أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القراء:















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القراء:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 22:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القراء:

فواتح السور (الحروف المقطعة)، آيات الله البينات المحكمات IX:


ألآن،، سنواصل عرض فصول "السرقة الكبرى" بالرد على إفتراءات ذلك الباحث، الشاذ الذي عكس صورة مأساوية بغيضة للتجني على الآخرين بدم بارد.

حقيقةً،، ليست غايتنا من متابعة وتفنيد هذه الجريمة بقصد التشهير بالأخوة النصارى أو غيرهم، وإنما الغاية الأساسية هي توصيل حقيقة الحقائق، وظلامة وكآبة المكائد والإعتداءات الموغلة في الإستخفاف والتطاول الخسيس على البشر، الذي يصدر من أولئك المعتدين، من ذوي النفوس المريضة والقلوب الخاوية من المشاعر الإنسانية وإحترام الذات والمعتقد الذي ينتمون إليه ويقدسونه، والذي أول المتضررين من شرهم والمتبريء من سفههم، هم الذين يشاركونهم الملة والمعتقد.

وأنا هنا لا أبريء الكثير من المسلمين الذين لا يعرفون الإسلام حق المعرفة، بل ولا ينتمون إليه حقيقةً، وقد كان شرهم على الإسلام أكثر بكثير من شر أعدائه عليه، وذلك بالمساهمة في الإساءة إلى هذا الدين القويم الذي يقطر رحمةً ورأفةً وعدلاً. فكانوا بحق فأل شؤم عليه وعلى أهله تماماً كأقرانهم الضالين المضلين من أهل الكتاب، الذين أدخلوا الدين في منافسات ومشاحنات ليس لها ما يبررها سوى إثارة الفتن وسفك الدماء.

ولأن هذا الموضوع أخطر من أن يُكْتَفي فيه بالتعلق بصورة إجمالية لكثرة ما فيه من مكر وخبث وإفتراءات قد أمعن أصحابه المعتدين في فبركة مكائده وإصرارهم على إلحاق المآخذ والعار والخزلان بعقائد ومقدسات آلاف الملايين من البشر، ليس فقط المسلمين،، ولكن أيضاً سفههم وسوء طويتهم قد ألحق الأذى والضرر والخزلان بأديان كثيرة غيره أكثرها وأوفرها حظاً من هذه المآخذ والمضار هم أتباع الدين المسيحي بصفة خاصة ثم يلي ذلك أتباع الأديان الأخرى.

لذا، فالتفصيل مطلوب (ليس للمسلمين فحسب، ولكن أيضاً للمضللين من أهل الكتاب الذين قد تجنى عليهم أمثال هذا الباحث فشوهوا عقيدتهم بالإفتراءات والأباطيل والخرافات التي لا تليق بأنبياء الله ورسل هذه الأديان (السماوية الأصل),, وقد أدخلوهم في حرج لا يحسدون عليه، ما لم يسارعوا بالتبرؤ من أمثال هؤلاء وأفكارهم السوداء بصراحة وعلى رؤوس الاشهاد لحسم أمرهم، وإلَّا فإننا سنعمل على توضيح موقفنا.

وقبل أن نواصل تتبع وتعقب تكملة فصول هذه السرقة الكبرى والجريمة المنكرة، هناك بعض الملاحظات التي رأينا أن نأخذها في الإعتبار، لأننا نراها جزءاً لا يتجزأ وحلقةً من حلقاتها وإمتداد لفصولها السوداء القاتمة، إذ أن أصحابها،، ومن خلال تعليقاتهم يصرون على دعم وتأييد هذا الباحث حتى بعد أن عرضنا عمله مفصلاً تماماً كما قدمه للناس بنفسه على أنه بحث علمي،، لذا حرصنا على عرضه تماماً كما كتبه بنفسه (بتفاصيله) حتى الأخطاء الإملائية والبيانية الفاضحة التي به لم نقم بتصحيحها حتى لا نغير شيئاً من نصه ولو للأفضل.

وإليكم فيما يلي بعض التعليقات الغريبة التي تلقيناها من هؤلاء، ومدى إصرار أصحابها على تبني وتأييد فكر هذا المعتدي الأثيم. وهم للأسف شرائح متباينة ومختلفة، لكن يمكننا تلخيصها في شريحتنن إثنين:
إما متعصب "حاقد"،، لا يهمه الحق والصدق والبرهان والتوثيق، إن كانت هذه القيم والحقائق لا تتفق مع هواه حتى لو كان ذلك الهوى ما بين خبل وضلال وظلم,

أو جاهل "دعي"،، لا يملك المعايير التي يقيس بها الأمور، ولا الشفافية الكافية ولا المصداقية والحس البياني وبل ولا الإيمان الصادق بعقيدته التي يدعيها، ومع هذا وذاك،، لا يكلف نفسه مجرد تتبع القضية المطروحة أو الموضوع الذي سيعلق عليه من أوله أو يفهم بواعثه وأصل منبعه. لذا نجد السذج من أمثال هؤلاء يقولون لك إنَّ (الموضوع طويل وممل)، فأمثال هؤلاء لا يعرفون معنى الجدية ولا المسؤولية، ولا يضعون إعتباراً في الغالب للفكر والتفاكر والتلاقح وصولاً إلى التفاهم والتعايش والإحترام المتبادل بين الأخوة في آدم أبو البشر.

لذلك تأتي تعليقاتهم "فجة" هزيلة تقطر عنصرية وحقداً وسفهاً وتدنياً خلقياً لأنها تُعَدُّ أساساً بقصد إيصال أكبر قدر ممكن من الإساءة والإهانة للكاتب في شخصه أو فكره ومصداقيته، وترك التعليق الإيجابي الذي يتناول الموضوع نفسه بالحوار والنقد المباشر حتى يمكن للقراء والمتابعين الإستفادة القصوى من المواضيح الجادة المحورية المطروحة والتي تهم الملايين من البشر.

وفي الغالب الأعم تجد أمثال هؤلاء ليسوا متابعاين لأي موضوع، أو مهتمين بأي فكرة جادة، فمثلاً يمكن أن يجلس أحدهم بالساعات الطوال ليقرأ في الكتب المقدسة لسامي الذيب وأمثاله وأتباعه، منها كتابه المقدس (ألف ليلة وليلة) وكتابه المقدس الآخر (كليلة ودمنة) أو لعله إرسين لوبين. ولكنه حين يقرأ فقرة واحدة أو فقرتين من موضوع حقيقي جاد ومصيرى يصاب بالدوار فلا يجد في داخله سوى التحامل والحنق العنصري الطائفي البغيض، فيبدأ بالسباب والإهانة وينتهي ويختم بالتهديد والوعيد.

أجدني مضطراً إلى تذكير هؤلاء بأصل الموضوع، المفترى من بعضهم بإعتباره إعتداء مباشر وعدوان صريح وإستخفاف بمقدسات الآخرين ومحاولة تشويه حقائق تعتبر دامغة ومؤكدة بضواهر الكون وبواطنه وخفاياه وموثقة بكتاب من عند خالقهم وخالق هذه الظواهر والبواطن،، لصالح كذبة هزلية مضحكة، إفتراها بعض المجاهيل قبل آلاف السنين فصدقها المتوَّهُون بدون دليل يرقى حتى إلى مرحلة الشك أو التوجس، يستخفون بها عقول البسطاء والجهلاء والغافلين والطيبين الساذجين، ليشتروا بها ثمناً قليلاً. فهل يعقل أن يسكت العقلاء الذين يحملون الحقيقة كاملة ومبرهنة ومقام عليها الدليل المفحم عن مثل هذه الجريمة الإنسانية النكراء أو التغاضي عن مثل هذه السخرية من عقول البشر الطيبين الغافلين دون أن يتصدوا لمثل هذه المهزلة على الأقل بأن يضعوا تلك الحقائق بجانب هذه التراهات والإفتراءات والتحريفات جنباً إلى جنب ليتمكن القاريء من أن يعقل ما يرى ويسمع، قبل أن يقرر ويختار؟

فأصل الموضوع أننا قد تناولناه أحد الموضيع المفترىً من ضمن الكثير من تلك المواضيع أمثاله. الذي قد أعده أحدهم، يدعى Jesus_mhaba، إدعى بأنه (بحث علمي عن الحروف المقطعة في أوائل السور) بالقرآن الكريم، وقد نشره على النت بموقع (منتدى طريق الحق النصراني)، بتاريخ 30 يناير 2007، تحت عنوان (سر الحروف التي في أوائل السور القرآنية وفك طلاسمها).

لم نلتفت إليه وإلى غيره من المواضيع التافهة آنذاك، وقد سكتنا عليه طوال هذه المدة لعلمنا بضحالة الفكرة وتفاهة المحتوى وسذاجة المبتدِع المفترِي،، فتركناه يفرح قليلاً وتسكره نشوة الوهم بالنصر لنستحثه على كشف باقي أوراقه وخبايا نفسه. فكان لنا ما رجوناه، منهم، وقد كان كافياً بأن نحاصرهم به ونطوق فكرهم ونضعه كما هو أمام الناس ولكن بصورة متوازنة بوضع الأجوبة أمام كل سؤال والتصدي لكل إحتيال.

لعل البعض قد يتساءل،، لماذا تأخر ردنا إلى الآن؟ ولماذا الآن بالذات؟ ولماذا كل هذا التفصيل الذي قد يراه البعض (مطولاً ... الخ)؟؟ نقول لهم ببساطة شديدة، (لأننا كنا نرد على إفتراءات أخرى إبتدعها صاحب فرية "أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية") سامي الذيب، الذي رددنا عليه بعمق وموضوعية وإفحام،، ولكنه عندما تطرق إلى إثارة موضوع فواتح بعض سور القرآن الكريم من الحروف المقطعة في أحد مواضيعه المفتراة على القرآن. وقد جاءت مثقلةً بالسخرته والإستهجانه بهذه ألحروف المقطعة في فواتح بعض السور، رأينا أنه قد حان وقت إسكات هذه الأصوات النشاذ إلى الأبد،، فرأينا ضرورة معالجة هذه الموضوع من جذوره. ورأينا أنه لمن الأنسب والأجدى أن تكون بداية ردنا عليه من خلال هذا البحث الساقط لنخرسه وصاحب البحث الإثنان معاً بإفحام، وسيكون هذا مجرد مدخل لإفهام زكريا بطرس وصاحب رسالة الماجستير شابو، وغيرهم لأنهم قد أدخلوا أنفسهم في عنق زجاجة لن يستطيع أحد منهم الخروج منها.

كان المتوقع،، بل المرجوا أن يتحرك هؤلاء المفترين ليدافعوا عن إفتراءاتهم ويردوا على الحقائق التي جردتهم من كل مصداقية وأمانة علمية وقدرات حوارية وكشفت أنهم لا يملكون علماً ولا مرجعية يستندون إليها، فآثروا الخنوس والتواري والإنزواء. هذا أمر مفهوم ومقبول.. ولكن الأمر المدهش هو أولئك الذين يطلون علينا من وقت لآخر (نيابة عنهم)، ليسوا بصفة المحاور أو الناقد أو المشارك في الموضوع المطروح نفسه،، وإنما تجدهم يتركون الفيل ويوسعون ظله ضرباً وطعناً وتقتيلاً،، وتجد أغلبهم لديه إستعداد فطري للسباب بألفاظ تدل على ما بداخلهم من سواد، هذا بالإضافة طبعاً إلى مستوى ثقافتهم ومرجعياتهم وضحالة فكرهم وشح مواردهم. ولكي أقدم للسادة القراء الكرام بعض النماذج لهؤلاء رأيت أن أعرض عليهم بعض تلك التعليقات التي وردتنا وتردنا،، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:


(A): علق أحدهم من جامعة بغداد/ كلية الفنون الجميلة على مواضيعنا السابقة بقوله لنا مباشرة ما يلي:
((--اخي العزيز لا ترى انك تستعمل روايتك لاثبات روايتك الى انك تستعمل ايات القران لاثبات كلام القران ان كان المستمع مؤمن بما قلت فلا داعي لذكة وان كان غير مؤمن بالقران فلا حجة لديك كانك تسمع نفسك فتطرب لما سمعت. اذا جاز القول الحمار يختار نفسة ك اكمل صوت لو كان القرار بيدة فحسب--)).

فعجبتُ لما آلت إليه أمور كثير من الشوامخ لتصبح في هذا الدرك المظلم، فبغداد أم العلم والجمال والفنون، يطل علينا من كلية الفنون الجميلة فيها هذا التعليق الذي لا يليق بأن ينسب إليها أو إلى أحد من روادها، لأنه أبعد ما يكون من الفن والجمال عموماً ومن بيت الفن والجمال بجامعة بغداد بصفة خاصة.

قال لنا هذا المعلق، بعد عبارة طيبة بدأها بقوله (أخي العزيز)، ولكن للأسف قد ختمها بقوله (إذا جاز لنا،،،)، وقد أجاز ذلك لنفسه بأن قال عبارته الكريمة: (الحمار يختار نفسه كأكمل صوت لو كان القرار بيده فحسب). فماذا كان بين هذين النقيضين من فنون جميلة؟؟؟

أولاً: قوله لنا: (ألا ترى أنك تستعمل روايتك لإثبات روايتك). فحزنت كثيراً لهذا الأداء الغريب. فدارت في ذهني تساؤلات وخواطر أحلاها مُرٌّ وخِمْطٌ وأثلٌ، فالسؤال الذي قد سيطر على فكري كثيراً هو: (هل هذا الشخص صاحب هذا التعليق قد قرأ الموضوع الذي يعلق عليه "فعلاً"؟ فإن كان ذلك كذلك فكيف إتفق على أن يكتب هذه العبارة الجوفاء التي لا علاقة لها بالموضوع على الإطلاق، أقول هذا لعدة أسباب منطقية منها:

1. أنا لم أستعمل روايتي كما يقول،، بل "كما يعرف القراء المتابعون" أنه ليس لي رواية في الأساس، وإنما قد إستعملت رواية باحث نصراني لا يمثل كل النصارى،، إدعى ما ليس له وسعى جاهداً لأن يُزَوِّرَ أوراق ومستندات ووثائق دِيْنٍ كاملٍ،، ليستحوذ عليه ويبتلعه عياناً بياناً وفي وضح النهار.

2. كما أنني لم أستعمل روايتي لأثبت روايات كما يقول، بل أستخدمت (القرآن الكريم – كتاب الله)، ولم أحيد عنه أو أدخل فيه رأيي أو أُحَكِّمَ فيه هَوَايَ، وقد عرضتُ "مادة البحث" المدعى كما وضعها صاحبها، ثم "عرضتُ بالمقابل "آيات القرآن الكريم" بكامل مرجعيتهه، بأرقام الآيات وأسماء السور،، وهو أوثق مرجع في الوجود، لا يختلف في ذلك إثنان عاقلان منصفان.

3. أنا ليست لي رواية كما يقول،، فأنا أسعى فقط إلى الوصول إلى الحقيقة، وكشف الزور والبهتان والتحريف، من الجانب الذي يعنيني وهو كتاب الله تعالى، آملاً أن ينتهج الآخرون المناهضون منهجنا هذا بأن يردوا على ما عرضنا بنفس القدر من المصداقية والشفافية والموضوعية والمرجعية الموثقة بدلاً عن التخبط والتشنج والتبجح.

ثانياً: أما القول الأغرب من سابقه هو ما أورده هذا الأخ بقوله: ((-- ان كان المستمع مؤمن بما قلت فلا داعي لذلك، وان كان غير مؤمن بالقران فلا حجة لديك كانك تسمع نفسك فتطرب لما سمعت --)).
حقيقةً عندما حاولت وضع هذه العبارة في لوحة فنية تليق بجامعة بغداد، تصورتها كمحاولة رسام أراد أن ينقش لوحة فنية على سطح الماء بألوان زيتية،، فأجمل لوحة يمكن أن يراها الناظر هي مظهر الماء تلوثه بقع من الزيت بألوانها الباهتة، والتي ما تلبث أن تتلاشى أو تضرب الأمواج بها الشاطيء فتزيده تلوثاً. وذلك لأسباب عديدة نسوق منها ما يلي:

1. عتب علينا المُعَلِّقُ لأننا إستشهدنا بالقرآن الكريم، ولعل ذلك هو الذي قد أقلقه أو ضايقه،، لذا جاء تعبيره وتعليقه عفوياً بدون تفكير على ما يبدوا،، مثلاً قال لنا: ((-- إن كان المستمع مؤمناً بما قلتَ فلا داعي لذلك --)). كلام أغرب من الخيال نفسه،، فالسؤال!!! مَنْ هو المستمع الذي يتحدث عنه الأخ أياد شير؟ هل يقصد بذلك التعميم "شخصه" فقط، أم أشخاصاً آخرين يعرفهم بعينهم، أم أنه يقصد بالمستمعين (القراء) مُطْقَاً من حيث النوع؟؟؟

فإن كان المقصود بالمستمع شخصه أو أشخاص بعينهم، فلن نترك عرض الحق والتصدي للباطل وقفاً على هواهم، فهم الذين ينبغي عليهم أن يتركوا الإطلاع على ما نكتب (وكَفَىْ)، إن كان ما نكتب خارج نطاق إهتماماتهم وإستساغتهم فيريحونا ويريحوا أنفسهم، أمَّا إن كان المقصود هو التعميم، فإننا نؤكد له أن من بين القراء من يطلب المزيد والمفيد بشغف، ويساهمون مساهمة مثمرة وفعالة وإيجابية في توسيع دائرة الحوار والنقاش والتفاكر (حتى أولئك الذين يختلفون معنا في الرأي)، ومن ثم فإن هذه العبارة التي قالها أياد لا معنى لها ولا مبرر لزجها، وإن كنا نعترف "من حيث المبدأ" أنَّ من حقه أنْ يقول بما يرى ويريد، ولن يستطيع أحد التصدي له إلَّا متعدياً ومعتدياً وظالماً.

2. والشق الثاني من عبارته تلك، أغرب من سابقتها، حيث قال فيها: ((-- وإن كان غير مؤمن بالقرآن، فلا حجة لديك كأنك تسمع نفسك فتطرب لما سمعت --)). أهكذا يوجد أناس يفكرون بهذا المنطق الغريب في الألفية الثانية وفي عصر المعلوماتية الذي لا يمكن أن تصمد أمامه سوى الحقائق؟ على آية حال،، لو كلف نفسه بالإطلاع على إحصائية عدد القراء المتصاعد لتردد كثيراً قبل أن يطوق نفسه بهذه العبارة، ولَفَهِمَ وإستوعب ماذا يعني ذلك، ولَكَفَاهُ مشقة السؤال،، ولوفَّر على نفسه مشقة ومغبة الحكم على الأشياء والناس من خلال نفسه ومعاييره الذاتية وقدرته على إستيعاب ما يطرح أمامه.

3. أود هنا أن أسأله "بنفس معاييره ومفهومه"، لماذا يضيع وقته وجهده في رسم زهرة مثلاً ما دام أن الزهرة موجودة في الطبيعة بنضارتها وعبقها، وقد رآها الناس، ومع ذلك يشبهها بريشته وألوانه ويعتبرها بعد ذلك، وعلى علاتها "عملاً فنياً مبهراً للمشاهد" مع انها لا ولن ترقى إلى مستوى تلك الذهرة النضره. فهل يريد أن يقنع نفسه بأنه قد أوجد زهرة حقيقية ولكنها برائحة وعبق الزيت ولمعته؟

ثالثاً: أما عبارته الأخيرة التي جاء فيها بذكر الحمار، وهي عبارة غير واضحة المعنى والمقصد - فلعله يقصد بها ما معناه: (لو كان القرار بيد الحمار، وخُيِّرَ، لاختار لنفسه أجمل الأصوات)، حسناً فلندع الصياغة جانباً،،،، ونسأله بقولنا: لماذا وقع إختياره على "الحمار" تحديداً دون سواه؟ بمعنى أخر،، ترى لو خير هو في نفسه، وكان القرار بيده، فكم هي البدائل التي سيختارها بدلاً من التي يحملها ويضيق بها ذرعاً وتمثل له عبئاً ثقيلاً؟؟؟
على أية حال،، من أكمل آيات الفنون الجميلة هو "حسن التعبير" و "حسن الإجادة والإفادة"، وحسن الخلق.

هناك معلق آخر هو الأخ وليد حنا بيداويد، الذي تفضل علينا بالتعليق التالي نصه:
أولاً: قال لنا: ((-- اذا قلتُ ان حالك لا يختلف عن الاخرين لما كنت مخطئا، المظلل هو انت المدافع عن الباطل --))،

غريب هذا القول!! ولا أدري من قال له أصلاً أنني أختلف عن الآخرين غيري، من الذين يتدبرون كتاب ربهم، أياً كان مشربهم، بعيداً عن الطوائف والمذاهب والتحزب والدروشة والإبتداع في الدين؟؟؟ نعم هو غير مخطيء في قوله هذا القول،، ما لم يكن قوله المبهم المموه هذا يقصد من ورائه شيئاً آخر غير الحقيقة والواقع، كما تعودنا ذلك منهم على الدوام، فعليه حينئذ أن يُظهر قصده واضحاً جلياً وسيجد لدينا أكثر من رد عليه. أمَّا إدعاؤه بأنني أنا المُضِل والمدافع عن الباطل،، فهذا كلام مرسل وخطرفة يقظة، تعكس التمزق الداخلي والإنكفاء الوجداني المريع الذي يختلج في داخله، لعدة أسباب،، من أهمها:

1. إنَّ المُضِلَّ هو ذلك الشخص المريض الذي يكذب على الناس ويدلس عليهم ويروج لأكاذيبه التي ليس لها سند ولا يوجد لها دليل. والذي يعمد دائماً إلى التحريف ومساندة الباطل "قصداً" وهو يعلم بزيف ما يروج له ويخدع الناس به أو يجهل بأنه جاهل غر، فهذه الصفات لا تنطبق علينا،، لأننا "كما ترون" نحاربها دون هوادة "بالفكر والحوار والتحليل"، لنضع الحقائق في نصابها ونقيم عليها البرهان ونقدم الدليل، بل الأدلة الدامغة الموثقة، ونحارب الكذابين والمضلين والذين يؤيدونهم نفضح تلقيقاتهم وعريهم ونكشف سترهم، كما ترى، لذا فهو على ما يبدوا لم يوفق في هذا الإتهام المفترى.

2. أما قوله بأننا ندافع عن الباطل فهذا وحده يكفي لأن يضحك القراء عليه،، أين ذلك الباطل الذي يدعي بأننا ندافع عنه؟؟؟ إلَّا إذا كانت عملية كشف الغش والخداع والتدليس "في شريعته وعرفه" ومذهبه هو الحق ومحاربة مثل هذا السلوك المخزي هو الباطل، (وأنا شخصياً لا أستبعد ذلك ولكنني لا أجزم به عليه حتى بالظن الراجح).

ثانياً، ثم واصل إدعائه بقوله لنا: ((-- وسابدآ باسئلة اوجهها لك، اين ترد فى القواميس العربية كلمة(سورة) قول لى اية دولة عربية تستخدم كلمة سورة والمقصود بها (صورة) اذا كان القران صحيحا فلماذا لا يتم الغاء القواميس الصحيحة لتحل محلها هذه الكلمة الخاطئة --)).

كهذا حال أئمة الجهل والجهالة، دائماً تجدهم على السطح "كغثاء السيل"، فأمثال هذا النموذج من البشر هم عينة من أولئك الذين يخوضون في ما لا يعلمون، ويحاجُّون فيما يجهلون. حتى اللغة العربية الفصحى ومنابعها الصافية الفياضة لم تسلم من تحريفهم وإنكارهم لأبلغ مفرداتها وتشويههم لمعطياتها، لدرجة أن القواميس خاضوا فيها بالتشكك والريبة والإنكار والتدليس بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

كل ذلك يهون في نظرهم إن كانت بالمقابل ستتحقق لهم غايتهم وهي النيل من القرآن الكريم بهذه السذاجة المفرطة،، ولكن هيهات هيهات ثم هيهات. فإن كان هؤلاء يجهلون كثيراً من المفردات العربية الفصيحة، فها هو ذا القرآن الكريم قد تفضل عليهم بأن وفر لهم الفرصة لأن يعرفوا المزيد منها والمفيد. بل ويقهرهم على قبول الواقع الذي لن يستطيع كائن من كان أن يغيره أو يبخسه قدره ويطفيء نوره، شاء من شاء وأبى من أبى. ونقول له: ها أنت ذا قد عَرَّيت نفسك وكشفت سترها للعيان،، وذلك لأسباب عديدة، نذكر منها:

1. إنَّ تجرُّأهُ على اللغة العربية "الفسيحة"، بهذه الدرجة يدل على ملكة الإستهانة بالحقائق والمراجع، فإن سأل أهل الذكر، أو تَفَحَّصَ القواميس المتاحة لديه لوجد أن هذه الكلمة هناك تشع معانٍ ومفاهيم،،

2. "سورة"، هي كلمة كثيرة الإستخدام في كل بلد عربي (بدون إستثناء)، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فليقل لي أين بلده (وليدع باقي البلدان العربية وشأنها)، فأقول له بأنها هناك ومستخدمة أيضاً، فإن لم يتعرف هو عليها ولا الذي أشار إليه بهذه السقطة، فهذا ليس عيباً في اللغة العربية ولا تقصيراً في القواميس،، ماعدا قاموسه الخاص فأنا أتفهم غيابها فيه، كما غابت عليه وعلى أقرانه كلمات كثيرة مثل (أحد، وصمد، وقسورة, وعلقة، والحاقة والقارعة ،،، الخ)،

3. على أية حال،، دعنا نسهل عليه الأمر قليلاً،، فما عليه سوى الذهاب إلى الصفحة رقم 527 بالقاموس المحيط. (أو بالبعث في غيره من القواميس المتوفرة لديه)، فسيجد أن كلمة "سورة" هي أكثر تحديداً وحصراً وخصوصية من كلمة "سور"، لأنها،، وبما تحتويه من آيات خاصة بها وحدها دون سواها من آيات القرآن الكريم تمثل وحدة موضوعية متكاملة كما يحيط "السوار" بالمعصم، فلا مجال لدخول شيء بينهما.

4. أما المعنى العميق لهذه الكلمة في القرآن هو أنها عبارة عن (سور) خاص، يحيط بآيات كل سورة على حدة، بحيث لا تضاف إليها آية ولا تخرج منها أخرى، لذا،، فإنَّ معنى كل آية بالسورة الواحدة لا يؤخذ إلا في إطارها ومحيطها وسورها لأنها وحد متكاملة ومترابطة، فبالرغم من أن كل آية لها معناها ومدلولها الخاص إلَّا أنها مع باقي آيات السورة التي هي منها، تعطي الغاية الكاملة من تلك الوحدة الموضوعية المتكاملة،

حقيقةً، إنَّه لشيء مؤسف وفي نفس الوقت محزن أن يصل الإنسان إلى مثل هذه الدرجة من العجز عن التفريق ما بين كلمة "سورة" كلمة "صورة"، على أية حال فالقرآن إنما هو "فرقاناً" يفرق ما بين الحق والباطل، وما بين الجد والهزل، وما بين العلم والجهل.
فتقول مثلاً (صَوَّرَ الرجل الشَّيْءَ: إذا جَعَلَ لَهُ صُورَةً، برسمه وتجسيمه,, بأن يجعل له شكلاً وصورة ، قال تعالى في سورة آل عمران: (هُوَ الَّذِي « يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ » لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 6)، ويأتي منها التصوير بكل أشكاله ومدلولاته، فنحصل على (الصورة) سواءاً أكانت تلك بآلة تصوير أو بالرسم بالقلم والريشة أو الفرشاة أو حتى بالصلصال ونحوه. فأنظر إلى قوله تعالى في سورة غافر: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً « وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ » وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَٰ-;-لِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 64)، وقال في سورة الإنفطار: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ 7)، (فِي « أَيِّ صُورَةٍ » مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ 8)،
أما "السُّورُ"، فهو إسم جنس مفرده "سورة"،، كقولك مثلاً (بقر، وشجر، و سمك) فتقول في مفردها (بقرة، وشجرة، و سمكة،،، الخ). والسور هو ( كلُّ ما يحيط بأكثر من شيء أو أشياء دون تحديد لنوع أو عدد، كالأبنية والطرقات والجسور والأشجار المختلفة، وغيرها)، ويطلق على "كِرَامِ الإبِلِ"، وأيضاً على "طعام الضيافة". ويجمع على كلمة "أسوار"، و "سيران"، كعنبة وعنب وأعناب. قال تعالى في سورة الحديد: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم « بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ » بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ 13).
والسورة: هي أكثر تحديداً وتخصيصاً من "السور"، لأنها تحيط بنوع أو جنس واحد فقط)، والسورة هي كل (ما طال وحسن من بناءٍ،، وهي المنزلة منه)، والسورة كذلك هي: "العلامة، والمنزلة الرفيعة، والفضل".

ثالثاً: قال لنا أيضاً: ((-- اما نحن نقول وانتم تقولون كما نقول اذا (المسيح هو روح الله وكلمة منه القاها على مريم والى اخره من الاية) فهل هذا باريك انها لاتعنى الله؟ لماذا لا تذكر الكتب ومنها القران ان الله نبى الاسلام هو روح الله وكلمة منه؟ --))،

على الرغم من أن الصياغة ركيكة لا توصل بمفردها إلى ما يقصده صاحبها، ولكننا سنرد على هذه التناقضات والتحاريف التي تضمنتها هذه العبارة فنقول بما يأتي:
معلوم أن «« كلمة الله »» في الأصل - « لم يُلقها الله على مريم » كما يدعي الأخ وليد، وإنما الكلمة قد: « ألقاها الله إلى مريم ». وحتى لا ندخل معكم في مغالطات ومراوغات، سنعرض هنا هذه الآية من سورة النساء كما نزلت في القرآن الكريم، وسيتأكد القاريء من خلوها من كل العبارات المفتراة التي جاء بها وليد، مثل (... المسيح هو روح الله...) و عبارة (... وكلمة منه ألقاها على مريم ...).

قال تعالى في سورة النساء مخاطباً أهل الكتاب "مباشرة"، ولم يقل للنبي "قل لأهل الكتاب" ،،، بل قال:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ...):
1. (... لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ...),
2. (... وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ...),
3. (... إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ...):
(‌أ) (... رَسُولُ اللَّهِ ...),
(‌ب) (... وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ-;- مَرْيَمَ ...), ..... ولم يقل (وكلمة منه ألقاها على مريم)
(‌ج) (... وَرُوحٌ مِّنْهُ ...), ..... ولم يقل (المسيح هو روح الله)
(... فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ...),
4. (... وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ « انتَهُوا » خَيْرًا لَّكُمْ ...),
5. (... إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰ-;-هٌ وَاحِدٌ « سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ » ...),
6. (... لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ « وَكَفَىٰ-;- بِاللَّهِ وَكِيلًا »).

وليس هناك عاقل يدعي بأن عيسى عليه السلام ليس ضمن مدلول ( "ما" في السماوات و "ما" في الأرض)، وليس هناك عارف عاقل لا يستطيع أن يفرق ما بين "له" و "منه" و "معه".
إذاً،، فهو يدلس هنا أيضاً ويحرف الكلم من بعد مواضعه، ويفتري على الله الكذب عن علم، لأن هذه الآية كانت أمامه عندما كان يكتب ما كتب، إلَّا إذا كان من الذين لا يعلمون ولا يهتدون سبيلاً!!!

فنحن لم ولن نقول في أمر عيسى عليه السلام كما يقولون هم، لأننا لا نقول بالشرك أبداً،، أمَّا إذا هم قالوا كما نقول ويقول القرآن الكريم، قبلنا منهم ذلك ولن يكون بيننا خلاف.
فإذا آثروا الإكتفاء بما عندهم وأصروا على ما هم عليه فهذا شأنهم هم، لا دخل لنا فيه ولا سلطان لنا عليهم، قال تعالى: (... لكم دينكم ولي دين). والله وحده هو الذي سيفصل بيننا وبينهم يوم نأتيه فرادى كما خلقنا أول مرة.

رابعاً: الآن سنعرض على القاريء الكريم صورة أو نموذجاً للتخبط، وعدم الإنطلاق من رُأى واضحةٍ، أو فكرةٍ حقيقيةٍ،، وذلك بمناقشتنا لهذه الفقرة من تعليقات الأخ وليد، ونحاول الربط ما بين كل فقرة منها وأخرى، فلعلنا نساعد على تصور ما قصدناه من كلمة تخبط، فلتابع ذلك فيما يلي:

يتساءل الأخ وليد فيقول لنا: ((-- الا يقول القران ان الله تجسد تارة فى الجبل وتارة اخرى فى الشجر؟ ايهما ارقى ان تتجلى روح الله فى الجسد ام فى الجبل والشجر؟ نقاش علمى ومنطقى بسيط لايحتاج الى الكثير من الوقفات، لازلت لم تفهم ن الانجيل كتب بصيغة الامثال، تقول كيف ان الله قال ابنى الوحيد وتسال كيف ان المسيح هو ابن الله؟ هل اذا قلت لك انك ابن الفراتيين او ابن الرافدين فهل تعنى ذلك ان دجلة والفرات قد تزوجتا وانجبتا بشارة احمد؟ --)).

(‌أ) إدعى الأخ وليد هنا بأن القرآن يقول ((-- إنَّ الله - تجسد تارة في الجبل- و - تارة أخرى في الشجر--))، فبعد هذا الإنجاز العظيم لديه،،، يتسآءل بحماس وثقة أطلق على هذه الفرية والإدعاء الباطل (نقاشاً علمياً ومنطقياً بسيطاً لا يحتاج إلى الكثير من الوقفات)، ضمن ذلك في قوله: ((-- أيها أرقى - أن تتجلى روح الله في الجسد أم في الجبل والشجر؟ --)) فهو بذلك التصور يتحرى ويتحسس مسار الباحث Jesus_mhaba الذي نقوم الآن بتفنيد إدعاءاته الكاذبة في مواضيع متتابعة لم ننته منها بعد فالمشوار لا زال حيالها طويلاً والرحلة شاقة،، فهو يريد أن يقحم القرآن في إدعاءاته الكاذبة، بل ويشهده على ما يفتريه،، ولكن هيهات.

فنقول له: لا بد لك من أن تفرق ما بين عبارتي « تَجَلَّىْ » و عبارة « تَجَسَّدَ »,, وإياك ثم إياك أن تظن « التَّجَلِّيَ »، هو ظُهُورٌ مُتَجَسِّدٌ!!.
أما فرية "التجسيد" هذه فهي من إدعاءاتكم أنتم التي لم ولن تستطيعوا إثباتها أو تبريرها أو إقناع أحد عاقل بها، وبالطبع،، ليس مكانها القرآن، فعليكم أن تتركوا خصلة خلط الأوراق هذه، فنحن على الهواء مباشرة أمام - عقول وأفكار مدركة واعية ناقدة – متمثلة ومتأصلة في القراء الكرام.

(‌ب) أما عن سؤالك عن رأينا في قولك: ((-- ايهما ارقى ان تتجلى روح الله فى الجسد ام فى الجبل والشجر --))، نرد عليك في محورين:

أولهما نصيحة لك من أجل مصداقيتك أمام القراء فنقول:
1. عندما تناقش في موضوع مكتوب، عليك أن تتوثق مما تقرأ ومما تقول، فالذي يظهر من تعليقاتك إما أنك لم تفهم ما قرأت، أو أنك تدلس وتحرف ما تقرأ بغير قدرة كافية على ذلك، أو لعلك تجهل مقاصد ما قرأت،

2. عليك أن تفهم جيداً (أن الله تعالى قد تجلى للجبل بذاته ، ولم تتجلى روحه كما تدعي)، فأستمع لقوله تعالى: (... فلما « تجلى للجبل » جعله دكاً وخر موسى صعقاً..)، فلا تأتِ بنصوص من عندك ثم تنسبها إلى القرآن الكريم سواءاً أكان ذلك بقصد أم بجهل أم بتحريف.

وثانيهما، هو ردنا على سؤالك عن رأيينا بقولك: (أيهما أرقى ...)، أقول لك "عن علم" وليس تخميناً:

1. (آنَّ تجلي الله للجبل أرقى من التجلي للبشر)، لأن الجبل معرفته بالله كاملة غير منقوصة، وتوحيده لله قطعي،، فهو لا يعرف غيره ولا يرتضيَ بسواه، وهو معافاً تماماً من داءآت البشر والجن معاً من كذب وتدليس وظلم وإعتداء وكفر وكبر وفساد وسفك دماء. إذ يكفيه فخراً أنه لم يكن « ظلوماً جهولاً » كالإنسان، بل لإدراكه مغبة الجري وراء المغريات وعاقبته الوخيمة أبى أن يحمل الأمانة حين عُرضَت عليه فآثر الحكمة التي إنحازت إليها السماوات والأرض بما فيهما من مخلوقات، حتى أشفق الله منها « فحملها الإنسان » بصلفه وغروره وجهله وجهالته!!! ذلك الإنسان الذي قال الله تعالى عنه: « ... إنه كان ظلوماً جهولاً ... »,.

تُرى أيهما أرقى،، ذلك الورع الحكيم بعيد النظر والمتعمق في خشية الله وعاقبة الأمور وخطورة المغامرة فأبى أن يحمل الأمانة بكل مغرياتها، حتى لا يلقى ربه مفرِّطاً فيها أو مغمضاً في حقها،، أم الأرقى هو ذلك الظلوم الجهول "قصير النظر" الذي "بحمله تلك الأمانة" وهو لا يعرف أنه ليس أهل لها قد أصبح في صراع مع ورطة كبيرة محاولاً جاهداً أن ينقذ نفسه من تبعة تفريطه فيها أو تنقيصه لحقها وقد أصبح بذلك (هارباً من وعيد جهنم)، التي قد أعدها الله للظالمين والضالين؟

(‌ج) أما قولك ((-- نقاش علمى ومنطقى بسيط لايحتاج الى الكثير من الوقفات --))، نقول لك إنَّ هذا من وجهة نظرك فحسب. فأنت تتحدث عن علم الغيب الذي لا يعلمه إلَّا الله وحده دون سواه، وتدعي بأنه "علم شهادة"، فعلم الغيب لن تستطيع أن تدركه بقدراتك المحدودة،، ولكن القرآن زاخر بعلم الغيب الذي لم يكشفه الله لأحد سوى لخاتم أنبيائه ورسله محمد بن عبد الله. وبالتالي عليك ألَّا تخوض في ما ليس لك به علم "فتردى" غبناً وقهراً. فالحقائق بصفة عامة والغيبية منها بصفة خاصة لا تُعرفُ بالمنطق والتخمين والإرتجال وإنما تعرف بالتحقق وإقامة الأدلة والبراهين المؤكدة،، وتلك كلها مكانها القرآن الكريم دون سواه.

(‌د) تقول لنا أيضاً: ((-- لازلت لم تفهم ان الانجيل كتب بصيغة الامثال، تقول كيف ان الله قال ابنى الوحيد وتسال كيف ان المسيح هو ابن الله؟ هل اذا قلت لك انك ابن الفراتيين او ابن الرافدين فهل تعنى ذلك ان دجلة والفرات قد تزوجتا وانجبتا بشارة احمد؟ --)). فنقول لك، وبالله التوفيق:
1. إن إدعاءك بأن الإنجيل كُتِبَ بصيغة الأمثال، ليس صحيحاً (إذا كنت تتحدث عن الإنجيل الذي نزل على نبي الله وعبده ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام)، لأن القرآن أعلم منك بذلك، وهذا مبلغ علمك عن الإنجيل الذي كُتب كما تقول (في كتابك المقدس) الذي بين يديك الآن، أما الذي نزل على المسيح إنما هو وهي من الله إلى قلب عيسى وليس مكتوباً على أوساط مادية.

2. فالسؤال هنا،، هل هذا الإنجيل الذي كتب بصيغة الأمثال كما تقول، (كتبه المسيح عليه السلام بيده؟)، أم (كتبه أشخاص آخرون غيره، فنسبوه إليه؟؟؟) ... فمهما كان جوابك،، عليك أن تبين للقراء ما هو دليلك على أن ذلك المكتوب هو بالضبط ما قاله نبي الله عيسى دون زيادة أو نقصان أو تحريف إن كنت من الصادقين؟؟؟

3. وماذا تقول إذا أتيناك (من كتابك المقدس نفسه) ما يؤكد عملية التحريف التي تعرض لها من الكثيرين، فهل ستكذبنا وتكذب كتابك أن لديك مخرج من هذه الحقيقة أيضاً؟؟؟

4. أما نحن،، فنعرف حقائق عن التوراة والإنجيل وعيسى ومريم وإمرأة عمران،، أنت وغيرك لا ولم تبلغ مسامعكم بعد. فالإنجيل - الموحى- إلى عبد الله وتبيه ورسوله عيسى عليه السلام ليس أمثالاً كما تقول، وإنما هو كتاب موحى بآيات بينات من عند الله تعالى إلى عبده ورسوله مباشرةً، هذا ما يهمنا ونحاجج فيه، أما تلك الأمثال ومَنْ الذي كتبها "من دون الله" وإفتراءاً عليه، فهذه لا تعنينا في شيء ولا شأن لنا بها، بل ولا نخوض فيها لا سلباً ولا إيجاباً، حتى لا ندخل رأينا أو هوانا فيما ليس لنا به علم بتفصيله من القرآن والسنة.

5. الأمر الغريب والمحير حقيقةً،، لماذا يحاجج أهل الكتاب في دينهم من عند أنفسهم وبإجتهاداتهم الشخصية، ولا يستشهدون "أبداً" بكتابهم أو كتبهمالمقدسة لديهم؟؟؟ مما يؤكد لنا حقيقةً أنهم على علم بنسخها وإنسائها؟ فالدين والعقيدة "عادةً" بل يجب أن لا يدخل فيها الهوى الشخصي والرأي لأن ذلك يضعفها ويجردها من المصداقية. كم أتمنى أن يتجرأ أحدهم ويفعل كما نفعل، حيث أن مرجعيتنا هي القرآن الكريم وإحتكامنا له ووقوفنا عند حدوده.

(‌ه) وسنناقش معك هنا فكرتك التي تقول فيها: ((-- هل اذا قلت لك انك ابن الفراتيين او ابن الرافدين فهل تعنى ذلك ان دجلة والفرات قد تزوجتا وانجبتا بشارة احمد --؟؟)).
نرد عليك فنقول: إنَّ هذا سؤال وجيه منك، ولكننا نراه تملصاً من عبارتكم عن المسيح بأنه (إبن الله) "نسباً"، إن لم يكن إعترافاً ضمنياً، بل وتأكيداً منك على الأقل بأنها إفتراضات وإدعاءات غير حقيقية وإنما هي تماماً كنسبة الشخص إلى بلده أو دينه أو إلى قومه. وبالتالي، وبناءاً على فكرتك نفسها، لنا أن نستنتج الآتي:

1. فما دام أن زيد من الناس قد لُقِّبَ ببلده أو غيرها،، مثلاً إذا قلنا عن زيدٍ بأنه إبن الفراتين أو إبن الرافدين فإننا لا نعني بذلك أنَّ دجلة والفرات قد تزوجا وأنجبا زيداً هذا)، كذلك الحال،، وقياساً على هذا الطرح فإننا نستطيع القياس: (فلو قلنا عن عَمْرُو من الناس بأنه: (عمرو المصري) فلا يعني هذا بالضرورة أنَّ نهر النيل قد تزوج من قناة السويس فأنجبا معاً إبناً أسمياه "عمرو" هذا، الذي لقنباه بـ (عمر المصري)،، أليس ذلك كذلك؟؟؟.

2. وكذلك الحال مع من قال بأن شيئاً ما (اقنوماً) مثلاً، مِنْ النِّيْلِ قد "حَلَّ" في قناة السويس، ثم إنضَمَّ إليهما "البحرُ الأبيضُ المتوسطُ" باقنومه، فصارت أقانيمهم الثلاثة في "واحدٍ"، رغم أنه مركب من أقانيم ثلاثة،، فهل نصدقه أم نقول له بأن هذا التصور إدعائي ووصفي وليس له حظ من الصحة في الواقع، بل هو وصف في إطار "النسب" تماماً مثل "زيد أبن الفراتين وإبن الرافدين" أو مثل "عمرو المصري إبن النيل والقناة والبحر"،، لا أكثر.

(‌و) أيضاً قال لنا: ((-- يا بشاراه المظلل هو انت وحدك عندما تستخدم وقتك كله بالخرافات والتدليس ولاتقول كلمة حق، تقبل تحية --)).
نقول له،،
1. كما يقولون،، "من كان كذوباً، فلا أقل من أن يكون ذكوراً" حتى لا يناقض نفسه بنفسه دون وعي منه وحيطةً، فينقلب سحره عليه ويفقد مصداقيته وإحترام الآخرين له. دعك من وقتي فأنا أدرى به وأحرص من أن أضيعه أو أبدده سداً،، فما أقوم به إنما هو جزء يسير من وقتي. علماً بأن الذي أقوم به يستحق كل عمري حتى إن ضاعفه الله تعالى لي أضعافاً مضعفة، لأنني أتحرى الحق والحقيقة والصدق أينما وجد، ليس لصالح فئة من الناس وإنما لصالح كل البشرية من ولد آدم عليه السلام. أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، وتعاون على البر والتقوى، وحرب على الإثم والعدوان.

2. تقول بأنني أضيع وقتي كله بالخرافات،، فهل تعرف معنى كلمة « خرافات » في الأساس؟؟ إلَّا إذا كان في مفهومك أن السماوات والأرض وما بينهما وما فوقهما وما دونهما خرافات لا خالق لها ولا مدبر ولا مهيمن. وهذا ما لا يمكن أن يقول به حتى المعتوه أو المخبول المشهود له بالخبل. لأن الذي أستثمر وقتي فيه لا يخرج من هذه الحقائق ومن خلال وحي من خلقك وخلقها وفطرها وفقاً لما قاله عن نفسه وعنها في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن ثم فإنك لن تجد موطناً ولا مقاماً لكلمة « تدليس » في أدبياتنا ومنهجنا ومعاييرنا، خاصة وأنه ليس لدينا أجندة خفية ومقاصد دنيوية ضيقة زائلة.

فإن كنت حقاً تعي وتعني ما تدعيه، فما عليك سوى أن تشير إلى حيث يوجد ما تقوله في أي من كتاباتنا ومقالاتنا. أما التخبط والتنابذ بالألقاب والتطاول على الآخرين بالإدعاءات والتهم الباطلة،،، فنحن لا نلتفت أو نصغي إليها أو إلى التنجيم والتعميم، كن صادقاً وقل للقراء مباشرة - أين توجد هذه الفقرة أو العبارة أو الأجزاء من كتاباتنا التي فيها خرافات أو تدليس،،، الخ- مؤكداً لهم ذلك بدليل كذا، والحق والصواب ينبغي أن يكون كذا،،، الخ. أما الكلام المرسل الممجوج الذي إعتدناه منكم، فلن يجدي معنا نفعاً.

خامساً: قال لنا الأخ وليد في تعليقاته الكثير من المغالطات والإتهامات غير الموفقة، والتي سنناقشها معه أمام القراء مقدمين له بذلك فرصة ذهبية لعله يستغلها في تقديم ما عنده من حقائق وبراهين وأدلة يكذبنا بها إن وجد لذلك سبيلاً،، فإن أخفق في ذلك يكون قد حسم أمره بنفسه.

فلنبدأ أولاً بقوله لنا: ((-- تطلب حضرتك ان يتم تذكيرك بعدد الطوائف المسيحية المتناحرة والمتحاربة والمتعادية. كلام مضحك حقا لم اتوقعه منك، هل طالعت اية او اشارة فى الكتاب المقدس تدعو الى ذلك؟ --))... وقول له وبالله التوفيق:

1. أولاً: لم نعتد أن نقول في شيء إن لم يكن لدينا أدلة دامغة وموثقة ومشفوعة بالبرهان،، وحتى لا ندخل في مغالطات سأترك ما وقع قبل الإسلام وبعده في الوقت الحالي جانباً، وسأكتفي بالحديث فقط عن الفظائع الحديثة، لأنها مبعث المصائب والكوارث والإحن ومعروف أهلها وأبطالها وأسبابها التي يشهد بها التاريخ ولا تزال مبعث الشؤم على الكون كله وليس البشرية فقط، فلنبدأ بحرب الثلاثين عاماً بين الطوائف المسيحية وتاريخها الدامي، وسأكتفي بشهادة الرابط التالي: (http://www.mesopot.com/old/adad12/15.htm )، و/أو الرابط (http://www.thirdpower.org/index.php?page=read&artid=84172

2. ثانياً: الحرب العالمية الأولى - الرابط (http://www.achamel.info/Lyceens/cours.php?id=31 ) أسبابها ونتائجها الكارثية والمظالم المترتبة عليها من إستعباد وإستعمار للأمم ونهب خيراتهم، وبالطبع لن يختلف فيهما عاقلان، أنظر أيضاً الرابط (http://boudina.voila.net/h06.htm

3. ثالثاً: غزو أفغانستان، والعراق وتدميرهما ونشر القتل والفظائع والفرقة والفتن بين أفراد شعوبها المترابطة المتلاحمة تحت إسم (الحرب الصليبية) أقصد (الديمقراطية!!) التي يفتقر إليها مروجوها،
وإن شئت الإستزادة فإليك أيضاً بما يتضمنه رابط ويكيبيديا، الموسوعة الحرة عن حرب الثلاثين النصرانية في الفترة ما بين 1618م – 1648م ، بالإطلاع على ما يجود به هذا الرابط (
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D9%86_%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7

4. رابعاً: ثم قال الأخ وليد لنا: ((-- اذا كانت البشرية متحاببة وفى سلام لما احتبنا الى روح الله ان تحل بين البشر، لكانت البشرية تسودها الظلم والظلام ولكن الله كان دائما بيننا بشكل او باخر حتى حل بروحه والقى بسلامه بيننا --)). نقول له وبالله التوفيق،،
أنتم دائماً تتحدثون عن الروح كأنها مادة يمكن لأي شخص أن يفتري الكذب عنها، فيتوهم البسطاء أنه على حق، فالروح "مطلقاً" ليست داخلة في علم الإنسان بصفة خاصة وباقي المخلوقات الأخرى بصفة عامة، فعلمها قد إختص الله تعالى به نفسه فهي غيباً على الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يقول تعالى في سورة الإسراء: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ «« قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي »» وَ « مَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا » 85).

والغريب في الأمر أن التبجح ليس فقط على روح الكائنات أو حتى روح الإنسان،، بل يتحدثون عن روح الله سبحانه .. (تعالى الله عمَّا يقولون علواً كبيراً). إن كان أحدكم لا يستطيع أن يقول شيئاً عن روح أي كائن، وهو يرى الموت والحياة أمامه مراراً وتكرارً، ومع ذلك لم يرها أو يسمعها أو يحسها بلمسه، أو يتذوق طعمها أو يشتم رائحتها،،، الخ. ولنترك أمر الآخرين جانباً،، ونسأل أحدهم عن روحه هو التي تميزه عن الجمادات، (ما لونها؟ وما طعمها وما رائحتها، وما هو حجمها،، وأين تستقر في داخله، أم لعلها ترفرف في الفضاء حوله،، أو أنها تقطن في نجم بعيدٍ عنه وتدير حركاته وسكناته من هناك ،،، الخ. فإن كنتم تجهلون سر حياتكم جهلاً تماً،، فكيف تتجرؤون على الحديث عن روح الله، فتارةً تدعون بأنها حلت في الناسوت،، وأخرى تأفكون بأنها حلت بينكم، وثالثةً تفترون الكذب بأنها تَعَشَّتْ مع أحدكم أو بعضكم،،، ما هذا الخبل الذي أنتم فيه؟ تتحدثون عن الله كأنه واحد منكم وتحت مدارككم ترصدون أقواله وأفعاله عياناً بياناً. ما أغرب هذا الفكر الضيق المفلس!!! فالله تعالى فوق مدارك الخلق، لا نعلم عنه إلَّا ما أخبرنا به عنه، ولا نقول بخلاف ما قاله عن نفسه وأذن لنا به تفضلاً منه وكرماً وإحساناً.

5. أنا أعرف "يقيناً" من القرآن الكريم وسنة نبينا الخاتم أنَّ المسيح عيسى بن مريم عبد الله ورسوله لم يقل أو يفعل إلَّا كل خير وإلَّا (لما إستحق أن يصطفيه الله ويرسله بكتابه ووحيه)، شأنه في ذلك شأن كل إخوته الأنبياء والمرسلين من لدن آدم وحتى محمد إمامهم وخاتمهم وبشارتهم، عليهم الصلاة والسلام جميعاً.

ولكن واقعه الرائع هذا ينقضه كتابكم المقدس، فأنظر ماذا قال متي في العهد الجديد،، في سفر متي، إصحاح 10: (34- لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً.)، (35- فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.)، (36- وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.).
وفي إنجيل لوقا، إصحاح (فندايك) 12: (49- جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟)، (50- وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟)، (51- أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً.)، (52- لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ.)، (53- يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا.)،

ثم أنظر لما قاله لوقا،، الذي يختلف تماماً عما في إصحاح12 (اليسوعية): (49- جئت لألقي على الأرض نارا، وما أشد رغبتي أن تكون قد اشتعلت)، (50- علي أن أقبل معمودية، وما أشد ضيقي حتى تتم! )، (51- أتظنون أني جئت لأحل السلام في الأرض ؟ أقول لكم: لا، بل الانقسام)، (52- فيكون بعد اليوم خمسة في بيت واحد منقسمين، ثلاثة منهم على اثنين واثنان على ثلاثة)، (53- سينقسم الناس فيكون الأب على ابنه والابن على أبيه، والأم على بنتها والبنت على أمها، والحماة على كنتها والكنة على حماتها)،
ولكن ليس الإختلاف الجسيم بين النصين هو الذي يهمنا الآن،، بل مدلول أي من النصين الذي ترتعد منه الأفئدة من فظاعة ما يتضمنه من تدمير أهم البينيات لدى البشر "الرحم" و "القرابة"، و "حق الوالدين"،،،. ولكن قبل أن نقول في ذلك شيئاً نتوجه إلى الأخ وليد آملين بأن يتحفنا برأيه إن كان يستطيع ذلك وليحاول تجميله بقدر المستطاع على شرط أن يجعله يتسق مع السلام الذي يتحدث عنه ويحاجج به (هذا تحدي مفتوح) له ولمن معه.

6. خامساً: سألنا وليد بقوله: ((-- فهل طالعت ان المسيح قال جئت لاكمل لا لانقض؟ المسيحية لم تضطهد احد ولم تفنى بنو قريظة وبنو اوس وخزرج واليهودية والنصرانية وانا اتحداك ان تاتينا باية تكفر الاخرين وتدعو لقتلهم --)). نقول له وبالله التوفيق،، في الحقيقة أنا الذي إطلعت على ما قاله المسيح عليه السلام، وأعلم يقيناً أنه جاء (مصدقاً لما مع بني إسرائيل من توراة، بالإضافة إلى بشارته بالنبي الخاتم،، قال تعالى في سورة الصف: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم « مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ » فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰ-;-ذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ 6). فأنت الذي طالعت ولم تأت بقول عيسى على تمامه كعادتكم دائماً.

دعك من بني قريظة وغيرهم،، بل، وحري بكم أن تتحرجوا من ذكرهم لأنهم يمثلون وصمة عار في جبين كل يهودي أو نصراني حر صادق وملتزم بشريعة موسى وعيسى عليهما السلام،، لأن هؤلاء لا يتشرف بهم أحد يحترم نفسه ويلتزم القيم الإنسانية من عهود ومواثيق وصدق وأمانة،،،. فقد خانوا العهد وتآمروا على النبي وصحبه وناصروا أعدائهم وظاهروا وحرضوا على إخراجهم متنكرين تماماً للعهد المعقود بينهم، فكانت الفتنة كبيرة والغاية التي كانت في أدناها وأخفها وطأة هي (إستئصال المسلمين والمؤمنين تماماً وقتل النبي نفسه)، فتولى الله تعالى شأنهم، وأذاقهم وبال أمرهم، وعلم بمكرهم فمكر بهم،، وقد حكى ذلك في سورة الحشر، قال: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ...), فكان ذلك مفاجأة للمؤمنين، حيث قال لهم (... مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ...), وأكد حقيقة وهمهم الذي بنوا عليه مكرهم، فقال: (... وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ...), وكان السلاح الذي حاربهم به خارج حساباتهم وتصوراتهم، قال: (... وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ 2). علماً بأن الله تعالى قد خفف عنهم كثيراً،، بل وعفاهم من العذاب الذي إستحقوه في الدنيا بفعلتهم الخسيسة هذه، كأمثالهم من أشقياء الأمم الفاسقة الهالكة (عاد، وثمود، وقوم لوط، وأصحاب الأيكة، وقوم تبع، وقوم نوح وقوم صالح، والمؤتفكات،،) وذلك (إكراماً لمقام نبيه محمد الخاتم)، فأجلاهم ليقي المؤمنين شرهم الفطري وحقدهم العميق وغدرهم المتواصل، وقد بين الله ذلك بقوله: (وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ « لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا » وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ 3)، كما بين حيثيات الحكم عليهم وسبب جلائهم، فقال: (ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 4). عليكم أن تستحوا من ذكر هؤلاء الأنذال الجبناء الخونة.

أما إدعائك بأن المسيحية لم تضطهد أحداً ولم تفني أحداً هذا يمكن قبوله إذا كنت تتحدث عن (المسيح وأبتاعه الصادقين الملتزمين بتعاليمه) كالحواريين والمؤمنين من بني إسرائيل مثلاً، أما غيرهم (بمعيار الكتاب المقدس) فحدث ولا حرج، ولن أستشهد هنا على ذلك لا من القرآن الكريم ولا من التاريخ،، وإنما سأكتفي بشهادة (كتابكم المقدس نفسه). لتكون أمامكم الفرصة كاملة للحكم بأنفسهم، فإما أن تكذبوه أو تكذبوا أنفسكم أو تقهروا الناس على قبول ما تقولون وتفعلون بمفهومكم.
فلنتابع معاً بعضاً من أقوال العديد من الإصحاحات عن المحبة الحقة التي تقولون بها، فيما يلي:

(أ): سفر لوقا إصحاح 19: (26- لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.)، (27- أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي).

(ب): وفي سفر لوقا إصحاح 22: (36- قال لهم: (( أما الآن فمن كان عنده كيس دراهم فليأخذه. وكذلك من كان عنده مزود. ومن لم يكن عنده سيف فليبع رداءه ويشتره.)،

(ج): سفر حزقيال، إصحاح 9: (5- وَقَالَ لأُولَئِكَ فِي سَمْعِي: اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا.)، (6- اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ.)، (7- وَقَالَ لَهُمْ: « نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى ». اخْرُجُوا, فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.)،

وفي إصحاح 23: (25- وَأَجْعَلُ غَيْرَتِي عَلَيْكِ فَيُعَامِلُونَكِ بِالسَّخَطِ. يَقْطَعُونَ أَنْفَكِ وَأُذُنَيْكِ, وَبَقِيَّتُكِ تَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. يَأْخُذُونَ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ, وَتُؤْكَلُ بَقِيَّتُكِ بِالنَّارِ.)، (26- وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ وَيَأْخُذُونَ أَدَوَاتِ زِينَتِكِ.)، (27- فَيُعَامِلُونَكِ بِالْبَغْضَاءِ وَيَأْخُذُونَ كُلَّ تَعَبِكِ, وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً فَتَنْكَشِفُ عَوْرَةُ زِنَاكِ وَرَذِيلَتُكِ وَزِنَاكِ.)،،، الخ

(د): وفي سفر إرميا، إصحاح 48: (2- لَيْسَ مَوْجُوداً بَعْدُ فَخْرُ مُوآبَ. فِي حَشْبُونَ فَكَّرُوا عَلَيْهَا شَرّاً. هَلُمَّ فَنَقْرِضُهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةً. وَأَنْتِ أَيْضاً يَا مَدْمِينُ تُصَمِّينَ وَيَذْهَبُ وَرَاءَكِ السَّيْفُ.)، (3- صَوْتُ صِيَاحٍ مِنْ حُورُونَايِمَ. هَلاَكٌ وَسَحْقٌ عَظِيمٌ)، (4- قَدْ حُطِّمَتْ مُوآبُ وَأَسْمَعَ صِغَارُهَا صُرَاخاً.)، (9- أَعْطُوا مُوآبَ جَنَاحاً لأَنَّهَا تَخْرُجُ طَائِرَةً وَتَصِيرُ مُدُنُهَا خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ فِيهَا.)، (10- مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.)، (46- وَيْلٌ لَكَ يَا مُوآبُ. بَادَ شَعْبُ كَمُوشَ لأَنَّ بَنِيكَ قَدْ أُخِذُوا إِلَى السَّبْيِ وَبَنَاتِكَ إِلَى الْجَلاَءِ.)،

(هـ): سفر أشعيا، إصحاح 13: (12- وَأَجْعَلُ الرَّجُلَ أَعَزَّ مِنَ الذَّهَبِ الإِبْرِيزِ وَالإِنْسَانَ أَعَزَّ مِنْ ذَهَبِ أُوفِيرَ.)، (13- لِذَلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ.)، (14- وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ.)، (15- كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ.)، (16- وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ.)،

(17- هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ.)، (18- فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ.)، (19- وَتَصِيرُ بَابِلُ بَهَاءُ الْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ الْكِلْدَانِيِّينَ كَتَقْلِيبِ اللَّهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ)، (20- لاَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ.)، (21- بَلْ تَرْبُضُ هُنَاكَ وُحُوشُ الْقَفْرِ وَيَمْلَأُ الْبُومُ بُيُوتَهُمْ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ النَّعَامِ وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ.)، (22- وَتَصِيحُ بَنَاتُ آوَى فِي قُصُورِهِمْ وَالذِّئَابُ فِي هَيَاكِلِ التَّنَعُّمِ وَوَقْتُهَا قَرِيبُ الْمَجِيءِ وَأَيَّامُهَا لاَ تَطُولُ.)،

(و): وفي سفر العدد، إصحاح 31: (17- فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا.)، (18- لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ.)، (32- وَكَانَ النَّهْبُ فَضْلةُ الغَنِيمَةِ التِي اغْتَنَمَهَا رِجَالُ الجُنْدِ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلفاً.)، (33- وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلفاً.)، (34- وَمِنَ الحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلفاً.)، (35- وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ جَمِيعِ النُّفُوسِ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلفاً.)،

(ز): وفي سفر يشوع، إصحاح 6: (20- فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ.)، (21- وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ.)، (22- وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ: ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا)، (23- فَدَخَلَ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا, وَكُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ.)، (24- وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.)،

وفي إصحاح 11: (10- ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ, لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلاً رَأْسَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ.)، (11- وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ.)، (12- فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.)، (13- غَيْرَ أَنَّ الْمُدُنَ الْقَائِمَةَ عَلَى تِلاَلِهَا لَمْ يُحْرِقْهَا إِسْرَائِيلُ, مَا عَدَا حَاصُورَ وَحْدَهَا أَحْرَقَهَا يَشُوعُ.)، (14- وَكُلُّ غَنِيمَةِ تِلْكَ الْمُدُنِ وَالْبَهَائِمَ نَهَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمْ. وَأَمَّا الرِّجَالُ فَضَرَبُوهُمْ جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى أَبَادُوهُمْ. لَمْ يُبْقُوا نَسَمَةً.)،

(ح): سفر القضاة، إصحاح 21: (10- فَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ إِلَى هُنَاكَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْبَأْسِ وَأَوْصُوهُمْ قَائِلِينَ اذْهَبُوا وَاضْرُبُوا سُكَّانَ جِلْعَادَ بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ النِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ.)، (11- وَهذَا مَا تَعْمَلُونَهُ. تُحَرِّمُونَ كُلَّ ذَكَرٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَت اضْطِجَاعَ ذَكّرٍ.)، (12- فَوَجَدُوا يَابِيشِ جِلْعَادَ أَرْبَعَ مِئَةِ فَتَاةٍ عذَارَى لَمْ يَعْرِفْنَ رَجُلاً بِالاضْطِجَاعِ مَعَ ذَكَرٍ وَجَاءُوا بِهِنَّ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى شِيلُوهَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.)،

(ط): سفر صموئيل الأول، إصحاح 15: (3- فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً)، (4- فَاسْتَحْضَرَ شَاوُلُ الشَّعْبَ وَعَدَّهُ فِي طَلاَيِمَ, مِئَتَيْ أَلْفِ رَاجِلٍ وَعَشَرَةَ آلاَفِ رَجُلٍ مِنْ يَهُوذَا.)، (5- ثُمَّ جَاءَ شَاوُلُ إِلَى مَدِينَةِ عَمَالِيقَ وَكَمَنَ فِي الْوَادِي.)،(6- وَقَالَ شَاوُلُ لِلْقِيْنِيِّينَ: «اذْهَبُوا حِيدُوا انْزِلُوا مِنْ وَسَطِ الْعَمَالِقَةِ لِئَلَّا أُهْلِكَكُمْ مَعَهُمْ, وَأَنْتُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ مَعْرُوفاً مَعَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ صُعُودِهِمْ مِنْ مِصْرَ». فَحَادَ الْقِيْنِيُّ مِنْ وَسَطِ عَمَالِيقَ.)،(7- وَضَرَبَ شَاوُلُ عَمَالِيقَ مِنْ حَوِيلَةَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى شُورَ الَّتِي مُقَابِلَ مِصْرَ.)، (8- وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ.)،

(ي): سفر أرميا، إصحاح 14: (12- حِينَ يَصُومُونَ لاَ أَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ وَحِينَ يُصْعِدُونَ مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً لاَ أَقْبَلُهُمْ بَلْ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ أَنَا أُفْنِيهِمْ].)، (13- فَقُلْتُ: « آهِ أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ! هُوَذَا الأَنْبِيَاءُ يَقُولُونَ لَهُمْ لاَ تَرُونَ سَيْفاً وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ جُوعٌ بَلْ سَلاَماً ثَابِتاً أُعْطِيكُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ».)، (14- فَقَالَ الرَّبُّ لِي: « بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ ».)،

(15- لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: لاَ يَكُونُ سَيْفٌ وَلاَ جُوعٌ فِي هَذِهِ الأَرْضِ: لِلسَّيْفِ وَالْجُوعِ يَفْنَى أُولَئِكَ الأَنْبِيَاءُ.)، (16- وَالشَّعْبُ الَّذِي يَتَنَبَّأُونَ لَهُ يَكُونُ مَطْرُوحاً فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ مِنْ جَرَى الْجُوعِ وَالسَّيْفِ وَلَيْسَ مَنْ يَدْفِنُهُمْ هُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَبَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ وَأَسْكُبُ عَلَيْهِمْ شَرَّهُمْ.)،،، الخ.

وإصحاح 11: (22- لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هَئَنَذَا أُعَاقِبُهُمْ. يَمُوتُ الشُّبَّانُ بِالسَّيْفِ وَيَمُوتُ بَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ بِالْجُوعِ.). وفي إصحاح 19: (7- وَأَنْقُضُ مَشُورَةَ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَأَجْعَلُهُمْ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَبِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ وَأَجْعَلُ جُثَثَهُمْ أَكْلاً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَلِوُحُوشِ الأَرْضِ.)، (8- وَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ لِلدَّهَشِ وَالصَّفِيرِ. كُلُّ عَابِرٍ بِهَا يَدْهَشُ وَيَصْفِرُ مِنْ أَجْلِ كُلِّ ضَرَبَاتِهَا.)، (9- وَأُطْعِمُهُمْ لَحْمَ بَنِيهِمْ وَلَحْمَ بَنَاتِهِمْ فَيَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ صَاحِبِهِ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقِ الَّذِي يُضَايِقُهُمْ بِهِ أَعْدَاؤُهُمْ وَطَالِبُو نُفُوسِهِمْ.)،

(ك): سفر صموئيل الثاني، إصحاح 12: (31- وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ الآجُرِّ، وَهَكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيامَ.).

طبعاً هذا قليل من كثير،، وإنما سقناه فقط ليعرف الأخ وليد ومن معه ما يجهلونه عما يحاججون فيه بغير علم. وكم أتمنى منهم أن يتفضلوا علينا بالتعليق المفيد الذي يجاوب على بعض تساؤلات القراء الكرام، إما بالنفي أو بالتبرير.

وعليهم أن يعتبرونا جهلاء ، ومدلسون كما قال ،، فليته يطل علينا بعلمه وشفافيته وصدقه ويشرح لنا أصل هذه الفظائع التي يستحيل أن تصدر عن (نبي الله ورسوله موسى بن عمران عليله الصلاة والسلام)، ذلك النبي الكريم، أحد أولي العزم من الرسل،، وقد عَرَّضَ نفسه لأعلى درجات الخطر الذي يمكن أن يتعرض له إنسان،، وذلك بمواجهته لأعْتَى وأشرسِ وأضلِّ مخلوق على وجه الأرض، وهو فرعون ذي الأوتاد، كل ذلك في سبيل إنقاذ بني إسرائيل من قبضته وإستعباده وبشاعة إضطهاده للضعفاء، فكيف يفعل هذا النبي الكريم ما ثار عليه من أعمال فرعون وآله وناهضه حتى أنقذهم بنصر الله تعالى له؟؟؟

قال تعالى في سورة المائدة: (مِنْ أَجْلِ ذَٰ-;-لِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ-;- بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰ-;-لِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ 32). وقد رأينا نماذج من الإسراف في عدد ليس بالقليل مسطراً وموثقاً في الأسفار والإصحاحات التي أوردنا بعضها.

7. سادساً: يظهر أن الأخ وليد من المغيبين ذهنياً،، الذين يجادلون بغير علم فيدخلون أنفسهم في نفق مظلم يصعب عليهم إيجاد مخرج منه ولو بشق الأنفس،، فمثلاً قال لنا ومن ضمن ما قال: ((-- بامكانك ان تعد العشرات من الحروب وانا اكمل لك الايات والاحاديث اذا تجاهلت ذكرها من الحروب وقتل وشق الخنادق وشق النسوة، ولكن اتنا اية فى الكتاب المقدس تحلل ذلك بعكسه ساكون فى موقع القوة بان اذكرك بالتفاصيل والاحاديث --)): حسناً،، نرد على الأخ وليد بما يلي:

(أ): في البدء،، دعك من موقع القوة والوهم،، فأنت كما رأيت لا تقوى عليها،، فقط ليتك تكون جاداً وصادقاً هذه المرة وتفي بما تعدنا وتتوعدنا به وتصرح لنا مباشرة عن ما تعرفه عن ثقافة (إنسانية الحروب الإسلامية)،، إنَّ حروب النبي وأصحابه الكرام، هي بمثابة مشاعل نور نتشرف بها ونداوم على ترديدها ونعمل على غرس مبادئها السامقة السامية في نفوس ووجدان أبنائنا لنعلمهم كيف كان سلفهم الصالح وأسوتهم الكريمة، يحترمون إنسانية الإنسان حتى مع عدوهم المتربص بهم والساعي إلى قتلهم وإبادتهم والتنكيل بهم.

فنحن لا نتجاهل شيئاً من ديننا ومنهجنا، ولا نستحي أو نتحرج من كل تعاليمه السمحة، بل كل ما لدينا معروض أمام كل الخلق "قرآناً، وسنةً"، والشاهد على ذلك القرآن الكريم وتعاليمه الملزمة، فإن شئت أنظر إلى قوله تعالى في سورة البقرة (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ « الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ » وَ « لَا تَعْتَدُوا » إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ 190)، أما الذين إحتلوا أرضكم وأصروا على البقاء بها للخلاص منكم، فهؤلاء لا تهادنونهم: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ...), لأنهم يصرون على قتالكم في دياركم، ولم يخرجوا من تلقاء أنفسهم، بل وأخرجوكم منها ظلماً وعدواناً وإعتداءاً، لذا قال لهم آمراً: (... وَ « أَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ » وَ « لْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ » ...)، ولكن هناك ضوابط ملزمة لكم، (... وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ-;- يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ « فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ » كَذَٰ-;-لِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ 191)، ولكن هذا التصريح ليس مطلقاً وعلى الدوام، وإنما مقيد بالنظر إلى سلوكهم: (فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 192)، والسبب في قتالهم (كخيار أخير) هو تفادي وقوع المجتمع في فتنة، لا شك في أنها ستأكل الأخضر واليابس، فيضيع فيها الأبرياء وتزهق فيها الأرواح وتسفك فيها الدماء البريئة المسالمة، لذا قال: (وَقَاتِلُوهُمْ « حَتَّىٰ-;- لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ » وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا « فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ » 193).

وقال تعالى في سورة الممتحنة: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ 6)، وقد دعى الله المؤمنين التحلي بالصبر على الأعداء وتحري كل بادرة مودة منهم لتحل محل العداوة، فقال متفائلاً: (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 7)، بل وشجع المؤمنين على بر غير المسلمين من غير المحاربين والمعتدين والمتربصين، فقال لهم صراحةً: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ « لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ » وَ « لَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ » - « أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ » إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 8)، (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ « الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ » وَ « أَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ » وَ « ظَاهَرُوا عَلَىٰ-;- إِخْرَاجِكُمْ » - أَن تَوَلَّوْهُمْ - وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 9).

ثم أنظر بعد ذلك إلى أول خليفة لرسول الله، "أبو بكر الصديق" وما أوصى به جيش "أسامة بن زيد" فقال لهم: يا أيها الناس قِفُوْا أُوْصِيكُم بِعَشْرٍ فاحْفَظُوهَا عَنِّيْ: (لا تَخُوْنُوا، ولَا تَغُلُّوْا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تَقْتُلوْا طِفْلاً صَغِيراً أو شَيْخَاً كَبِيراً ولَا امرأةً، ولا تَعْقروا نَخْلاً ولا تَحْرِقُوهُ، ولَا تَقْطَعُوا شَجَرةً مُثْمِرةً، ولا تَذبَحُوا شاةً ولا بقرةً ولا بَعِيْراً إلا لمَأكَلَةٍ، وسَوْفَ تَمُرُّوْنَ بأقوامٍ قد فَرَّغُوا أنفُسَهُم فى الصَّوَامِعِ فَدَعُوْهُمْ وَمَاْ فَرغُوا أنفُسَهُم لَهُ. وسوف تُقْدِمُونَ على قَوْمٍ يَأتُوْنَكُمْ بِآنِيةٍ فِيْهَا ألوانُ الطَّعَامِ فإذا أكَلتُم مِنْهَا شَيئاً فاذكُرُوا اسْمَ اللّهِ عَليْهَا. وتَلقونَ أقْوَامَاً قد فَحَصُوا أوْسَاطَ رؤوسِهِمْ وتَرَكُوْا حَوْلَهَا مِثْلَ العَصَائِبِ فأخْفِقًوهُمْ بالسيْفِ خَفْقَاً. إنْدَفِعُوا باسمِ اللّهِ).

(ب): كعادتكم التي لن تتخلوا عنها، في خلط الأوراق، وإتهام الآخرين بما هو فيكم من مآخذ، ظناً منكم أنَّ بإستطاعتكم خداع العقلاء من الناس "بِلَيِّ اللِّسَانِ وتقْعِيْرِهِ"، ونسج الأباطيل، أو "بالتمويه والتشويه". فمثلاً،، ما علاقة شق الخنادق بشق النسوة ،، وما نسبة ذلك بالإسلام والمسلمين؟؟؟
أما شق الخنادق فهو ليس معرةً بالمسلمين،، فالخندق الذي شقوه في حربهم ضد المعتدين لم يكن عدواناً على أحد،، وإنما كان تحصيناً لبلادهم ودورهم ولحماية أنفسهم وأهليهم ورعيتهم من عدو غادر غائر غاشم، معتدٍ عليهم أثيم،، شَقَّهُ المسلمون تحصيناً ودفاعاً عن النفس وصداً لكيدكم وإعتدائكم وغدركم، الذي إعتادوه منكم.

وأما شق النسوة،، فلعلك قد ضللت الطريق ولم تعرف أين تكون هذه الجريمة البشعة والموثقة توثيقاً لا يحتمل الشك أو التأويل،، إنها للأسف الشديد (في كتابكم المقدس)، حيث لا تستطيع أن تنكرها أو تكذبها أو تأوِّلها، بل أنت ومن معك تتعبدون بها ليل نهار. فإن شئت فأقرأ ما جاء ببعض الأسفار والإصحاحات عن شق الحوامل "نصَّاً مُؤكَّدا"، ونشر الناس بالمناشير، وضرب الأطفال الرضع بالصخرة،، وقتل النساء وسبي العذارى، ونهب الأموال،، فعلى سبيل المثال لا الحصر ما جاء بسفر هوشع، إصحاح 13: (16- تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ « وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ »). فمن كان بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة،، أليس كذلك يا وليد؟؟؟

8. سابعاً: غريب ما أسمعه منك هنا، ولكنه بالطبع ليس مستغرباً منكم، إذ تدعي محتجاً دون مبرر فتقول: ((-- واذا انا اكتب لك ما قل ودل وباختصار شديد خوفا من عدم نشر تعليقى لانه غير مسموح لى كما هو مسموح لمسلم كحالك فى هذا الموقع المساند لتطلعاتكم فى احداث المزيد من تاخير الامه العربية المتخلفة فى تاريخها واسسها وحضارتها من خلال بث المزيد من التدليس والاكاذيب --)). نقول لك وبالله التوفيق:

(أ): إن قولك بأنك كتبت لنا ما قل ودل وبإختصار شديد، هذا لا يصدقه الواقع،، إذ أنك تتنقل في كل الإتجاهات دون هدى كقارب بلا شراع، وتقول في أشياء لا قبل لك بها ولا علم لك أو إدراك بمصادرها ومحاورها ومفاهيمها وحقائقها، فأنت على ما يبدوا تريد أن تُسْمِعَ صوتك فحسب،، وبالرغم من أنك تثير مواضيع كثيرة غير مترابطة أو ذات علاقة بالموضوع الذي تعلق عليه،، وإنما لا تستطيع، بل لا تجرؤ على تقديم أي مرجعية أو أدلة تؤيد ما تقول مما يجعلك حقيقةً مغرداً خارج السرب بجدارة وإمتياز.

(ب): أبلغ بك التخبط إلى هذا الدرك؟؟ أيعقل أن تكون تطلعاتنا هي إحداث مزيد من التأخر للأمة العربية المتخلفة في تاريخها وأسسها وحضارتها كما تدعي؟؟؟ هل أنت تعي ما تقول يا رجل؟؟؟ فمن أدراك بأنني عربي في الأساس؟ وهل الإسلام وقفاً على العرب فقط؟؟؟ ألا تدري أنَّ أغلب الأمم والشعوب الإسلامية غير عربية؟؟؟ وهل هذا هو مبلغ علمك عن تاريخ العرب وأسسهم وحضارتهم؟؟؟ فإذا كان التخلف مرتبط بالدين الإسلامي كما تدعي،، فها أنت ذا تدين بغير الإسلام وتناهضه وتحاربه بشراسة،،، لماذا تقبع في وهدة التخلف إذاً؟؟؟ وما الذي يمنعك من الصعود إلى مصاف المتحضرين والمتطورين والنوابع في العلم والتقنية ؟؟؟ هل هو الشؤم أم هي لعنة الفراعنة قد حلت بكم؟؟؟

(ج): كما أن إدعاءك بأنك تخاف من عدم نشر تعليقك خوفاً شديداً، وتتهم الموقع بأنه ينحاز إلى طرف دون الآخر، هذا إدعاء باطل رغم انه ينسجم مع منهجكم دائماً كمبدأ عام لديكم (من ليس معنا فهو ضدنا)، رغم أن الموقع "حسب علمنا وظننا" يقوم على مبدئين أساسيين هما: (العلمانية المعلنة والمطبقة)، و (الحوار المتوازن)، فكثير ما حُجِزَتْ لنا ولغيرك تعليقات مثلك تماماً، قد لا ندرك مبررها وقد نحتج على ذلك فتارةً يعاد النظر في حجرها وتارةً أخرى يستمر الحجر دون إيراد تبرير لذلك من قبل إدارة ومشرفي الموقع، ولكننا نتفهم سياستهم ونحترمها، وها أنت ذا قد نشرت تعليقاتك هذه رغم أنها تتضمن ما يبرر حجرها ومع ذلك نُشِرت. إذاً،، عليك أنت أن تراقب ما تكتب ولا تخرج من إطار الحوار وتخوض في الآخرين بالسباب والشتائم، والألفاظ التي لا يليق بعرضها على الناس. فالواقع أنك لا تملك ما تحاجج به لا دليل ولا برهان ولا منطق ولا مرجعية موثقة، بل تكتفي بالخوض في الناس دون رادع، أو لعلك تدرك أن مرجعياتك كلها لن تفيدك أو تقدم لك ميزة تحاورية لذلك تتفاداها وتتجاهلها ولا تستشهد بها على الإطلاق.

9. ثامناً: يقول لنا الأخ وليد أيضاً: ((-- المتابع لكتاباتك يستنتج محاولاتك افراغ الاسلام من احداثه التاريخية تلك التى قام وترعرع عليها لحد يومنا هذا محاولا التنصل منها بالصاق اوساخه على الاخرين من خلال اتخاذهم شماعة، لا يا بشاراه تاريخك غير نظيف لكى تحاول تشويه تاريخ الاخرين ويكفيك السكوت والصمت تجاه احداثه التى كتبتها كنيسة المشرق كنيسة الشهداء امتدادا من كربلاء والنجف وكوفة وتكريت صعودا الى الشمال مرور بانطاكيا وسوريا وهلم جرا، لو تقرا تاريخك الدموى لسكتت حالا ولكنك جاهل تم تلقينك بالببغاء لاتعرف غير ما تسطره لنا من اسطر اانتقادية لافعال البعض --)).. نرد على إدعاءات الأخ وليد بما يلي:

(أ): ألم أقل لك إنك تغرد خارج السرب ومتوه تماماً عن الحق والحقيقة؟؟؟ ففي البدأ،، يجب أن تكون دقيقاً ومحدداً فيما تقول، فأنا لم أكتب عن التاريخ مطلقاً لا التاريخ الإسلامي ولا غيره، فلا تخلط الأوراق، لأن خلطها يحتاج أيضاً إلى ملكات وقدرات تعوزك على ما يبدوا. فلا ندري كيف نفهمكم ما إستحال عليكم فهمه، الإسلام شيء،، وممارسات المسلمين شيء آخر، فكتاباتي كلها إنما تدور حول سلامة المنهج الإسلامي من الإفتراءات والإدعاءات والأكاذيب التي تحاولون مع المبطلون إلصاقها به.

ولم أتحدث بعد عن التاريخ الذي يعج بالممارسات الخاطئة المتناقضة والمتعارضة تماماً مع روح وتعاليم القرآن الكريم، فالإسلام ليس فيه أحداث تاريخية مشينة حتى أحاول إفراغها منه أو أوساخ "كما تأفك"، فإن كنت صادقاً في إدعائك،، (عليك بأن تشير إلى واحدة فقط من تلك الأحداث التي تدعي بأنني أتنصل منها وإلصقها بالآخرين "هذا تحدي مباشر لك ولمن معك") فلو كنت متابعاً حقيقةً لما أكتب لأدركت بأنني لا أقول برأيي الشخصي، أو تخميناتي، وإنما أرد على إفتراءات المفترين الدجالين "بالقرآن مباشرةً"، لأنه هو الإسلام، وأنَّ السنة المؤكدة ليست متوازية مع القرآن الكريم، وإنما هي التطبيق العملي المباشر لتعاليم القرآن وبمتابعة ومراقبة أفضل ولد آدم لأداء المطبقين الصادقين المؤمنين، ذلك المراقب الذي خصه الله تعالى بحق التشريع بما يوحيه إليه من ذكر، وبالطبع ليس فيها ما يخالفه أو يتعارض مع القرآن.

وحينما أجد أي محاولة للمقارنة بين القرآن وغيره من الكتب، أضطر إلى ذكر النصوص المؤكدة من مصادرها بكل دقة وأعرضها كما هي أمام القراء، ليس بقصد التشهير أو المقارنة، وإنما بقصد قطع الحجج والمماحكات والأباطيل باليقين، فاتحاً بذلك باب الحوار الجاد على مصراعيه أمام كل عاقل يتحرى الحق والحقيقة، ويأنس في نفسه القدرة على إفادة القراء وإثراء الفكر الإنساني.

(ب): أما قولك بأن تاريخي غير نظيف، هذا إفتراء لا أستغربه منك، فالخلط أصبح متمكناً منك ومسيطراً على وجدانك، فإذا لم يكن خلط الأوراق هو الجهل فما هو إذاً؟؟؟ أولاً أنت لا تعرف عني شيئاً حتى تتحدث عن تاريخي، فهذه أول إخفاقاتك،، ثانياً المسلمون ليس لهم تاريخ واحد، وليست الشخصيات التاريخية شخصية واحدة،، فلو كنت تقرأ شيء عن التاريخ وتفقهه، لما خفي عليك تفريق المسلمين ما بين (الحجاج بن يوسف الثقفي) و (عمر بن عبد العزيز). ولأدركت تفريقهم ما بين الطوائف الضالة والمارقة وبين المعتدلة والملتزمة.

فإذا جئتني أنت بأي عدد من المآخذ التي أساء بها أصحابها إلى لإسلام بإدعائهم أنهم ينتمون إليه، لأتيتك أضعافاً مضاعفة من أولئك الذين لم ولن تصل أنت إليهم ولم تحصهم عدداً. فليس كل من إدعى الإسلام هو "مسلم" حقاً، وليس كل مسلم هو "مؤمن" حقيقةً، ويمكنك أن تقرأ الآيات بسورة "براءة" من الآية 36 إلى آخر السورة لتعرف كم أصناف الذين يدعون الإسلام وهم ألد أعدائه بسلوكهم وتصرفاتهم، حتى أن الله تعالى نفسه وصفهم بالكفر والفسوق وعدهم مع غيرهم من الفاسقين، فالمنافقين في القرآن هم المدعون الإسلام والإيمان ولكن الله تعالى قد نفى عنهم هذه الصفة،، فالذي يصنفهم ويكشف ويفضح زيفهم هو القرآن نفسه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهو كله معايير، كل من أكمل نصاب معيار نسب إليه بلا محاباة ولا تحامل.

(ج): ألا ترى أنني أبريء أنباء الله ورسله الكرام (موسى وعيسى) عليهما السلام من كل ما لا يليق بهما، وبنفس المعيار الذي أنفي به كل مأخذ مدعاة عن القرآن أنفيه بشدة وبثقة ويقين جازم عن (توراة موسى الأصل)، و (إنجيل عيسى الأصل)، لأنهما والقرآن الكريم من مشكاة واحدة. وأفرق بينهما وبين ما جاء (بكتابكم المقدس)، الذي نؤمن بأن فيه ما قد سلم من تعاليم موسى وعيسى من العبث، ولكن فيه أيضاً ما دون ذلك من التحاريف والأباطيل التي إختلطت به، ولم يطلب منا الشرع القويم تعقبها أو الخوض فيها لا بالتصديق ولا بالتكذيب، فنحن نقف عند هذا الحد ولا نجرؤ على تجاوزه إلتزاماً بأمر رسولنا.

(د): دعك من إتهامنا بالسكوت والصمت تجاه الاحداث التى كتبتها كنيسة المشرق كنيسة الشهداء امتدادا من كربلاء والنجف وكوفة وتكريت صعودا الى الشمال مرور بانطاكيا وسوريا وهلم جرا كما تقول،،، فهذه كلها تقولات تاريخية وأخبار تقبل الصدق والكذب على حد سواء لأن من أرخها ليس معصوماً أو مشهوداً له بالصدق،، فإذا تضمن الكتاب المقدس نفسه ما لا يمكن تصديقه عن أنبياء الله موسى وعيسى (أولي العزم من الرسل)، فما بالك، وكيف السبيل إلى تصديق شيء من التاريخ أو الجزم بصحته؟؟؟

ألا يكفيك ما يحدث اليوم وفي تاريخنا المعاصر؟ ألم تصدر فتوى من بعض المحسوبين على علماء المسلمين (بقتل المسلمين العزل في الأشهر الحرم) بدم بارد؟ فهل هناك بالقرآن الكريم ما يبرر هذه الفعلة البشعة؟؟؟ وهل أمثال هؤلاء لم يشقَ بهم التاريخ عبر القرون الماضية؟ ... أليست هذه الفعلة البشعة يؤرخ لها الآن؟؟؟ فهل التاريخ سينسبها إلى الإسلام أم إلى فرعون موسى أم إلى أهل الكتاب؟؟؟

10. تاسعاً: هكذا يختم الأخ وليد حديثه، متبنياً جريمة سرقة الحروف المقطعة في فواتح بعض السور الكريمة، فيكشف أوراقه ويبين سبب إنفعاله وهجومه على ما كتبناه من حقائق أخضعناها لدراسة مفصلة وعرضناها على القراء بكل أمانة وصدق، ونحن نعرف تماماً أن الذين قاموا بهذه الجريمة الأخلاقية النكراء لن يسكتوا بل سيحاولون الإلتفاف والتنطع ما استطاعوا لذلك سبيلاً،، فنراه يقول صراحةً: ((-- ان الكلمات المتقطعة التى تدين تاريخك مدروسة بعناية ودقة ولايمكنك تفنيدها من خلال التدليس الواضح، وانا اذ اكتب لك هذه الاسطر ما هى الا ردا بالمثل على كتاباتك وتدليسك واطلب منك ان تبحث فى قواميس اللغة العربية عن اصول الكلمات الدخيلة فى الكتاب المنزل وحاول ان ترى الخشبة التى فى عينيك لكى ترى القشة فى عيون الاخرين اذا تمكنت ان ترى ذلك، نعم لربما انك سمعت من ضربك على خدك الايمن فادر له الايسر، اما انا فاقول لك ساضربك باثنتين عندما تحاول ان تضربنى بواحدة وساتعامل معك وفق عقليتك وكما تفهم --)).
(‌أ) يقول بأن عملية السطو على "فواتح السور" من الحروف المقطعة « مدروسة بعناية »،، هذا ظنكم، بل وقولكم بأفواهكم، أنتم لا تملكون أكثر مما أتيتم به، وإلَّا،، فما الذي يمنعك من أن تتحفنا بهذه "المدروسة بعناية"، وها نحن ذا قد بشعنا بدراسة صاحبك حتى أخرجتك الحقائق من صبرك وثباتك،

(‌ب) : تقول بأنه لا يمكنني تفنيد خرافة "بحيرا الراهب"، وسرقة الحروف المقطعة، وقد فندتها بالفعل ولا نزال نفعل،، وسنواصل تفنيدها حتى آخرها، وسنأخذ في طريقنا (عبد الأحد شابو، وزكريا بطرس، ورشيد المغربي), هذا وعد. فإن أردت أن توقف هذا الزحف المتواصل، فما عليك سوى أن تأتينا بتلك (المدروسة بعناية) إن كنا من الصادقين.

(‌ج) : لا يا عزيزي،، الذي تكتبه ليس رداً بالمثل،، لأنني أسعى إلى إظهار الحق والحقيقة، وأنت تسعى إلى إسكات أي صوت للحق، لعجزك عن تكذيبه أو حتى مجرد التشكيك فيه. أما الشتائم والإساءات كقولك مثلاً: (...تدليسك، والبحث فى قواميس اللغة العربية، والخشبة التى فى عينينا والقشة فى عيون الاخرين، وتعاملك معنا وفق عقلنا،،، الخ)، هذه كلها توجعات وأنات نتفهمها، جيداً، ونشفق عليك منها. فالموقف يحتاج منك إلى ما هو أجدى وأنفع، ولعل السكون أنجع.

(‌د) : نعم سمعتكم تقولون كثيراً: (من ضربك على خدك الايمن فادر له الايسر)، في إطار منهجية "المحبة" والتسامح، ولربما صدق البعض في ذلك،، ولكننا نراك الآن قد خرجت حتى على تعاليم دينك وسماحة المسيح عليه السلام،، وها أنت ذا تعلن على الملأ تخليك عن هذه المقولة، وتستبدلها بالوعيد والتهديد، حيث تقول: ((-- اما انا فاقول لك ساضربك باثنتين عندما تحاول ان تضربنى بواحدة --))، هذا بلا شك تهديد صريح ومباشر، لا أدري كيف سيكون الضرب بواحدة أو بالإثنين معاً؟؟؟ على أية حال كل هذا توجع بصوت مسموع، وشعور بالإحباط مع العجز عن إيجاد مخرج يقبله الناس بعد ما رأوا من حقائق.

فأنا لم ولن أضربك لا بواحدة ولا بالإثنين معاً، لسبب بسيط جداً،، لأنه ليس لدي معك أو مع غيرك ما يدعوا للضرب أو الإعتداء. وحتى أنا نفسي لا أعرفك أو أعرف عنك شيئاً،، وحتى لو كنت صاحب البحث المفترى أو من المساعدين فيه أو المروجين له، فالحوار والدراسة والتفنيد هذه لا تدعوا إلى الضرب إلَّا من الجهلاء والحمقى والعاجزين عن إقناع الآخرين فيعمدون إلى إسكات الحق بالضرب ولربما بالقتل. أما قولك بأنك ستتعامل معي وفق عقليتي وكما أفهم ، فهذه هي غايتنا التي لن تستطيع أنت ومن معك أن تأتوا بها لأنها ليست ضمن منهجكم ولا في إطار إستراتيجياتكم ومبادئكم.

هناك أيضاً تعليق من الأخ كنعان شماس بعنوان: (تعالوا إلى كلمة سواء)، قال لنا فيها ما يلي:
((-- الاخ بشارة اجهدت نفسك كثيرا في هذا الهذيــــــــان اللغوي اليوم المسطرة والميزان في العدالة هو شــــــريعة بالاحرى مقصلـــــة حقوق الانسان . تصور على جبـــــروت دولة اســــرائيل من يطبق اخلاقيات وشـــــــرائع التوراة يضعوه في الســــــــجن باعتباره مختـــل وخطر على المجتمع وهذا اعتراف بما هو معروف ان السيد المسيح قد كســـر كرسي موســـى على راس الجالسين عليه لابل قد شــــــــطب على التوراة ولخص مفهوم الله بكلمة واحدة هي المحبــــــــــــة . ولكم تحية محبـــــــة وليس صلية ســــــقر --)).

فلم نتجاهله، بل كان ردنا عليه بالتعليقات المختصرة التالية:
أولاً: دعني أشكرك على هذا النعت الكريم منك، بأنني (أهذى لغوياً)، علماً بأنني أناضل من أجل الحق والحقيقة الغائبة في عالم اليوم الذي جعل الأقذام عمالقة، والعصابات دولاً.

لم أقدم للناس روايات خرافية أو قصص خيالية إفتراضية،، بل وضعتهم وجهاً لوجه أمام غرائب العدوان والإعتداءات المقننة ومخطط له منذ مئات السنين. ولم أخترع المواضيع التي أكتب فيها،، بل هي (دراسات) إفتراها الآخرون وصدقوها، فدوري هو كشف ستر عدوانهم على الإنسانية وإرهابهم للناس. فليس غريباً أن يرى البعض « الظلم- عدلاً »،، و « المعتدي- ضحية ومعتدى عليه »،، والسرقة جبروتاً والعصابة دولةً. كنت أتمنى أن أرى منكم الحيادية والإنحياز للحق وإدانة المعتدي، بإسلوب حضاري ولكن للأسف، نرى المآزرة والمناصرة للمعتدي والعتاب والهجوم على المدافع بالحق والصدق والبرهان.

ثانياً: أشكرك مرة أخرى على وصفك لشريعة المكيالين ومنظماتها ورعاتها المتجبرين بعبارة « مقصلة حقوق الإنسان ». فما دام أنها « مقصلة »، فمن البديهي أن يكون مصير كل من يعارضها بالبحث عن حقوق الإنسان ويطبق إخلاقيات وشرائع التوراة يضعوه في السجن الذي يعتبر أخف عقاب في هذه المقصلة، فما بالك بمن يخالف أهل هذا الجبروت ويقول أن « عيسى- هو المسيح »؟ فهل سيكون مصيره السجن فقط؟؟
أما الذي يقول بأن محمداً رسول الله فهذا مكانه صندوق من الصلب يستقر في قاع المحيط. فهناك حقيقة غائبة عن الكثيرين، من الذين لا يفرقون بين النظر إلى الأشياء بالوادي من أعلى الجبل، وبين الناظرين إلى ما بقمة الجبل من بطن الوادي السحيق.

فالذي مسطرته وميزانه الدنيا، قد يبهره حبروت إسرائيل، وترهبه « مقصلة- حقوق الإنسان » التي تسحق الأبرياء في العراق وأفغانستان وسوريا وفلسطين، وتزكي روح الفتن والفرقة بين الأشقة في سوريا واليمن وليبيا ومصر، وحيث أن صاحب الحق لاجيءٌ في المخيمات، وصاحب الجبروت والإغتصاب له دولة على أشلاء المغصوبين. فهذا إنما ينظر إلى الأشياء العالية من بطن الوادي، أما الذي مسطرته وميزانه « الحق »، فهو ينظر إلى الأشياء من القمة.
أرجوا أن تكون قد أدركت ما أعنيه حتى لا تصفني في المرة القادمة « بعد صفة الهزيان اللغوي » أو حتى بالفلسفة والسفسطة ما دام النظر من بطن الوادي.

أما سقر فهي ليست لأهل المحبة الحقيقيون، ولكنها لأعداء الإنسانية والمتجنين على حقوق الإنسان بصفة عامة، والضعفاء والمسهوكين والمهمشين بصفة خاصة.
ولتعلم إنني لا أضيع وقتي سداً « كما يظن البعض »، بل أعمل بجد وإجتهاد وإلتزام للمعايير التي تجعل صاحبها ينظر من القمة إلى الوادي السحيق، ومعاييرها الصدق والأمانة والتجرد، وإلتزام الحق أينما وجد. فهذا هو طوق النجاة من صلية سقر.

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (ياء):
- حوار العقلاء2 (ردود):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ط):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ح):
- حوار العقلاء:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ز):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(و):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (د):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9:
- التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة:


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القراء: