+1+5» + «9+30+100» = 693)،
2. عبارة (نُصْحِيْ كَرُسُلِهِمْ قَاْطِعٌ = «50+90+8+10» + «20+200+60+30+5+40» + «100+1+9+70» = 693)،
3. عبارة (القِسْطُ مَعْرَكَهُ حِصْنِي = «1+30+100+60+9» + «40+70+200+20+5» + «8+90+50+10» = 693)،
4. عبارة (عُمُرُهُ نُصْحِيْ لَاْ قِسْطُكِ = «70+40+200+5» + «50+90+8+10» + «30+1» + «100+60+9+20» = 693)،
5. عبارة (طَاْلِعْ سَرِقَهَ نَصٍّ حَكِيْمٍ! = «9+1+30+70» + «60+200+100+5» + «50+90» + «8+20+10+40» = 693)،
6. عبارة (يُطِعْكَ حَالِمُ سَرَقَ نِصَّهُ = «10+9+70+20» + «8+1+30+40» + «60+200+100» + «50+90+5» = 693)،
وهكذا،، مما يعني أن الباحث غير صادق في إدعائه، وقد أتينا بهذا العدد من النصوص التي تتفق كلها مع عبارة (نص حكيم...)، فاينا هو المحرف الحقيقي بأن (حرف الكلم من بعد مواضعه)؟؟؟. فأنا أقبل أن يكون كلانا محرف محترف في هذه العبارة، وأتحدى الباحث ومن معه أن يخرج من هذه الورطة المحبطة،،، وما خفي كان أعظم!!!

ثانياً: لاحظوا ما يقوله هذا الباحث في هذه الجزئية عن الحروف المقطعة (المسروقة)!!!
1. ((... هى حروف لنصوص وعبارات « "إنجيلية"، تخص عقيدة المسيحيين فى المسيح »، والتي ترفضها النصوص القرآنية فى آياته.
2. وقد «« جمعها بحيرة الراهب فى تلك الحروف ووضعها فى أول بعض السور »»، « بحروف مختارة » و « بتكرار مقصود »،
3. وجعلها تحمل آية رقم (1) ليؤكد على أهميتها وعلى « صدق عقيدة المسيحيين فى التثليث والتوحيد »، بعد أن رأى بعينيه « سحق المسيحيين واليهود وقتلهم والقضاء عليهم فى مكة والمنامة والمدينة واليمن التى كانت عامرة بالكنائس والأديرة »، ورميهم بالشرك والكفر دون وجه حق ...)).

في الحقيقة يستحيل على الإنسان مجرد تصور ما يقوله هذا الباحث، ومدى الأزمة النفسية والفراغ الوجداني الذي يعيش فيه هؤلاء الدجالون المحرفون المحترفون، أكيد هذا إيحاء وتخطيط أبليس الكبير، ولا أظنه بهذا القدر من خداع النفس بهذه الصورة المذرية الكئيبة،،، في الواقع لن أستطيع تصوير هذه الفكرة الغريبة الشاذة،، ولكن دعونا نحاول (مضطرين) لدواعي التفنيد والرد في حدود المعقول والمقبول جدلاً،، أن تجاريه في تخرصاته وخيالاته فيما يلي:

فكرة هذا الشخص ومن معه وقبله بإختصار تقول الآتي:
ما دام أنه قد ثبت لهم بأن المسلمين جميعهم صحابة وعلماء وتابعين وتابعيهم والصفوة منهم لم يستطيعوا (حسب ظنه) أن يعرفوا معنى للحروف المقطعة،، فهي فرصة من ماس يجب أن لا يضيعوها بل يستغلوها بالتحايل لنهبها ثم إستعمالها "بعد تحريفها طبعاً" في تأييد عقيدتهم بها من ناحية،، وضرب خصمهم اللدود الإسلام في مقتل، من جهة أخرى بالتشكيك في إمكانية تحريفه وتغييره وإثبات أنه ليس محفوظاً كما يدعي المسلمون،،، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ..... فالأمر يحتاج إلى إستراتيجية واضحة ومنهجية مضبوطة ومحبوكة ولكن،،، كيف؟؟ .... لن نحتار كثيراً،، فالباحث وزمرته قد أعدوا العدة كاملة، للهدف الآساسي main goal،، وهناك أهداف فرعية objectives مدروسة ومعالجة في إطار إستراتيجي عام (ما يَخُرِّشِ المَيَّة)،، وإليك الخطة:

أولاً: العمل على تكذيب كتاب المسلمين (القرآن الكريم)، والإدعاء بأنه « ليس وحياً من عند الله » وأن محمد قام « بكتابته بيده ّ»َ بلغه من علمه تعاليمه من التوراة والإنجيل « فصاغ كتاباً مختصراً سماه له بحيرة بإسم (القرآن) »،،،
ولكن!!!... كيف سيكون وصول بحيرة إلى القرآن،، هذه إشكالية تحتاج إلى معالجة وحبكة، فلا بد من التمهيد بإيجاد وسيلة تثبت أن هناك علاقة دينية وثيقة بين النبي محمد وبين العقيدة المسيحية،، إذن لا بد من البحث والتنقيب في كتب السيرة والتفسير لإيجاد هذه العلاقة، وإبليس دائماً جاهز بإستشاراته المحبوكة،،

إذاً،، المسألة لا تحتاج منهم إلى كبير عناء،، فقد ذكرت كتب السيرة النبوية والمراجع الإسلامية إسم الحبر الحنفي (ورقة بن نوفل)،، ولكن كيف نعد السيرة الذاتية لهذا الراهب والتي يمكنها أن تقدمهم خطوة/خطوات إلى الأمام لإكمال عملية السرقة الكبرى؟؟؟

المسألة ليست صعبة على المحرفين المحترفين، فطرف الخيط موجود، ما دام أن هناك علاقة نسب بين النبي محمد وورقة بن نوفل من جهة إبنة عمه السيدة خديجة ذوج النبي الأولى،، إذن تكون صياغة السيناريو كالآتي:
1. (لماذا لا ندعي « بأن ورقة بن نوفل راهباً مسيحياً ؟»، و « السيدة خديجة كذلك مسيحية »، وقد قام ورقة بن نوفل « بتعليم محمد تعاليم الديانة المسيحية توراتها وإنجيلها، فأصبح مسيحياً » و « تزوج من السيدة خديجة زواجاً مسيحياً »، ..... فما المانع في ذلك؟؟؟ في النهاية المسألة كلها عك في عك، ما دام أنه يمكن تمريرها على المسلمين الغافلين.

2. وليس هناك ما يمنع من أن نضفي مزيداً من الحبكة والتلفيق ليبدوا أن الأمر طبيعياً فنقول « إن السر في أن محمد لم يتزوج إلا بعد وفاة السيدة خديجة لأن الدين المسيحي يحرم تعدد الزوجات »،، الخ .... (يا !!! حلاوة !!!).

فعندما تشتغل المارغوانا والعفيون يصنعان العجائب،، ثم ماذا بعد؟؟؟ لقد أصبح لنا الآن « موطيء قدم في بيت النبوة نفسها »،، ولا ننسى « أن ورقة قد عرف بأمر جبريل قبل أن يعرفه محمد نفسه »،، هكذا تقول كتب السيرة فالأمر أمان من هذه الناحية.

ثانياً: ما الذي يمنع أن نقول:
1. بأن ورقة بن نوفل « هو الذي علم محمد كيف يكتب هذا القرآن »؟

2. ونقول أيضاً بأن القرآن نفسه « ليس تنزيلا من عند الله تعالى وإنما إشترك فيه ورقة بن نوفل (المسيحي) »؟؟

فهذه الفرضية ممكنة ومقبولة ومنطقية،،، إذا ظل ورقة حياً حتى نزول القرآن وآيات الحروف المقطعة،، ولكن لسوء حظهم جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن،، وإن حادثة وفات ورقة بن نوفل التي ثبت أنها حدثت قبل نزول القرآن أضاع عنهم هذه الفرصة ولكن "لا بأس" يمكن تناول الخيط من طرف آخر،، فمكة والمدينة يوجد بهما الكثير من اليهود والنصارى، والأرشيف الإسلامي خير معين في ذلك فالتفاسير موجودة وكتب السيرة موجودة،، والتغطية للمناورة موجودة بوجود الخلاف والإختلاف والتخالف بين علماء المسلمين.

الآن قد بلغوا نقطة متقدمة لا يمكن إضاعتها،، إذن لا بد من وجود شخصية أخرى مسيحية تكون قد جاء ذكرها بكتب السيرة والتفسير بحيث تكون مألوفة للمسلمين وفي نفس الوقت تكون معاصرة وحاضرة زمن نزول هذه السور ذات الحروف المقطعة،، والتي أغلبها (26 سورة منها) قد نزلت بمكة قبل الهجرة إلى المدينة وثلاثة فقط هي التي نزلت في المدينة،، هذه معلومات يسيل لها اللعاب،، إذن فلنبحث عن تلك الشخصية المحورية،،، ولكن أين؟ ومن هو صاحبها؟ ... وكيف الوصول إليه؟

نعم هناك راهب ورد ذكر إسمه بكتب السيرة والتفاسير يقال له (بحيرا)، كان هذا الراهب قد تعرف على نبوة محمد وهو صبي « في التاسعة أو العاشرة من عمره عندما كان – مع عمه أبي طالب - في طريق التجارة بين مكة والشام»، وقد بشره بحيراً بأنه نبي ذلك الزمان، بعد أن رأى علامات النبوة التي جاء ذكرها في التوراة والإنجيل عنه صلى الله عليه وسلم،، وعلى الرغم من أن ديانته كانت حنفية إبراهيم التي بقي عليها حتى توفي،، إلا أن هذه ليست معضلة أمام مَلَكَةِ التزوير عند هؤلاء الدجالين،، « فما المانع من الإدعاء بأنه كان راهباً مسيحياً ؟؟؟» إن كانت سيرته الذاتية والمعلومات عنه تؤهله للعب الدور الذي يخططونه له (فالزمَّار لا يُغطِّيْ ذِقنَهُ).

المهم تحقيق الهدف بأي وسيلة للوصول إلى القرآن بعد أن وصلوا إلى النبي نفسه عبر نسبه مع ورقة بن نوفل وقد إستطاعوا بإفكهم وتلفيقهم الإدعاء بمسيحيته صلى الله عليه وسلم، و « إكتساب علمه من الراهب المسيحي ورقة بن نوفل »،، الآن إقتربوا أكثر فأكثر من الهدف،، لأن المعلومات الأخرى عن بحيرة هذا أنه عاش حتى السنة الثانية من الهجرة،، وهذا يعني أنه عاصر كل السور التي بها حروف مقطعة،، وهذه كافية لتحقيق الهدف الذي حددوه له بدقة شديدة.

الآن دعونا نلخص النتائج الأساسية المتوفرة لدينا،، وهي:
1. لدينا القرآن وكل السور التي فواتحها من الحروف المقطعة، وتأكد أن المسلمين لن يستطيعوا إستعادتها منهم لأنهم لا يعرفون معناها،
2. لدينا هوية النبي نفسه بعد أن أعلنا بأنه كان مسيحياً وتزوج من مسيحية، وكان وزاجهما مسيحياً ليس ذلك فحسب، بل مصدر تعليمه للتوراة والإنجيل هو ورقة بن نوفل (المسيحي)،
3. ولدينا بحيرا الراهب بعلاقته المدعاة مع تلميذه النبي،،
4. ولدينا النبي نفسه،،

ولكن،، كيف يمكن التزاوج والتوفيق بين هذا وذاك وتلك، بحيث يكون القرآن متاحاً وفي متناول يد بحيرا الراهب تماماً مثل أو أكثر من ما هو متاح لمحمد نفسه حتى تكتمل المؤامرة،، إذن العقبة التي أمامهم في هذه المرحلة الحرجة الحساسة هي مسألة الوحي من السماء ومسألة التنزيل،، فلا بد من إيجاد حل لهذه المعضلة وإلا سينهار المشروع من أساسه،، إذاً،، ليس هناك سوى حل واحد لا بديل له ويجب فبركته سريعاً،، على أن تتضمن الخطة ما يلي:
1. لِمَ لَاْ نَدَّعِيْ بإن « صاحب القرآن ليس الرسول محمد ولا حتى رب محمد وإنما هو من عند بحيرة الراهب (نفسه) ؟»، الذي كان مطلعاً على كل القرآن الكريم بكامله قبل أن ينزل وهو أكثر علم به من النبي؟؟؟

2. يجب ألَّا ننسى إدعاءنا بأنه « هو الذي كان يعلم محمد العقيدة »،، وعلاقته بتلميذه سمن على عسل،، ولكن هذه العلاقة الصافية ليست في صالح المشروع، لأن هذه العلاقة الحميمة لا توفر المبرر الكافي لدس الحروف المقطعة بآيات القرآن الكريم دون أن يحس بها محمد ولا المسلمين ولا جبريل ولا حتى رب محمد نفسه، (تنزه الله عن ذلك وعلا علواً كبيراً).

3. نحن الآن لدينا نص يقول (نص حكيم له سر قاطع)، سرقناه من أصحابه الغافلين وقد أصبح الآن نصاً نصرانياً وأصلاً ثابتاً بإمتياز، وعليه،، يجب أن ندعي بأن هذا النص « هو من إبتكارات بحيرا الراهب (الأعجمي) »، وقد عمل على إخفائه بالقرآن الكريم عن محمد وعن المسلمين وهي عبارة عن « طلاسم »،، يريد بحيرا أن يودعها القرأن الكريم دون علم من النبي محمد. ولكن ما هي الغاية من كل هذا التخطيط الغبي؟؟؟

التبرير الساذج يقول: (حتى تأتي الأجيال القادمة من النصارى لتكتشف السر الذي وضعه ربهم المدعى بحيرا الراهب، «(( وتعرف أن الدين المسيحي هو الدين الكامل ))»). فقط لا غير!!! إنما،، لماذا لا يصارح بحيرا به محمد ويضعه بالقرآن عياناً بياناً بعلم النبي (تلميذه) نفسه؟؟؟

واضح أن هذا الخيار المنطقي لا يصلح لأنه لن يمر على المخدوعين حتى السذج منهم والأغبياء بسهولة،، لأنه بالطبع لن يقبل ذلك وسيتشكك في نية بحيراً،، إذن علينا أن نبحث عن طريقة « نعكر بها صفو العلاقة بينهما » حتى نوجد المبرر الكافي والمنطقي للدس والتدليس والخداع الذي سيقوم به ربهم المفترى بحيرا،، إذاً،، الحل هو أن ندعي السيناريو الآتي:

إذاً،، ندعي بأن بحيرا الراهب لما شاهد ما فعله محمد « بعد أن كتب كتابه الذي يحتوي على تعاليم دينه الجديد الذي أعده "مختصراً" مِمَّا تعلمه من ورقة بن نوفل وبحيرا الراهب »،، وعندما تمكن من مشروعه « غدر بأستاذه وإنقلب على اليهود المسيحيين تقتيلاً وتشريداً وسبياً » لأنه بَنَىْ إمبراطوريته لغزو العالم وإفراغ الجزيرة العربية من الأديان،، ثم ماذا بعد؟؟؟

هذا منطق معقول،، ولكن الوضع يحتاج إلى سيناريو تبريرات مناسب،، حسناً،، إذن ما الذي يمنع من أن ندعي بأن بحيرا الراهب «(( قد ندم على تعليمه للنبي وتاب وإستغفر وأراد أن يكفر عن ذنبه وذنب ورقة بن نوفل الذي أيضاً شارك في تعليم النبي ))»،، فقرر أن يحمي الدين المسيحي،، ويبتكر « طلاسم » يدسها سراً في القرآن الكريم نفسه دون أن يعلم به محمد ولا المسلمين، لتحفظ هذه الطلاسم السر الذي يؤكد لهم أن العقيدة المسيحية هي الدين الكامل حتى يحميهم من المسلمين. ..... (هذا ليس خيال مني بل هو السيناريو الذي إعتمدوه ونفذوه بالحرف الواحد).

ولكن كيف نوفق ما بين العبارة الي سرقناها (نص حكيم له سر قاطع) وبين الحروف المقطعة في القرآن الكريم والتي عدد حروفها معاً 34 حرفاً بعضها مكرر والعَالِمُ الذي تحصل على عبارة (نص حكيم...) قام بحذف التكرارات فصفاها إلى 14 حرفاً فقط ثم رتبها لتعطي عبارة ذات معنى مفهوم فوصل في النهاية إلى تلك العبارة، إذن لا بد من العمل بذكاء والتحرك « بصورة عكسية »، بالحيلة والمكر،، هكذا:

أولاً: لماذا لا نقول بأن بحيرة الراهب:
1. قد « إستطاع أن يؤلف الحروف المقطعة من القرآن »، ثم يؤلف منها (الم، ويكررها 6 مرات ويضعها في أوائل بعض السور (كشفرات ورموز مسيحية) لا يعرفها أحد غيره حتى النبي نفسه وحتى جبريل وحتى الله منزل القرآن ذاته،
2. ثم كرر الراهب ذلك مرة أخرى فألف الرموز (ألر وكررها 5 مرات) ووضعها حيث ينبغي في أوائل بعض السور،
3. ثم كرر ذلك في (حم، وحم عسق، وكهيعص، ويس، و... الخ، .....
(نعم... نعم، والله العظيم،، إنهم يفكرون بهذا الغباء وهذه السطحية حتى الكذب لا يجيدونه).

ثانياً: الآن نحن أمام إله آخر غير عيسى عليه السلام وغير الثالوث،، الآن لدينا ذلك الخارق بحيرة الراهب الذي إستطاع أن يدس بالقرآن (دون أن يعلم به الله ولا رسوله ولا ملائكته) ليؤكد للأجيال القادمة من النصارى على أهميتها وعلى صدق عقيدة المسيحيين فى التثليث والتوحيد، ما رأيكم في هذا العمه؟؟؟

أنت أيها القاريء، قلت لي كيف؟؟؟ ،،، حسناً، المسألة في غاية البساطة:
1. نقول أن بحيرا إستطاع فعل ما أراد بالقرآن الكريم وأضاف ما شاء حيث شاء؟؟؟ المسألة مقدور عليها... ما الذي يمنع - بعد أن أوجدنا الجو المناسب للسرية والمبرر المناسب للخطوة التالية - من القول بأن بحيرا بلاهوته!! إستطاع إختراق موقع النبي على القيس بوك بمساعدة فيروس حصان طروادهvirus Trojan وتمكن من إستعراض ملفات القرآن الكريم الأصلية من الـ server "خلسةً" وإضاف الحروف المقطعة التي إبتكرها بالقرآن "بالتحديد" في فواتح بعض السور التي إنتقاها بذكاء عالٍ وعبقرية ولاهوتية كبيرة،، حتى تظل تلك الطلاسم هناك في كتاب المسلمين invisible في الحفظ والصون دون أن يعرفها أحد أو يحس بها،، خاصة وأن لاهوت ربهم بحيرا حل في ناسوته وبمساعدة الروح القدس،،

لا شك في أنه سيضمن ذلك فلن يستطيع محمد ولا جبريل ولا ربهما ولا المسلمين من إكتشاف عبقرية بحيرا، وملكته التقنية العالية، أو معرفة تلك التعديلات والإضافات التي ستستمر آلاف السنين كذلك حتى يكتشفها المسيحيون فيما بعد ليعلموا (من القرآن) أن المسيحية الدين الوحيد الكامل.

2. وحتى تكون السرية تامة قام بحيرا بالتخلص من فيروس حصان طروادة من ملفات القرآن الكريم، ثم حفظ الملفات المعدلة مكان الملفات السابقة الأصلية updated،، ولم ينس طبعاً أخذ نسخة منها على فلاش وطبع نسخ منها على طابعة الليزر الملونة عالية التقنية على أوراق مقدسة أزلية غير قابلة للتغير والتلف بعوامل التآكل، لأنها من ورق الذهب الخالص، وحفظت في CD من البلاتين، وأودعت الإسطوانة في صندوق من الماس.

3. طبعاً كان لابد من أن يضفوا على الحبر ورقة بن نوفل والراهب بحيرا قدسية لاهوتية وإحلال في ناسوتية فيرفعونهما إلى مرتبة عالية بإعطائهم صفة الربوبية مباشرة يقول الله تعالى في سورة التوبة: (اتَّخَذُوا - « أَحْبَارَهُمْ » وَ « رُهْبَانَهُمْ » - أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ – وَ « الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ » ..... وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا «« إِلَٰ-;-هًا وَاحِدًا »» لَّا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 31) لأن المهمة التي سيقومان بها لا يمكن أن تصدر ويقدر عليها سوى رب قادر وعليم. فهم يريدون أن يوهموا أنفسهم بذلك الخبل والهبل.

حسناً أيها الباحث الذكي،، إن كان بحيرا الراهب بهذه القدرات العالية والذكاء الخارق واللاهوتية المركبة،، لماذا يسلك طريق الغش والخداع والخيانة والدس والمراوغة،، وأن يتلصص على كتاب "تلميذه" الذي يقل عنه علماً (كما تدعون)، ليدس أربعة عشر حرفاً يكررها بهذا التعقيد الفارغ الذي تأفكونه، كل ذلك لكي يأتي مخمورون مدلسون من نصارى الأجيال المتأخرة لكي يكتشفوا - بجدول (أبجد هوز...) المقدس والمبارك من إبليس الكبير، وإستخدام طريقة حساب الجمل السخيفة - ليصلوا إلى غاية جوفاء خرقاء، هي إشهاد القرآن الكريم (الذي يتشككون فيه) على صحة عقيدتهم التي يشعرون هم أنفسهم بأنها تفتقر للمصداقية والدليل؟؟ ألا ترى معي أن هذا السلوك لا يمكن أن يتم إلا من هزيل مضعضع ساذج محبط مهزوم... مأجور؟؟؟

أليس من الأليق ببحيرا وبالمسيحيين أن يتكرم عليهم بوضع كتاب كامل واضح مفصل يستطيع به الوقوف في وجه القرآن الكريم ويحاججه ويتفوق عليه إن كان حقاً يملك هذه القدرات التي تَدَّعُونَها لراهب مغمور أعجمي يتحدث بلغة عدد عروفها الهجائية لا يزيد عن 26 حرفاً فقط بينما لغة القرآن الكريم تتكون من ثمانية عشر باباً من الحروف والصوتيات (من باب "ألف" وحتى باب "ياء") وكل باب منها به ما لا يقل عن (أربعة عشر صوتاً) وتساوي في مجموعها 392 صوتاً إذا تغاضينا عن حروف المد الزائدة التي ترفع العدد إلى 448 صوتاً في حالة المد حركتين و 476 في حالة المد أربعة حركات، و504 صوتاً في حالة المد ستة حركات، هذا إذا تغاضينا عن الأصوات الإضافية الكثيرة الناشئة من التجويد (إظهار، وإخفاء، وإقلاب، وإدغام بغنة وبغير غنة،،، الخ).

معروف أن الأعجمي لا يستطيع نطق العديد من الحروف الأساسية وأصواتها،، مثلاً الحروف ("ص"، و"ح"، و"ق"، و "ط") لأن هذه الحروف ليست من بين الحروف الهجائية للغتهم الأعجمية، وبالتالي لو وضعنا هذه الحقيقة في الإعتبار مثلاً عند قراءة عبارة (نص حكيم له سر قاطع) سينطق الأعجمي كلمة ("نص" – "نس")، وكلمة ("حكيم" – "هكيم")، وكلمة "قاطع" – "كاتئ")،، فهل العبارة التي أوحى لكم بها ربكم بحيرا هي (نص حكيم له سر قاطع) أم هي (نس هكيم له سر كاتئ)؟؟ فهل تركها لكم بالعربية الفصحة أم باليونانية القديمة أم بالعبرية أم لعلها بالهيروغليفية؟؟ أفيدونا حتى نستطيع أن نسرح معكم في آفاق الخيال التراجيدي والتصور الخرافي.

إنَّ إدعاءكم بأن ربكم بحيرا قد عجز عن مواجهة هيمنة القرآن الكريم على كل الأديان، وعدم قدرته على مواجهته نصاً بنص كأن يصدر حقيقة معينة من التوراة أو الإنجيل تثبت عدم صحة تهمة بالتحريف العالقة بهما ومثبتة حتى من كتابهم المقدس نفسه، بدلا من التنطع والتسكع، وهذا إعتراف ضمني من بحيرا بأنه قد إنهزم ورفع فرية جدول (أبجد هوز...) المبتدع، وطريقة حساب الجمل الفاشل فوق التوراة والإنجيل،، بدليل أنه لم يستخدمهما في هذه المهمة الخطيرة التي تقتضي الإستشهاد بهما بدلاً من تعريض العقيدة كلها إلى هذه الهاوية السحيقة التي ستقع فيها كل هذا الأكاذيب والتلفيقات والدسائس الهزيلة بإذن الله تعالى، فقد مكروا ومكر الله بكم وهو خير الماكرين.

وقد فات هذا الباحث حقيقة مؤكدة وهي أن الخلافات المتأججة بين الفرق النصرانية الدموية كانت قبل ظهور الإسلام،، فمعلوم من الكتاب المقدس نفسه مسألة "التحريف" التي ألمت به، وليس القرآن هو أول من قال بها،، فلأن الموضوع طويل نكتفي بتقديم بعض الروابط لمن أراد أن يعرف المزيد من التفاصيل عن هذه الحقيقة المؤكدة، فيما يلي:
1. القمص يوحنا سلامة: البروتستانت حرفوا الكتاب المقدس (http://www.burhanukum.com/article1707.html
2. أدلة تحريف الكتاب المقدس (http://www.ebnmaryam.com/alta7reef2/alta7reef2.htm
3. من أدلة تحريف الإنجيل (http://www.alukah.net/sharia/0/32339

على أية حال،،، ماذا سيكون موقفكم عندما نثبت لكم وبنظريتكم نفسها، وآليتكم وإستراتيجيتكم عدم صحة كل ما بنيتموه من أوهام (أقول أوهام ظلمتم أنفسكم وغيركم بها) على هذه الفرية التي نشكركم عليها لأنها قد أتاحت لنا الفرصة سانحةً لأن نُسْمِعَ الناس والدنيا كلها الحق عبرها ولا شيء غير الحق من لدن (الله الحق)، من خلال ما سنقدمه لهم من براهين أنتم أنفسكم ستشهدون لها بالصحة أو بآليتكم وإستراتيجيتكم بالخطأ،، وحينئذ ستتغير أشياء كثيرة لكم وللآخرين.

يجب أن تتذكروا أننا لم نتدخل في عقيدتكم رغم أننا نعرف حقيقتها وقد سكت المسلمون عن ذلك بأمر الله ورسوله،، فقط نتلوا ما قاله الله تعالى عنكم وعن دينكم وما فيهما من حق وباطل دون تدخل للأهواء لأننا لسنا معنيين بمن آمن أو من كفر،، ولكننا معنيون بتبليغ الدين كما نزل دون زيادة أو نقصان. يقول تعالى في سورة الكهف: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ « فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن » وَ « مَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ » - إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا 29)، ويقول في سورة النبأ («ذَٰ-;-لِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ « فَمَن شَاءَ » اتَّخَذَ إِلَىٰ-;- رَبِّهِ مَآبًا39 » ،، «إِنَّا « أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا » يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا 40»).

أنتم الذين أعلنتم الحرب على رسول الله ودينه وأصحابه من طرف واحد، وظاهرتم على إخراجهم من المدينة كما فعلتم في إخراجه من مكة فلم يكن أمامه إلا قتالكم دفاعاً عن النفس وأنتم الذين سعيتم إلى الإساءة إليه وإلى دينه الحنيف ولا زلتم حتى بعد مرور أكثر من اربعة عشر قرناً تخوضون في شخصه وفي دينه وفي ربه وفي أمته بدون حساب تحت سمع وبصر الدولة الراعية للمصائب والكوارث. فلم نذكر أحد من أنبيائكم بسوء بل بكل إحترام وتمجيد وحب،، ولم نخوض في دينكم من تلقاء أنفسنا بل نقف عند حد ما قاله وفعله الله،، فله مطلق الإختيار في أن ينزل ديناً ثم ينسخه بكامله أو ينسيه كله أو بعضه وما على العبيد سوى السمع والطاعة.

إليكم هنا ما يدعيه هذا الشخص في تخرصاته فيقول عن ربه بحيرا الراهب: ((... وقد أفلت الأمر من يده بعد ان « تولى زمام تلقين محمد عقائد أهل الكتاب » بعد وفاة « ورقة بن نوفل » وأحس بالذنب والندم لفعلته. لذا وضع تلك الحروف لكشف الحقيقة للأجيال التالية وترك سر هذه الرموز بالتداول، (« ليكفر عن ذنبه » و « ذنب ورقة بن نوفل الأسقف المسيحي ») الذي حاول ورقة بن نوفل فى بادئ الأمر جعل محمد مسيحياً بتلقينه العقيدة المسيحية وتعليمه التوراة والإنجيل ...)).

إذن، قد بدأت القصة السخيفة من أولها، والتمحك ومحاولة التشكيك في نبوءة ورسالة الإسلام ثم في القرآن،، فإذا كنتم تعتقدون بصحة هذه الفرية، بأن ورقة أو بحيرة أم غيرهما هما الذان لقَّنَا النبي الكريم محمد عقائد أهل الكتاب،، دعونا نلقي بعض الضوء على الخبال الذي أتى به هذا الباحث عن المتاعب:

أولاً: قال عن ربه بحيرا إن الأمر قد أفلت من يده،، (ذلك الجهبذ ذو العلم الواسح والحكمة الشاسعة، الذي لقن محمد روائع القرآن الكريم)، ومع ذلك حسه الفاتر يضيق عن التخمين بما سيحدث خلال عقد من الزمان، وهو في الوقت نفسه يضع خارطة الطريق لكل النصارى لآلاف السنين وحتى تقوم الساعة، فيكتشف أنه كان غبياً مغفلاً قدر عليه تلميذه (الأمي)،

ثانياً: أحس بالذنب والندم على فعلته، وأنه غُرِّرَ به وإستدرج وخُدِعَ « مع أنه موحي القرآن »، وقد كان كريماً للغاية في التوبة، حيث أنه لم ينس (ورقة أبن نوفل)، الذي أيضاً أخطأ مثله وبالتالي كانت توبته لشخصه ولورقة وضمن الكفارة له ولورقة أيضاً،، وما الغضاضة في ذلك؟؟؟ أليس عيسى عليه السلام (في مفهومهم وإدعائهم) مات على الصليب وتحمل العذاب ليكفر عن ذنب لم يرتكبه، ولم ترتكبه البشرية التي سيكفر عنها أيضاً ومع ذلك مات معذباً ومهاناً حتى يكفر عن ذنوب من لم يأتوا إلى الحياة بعد؟؟؟

ثالثاً: نفهم من هذا البحث المتهور أن تعليم الشخص وجعله مسيحياً وتلقينه المسيحية يعتبر عمل غير كريم وذنب تلزمه كفارة (إما منه نفسه إن كان حياً أو ممن ينوب عنه إن مات قبل التوبة،، بدليل إدانته وتجريمه لمحاولة ورقة بن نوفل فى بادئ الأمر جعل محمد مسيحياً بتلقينه العقيدة المسيحية وتعليمه التوراة والإنجيل,

ما هي هذه الخيبة والتدهور الذان أصاباكم وقضيا على عقولكم ومدارككم، فأصبحتم ضعافاً مهزومين محبطين تبحثون لكم عن قشة تتعلقون بها مع علمكم بأن الغرق محقق لا محالة. ألا تستطيعون الإتيان بسورة واحدة فقط من مثل هذا القرآن الكريم وقبول التحدي بدلاً من هذا التخبط المحبط، وإرتضيتم بوصمة الهزيمة وقلة الحيلة، والتسول عند عتبة القرآن الكريم والترمم على فتات الحروف المقطعة إن جاز لنا هذا التعبير؟؟ لماذا لا تأتون بسورة واحدة فقط من مثل هذا القرآن وتجبرون بذلك كسر وإخفاق وضعضعة وخزلان ربكم بحيرا الذي كان سيء التقدير وكثير الأخطاء؟؟؟

فإذا كانت أربابكم من أحباركم رهبانكم هم الذين يملكون العلم الأساسي بالدين، وأنهم أعطوا بعضاً من دينهم وعلمهم الغزير المعافى من التحريف والتغيير للنبي محمد صلى الله عليه وسلم!! كيف إتفق له أن جاء بدين جديد عظيم معجز، ناسخ لما عندهم وعندكم ومهيماً عليه وناقداً له وفاضحاً لما به من تحريف؟؟ كيف،، وما ردة فعل اربابكم من أحباركم ورهبانكم على هذا الإختراق الفاضح لهم والكاشف لعجزهم وقلة علمهم وسوء عملهم؟؟؟

فإن لم يكن ذلك كذلك،، فما الذي فعلوه من جانبهم لإثبات عكس ما جاء به هذا القرآن من حق وحقائق دامغة وصريحة تتهمهم بالتحريف والتزوير (وتؤكد ما جاء بكتبهم المقدسة نفسها)، وتقيم الدليل على ذلك وتعلن التحدي المفتوح الذي ظل كذلك على مدار الساعة لأكثر من اربعة عشر قرناً دون أن يتجرأ أحد بقبول التحدي الذي أعجزكم وأحبط كل محاولاتكم،، لذا تركتم الفيل وبدأتم تطعنون في ظله كما يقولون،، فكان البديل التطاول وسوء الأدب الذي لا طائل منه سوى إضفاء مزيد من الهزيمة والخزلان والإفحام لأصحابه المحبطين.

أليس إسلوب الدس والتمويه والعمل في الظلام بهذه الطريقة التي تصورونها دليل قطعي على الضعف وقلة الحيلة والتراجع عن المواجهة؟؟
اليس الأولى والأجدى ببحيرا الراهب ومن سلك طريقه وإقتفى أثره أن يدخل في مواجهة مباشرة أو مناظرة توضح للأخوة المسيحيين أن لديهم ما يثبتون به أنهم على حق ويقيمون الدليل على ذلك،، خاصة وأنكم (كما تدعون وتفترون) مصدر العلم والتجارب والدين كله بما في ذلك القرآن الذي كما قلتم مختصر للتوراة والإنجيل؟؟ إذن لماذا خزلكم ربكم بحيرا وإرتضى لكم الدنيئة في دينكم، ووكل أمركم ومصير عقيدتكم إلى طلاسم من أربعة عشر حرفاً (عربياً) وترك أعجميته التي يتقنها وتتقنونها كأن يستخدم مثلاً اليونانية القديمة أو العبرية؟؟ وأن يُخَلِّفَ لكم مرجعية ذات قيمة بدلاً من تسلية (الكلمات المتقاطعة) التي إبتكرتموها بركنيها المنهارين (الأبجدية المرقمة، وحساب الجمل) الفاشلين المخترقين؟؟؟

نلاحظ أنكم في فقرة سابقة صورتم لنا بحيرا الراهب غاية في الدهاء والمكر وسعة العلم والحيلة والتمكن من ناصية القرآن بقدر كاف يسمح له أن يضع فيه ما يشاء وحيث يشاء، لدرجة أنه دس في كتاب الله (كما تقولون) رموزاً وطلاسم دون علم الله والنبي والملائكة،، فكيف بعد كل هذا التميز والتفرد والحصافة تصورونه في هذه الفقرة بأنه ساذج لدرجة العبط والضعضعة، ثم الغفلة والإستغفال، بحيث أن الأمر قد أفلت من يده بعد موت ورقة بن نوفل، وأنه مذنب لدرجة شعوره بالندم فأراد أن يكفر عن ذنبه بالتحايل على الإسلام والمسلمين ونبيهم وجبريل عليه السلام؟؟،

أيضاً،، إن كان قد إرتكب ذنباً إستحق منه الندم وأوجب عليه الكفارة كما تقولون،، فكيف يمكن أن يكفر أحد عن ذنب الآخرين دون ذنبه، إلَّا في عقيدتكم المصنعة المبتكرة؟؟؟ ما أغرب هذه العقول وما أشد ما تنتجه من متناقضات لا يمكن تصورها حتى في أفلام الكرتون (توم وجيري،، أو بنك بانسر...)؟.

وهل ورقة بن نوفل أسقفاً مسيحياً كما تقولون؟؟؟ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين،، إنما هو حبر. فالأديان قبل الإسلام كانت (حنفية إبراهيم، ويهودية موسى بتحريفها، ونصرانية قوم عيسى عليهم السلام أيضاً بتحريفها، ومشركين يعبدون الأوثان والنصب، وملحدين)،، فالدين النقي آنذاك هو الحنفية،، التي سلمت من التبديل أو التغيير،، فهم الذين ظلوا معتنقين لدين إبراهيم، يقول تعالى في سورة البقرة: (وَقَالُوا - « كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ-;- تَهْتَدُوا » - قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 126)، وقد حدد الله لهم خطابهم، آمراً أياهم بقوله: (قُولُوا « آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا » وَ « مَا أُنزِلَ إِلَىٰ-;- إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ » وَ « مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ-;- وَعِيسَىٰ-;- » وَ « مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ » ..... لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ « وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ » 136). وهذا هو دين محمد بن عبد الله قبل أن يرسله الله بدين الإسلام نبياً ورسولاً وهذا هو دين جده الخليل إبراهيم أبو الحنفية عليهم الصلاة والسلام.

أما ورقة بن نوفل فهو أحد الأحبار الأربعة الذين اجتمعوا في يوم احتفال قريش بأحد أصنامهم، وتحدثوا فيما بينهم، واجتمعت كلمتهم على أنَّ قريشاً انحرفت عن دين إبراهيم عليه السلام، وأنه لا معنى لعبادة الأصنام، وانطلقوا يبحثون عن دين إبراهيم الصحيح. وهؤلاء هم: ( ورقهُ بن نَوْفَلَ، وعبيد الله بن جحش، وعثمان بن الحويرث، وزيد بن عمرو بن نُفَيْلٍ).

فأما ورقة فقد تنصَّر وقرأ ما وجد من كتب الأقدمين فاستقر على النَّصرانية وكان من أحبارها. وأما عثمان بن الحويرث فتنصر وذهب إلى قيصر فأقام عنده حتى هلك، وأما زيد بن نفيل فكان بمكة متمسكاً بما يظن أنه دين إبراهيم الصحيح حتى تُوُفِّيَ، وأما عبيد الله بن جحش فأدرك الإسلام وأسلم وهاجر إلى الحبشة بزوجته (أم المؤمنين فيما بعد- رملة بنت أبي سفيان) رضي الله عنها، فارتدَّ هناك وتنصَّر إلى أن هلك.
وبعدما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة كان ورقة شيخاً كبيراً قد عمي - كما قال الذهبي- فذهبت إليه خديجة فأخبرته بما جرى للنبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وكيف جاءه جبريل عليه السلام كما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم.

فقال ورقة (قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده إن كُنْتِ أصْدَقْتِنِي يا خديجةُ، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى، وإنَّه لنبيٌ هذه الأمَّةِ، فقولي له، فليثبت) ... فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطوف بالبيت فلقيه ورقة فقال: (يا ابْنَ أخِي: أخبِرْنِي بمَا رأيْتَ وسَمِعْتَ)، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ورقة: (والذي نفس ورقة بيده إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى (ولتُكَذَّبَنَّه، ولتُؤْذَيَنَّه، ولتُخْرَجَنَّه ولتُقَاتَلَنَّه)، ولئن أدْرَكْتُ ذَلِكَ اليَوْمَ لأنْصُرَنَّ اللهَ نَصْراً يَعْلَمُهُ، ثم دنا من رسول الله صلى الله فقبَّل رأسه. ثم لم يَنْشبْ ورقة أن تُوُفِّيَ قبل أن يَظْهَرَ الإسلامُ.

وروى الترمذي عن عائشة قالت: سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عن ورقة فقالت له خديجة: إنه كان صَدَّقَكَ، وإنَّه ماتَ قبل أن تَظْهَرَ، فقال النبي: رأيتُهُ في المنام وعليه ثياب بِيْضٌ، ولو كان من أهل النار لرأيت عليه ثياباً غير ذلك.
وعن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت لورقة جنةً أو جنتيْنِ. وعلى هذا فيكون ورقة هو أول من صَدَّقَ بعد خديجة رضي الله عنها.

ثم يقول هذا الباحث عن النبي وورقة بن نوفل:
1. ((... وزَوَّجَهُ من ابنة عمه خديجة « المسيحية ». وتزوج محمد من خديجة « زواجاً مسيحياً » وهذا ما يفسر « عدم زواج محمد بأخرى فى حياة خديجة المسيحية »،
2. كما ان محمد لم يقتنى جواري أو سرايا لأن الشريعة المسيحية تحرم تعدد الزوجات « وتحرم الجواري والسرايا التي تعتبرها زنا »، بالرغم من ان التعدد والتسرى كان شائعاً بين مشركي الجزيرة العربية،
3. وبعد وفاة ورقة وخديجة ترك محمد المسيحية وأتى بدين جديد يجمع بينهما تارة، ويناقض بينهما تارة أخرى،
4. وأتى من عنده الكثير من أمور دنيوية تخص شخصه،
5. ونعت كل ما هو غير مسلم بالشرك والكفر وأمر بقتالهم وأبادتهم،
6. كما عمل على القضاء على المسيحية واليهودية فى الجزيرة العربية لتكون نقطة انطلاق لتأسيس دولته الدينية لينطلق منها لغزو العالم وفرض ديانته الجديدة بالقوة المسلحة والغزو...)).

أولاً: كما قلنا سابقاً فإن الأديان السماوية في ذلك الوقت قبل ظهور الإسلام هي الحنفية، واليهودية والنصرانية، والأديان الفاسدة أشهرها الشرك وعبادة الأوثان والإلحاد، والمجوسية كعبادة الشمس والنار وغير ذلك من اللا دينيين،، فهل يعقل أن يكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم تابعاً للأديان الفاسدة تلك؟؟ وهو قد كان نبياً منذ ميلاده وشرح الله صدره وهو في السادسة من عمره وأخرج منه مضغة الشيطان يقول تعالى في ذلك (ألم نشرح لك صدرك،، ووضعنا عنك وزرك،، الذي أنقض ظهرك،، ورفعنا لك ذكرك،،،). فمن له ذكر كذكر محمد في العالم كله من بين الأنبياء والرسل والعظماء عبر التاريخ وحتى اليوم وغداً؟

وليس للنبي الكريم أي مآخذ لا على التوراة ولا على الإنجيل ولا على الزبور ولا على صحف إبراهيم وموسى، فكل هذه الكتب من ربه وهو مؤمن بها كإيمانه بالقرآن الكريم،، فاليهود الذين لم يدخل التحريف في عقيدتهم وكانوا ملتزمين بدين موسى عليه السلام كما نزل عليه دون تغيير مع إيمانهم بعيسى والإنجيل، (هم عنده مسلمون مؤمنون)، وكذلك النصارى الذين يؤمنون بموسى، لم يغيروا دين عيسى عليه السلام ولم يشوهوه بالتثليث والبنوة، هم أيضاً كذلك، بجانب الأحناف. بالإضافة إلى كل من لم يسجد لصنم مستهجناً رافضاً كان على الحنفية؟؟؟

ثانياً: إن كان صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة مسيحياً (كما تدعون)، "فهو يتبع كتاب الله" فهذا لا يعيبه شيئاً بل على العكس من ذلك لأنه بذلك يكون بشهادتكم أنه مصاناً من الأديان الفاسدة،، ولكن لو كان كما تقولون، لا بد من أن تأتونا ببرهان على صدق زعمكم هذا إن كنتم صادقين، كأن تثبتوا لنا حمله الصليب وتعليقه على رقبته أو تقبيله كما تفعلون،، أو بإرتياده الكنائس ودور العبادة اليهودية والنصرانية، ولوجد الوشم في 36 منطقة حساسة من جسده كما تفعلون بأتباعكم، ولأثبتم حضوره المراسم الدينية والقداس، أو إقامتها،،، الخ!!! هل حدث شيء من ذلكم أم أنه كان مسيحياً غير ملتزمٍ (مع إيقاف التنفيذ)، كما هو حال الكثيرين منكم اليوم؟؟؟ نبؤنا بعلمٍ إن كنتم صادقين.

ثالثاً: محمد صلى الله عليه وسلم كان حنيفاً مسلماً على ملة آبائه إبراهيم وإسماعيل، قبل الإسلام وبعده وما كان من المشركين، بل لم يعبد غير خالق السموات والأرض وخالق كل شيء،، فلا تتمحكوا وتلفوا وتدوروا هنا وهناك،، وإنَّ أصحاب رسول الله كلهم قبل الإسلام كانوا ينتمون إلى تلك الأديان التي كانت سائدة آنذاك فصاغتهم الشريعة الإسلامية صياغةً جديدة فأصبح لا فرق بين هذا ولا ذاك إلا بالتقوى.

رابعاً: إن كانت ديانة وزوج النبي الأولى أمُّنَا خديجة قبل الإسلام مسيحية فهذا فخر لنا لأنها لم تكن من أتباع الأديان الفاسدة التي تعبد غير الله الواحد الأحد (في بالطبع لم تكن لاهوتية ناسوتية تثليثية)، إما موضوع زواجها من النبي وإدعائكم بأنه كان زواجاً مسيحياً أو غير ذلك فهذا كلام مرسل وإدعاء مفترى، يلزمه دليل منكم ولكنكم لا ولن تملكوه،، على أية حال أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج زواجاً شرعياً وفق شرع الأديان التي إرتضاها الله تعالى آنذاك،، وهذا ما يهم في الأمر لأنه من السذاجة أن نقول بأنه قد تزوج وفق الشريعة الإسلامية لأنه لم يكلف آنذاك بالرسالة بعد،، ما لم يكون التزويج قد تولت أمره السماء فعقد له عليها جبريل عليه السلام.. وهذا أمر وارد.

خامساً: أما حياة خديجة قبل الإسلام كانت ملتزمة بعقيدة زوجها النبي ولم تسجد لصنم بل هي على حنفية رسول الله قبل الرسالة وكانت تَرَىْ تَعَبُّدَهُ في غار حراء يتفكر في خلق السموت والأرض وهي تلازمه وتؤزره وتشجعه فلم تنكر عليه شيئاً من ذلك (بل تزوجت به من أجل ذلك الصفاء والنقاء)، ولم يقل أحد بأنها كانت تلبس الصليب أو تمارس الطقوس المسيحية آنذاك لأن الحنفية لا تقبل الصليب ولا تعترف به،، حتى اليهود أنفسهم لا يعترفون بالصليب وكثير من الطوائف المسيحية أيضاً يرفضه وترفض التثليث والبنوة. فما أن نزل الوحي لأول مرة على النبي الكريم بالرسالة ما لبثت أن صدقت به فكانت أول من آمن بمحمد من النساء.

سادساً: أما قولكم ((... ترك محمد المسيحية وأتى بدين جديد يجمع بينهما تارة، ويناقض بينهما تارة أخرى، وأتى من عنده الكثير من أمور دنيوية تخص شخصه ...)) فهذه كلها تراهات لا تستحق الوقوف عندها،، ومع ذلك دعوها للمفاجأة الكبرى التي تنتظركم حيث ستتضمن بلا شك الرد المفحم على مثل هذه الصغائر،، دعونا الآن نهتم (بالحاقة والقارعة) فهي لا تبقي ولا تذو؟؟،

سابعاً: حاشا أن ينعت محمد رسول الله أيَّ موحدٍ بالله ويصفه بالشرك والكفر يقول الله تعالى لنبيه في الحوار وإحترام الخصوصيات ومقارعة الإدعاء بالحجة والبرهان. فواضح أن إدعاء هذا الباحث وكثير من أهل الكتاب بأن النبي يعادي أو يقتل اليهود والنصارى والمشركين،،، إدعاء باطل كاذب،، يؤكده ما جاء في سورة آل عمران: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ...):
1. (« تَعَالَوْا إِلَىٰ-;- كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ »...), إتفاقاً ليس فيه قهر ولا تعالى ولا إجبار،
2. («« أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا »»)، ما دمنا نقصد عبادة "الخالق"، رب السموات والأرض، رب العرش العظيم، ولا نشرك به غيره،
3. (« وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ » ...), لا أبناء ولا بنات ولا شركاء،
أما إن لم يستجيبوا لهذا الإتفاق، وأصروا على منهجهم اللاهوتي وغيره،،، فما هو الموقف معهم، وكيف سيكون التعامل؟؟؟
4. قال: (فَإِن تَوَلَّوْا «« فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ »» 64)، هذا كل شيء "بأمر الله تعالى نفسه"، قال لهم صراحة: (فقط أعلنوا لهم صراحة بأنكم مسلمون)،، هذا كل شيء،
لا قتال ولا إجبار، ولا ملاحقة، ولا تضييق عليهم. فقد عرض النبي عليهم خياره (وهو الإلتقاء عند الثوابت وهي التوحيد ونبذ الشرك)، فإختاروا بمحض إرادتهم ما هم عليه، فليس للنبي ولا لغيره سلطان عليهم ولا على غيرهم. فأي قول خارج هذا المنهج يكون مماحكة وعدوان وإتهام لتبرير العدوان والإعتداءات المستمرة من قبل هؤلاء الذين يصرون على الكفر والشرك ليشتروا بذلك ثمناً قليلاً. ولكن هذه الدعوة لا تروق لكثيرين من المشركين من الذين كفروا من أهل الكتاب « وليس كل أهل الكتاب »، وحتى يومنا هذا لا يرى منهم سوى الإعتداء والتطاول.

كل الأديان السماوية (التي لم يبلغها التحريف) تَعْتَبِرُ كل من عبد إلهاً دون الله أو أشرك به غيره معه فهو كافر مشرك (هذه عقيدة موسى وعيسى ومحمد،، وباقي الأنبياء والرسل)، ولأن دعوته كانت بتوحيد الله تعالى ورفضه للشرك بكل أنواعه، فقد أزعجتكم منه آيات الله التي تنزه الله عن الولد والشريك فَجَنَّ جنونكم من قوله تعالى (... لم يلد ولم يولد ولم يكن كفواً أحد)، لأن في ذلك هدم صريح ومباشر لعقيدة اللاهوت حل في الناسوت، والثالوث، ونفي الصلب والقتل والقيامة لعيسى عليه السلام، ونعته بأنه إنما هو عبد لله ورسوله وأنه بشر خَلْقُهُ كآدم من تراب،،، الخ،

فأعلنتم عليه الحرب الشعواء وحاولتم بكل الطرق محاصرته، والغدر به وبأصحابه وبدينه، وتآمرتم على قتله كما فعلتم بإخوانه من الأنبياء والرسل، وألَّبْتُم عليه القبائل وناصرتم كل عدو له ومع ذلك لم يأمر بقتالهم وأبادتهم كما تروجون وتفترون لتبرروا كل هذا الحقد والكراهية والعدوان الذي تكنونه له ولله ولجبريل وميكال وكل من نادى بتوحيد الله وإفراده بالربوبية والألوهية والعبادة، ولم يعمل على القضاء على المسيحية واليهودية لا فى الجزيرة العربية ولا في غيرها، ولكنكم فرضتم عليه القتال والحروب فخاضها دفاعاً مشروعاً عن النفس وبأمر من الله وإذن منه وفي حدود ضيقة جداً، لا أكثر، وإلى يومنا هذا، بفضل تعاليم الله ورسوله تعج بلاد المسلمين بالكنائس والبيع، وهي محترمة من كل المسلمين ومن الأنظمة يمارس أصحابها طقوس أديانهم وعقائدهم، بل وعلاقة المسلمين الإجتماعية بهم لا يشوبها شائب، فعندنا أصدقاء وزملاء عمل وجيران كثيرون منهم. ولكن دعاة المصائب دائماً يعكرون هذا الصفو.

ثامناً: لم يرسل الله تعال نبيه محمداً لتأسيس دولته الدينية لينطلق منها لغزو العالم لفرض ديانته الجديدة بالقوة المسلحة والغز،، هذه كلها إفتراءات رخيصة تصدر عن من لا يُكِنُّ لذاته إحتراماً ومصداقية وأمانة، يقول الله تعالى لنبيه الكريم في سورة الغاشية: (« فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ 21»، « لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ 22»، « إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ-;- وَكَفَرَ 23»، « فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ 24 »، « إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ 25 »، « ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم 26 »)، إذن ربه الذي أرسله يقول له إن مهمتك فقط تذكير الناس لا أقل ولا أكثر وأن تترك أمر الثواب والعقاب والمحاسبة لربهم الذي خلقهم يوم القيامة. فمن عنده دليل على غير ذلك فليأتنا به أو ليلزم الصمت فهو أكرم له.

إذاً،، ما الذي يجعله يفرض دين ربه بالقهر والقوة والسلاح والغزو والرب نفسه الذي كلفه بتبليغ رسالته قد حدد له دوره في هذا الإطار الضيق وهو مجرد التذكير وإقامة الحجة عليهم؟؟ فإن كانت الغاية من رسالته هي تكوين دولة وحكم لكان هو الأولى بملك سليمان ومن قبله داوود عليهما السلام،، فهو (بشهادة أعدائه) عنده كل المقومات لقيادة العالم بأسره وليس فقط الجزيرة العربية وغيرها،، لأن المنهج الذي جاء به من عند ربه كامل مكتمل قال عنه منزله في سورة المائدة (دستور المؤمن): (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰ-;-لِكُمْ فِسْقٌ - « الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ » - فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ «« الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا »» - فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 3).

ولم يقل ذلك من قبل عن أي دين غيره لا لموسى ولا لعيسى ولا لإبراهيم،، الآن أنتم تقيمون الدنيا ولا تقعدونها حرباً على الإسلام والمسلمين والقرآن لأنه ينادي بتوحيد الله تعالى، وإنكار أي شريك له ولا ند ولا ولد،، ولأن هذا الإعتقاد المشبوه هو العمود الفقري لعقيدتكم تحاولون إسكات كل من يعارضكم في معتقدكم،، وقد شهد التاريخ على أبشع الحروب التي نشبت بين النصارى واليهود لنفس السبب،، معلوم أن اليهود لا يعترفون حتى الآن وإلى يوم القيامة بعيسى عليه السلام اساساً وينكرون أنه هو المسيح ويقولون في مريم بهتاناً وزوراً.

أما الإسلام فقد رفع السيدة مريم مكاناً عالياً لم يبلغه أحد غيرها، فهي عند المسلمين إصطفاءٌ مركَّبٌ من عدة إصطفاءات (إصطفاءها في آل عمران، ثم إصطفاءها في المرة الأولى ليطهرها، لتصبح إصطفاءً خامساً، ثم إصطفاءها للمرة الثانية على نساء العالمين) ولتكون أماً لنبي ورسول كريم بدون أب، وللسيدة مريم البتول الطاهرة الصديقة أم عبد الله ونبيه ورسوله عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين، لها ولحبيبنا ونبينا عيسى مكانة عالية سامقة كريمة ولكنها لا تتعدى المكانة التي وضعهم فيها ربنا وربهم،، ولو كان عيسى إبن الله كما تروجون وتدَّعون لسبقناكم إلى عبادته،، قال تعالى لنبيه في سورة الزخرف: (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰ-;-نِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ 81)، إن حبنا لنبي الله ورسوله محمد وتقديرنا له والشوق والإستعجال للقائه،، وتمجيده حتى بمجرد ذكر إسمه صراحةً أو تلميحاً وتلهج ألسنتنا بالصلاة والسلام عليه، ولكننا مع ذلك لا نعبده، بل نقول عنه (عبد الله ورسوله). و نصرح بأنه « بشر يوحى إليه من ربه » ولا نزيد على ذلك. لا نسأله أن يعطينا شيئاً من عنده أو نسأله لشخصه أن يصرف عنا شراً،، أو أن يدخلنا الجنة. ولكننا نسأل الله ربنا وربه أن يمن علينا بحظ شفاعته فينا يوم القيامة وأن يوفقنا للشرب من حوضه وأن يكرمنا بالحشر في زمرته ويبقينا في أمته.

لماذا لا تفكرون وتعملون رؤوسكم وعقولكم،، ألا ترون أن المسلمين من عاشر المستحيلات أن يذكروا نبياً من أنبياء الله بسوء مهما فعلتم وقلتم في حبيبنا ونبينا المصطفى وهو أكرم عندنا وأغلى من أرواحنا التي بين جنبينا،، فنسمع الإساءة إليه والقول فيه بما لا يستحقه ولكننا بأمر الله وتعليمات وتحذيرات رسول الله محمد من أن ندخل الأنبياء في دائرة المهاترات والخصومات،، فهم أكرم من أن يذكروا بسوء أو يذكروا دون تكريم وتمجيد فهم إصطفاءات من الله تعالى، وقد أفنوا حياتهم في تقريب الناس من الخير في الدارين الدنيا والآخرة،. ولو كان عيسى عليه السلام يستحق أكثر مما أعطاه له ربه كعبد لله ونبياً ورسولاً لسبقناكم إلى تمجيده والإعتراف له بهذا المستحق ونحن راضون،، لأننا ببساطة لا نعبد بشراً ولا خلقاً بل نعبد من ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.

يقول الباحث أيضا في هذه الفقرة، مصدقاً هذه التخريفات عن علاقة الحروف المقطعة في القرآن بالمسيحية وبحيرة الراهب وهذه الدِّرَاْمَا من قصص ألف ليلة وليلة،، فيقول:
1. ((... وتلك الحروف التي وضعها بحيرة الراهب تؤكد على صدق المسيحية وعقيدتهم فى المسيح فهو ابن الله الظاهر فى الجسد وألوهيته وصلبه وقيامته.
2. أى أن تلك النصوص الناتجة من تلك الحروف كما سنرى لاحقاً هي الحقيقة الكاملة.
3. وفى تلك الحروف تنحصر الديانة المسيحية والإنجيلية ومفاهيمها الصادقة التى ينكرها القرآن بداخله. أى أن « معنى تلك الحروف هى الإنجيل كاملاً بكل معتقداته » ...)).

نرد على هذه الفقرة فنقول:
أولاً: إذاً،, لا يزال الباحث مصراً على الإنتحار والتضحية بالعقيدة المسيحية وكل طرحها ومصراً على أن يجعلها في الميزان ويكون مصير كل هذه العقيدة متوقفاً على درجة مصداقية هذه الإستراتيجية وتحكيم الحروف المقطعة من القرآن بإستخدام طريقة (حساب الجمل)،، بمعنى آخر إنَّ قوله ((... وفى تلك الحروف تنحصر الديانة المسيحية والإنجيلية ومفاهيمها الصادقة التى ينكرها القرآن ...)) له معنى واحداً وهو أنه (إذا تمخضت الدراسة وأتى التحليل العلمي بحقائق تناقض فرضيته يكون قد إنتهى أمر هذه العقيدة تماماً)،، لأنه حسب قوله: ((... إن معنى تلك الحروف هي الإنجيل كاملاً بكل معتقداته...)).

ونحن بدورنا نستمسك بهذا الشرط نصر ونؤكد على هذه النقطة بالذات لأنها الفيصل بين الحق والباطل وبين الصدق والكذب، وعلى الكل إلتزامها والرضى بنتائجها. أكرر (أنتم الذين أتيتم إلينا،، ولم نفعل نحن!) إنتبهوا جيداً،، وقد أعذر من أنذر وها قد أنذرناكم وكفى بالله شهيداً.

ثانياً: دعونا نفترض جدلاً أن عبارة (نص حكيم له سر قاطع) أو (نس هكيم له سر كاتئ)، كانت من دس بحيرا الراهب، ولنفترض أيضاً أن كل النصوص التي صنعت منها كانت صحيحة وخالية من أي مؤاخذات أو ملاحظات،، هل هذه النصوص كافية لإثبات عقيدة ما بكاملها يدين بها الناس من غير أقامة دليل ولا برهان من المعبود بحق، يثبت ويشهد بصحتها وصدقها؟؟

ثالثاً: وهل يمكن أن نأتي بنص عقدي يكون (ضابطه) وشاهده هو الذي سيعمل على إمكانية تغييره حسب الهوى؟ كما سنرى (العجب) تأكيداً لذلك أثناء ردنا على هذا البحث الغريب؟؟؟

ويقول الباحثأ الآن مراهناً على إدعائه عن بحيرة الراهب:
1. ((... لقد رتب بحيرة هذه الحروف بخُطة ذكية جداً ومُحكمة للغاية، بحيث تؤدى فى النهاية لكشف الحقيقة الكاملة للأجيال القادمة، بعد أن رأى بعينيه الكوارث التى حلت لأبناء جلدته من المسيحيين، وما حاق لليهود من إبادة كاملة لرجالهم، وسبى نسائهم وأطفالهم وإجبارهم على الإسلام،
2. وبعد أن سمع القول عن محمد بقوله: لا يجتمع بجزيرة العرب دينان ، فكانت خُطته المناهضة لذلك بطريقة سرية وذكية وغير مباشرة، على أمل كشف تلك الطلاسم للمفكرين والباحثين مستقبلاً،
3. كما انه ترك قبل موته سر تلك الحروف وطلاسمها للرهبان، ومن ثم أنتشرت تلك الحروف ومعناها بين الكثير من أجيال المسيحية المتعاقبة سراً، وملخصها كالآتي...))، هذا الباحث مخرج أفلام مصرية تجارية على ما يبدوا،،

ظن المسيحيون أن هذه فرصتهم للإستأثار بهذه الحروف، وقرروا العمل المتواصل لتحوير تلك العبارة التي إستخلصها العالم المجتهد التي تقول (نص حكيم...) وذلك بإستخدام طريقة (حساب الجمل) الذي تفنن فيه اليهود والنصارى لتحوير المفاهيم وسرقة العقول بإيهامها بما يريدونه، فإستخدموا الحروف الهجائية العربية على نسق (أبجد هوز..) ورقموها وإبتكروا منها طريقة (حساب الجمل)، والواقع يحكي نماذج كثيرة أمثال زكريا بطرس وشنودة وغيرهم من الذين نذروا أنفسهم لمحاربة الله تعالى والتصدي لكل شرع أتى به إنتصاراً وتأييداً لإبليس الذي صدق فيهم ظنه.

طبقوا طريقة حساب الجمل هذه لربط معتقداتهم المسيحية بالقرآن الكريم الذي يرفضها رفضاً باتاً بل ويستهجنها ويبين كذبها وتدليسها فكان القرآن والإسلام وجبريل والمسلمين بصفة عامة وربهم خصوم وأعداء بالنسبة لهم فأرادوا أن يستغلوا هذه الفرصة السانحة ليضربوا أكثر من عصفورين بنصف حجر،، خاصة وأنهم ظنوا أنَّ المسلمين قد فشلوا فشلاً ذريعاً في معرفة معنىً دقيقاً متفقاً عليه بين علمائهم ومفكريهم ووقفوا على إختلافهم في معانيها ولم يتفقوا على معنىً محدداً، فظنوا أنهم قد بلغوا آخر المطاف وأنهم لا أمل لهم في أن يظهر لهم من بين المسلمين من يستطيع معرفة سر هذه الحروف (وقد نسي هؤلاء المحرِّفِينَ المحترفين الحرفيين مكر الله تعالى بهم وأنه لهم بالمرصاد)، نسو الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون.

ولنا موعد معهم عندما نتعرض لحقيقة الحروف المقطعة من القرآن الكريم بعد الفراغ من كشف التزوير والسرقة والإدعاءات الباطلة التي بنيت عليها تلك الإستراتيجية الفاشلة، وإبعاد الدنس والتدنيس والدس عن كتاب الله الكريم ورد كيدهم في نحورهم وحبس الغيظ في صدورهم بإذن الله تعالى.

طبعاً ما دام أنَّ الغنيمة الكبيرة هي عبارة (نص حكيم له سر قاطع) فلا أضمن وأكمل من إستخدام طريقة حساب الجمل،، وقد جربوا وقعها مع بعض المسلمين والمحسوبين عليهم علماء فأربكوهم وإستطاعوا عن طريق الإحراج إقناع أو قل إجبار بعضهم بقبول فكرة حساب الجمل لأنه لا يملك البديل ولا العلم الكافي الذي يحاجج به فبذروا بذلك التشكك وهذا يكفي في المرحلة الأولى،، فكانت الخطة كالآتي:

أولاً: البدء من النهاية from bottom-up، فبدلاً من إعتبار هذه الجملة مستنبطة من الحروف المقطعة من القرآن بالخطوات التي ذكرناها آنفاً حتى تم الحصول عليها في نهاية المحاولة، (وهذه قد تدخلهم في متاهات وتعقيدات في مراحل لاحقة)، فإدعوا أن هذه الحروف في الأصل من إبتكارات وإختيار بحيرة الراهب وحتى تتم الحبكة تماماً كما أرادوا ووفق مقتضيات خطتهم، أنهم قالوا أيضاً في إدعاءاتهم: ((... أختار بحيرة 14 حرفاً أبجدياً فقط لتكوين جملة معينة لتكون مفتاح النصوص التى سيستخدمها، فى كشف الحقائق الإنجيلية والعقيدة المسيحية التى يؤمن بها المسيحيون فى مسيحهم، الكلمة المتجسدة، والتثليث والتوحيد الذى يحاربه الإسلام، وصلب المسيح لخلاص العالم بدمه الكريم وقيامته الفريدة ...الخ))،

فبهذا التدبير والتلفيق تمت عملية السطو بالتمام والكمال، فالآن اصبحت الحروف المقطعة بالقرآن الكريم ليست للدين الإسلامي، وإنما إحتيال ذكي من ربهم المفترى بحيرة الراهب المسيحي إستطاع بذكائه الخارق، وعلمه الواسع، أن يدسها بالقرآن نفسه تمويهاً منه حتى لا يكتشف حقيقته المسلمون على مر العصور والأزمان، وسموها طلاسم.

وبالطبع « لم يستطع أن يكشفها محمد ولا الوحي الذي نزل إليه بالقرآن ولا حتى من أوحى بالقرآن » فمرت عملية التمويه بسلام وقبعت الطلاسم هناك شامخة في إنتظار الأجيال المتأخرة لتكشف سرها (بوحي من ربهم بحيرا)، وبالتالي تؤدي المهمة التي قصدها الراهب العبقري الفز بحيرة،، وهي بإختصار شديد:
1. إثبات أن المسيحية هي الدين الحق الكامل، متضمناً ذلك التثليث والصلب والقيامة والألوهية لعيسى عليه السلام .... الخ، ثم
2. إثبات أن القرآن الكريم ليس من عند الله تعالى وإنما من صنع محمد، وأنه كتبه بيده ممَّا تعلمه من أربابهم الحبر ورقة بن نوفل والراهب بحيرة،
3. إثبات أن القرآن الكريم ليس معصوماً كما يدعي المسلمون، وإنما عرضة للتغيير والعبث،، بدليل أن بحيرا العبقري الفذ قد إستطاع دس الحروف المقطعة بالقرآن وإختار لها السور المناسبة، بل وقد إختار لها فواتح تلك السور (في غفلة من الوحي ومن محمد نفسه ومن المسلمين)،،،، الخ،
4. إثبات قدسية وصحة « طريقة حساب الجمل » التي ينكرها القرآن والإسلام، وأنها صادقة في ما تنبيء به من نتائج،، وتوفير غطاء لهذه القدسية لها « من القرآن الكريم نفسه » بإستخدام النص المشترك بين القرآن والمسيحية المستنبط من الحروف المقطعة من القرآن وهو (نص حكيم له سر قاطع). فهل بقي شيء؟؟؟
5. إثبات شهادة القرأن بصحة وسلامة وكمال العقيدة المسيحية والثالوث عبر الكلمات المقطعة بالقرآن،
6. الحروف المقطعة في فواتح السور هي فقط الصحيحة 100%، بالطبع لأنها ليست من القرآن الكريم (الكشكول،، والأوصال المقطعة،، بإعتباره كتاب بشري متناقض مع بعضه البعض)، أما الحروف المقطعة فهي من صنع ووحي (ربهم الذكي بحيرا الراهب). ..... ما أغبى هؤلاء الناس وما أسخفهم؟

ثانياً: لم يبق أمامهم الآن سوى العمل بهدوء وإطمئنان بإعمال آلة "التحريف المحترف" والتحوير والتدوير لحروف الكنز المسروق الذي يتكون من 29 سورة ترقد آمنةً مطمئنة في حضن القرآن الكريم وهي ملك حر للمسيحية بلا منازع ولخدمة العقيدة اللاهوتية والتثليث،، وقد ضمنوا (حسب ظنهم الغبي الأخرق) أن المسلمين لن يفيقوا من غفوتهم أو يخرجوا من غفلتهم خاصة وأن علمائهم من الوزن الثقيل (حسب تعبيرهم وتقديرهم وهواهم) قد أخفقوا في معرفة معاني الحروف المقطعة من القرآن وبالتالي سيكون لهم ما يقولونه عنها دون خوف أو تحسب لأي عالم متقدم يستطيع أن يغير هذا الواقع ويستعيد الكنز ويرجعه إلى اصحابه مرةً أخرى،، هذا ما وقر في وجدانهم المريض وتصورهم الأجوف ولكن هيهات هيهات ثم هيهات.

ثالثاً: ومواصلةً لمشروعهم في سرقة وإستغلال الحروف المقطعة يقولون في هذا البحث:
((... هذه الحروف ال 14 عبارة عن جملة نصية تحمل معنى واحد لا تقبل التأويل ولا يحتمل التغيير وهذه الجملة هى ( نص حكيم له سر قاطع ) لكي يلفت نظر القارئ ليبحث عن تلك النصوص من تلك الحروف... هذه الجملة بعد تفكيكـها ألي حروفها تصبـح : ( ن ص ح ك ي م ل هـ س ر ق ا ط ع ) 14 حرفاً،...))

إذاً،، أول بنود التحدي هو إما إثبات صحة هذا الإدعاء حول (نص حكيم...)، بأنه لا يقبل التأويل ولا يحتمل التغيير كما يقولون أو إثبات كذب وسطحية هذا الإدعاء بالإتيان بنصوص كثيرة من التأويل والتغيير.. وعلى ذلك فإن حدث ما قلنا فإن هذا يعتبر (كنتيجة منطقية) دليل على أن إستراتيجية النصارى مبنية على باطل.

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (د):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9:
- التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء8:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(و):