أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحسن - أسرار الساعة الحادية عشر والربع..!














المزيد.....

أسرار الساعة الحادية عشر والربع..!


محمد الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لوعة السلطة أكبر من لذة الإستمتاع بها؛ تكمن في كيفية الحفاظ عليها ردحاً من الزمن, وعذابات فقدها, تجعل للحاجة مئة إختراع, غير إنّ أصحاب تلك الإختراعات, يقتربون من المتسلط الفعلي بنسب مختلف, لكنّهم ليسوا الحاكمين, فالحاكم لا يضمّن في شروط التفاوض, شرطاً يقضي بتنازله أو تركه للسلطة..قد تحتوي الطاولة على ثروات الدولة, أو حتى أمنها القومي, إلا الكرسي, لن يخوض به الحاكم "لو نازعني عليه هذا لقتلته"..!
تسير رياح التغيير, بعكس إرادة سفن الحكام في أحيانٍ كثيرة؛ سنة السقوط حتمية, ومواكبة لكل حركات السياسة في عصور ما قبل إعتماد الديمقراطية, أو حتى في أماكن لم تألفها, ولا تحبذ التعامل بها؛ تلك الأماكن تعيش في زمن القبيلة بشكلها الحداثوي..يتعسّر على النظام وحده ضمان حصول التبادل السلمي والتغيير المنطقي, المبني على مبدأ النجاح والفشل, والثواب والعقاب.
أهل الحل والعقد, حملوا مشعل التغيير, فلم يعد الأمر يخضع لمساومات "اللحظة الأخيرة" ..إصرار الداخل, كان شجاعاً, ومبدئياً: "لا تفاوض حول الثالثة" والخارج, له تقيماته التي ترجمت عبر إشارات أرسلها سلفاً, فقبل أكثر من عام زار السيد المالكي البيت الأبيض, زيارة أحدثت جدلاً كبيراً داخل أروقة الكونجرس من جهة, وفي طبيعة تعامل الإدارة الأمريكية مع الضيف من جهةٍ أخرى..في إيران, كان المشهد مقارباً لما حصل في النصف الآخر من الكرة الأرضية, موقع مقرّب من المؤسسة الأقوى في طهران, يوجّه نقداً لاذعاً لرئيس الحكومة العراقية, مستبعداً حصوله على فترة ثالثة, نتيجة إخفاقات الملف السياسي والأمني.
توافق واضح, ورسائل صريحة, بإمكانية تخلي أقوى الداعمين لشخص رئيس الوزراء السابق, والذي يعد جزء المشكلة, بحسب قطاعات سياسية واسعة في الداخل العراقي. الصورة غير مبهمة هنا, في العراق, أغلبية واسعة تدخل البرلمان الجديد, تحت يافطة التغيير, غير إن الساعات الدستورية تنقضي حاملة معها هموم العراقيين, فإما إستنساخ المزيد منها, أو وضعها على طريق الأمل بجديدٍ ما, وليس أفضل من تغيير الأشخاص, كرسالة كاشفة لنوايا صادقة بتغيير المناهج..!
يبدو إن القيادات الدينية, والسياسية العراقية تجاوزت اللحظة العاطفية التي يقبع بها العديد, وتجلى في مواقفها منطق الطب, وحكمته في درء الأخطار بدواءٍ مر, لكنه بفائدة عظيمة..تشخيص الحل, جزء العلاج الأهم, والتمسك به يمثل الحل نفسه, فإن حدث, ستكون السكة مهيئة لسير العربة.
ليس للخارج, رؤية إيجابية شاملة أو تقييم منسجم مع الهم العراقي, بيد إنّ التمسك بالحل, الذي توصلت إليه القوى الرافضة للولاية الثالثة, أجبر الأقليم والعالم, على تفهّم المأساة العراقية, وإرادة الحياة المختزلة في العزم على إنهاء الأزمة وخنق القصبات التي تزودها بالأوكسجين.
لحظات أخيرة تسير ببطئ, تحفها المصاعب, والمجهول, لم تنته إلا بإعلان له عدة مداليل, بعنوان بارز لا يقبل التأويل: الرجل الثاني في حزب الدعوة, والرئيس الرسمي لكتلة الدعوة (في المفوضية) وثاني أركان دولة القانون, مرشحاً لرئاسة الوزراء, وإعتراض شديد من قبل السيد المالكي!..
لم يستسلم الرئيس بسهولة, جمع كل قواه المنهارة, ليخرج بثمانٍ وعشرين مقعد فقط!..في الجهة الأخرى, نشر الحزب, رسالة المرجعية المؤرخة في الحادي عشر من رمضان, والمتضمنة لرفض ترشيح السيد المالكي..الحزب يختلف داخلياً, ويقف الوقفة الرسمية الأولى ضد أمينه العام. توالت التهديدات, وقدّم المالكي شكواه, متهماً أخوته الأشقاء بالدعشنة تارة, والخيانة تارة أخرى.
المشهد أعقد مما يتصوره السيد الرئيس, فبيانات الترحيب تترى من شرق الأرض وغربها, مرحبة بالقادم الجديد, ومعربة عن نيتها بالتعاون الكامل مع الحكومة الجديد, سيما في موضوعة الإرهاب..إيران كانت على رأس قائمة المهنئين, سبقتها أمريكا, غير إنّ البيت الأبيض, سار بمنوال موازٍ لكلمات الحاج (أبا إسراء)..في العراق, يخطب المالكي, وبعد أقل من ساعة يرد عليه البيت الأبيض ببيان لا يخلو من لهجة تهديد, وكانت الكلمة الفصل للتهديد المعلن الذي نطق يه الوزير الأمريكي (جون كيري) من أستراليا "حيث حذر المالكي من زج القوات المسلحة في التدخل بعملية التداول السلمي للسلطة" بعدها بساعات قليلة, جاء تحذير المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية ماري هارف للمالكي "من أي محاولات إكراه أو تلاعب" في عملية تسليم السلطة. وأكدت هارف: "إننا نرفض أي محاولة عبر القانون أو بطرق أخرى لحل الأزمة بالأكراه أو عبر التلاعب بالعملية الدستورية أو القضائية..هناك عملية دستورية جارية حالياً ونحن ندعمها".
ليس بالضروة الإنصياع لتهديد الخارج, فكان بالأمكان القبول بمقترحات الداخل, سيما إن الحزب الذي ينتمي إليه السيد المالكي, مثّل أحد محاور التغيير المهمة..قد يسلب التوفيق من المرء بعض الأحيان؛ تهديد الحسناء الأمريكية, لم يمضِ عليه يوماً كاملاً.."ترقبوا بياناً هاماً للسيد رئيس الوزراء نوري كامل المالكي, يسحب ترشيحه فيه لصالح العبادي,سيبث في الساعة الحادية عشر والربع" هذا العاجل من على قناة العراقية..!



#محمد_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكتبها التاريخ..تنازل أم رضوخ؟!
- من..يأسف على ما؟!..
- عالية نصيف: هكذا سقطت الموصل!..
- حكومة عابرة للديمقراطية..!
- -نيران جهنم-..فقاعة!..
- العودة إلى مربع 2003..!
- أغبياء بلا حدود..!
- القائد العار..!
- للمرجعية خصوم..ولكن!
- هادي العامري..يترجم القيادة!
- كان هنا عراق..!
- العراق والعهر الأردني..!
- (البيشمركة) ترد الجميل..!
- قنوات (الدعش) الديمقراطي..!
- لم يسلمها (أبي رغال)..!
- المرجعية وشراكة داعش..!
- الجماهير..بين الرفض والتجديد!
- الكتلة المنجية..!
- الحكومة القادمة..شراكة الأقوياء
- تحليل خطاب المرجعية الإنتخابي


المزيد.....




- ترامب لا يتوقع أن تغزو الصين تايوان.. ويوضح السبب
- لماذا أدى انقطاع خدمات شبكة أمازون إلى تعطّل منصات ومواقع عا ...
- القضاء الأمريكي يسمح لترامب بنشر جنود الحرس الوطني في بورتلا ...
- انقطاع الكهرباء بمناطق شمالي أوكرانيا بعد هجوم روسي
- بدء أعمال هدم الجناح الشرقي للبيت الأبيض.. وترامب: سنبني قاع ...
- من بطلة إلى -داعمة للإرهاب-.. لماذا انقلب الإعلام الغربي ضد ...
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. انتشال جثامين أكثر من 400 شهيد وإصاب ...
- تحقيق للجزيرة يكشف تفاصيل مقتل هند رجب وعائلتها بحرب غزة
- ضغوط أمريكية ودعوات ألمانية وأممية للالتزام باتفاق وقف إطلاق ...
- ترامب يختار رجل أعمال رائد في زراعة القنّب مبعوثا خاصا إلى ا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحسن - أسرار الساعة الحادية عشر والربع..!