أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ن (آل عمران):















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ن (آل عمران):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 04:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فواتح السور (الحروف المقطعة)، آيات الله البينات المحكمات - محنة آل عمران XIII:

ففي موضوعنا السابق، كنا قد أثبتنا زيف إدعاءاتهم وسذاجتها فأبطلنا إفتراءاتهم عن مهزلة بحيرا الراهب, وقد رأينا جميعاً عمق كنوز الرحمن "آياته المحكمات" الذي جاء بها في فواتح بعض السور، وكيف كانة روعة مكره حين أمهل المعتدين وتركهم يصدقون أنفسهم ليكون وقع الخزي والعار عليهم كبيراً، فكان تشفير هذه السور الذي يدل على حكمته وبالغ تدبيره. لقد أمهل الله هؤلاء المرضى المعتوهين وصبر عليهم وهم يهلكون أنفسهم "مطيةً لإبليس وليهم"، حتى خاضوا بكل جرأة وسفالة في أنبيائه ورسله وأصفيائه بما لا يليق بهم،، فأجل علاج هذه الإفتراءات ليكون تأييداً لصدق رسالة المصطفى "إمام الأنبياء والمرسلين، وسيد الغر المحجلين" (أحمد – بشارة)، و (محمد إصطفاء من إصطفاء ورسالة)، وتفرداً بالفضيلة والوسيلة، والدرجة العالية الرفيعة والمقام المحمود، فأثبتت هذه الحروف المقطعة كيف أن هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،، وأنه المهيمن على كل ما دونه من كتاب وصحف ووصايا. فنذكر السادة القراء بأننا سبق وأن أوجزنا في بعض هذه الآيات لنكشف بعضاً من إضاءاتها وبياناتها وإبياناتها،، فمثلا:

1. أشرنا إلى آية الله المحكمة "ألر" في سورة "يوسف" ورأينا كيف أن الله تعالى "برأ ونزه" نبيه الكريم "يوسف بن يعقوب" عليهما السلام، وكيف كانت إستجابته له وهو يفضل السجن والتعذيب والصغار على أن يكن من الجاهلين بأن يستجيب إلى مطالبهم الفاجرة،، علماً بأنه شاب فتي، وهن ذوات حظوة من جمال ومال وجاه وسلطان.

2. وأشرنا إلى آية الله المحكمة "يس" في سورة "يس"، ورأينا كيف ربط الله تعالى صدق إرساله لنبيه ورسوله الخاتم محمد فآيات كونية وظواهر لا يختلف عليها إثنان لا عاقلان ولا مخلولان أو معتوهان ليس ذلك فحسب، بل أقام على ذلك الأدلة والبراهين ثم بعد ذلك (تحدياً مفتوحاً شاخصاً) للمكذبين,

3. أشرنا إلى آية الله المحكمة "طس" في سورة النمل،، ورأينا كيف أن الله تعالى دافع عن نبيه الكريم سليمان بن داود عليهما السلام،، ونزهه عن ما وصفه به السفلة من بني إسرائيل بأنه كفر وإتبع هوى نساءه وعبد أصنامهم،، فأقام الدليل على فضله وورعه ومكانته عند الله الذي أعطاه الملك الذي سأله إياه،

4. ثم أشرنا إلى آية الله المحكمة "طه"، في سورة "طه"، وكيف أن الله تعالى قد كشف أسراراً كثيرة عن هذا النبي الكريم (ثالث أولي العزم من الرسل)، فرد على المكذبين والذين آذوه وقالوا فيه ما قالوا فبرأه الله من كل ذلك وغيره،، قال تعالى في سورة الأحزاب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ-;- فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا 69).

إذاً،، واضح أن الله تعالى – من ضمن إهداف وإذاءات هذه الحروف المقطعة – تبرئة وتنزيه وتأييد أنبيائه ورسله الذين إصطفاهم على العلامين،، ولم يتركهم عرضةً لسفه السفهاء وتجني الرعاع وأهل الفسق والضياع من أولئك الذين يبغونها عوجاً ولكن الله قد أحبط أعمالهم فجعلها كرماد بقيعة أو هباءاً منثوراً.

والآن سنواصل مع الباحث في مجموعته السابعة المفتراة التي تجنى فيها على آيتين كريمتين محكمتين هما (كهيعص و حم عيق):
وكما قلنا أعلاه، أن هذه المجموعة تضمنت آيات من الحروف المقطعة من فواتح بعض السور غايةً في الأهمية والحرج،، ولأنها قد تناولت موضوعاً كثرت في لجاجة وإدعاءات وإفتراءات وتذوير أهل الكتاب من النصارى وغيرهم، حسم الله تعالى أمر هذه الإدعاءات والأباطيل بالأدلة والبراهين والحجج. وقد تناول هذا الباحث الجاهل المتهور آيات لا يعرف قدرها ولا معناها، ولا يدري أنها ستصعقه حقيقةً وتخيب رجائه أكثر فأكثر، وقد ذكرها غيره بالتهكم والسخرية من سفهاء الدنيا، فكان ردنا لهم آنذاك (بأنهم عندما يعرفوا بعضاً من أسرارها "لن يكونون وقتئذ سعداء")، وسنرى إن كنا نبالغ أو نهذي، أم أنها هي الحقيقة والحق الذي سيجعل السقف يخر عليهم بإذن الله تعالى.

إدعى الباحث بقوله: ((-- مجموعة الحروف ذات الخمس حروف والتى لم تتكرر وهى ( كهيعص – حم عسق) وحيث انهما من مجموعة واحدة فيكون طريقة حسابها هكذا:
- القيمة العددية لـ كهيعص: ك20 + هـ 5 + ي 10 + ع 70 + ص 90 = 195
- القيمة العددية لـ حم عسق: ح 8 + م 40 + ع 70 + س 60 + ق 100 = 270
- مجموع القيمتين: كهيعص 195 + حم عيس 270 = 473.
فأسكرته هذه المجاميع الثلاثة، ففتحت شهية التحريف لديه، فأعمل فيها ملكة السذاجة والجهل والعار، فجاء بشر عميم. سنناقشه لاحقاً بعد أن نمهد لهذا الحوار والنقاش بما رأيناه لازماً وضرورياً للمرحلة القادمة. فالموضوع ليس بهذه السهولة التي يظنها هؤلاء المبطلون.


فلنبدأ أولاً بأنساب الأنبياء والرسل عند أهل الكتاب، لأن فيها لغط كبير ومغالطات وإدعاءات وتجاوزات كبيرة وخطيرة، ما أنزل الله بها من سلطان،، فلننظر معاً ما هو ذاك فيما يلي،، حتى نعمل "علمياً" بتصحيح خارطة طريق صفوة البشر (الأنبياء والرسل) من المصادر الموثقة والمعتمدة من أهل الكتاب أنفسهم:

الباب الأول: الأنساب عند أهل الكتاب:

من هي مريم في كتابهم المقدس؟
طبعاً سنضطر إلى عرض بعض المقاطع من الأناجيل والإصحاحات، فقط لنستمع للطرف الثاني الذي ينطلق منه الباحث المفتري جيسس، لتكتمل الصورة أمام القاريء وليستطيع الوقوف على الحق (كل الحق)، ولا شيء غير الحق. لأن العقل هو أسمى جوهرة وأغلى كنز لديه، فهو الذي يحدد مصيره في مراحل حياته الثلاثة (الدنيا، والآخرة، وما بينهما من برزخ).

وقد جاء في سفر مرقص، إصحاح 1: ((1- بدء بشارة يسوع المسيح آبن الله،)،، (6- وكان يوحنا يلبس وبر الإبل، وزنارا من جلد حول وسطه. وكان يأكل الجراد والعسل البري،،، 7- وكان يعلن فيقول: (( يأتي بعدي من هو أقوى مني، من لست أهلا لأن أنحني فأفك رباط حذائه,, 8- أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فيعمدكم بالروح القدس)).

ملاحظتنا على هذه الجزئية كما يلي:
إذاً،، نفهم من هذه الأعداد القليلة أن يوحنا كان يبشر بمن سيأتي بعده، وهو خير منه،، فلابد من أن هذا الذي سيبشر به إما أن يكون (المسيح)، أو أن يكون (آخر غير المسيح نفسه)،، ترى من أو ما يكون هذا المُبَشَّرُ به؟؟؟ فالنصوص القادمة حتماً ستدلنا على المقصود بالبشارة هذه بتحديد أكبر. و بالطبع، لابد من أن الذي ستأتي البشارة به يكون شخصاً آخر غير الذي سيُبشرُ، لأنه "منطقياً" لا يعقل أن يبشر الشخص بنفسه وهو شاخص بين المبشرين بذاته وجرمه.

وقد جاء في الأعداد 15:12 المتتابعة أيضاً - متحدثةً عن المسيح نفسه قالت: (12- وأخرجه الروح عندئذ إلى البرية،،، 13- فأقام فيها أربعين يوما « يُجَرِّبُهُ الشيطان » و « كان مع الوحوش »، و « كان الملائكة يخدمونه »،،، 14- وبعد اعتقال يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل « يعلن بشارة الله »، فيقول: 15- ((تم الزمان و « اقترب ملكوت الله ». «« فتوبوا وآمنوا بالبشارة »»))،,

ملاحظتنا على هذه الجزئية كما يلي:
1. كيف إستطاع الشيطان أن يجرب "المسيح"، إن كان كما يدعون "ربَّاً"، وإبن الله؟؟؟،، فهل العين تعلوا على الحاجب كما يقولون؟ فكيف قبل هذا الرَّبُّ أن يجعل لهذا الشيطان سلطاناً عليه ويقبل بأن يكون مرهوناً بتقييمه وتصحيح مساره وإجازته .... ؟

2. لاحظ حال هذا الرَّبُّ المفترى!!،، لعلها - (من منطلق هذا المفهوم المتناقض) - قد كُتبت عليه المهانة منذ أن جاء إلى الدنيا،، ألم تر أنه لم يستطع أن يخرج للبرية بذاته وقدرته فأخرجه الروح القدس، ثم تَجَرَّأ عليه ذلك الشيطان اللعين الضعيف الهزيل لتجريبه مدة أربعين يوماً، فلم يعترض أو على الأقل "أن ينجح في التجربة بإمتياز قبل أن يرتد إلى الشيطان طرفه، ولكنه بدلاً من ذلك بقي قانعاً بتلك المهانة أربعين يوماً بالتمام والكمال، أليس هذا غريباً ومحيراً ومتناقضاً مع قامة وهامة الشخصية المقدسة هذه المؤيدة بروح القدس وتخدمها الملائكة؟

3. ثم الأغرب من ذلك كله، أنه ظل طوال هذه المدة مع الوحوش، ولم يكن له عرش وقصر يليق بقدره، مع العلم بأن الملائكة كانت تخدمه،، فما كل هذه التناقضات التي لا يقبلها العقل السليم؟؟؟

4. فلنركز أكثر على هذه العبارة: ((-- وبعد اعتقال يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يعلن بشارة الله، فيقول: "تم الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالبشارة --))،, إذاً معنى هذا أن يسوع هو الذي جاء ببشارة الله ولم يأتِ غيره ببشارة الله به. وتأكيداً لهذا المفهوم والمنطق والمعنى الواضح قول يسوع نفسه: " تم الزمان واقترب ملكوت الله. « فتوبوا وآمنوا بالبشارة »"، فإن كانت البشارة به لشخصه وبقدومه لبَشَّرَ بها غيره، أما إن كانت البشارة بالإيمان به لقال لهم صراحة "آمنوا بي". إذاً الراجح من هذا التعبير أن المسيح قد بشَّرَ بقادمٍ آخر غيره وهو بلا شك بَشَرٌ من جنسه، فمن يكون ذلك الشخص الذي بشر به المسيح وأمر المُبَشَّرِينَ بالتوبة، والإيمان بهذه البشارة؟؟؟
وما علاقة هذه البشارة بقول الله تعالى في سورة الصف: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ « إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم » - مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ « وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ » - فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰ-;-ذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ 6؟)،،، المهم ليست البشارة هذه موضوعنا الآن،، وسنأتي إليها لاحقاً من إصحاحات أخرى وفي حينها،، إذا إضطرَّنَا الطرف الآخر إلى التعمق فيها، حينئذ سنفعل بإذن الله تعالى، (ومن كتابهم المقدس نفسه).

وفي أنجيل لوقا، إصحاح 1: ما يلي:
بدأ هذا الإصحاح بمكتوبٍ من لوقا إلى ثَاوُفِيلُسُ قال له فيه: ((-- إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا،، كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ،، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ،، لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ -- ((.

وفي تعليقنا على هذا نقول: واضح من المكتوب أن لوقا هنا يحكي وقائع يقول "إنَّه تتبع كل شيء من الأول بتدقيق" لكي يُعَلِّمُ بها ثَاوُفِيلُسُ ليعلم منه صحيح القول الذي كان قد بُلِّغَهُ وعُلِّمَهُ من آخرين غير لوقا، الذي (على ما يبدوا) أنه يُكَذِّبَهُمْ بَهَذَا المكتوب،، ولكن ما الضمان على صحة وقدر هذا التدقيق الذي قِيْلَ عنه سوى شهادة لوقا لنفسه بنفسه لنفسه؟ وما هو مصدر ما عُلِّمَهُ ثَاوُفِيلُسُ قبل مكتوب لوقا,, ومن هو ذلك المُبَلِّغُ، وما الذي يجعله أقل دقة وصدقاً من مكتوب لوقا؟؟؟ إذاً الحقيقة تائهة بين أكثر من مصدر ومُبَلِّغٍ،، وعلى ذلك لا تُوجدُ آلية لِدَرأ "الشك" لا عن المُبَلِّغِيْنَ ولا عن المُبَلَّغِ بِهِ مِنْهُمْ أو من بعضهم. على أية حال،، فلنتابع معاً ما قاله لوقا وبلغ به ثَاوُفِيلُسُ (لتضمنه أموراً هامة تلزمنا في دراستنا وتحليلنا للمعطيات)، وذلك فيما يلي:

قال لوقا: ((-- كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ « كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا » مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَ « امْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ ». وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا. فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ،، حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ « أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ ». وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجاً وَقْتَ الْبَخُورِ. « فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ» --)).

نقول في تعليقنا: واضح أن هذه تعتبر "بكل المقاييس" مجرد رواية من طرف واحد، والسؤال هو: مِن أين عَرِف لوقا خبر "ملاك الرب" وكيف عرف أنه كان واقفاً عن يمين مذبح البخور؟؟؟ فإما أن يكون لوقا حاضراً هذا المشهد بذاته، وشهد هذه التفاصيل بنفسه، بل ورأى الملك وسمع حواره مع زكريا، أو يكون أحد قد أخبره بذلك، وقد يكون زكريا نفسه أو غيره ممن سمع هذه التفاصيل أو الرواية من زكريا،، فمن يكون ذلك الناقل وما درجة مصداقيته وما درجة صحة النقل والوصف الذي يحقق قوله "بتدقيق"--))؟؟؟

ثم قال: ((-- فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ. فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ،، لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً --)).

تعليقنا: لا يزال الأمر مجرد رواية منقولة وليست مشاهدة، أو منقولة من الملاك مباشرة،، والشاهد على عدم دقة النقل هو أن الحوار مع الملاك فيه مفردات لا عمل لها كعبارة "إمرأتك اليصابات"،، الخ. على آية حال "ومن دون تكذيب"، فإن الباحث العادي بالطبع لا أظنه سيأخذ بمثل هذه الرواية كدليل مادي يبني عليه حقائق أكثر خطورة وحرجاً.

ثم قال أيضاً: ((-- فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟« فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا. وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هَذَا لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ. وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ. فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي الْهَيْكَلِ. فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً. وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ --)).

تعليقنا: أولاً: في الأصل إن زكريا يعرف أن مخاطبه هو الملك جبرائيل (فهو نبي)، وهذا ما يفهم من السياق،، فكيف يتفق أن يُعَرِّفَ جاِبْرِيلُ نَفسَه لزكريا عند إجابته على سؤله،، كقوله له مثلا "أنا جبرائيل,,,"، خاصة وأنه قد عرفه من البداية وحاوره؟

ثانياً: أيعقل أن يُكَذِّبَ النبيُّ جبريل وهو يعرف يقيناً أنه لا ينطق عن الهوى وإنما يبيلغ وحي الله تعالى إلى عباده من البشر؟ إذاً،، كيف يمكننا أن نستوعب قول الملآك لزكريا مثلاً "لأنك لم تصدق كلامي ..."؟

ثالثاً: من أين أتى لوقا بهذا الحوار الطويل بين زكريا والملآك،، وهو بالطبع ليس حاضراً الحوار، بل سمعه من غيره، بدليل قوله "كان الشعب منتظرين زكريا...".

ثم قال أيضاً: ((-- وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ حَبِلَتْ أَلِيصَابَاتُ امْرَأَتُهُ وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ قَائِلَةً: هَكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ. وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. إِلَى « عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ ». وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! « اَلرَّبُّ مَعَكِ ». مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ. فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ وَفَكَّرَتْ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ التَّحِيَّةُ! فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَ«« تَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ »».--)).

تعليقنا: أولاً: أن هذا الجزء من الرواية هو نفس الشيء. فالمكتوب كله عبارة عن رواية مسموعة من أطراف عديدة، وحوارات بين إثنين لا يمكن الجزم "بدقتها" إن لم نَقُلْ "بصحتها"، إلَّا إذا كان القول من الله تعالى نفسه علام الغيوب، وهناك من البراهين الإعجازية التي تؤكد ذلك، كالآيات القرآنية مثلاً أو ما صح من نصوص موحاة إلى موسى وعيسى عليهما السلام (مؤكدة بالنص القرآني). أما ما دون ذلك فهو إنشاء وخبر يقبل كل الإحتمالات.

ثانياً: لاحظ عبارة "الرَّبُ معك" المأخوذة من حوار الملآك مع مريم،، فهل أعلن الملآك نفسه أنه (الرَّبُّ ذاته؟؟؟)، أم هي ذلة لسان من الراوي؟ أم أن الرواية نفسها والرواة والمروي إليهم لا يفرقون بين الملآك، والنبي, والرسول, والقديس, والقديسة,, لدرجة أن كلمة "رب" تليق بهم جميعاً؟؟؟ نبئونا بعلم إن كنتم صادقين.

ثالثاً: لاحظ عبارة "تلدين إبناً وتسمينه يسوع"، فإذا كان الملآك يعرف أن الذي ستلده العذراء هو "ربٌّ"، أو "إبن الله"،، كما يدعون،، (وهو في حالة بشارة مفرحة)، فلماذا عدل عن ذلك وإكتفى في بشارته بأن الذي ستلده إنما هو "إبن"، ويحتاج منها إلى تسمية فعليها أن تسميه "يسوع",
رابعاً: إذا كان المولود هو مجرد "إبن"، وأن أمه هي التي ستسميه "يسوع"،،، إذاً من الذي أطلق على هذا الإبن "عيسى" أو "المسيح"؟؟؟ هل هي إعادة تسمية، أم له أكثر من ثلاث أسماء إذا أخذنا في الإعتبار "عمانويل" أيضاً،، أم هما شخصان أو ثلاثة، لِكُلٍ منهم إسمه وخواصه؟؟؟

خامساً: قوله: (... عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ ...)، أهذا التعريف يكفي لتقديم العذراء أو يوسف لأول مرة؟؟؟ من هو يوسف هذا إذاً؟؟؟ وعلى فرض أنه خطيب العذراء مريم،، فما دوره في نسب عيسى عليه السلام علماً بأنه ليس من صلبه. وحتى لو تزوجها بعد ذلك، فهو لا يتعدى كونه "زوج أمه" لا أكثر، فلماذا إبْطَانُ التصديق الضمني "المغلف" منهم وقبول فرية بني إسرائيل وبهتانهم العظيم على (أكرم نساء العالمين) العذراء البتول، الصديقة، أم الحبيب "عبد الله ورسوله عيسى بن مريم" عليه السلام؟

واصل لوقا مكتوبه قال عن عيسى: ((-- هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى « وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ ». وَ « يَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ ». فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟ . فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً (الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ «« يُدْعَى »» ابْنَ اللهِ.( « وَهُوَ ذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً » لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ.

تعليقنا: أولاً: إذا كان الله العلي (سَيُعْطِي الرَّبُّ الإِلَهُ هذا المولود كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ)، إذاً هذا تأكيد بأن هذا المولود مجرد بشر، وأنه موعود بكرسي بشر مثله هو أبيه داود،، وبالطبع داود ليس إلهاً ولا رباً ولا ملأكاً، فما هي هوية هذا المولود هل هو مجرد "إبنٍ مباركٍ"، أم "نبي"، أم "مَلِك وارثٌ مُلكَ أبيه أم هو "رب"، أم "إله"، من البشر؟؟؟

ثانياً: هنا ملحظ في غاية الخطورة، ويجب على أهل الكتاب كشف غموضه وتحديد موقفهم منه،، الا وهو: ذلك الإيحاء الضمني القوي، والذي تقويه عبارة (كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ)، لأن مدلولها واضح بنسبة المولود إلى داود، ومعلوم أن الإبن ينسب إلى أسلافه من جهة الأب وليس من جهة الأم، فإذا تذكرنا التركيز على يوسف النجار على أنه "من بيت داود"، فهذا يعني أن المقصود دعم فكرة "المسيح إبن يوسف النجار".

ثالثاً: إذا أخذنا النص كما هو بإعتباره كلام الملآك، نرى أن هذا النص يقول لمريم البتول: (الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ «« يُدْعَى »» ابْنَ اللهِ.( فإذا كان ذلك كذلك،، فهذه العبارة وحدها كافية لنفي فرية (إبن الله)، تماماً لأنه لا يستطيع أحد أن يقنع عاقل بأن عبارة (ابْنَ اللهِ)، هي نفسها عبارة (يُدْعَى ابْنَ اللهِ)، تماماً كعبارة (الخلق عيال الله) ليس معناها (الخلق أبناء الله).

ومن ثم عليهم أن يختاروا أحد النقيضين، إما صِدْقَ الملآك وفي هذه الحالة يكون المولود (مَلِكٌ ورث مُلكَ أبِيْهِ داود، أو أن يختاروا صِدْقَ روايتهم التي تقول بأن المولود (هو إبن الله)، وهذا ما لم يقل به الملآك كما هو واضح من النص. أو لعل الأجدى إعادة النظر في هذه الأعداد التي بهذه الإصحاحات وتصحيحها من مصدر آخر غير ما جاء بمكتوب لوقا الماثل أمامنا هذا.

رابعاً: فقول الملآك: (« يَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ » وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ)، فهذا دليل آخر يدحض فرية الربوبية والألوهية والبنوة،، (فهو يملك على بيت يعقوب إلى الأبد)،، ونهاية أبد الحياة الدنيا هو القيامة،، وبالتالي عبارة "ولا يكون لملكه نهاية" لا تنسجم مع ملك داود وملك يعقوب،، ما لم يكن في إعتقادهم أن الآخرَينِ أيضاً ارباباً وآلهةً مع الله (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)، فيكون لدينا أكثر من "رب" وأكثر من "إله" ليس فقط يسوع.

تكملة مكتوب لوقا، الذي قال فيه: (فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَ ذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ». لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ. فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ. فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا. وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ « ارْتَكَضَ الْجَنِينُ » فِي بَطْنِهَا وَ « امْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ » وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ « ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي ». فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ. وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي ». لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي. لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ. وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.

ملاحظتنا: أولاً: من الفقرات السابقة من رواية لوقا لم يأتِ أي ذكر "بربوبية المولود" لا في حوار الملاك مع مريم ولا مع غيرها،،، فمن أين جاءت عبارة («هُوَ ذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ»)، التي تقول الرواية أن العذراء قالتها للملاك؟ وما دام أن الملاك لم يقل في حواره الذي أمامنا هذه العبارة "أصلاً" فمن أين جاءت بها مريم، ومن قال لها إنها ستكون أمةً لإبنها ووليدها؟؟؟ .... وفي نفس الوقت لِمَ سكت الملاك عن هذه العبارة ولم يعلق عليها؟؟؟

ثانياً: لما دخلت مريم بيت زكريا،، وسلمت على أهل بيته، ولما سمعت اليصابات سلام مريم « ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ » وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ هناك أسئلة كثيرة محيرة حقيقةً:
1. ما هو ذلك السلام الذي قالته مريم لليصابات لدرجة أن كل هذه الأحداث تتابعت، مثلاً: « ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا » و« وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ » وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! ثم قالت « فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ »؟؟؟ .... علماً بأن أي من هذه العبارات لم ترد في حوار الملاك مع العذراء البتة، مما يدل على أنها تعبيرات أفراد ليس لها سند من الحقيقة، كما تقول المرأة المصرية "بنتي دكتورة آآآد الدنيا).

2. ما هو الروح القدس في مفهوم هؤلاء القوم، بحيث يضعه أي شخص حيث يشاء دون ضوابط أو حدود أو حتى تبريرات يمكن أن يقبلها العقل؟ فمثلاً من أعلم لوقا أو من أخبره بأنَّ اليصابات قد ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وإمتلأت من الروح القدس)؟؟ وهذا بلا شك غيب لا يعلمه إلَّا الله تعالى وبالتالي ليس لأحد سواه يمكنه أن يخبر عنه،،؟ وبالطبع فإن الله تعالى لا يكلم مخلوقاً إلَّا وحياً أو من مراء حجاب.

3. من أين علمت اليصابات بأن الجنين الذي في بطن مريم هو ربَّهَا؟ هل أعلمها الملاك مباشرة بذلك أم أعلمتها مريم نفسها،، علماً بأن الملاك لم يقل لها ذلك حسب رواية لوقا؟ أم هي إجتهادات أو إفتراءات أو روايات مصادرها غير مؤكدة "توثيقياً"، وفكرياً غير مقبولة؟

4. معلوم أن الجنين في بطن أمه يبدأ بالحركة بعد نفخ الروح فيه عند كماله لأربعينه الثالث (أربعة شهور قمرية)، فما بالك بطفل في بطن أمه في شهره السادس "حسب الرواية"، فمن البديهي أن يتحرك في بطن أمه بصورة ملحوظة،، وقد تزداد حركته وفقاً لإزدياد نشاط وحركة أمه "هذا إن صحت الرواية"، فما معنى عبارة « ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا »، الذي رواها لوقا؟؟؟

ثم يواصل لوقا في روايته فيقول: صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً. 55- كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لِإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ. 56- « فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا ». 57- وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ فَوَلَدَتِ ابْناً. 58- وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا فَفَرِحُوا مَعَهَا. 59- وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60- فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا . 61- فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهَذَا الاِسْمِ. 62- « ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى ». 63- فَطَلَبَ لَوْحاً وَكَتَبَ: «اسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ. 64- وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ.

ملاحظاتنا: أولاً: ما دام أن اليصابات كانت في شهرها السادس عندما جاءتها مريم، وبقيت معها ثلاثة شهور (ولعل فترة حمل اليصابات قد إكتملت تسعة اشهر)، وباتت قاب قوسين أو أدنى من الوضوع،، فلماذا لم تنتظر مريم ميلاد اليصابات قبل أن ترجع إلى بينها كما ورد بالرواية؟

ثانياً: الرواية تقول إن مريم جاءت إلى بيت زكريا بعد أن حملت بالمسيح، وبقيت مع اليصابات ثلاث شهور قبل أن تعود إلى بيتها،،، أليس غريباً عدم معرفة بني إسرائيل بهذا الحمل، ولم يعترضوا عليه ولم يتخذوا حياله موقفاً شرعياً وهو مواجهتها، بل وتعريضها إلى إقامة الحد عليها قبل أن تلده؟ إذاً،، لماذا تجاهلت رواية لوقا هذه النقطة الفارقة في مصير العذراء التي ظهر حملها أمامهم ولربما تحرك الجنين في أحشائها؟؟؟

ثالثاً: هل إستمر زكريا أكثر من تسعة أشهر (طوال فترة الحمل)، بل منذ البشارة "لا يتكلم إلَّا بالإشارة،، لدرجة أنه حتى بعد ميلاد يوحنا (يحي)، بثمانية أيام حيث ختان وتسمية المولود؟ لدرجة أنه طلب لوحاً وكتب فيه إسم المولود الذي يريده؟ فالسؤال هو: هل زكرياً فقد النطق بصفة دائمة مقابل هذه البشارة، أم هي فترة عقوبة له لأنه كذب الملاك، كما جاء في بعض كتب النصارى؟؟؟

رابعاً: قوله "فتحجب الجميع"، ما هو سبب وباعث هذا التعجب،، هل لإختيار الإسم أم لبقاء زكريا صامتاً لا يتكلم منذ البشار وإلى ما شاء الله تعالى له، أم لعله قد فتح فمه ولسانه وتكلم بعد أن كتب باللوح الذي طلبه إيذاناً بإنتهاء العقوبة؟

تستمر رواية لوقا فتقول: 65- فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهَذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ. 66- فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هَذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ. 67- « وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ » وَتَنَبَّأَ قَائِلاً: 68- مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ. 69- وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ. 70- كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ هُمْ مُنْذُ الدَّهْرِ. 71- خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. 72- لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ. 73- الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: 74- أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا نَعْبُدُهُ 75- بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.

76- وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. 77- لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ 78- بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ. 79- لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ». 80-أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ وَكَانَ فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لِإِسْرَائِيلَ.
إلى هنا تنتهي رواية لوقا.

ملاحظتنا: إنتهى مكتوب لوقا، ولم تخرج من كونها رواية أحادية لا سند لها (وهي بلا أدنى شك ليست إنجيلاً موحىً إلى عيسى عليه السلام)،، وبالطبع، لم يقدم أي مصدر أو دليل يؤكد صحة روايته بكل ما تحتويه،، خاصة ما يتعلق بالسيدة مريم العذراء، والرجل الذي قال إنه خطيبها ولم يبين نسبه كاملاً بل إكتفى بأنه من بيت داود،، وهذا بالطبع لن يكفي لإقامة البراهين وتأكيدها.

مكتوب لوقا هو المصدر المعتمد في الغالب إن لم يكن المصدر الوحيد للنصارى عن قصة مريم ويوسف النجار المزعومة،، فماذا عن المصادر النصرانية الأخرى؟

المصادر الأخرى لم تخرج من الإطار الذي وضعه لوقا، مثلاً: جاء في منتدي أسرة البابا كيرلس السادس العلمية. موضوعاً عن حياة، السيدة، العذراء بعنوان:(موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء) – موجود بالرابط التالي
http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=31399
تحدث فيه عن نسب العذراء مريم، وعائلتها دون أن يضيف شيئاً إلى ما أورده لوقا.

ولكن،، قبل الدخول إلى تفاصيل هذا الموضوع الذي وصفه "منتدى أسرة البابا كيرلي العلمية" بأنه موضوع متكامل عن حياة السيدة العذاء،، أرجوا من القراء الكرام (تحري مصدر/مصادر هذه الروايات)، لأن توثيق المصادر مهم للغاية فالموضوع في غاية الأهمية والحساسية للجميع. كما أرجوا مشاركة كل أصحاب العقول والفكر والإهتمامات والتخصص وأن يسهموا في هذا الموضوع.

ولتكن المعايير العلمية والبحثية هي الحاكمة والمحركة للمسعى. وغايتنا جميعاً الوصول إلى الحقائق الدامغة للقضاء على المغالطات التي هي أساس الشر الذي باتت دائرته تتسع في الدنيا من حولنا، وذلك التساهل قد ساعد على تمكين الجهلاء من ناصية منابر العلم والسطو على قوامة العلماء والمفكرين المخلصين، وأخص بذلك "تحديداً" المهتمين من أهل الكتاب تحديداً.

فإلى ما جاء بهذا المنتدى:
أولاً: عائلة مريم، قال فيها:
1. كان لمريم العذراء أخت جاء ذكرها في بشارة يوحنا عند حادثة الصلب،
2. وأنها أيضاً نسيبه أليصابات أم يوحنا المعمدان (لوقا 1: 36)، ..... (فهذا كل شيء عنها)،

ثانياً: نسب العذراء مريم، قال فيه:
1. يعود نسب القديسة العذراء مريم إلى « زربابل من عائلة وبيت داود »،
2. البشير لوقا يؤكد هذه الحقيقية، أن العذراء مريم ووليدها يَعُودَان لسبط يهوذا، وبالتحديد بيت داود.
3. وجاء عن نسب السيدة مريم العذراء فى السنكسار يوم 16 أمشير الآتى:

تزوج متثات من سبط لاوي من بيت هارون من صوفية وأنجب ثلاث بنات حسب الترتيب الآتى:
(أ): مريم) أم سالومي)، إهتمت بالعذراء مريم أثناء ميلاد المسيح,
(ب): صوفية (أم أليصابات)، والدة يوحنا المعمدان،
(ج): حنة (أم مريم العذراء)، أم يسوع المسيح.
فهو يقول: إذن تكون سالومي وأليصابات ومريم العذراء بنات خالات, ويعلل ذلك بقوله (وهذا هو النسب الأوقع لأن الملاك قال لمريم هو ذا أليصابات نسيبتك، فهى بنت خالتها).
(د): داود الملك، وابناءه سليمان وناثان الذي له (متان وملكي)، وملكي له (يعقوب و هالي)،
مات هالى ولم ينجب فتزوج يعقوب إمرأة أخية هالى ليقيم نسل لأخية المتوفى فكان "يوسف النجار"، الذي هو إبن يعقوب (حسب الطبيعة)، وإبن هالي (حسب الشريعة),

ملاحظات هامة:
أولاً: واضح أن الراوي ليس له مرجعية سوى (البشير لوقا)، وقد رأينا فيما سبق أن لوقا هذا لم تكن له مرجعية سوى روايته بنفسه.

ثانياً: يجب التركيز جيداً على العبارة التي تؤكد بأن:
1. (متان وملكي) هما إبنان لناثان بن داود وليس لسليمان بن داود،
2. (يعقوب وهالي)، هما إبنا ملكي بن ناثان (أخو سليمان) بن داود،
3. (يوسف النجار)، هو إبن "يعقوب، بن ملكي، بن ناثان، بن داود، (حسب الطبيعة) أو إبن أخيه "هالي" المتوفي (حسب الشريعة).
4. يعقوب بن ملكي بن ناثان بن داود هذا شخص آخر يختلف تماماً عن « يعقوب »، بن « إسحق »، بن « داود »،

ثالثاً: المنتدى لخص ما جاء في (نياحة القديسة اليصابات)، والذي لم يخرج عما جاء في مكتوب لوقا نفسه.

رابعاً: يقول إن نسب القديسة العذراء مريم يعود إلى « زربابل من عائلة وبيت داود »، ولكنه لم يذكر سلسلة نسب زربابل هذا التي تربطه بعائلة داود. مع أن كل الحديث عنه بأنه قاد أول فوج من العائدين من السبي وعمل على بناء المعبد. وقد لاقينا روايات كلها تدور حول محور واحد فقط هو أنه غير محدد النسب. على أية حال يمكن للقاريء الإستماع إلى شهادة الرابط التالي لعله يستشف منه بعض الحقائق: (http://alfetn.com/vb3/showthread.php?t=37633 ).

فالمعلومات عنه قليلة، إذ يقال عن زربابل بن شألتيئيل: إنه أول قائد لأول جماعة من المسبيين ترجع من بابل إلى أورشليم، وقد عيّنه كورش، ملك فارس، حاكمًا للشعب في يهوذا (عزرا 1؛2 ). تكرر اسمه في سفر عزرا ونبوتي حجي وزكريا، وهي أسفار تتحدث عن البقية التي رجعت من السبي. وقد جاء ذكره أيضًا في سلسلة نسب المسيح في: متى1؛ لوقا3، وهو من نسل داود.

خامساً: نسبه من إنجيل متي تقول إنه من مجموعة الجلاء التي تنتهي في يكنيا، إذاً هو: (زربابل، بن شألتئيل، بن يكنيا، بن يوشيا، بن آمون، بن منسى، بن حزقيا، بن آحاز، بن يوتام، بن عوزيا، بن يورام، بن يوشافاط، ب آسا، بن أبيا، بن رحبعام، بن سليمان، بن داود.

لاحظنا الشخصيات التي عليها علامات إستفهام هي:
1. زربابل من عائلة وبيت داود!!!
2. المرأة التي تزوجها (متان من سبط يهوذا ببيت داود), من هي؟؟؟
3. الولدان الذان ولدتهما المرأة التي تزوجها متان، فأنجبت له (يعقوب ويواقيم)، من هو يواقيم، وما دليل صحة ذلك؟؟؟
4. الرجل "متثات" بن لاوي الذي تزوج إمرأة متان "بعد وفاته" (والد يعقوب ويواقيم)، فأنجبت منه "هالي" الذي صار أخو يعقوب ويواقيم من جهة الأم، ماذا عنه؟؟؟
5. أخت مريم العذراء، ما دليل صحة الرواية عنها؟؟؟، ولماذا لا يكون أخ لها غير شقيق إسمه هارون؟؟؟
6. المرأة التي تزوجها "هالي" وتوفى ولم ينجب منها، فتزوجها أخوه "يعقوب" فولد منها أبن إسمه يوسف، وهو الذي عرف فيما بعد بأنه "خطيب العذراء مريم", من هي وما قصتها؟؟؟
7. من هو "يعقوب" أخو يواقيم وهالي هذا؟؟ هل هو يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل، أم هو شخص آخر يحمل هذا الإسم؟ فإن كان الأخير فإن الرواية تكون من عاشر المستحيلات للبعد الزمني السحيق،، أما إن كان شخصاً آخر فمن يكون،، وما قصته أساساً، ولماذا أختير له لعب هذا الدور تحديداً؟؟؟

للرد على بعض هذه التساؤلات جئنا ببعض الأعداد من إنجيل متي، إصحاح 1: ورد فيه ما يلي:

وفي إنجيل متي، إصحاح 1: يقول: ((-- 1- نسب يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم : 2- إبراهيم ولد إسحق وإسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا وإخوته ،، 3- ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار وفارص ولد حصرون وحصرون ولد أرام،، 4- وأرام ولد عميناداب وعميناداب ولد نحشون ونحشون ولد سلمون،، 5- وسلمون ولد بوعز من راحاب وبوعز ولد عوبيد من راعوت وعوبيد ولد يسى،، 6- ويسى ولد الملك داود وداود ولد سليمان من أرملة أوريا,, 7- وسليمان ولد رحبعام ورحبعام ولد أبيا وأبيا ولد آسا،، 8- وآسا ولد يوشافاط ويوشافاط ولد يورام ويورام ولد عوزيا،، 9- وعوزيا ولد يوتام ويوتام ولد آحاز وآحاز ولد حزقيا،، 10- وحزقيا ولد منسى ومنسى ولد آمون وآمون ولد يوشيا،، 11- ويوشيا ولد يكنيا وإخوته عند الجلاء إلى بابل،،

12- وبعد الجلاء إلى بابل يكنيا ولد شألتئيل وشألتئيل ولد زربابل,, 13- وزربابل ولد أبيهود وأبيهود ولد ألياقيم وألياقيم ولد عازور ،، 14- وعازور ولد صادوق وصادوق ولد آخيم وآخيم ولد أليهود،، 15- وأليهود ولد ألعازر وألعازر ولد متان ومتان ولد يعقوب،، 16- ويعقوب ولد يوسف زوج مريم التي ولد منها يسوع وهو الذي يقال له المسيح.

17- فمجموع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلا، ومن داود إلى الجلاء إلى بابل أربعة عشر جيلا، ومن الجلاء إلى بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلا،، 18- أما أصل يسوع المسيح فكان أن مريم أمه، لما كانت مخطوبة ليوسف، وجدت قبل أن يتساكنا حاملا من الروح القدس,, 19- وكان يوسف زوجها بارا، فلم يرد أن يشهر أمرها، فعزم على أن يطلقها سرا،، 20- وما نوى ذلك حتى تراءى له ملاك الرب في الحلم وقال له: ((يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأتي بامرأتك مريم إلى بيتك.

فإن الذي كون فيها هو من الروح القدس،، 21- وستلد ابنا فسمه يسوع، لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم,, 22- وكان هذا كله ليتم ما قال الرب على لسان النبي: 23- ها إن العذراء تحمل فتلد ابنا يسمونه عمانوئيل أي "الله معنا" 24- فلما قام يوسف من النوم، فعل كما أمره ملاك الرب فأتى بامرأته إلى بيته،، 25- على أنه لم يعرفها حتى ولدت ابنا فسماه يسوع --)).

ملاحظة هامة هنا:
يقول متي، عدد 18- ((-- أما أصل يسوع المسيح « فكان أن مريم أمه، لما كانت مخطوبة ليوسف »، « وجدت قبل أن يتساكنا حاملا من الروح القدس» --))، فهذا يعني أنه لم يكن قد تزوجها بعد، ثم جاء في عدد 19- يقول دون مقدمات: ((-- وكان « يوسف زوجها » بارا، فلم يرد أن يشهر أمرها، « فعزم على أن يطلقها سرا » --)). فالأمر الذي يحير الحكيم هو: (هل يوسف هذا "خطيبها" فقط كما قال العدد 18،، أم هو زوجها حقيقةً لذا عزم على أن يطلقها سراً كما قال العدد 19 من نفس الإصحاح؟؟؟ ..... رفقاً بعقولنا أيها السادة، وقولوا لنا صراحة ما أصل القصة التي يدور حولها كل هذا اللغط والتناقض المكشوف؟؟؟

*************************************
على أية حال،، ملخص هذا الإصحاح، قسم الأجيال ما بين « إبراهيم الخليل»، وبين « عيسى » إلى ثلاث مجموعات، كما يلي:

أولا: مجموعة ما بعد الجلاء التي تنتهي "بالمسيح"، وتبدأ بــِ "يكنيا بن شألتئيل"، وهي أربعة عشر جيلاً هم:
((المسيح بن (يوسف زوج مريم!!)، بن (يعقوب!!، بن متان، بن ألعازر)، بن أليهود، بن آخيم، بن صادوق، بن عازور، بن ألياقيم، بن أبيهود، بن زربابل، بن شألتئيل، بن يكنيا))

*************************************

ثانياً: مجموعة الجلاء التي تنتهي بــِ "يكنيا بن شألتئيل"، وتنتهي إلى داود بن يسى، وهي أربعة عشر جيلا هم: ((يكنيا (وأخوته)، بن يوشيا، بن آمون، بن منسى، بن حزقيا، بن آحاز، بن يوتام، بن عوزيا، بن يورام، بن يوشافاط، بن آسا، بن أبيا، بن رحبعام، بن « سليمان »، بن « داود »))،

*************************************

ثالثاً: مجموعة ما قبل الجلاء التي تبدأ بــِ « داود » بن يسى، وتنتهي إلى « إبراهيم الخليل »، وهي أربعة عشر جيلاً هم: (( « داود» بن يسى، بن عوبيد (من راعوت)، بن بوعز(من أرحاب)، بن سلمون، بن نحشون، بن عميناداب، بن أرام، بن حصرون، بن فارض، بن تامار، بن زارح، بن فارض، بن يهوذا (وإخوته)، بن « يعقوب »، بن « إسحق »، بن « إبراهيم » )).

*************************************

ملاحظاتنا:
على هذا فهم يتحدثون عن شخص يدعى: (يوسف، بن يعقوب، بن متان، بن ألعازر، بن أليهود، بن وآخيم، بن صادوق، بن عزور، بن ألياقيم، بن أبيهود، بن زربابل، بن شألتئيل، بن يكنيا، بن يوشيا، بن آمون، بن منسي، بن حزقيا، بن آحاز، بن يوتام، بن عوزيا، بن يورام، بن يوشافاط، بن وآسا، بن آبيا، بن رحبعام، بن سليمان ، بن داود).

وهذا بالطبع ليس هو: (« يوسف»، بن « يعقوب »، بن « إسحق »، بن « إبراهيم» الخليل). ولتأكيد هذه الحقيقة فلنقارن هذا العرض بالحقائق الآتية:

1. وأعتقد أن هذا الملخص يعتبر ذو مرجعية هامة للقراء لمتابعة الخلط الذي وقع فيه النصارى فيما يتعلق بنسب السيد المسيح عليه السلام.

2. فمن هنا يتضح جلياً الفرق الشاسع ما بين يوسف بن يعقوب بن متان بن العازر،،، الذي هو من فترة ما بعد الجلاء، والذي إسمه "يوسف النجار"،،، وما بين يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم (أخو الأسباط)، الذي هو قبل الجلاء.

3. إذاً،، هناك يوسفان ويعقوبان البعد الزمني بينهما كبير (واحد وأربعين جيلاً). فإختلط الأمر على النصارى فتاهوا عن نسب المسيح عليه السلام فنسبوه إلى غير أهله.

4. واضح أن يوسف هذا ليس هو نبي الله « يوسف»، بن « يعقوب »، بن « إسحق »، بن « إبراهيم» الخليل،، لأن إسمه يدل على ذلك: فهو (يوسف بن يعقوب بن متان بن ألعازر،،، الخ)، علماً بأن يعقوب أبو يوسف ليس حفيداً لإسحق بل إبنه من صلبه,

5. إن كان يوسف النجار المقصود به "بن يعقوب" أخو الأسباط، فيستحيل أن يكون معاصراً « لزكريا» والد « يحي »، لأن البعد الزمني بين زكريا ويعقوب (ستة وعشرين ذريةً)، وعلى هذا فإن "يوسف" الذي يدعون بأنه خطيب العذراء ليس هو نبي الله « يوسف»، بن « يعقوب »، بن « إسحق »، بن « إبراهيم» الخليل. بل هو شخص آخر أو شخص وهمي في الأساس أو لعله مدسوس.
6. نبي الله يوسف بن يعقوب بعيد كل البعد عن جيل زكريا، وعمران ومريم العذراء،، فهذه، سقطة وقع فيها النصارى، لا يحسدون عليها و (التاريخ لا يرحم السذج والمضللين).
7. ألياقيم بينه وبين "يعقوب بن متان" (ستة ذريات)، ولا علاقة له مباشرة بـ « يعقوب »، بن « إسحق »، بن « إبراهيم» الخليل.
8. وزربابل بينه وبين "يعقوب بن متان" (ثمانية ذريات)، ولا علاقة له أيضاً مباشرة بـ « يعقوب »، بن « إسحق »، بن « إبراهيم» الخليل،
واضح أن الأمور بدأت تتضح شيئاً فشيئاً،، فما علينا سوى المتابعة والتدقيق في كل المعلومات المتاحة ومصادرها ثم تحليلها وتصنيفها وفلترتها، ثم إعادة ترتيبها قبل عرضها على القراء.

ثم يقول المنتدى أيضاً: قد قال القديس مار يعقوب اسقف اورشليم فى ميمر عن ميلاد السيدة العذراء مايأتى:
((-- تزوج متان من سبط يهوذا ببيت داود من إمرأة فولدت له ولدين الأول « يعقوب والثانى يواقيم »:
- توفى متان فتزوجت إمرأته رجلاً من نسل ناثان أخو سليمان بن داود وكان اسمه متثات بن لاوى فولدت إبناً إسمه هالى فصار أخو يعقوب ويواقيم من الأم
- تزوج هالى إمرأة ثم توفى ولم يخلف نسلا.. فأخذ يعقوب أخوه إمرأته وأنجب منها ابنا سماه يوسف وهو الذى سمى خطيب مريم،
- كان « يوسف ابن يعقوب ودعى بن هالى بالاسم » من اجل قول الله لموسى: اذا مات رجل ولم يخلف ولدا فليأخذ اخوة امرأته ليقيم زرعا لاخيه. وأول ولد يأتى منه ينسب الى المتوفى الذى لم يخلف ولدا، ولذلك « نسب لوقا الى يوسف انه يظن به انه ابن هالى بن متان بن لاوى بن ناثان ».

أما « يواقيم أخو يعقوب فتزوج بأمرأة تدعى حنة وهى اخت اليصابات العاقر امرأة زكريا الكاهن ابو يوحنا المعمدان » ومكثا بعد زواجهما احدى وثلاثين سنة ولم يرزقا نسلا وكانا بارين يتقيان الله ويحفظان وصاياه فأكثرا من الصلاة الى الرب طالبين ان ينزع عارهما ويهبهما نسلا وتعهدا بأنه اذا اعطاهما « زرعا ولدا كان او بنتا يقدمانه قربانا للرب خادما ومسبحا فى هيكله» « فظهر ملاك الرب للقديسة حنة وبشرها بأنها ستلد زرعا يشيع اسمه فى جميع الارض سلاما وخلاصا ورحمة وبركة » فحبلت حنة وولدت بنتا اسمتها مريم ولما اكملت من العمر ثلاث سنوات قدمها ابواها الى الهيكل اتماما لنذرهما وفى السنة السادسة من عمرها توفى ابوها وبعد ذلك بسنتين توفيت امها ايضا، ومكثت فى الهيكل الى ان بلغت الثانية عشرة من عمرها.

ملاحتاتنا: أولا: هذه الرواية مرجعها الوحيد هو عبارة: (... قد قال القديس مار يعقوب اسقف اورشليم فى ميمر)، والذي بالطبع لم يشر إلى مرجعية أخرى سوى ظن لوقا في قوله: (« نسب لوقا الى يوسف انه يظن به انه ابن هالى بن متان بن لاوى بن ناثان ».)... إذاً هذه الرواية مبنية على الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً.

ثانياً: الحديث عن رواية (يواقيم أخو يعقوب وزواجه بأمرأة تدعى حنة، اخت اليصابات ... الخ)، مشكوك فيها من كل المصادر التي راجعناها، إذ ليس هناك أي مصدر لتأكيد صحتها ومن ثم تظل "خبراً"، يقبل النقيضين بترجيح الخطأ، لان الخبر المتزن ينبغي أن يكون فيه شيء من المعقولية والمنطق والموضوعية، لأنه لا يمكن قبول رواية البابا كيرلس هذه دون نظر ودراسة وتحليل لأدلة كافية ومقنعة. والأدلة من إنجيل متي تقول بأن يعقوب المقصود هنا هو "يعقوب بن متان" ولي يعقوب بن إسحق بن إبراهيم.

ثالثاً: عبارة (« فظهر ملاك الرب للقديسة حنة وبشرها بأنها ستلد زرعا... الخ)، لم يقل البابا مَنْ ذلك الذي أبلغه بهذه الرواية "فإن صحت" فهي إيحاء من الملاك إلى القديسة حنه"، وبالتالي يعتبر خبر مرجوح وليس راجحاً، لأن الراوي شهد بشهادة غيره ولم يقل بأنه شهد وسمع الملاك يقول ذلك "تحديداً".

رابعاً: أهذا كل شي عن قصة مريم العذراء؟ لا شيء يميزها عن غيرها من النساء حتى بلغت الثانية عشر؟ لِمَ كلٌّ هذا التقتير في حق إمرأة قديسة متميزة أدعي بأنها (أم الله)، (تعالى الله عن ذلك القول علواً كبيرا).

خامساً: واضح أن الملآك جبريل ليست مهمته فقط أن يأتي للأنبياء والمرسلين،، بل يأتي لكل واحد أو واحدة وفي أي وقت، فقد ظهر لزكريا، كما ظهر لليصبات زوجته، وظهر أيضاً للقديسة حنه،،، الخ ... عجباً،

سادساً: لم يأت ذكر لعمران والد مريم العذراء، رغم أنه (بن فارص، بن السبط يهوذا، بن يعقوب، بن إسحق، بن إبراهيم الخليل)،، وقد إختلط عليهم الأمر في ما بينه وبين (عمران إبن السبط لاوي إبن يعقوب، ووالد (موسى وهارون)، علماً بإنه هو الإصطفاء الرابع، الذي ينتهي (بعمران الحفيد، والد مريم العذراء) وآخر ذرية آل عمران. بل،، والأنكى وأدهى وأمر من ذلك أنه قد ذكر بدلاً عنه يواقيم أخو (يعقوب، بن متان، بن ألعازر، بن أليهود، بن وآخيم، بن صادوق، بن عزور، بن ألياقيم، بن أبيهود، بن زربابل، بن شألتئيل ،،،) من أمِّهِ "كما يقولون" وبدون دليل.

سابعاً: وهو حجر الزاوية والفيصل في هذه القصة الملفقة:
1. قالوا إن (يوسف إبن يعقوب أو إبن هالي) بن إسحق،
2. نسب لوقا إلى يوسف أنه « يُظَنًّ » به أنه بن هالي بن متان بن لاوي بن ناثان,
3. يواقيم أخو يعقوب بن متان تزوج حنة أخت اليصابات العاقر إمرأة زكريا الكاهن،، ولم يرزقا طفل طوال واحد وثلاثين سنة ثم رزقا العذراء مريم، وقد أثبتنا بالأدلة من كتابهم المقدس إستحالة ذلك لإختلاف الشخصيات وفي نفس الوقت لإختلاف العصور والفارق الزمني الكبير،

ثم إنتقل منتدي أسرة البابا كيرلس السادس العلمية إلى نسب يوسف النجار ومريم العذراء:

قال في ذلك: ((-- وضع القديس يعقوب الرسول جدول وملخصة أن هناك أخوان (متثات – متان)، ومات متان بدون نسل فتزوج متثات زوجة أخية المتوفى متان فأنجب ولدين هما) هالى, و يواقيم).
ومات هالى بدون نسل, فتزوج يعقوب من أرملة هالى وأنجب منها (يوسف النجار)، ويعقوب هذا («إما هو أخو هالى ويواقيم أو قريباً لهما » زوج حنة أم مريم العذراء. وأنجب يواقيم بنتين بإسم مريم:
الأولى مريم العذراء، والثانية مريم زوجة كلوبا التى ولدت) يعقوب و يوسى و سمعان و يهوذا)، وهؤلاء يقال لهم إخوة يسوع.
وبحسب هذا النسب يكون يوسف النجار إبن عم مريم العذراء، وكلوبا أو (حلفى) إما يكون أخو يوسف النجار أو قريباً له. وهو زوج أختها الصغرى مريم التى أنجب يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا.

ملاحظتنا: هي أن: أخوة يعقوب لكل من (هالي ويواقيم)، محل شك وريبة لم تحسم، فالرواية تقول: …) ويعقوب هذا إما هو أخو هالى ويواقيم أو قريباً لهما ...), وبالتالي ليس هناك ما يمنع إمتداد الشك بدرجة أكبر في الرواية التي تدعي (... زواج حنة أم مريم العذراء من يواقيم هذا). فلننظر إلى النصوص التالية:

يقول متى 13: (55- أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا)؟
ألا يتعارض هذا مع الرواية السابقة التي تقول (... وأنجب يواقيم بنتين بإسم مريم: الأولى مريم العذراء، والثانية مريم زوجة كلوبا التى ولدت) يعقوب و يوسى و سمعان و يهوذا)، وهؤلاء يقال لهم إخوة يسوع؟ خاصة وأن مريم أم هؤلاء "في الرواية" ليست العذراء أم المسيح، ولكن مريم أختها الصغرى (المجدلية)، زوجة كلوبا الذي يعتقد "ظناً" إما أخو يوسف النجار أو قريباً له. فكيف وقع متي في هذا الخلط المعيب بين الأختين؟؟؟

وفي مرقس، إصحاح 15:) 40- وَكَانَتْ أَيْضاً نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي. (....الخ،،
مزيد من الخلط والتعقيد والتشكك، لا أكثر.

وفي مرقس، إصحاح 16:) 1- وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ) ..... فإن كانت مريم الأخرى هي أم يعقوب التي إشترت مع سالومة الحنوط، تكون بالطبع مريم المجدلية هي العذراء (حسب رواية مرقس) هذه ،،، أليس كذلك؟؟؟.

إذاً،،، أين الحقيقة ما بين هذه الروايات الكثيرة، بالإضافة إلى رواية لوقا التي عرضنا تفاصيلها فيما سبق؟؟؟
كما يقول منتدي أسرة البابا كيرلس السادس العلمية أيضاً: وهناك عدة أراء بخصوص يوسف النجار:
1. يوسف إبن يعقوب بالجسد.
2. يوسف إبن هالى بالتبنى.
3. هالي هو جد مريم العذراء (حسب التلمود اليهودي وكتب اليهود),
4. حينما تزوج يوسف من العذراء نُسِبَ إلى هالي.
5. يقول البعض أن هالي كان والد مريم العذراء وليس جدها فهو اسم ثانٍ لاسم يواقيم.
وعلى هذا المنوال يكون يوسف النجار أخو مريم العذراء، وهذا ليس صحيحاً.
6. والد مريم العذراء لم يكن له ابن لذلك دُعِىَ يوسف خطيب مريم ابناً له. وقد حدث هذا فى القديم:
- هقوص تسمى باسم حميه برزلاى الجلعادي: "وَمِنَ الْكَهَنَةِ: بَنُو حَبَابَا بَنُو هَقُّوصَ بَنُو بَرْزِلاَّيَ الَّذِي أَخَذَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ بَرْزِلاَّيَ الْجِلْعَادِيِّ وَتَسَمَّى بِاسْمِهِمْ" (نحميا 7: 63).
- راعوث أصبحت بنتاً لنعمى حماتها (راعوث 2: 2).

ثم يقول: وهكذا يمكن أن ينسب الرجل لحميه. والبنت لحماتها أو حميها. وهناك رأي آخر يقول أن اليهود كانوا إذا تعذر عليهم معرفة الأب ينسبون الطفل لجده أبو أمه. ولذلك قال لوقا « أنه على ما كان "يظن" ابن يوسف ابن هالي ». ويوسف كان قريباً للعذراء مريم وكلاهما من سبط يهوذا ومن نسل داود الملك. وكانت عادة عند اليهود أن يزوجوا ويتزوجوا من الأقارب.

ويوسف ابن هالي الشرعي ووارثه، مع أنه كان ابن يعقوب الطبيعي الحقيقي، فيكون متان تناسل من سليمان واقترن باستا، ومنها خلف يعقوب, وبعد وفاة متان اقترن متثات الذي كان من سبط يهوذا ولكنه من عائلة أخرى، بأرملة متان، فولد هالي, فكان يعقوب وهالي من أم واحدة, ومات هالي بدون نسل، فتزوج أخوه أرملته، وخلف يوسف، فكان ابن هالي الشرعي.

ملخص هذه الرواية أيضاً،، كما هو واضح،، أن نسب مريم (محل شك متعاظم)، وليس هناك في كتبهم المقدسة بل وفي كل الإجتهادات النصرانية الأخرى أي مصدر لتأكيد هذا النسب،، فهو مجرد ترجيحات عجز أصحابها عن تأكيدها. وكذلك الحال بالنسبة لنسب يوسف النجار فيه (شك ولغط كبير،، بل وخلط مخزي)، وليس مكان إجماع يمكن الركون إليه. و إن كان هذا لا يهمنا شأنه الآن،، ولكن لمجرد الوصول إلى الحقيقة.

ماذ يعني قال تعالى: (ذَٰ-;-لِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ-;-). فالمسألة في النهاية تُقَصِّرُ من قطر الدائرة التي تحصر موقع التلاعب والتحايل لتغيير الحقائق،، فالمسعى لإسقاط علاقة عمران بالسيدة الكريمة مريم العذراء هو حجر الزاوية في كل هذه الربكة المحيرة حقيقةً.

كما أن هناك من يقول عن نسب نبي الله داود إنه: (( بن أيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوينادب ابن إرم بن حصرون بن فرص (بن يهوذا بن يعقوب ( بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام).
إذاً،، داود (بن يهوذا بن يعقوب) بن إسحاق بن إبراهيم، فداؤد ينتمي إلى السبط (يهوذا بن يعقوب) عليهم السلام،
أما عمران والد مريم العذراء ينتهي نسبه إلى موسى بن عمران عليه السلام.
إذاً،، أين تكمن الحقيقة؟
وما هو النسب الصحيح لوالدة عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام،، وسط كل هذه التكهنات والتخرصات والتناقضات المخلة بالحق والحقيقة؟؟

واضح أن النصارى قد إستنفذوا كل ما لديهم من أدلة ومراجع وحجج، أثبتت كلها عجزها تماماً عن تحديد النسب الصحيح لنبي الله ورسوله عيسى عليه السلام. أما يسوع المنسوب ليوسف النجار أو لغير عمران فهذا شخص لا نعرفه ولا نعترف به، ليس إدعاءاً ولكن ما سنثبته بالتحليل والدراسة والبراهين فيما يلي:

***************************************************************
الباب الثاني: الحق المبين:
فلنبدأ من قوله تعالى في سورة آل عمران: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ-;- آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ 33)، (« ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ » وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 34):

إذاً،، إصطفاءات الأنبياء والرسل لا تخرج من أربعة مصادر حددها خالق السماوات والأرض بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ-;- ...):
1. (... آدَمَ ...),
2. (... وَنُوحًا ...),
3. (... وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ...),
4. (... وَآلَ عِمْرَانَ ...),
(... عَلَى الْعَالَمِينَ 33)، (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 34):
(‌أ) نبي الله « أدم»، وذريته التي سبقت « نوح »،
(‌ب) و « نوح »، وذريته التي سبقت « إبراهيم»،
(‌ج) و « إبراهيم » وذريته التي سبقت "عمران
(‌د) وعمران (والد موسى وهارون وجد عمران والد العذرء البتول مريم").
هذه تعتبر خارطة الطريق لمسار النبوة والإصطفاءات الأربع التي سبقت مجيء المسيح عيسى، وأسباب ومبررات ومقتضيات مجيئه في الأساس هي محور الدراسة التي نقوم بها في مواضيعنا السابقة واللاحقة.

فلنتابع خارطة الطريق هذه خطوة بخطوة فيما يلي:
الإصطفاء الأول (الأساسي): هو « آدم » عليه السلام، وذريته، بدأت به حيث كانت البشرية تتكون منه وزوجه فقط فكان إصطفاؤه عليها (خليفةً في الأرض). قال تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ 30).

قد يظن البعض أنَّ إصطفاءَه كان من الملائكة أو إبليس أو غيرهم من الخلق،،، الخ، ولكن الجواب بديهي ومنطقي يؤكده باقي الإصطفاءات الثلاثة الأخرى التي لم تخرج من نوع البشر (ولد أدم)، وهو « نوح »،، وآل « إبراهيم»،، وآل عمران، على كل العالمين، وإلى أن تقوم الساعة.
أما ذريته فهي كل البشر، ولكن الإصطفاء التي كانت منها هي نبي الله « إدريس » (أخنوخ)، بن يارد بن مهللئيل، بن قينان، بن أنوش، بن شيت، بن « آدم » عليه السلام.

الإصطفاء الثاني (هو إصطفاءٌ من الإصطفاءِ الأوَّلِ): وهو « نوح » بن لامك، بن متوشالح، بن « إدريس (أخنوخ) »، بن يارد بن مهللئيل، بن قيثان، بن أنوش، بن شيت، بن « آدم » عليه السلام.
حيث أن ذريته هي: (حام، و سام, و يافث),

الإصطفاء الثالث (هو إصطفاءٌ من الإصطفاءِ الثَّانِي): وهو آل إبراهيم: أولهم هو « إبراهيم » (خليل الرحمن) وأبو الأنبياء والحنفية، بن تارح (آزر)، بن ناح, بن سروج, بن رعو, بن فالج, بن عابر, بن شالح, بن أرفكشاد, بن سام, بن « نوح » عليه السلام،
وله أربع زوجات هنَّ: سارة، هاجر، قنطورا، حجون، وستة أبناء هم:
1. « إسماعيل » (الأبن الأكبر) الذبيح عليه السلام: من السيدة هاجر،
2. « إسحق » عليه السلام: من السيدة سارة،
3. مدين، و زمران، و يقشان، و سرج، و نشق، وآخر غير معروف إسمه: من السيدة قنطورا،
4. كيسان، و سورج، و امم، و لوطان، و نافس :من السيدة حجون،

نبدأ أولاً بالإصطفاء الرابع: آل عمران، والمقصود هو عمران (والد موسى وهارون)، وهو إصطفاء من الإصطفاء الثالث (آل إبراهيم)، من ولد نبي الله « إسحق »: وهم كما يلي:

أولاً: « موسى» (كليم الله)، وأخيه « هارون »: هو (بن عمران بن قاهث بن عازر)، بن لاوي، بن « يعقوب »، بن « إسحق »، بن « إبراهيم الخليل ». ويخطيء اليهود والنصارى عندما يحسبون نبي الله إبراهيم الخليل من ضمن أنبيائهم ورسلهم،، والحقيقة غير ذلك تماماً لأن مرجعيتهم الدينية محصورة فقط في "آل عمران" الذين يبدأون بعمران والد موسى وهارون وينتهون بعمران والد مريم العذراء. فليس هناك ما يبرر هذا الإدعاء الباطل.

وقد قال الله تعالى في ذلك بسورة آل عمران: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ « لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ » أَفَلَا تَعْقِلُونَ 65)؟؟؟، (هَا أَنتُمْ هَٰ-;-ؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ « فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ؟؟؟» وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ 66)، («مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا » وَ « لَا نَصْرَانِيًّا » وَ «« لَٰ-;-كِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا »» - وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 67)، (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ « لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ » وَ « هَٰ-;-ذَا النَّبِيُّ » وَ « الَّذِينَ آمَنُوا » - وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ 68). الكلام واضح ومباشر ومؤكد بالواقع.

ثانياً: « زكريا » عليه السلام،، وهو (بن لدن، بن مسلم، بن صدوق، بن حشبان)، بن « داوود »، (بن مسلم، بن صديقة, بن برخيا, بن بلعاطة, بن ناحور, بن شلوم, بن بهناشاط, بن غينامن, بن رحبعام)، بن « سليمان », بن « داوود », (بن إيشار, بن عويد, بن عابر, بن سلمون, بن نحشون, بن عميناذب, بن أرم, بن حصرون) بن فارص, بن يهوذا, بن « يعقوب »، بن « إسحق »، بن « إبراهيم » الخليل،،،، وإبنه « يحي» عليهم السلام.

ثالثاً: عمران والد العذراء هو: عمران، بن باشم, بن أمون, بن ميشا, بن حزقيا, بن احريق, بن موثم, بن عزازيا, بن امصيا, بن ياوش, ين احريهو, بن يازم, بن يهفاشاط, بن ايشا, بن إيان, بن رحبعام, بن « سليمان », بن « داوود », بن إيشار, بن عويد, بن عابر, بن سلمون, بن نحشون, بن عميناذب, بن أرم, بن حصرون, بن فارص, بن يهوذا, بن « يعقوب », بن « إسحق », بن « إبراهيم الخليل » ،،،، وإبنته الصديقة البتول العذراء مريم أم عيسى عليه السلام.

ملحوظة: من المقارنة التي أجريناها ما بين « زكريا »، وعمران والد العذراء نصل للحقائق التالية:
1. الإثنان من بيت حصرون بن فارض، (بن يهوذا, بن « يعقوب») بن « إسحق »،
2. « زكريا » ينحدر من (بهناشاط) بن إيشا بن أيان بن رحبعام،،
أما عمران فينحدر من (بهفاشاط) بن إيشا بن أيان بن رحبعام.
وهذا يعني أن (بهناشاط، و بهفاشاط) إبنان لإيشا بن أيان بن رحبعام بن « سليمان »،
3. « زكريا » هو (بن لدن، بن مسلم، بن صدوق، بن حشبان، بن داوود، بن سليمان، بن مسلم، بن صديقة، بن برخيا، بن بلعاطة، بن ناحور، بن شلوم، بن بهناشاط، بن غينامن), بن رحبعام، فالبعد الزمني بينهما هو (أربعة عشر ذرية)،
أما عمران والد العذراء هو (بن باشم، بن أمون, بن ميشا, بن حزقيا, بن احريق, بن موثم, بن عزازيا, بن امصيا, بن ياوش, ين احريهو, بن يازم, بن يهفاشاط , بن ايشا, بن إيان)، بن رحبعام، فالبعد الزمني بينهما هو (أربعة عشر ذرية) أيضا، مما يعني أنهما متزامنان ومعاصران لبعضهما البعض وهذا هو الواقع المتفق عليه فيما يتعلق بزكريا ووالد العذراء البتول عليها السلام.
4. رحبعام بن « سليمان » بن « داود » عليهما السلام, وهذا يعني أن زكريا وعمران والد العذراء من بيت سليمان بن داود.

مقارنة بين عمران والد موسى و "حفيده وآخر ذريته" عمران والد العذراء:
أولاً عمران والد موسى:
1. ليس نبياً ولا رسولاً،، وأبناؤه نبيان هما: « موسى »، « هارون » ، وهما أعلى مرجعية دينية لليهود والنصارى. ولهم أخت تكبر موسى عليه السلام بعدة سنوات، إسمها مريم،
2. هم من بيت (لاوي بن يعقوب) بن إسحق، وهذا يعني أن هناك بون شاسع واسع ما بين مريم أخت « موسى »، و« هارون » وبين مريم العذراء لعدة حقائق،، أهمها:
(أ): مريم أخت « موسى »، « هارون » هي من بيت (لاوي بن يعقوب)،،
(ب): مريم العذراء، إبنة عمران هي من بيت (يهوذا بن يعقوب)،،.
(ج): بالإضافة إلى أن أخت « موسى» بينها وبين « يعقوب » (ثلاث ذُرِّيَاتٍ) فقط
(د): بينما مريم العذراء بينها وبين « يعقوب» (سبعة وعشرون ذرية) بالتمام والكمال,

يبقى السؤال الجوهري الملح هو: ،،، من يواكيم هذا الذي "يظن" جميع النصارى أنه والد العذراء مريم؟
فكيف يمكن أن يبقى "يواكيم بن يعقوب بن متان بن ألعازر"،،، أو غيره, كل هذا الزمن السحيق ليتزوج من إمرأة هي أخت زوجة زكريا عليه السلام؟؟؟
لم نجد مصدراً واحداً إستطاع أن يجزم بحقيقة والد السيدة الصديقة العذراء البتول مريم لا من الكتاب المقدس ولا من مراجع أهل الكتاب على إختلافها وتعددها.

على أية حال،، فلنشاهد بعضاً من هذه الروابط ويمكننا تقديم المزيد منها عن يواكيم هذا، إذا دعى الأمر لتأكيد ما توصلنا إليه.
http://mb-soft.com/believe/tao/joachim.htm

ويكفي برهاناً أن شهد شاهداً من أهلها:
الأخ رياض – بالحوار المتمدن), قد أدلى بدلوه،، وجاء بإعترافات مهمة للغاية،، وعلى ما يبدوا أنه إجتهد فيها كثيراً لمجردة شعوره بالأسى من المعلومات التي لم تكن مرضية له. ونعتقد أنه قد يلزم أن نشير إلى بعض المقتطفات منها إذا وجدنا لذلك داعٍ، ثم نترك الباقي للمشاهد الذي سيجدها بكامل نصها على هذا الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=176929
http://www.albshara.net/archive/index.php/t-1494.html

الآن،، وبعد أن إتضحت الأمور جليةً بأن هناك أيدٍ آثمة ونوايا مغرضة عبثت (عن عمد) في نسب السيد المسيح وأمه عليهما السلام،، كان لا بد من أن يتدخل الوحي السماوي ليصحح كل هذه الإفتراءات ويقومها، ويضع الأمور في نصابها الصحيح، لذلك فقد أنزل الله تعالى سورتان كبيرتان "مشفرتان" لمعالجة هذا العبث الذي ظن أصحابه أن الله تعالى غافل عما يعملون،، فجعلهم يمكرون المكر السيء حتى نهايته، ثم تركهم حتى إطمأنوا بأن سرابهم كان ماءاً فلما جاؤوه لم يجدوه شياً،، فلم ينفعهم مكرهم بل أصبح وبالاً عليهم. وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال،، ولكن الله "شديد المحال"، يمهل ولكنه لا يهمل.

فالسورة الأولى المعجزة سماها سورة "آل عمران"،، لأن اللغط كله والعبث جاء في هذا الإصطفاء الثالث الذي يخص أهل الكتاب من يهود ونصارى. والذي به عمرانان إثنان، أحدهما "عمران والد موسى وهارون وأختهم مريم"، والثاني "عمران والد العذراء البتول، والحفيد الأخير لعمران والد موسى)، وجَدُّ المسيح عيسى عليه السلام من جهة أمه. وقد شفرها بالآية الكريمة المعجزة (ألم).

والسورة الثانية سماها سورة "مريم"، والمقصودة هي مريم العذراء البتول أم الحبيب عبد الله ورسوله ونبيه المسيح عيسى عليه السلام،، فصحح فيها مسار قصة ونسب وفضل هذه الصديقة وبين لماذا إصطفاها على نساء العالمين،، ولماذا يستحيل أن يكون لعيسى أباً من البشر أو غيره، وأنَّ خلقه تماماً كخلق آدم "من تراب". ولأن أهل الكتاب عُرفوا باللجاجة والمغالطات والمماحكة، فقد شَفَّرَهَا أيضاً بحروف مقطعة هي الآية الكريمة (كهيعص).

فالآن،، لم يبق أمامنا – في موضوعنا القادم – سوى وضع النقاط على الحروف التي باتت ظاهرة ومحددة المعالم من خلال التحليل الذي عرضناه بكل شفافية أمام القراء الكرام،، ولا شك في أن الموضوع سيزداد وضوحاً بفكرهم الثاقب وحسهم العالي وتدبرهم القاصد،، إلَّا من أبى، فأحاط به عمله فجعله الله به كصفوان عليه تراب، أصابه وابلٌ فتركه صلداً،، والله المستعان على ما يصفون.

أشكر لكم صبركم وتحملكم الإطالة والتفصيل، الذين لا مناص لنا منهما في سبيل الوصول إلى الحقيقة أو إلى عناصر متقدمة في السعي إليها بإعمال الفكر وتحري الموضوعية والشفافية والأمانة العلمية.



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (رد على تعليقات):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (طس، طه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ل):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القر ...
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (ياء):
- حوار العقلاء2 (ردود):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ط):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ح):
- حوار العقلاء:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ز):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(و):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (د):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:


المزيد.....




- أحباب الله.. نزل تردد قنةا طيور الجنة الجديد 2024 وفرحي أولا ...
- حدث أقوى أشارة لتردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات وعر ...
- هذا ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الوشيك
- حامل ومعها 3 أطفال.. انقاذ تلميذة اختطفتها جماعة بوكو حرام ق ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ن (آل عمران):