عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 09:21
المحور:
الادب والفن
على بُعد مائة متر من اليأس
على بُعْدِ مائة مترٍ من اليأسْ
سأحاولُ كَسْرَ الرقمِ القياسيّ
للبقاءِ بعيداً
عنْ أيّ أمل .
وعندَ خطِّ النهايةِ
ستكونينَ هُناك .
المرأةُ الوحيدةُ التي تحملُ إكليلاً من الأسى
لرجلٍ مهزوم .
المرأةُ الأخيرةُ التي سيغفو وجهها الحُلْوُ
، مثلُ ميداليّةٍ للنسيان ،
فوق صدري اليابسِ النَبْض .
***
المأتمُ هائل .
والعيدُ " صغير " .
لا عزاءَ في الكلمات .
العزاءُ في مكانٍ آخر .
لا أدري أين .
وأنا ..
أبكي الآن بمرارة .
ليسَ لأنّني أعرفُ " الميّتَ " جيداً .
بل لأنّني لا أعرفُ أين سَيُقامُ مجلسُ " الفاتحة " ،
على هذا " العَيْش " .
***
أنتَ ..
غرفتكَ الفارغة .
قلبكَ الفارغَ ، الذي يريدُ أن يتحوّلَ إلى ليل .
هذا هو أنت .
إذهَبْ الآن إلى غرفتكْ اليابسة .
بشَعْرِكَ الأشْعَثِ ، و ثوبكَ الجنائزيّ .
إغلقْ الباب عليكّ جيداً ،
و حَقِّقْ أحلامَكْ .
تلك الأحلام التي لن تستطيعَ تحقيقها ،
ولو بعد مائة عام .
وعندما ستخرجُ أخيراً
من هذه المملكة البيضاء
، بكامل أناقتِكْ ،
ناصعاً مثلُ أميرٍ صغير ،
فأنّكَ لنْ تكونَ بحاجةٍ
لشيءٍ لم يحدثْ بعد .
لحُلمٍ إضافيّ .
لأمرأةٍ اخرى .
أنتَ الذي ..
لمْ تَعُدْ أنت .
***
أصحو كلّ صباح ،
وأتعثّرُ بي .
كأنّني لم أكنْ في ذلك الليل وحدي .
الليل الذي أمُرُّ بهِ كل صباح
في طريقي الطويل
إلى أحلام بديلة .
أنا الذي أنبُشُ في رائحةِ الشراشفِ الداكنة
باحثاً عن فانوسٍ قديم .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟